هل تحلمين بالحصول على فرصة عمل مناسبة فقد ما عليك سوى أن تتعرفين معنا علي أسس إجراء مقابلة عمل ناجحة كما ننقلها لك فى جولتنا التالية ...

اتفق خبراء التوظيف على مجموعة من المهارات الواجب توافرها فى الشخص المتقدم إلى وظيفة ويريد اجتياز المقابلة بنجاح، وقد لخصتها المحررة جاكلين سميث بمجلة «فوربس » المهتمة بعالم الأعمال فى التالى:

- تحديد الأولويات عامل مهم للغاية حيث يكشف عن عقلية المتقدم إلى الوظيفة وقدرته على التخطيط والتنظيم وحل المشكلات وإنجاز المهام الموكلة إليه.

- الذكاء الاجتماعى يمكن الموظف من التعامل مع زملائه بمختلف درجاتهم الوظيفية ما يكسبه ثقتهم والاستفادة من خبراتهم ومهاراتهم ويمكنه من تقبل وجهات النظر الأخرى.

- مهارات التواصلتمكنك من إقناع الآخرين بأفكارك وتجعلهم يستمعون إليك.

- القدرة على العمل تحت ضغطلا تعنى أنك مقبل على معركة لكن التحمل والصبر والهدوء أمر مهم جدا فى عالم الأعمال خاصة عند مواجهة الأزمات، فصفاء الذهن فى مواجهة الضغوط يمكنك من اتخاذ القرار الصائب واجتياز المشكلات بنجاح.

- ثقتك بفريق عملك تجعلهم سندا لك عند الأزمات لأنهم بدورهم سيثقون بك، لكن هذا لا يعنى الدعم المطلق بل يجب معرفة كيف ومتى تظهر تعاطفك ومساعدتك، ومتى تكون حازما.

- تحلى بتحمل المسئولية والشخصية القيادية التى لا تكسرها المواقف الصعبة أو التحديات.

- وأخيرا عليك أن تظهر كل تلك القدرات السابقة من خلال إجابتك على ما يوجه لك من أسئلة بثبات وعدم إظهار الضيق أو القلق أو الارتباك مهما كانت شخصية المدير فظة أو عنيفة،وتعامل مع أى نقد بشكل إيجابى، وتأكد أن الإجابة بأسلوب لبق عما لا تعرفه يوضح قدرتك على التصرف فى المواقف المختلفة.

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 2240 مشاهدة
نشرت فى 27 سبتمبر 2018 بواسطة hawaamagazine

عندما نشترك في عمل ما فإننا نقوم بوضع مجموعة من القواعد والضوابط  تضمن قيام كل فرد بعمله وعدم تعدي فرد ما على تخصص الآخر حتى يخرج العمل على الوجه الذي نرجوه، والتربية في ذلك كشأن أي أمر من الأمور الهامة في حياتنا لذا علينا كأبوين أن نتفق - وحبذا مع الجدين أيضا - على مجموعة من القواعد والأساليب الصحيحة التي تضمن تربية سوية وموفقة لأبنائنا الذين هم فلذات أكبادنا وأغلى ما نملك في هذه الحياة.

وأسوق لك الآن مجموعة من المبادئ أو المسلمات التي اتفق عليها العلماء والمربون في هذا المجال من أجل تربية صحيحة للأبناء، ومنها:

<!--عدم الاختلاف بين الأبوين أمام الابن في شيء يخصه:
لا يوجد شخص في العالم يمكن أن يكون نسخة طبق الأصل منك إلا أنت ، ولذا فإن الاختلاف بين الوالدين أمر وارد في بعض الأمور أو في بعض الآراء لكن بشروط: 

<!--ألا يكون ذلك في أسلوب تربيتنا لأبنائنا

<!--ألا يكون الاختلاف أمام الابن.

<!--[if !supportLists]-->‌ج.   لا يفسد الاختلاف للود قضية.

فالابن ذكي وسيميل للرأي الذي يحقق رغبته، ومع مرور الوقت وتكرار الخلاف سيجنح الابن إلى الطرف الأقوى والذي سينتصر رأيه في النهاية ويسعى لإقناعه ، وبذا تتحول التربية إلى حلبة صراع بين الأبوين وفوز لرغبة الابن ومزاجه وإن كان غير صواب.

لكن علينا في هذه الحالة ألا يعترض الطرف الثاني على الأب الذي أبدى رأيه أو اتخذ قراره أولا وننتظر حتى نتناقش في ذلك سويا بعيدا عن الأبناء ثم إن أردنا التراجع نتفق على أسلوب ذلك ويتم تعديل الرأي أو القرار بطريقة غير مباشرة .

 

<!--عدم التذبذب أمام الأبناء في الثواب والعقاب أو في اتخاذ القرار:
فقد يحدث أن يكون أحد الوالدين منفعلا فيعاقب الابن على تصرف ما ثم يثيبه عليه في أوقات أخرى بعد أن يهدأ انفعاله، وهذا من شأنه أن يهز صورة القدوة عند الابن ويجعله هو الآخر يرتبك عند اتخاذ قراراته.

<!--الانسجام والتوافق بين ما تقدمه وسائل التنشأة الاجتماعية المختلفة وتؤثر به على الأبناء أو التلاميذ ، وقد صدق الشاعر العربي حين قال:

متى يبلغ البنيان يوما كماله    إذا كنت تبني وغيرك يهدم..


ولذا فإن على الأسرة _ باعتبارها وسيلة التطبيع الاجتماعي الأولى والأساسية والمهيمنة على تأثيرات وسائط التطبيع الاجتماعي الأخرى _ أن تقوم في هذا المدمار بما يلي:

<!--التواصل والتعاون مع المؤسسة التعليمية التي يوجد بها الابن عن طريق مجالس الآباء أو الأمناء

<!--والوقوف على مستوى أداء الابن وتقديم بعض الملاحظات حول أدائهم فيها

<!--معرفة أصدقاء الابن وإبعاده بوسائل مقنعة عن السيئ منهم.

<!--متابعة ما يشاهد الأبناء عبر وسائل الأعلام والنت _ قدر الأمكان _ والتعليق المقنع على غير الجيد منها.
<!--

<!--القدوة الحسنة:
فحواس الابن كاميرا خفية تسجل بالصوت والصورة كل ما يصدر عن الأبوين من تصرفات وهو يخرجها في الوقت المناسب، وقد أشارت الدراسات إلى أن الابن يقلد في العادة 60 بالمائة على الأقل من تصرفات والديه ويزداد ذلك كلما كانت علاقته بأحد والديه أكثر حميمية:

<!--ولذا  فإن على الوالدين والمعلمين والأخصائيين والمربين مراعاة ما يلي:
 أن نراعي ونتوخى الدقة في تصرفاتنا أمام أبنائنا وتلاميذنا.

<!--أن تطابق أفعالنا أقوالنا: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ   كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ) (الصف: 2-3)

<!--ألا يكون هناك تناقض بين الأقوال بعضها وبعض وكذا بين أفعالنا.

<!-- ألا نأمر الأبناء بشيئ ونحن لا نفعله، أو ننهاهم عن شيئ ونحن نفعله: (أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ) (البقرة : 44)

<!--أن نحرص على أن نرتفع بتصرفات أبنائنا وتلاميذنا ونعودهم على القيم الخلقية النبيلة فذلك من مسئولياتنا الأخلاقية تجاههم .

وسوف يأتي حديث مفصل حول القدوة بعد قليل.
<!--

<!--الرفق:
فإذا كان الله سبحانه يعفو عن الكثير من أخطائنا ، ونحن الكبار الذين نتمتع بالعقل والحكمة، فإن علينا أن نتجاوز عن الكثير من هفوات الأبناء وبعض أخطائهم (نمشي على سطر ونترك أسطرا) ونحاول أن نوجههم لإصلاحها ونساعدهم على ذلك، وفي الحديث الشريف: ((إن الله رفيق يحب الرفق ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف وما لا يعطى على ما سواه)) (صحيح مسلم)
<!--

<!--الصبر:
أحيانا يصدر من الأبناء تصرفات تجعل بعض الناس ينفعلون ويفقدون صوابهم وينهالون عليهم بأصعب الألفاظ وبأقسى أنواع العقاب، لكن الحقيقة أن الانفعال والقسوة يتناسبان تناسبا عكسيا مع الحلم والحكمة اللازمين للتربية السوية وقبل أن نطلب من أبنائنا وتلاميذنا أن يتحكموا في تصرفاتهم فإن علينا أولا أن نتحكم نحن في أنفسنا وانفعالاتنا.
<!--

<!--الثواب والعقاب:
فهما جناحا عملية التربية بل ومن المبادئ الأساسية كي تستقيم الحياة كلها، ونظرا للأهمية القصوى لهذين المبدئين وتأثيرهما الخطير على تربية الأبناء فقد أفردنا لهما مؤلفا مستقلا (الأساليب التربوية وغير التربوية في الثواب والعقاب) فيمكن الرجوع إليه تفصيلا.
<!--

<!--مراعاة خصائص المرحلة العمرية التي يمر بها ابني أو تلميذي ومن ذلك:-

<!--أن ننزل إلى مستوى تفكير الطفل  وبما  أن تفكيره  حسي فلا ينبغي أن نستغرق معه في  الأمور  المجردة  كالحق  والخير والضلال  وغير ذلك  ، لأن  تفكيره  لا يستوعب  هذه  الأمور المجردة  في فترة  الروضة  ومن الأمثلة  غير التربوية  أن معلمة  حاولت  أن  تدرب أطفال الروضة على الصلاة ،  فجلست  تحكي لهم عن القبر وما يلاقيه تارك الصلاة من عقاب  ، وسببت الطريقة  التي كانت تروي  بها المعلمة هذه القصة  للأطفال خوفا وقلقا وخطأ  المعلمة  هنا أنها أتت بشيء حق  في  غير وقته  وفي غير موضعه ، فالطفل  في هذه السن  لا يدرك تلك الأمور المجردة وهو غير مطالب بالصلاة في فترة الروضة ولكن  مطالب أن يتعود على  الوضوء  وتعرف  عدد ركعات  الصلاة  كعادة  سلوكية  حسية  حتى يؤديها  كعبادة  بعد سن التمييز  ، فالأمر بالصلاة  يأتي بعد  سبع  سنوات كما أمرنا المصطفى عليه السلام في الحديث " مروا  أولادكم  بالصلاة وهم  أبناء  سبع  سنين  واضربوهم  عليها وهم أبناء  عشر ، وفرقوا  بينهم في المضاجع "  ( أخرجه  أبو داود  بإسناد حسن )

<!--أن نتفهم خصائص خيال الطفل فقد  يحكي الطفل بعض القصص ويظن  أنها حدثت  له أو  يروي  فيلما  ويمثله على نفسه أو يقرأ قصة ويتصور أنها حدثت له ويسرع بعض الآباء  والمعلمين  في اتهام  الطفل  بالكذب وفي الواقع هذا ليس  كذبا وإنما هو خيال إلتباسي  " يدمج  فيه الطفل بين الواقع والخيال "  فالطفل من سن 4 إلى 8 سنوات ما زالت الحدود بين الواقع والخيال غير  واضحة وغير  كاملة  عنده ، ومن ثم  نتوقع  منه  خلطا  بين  الواقع والخيال  وهذا  لا يعد  كذبا، وأفضل من  أن  نتهم  الطفل  بالكذب أن نوجه  خياله  التوجيه  الصحيح  وننصحه  أو نفهمه  بأن  هذه القصة لم تحدث  له وإنما  هو تصور  ذلك أو  تخيله ، ومع نصح الطفل وتوجيهنا الرقيق له ستنتهي هذه المشكلة عنده .

<!-- ألا  نحُمِل ذاكرة الطفل ما لا  تحتمل فقد نكثر من  الطلبات على الطفل  فنقول له عليك  في اللغة العربية أن تقوم  بواجب  كذا وفي الرياضيات واجب كذا ،  وفي الأنشطة  العلمية  أن  تفعل كذا وتكون النتيجة  أن الابن  عندما  يذهب إلى المنزل  ينسى هذه الواجبات ، ونكون نحن  الذين  قد أثقلنا  عليه ، كذلك  قد  تقول الأم لابنها  اذهب للبقال واشتري منه  كذا وكذا  وتكثر  عليه في الطلبات وعندما  يذهب إلى البائع ينسى كل شيء نتيجة  لأننا  أكثرنا عليه بما  لا تحتمل ذاكرته  ، فينبغي أن نراعي  ذلك وليس معنى هذا ألا يحفظ  الطفل أناشيد أو قرآن  أو ما شابهها  ، وإنما  نقصد الأمور التي  سيعيد  الطفل استدعاءها  مرة أخرى ، وتتعلق بالذاكرة القريبة .

<!--التوازن في بناء شخصية الابن:
وهو من أعظم ما يلفتنا إليه القرآن الكريم،كما في قوله تعالى: (وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً ) (الفرقان 67)
وفي  قوله تعالى أيضا: (وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ ۖ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا ۖ ...) (القصص 77)
ونحن نلحظ أن بعض الأباء مثلا يركزون على تعلم الابن للغة الأجنبية أو تحفيظ الابن القرآن الكريم في سن صغيرة لكنهم لا يهتموون بتغذية جوانب شخصية الابن الأخرى كجانب الأنشطة أو السلوك ...إلخ فعلينا أن نراعي ذلك.
<!--

<!--[if !supportLists]-->10-  الوسطية وعدم الغلو أو المبالغة في بعض الأمور:
كما نشاهد في كثرة تحايل بعض الأباء والأمهات على الابن لتناول الطعام أو المذاكرة وحل الواجبات وقد يقابل الابن كثرة هذه التعليمات بنوع من العناد أو رد الفعل العكسي نتيجة المبالغة في ذلك ولنتذكر المثل الشائع القائل: (إذا زاد الشيء عن حده انقلب إلى ضده) .

 

 

مع أطيب أمنياتنا لأبنائنا وأسرنا بكل التوفيق.

mostsharkalnafsi

بقلم د. أحمد مصطفى شلبي [email protected]

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 384 مشاهدة
نشرت فى 2 مايو 2015 بواسطة mostsharkalnafsi

 

يظن بعض الآباء والأمهات أنهم حين يوفرون لأبنائهم المأكل والمشرب والملبس والمسكن ، ويساعدونهم في الحصول على شهادة عليا وييسرون لهم الزواج فقد قاموا بمسئولياتهم تجاههم ووفروا لهم أفضل سبل التربية ، والحقيقة أنهم وفروا لهم أفضل سبل الإعاشة وليست التربية ، وفرق كبير بينهما: 

فالإعاشة هي توفير وإشباع الحاجات الجسمية والمادية للأبناء، ويمكن أن نطلق عليها تربية لكن مع الكائنات الأقل في المرتبة من الإنسان: فنقول تربية دواجن أو أسماك أو نحو ذلك .

 أما تربية الإنسان فهي أكثر ثراءا وتنوعا ورقيا لأنها تشمل جميع مناحي شخصيته بجوانبها العشرة:

 

<!--إشباع الجوانب الجسمية ، وهو ما نطلق عليه الإعاشة –كما سبق الإشارة-

 

<!--نضج الجوانب الحركية عن طريق تنمية القدرات وممارسة الرياضة.

 

3- إشباع الجانب الجنسي بمساعدة الابن على الزواج عندما يكون مستعدا لذلك ، وتبصيره بالخطاء والصواب في هذا المجال وتحصينه بقدر كافٍ من الثقافة الجنسية الراشدة.

 

4- إشباع الجوانب الوجدانية والانفعالية ويتم ذلك بضبطها بحيث ننمي العواطف الإنسانية النبيلة منها كعاطفة الحب ، ونكبح العواطف والانفعالات الضارة مثل انفعال الغضب ... وهكذا.

 

5- تنمية الجوانب الذهنية والمعرفية من شخصية الابن مثل التفكير والتذكر والإبداع وذلك بتوسيع المدارك والفهم ، والحوار ، والتعليم، والقراءة والاطلاع ... الخ.

 

6- رعاية الجوانب الاجتماعية من شخصية الأبناء وتتم بتشجيعهم على إقامة شبكة من العلاقات الناجحة مع الناس وتدريبهم على فن التعامل معهم.

 

7- إعداد الابن علميا ومهنيا ليكون مؤهلا للانخراط في سوق العمل في الوقت المناسب لذلك.

 

8- غرس القيم الخلقية وضبط الجوانب السلوكية لدى الاأبناء: وذلك من خلال التعلم والتدريب والحوار والقدوة.

 

9- رعاية الجوانب الروحية من شخصيتهم وتتحقق من خلال: حسن الصلة بالله تعالى والعلم الصحيح والتفكر في الكون والعمل الصالح.

 

10- اكتشاف ميول الأبناء ورعاية الجوانب الإبداعية المتميزة  ، وجبر

جوانب القصور في شخصية كل منهم

 

وهكذا نلحظ أن الإعاشة - رغم ما تأخذه منا من وقت وجهد كبير – هي أولى درجات سلم التربية وأدناها مرتبة ، وعلينا أن نواصل المسيرة مع أبنائنا لنرتقي بهم إلى أعلى درجات سلم التربية والتزكية الإنسانية لنحققا ما نحبه لهم وما يرجونه لأنفسهم من مستقبل مشرق وحياة رغدة سعيدة بإذن الله ثم بجهدنا المثمر وبإرادتهم القوية وبتيسير فرص النجاح أمامهم : ونسأل الله التوفيق.

mostsharkalnafsi

بقلم د. أحمد مصطفى شلبي [email protected]

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 315 مشاهدة
نشرت فى 8 فبراير 2015 بواسطة mostsharkalnafsi

<!--

<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"جدول عادي"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-qformat:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:11.0pt; font-family:"Calibri","sans-serif"; mso-ascii-font-family:Calibri; mso-ascii-theme-font:minor-latin; mso-fareast-font-family:"Times New Roman"; mso-fareast-theme-font:minor-fareast; mso-hansi-font-family:Calibri; mso-hansi-theme-font:minor-latin; mso-bidi-font-family:Arial; mso-bidi-theme-font:minor-bidi;} </style> <![endif]-->

هناك بعض المفاهيم الخاطئة حول التربية شائعة لدى بعض الناس نود أن ننوه إليها حتى نتجنبها، وذلك على النحو التالي:

 

1- حصر التربية في الوظيفة الأولى لها فقط –والتي أشرنا إليها في الخطوة السابقة- وهي رعاية الأبناء أو التلاميذ

فبعض الآباء حين يرزقهم الله بالولد يسعون إلى المحافظة على صحته بتوفير الطعام والمسكن والملبس له ، وإذا حدثت له مشكلة صحية فأنهم يهرعون إلى الطبيب أو إذا حدثت مشكلة مدرسية فأنهم يسرعون إلى المدرسة لحلها ، وهم يظنون أنهم بذلك قد أدوا ما عليهم في تربية أبنائهم ، والحقيقة أنهم لم يؤدوا سوي الوظيفة الأولي فقط من الوظائف السابق الإشارة إليها وهي الرعاية بشقيها (الحفظ والصيانة) و لم يقوموا ببقية وظائف التربية و هي:

- التنمية (بشقيها التشكيل والإنماء).

- الاستثمار بشقيه الوصول إلى الجودة وتوجيه القدرات إلى مسارات عملية.

- الحماية بشقيها الوقاية و العلاج.

- التذكية بشقيها (التخلية والتحلية) .

إلى جانب بعض الوظائف الأخري التي سنشير إليها في حينها .

 

2- يظن بعض الناس أن التربية هي التعليم فإذا  حصل الابن أو التلميذ علي شهادة فذلك يعني من وجهة نظر الأب أو المعلم أنه قد أحسن التربية وهذا أيضا فهم قاصر لأن بعض الناس قد يحصل على أعلى الشهادات ولم يحصل من التربية إلا علي القليل ، فنراه يتفوه بألفاظ نابية أو يتصرف تصرفات شاذة أو يختلس أو يرتشي ، وغيرها من مؤشرات التربية السيئة لا الحسنة ، فالتعليم ليس هو التربية وإنما هو خطوة هامة فيها ، فإذا كانت التكنولوجيا في مجال العلوم الطبيعية هي التي تحول الحقائق والنظريات العلمية إلى أجهزة وتقنيات ملموسة للإفادة منها ، فإن التربية في مجال العلوم الإنسانية هي التي تحول المعلومات والقيم والأخلاق إلى مهارات وسلوكيات يمكن مشاهدتها في دنيا الواقع وهنا تأخذ التربية معني الارتقاء والسمو ، وهذا نلمسه حين يقول إنسان لآخر (أنت مش متربي) والحقيقة أنه وصف بذلك لأنه تربى على صفات وسلوكيات سيئة،

والمقصود بالتربية هنا هو الالتزام بالأخلاق والقيم الفاضلة وتطبيقها ومن هنا جاء المثل السائر (اللي ما يربيه أبوه وأمه تربيه الأيام والليالي)

فالابن يتربي في جميع الأحوال إما تربية حسنة و إما تربية سيئة لكن المثل هنا يعني التربية الحسنة التي ترتقي بالإنسان وتهذب أخلاقه .

 

3- ومن أشكال الفهم الخاطئ للتربية أيضاً أن بعض الناس يظن أنه  حين يوفر لابنه المأكل والمشرب والمسكن والملبس فقد أدي ما عليه ، وهذا خطأ كبير واذكر أنه ذات مرة سأل المدرب بعض الأمهات في إحدى الدورات : (كم منكن لا يوجد في بيتها مطبخ؟) فاستغرب الجميع و ردت إحدى المتهكمات : (كيف لا يوجد في بيتنا مطبخ يا دكتور؟ ) واستطرد المدرب : (وكم منكن يوجد في بيتها مكتبة؟) فصمتت معظمهن فأكمل المدرب (هذا مثال لحال التربية في بيوتنا : نبالغ في تغذية بطوننا ولا نهتم بتربية عقولنا وعقول أبنائنا) وإذن فلابد أن تشمل التربية جميع جوانب شخصية الأبناء فننمي عندهم :

- الجسم بالغذاء والرياضة.   – العقل بالعلم و الإطلاع.

- الروح بالقرآن والعبادة   - الوجدان بالحب وألوان الفنون .

- السلوك بالخلق والقدوة   - الجوانب الاجتماعية من شخصيتهم بتنمية العلاقات وتعليم قواعد التعامل والاحترام إلأ آخره .

 

المطلوب منا:

-تجنب أشكال الفهم الخاطئ للتربية وعدم ممارستها.

- القراءة للكتب أو الاستماع والمشاهدة لبعض البرامج التي تتحدث عن التربية ،أو أخذ دورات وخبرات فيها كأي أمر من الأمور الهامة في حياتنا .

ولعل القارئ الكريم يلتمس لكاتب هذه السطور بعض العذر عندما يقوم بوضع خطوط عريضة في أمور التربية إذ أن الحديث عن التربية لا تكفيه سطور و صفحات وإنما يحتاج إلى كتب ومجلدات وحسبنا في هذه العجالة هذه الخطوط العملية المبسطة وعلي من أراد التفصيل الرجوع إلى المصادر المتخصصة في هذا المجال .

 

مع أطيب أمنياتنا لأبنائنا وأسرنا بحياة سعيدة بهيجة.

بقلم د. أحمد مصطفى شلبي

 

 

mostsharkalnafsi

بقلم د. أحمد مصطفى شلبي [email protected]

  • Currently 2/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
2 تصويتات / 444 مشاهدة
نشرت فى 16 سبتمبر 2012 بواسطة mostsharkalnafsi

نود أن نركز في هذه الخطوة على بعض الوظائف التي تتضمنها عملية التربية للأبناء مثل :

الرعاية ، التنمية ،

الاستثمار لإمكانات وقدرات الأبناء ،

الحماية ، التذكية

وسنشير هنا إلى بعض هذه الوظائف وعليك أن تراعيها وأنت تقوم بالتربية لأبنائك ومن هذه الوظائف :

 

1- الرعاية وتتضمن الحفظ والصيانة لإمكانات الأبناء وقدراتهم :

-فإذا أعطانا الله سبحانه نعمة الولد فعلينا أن نؤدي شكر هذه النعمة بأن نحافظ على صحته وأخلاقه وسلوكياته الجميلة ولا نبدد طاقاته ولا نهدرها ، فالثروة البشرية أغلي ما تمتلك الأسر والمجتمعات والأمم .

-  والصيانة تعني أن نتصدي لأي مشكلات تواجههم وتؤثر علي صحتهم ونموهم وإزالة العقبات التي تحول دون الإفادة من إمكاناتهم وطاقاتهم ، لذا يشبه الإمام أبو حامد الغزالي التربية بفعل الفلاح الذي يخلع الشوك ويخرج النباتات الأجنبية من بين الزرع ليحسن نباته ويشتد عوده ويكمل ريعه : (رسالة أيها الولد المحب) .

 

2- أما التنمية فهي تحتوي علي شقين: التشكيل والارتقاء:

- ويعني التشكيل صياغة لتفكير الأبناء وعواطفهم وسلوكياتهم

ولا شك إنها من الأمور الهامة منذ الصغر ، لذا نجد بعض الآباء أو الأمهات يشتكي من ابنه وبخاصة في مرحلة المراهقة (يقول : ابني عنيف أو غير مطيع أو يرفع صوته أو لا يصلي ونحو ذلك)

ويرجع هذا إلى أننا لم نشكل سلوكه ولم ندربه علي عكس هذه الأشياء في الطفولة فتعود علي خلاف ما نرجو وشب عليه ، فإذا أردنا أن يتخلص من هذه السلوكيات فعلينا أن نحاوره وندربه وإن كان الأمر سيأخذ وقتا أطول لأننا تأخرنا عن الوقت المناسب لذلك وهي مرحلة الطفولة .

- ونقصد بالارتقاء رعاية امكانات الابن وقدراته النامية حتى تنضج

 

3- استثمار قدرات الأبناء ومواهبهم : وتتضمن هي الأخرى  شقين :

- الإفادة منها والوصول بها إلى أقصى جودة ممكنة فلو كان عندك ابن موهوب في أحد الفنون مثلاً فعليك أن توفر له الأدوات اللازمة ، وتدربه علي يد متخصصين وتحضر له كتب ومجلات وبرامج في مجال تميزه ، وتشجعه بالهدايا والجوائز ونسعي سوياً الي التغلب على ما يصادفه من صعاب .

- وأما الشق الثاني فلابد من توجيه هذه القدرات والميول إلى مسارات عملية كإدخال الابن في مسابقات أو إلحاقه بنوع التعليم أوالكلية التي تنمي هذه الميول والإفادة منها في بعض الأعمال الحياتية حتى لا تظل هذه الهواية مجرد رغبة او ميل يموت مع الوقت .

 

4- الحماية ولها شقان أيضاً:

- الوقاية: مثل وقاية الأبناء من  الوقوع في التدخين أو الإدمان أو الانحرافات أو الرذائل بصفة عامة لا قدر الله.

- العلاج كعلاج بعض الأمراض الجسمية أو النفسية أو الاجتماعية إذا نزلت فنحن في الدنيا معرضون لأمثال هذه الأشياء وأرجو ألا تكون  مصدراً للقلق إذا تعاملنا معها بعلم وبأسلوب صحيح.

 

5- التذكية: ونقصد بها تعويد الابن علي الأخلاق والمبادئ الفاضلة وهي ذات شقين أيضا (التخلية  والتحلية) :

- فأما التخلية فهي إبعاد الابن عن الصفات والسلوكيات الرذيلة ، وتجنبه رفاق السوء والأفلام الهابطة ...........الخ .

- وأما التحلية فتتمثل في إكسابه الفضائل والقيم والسلوكيات النبيلة، وبالطبع لن يتم ذلك دفعة واحدة وإنما بالحوار و التسامح والتدرج و التدريب والرفق وهي أمور لا غنى عنها ونحن نسير بأبنائنا على طريق التربية الأخلاقية.الصحيحة.

 

أمور علينا أن نراعيها ونحن نقوم بالتربية:

 

ولكي تقوم هذه التربية بوظائفها وتؤتي ثمارها المرجوة علينا أن نراعي :

ا(- صفات الطفل وخصائصه الفطرية المزود بها :

فإذا زرعنا بذرة برتقال لا تخرج مانجو او جوافة لأنها مزودة بصفات فطرية محددة تخرج علي أساسها، فإذا كان بعض الأبناء لديهم قصور ذهني مثلاً فلابد أن نتجاوب معهم وفقاً لقدراتهم ،

وإذا كان بعضهم متفوقاً دراسياً فلابد أن اشبع حاجتهم الي التعلم والإثراء لمعارفهم .

 

ب( -النضج ولابد أن تصل هذه الإمكانات الي النضج حتى يمكن الإفادة منها فنحن لو قطعنا الثمرة قبل نضجها لوجدناها فجة ومرة ؛ لذا فلا ينبغي أن نستعجل تعلم الطفل الكتابة مثلاً قبل نضج عضلاته الدقيقة ولا نتسرع بإدخاله المدرسة قبل سن النمو المناسب ، ولا نعطيه المعلومات قبل أوانها فكل ذلك وغيره من تعجل الثمرة

 

ج(- التعلم والتدريب : وهما من حقوق الطفل علينا فلو أن فرداً مزوداً بإمكانات فطرية ووصلت عضلاته الي النضج ولم يجد من يعلمه القراءة أو يدربه علي الكتابة لظل أمياً ولو بلغ ستين عاماً لأنه بدون التعلم والتدريب لا يستطيع الفرد اكتساب الخبرات والمهارات والسلوكيات المطلوبة .

 

د( -قدرات الابن الخاصة فعلينا السعي الي التعرف على القدرات التي يتميز بها الابن ويتفوق فيها ورعايتها واستثمارها والتركيز عليها فهذه من الأمور الأساسية حتى يظهر مردود التربية وفوائدها .

 

مع أطيب أمنياتنا لأسرنا وأبنائنا بحية سعيدة ومستقبل مشرق:

 

بقلم د. أحمد مصطفى شلبي

البريد الألكتروني([email protected])

 

mostsharkalnafsi

بقلم د. أحمد مصطفى شلبي [email protected]

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 258 مشاهدة
نشرت فى 1 يونيو 2012 بواسطة mostsharkalnafsi

 

بعد أن قمنا بوضع تربية الأبناء في بؤرة التفكير وذلك في الخطوة الأولى،

ووقفنا على أهمية التربية في الخطوة الثانية،

وأدركنا الآثار الحسنة والسيئة للتربية بشقيها في الخطوة الثالثة،

ووضعنا تربية الأبناء على قائمة اهتماماتنا وأولوياتنا في الخطوة الرابعة،

واتفقنا على ضرورة أن نضحي قليلا من أجل التربية الحسنة والصالحة لأبنائنا وذلك في الخطوة الخامسة،

فلابد أن نحدد ما هي هذه التربية، التي نريدها،

وأن نكون على وعي بمختلف جوانبها وأساليبها حتى نتعرف الخطأ و الصواب منها.

المقصود بالتربية :

نعني بتربية الأبناء : اتباع واستخدام مجموعة من الطرق والوسائل لرعاية واستثمار امكاناتهم وقدراتهم حتى يتمكنوا من إشباع احتياجاتهم وأداء المهام المطلوبة منهم في حياتهم .

وحول هذا المعنى للتربية أحب أن نتوقف مع النقاط التالية :

 

(أ) أن التربية ليست وقفا على الإنسان فقط لكن توجد أشكال منها عند غيره من الكائنات وعندما يشير التعريف إلى تربية الأبناء فلأنها محل التركيز في حديثنا فنحن نعلم أن  هناك تربية للنباتات وللأسماك وللطيور إلى آخره ، 

 

لكن تربية الإنسان بطبيعة الحال أكثر شمولاً وتنوعاً وتعقيداً وعمقاً وثراءً بما يتفق مع مكانة الإنسان سيد الكائنات على هذا الكوكب وما منحه الله من إمكانات وما هو مطلوب منه من واجبات ومسئوليات .

 

(ب) أن تربية الإنسان تختلف عن تربية غيره من الكائنات بما يتناسب مع دوره ومهمته: ولذا فهي تربية لا تركز على الجوانب المادية والجسمية فحسب وإنما تشمل جميع شخصية الإنسان: العقلية والمعرفية والانفعالية والوجدانية ، البيئية والاجتماعية والأخلاقية والدينية أيضا.

 

(ج) التربية سلاح ذو حدين، وحين نذكر الطرق والوسائل التربوية مثل القدوة والتعلم والتدريب إلى آخره فلابد أن نكون على وعي بأن هذه الوسائل سلاح ذو حدين فإما أن تستخدم للهبوط والتردي بالإنسان (وهو ما أشار إليه القرآن الكريم بمعنى التدسية) (وقد خاب من دساها) (الشمس: 10) كما نشاهد في تدريب العصابات الإجرامية لأعضائها على الخطف والسرقة والقتل والسطو على الأموال والأعراض

وإما أن تستخدم هذه الطرق والوسائل في التقدم والارتقاء بالإنسان (وهو ما أطلق عليه القرآن الكريم التزكية) )قد أفلح من زكاها) (الشمس: 9) كما هو الحال في الأسر والمدارس التي تحرص على الرعاية لأبنائها وتعودهم على مكارم الأخلاق:

معني ذلك أن القدوة قد تكون حسنة وقد تكون سيئة وقد تعود أبناءها بالتدريب على عادات حسنة أو تغرس فيهم عادات سيئة ، وهكذا

فإذا أردنا تربية حسنة فلابد من :

<!--غاية نبيلة .

<!--[if !supportLists]-->-     طرق صحيحة تمكننا من تعهد الأبناء بالرعاية والتنمية لامكانتهم وقدراتهم .

<!--[if !supportLists]-->-   إرادة وعزيمة تحول الأهداف والأماني الحلوة إلى تصرفات وأفعال في أرض الواقع.

 

(د) وفيما يتعلق بإمكانات الأبناء وقدراتهم فنقصد بالإمكانات الاستعدادات الفطرية الموجودة عند الأبناء .

أما القدرات فنعني بها الأشياء التي يمكن أن يكتسبها الابن من سلوكيات ومعلومات وتعلم خبرات ومهارات إلى آخره .

 

(ه) وهناك ثلاث عمليات أساسية للتربية وهي :-

- البدء باكتشاف قدرات الأبناء وميولهم .

- تحديد أهدافي من تربيتي لأبنائي .

- تحديد الوسائل التي سنتبعها للوصول لتلك الأهداف .

وسنتناول هذه العمليات الثلاث بشيء من الإيضاح في المقالات التالية بإذن الله:

 

مع أطيب أمنياتنا لأبنائنا بحياة سعيدة ومستقبل مشرق.

 

mostsharkalnafsi

بقلم د. أحمد مصطفى شلبي [email protected]

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 389 مشاهدة
نشرت فى 24 فبراير 2012 بواسطة mostsharkalnafsi

 

بعد أن قمت بجعل التربية في بؤرة التفكير ، و وضعها في دائرة الاهتمام ، و أدركت بعض الآثار و النتائج التي تترتب على التربية بشقيها ، و قمت بوضع تربية الأبناء على سلم أولوياتك ، ننتقل إلى الخطوة الخامسة و هي القيام ببعض الإجراءات العملية لتفيذ ذلك ، و من هذه الإجراءات :

1-   جعل تربية الأبناء هدفاً أصيلاً من أهداف حياتك اليومية ، و ربما يتعجب البعض من ذلك و يقول إننا نسعى طول يومنا و نكد و نتعب و نعمل من أجل توفير الحياة الكريمة و الحياة الرغبة لأبنائنا ، و هذا صحيح ، لكن إذا كان هذا السعي من أجل توفير المأكل و المشرب و المسكن و الملبس و الاحتياجات المادية للأبناء فهذه نطلق عليها الإعاشة و ليس التربية بالمعنى الصحيح و مانقصده هنا هو جعل التربية بمعناها الصحيح هدفاً أصيلاً لنا .

2-    ليس المراد جعل التربية هدفاً أصيلاً من أهداف حياتك و إنما أجلس مع شريك حياتي و نحدد بعض الإجراءات و الخطوات العملية لتحقيق ذلك في واقع حياتنا اليومية .

3-   ألا أنتظر أو أساوم حتى أفرغ أو انتهي من انشغالي أو من الأعمال المطلوبة مني فإن المشاغل لا تنتهي بل تزداد و الأمر أبسط مما تتخيل و ببساطة علي أن أحدد وقتاً أجلس فيه أسبوعياً مع أولادي و نحن نضيع في العادة أكثر من هذا الوقت في الحديث عن السنة أو أمام باب السيارة أو على باب المكتب أو في الهاتف أو الجوال ، إننا نضيع أوقاتاً كثيرة و نحن لا نشعر بها و الأولى بهذه الأوقات هم أبنائنا كذلك فإن الأمر ليس أمر انشغال بقدر ما هو حاجة إلى ترتيب أوقاتهم .

4-   قد يتعلل بعض الناس بأنه مشغول و عليه ضغوط كثيرة و أعمال متزايدة هو يفعل ذلك من أجل مصلحة الأبناء ، هذا صحيح إلى حد ما ، لكن الحقيقة التي يجب أن ندركها جميعاً أنه في العمل الإداري أو إذا كان الإنسان صاحب شركة أو صاحب مزرعة أو ماشابه ذلك فإنه يمكن داخل العمل أن يفوض أو ينيب غيره في القيام ببعض أعماله ، أما في مجال تربية الأبناء فلا يمكن أن يفوض أحد فأبنائك هم نتاجك فإذا لم تهتم بتربيتهم فلن يربيهم إلاك أحد ، و إذا كان العمل الإداري يمكن أن أقوم بعمل توكيل أو تفويض لغيره كي يباشره أو يقوم ببعض المهام فإن التفويض أو التربية في الوكالة نتائجها مرة و لا تأتي ثمارها المرجوة .

5-   تجنب السفر الطويل و البعد عن الزوجة و الأولاد فترات طويلة و ينصح خبراء التربية ألا يزيد سفر الزوج أو الزوجة أو بعدهما عن أبنائهما أكثر من ثلاثة أشهر متواصلة لأنه بعد ذلك يتأثر نموهم النفسي و الجسمي و تحدث بعض المشاكل التي هم في غنى عنها ، و إذا عاد الإنسان من سفر أو من عمل طويل ، و وجد ابناً له منحرفاً أو مدمناً أو قد فشل في دراسته فإنه سيندم ندماً كبيراً و لن يعوضه المال أو العمل و السفر عن ابنه و ستظل الحسرة تراوده و يشعر بالذنب طوال عمره كما رأينا في الكثير من الحالات التي عرضت و تعرض علينا كل يوم ، و لذا فإن تعارض العمل و السفر مع تربية الأبناء فنحاول أن نوفق بينهما قدر المستطاع فإن لم نستطع فالأولوية للتربية ، و لابد أن نضحي قليلاً من أجل أبنائنا ، و مع وجود بعض النماذج التي تترك أبنائها في مهب الريح ، فهناك الكثير من النماذج أيضاً التي تؤثر تربية أبنائها ، و الذين عادوا من سفر بعيد و تركوا بعض وظائفهم و بعض رواتبهم المغرية عندما شعروا أن هناك تعارض بين تربيتهم لأبنائهم و بين بعدهم عنهم و حتى يوفروا لهم المحضن الأمن لتربيتهم ، قد يظن البعض أن هذا أمر صعب و لكن في الحقيقة هو أمر يسير على من وفقهم الله في حسن التدبير و البحث عن التصرف الصحيح ، و يلفتنا القرآن الكريم ضمن ما يلفتنا إلى هذا المعنى حيث يقول : ( و أمر أهلك بالصلاة و اصطبر عليها لا نسألك رزقاً نحن نرزقك و العاقبة للتقوى ) ( سورة طه : 132 )

و أرجو ألا يفهم أحد القراء من كلامنا أننا لا نشجع السفر أو العمل لطلب الرزق و السعي على المعاش ، لكن حديثنا يركز على أنه في حالة وجود تعارض بين التربية و هذه الأمور فالأولوية لتربية الأبناء لأننا في التربية غير مخيرين و ليس لدينا بدائل آخرى أما السعي على المعاش فيمكن التوصل إليه بأساليب أو وسائل بديلة ثم أن الأهم هم الأبناء.

مع أطيب أمنياتنا لأبنائنا بحياة سعيدة و مستقبل مشرق ... و إلى الخطوة التالية .

بقلم د. أحمد مصطفى شلبي .

e-mail: [email protected]

 

mostsharkalnafsi

بقلم د. أحمد مصطفى شلبي [email protected]

  • Currently 230/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
72 تصويتات / 790 مشاهدة
نشرت فى 3 يونيو 2010 بواسطة mostsharkalnafsi

بعد أن رأينا في الخطوات السابقة :

-         كيف كان اهتمام معظم الناس بالتربية في شتى الأماكن و العصور و مع اختلاف المشارب و الثقافات ؟

-         كذلك شاهدنا ما للتربية الحسنة من آثار و نتائج حسنة و ما للتربية السيئة من آثار سيئة في واقعنا و حياتنا .

و هذا قليل من كثير سيقابلنا خلال المقالات التالية بإذن الله ، بعد أن رأينا ذلك كله كان طبيعياً أن تأتي الخطوة الرابعة و هي وجوب وضع تربية أبنائنا على قائمة الأولويات .

و إذا سألت بعض الناس هل تربية الأبناء ؟ على سلم أولوياتك  ، تبادر على الفور بالإجابة بنعم ، و لكن هذه الإجابة عادة ماتنطلق من رغبة أو أمل أكثر من اعتمادها على سلوك واقعي أو عمل ، و لذا فنرجو ألا نتسرع في الإجابة بنعم أو بلا و إنما سنضع لك بعض المحكات التي يمكن أن نقيس مدى اهتمامنا الحقيقي بالتربية و وضعها على قائمة الأولويات و من هذه المحكات :

1- اليوم 24 ساعة يضيع منها حوالي 8 ساعات في النوم و يبقى 16 ساعة  كم من هذه الساعات تستغرق في شئون تربية أبنائك . (   \ 16)

2- تعود بعض الناس عندما يقومون بتربية دواجن أو نباتات زينة يقومون بعمل مزارع معينة و أن يحضروا الكتب و يأخذوا دورات و يسألوا الأخصائيين و من هنا يأتي معيارنا الأول إذا كانت تربية الأبناء أهم من هذه الأمور كلها كم قرأنا فيها من كتب أو سمعنا إلى أشرطة . (   \ 10 )

3- تعود الكثير الناس في الأمور الهامة أن يحصلوا على دورات أو أن يدرسوا قرصات في هذا الجانب الهام من أمور حياتهم و بطبيعة الحال فليس هناك شئ أهم من أبنائنا فكم دورة أو مقرراً درسناها في هذا المجال . (    \ 4 )

4- لكل إنسان فينا أولوياته الخاصة به و هو يتجه إليها و يركز عليها و يتجه إليها دون شعوره حتى إن لم يرتب لها تختلف هذه الأولويات بطبيعة الحال من إنسان إلى آخر و أنا أضع لك بعض الأولويات التي يركز الناس عليها في العادة و المطلوب أن نرتبها و أن نحدد موقع التربية بين هذه الأولويات و مكان التربية ورقمها على قائمة الأولويات هو مقدار اهتمامك بهذه التربية و هذه الاهتمامات يوضحها الجدول التالي :

   الاهتمامات        درجة الأهمية              الترتيب

عبادة الله

 

 

الشهرة

 

 

تحصيل المال

 

 

المنصب

 

 

السعي على المعاش

 

 

العمل الخيري

 

 

الاهتمام بالعلاقات

 

 

الطعام و الشراب

 

 

تربية الأبناء

 

 

المتعة الجنسية

 

 

 

 

و عندما نجمع الدرجات التي حصلنا عليها في المحكات الأربعة أو النقاط الأربعة التي أشرنا إليها سيتضح لنا كم اهتمامنا بعملية تربية الأبناء من خلال الدرجة التي سنحصل عليها و كيفية هذا الاهتمام و مكانه على سلم الأولويات .

بعد أن يتضح لنا ذلك فالمطلوب منا :

-         أن نضع تربية الأبناء على سلم أولوياتنا و ضمن قائمة اهتمامتنا .

-         أن تتبؤ التربية مكاناً عالياً و متقدماً ضمن هذه القائمة ، و نحن نرى أن تحتل التربية المرتبة الثانية بعد عبادة الله سبحانه و تعالى لما يترتب عليها من آثار عظيمة .

و ليس معنى ذلك أن الأولويات الآخرى غير مطلوبة و إنما إذا تحققت بغايات شريفة و وسائل مقبولة و بدون إسراف فهذا شئ طيب و لكن كما نعلم جميعاً فهي تختلف من إنسان إلى آخر حسب حاجاته و قائمة اهتماماته .

- أن نعطي المزيد من الوقت و الجهد لهذه التربية حتى تعطي الثمار المرجوة منها فإنه من النتائج المباشرة لها النجاح و التفوق و الإنجاز و حسن إدارة الأبناء لحياتهم :

و نسأل الله أن يوفقنا جميعاً إلى ذلك و إلى الخطوة الخامسة في المقالة التالية .

بقلم : د. أحمد مصطفى شلبي .

mostsharkalnafsi

بقلم د. أحمد مصطفى شلبي [email protected]

  • Currently 220/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
70 تصويتات / 839 مشاهدة
نشرت فى 3 يونيو 2010 بواسطة mostsharkalnafsi

ليس هناك ما يمكن أن نطلق عليه التربية المتعادلة أي التي تتوازي فيها الإيجابيات و السلبيات أو التربية التي تسيرعلى خط النصف – كما نقول في كرة القدم – و إنما التربية إما أن تكون حسنة ترتقي بصاحبها وتوصله إلى الفلاح والنجاح ( وهو ما يطلق عليه القران الكريم التزكية ) وإما أن تكون تربية سيئة تهبط بصاحبها إلى البوار والخسران (وهو ما يطلق عليه القران الكريم التدسية)وذلك في قوله تعالى (ونفس وما سواها ، فألهمها فجورها و تقواها ، قد أفلح من زكاها ، و قد خاب من دساها) ( الشمس : 7-10) . ولكلا النوعين من التربية آثاره الخطيرة : سواءً كانت آثاراً حسنة للتربية الجيدة ، أم آثاراً سيئة للتربية الهابطة ، وهذه الآثار ليست بعيدة عنا إنما نشاهدها كل يوم في حياتنا وفي واقعنا لكن قد لا يلتفت إليها الكثير من الناس لأن آثار التربية لا تظهر إلا بعد فترة وعلى المدى الطويل ، فالتربية ليست ككرة القدم تظهر نتيجتها بعد تسعين دقيقة ، وإنما قد تظهر آثارها بعد عدة سنوات وقد لا يلتفت إليها بعض الناس لكنها ماثلة ظاهرة أمام أعيننا صباحَ مساءَ ، فتعالوا لنلتقط بعض المواقف من حياتنا لآثار كلا النوعين من التربية لتتضح لك مدى خطورة آثارالتربية وعظم نتائجها على حياة الأفراد والمجتمعات. من أثار التربية السيئة : 1- علي المستوي الفردي : ماذا ننتظر إذا حدث الإهمال والتقصير في تربية ابن أو تلميذ ؟ النتيجة الطبيعية لذلك أن يكون : - ابنا أو تلميذا محطماً نفسياً . - أو منحرفاً أو مدمناً . - منخرطاً في شلة سوء . - أو في أحد العصابات الإجرامية . - أو علي الأقل لا يعرف مصلحة نفسه . - ولا يعرف التخطيط لمستقبله . 2- وكان الله في عون والدي هذا الابن الذي أهمل ولم يأخذ حقه من التربية الحسنة فماذا نتوقع منه إلا أن يكون ابنا عاقاً لا يحرص علي بر والديه ولا يعرف لأسرته حقوقاً ولا يصل رحماً ، وفي اقل أحواله سيكون مصدر تنغيص وحسرة للوالدين ، وإن كانا يدفعان جزءاً من ثمن تقصيرهما وإهمالهما . 3- وإذا خرج هذا الشاب محطماً أو مدمناً إلي المجتمع فلن يكمل تعليماً ولن يجد عملاً وإذا وجده لن يتقنه بل ولن يستمر فيه وسيلجأ إلي أساليب ملتوية كي يعوض ضعف كفائته وسوء تربيته ، وبالطبع فلن يؤدي حقوق المواطنة ولن يكون حريصاً علي تقدم بلده إذ كل ما يهمه مصلحته ومكاسبه وملذاته . 4- فإذا ابتليت أمة أو حضارة بأعداد من أمثال هؤلاء المنحرفين أو المدمنين فبطبيعة الحال ستكثر الحوادث والجرائم والقضايا ، وسيقضي هؤلاء المحطمون معظم أوقاتهم بين العبادات النفسية ومصحات الإدمان والسجون ، وستزيد نسب الطلاق والانتحار والجنون كما هو مشاهد في بعض المجتمعات المعاصرة . 5- فإذا كبر سن الأب أو ألام وأصبح الابن يافعاً فتياً فإنه ينصرف عنهما فلا يقدم لهما عوناً ولا وداً ولا يكلف خاطره بزيارتهما في دار المسنين بل قد يتركهما يموتان فيها . 6- فإذا أوقف كل من الأب أو الأم بين يدي ربه ساعتها يكتشف انه قد ارتكب إثماً عظيماً وخطيئة كبري بتقصيره في تربية أولاده وتضيعه لهم ، وبذلك اخبرنا النبي صلي الله عليه وسلم في الحديث (كفي بالمرء إثما أن يضيع من يعول) أخرجه مسلم وأبو داود و غيرهما بألفاظ مختلفة . - فهل نتدارك الإهمال والتقصير في تربية الأبناء قبل فوات الأوان وحتى لا يحدث ندم حين لا ينفع الندم . والآثار المدمرة التي تنجم عن الإهمال أو التقصير في القيام بأمر التربية كثيرة وخطيرة وقد رصدت في أحد كتبي أكثر من 30 ثمرة طيبة تنجم عن التربية الحسنة وأكثر من خمسين من الآثار الضارة التي تعود علينا كأفراد وأسر ومجتمعات وعلي الصعيد الإنساني والحضاري أيضاً عندما نقصر أو نهمل في تنشئة الأبناء . من ثمار التربية الحسنة : 1- علي المستوي الفردي نجد أن التربية الحسنة تنتج فرداً نافعاً لنفسه ، بار بوالديه ، مفيد لأسرته ، متقناً لعمله ، مواطناً صالحاً في مجتمعه ، متفوقاً ومبدعاً ، وصولاً لأقاربه ، يتمتع بعلاقات حسنة مع الناس ، حي الضمير يعرف ربه ، بل يمكن أن يكون لديه عطاءات لأمته وعالمه . 2- إذا عقدنا مقارنة بين فردين : - أحدهما بارٌ بوالديه يعاملهما معاملة كريمة ، وآخر في الشقة المجاورة و في نفس الشارع ينهر والديه ويسبهما وينغص عليهما حياتهما فما السبب في هذا الاختلاف ؟ والعمارة واحدة والشارع واحد : إنها التربية . - طالبان في فصل واحد : أحدهما مطيع يؤدي ما يطلب منه ، متفوق ، وآخر عدواني عنيف متأخر دراسياً ما السبب ؟ فالمدرسة واحدة والفصل واحد : إنها التربية . 3- وإذا كنا نحن كآباء ومربين نشعر بالسعادة والرضا إذا زرعنا شجرة فأثمرت أو ربينا حيواناً أليفاً فنما وكبر فكيف يكون شعورنا ونحن نري أبناءنا أو تلاميذنا قد شقوا طريقهم في الحياة بنجاح وقدموا بعض كلمات العرفان لنا ، لاشك أن نفوسنا تمتلئ بالسعادة والرضا ويكون هؤلاء الأبناء مصدر فخر لنا. 4- ولا شك أن هذا الابن أو التلميذ غالباً ما يكون مصدر خير لنفسه و أسرته وذخراً لوالديه في حياتهما وعند كبرهما . 5- فإذا تمتع معظم أفراد أسرة أو عائلة ما بهذه التربية الحسنة فسيكون لذلك دور كبير في أن تسود روح المودة والتعاون والتضامن بين أفرادها الأمر الذي يؤدي إلي تماسكها وازدهار أفرادها . 6- وإذا نجح أي مجتمع في صياغة غالبية أفراده علي هذه المواصفات وتمتعت معظم الأسر فيه بصفات المحاضن الصالحة لإنتاج هؤلاء الأفراد في ظل بيئة اجتماعية تصونها ضوابط وقواعد عادلة وحاسمة ، فسوف يسير هذا المجتمع بخطي واثقة نحو التقدم والارتقاء . 7- وفي ظل ما يتمتع به عالمنا الآن من ثورة في مجال الاتصال والبث الفضائي يستطيع الأبناء والطلاب المتفوقون المتميزون - إذا أُحسن استثمار طاقاتهم وتوجيهها - أن تكون لهم عطاءات يفيدون بها مجتمعاتهم وأمتهم وعالمهم ، والنماذج في مجالات العلم والأدب والفن أكثر من أن تحصي وليست أسرهم أو مدارسهم وبيئاتهم بأفضل منا . فإذا استطعنا في منطقتنا العربية والإسلامية أن نركز علي إتقان العمل وأن يكون التفوق والتميز بأبنائنا هدفاً نسعى إليه جميعاً متخذين من قيمنا وأخلاقنا وسيلة وطريقة ، عندئذ يمكن أن نكون شركاء فاعلين في الحضارة المعاصرة ونجبر ما قصر فيه الأخر في مجال العلاقات الأسرية والقيم والأخلاقيات النبيلة التي يذخر بها تراثنا وحضارتنا . 8- فإذا طوينا صفحة الحياة ، وأسلمنا الروح إلي بارئها بالوفاة وحُملنا إلي ظلمة القبور ، حيث الوحشة والفرقة والدود ، و وضعنا بين أطباق التراب وانصرف الأهل والأصحاب والأحباب ، وانقطع العمل ولم يبق إلا الرجاء و الأمل في تخفيف الحساب وحسن الجزاء إذا بك تستقبل جبالاً من الحسنات وتسمع أصواتاً تلح في الدعوات ، إنهم بعض أبنائك وأعمالك من الباقيات الصالحات وهو ما يبشرك به الرسول الكريم (صلي الله عليه وسلم) في الحديث الصحيح : ( إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقه جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له) . ألا تستحق هذه الآثار العظيمة ( للتربية الحسنة ) – وما ذكرناه قليل من كثير – أن نهتم بوضعها علي قائمة أولوياتنا و على قمة اهتمامتنا . هذا ما ندعوك لأن تفعله وما سنؤكد عليه في المقالة التالية . بقلم : د. أحمد مصطفى شلبي E- mail :[email protected]

mostsharkalnafsi

بقلم د. أحمد مصطفى شلبي [email protected]

بعد أن قمنا بجعل تربية الأبناء في بؤرة التفكير وذلك في الخطوة الأولى ، ننتقل إلى الخطوة الثانية و نقوم بوضع تربية الأبناء في دائرة الاهتمام ، و رغم أن غالبية الناس – على اختلاف الزمان و المكان – يجمعون على أهمية التربية إلا أن كثيرين منهم لا يعطون التربية ماهي جديرة به من اهتمام رغم أنه من الحقائق الثابتة أنه لا تتقدم المجتمعات و لا يلتقي الأفراد إلا بالتربية الحسنة و التعليم الجيد ، و التاريخ و الواقع و العقل الراجح خير شهود على ذلك ، و هم يؤكدون على الحقائق الآتية :

1-   كرم الله الإنسان و سخر له الكثير من الكائنات و جعله سيداً على هذا الكوكب بالعلم ( وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين ، قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم ) ( البقرة : 31 ، 32 ) .

2-   حتى في العصور القديمة و قبل نزول الأديان السماوية المعروفة قامت حضارات و دول كثيرة كان لديها نظريات و فلسفات و أساليب تربوية عرفنا بعضها و غاب عنا البعض الآخر ، و ذلك مثل ما شهدته أرض الهند و الصين و شبه الجزيرة العربية و مصر و الشام و العراق و اليونان و إيطاليا و غيرهم ، و لا يتسع المقام هنا لتفصيل الحديث عن هذا .

3-   ثم جاءت الأديان السماوية لتؤكد على أن التربية و التعليم حق و واجب على كل إنسان ، ففي اليهودية التربية حق لكل يهودي ، و في المسيحية و الإسلام التربية حق لكل إنسان بغض النظر عن لونه أو جنسه أو عرقه ، و لا بد من تزكية النفس و الوصول بها إلى أقصى إمكانات الكمال البشري : ( سعد مرسي أحمد ، سعيد إسماعيل علي : تاريخ التربية و التعليم )

4-   وفي القرآن الكريم نجد أمراً مباشراً و اجب النفاذ و الذي يخالفه سيتعرض لأشد العقوبة : ( يأيها الذين أمنوا قوا أنفسكم و أهليكم ناراً وقودها الناس و الحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم و يفعلون ما يأمرون ) ( التحريم : 6 ) .

5-   و يوضح لنا الرسول الكريم (ص) أن تربية الأبناء أمانة سنسأل عنها بين يدي الله سبحانه و تعالى ، و قد يكون ذلك محل استغراب عند بعض الناس فيتسأل : هل سنسأل فعلاً عن تربيتنا لأبنائنا ؟ و أنا أجيب بسؤالاً آخر : و هل أولادك شيئاً مهم ؟ بالقطع نعم ، فكيف لا يسألك الله عن الأشياء المهمة ؟ و حتى لا نذهب بعيداً فتعالوا نتأمل هذا الحديث الشريف الصحيح : ( إن الله سائلٌ كل إمرئ عن ما اصترع حفظ أم ضيع ) .

6-    أما الإمام ابن القيم في كتابه إغاسة اللهفان فيشير إلى أن معظم فساد الأبناء إنما يأتي من إهمال الآباء وتضييعهم لهم .

7-   وقد كان خلفاء الدولة الأموية والعباسية يعهدون بأبنائهم إلى مربين متخصصين ليعلموهم ويتعهدوهم بالتربية والتأديب ولنستمع إلى عبد الملك بن مروان و هو يوصي مؤدب أولاده فيقول : ( علمهم الصدق كما تعلمهم القرآن ، و احملهم على الأخلاق الجميلة ، و رويهم الشعر يشجعوا و ينضجوا و جالس بهم الرجال و أهل العلم منهم ، و جنبهم السفلة و الخدم فإنهم أسوء الناس أدباً و وقرهم و نفرهم من الكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور و الفجور يهدي إلى النار .

8-    وفي العصور الوسطى في الغرب نهض بعض المفكرين لينفضوا عن أوربا  و غبار التخلف والظلام إبان النهضة الحديثة، ومنهم جون لوك الذي أصدر كتابه (أفكار في التربية 1693م ) والذي يرى فيه أن الإنسان مزود بطبيعته بقوة يحمي بها ممتلكاته وحياته وحريته من غيره من البشر .

أما جان جاك روسو - الذي توفي 1778 م - ، فيرى عدم تدليل الأطفال بالمغالاة في كسائهم وتدفأتهم شتاءاً ، لكن لا بد من ترك الطفل حراً وسوف تعلمه الطبيعة وتدربه.

9-   في مصر الحديثة وبعد عصر محمد علي ظهرت بعض الدعوات الإصلاحية ومعها ميلاد لأفكار تربوية جديدة كما هو الحال عند رفاعة الطهطاوي وعلي مبارك والشيخ محمد عبده وغيرهم ، وكان ذلك كرد فعل لما عاناه التعليم في عصر الاحتلال وماقبله من ضيق أفق واضمحلال كمي وتدهور كيفي وعشوائية في التخطيط... إلخ .

10- وقد واكب الشعراء والعلماء هذا الاهتمام بالتربية قديماً وحديثاً فنجد ابن سينا العالم والطبيب يكتب قصيدة مكونة من 1700بيت يتناول فيها العديد من قضايا تربية الأبناء ، و لنستمع إلى قول الشاعر الذي يهمس به في أذن كل أب و أم وينبههم :

    و ينشأ ناشئ الفتيان منا                 على ما كان عوده أبوه                                     

11- ونجد المأثور الشعبي أيضاً يهتم بأمر التربية فمعظمنا يحفظ الحكمة التي تقول : ( من شابه أباه فما ظلم ) و هي موجودة في لغات عديدة ( like father like sun )  و في المثل الشعبي العامي: ( ابنك على ماتربيه و إن كبر ابنك خاويه )

12- وما أحوجنا هذه الأيام أن نهتم بتربية أبنائنا : فالتربية الاجتماعية هي التي تجعل معظم أفراد أي مجتمع يتبعون طرائق للحياة منسجمة و متوافقة ، مع بعضها البعض وهي التي تحفظ أبناءنا من أن يقعوا في براثن الإدمان أو العنف أو السلوكيات المنحرفة أو الأفكار المضللة أو الثقافات المستوردة ...إلخ.

 وبعد  فهذا غيض من فيض وقليل من كثير ولكنه كافٍ في الدلالة على أن الناس في مختلف الأعصار والأمصار ومهما كانت مشاربهم وتخصصاتهم وثقافتهم قد أدركوا أهمية التربية ودورها في تحسين حياتهم وواقعهم فهل تضع أنت أيضاً التربية لأبنائك و التوجيه لأسرتك في دائرة اهتمامك ؟ لا بد أن تكون الإجابة بنعم.

أما عن آثار التربية ونتائجها الخطيرة على حياتنا وواقعنا فهو ما نفصله في الخطوة التالية.

 

mostsharkalnafsi

بقلم د. أحمد مصطفى شلبي [email protected]

لعل الخطوة الأولى التي نطلبها منك أن تجلس أنت وزوجتك ( شريكة حياتك) ، وأن تجلسي أنتِ وزوجك ( شريك حياتك ) – سواء كنتما مقبلين على الزواج ، أو تزوجتما بالفعل و تنتظران أولاد ، أو قد وهبكما الله نعمة الولد ، أو حتى كان لديكما أبناء كبار ، أو كان عندكما أحفاد – وإن كنت مربياً أو معلماً أو أخصائياً أن تجلس أنت وبعض زملائك  ونضع هذا السؤال على طاولة النقاش : كيف نربي أبناءنا بطريقة صحيحة؟

إننا عندما نتأمل الواقع نجد أن بعض الناس - وهم مقبلون على إقامة عش جديد للزوجية - يجلسون ويتفقون على كل شيء ابتداءً من الفرش والأثاث والملابس والديكورات والألوان وحتى الملاعق والأطباق وربما لا يتحدثون بل وقد لا يأتي على ذهنهم أنه لإقامة أي بيت ناجح لابد من دعامتين أساسيتين : التأثيث المادي بالفرش والمستلزمات ، والأسس المعنوية لبناء عش الزوجية ؛ لذا نجدهم يهتمون بالأمر الأول غاية الاهتمام و يهملون الأمر الثاني غاية الإهمال مع أن البيت لن ينجح إلا بكلتا الدعامتين وطيور عش الزوجية لن تغرد إلا بكلا الجناحين .

بينما نرى فريقاً آخر يجعلون تربية الأبناء مجرد ردود أفعال فإذا فعل الابن كذا يردون عليه بطريقة مناسبة أحياناً أو بطريقة غير مناسبة في أحيانٍ أخرى بانفعال أو عدم دراية و التربية شأنها شأن أي أمر هام في الحياة يقوم على العلم و الخبرة و ليس على مجرد ردود الأفعال .

 انطلاقاً من كل ذلك نطلب منك :

1- أن تجلس أنت و شريك حياتك (وإن كنت معلماً أو أخصائياً أنت و زملائك) و نفتح نقاشاً حول كيف نربي أبناءنا بأساليب صحيحة .

2-   نضع خطة في مجموعة من الخطوات المبسطة و حبذا إن سبقت هذه الخطة بالقراءة و الاطلاع حول قضايا التربية .

3-   نعزم عزماً أكيداً على التنفيذ و نشرع فيه .

4-   بعد فترة نقوم بتحديد :

 الذي تم تنفيذه من الخطوات السابقة هو :

1-

2-

3-

و ارجو الله أن يوفقنا و يوفقك و إلى الخطوة التالية في فن التربية .

                                        بقلم د. أحمد شلبي

mostsharkalnafsi

بقلم د. أحمد مصطفى شلبي [email protected]

نحاول عبر هذه السلسلة - عزيزي القارئ والزائر لموقعنا – أن نناقش بعض الموضوعات و القضايا الهامة و الأساسية في تربية الأبناء و التي شعرنا بأهميتها عبر خبرتنا الطويلة في هذا المجال و التي تزيد على الثلاثين عاماً و حاولنا أن نعرضها في شكل شيق و جذاب عبر عدة خطوات بحيث تنتقل من الخطوة الأولى بعد قراءتها و تطبيقها قدر الإمكان إلى الخطوة التي تليها و هكذا و نطرح عبر كل خطوة مجموعة من التساؤلات التي تستثير فينا الجواب.

 و ليس المقصود بطبيعة الحال استثارة اللوم أو التأنيب أو الشعور بالذنب و التقصير فهذا أسلوب غير مجدي و إنما المطلوب استثارة التفكير و العمل الجدي فلا شك أن الانتباه و العلم، و الإرادة و العزم، و إنجاز العمل هي من مقومات نجاح أي أمر و ليس عندنا بطبيعة الحال أهم – بعد عبادة الله سبحانه و تعالى – من تربية أبنائنا و فلزات أكبادنا و حين نطرح سؤالاً فنحن لا نطلب منك أن تدون لنا إجابة إنما نطلب وقفة و تفكير و تأمل و تصحيح للمسار إن لزم الأمر، فأنت الذي ستجيب و أنت الذي ستصحح و أنت الذي ستطبق و أنت الذي ستقيّم و أنت الذي ستجني الثمر و كل شيء من أجل أبنائنا يهون .

و حتى لا نستغرق في التفاصيل و الكلام المنمق المعسول و نحن نعلم أنك مشغول اسمح لنا أن ندخل في الموضوع و نطرح في المقالة التالية الخطوة الأولى في فن التربية.

                          

                                                 بقلم د. أحمد شلبي

mostsharkalnafsi

بقلم د. أحمد مصطفى شلبي [email protected]

  • Currently 309/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
101 تصويتات / 2096 مشاهدة

يتحدث الدكتور أحمد شلبي في الجزء الثاني من حلقة في بيتنا مراهق عن أهم المشكلات الشائعة في فترة المراهقة والوسائل الصحيحة للتغلب عليها.

 

 

 

mostsharkalnafsi

بقلم د. أحمد مصطفى شلبي [email protected]

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 295 مشاهدة
نشرت فى 18 نوفمبر 2015 بواسطة mostsharkalnafsi

يتحدث الدكتور أحمد شلبي في هذه الحلقة في الجزء الأول منها عن خصائص مرحلة المراهقة وأهمية التربية الإيجابية في هذه الفترة الحرجة من العمر.

 

 

mostsharkalnafsi

بقلم د. أحمد مصطفى شلبي [email protected]

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 334 مشاهدة

وليس معنى التعاون  والتعاضد عدم احترام خصوصيات  كل فرد من أفراد الأسرة صغيرا  كان أم كبيرا .

* فالأب  له أوراقه وأشياءه الخاصة به .

* والأم لها غرفتها وأدواتها الخاصة بها أيضا.

*  والأبناء  لهم حاجاتهم  كذلك ، ولابد من  الاستئذان قبل الدخول  عليهم أو الإطلاع على حاجياتهم .

ومن  هنا كان  توجيه القرآن الكريم  بأن نعلم أبناءنا أدب  الاستئذان قبل الدخول علينا :

وعدم  احترام الخصوصيات  داخل الأسرة يؤدي عند  بعض الأبناء إلى الكذب  أو السرقة أو العنف أو العدوانية  وبعض المشكلات النفسية والسلوكية الأخرى .

وكما  نعلم أبناءنا  وأسرنا احترام  ملكيات الآخرين وخصوصياتهم ، علينا  أن نعودهم على الاستقلالية والاعتماد  على أنفسهم ، وهذا لا يناقض الطاعة أو البر  لآبائهم ، إن من الخطأ أن نتعامل مع الأبناء كما  نتعامل مع الأجهزة الصماء نريد أن نحركهم بالريموت " جهاز التحكم  عن بعد يمينا وشمالا " لأن ذلك يضعف من شخصيتهم ويجعلهم غير واثقين  من أنفسهم ، وغير قادرين على مواجهة الحياة من حولهم .

والأفضل من ذلك أن نعودهم على الاستقلالية  والاعتماد على أنفسهم ، القدرة على اتخاذ القرار ، وحل المشكلات ، والتميز والإبداع ،  ولن يحدث ذلك إذا نشأوا اعتماديين " وتذكر أنه من المشرف لك أن يتصرف ابنك تصرف الرجال بين الأطفال ، ومن المشين  لك أن يظل طفلا يتصرف تصرفات الصغار وهو محسوب على الرجال .

 

mostsharkalnafsi

بقلم د. أحمد مصطفى شلبي [email protected]

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 493 مشاهدة
نشرت فى 18 سبتمبر 2018 بواسطة mostsharkalnafsi

إذا كان للإنسان منا صديق  فعادة ما يحترمه ويحبه ، ويجامله ويهاديه ، ويقف  بجواره في أوقات الأزمات ، نفعل ذلك مع أصدقائنا وربما  ننسى أو لا نهتم بأن نفعله مع أسرنا وبيننا وبين بعضنا ، وهذا من التقصير  غير المبرر حيث أن أبناءنا وأسرنا أولى بذلك لذا فإن علينا :

*  أن نحترم  أبناءنا وأزواجنا  ونحييهم ونشكرهم على ما  يقومون به

*  نشاركهم  فرحتهم عند نجاحهم وفي أي مناسبة  سعيدة يمرون بها

*  بل نهاديهم  ففي الحديث الشريف " وتصافحوا  يذهب الغل وتهادوا وتحابوا تذهب الشحناء  " ( أخرجه  مالك )

*  نهنئهم في المناسبات  والأعياد.

*  ونقف بجوارهم ونؤازرهم في أوقات  الشدائد والأزمات فإذا نحن لم نفعل ذلك  معهم فمن سيقوم بذلك لهم .

 

وقد أكد علماء  الاجتماع على أن التعاون  بين الزوجين في إدارة شئونهم الأسرية  يقوى الروابط بينهم ، ويزيد من السعادة  داخل البيت ، ويحقق الأمن النفسي ، ويزيد من فرص النجاح في العلاقات الأسرية وفي الحياة  بصفة عامة .

mostsharkalnafsi

بقلم د. أحمد مصطفى شلبي [email protected]

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 496 مشاهدة
نشرت فى 18 سبتمبر 2018 بواسطة mostsharkalnafsi

سعادة البيت مسئولية مشتركة بين جميع أفراد الأسرة ، ولكي  تتحقق هذه السعادة  فلابد أن  يقوم كل فرد بواجباته تجاه زوجه وأولاده والأسرة التي هو عضو  فيها وفي القول السائر: (لا حرية بغير مسؤولية) ، فالإنسان منّا يكون حراً في الشارع - مع أن لذلك حدوداً- فإذا دخل المدرسة أو العمل أصبح ملزماً بلوائح وقوانين المدرسة أو العمل.

 

والزواج هو بداية الحياة الحقيقية ومعه أيضاً يبدأ الزوجان في تحمل المسؤولية : فبعد أن كان كلٌ منا مسئولاً فقط عن نفسه في بيت أسرته إذا به في عش الزوجية مسؤول عن نفسه  زوجه، بيته أولاده ، والديه وأسرته ، علاقاته الجديدة. فعلينا أن نجعل ذلك أمراً ممتعاً وليس شيئاً  مزعجاً.

وهذه المسؤولية متعددة الجوانب:

⦁ أولا أمام الله (وقفوهم إنهم مسؤولون) (الصافات:24).

⦁ وأمام أنفسنا وضمائرنا .

⦁ وأمام أسرنا وأهلنا وأقاربنا .

⦁ وأمام المحيطين بنا والناس الذين يعرفوننا .

⦁ ومسؤولون اجتماعيا وقانونيا أمام المجتمع الذي أوكل إلينا مهمة إنشاء هذه المؤسسة الاجتماعية وهي الأسرة وأن تكون محضناً دافئاً ومشبعاً لهذه البراعم الصغيرة حتى تنمو وتترعرع .

 

 ومن مسؤوليات الزوج :

.1 رعاية الزوجة والأولاد.

.2 توفير النفقات اللازمة لهم.

.3 حمايتهم من الأخطار والأمراض.

.4 تلبية احتياجاتهم قدر استطاعتنا.

.5 التعاون مع الزوجة في توفير جو مريح داخل البيت.

.6 تعليم وتوجيه الزوجة والأولاد.

.7 المشاركة في حسن تربيتهم وتحليهم بالأخلاق الكريمة .

.8 المساعدة في القيام ببعض الأعمال التي تعجز عنها الزوجة بسبب حمل أو مرض أو أي ظروف أخرى .

.9 المتابعة للأسرة والترويح عنها .

.10 إقامة شبكة من العلاقات الناجحة والمحافظة عليها . 

 

 ومن مسؤوليات الزوجة:

.1 رعاية الزوج والأبناء.

.2 توفير جو مريح داخل المنزل.

.3 تنظيف المنزل.

.4 إعداد الطعام.

.5 تجهيز الملابس المناسبة.

.6 وضع ميزانية للبيت على قدر إمكانيتنا والالتزام بها.

.7 طاعة الزوج والقيام على راحته.

.8 حسن تربية الأبناء.

.9 تنظيم أوقات الزوج والأبناء وحياتهم.

.10 التشارك في إنشاء شبكة من العلاقات الناجحة والمحافظة عليها.

 

والحقيقة والواقع أن رعاية البيت والأسرة والمحافظة عليهما وعلى استقرارهما تقع مسؤوليتها في المقام الأول على عاتق الزوجة لأنها وظيفتها الأهم وهي أكثر تواجدا بالمنزل والتصاقا بالأبناء، والبيت مملكتها الأولى والزوج من رعايا هذه المملكة ، وفي الحديث الشريف...(والمرأة راعية في بيت زوجها وهي مسئولة عن رعيتها ...) (أخرجه البخاري  ومسلم(. 

فليتحمل كلٌ منا مسؤولياته وليكن حريصاً على أدائها على خير وجه.

 

مع أطيب أمنياتي بأسرة سعيدة وحياة هانئة مشرقة.

mostsharkalnafsi

بقلم د. أحمد مصطفى شلبي [email protected]

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 2795 مشاهدة
نشرت فى 28 يوليو 2017 بواسطة mostsharkalnafsi

الأسرة مؤسسة تربوية وتنموية أنشأها المجتمع في المقام الأول لكي تكون شركة إنسانية قبل أن تكون منشأة اقتصادية أو مالية ، لذا فإنه ليس من قبيل المصادفة أن يجعل النبي "صلى الله  عليه وسلم "  من أسس الاختيار الناجح  لشريك الحياة  الخلق والدين ، وذلك في قوله صلى الله عليه وسلم " إذا أتاكم  من  ترضون خلقه ودينه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. "   ( أخرجه ابن ماجه ) 

مع استعراضه لأسس الاختيار الأخرى الموجودة  في واقع الناس وذلك في قوله صلى الله  عليه وسلم  " تُنْكحُ الْمَرْأَةُ لأرْبَعٍ: لمالها ولِحَسَبها ولِجَمَالها وَلدينها: فَاظْفَرْ بذاتِ الدِّينِ تَربَتْ يَدَاكَ " ؛      ( أخرجه مسلم ) 

 

ولكن لماذا  تغليب الاعتبارات الخلقية  كأحد  أسس بناء البيت وإعداده دون غيرها من الاعتبارات المادية  المشار إليها ؟ 

لأن الاعتبارات  الأخلاقية  هي التي تفيد في تعامل الزوجين  مع بعضهما  ومع الأبناء  ومع الأقارب  والأصهار . 

كما أن الأخلاق  بيد الإنسان  أن  يتحكم  فيها ويزيدها على عكس الحسب أو الجمال فهي اعتبارات ليست بيده في معظم الأحوال .

كذلك  فإن تغليب الاعتبارات المادية  وجعل المادة  هي أهم شيء في حياة الأبناء  يؤدي غالبا إلى الصراع  بينهم وإلى عدم  التماسك داخل الأسرة . 

 

وربما  يكون ذلك أحد أسباب التفكك  الأسري  وضعف العلاقات العائلية داخل بعض المجتمعات الغربية وبخاصة عند كبر سن الأبوين ،  فقد  ضعف  الجسم  وقل الدخل  بينما أصبح الابن قادرا على الكسب وهو يعامل  والديه  بالمنطق  المادي  الذي ربوه  عليه ، لذا  فإنه يودعهم في إحدى

  دور المسنين  أو يتركهم داخل  شققهم وربما يموتون ويتعفنون ولا يشعر بهم  أحد ،  : 

ورد في مجلة البيان (عدد 276) ما نصه: (ومن إفرازات هذه الأنماط المعيشية نشوء «الفرد المتجاوز»؛ وهو الشخص الذي يفكر باحتياجاته على حساب شخص آخر؛ حتى وإن كان أحدَ أفراد أسرته، كما نوَّهت إلى ذلك منظمة «جوزيف راوند تري»[5].

ولذلك فإنه ليس من المفاجئ أنه عند بلوغ كثير من مثل هـؤلاء الآبـاء والأمهــات سِنَّ الشـــيخوخة، لــن يجـدوا ما يحتاجونه من مشاعر حانية من قِبَل أولادهم الذين لن يكترثوا كما ينبغي بشأن آبائهم، ولن يستهجنوا أمر تَرْكِهِم تحت رحمة دور رعاية المسنين، التي لا يخلو كثير منها من تجاوزات وسوء معاملة، ناهيك عن افتقادها لما يعوِّض مثل هؤلاء عما يحتاجونه من مشاعر العطف العائلية الحقيقية. وهكذا تتمثل مقولة: «عقُّوهم صغاراً فعقُّوهم كباراً». 

ومن الظواهر المألوفة في المجتمع الغربي أن يترك الأولاد بيوت آبائهم عند بلوغهم سنَّ الثامنة عشرة أو قريباً من ذلك، للاستقلال في مسكنهم ومعيشتهم؛ ففي بريطانيا - مثلاً - يحق للأفـراد الذين تجاوز سنهم 16 سنة أن يطلبوا المعونة من الجهات الحكومية المخوَّلة بمنحهم المساعدات المالية لدفع تكلفة سكنٍ مستأجَرٍ، وحتى إن كان ذلك دون موافقة آبائهم؛ حيث لا ولاية للآباء عليهم بعد تلك السن.

وقد اكتشف الخبراء وذوو الاختصاص من أطباء نفسيين وغيرهم – مسـتندين إلى إحصاءات ودراسات بحثية – أن ظاهرة التفكك العائلي، وهذا المدَّ الجارف من الأنانية التي تحكمها الماديات لها في واقع الحال تأثيرات مُخِلَّة على الأطفال. وهو الأمر الذي حدا بالعقلاء في عموم المجتمع إلى السعي إلى عكس السياسات التي كان كثير منهم يتفانى في ما مضى لتحقيقها).؛ 

فليكن تقديم الاعتبارات الأخوية  والأخلاقية هو فيزة التعامل بيننا وبين الأبناء  بعضهم البعض داخل بيتنا وأسرتنا  ، والعملة  الأكثر تداولا بيننا وبين الناس ، وإن  أخر ذلك  أحيانا  بعض المنافع المادية  فالمصالح المادية  قريبة منتهية والاعتبارات الأخوية أو الأخلاقية  أو الإنسانية هي الباقية والدائمة وهي التي من المهام الأساسية للأسرة تغذيتها وترسيخها.

وتذكر دائما أنك عندما تصنع من ابنك إنسانا فسيكون إلى جوارك في كل فترات العمر، وحين تصنع منه كاشيرا فسوف يتخلى عنك حين لا تكون له موردا للمال أو الدخل، هكذا علمتنا تجارب الحياة.

 

مع خالص تحياتي.


mostsharkalnafsi

بقلم د. أحمد مصطفى شلبي [email protected]

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 310 مشاهدة
نشرت فى 14 يوليو 2017 بواسطة mostsharkalnafsi

الفضل فوق العدل و مراعاة المرونة وعدم الجور:

 

عندما نتأمل الواقع نلحظ ثلاثة مستويات في تعامل الأزواج مع بعضهم البعض:

ا) مستوى الظلم : وفيه يحدث الجور على بعض الحقوق والانتقاص منها ، أوالتقصير في أداء معظم الواجبات ، وهذا قليلٌ لكنه يحدث أحياناً ، وهو يتنافى مع أبسط المبادئ الأخلاقية والعلاقات الإنسانية التي قام عليها الزواج ، كما لا يرضاه الضمير الحي وهو محرم شرعاً وقانوناً ، ففي الحديث القدسي: (يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا...)( أخرجه مسلم 2577).

 

ب) مستوى العدل: وفيه يؤدي كل شريك واجباته ويأخذ حقوقه قدر الإمكان ، وهو مستوى الاعتدال الذي لا يجب أن تنزل العلاقة بين الزوجين إلى أقل منه.

 

ج) مستوى الفضل والإكرام: وهو ما نُفضّـل أن نسلكَه في تعاملنا مع بعضنا البعض كزوجين وكأسرتين ، فعندما نتحدث ونطلب واجباً أو حقاً للزوج أو الزوجة فلا نتعامل مع بعضنا بالمسطرة أو بالسنتيمترـ كما يقولون – فنحن لسنا في هيئة مساحة ، أوفى دار قضاء ، وإنما في عش المودة والرحمة ، وفي بيت المحبة والتسامح ، وإذا أعطينا أكثر سنأخذ زيادة عن حقوقنا ، فنحن زوجان وحبيبان ولسنا ضدين أو خصمين .

 

وعند التعامل مع بعضنا نمشي على سطر ونترك سطراً بل أسطر ؛ لأننا نعيش حياةً ممتدة مع بعضنا فيها احتكاكات ومواقف وتعاملات كثيرة ومتنوعة ومتشعبة ، حتى حين أتنازل فأنا أفعل ذلك مع شريك حياتي وقطعةً من نفسي كما يخبرنا القرآن الكريم ( يأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها ...) (النساء :1)

 

وبالحب تذوب الحقوق كما تذوب النفوس والقلوب وفي المثل السائر ( حبيبك يبلع لك الزلط ) .

 

وكلما توطدت العلاقة الزوجية وامتدت العشرة كلما كانت خدمة الشريك لصاحبه وحبيبه تجلب له السعادة والمتعة ، ونحن نرى الأم أو الأب قد يخرج اللقمة من فمه ويعطيها لزوجه أو ابنه وهو يشعر بالسعادة والرضا .

 

لأجل ذلك كله علينا أن يرتفع تعاملنا مع قضية الواجبات والحقوق إلى هذه المستويات السامية ، وأن نراعي هذه المبادئ الحاكمة مع معرفتنا بواجباتنا وحقوقنا وعدم إنكارنا لها بل والتفاني في أدائها.

 

 

mostsharkalnafsi

بقلم د. أحمد مصطفى شلبي [email protected]

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 256 مشاهدة
نشرت فى 22 يوليو 2016 بواسطة mostsharkalnafsi

تقوى الله سبحانه ، والاستعداد للوقوف أمامه للسؤال عن الأسرة والأبناء :

 

وقد يتساءل البعض: ( وهل سيحاسبني ربي على حقوق زوجتي وأولادي ؟!) والإجابة بالقطع نعم ، لأننا سنحاسب بين يدي الله على كل صغيرة وكبيرة ، وإذا كنا متفقين جميعاً على أن هذه الواجبات والحقوق من الأمور الهامة فكيف لا يسألنا الله عنها ؟  وقد ورد في الحديث  : ( إن الله سائل كل راع عما استرعى حفظ أم ضيع ) أخرجه الترمذي وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (1636) ،

 

وتقوى الله وتحمل المسئولية من الأمور اللازمة لاستقرار واستمرار الحياة الزوجية ، ولابد أن نستشعر أن الله مطلع علينا وسيسألنا عن تصرفاتنا وأعمالنا ( وقفوهم إنهم مسئولون )  (الصافات: 24).  

 

لذا فعلينا أن ننتبه إلى أمور منها :

<!--ألا يحاول أحدنا إضاعة حق الآخر أو إثبات خطئه لأنه أكثر منه قدرة على الجدال والنقاش .

<!--ألا نتعلل بأسباب غير حقيقية لنخفيَ خطأنا أو نبررَ موقفنا .

<!--ألا نفشيَ أسرار بيتنا .

<!--ألا أتحدثَ عن شريك حياتي في غيبته بشئٍ يكرهه

فإن كان غائباً فإن الله موجودٌ ومطلع ٌعلينا وسيحاسبنا على ذلك .

 

  وعلى الزوج:

- ألا يقصر في النفقة على زوجته وأولاده وهو قادر على ذلك .

ـ  وألا يعاملهم بغلظةٍ وفظاظة .

- وأن يبذلَ ما استطاع من جهد في توجيههم وتعليمهم وتأهيلهم ولا يضيع وقتهم وعمرهم.

 

كما أن على الزوجة :

<!--ألا تخرجَ من بيت زوجها إلا بإذنه وبخاصة في غيابه .

<!--وألا تدخلَ في بيته من يكره .

<!--وأن تكونَ أمينة على ماله وعياله .

وإن كان غائباً فإن الله معها ناظر إليها ومطلع عليها ويعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور .

 

 

mostsharkalnafsi

بقلم د. أحمد مصطفى شلبي [email protected]

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 228 مشاهدة
نشرت فى 22 يوليو 2016 بواسطة mostsharkalnafsi

مجدى حلمى عبده خطاب

wahaty
الموقع خدمى يهدف الى توسيع دائره المعرفه لدى الكثير من الناس وخاصه الصحيه بالاضافه الى بعض المعارف الاخرى الشيقه .مع اطيب الامنيات بقضاء وقت مفيد داخل الموقع »

بحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

541,055