تربية ورعاية اولادنا

edit

 

تتسم مرحلة الطفولة بالكثير من المواقف والأفعال الطريفة التى يقوم بها الطفل دون وعى وإدراك خاصة فى سنوات عمره الأولى، حيث يقلد والديه فى طريقة الكلام وتناول الطعام وغيرها من المواقف التى يقوم فيها الطفل بتقليدهما والتى تمثل مصدر سعادة لهما لسرعة إدراكه ونضجه ، ولكن هل تمثل هذه السلوكيات خطرا عليه؟

فى السطور التالية نتعرف على آراء الأمهات فى تقليد أبنائهن لهن، وكيف يمكنهن تقنين ذلك وماذا عن آراء الخبراء فى تأثير هذا على شخصياتهم فى المستقبل.

فى البداية تقول نرمين عبد العظيم، موظفة: تبلغ ابنتى من العمر ثلاث سنوات ورغم صغر سنها إلا أنها تستخدم أدوات المكياج الخاصة بى في محاولة لتقليدى عند وضعه على وجهى ما يشعرنى بالغضب والضيق لعدم نظافة وجهها وملابسها لكننى أحاول أن أفهمها بهدوء بأنها عندما تكبر يمكنها استخدامها.

وتقول عبلة لاشين، ربة منزل: تفتح ابنتى دولابى وترتدى فستانى الذى أعتاد ارتدائه أثناء خروجى من المنزل ما يجعلنى أضحك على ما تقوم به وأرفع ملابسى فى رف عالى داخل الدولاب بعيدا عن يديها.

وتحكى إيمان زكريا ربة منزل عن مواقف ابنها  الذى يبلغ من العمر خمس سنوات فى تقليد والده حيث يقوم بمسك شفرة الحلاقة محاولا حلاقة ذقنه كوالده ما يصيبها بالخوف والقلق عليه من إيذاء نفسه، وتقول: أراقب ابنى جيدا لأننى أعلم بأنه يحب أن يقلد والده وعندما طلبت منه عدم تكرار ذلك رد على قائلا "ما بابا بيحلق ذقنه وأنا كبير زيه"، مما جعلنى أطلب من والده عدم الحلاقة أمامه مرة أخرى.

وتقول كوثر عبد الرحيم، موظفة: تحاول ابنتى ذات الأربع سنوات تقليدى عندما أقوم بتنظيف الشقة فتجرى على مكان وضع المكنسة وتمسك بها وتحاول التنظيف، وكذلك أثناء تلميع أدوات المطبخ، فتأتى بالكرسى وتقف بجانبى لكننى أمنعها حتى لا تكسر الأطباق والزجاج وتتعرض للأذى.

بناء الشخصية

بين الخوف والسعادة تتفاوت مشاعر الأمهات بتصرفات أبنائهن، فكيف يرى المتخصصون التقليد عند الأبناء؟

يقول د. أحمد غنيمى مهناوى، أستاذ أصول التربية بكلية التربية جامعة بنها: من الطبيعى أن يقلد الطفل والديه فى سنوات عمره الأولى وهو يعد ضرورة فى بناء شخصية الطفل عندما يجد تعامل والديه والبيئة التى ينشأ فيها حسنة، لذا على الوالدين أن يعلما طفلهما الاستقلال بذاته وإعطائه حرية الاختيار، لكن يمثل التقليد خطورة بعد العام السادس عندما يكون تقليد الطفل لوالديه صورة طبق الأصل وهنا يجب عليهما التحدث وإجراء حوار مع الطفل للتغلب على التقليد لهما ومناقشته فى كل ما يشاهده على الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعى .

ويقول د. على محمود شعيب، أستاذ الصحة النفسية بكلية التربية جامعة المنوفية: يراقب الطفل والديه على مدار اليوم خاصة الأم لأنه يقضى معها أطول وقت ما يتطلب ضبط تصرفات الوالدين والكبار أمامه، كما أن الطفل يجد المتعة والتسلية فى التقليد ويشبع لديه رغبة التجربة، لافتا إلى ضرورة مراقبة الأبوين لما يقوم به الطفل حتى لا يتعرض للأذى، وعليهما أن يدركا أن التقليد مفيد فى تشكيل شخصية الطفل حيث يتعلم من خلاله كيف يتصرف عند تعرضه لموقف معين، كما أنه يساعده على تعلم النطق واللغة لذا يجب على الوالدين التحدث أمام الطفل بشكل صحيح لغويا حتى يتعلم النطق بشكل سليم.

احترام متبادل

أما د. هناء المرصف، أستاذ علم الاجتماع بكلية البنات جامعة عين شمس، فتنصح بضرورة احترام الوالدين لاختيارات طفلهما حتى يحصل الوالدين بالمقابل على احترام الطفل لهما وأوامرهما وأفكارهما وإلا سيتواجد لديه الكثير من التساؤلات فى ذهنه دون أن يجد إجابة تقنعه، وتقول: تفكير الطفل المستمر وانشغاله الدائم بالأشياء التى يسمعها ويراها هو الذى يطور شخصيته وينمى مهاراته وإبداعه ولذلك يجب على الوالدين مساعدة الطفل على تنظيم الحياة اليومية له عن طريق تحديد وقت لمشاهدة التليفزيون ووقت للعب مع تحديد وقت النوم بما لا يقل عن 8 ساعات وتدريبه على الاعتماد على نفسه فى ارتداء ملابسه وتناول الطعام ويجب أن يكون هناك مثل أعلى للطفل يقتدى به .

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 1335 مشاهدة
نشرت فى 22 نوفمبر 2018 بواسطة hawaamagazine

 

لم تكن تضحيات المصرين منذ فجر التاريخ وحتى اليوم سوى تعبير بسيط عن حبهم لوطنهم الذى ولد معهم وزاد بداخلهم مع مرور الأيام ليثبتوا بما لا يدع مجالا للشك أن حب الأوطان مشاعر فطرية تنمو وتستمر مع الإنسان حتى مماته، فكيف يمكن للمرأة أن تعلم أبناءها حب الوطن وتغرس بداخلهم روح الانتماء والمواطنة؟

البداية مع مديحة عبد السلام، مدرسة اللغة العربية التى أكدت أن من واجبات المعلمين تعزيز قيمة المواطنة فى نفوس الطلاب من خلال تدريس المادة التعليمية التى تفيدهم وتعملهم تاريخ بلدهم وتجعلهم يفخرون بالانتماء لها، داعية إلى وضع برامج ورحلات ترفيهية للأماكن الأثرية والتاريخية.

وتنصح ثريا علي، ربة منزل كل أم أن تحكى لأبنائها قصص البطولات التى قام بها المصريون خلال الأزمات والحروب سواء ضد العدوان الخارجى أو الإرهاب الداخلى ليتعلموا معنى وقيمة الدفاع عن الوطن ففى كل شارع حكاية لبطل قدم روحه فداء لوطنه.

وتقول نهى عبد الستار، طبيبة: هناك العديد من المدارس التى تم إطلاق أسماء شهدائنا عليها وبالتالى من واجب كل المعلمين أن يتحدثوا مع طلابهم عن قصة استشهاد البطل الذى سميت باسمه مدرستهم وغيره من الأبطال الذين قدموا أرواحهم من أجل أن نحيا فى أمان ليصبح لدينا جيل مثقف محب ومقدر لوطنه وشهدائه لكى نعيش فى مجد وعزة نفتخر بها على مر الأجيال.

ويرى سامى حسين، موظف أن شراء المنتجات المصرية من ملابس ومواد استهلاكية وغذائية يعزز لدى الأبناء روح الانتماء وحب بالوطن.

معرفة التاريخ

تعلق سارة ممدوح، مدربة تنمية بشرية على الآراء السابقة قائلة: عند تعريف الأبناء بالتاريخ أو سرد البطولات التى قدمها أبناء مصر يجب أن يتم تبسيط المعلومة حتى يستوعبوا ما يحكي بالإضافة إلى مراعاة ردود أفعالنا تجاه الأحداث والتى تؤثر بالطبع على إدراكهم واستيعابهم للمواقف وتبنى لديهم رؤية عن وطنهم وما يدور فيه, ويجب أن يكون ذلك فى إطار إيجابى بناء وليس العكس، مع ضرورة الحرص على زيارة الأماكن الأثرية والتاريخية لأنها ذات سحر خاص سواء فى نفوس الأطفال أو الكبار ليتعرف الجميع على تاريخ أجدادنا الفراعنة مرورا بكل العصور التى مرت بها مصر وصمودها فى وجه الأعداء والتركيز على قصص الشهداء الذين ضحوا بحياتهم وتركوا أسرهم فى سبيل الحفاظ على أرضهم, فلدينا فى كل ميدان اسم شهيد ظل اسمه خالدا على مر الزمن ومن واجبنا أن نتحدث عنهم مع أبنائنا لأن هذا يغرس فيهم حب الوطن والدفاع عن الأرض.

وتدعو مدربة التنمية البشرية بتخصيص يوم نصر أكتوبر فى التحدث عن قيمة الوطن والقيم المستفادة من تلك الحرب العظيمة, فالتعود على مناقشة القصص البطولية لأطفالنا يزيد من حب الوطن لديهم, بالإضافة إلى تخصيص يوم مدرسى وأسرى كل شهر لزيارة المتاحف الأثرية والأماكن العامة مثل الأهرامات وأبوالهول، إلى جانب تنظيم رحلات مدرسية للأماكن السياحية مثل الأقصر وأسوان.

نواة التوعية

المواطنة أحد أهم جوانب الحياة فى أى مجتمع هذا ما بدأت به د. وفاء نعيم، أستاذة علم الاجتماع المساعد بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية حديثها مؤكدة أن المجتمعات لا يمكن أن تنمو وتطور دون مواطنين يدركون حقيقة دورهم فى تنمية مجتمعهم، وتقول: تعد الأسرة أفضل مؤسسات التنشئة الاجتماعية لتنمية الشعور بالمواطنة والانتماء ويسمى ذلك تربية المواطنة أو التربية من أجل المواطنة, ويجب أن تدرك الأسرة دورها المطلوب فى صناعة أجيال واعية لأنهم الأكثر تأثيرا على الأطفال, وعليها أن تثير انتباه أبنائها بقضايا المجتمع والوطن لأن ذلك يساعدهم على تعلم الواجبات الوطنية وإقدامهم على أعمال هادفة منها, بالإضافة إلى حثه على المشاركة المجتمعية تجاه وطنه مثل تنظيف الأحياء وتشجير الساحات العمومية والحفاظ على سلامة البيئة المحيطة.

وتضيف د. وفاء: لابد من ربط الطفل بهويته وتوعيته بالمخزون الثقافى الوطنى وتأصيل حب الوطن والانتماء منذ مراحل الطفولة المبكرة وذلك من خلال زيارة بعض الأماكن السياحية التى تعكس عظمة المصريين لبث الوعى فيه بتاريخ وطنه وإنجازاته, بالإضافة إلى تعويده على حب العمل المشترك وتعزيز الأخوة بينه وأبناء الوطن، بالإضافة إلى مشاركته وتفاعله مع الاحتفالات الرسمية مثل حرب أكتوبر وثورة يناير والتى من شأنها زيادة ارتباطه وتعلمه لمعنى الوطن، موضحة أن من شواهد حب الوطن أن يتعلم الطفل الحفاظ على مرافق وطنه وتراثه التاريخى كنهر النيل والطرقات والمبانى والأشجار والمدارس والمصانع.

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 969 مشاهدة
نشرت فى 22 نوفمبر 2018 بواسطة hawaamagazine

 

 

لاشك إن إنجاب طفل فرصة ذهبية لكل أم وأب لكى يستعيدا معه ذكريات الطفولة التى يفتقدها الكبار فى عالمهم المليء بالعمل والماديات والضغوط الحياتية المختلفة، فمشاركة الأبناء لحظات المتعة واللعب يمثل أهمية كبيرة لكل من الطرفين الأبناء من جهة والآباء من جهة ثانية، كما أنه فرصة طيبة لتكوين شخصيات سوية تشعر بالدفء والأمان الأسرى مما ينعكس على المجتمع كله، فكيف يمكنك تحقيق هذا مع ابنائك؟

تقول د. إيمان الريس استشارية تربوية وأسرية ومدربة مهارات ذاتية: يمضى الطفل أغلب وقته فى اللعب، واللعب هنا ليس وسيلة للتسلية فقط ولكنه نشاط فى غاية الأهمية فيما يتعقل بنمو الطفل وجعله متوازنا نفسياً وقادرا على تطوير مجتمعه والارتقاء به، لذلك يؤكد خبراء الطفولة على أهمية ما يعرف باسم التربية باللعب مع الأطفال ومراقبتهم أثناء لعبهم، حيث يساهم اللعب فى تربية الأطفال وصقل شخصياتهم من خلال ما يتعرضون له من مواقف وردود أفعال أثناء اللعب الجماعي، أو المنفرد، أو التخيلي، وبما أن العملية التربوية من العمليات البالغة الأهمية فى حياة الأطفال فلا يجوز إهمال أى ناحية من نواحيها. وتتابع: تزداد أهمية وفوائد اللعب حينما تقوم الأم بمشاركة أبنائها أوقات لعبهم فيمكنها فى هذا الوقت تعليمهم قيم تربوية من خلال توجيه الأطفال نحو الصواب وتوضيح الخطأ لهم وتصحيحه، واعتماد الأنشطة التربوية الهادفة من أجل غرس الأخلاق الحميدة فى شخصيات الأطفال، تقول د. إيمان الريس استشارية تربوية وأسرية ومدربة مهارات  ومنها الكرم، والشجاعة، والإخاص، والصدق، والأمانة، والصبر، ومن الناحية البدنية يعد اللعب من النشاطات الحركية المهمة فى حياة الأطفال، حيث يساعد على تقوية العظام والعضات والتخلص من الوزن الزائد، كما يحفز الجسم على النمو السريع وحرق الدهون والسكريات الزائدة فى الدم، وبالتالى الحفاظ على صحة الأطفال وحمايتهم من الإصابة بالكثير من الأمراض، كما يساعد اللعب فى تفريغ الطاقة الحركية الزائدة لديهم وتسخيرها فى شيء مفيد.

تنظيم الوقت

أما عن أهمية اللعب فى حياة الأمهات فتشير د. إيمان إلى أنه يساعد على استعادة شعورهن بفترة الطفولة وبراءتها مما ينعكس على الأداء العام فكثير من الأمهات يشعرن بمتعة حقيقية أثناء اللعب مع أبنائهن، لافتة إلى أن الأم الناجحة هى التى تعتمد سياسة تنظيم الوقت بحيث توفر بعض الوقت لمشاركة أبنائها اللعب كمكافأة لهم بعد إنهاء واجباتهم الدراسية، موضحة أن الأم يمكنها الاستمتاع مع أطفالها منذ ولادتهم فبمجرد رؤية طفلها الرضيع تنشأ لديها مشاعر جديدة من الرغبة فى الاحتواء تبدأ بضم طفلها لتعيش معه أحلى لحظات عمرها من خلال التلامس الجسدى وما ينشأ عنه من رابطة نفسية تشكل بدايات تعرف الطفل على عالمه المحيط من خلال لمسة الأم واحتضانها له، وبمرور الوقت تنشأ مهارات أخرى للطفل يتعرف من خلالها على العالم المحيط من حوله ويكون اللعب مع الأم والأب وسيلته الأمنة فى هذا العالم من خلال الألعاب التى تعتمد على الألوان والأصوات ثم ألعاب الحركة, فالأم هنا هى من ترشد الطفل وتشاركه الألعاب المناسبة لعمره, وبدءا من السابعة سيقوم الطفل باختيار ألعابه مطالبا الأم والأب مشاركته إياها.

تقول ورود ياسين أخصائية نفسية ومستشارة الإرشاد الأسرى:يساعد مشاركة الأم أبنائها نشاطاتهم المختلفة خاصة اللعب على التخلص من الشعور بالضغوط المادية والحياتية التى تواجهها,كما أن مشاركة الأطفال ألعابهم سواء المعتمدة على التلوين أو الحركة يساهم فى تجديد الطاقة الذهنية والنفسية والعضلية أيضا عند الأمهات، والأمر لا يتوقف على اللعب فقط بل إن تبادل الأحاديث مع الأبناء يساهم بشكل كبير فى توطيد مشاعر الصداقة بين الأم والأبناء من الجنسين وقتها تشعر الأم بأنها صديقة لأولادها وهو إحساس رائع يؤكد لها أنها تسير فى طريق التربية السليم بعيدا عن إعطاء الأوامر والتوجيهات المباشرة.

وتضيف: لا شك أن معايشة الأم ومشاركتها لفترات طفولة أبنائها يجعلها الأقرب لهم خلال مراحل نموهم المتعاقبة مما يجعل من اليسير عليها التدخل فى الوقت المناسب فهى هنا الأم والصديقة والتى تمثل جانبا كبيرا من ذكريات الطفولة فى حياة أبنائها، كما أن حسن الإنصات للأبناء والاستماع إلى أحلامهم الصغيرة ومحاولاتهم الأولى للتعبير عن أنفسهم يجعل الأم تكتشف نفسها أكثر من خلال انعكاس تربيتها وما تغرسه فى أطفالها على سلوكياتهم مما يجعلها تعدل دائما من نفسها للأفضل, فالأم العصبية يمكن من معايشتها لأطفالها أن تقوم بعمل علاج ذاتى لتلك العصبية من خلال الاستمتاع بلحظات من اللعب أو حكى القصص البسيطة لطفلتها ومن هنا تجد نفسها أقل عصبية وأكثر استمتاعا بالهدوء والراحة النفسية، مؤكدة أن مشاركة الطفل أوقاته ينشأ عنها طاقة نفسية وذهنية رائعة للأم والطفل حيث تتكون شخصية الطفل المتكاملة وطريقة تعامله السوية مع العالم المحيط, كما يساهم اللعب فى تنمية سلوك الطفل وإكسابه المهارات الاجتماعية, ويساعد أيضا الآباء والأمهات فى اكتشاف المشكلات النفسية التى يعانى منها الطفل كالخجل والإنطوائية وبالتالى علاجها بشكل سليم، مؤكدة أن مشاركة الآباء والأمهات للأنشطة الحياتية للطفل وخاصة اللعب يساهم فى إحساس الطفل بالأمان والدفء الأسرى ويدعم روح الصداقة والمشاركة بين جميع أفراد الأسرة.

مجالات المشاركة

عن أهم مجالات اللعب التى يمكن للأم مشاركة أبنائها فيها فتقول ورود ياسين: تأتى ألعاب التلوين والرسم فى مقدمة الألعاب التى يمكن للأم مشاركة أبنائها فيها,لذلك نجد كثيرا من الأطفال وبمجرد إتقانهم للمبادئ الأولى للرسم يبدأ فى رسم وجه باسم لأمه أو عابس تبعا لإحساسه بها, ثم يبدأ فى كتابة بعض الكلمات البسيطة فى ورقة يحاول أن يصنع منها كارتا للمعايدة يقدمها لأمه وفيها "أحب ماما",وهنا يتشارك الطفل والأم الإحساس بالسعادة, وكذلك ألعاب الفك والتركيب واللعب بالعرائس والشخصيات المحببة للأطفال والتى تمثل بداية إحساس الطفل بالنجاح فى عمل شيء يسعد به, ويجب على الأم هنا إعطاء الطفل التقدير المعنوى المناسب، ولا ننسى أهمية القيام باصطحاب الأطفال فى جولات سواء لتسوق مشتريات المنزلأو شراء احتياجاته, ومن المفيد أن تطلب الأم من أبنائها رأيهم فيما تقوم بشرائه سواء للمنزل أو لنفسها بما يساعد على تدعيم الثقة بالنفس خاصة فى المراحل العمرية الأكبر.

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 894 مشاهدة
نشرت فى 22 نوفمبر 2018 بواسطة hawaamagazine

 

فى السنوات الأولى للطفل تقتصر بيئته على الوالدين والإخوة، ومع تقدمه فى العمر والتحاقه بالمدرسة يتسع محيط البيئة وتزداد دائرة الأفراد الذين يتعامل معهم من زملاء وأصدقاء ما يظهر معه بعض السلوكيات الخاطئة وفى مقدمتها التقليد الأعمى للآخرين والذى ينذر بشخصية ضعيفة تابعة وليست قائدة، فكيف يمكن للأمهات التعامل مع تقليد أبنائهن لأقرانهم وزملائهم بطريقة تربوية سليمة؟

فى البداية تقول هناء السيد، ربة منزل: بدأت تصرفات ابنى تتغير كثيرا خاصة عند زيارتي لأختي حيث يتمرد ويغضب ويرفض أن يرتدى ملابسه ويريد أن أشترى له ملابس جديدة كابن خالته، ورغم أن هذا الأمر يؤرقنى إلا أننى أحاول تلبية كل احتياجاته رغم ظروف المعيشة الصعبة والدخل المحدود ولا أدرى كيف أتعامل معه حتى يتجنب تقليد الآخرين.

وتقول هدى عبد الحميد، ربة منزل: ترفض ابنتي الذهاب للمدرسة لأننى أقوم بتسريح شعرها "ذيل حصان" وزميلتها فى الفصل تسرحه بشكل مختلف، بالإضافة إلى حرصها على تقليدها فى كل شيء كنوعية الساندويتشات وقيمة المصروف، وفى بعض الأحوال أحاول أن أرضيها لكن هناك بعض الأشياء التى لا تليق بها كقصة شعر زميلتها.

أما رحمة جمال، موظفة فتقول: رغبة منى فى تفوق ابنى دراسيا جعلته يذاكر مع صديق له مستواه الدراسى متفوق كي يقلده ويتعلم منه تنظيم وقته ومواعيد مذاكرته، إلا أننى أخاف عليه من التقليد الأعمى لصديقه فى كل الأشياء، ففى إحدى المرات طلب منى شنطة مدرسية وحذاء مشابهين لمقتنيات صديقه ما جعلنى أتابع سلوكياته في التعامل مع الآخرين وبدأت أساعده في تكوين صداقات جديدة وقوية مع زملاء آخرين لمنعه من تقليد صديقه.

تأثر خارجى

يعلق د. رسمى عبد الملك، أستاذ الإدارة والتخطيط التربوى بالمركز القومى للبحوث التربوية ورئيس لجنة التعليم ببيت العائلة المصرية على معاناة الأمهات من التقليد بين الأبناء وزملائهم قائلا: يتأثر الطفل بشكل كبير بالعالم الخارجي والمحيط الذى حوله كالمدرسة أو النادي أو الأقارب ويترك بصمة بداخله ترافقه مدى العمر تبدأ من أسرته حيث يتأثر بلهجة الأهل وكيفية التعامل مع بعضهم البعض أولا وصولا إلى سن الحضانة والمدرسة حيث يقضي معظم أوقاته مع زملائه ويتغير سلوكه من وقت لآخر فمن الممكن أن يكون تابعا أو قائدا، وللتغلب على تقليد الطفل للآخرين على الأب والأم أن يقتنعا بأن لكل طفل أسلوبه وذكائه الذى يميزه عن غيره وهنا يجب على الأسرة تنمية ذكاء وشخصية الطفل ومساعدته على التخلص من الشخصية الضعيفة وتعويده على الاستقلالية فى الاختيار وتنبيهه فى حال انسياقه وراء التقليد الأعمى للآخرين.

الثقة بالنفس

تقول د. نشوى عبد الحليم البربرى، مدرس الصحة النفسية بكلية التربية جامعة المنوفية: يجب على الأم أن تكون قدوة حسنة لأبنائها، بالإضافة إلى ضرورة أن تكون هادئة وصبورة فى التعامل معهم وتحرص على مراقبة سلوكياتهم فإذا شعرت بأنهم يقلدون أحد الشخصيات الكارتونية كسبايدرمان وباتمان وغيرهما فلا تلقي باللوم عليهم أو تعاقبهم  بل تتحدث معهم في صفات هذه الشخصيات الحسنة كفعلهم للخير والبعد عن الأفعال الخارقة بتعليمهم بأنها أوهام ليست من الواقع، كما أن للمدرسة والمعلم دورا كبيرا في اشتراك الطفل في مجموعات العمل الجماعي وفض المنازعات بين الطلاب كى لا نصل لمرحلة التنمر، أما عن تقليد الطفل لأحد أقاربه فعلى الوالدين إعطاء الطفل الدعم والثقة في نفسه لتعديل سلوكه وتجنب فكرة العقاب بالضرب تماما لأن الطفل يقلد دون وعي أو إدراك ولكن يمكن حرمانه من بعض الأشياء التي يحبها كلعبة معينة متعلق بها أو الذهاب للنادى.

ترى د. عزة أحمد صيام، أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب جامعة بنها، أنه على الأم أن تستمع لطفلها وتشرح له أسباب رفضها للأشياء التي يريد شراءها لتقليد الآخرين في سنوات طفولته المبكرة لكن بعد أن يتقدم فى نموه النفسى والعقلى يجب تدريبه على الإبداع والابتكار لأن من أهداف التنشئة الاجتماعية اكتساب الطفل لمهارات التعليم، وتقول: تلعب الأسرة دورا أساسيا في عملية التنشئة الاجتماعية للطفل بالإضافة إلي تنظيم سلوكه بما يتوافق مع ثقافة ووجدان المجتمع المحيط به وفى مرحلة التنشئة الاجتماعية يتعلم الطفل فيها الأدوار الاجتماعية التى يجب أن يقوم بها من خلال التفاعل الاجتماعي وأن الأسرة تقدم له نماذج ناجحة ومتميزة ليقلد ويتعلم منها ما يتناسب مع عمره.

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 4541 مشاهدة
نشرت فى 22 نوفمبر 2018 بواسطة hawaamagazine

 

 

أصوات مرتفعة، ومشاعر غاضبة، وأعصاب مشدودة.. هذا هو حال الكثير من الأمهات بسبب تصرفات أبنائهن وإصرارهم على العناد فى مختلف المواقف، فكيف تتعامل الأم مع هذا السلوك الذى أصبح سمة غالبة على الأطفال، وهل يجدى أسلوبا الأمر والإجبار فى دفع الطفل للتخلى عن هذا السلوك أم هناك طرق علمية للتعامل مع ذلك؟

هذه التساؤلات وغيرها الكثير حملناها إلى خبراء التربية وعلم النفس للتعرف على الطريقة الصحيحة للتعامل مع العناد لدى الأطفال..

فى البداية تقول راندا عاطف، ربة منزل وأم لولدين: أولادي عنيدون بشكل كبير والتفاهم بيننا يكاد يكون منعدما، لا يستجيبون للنصائح حتى صار الصوت المرتفع يسيطر على حياتنا ما أصابنى بارتفاع ضغط الدم والصداع المزمن.

وتقول ريهام عبدالعظيم، صيدلانية: أنا أم لابنة فى الرابعة من عمرها ولا أستطيع التعامل معها بسبب عندها الدائم، وأعتقد أن السبب هو التدليل الزائد من جديها الأمر الذى جعل حالتي النفسية سيئة جدا.

أما منى عبداللطيف، محاسبة فتقول: رزقني الله بتوأم الأمر الذى يضاعف من معاناتى بسبب عندهما، بالإضافة إلى عدم تفهمها للظروف الاقتصادية التى أمر بها خاصة بعد انفصالى عن والدهما، وحقيقة أعاني معاناة شديدة في التعامل معهما ولا أعلم ماذا سأفعل عندما يكونا في سن المراهقة؟

التفاهم والإقناع

معاناة الأمهات مع عند الأطفال أصبحت مشكلة كبيرة ومنتشرة ولا تقتصر فقط مع الأبناء في سن المراهقة بل أصبحت من سن صغيرة فكيف يمكن للأمهات التعامل مع هذه المشكلة؟

تقول د. سهير صالح، أستاذة التربية بكلية التربية النوعية جامعة القاهرة: بداية يجب التفرقة بين العند لدى الأطفال وما إذا كان أمرا عارضا أو بسبب إحساسه بالإهمال أو وجود أخ جديد له يشعر بالغيرة منه فيحاول لفت الانتباه عن طريق العند مع الأبوين، فالعند المرضي أو الناتج عن مشكلة نفسية يكون جزءا من شخصية الطفل والذي قد يتطور إلى عنف وعدوانية، والحل الصحيح في التعامل مع الطفل العنيد هو الإقناع في كل المواقف وعدم فرض الرأي أو إعطائه أوامر بل الناقش والتفاهم معه وتفنيد السلبيات والإيجابيات وحثه بطريقة لطيفة على اتخاذ قرار صحيح دون أي عنف أو توجيه حاد .

التعامل الخاطئ

هل العند سلوك مكتسب أم يرثه الأبناء من الآباء؟ تجيب على هذا السؤال د. رحاب العوضي، أستاذ مساعد علم النفس السلوكي قائلة: يرجع العند لدى الأطفال إلى التعامل الخاطئ لبعض الآباء والأمهات مع أطفالهم، وعدم معرفتهم الكيفية الصحيحة للتعامل في المواقف المختلفة, ومن أهم هذه الأخطاء الشائعة التي تزيد من عند الأطفال هو تضارب الأوامر من قبل الأب والأم لنفس الموقف أو سلبية أحدهما تجاه فعل خاطئ، وكذلك العنف الزائد خاصة في توجيه الأوامر والخطاب مع الأطفال، بجانب عدم وجود عاطفة أو حنان فى التعامل مع الأطفال.

درجات العند

أما عن درجات العند لدى الأطفال فتقول د. إيمان عبدالله، استشاري العلاقات الأسرية: يظهر العند عند الطفل من عمر سنتين خاصة بعد الفطام حيث يجرب الطفل اتخاذ القرارات بمفرده مثل مأكله ومشربه وهذه المرحلة طبيعية وتعد من درجات العند البسيط ويجب أن تعي الأم كيفية التعامل الصحيح وبهدوء معه ومحاولة إقناعه وتدريج القرارات له ومحاولة شرح مراحلها حتى لا تتأثر شخصية الطفل بأي عنف في التعامل معه فتؤثر بالسلب عليه فيما بعد، أما درجة العند المتوسط عندما يكون الطفل عنيدا في مكانين مختلفين في نفس الوقت مثل البيت والمدرسة معا لكنه لا يستمر مدة طويلة متصلة وبالإرشاد والإقناع يمكن احتواء العند، ويبلغ العناد أقصى درجاته وهو ما يسمي باضطراب العناد عندما يستمر لمدة ستة أشهر متتالية وفي أكثر من ثلاثة أماكن معا، عندها يجب اتباع أسلوب الإطفاء معه بمعنى التركيز مع أي سلوك إيجابي والتغاضي عن السلبي وإعطاء الطفل مسئوليات بسيطة تقلل من العناد لديه.

وتضيف: تعتقد بعض الأمهات أن من حسن الأدب والتربية طاعة الأبناء لها وتنفيذ الأوامر لكن الحقيقة أن الطفل الذي ينشأ بهذه الطريقة يكون غير سوى نفسيا وعندما يكبر لا يستطيع الاعتماد على نفسه ولا اتخاذ قرارات لذلك من الطبيعي أن يكون الطفل له شخصية واستقلالية، لذا أنصح باتباع أسلوب التفاهم معه ووضع اختيارات محددة للطفل يخير بينها.

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 1277 مشاهدة
نشرت فى 22 نوفمبر 2018 بواسطة hawaamagazine

 

يحرص كل من الوالدين على تربية أبنائهما تربية سليمة وصحية تجنبهما المشكلات النفسية والاجتماعية التى قد تنشأ عن أساليب تربوية خاطئة، ومن الطفل الأول إلى الثانى تزداد خبرتهما فى التعامل مع الأطفال وكيفية مواجهة السلوكيات السلبية التى قد تظهر على تصرفاتهم، لكن هل يختلف الأسلوب التربوى الذى نتبعه لتنشئة اطفالنا من الطفل الأول إلى «آخر العنقود »؟ هذا ما حاولنا الإجابة عليه فى جولتنا التالية..

فى البداية تقول إيمان أشرف، 33عاما: لم أجد في رعاية ابني الأكبر صعوبة نظرا لهدوء طباعه, لكن الثانى يتسم بصفات مغايرة تماما حيث يحب تملك كل الأشياء, ما دفعنى للقرأة كثيرا حول الأساليب التربوية واستخدام كافة الطرق التقليدية والحديثة لكننى لم أنجح فى تغييره, ولا أعرف السبب هل بسبب اهتمامي بأخيه أثناء الدراسة وقضائي وقت طويل معه؟

ويقول محمد عبدالغني، 35عاما: التعامل مع البنت أسهل بكثير من الولد, فالفتاة تستجيب لأوامري دون نقاش, بينما يحتاج الولد إلى الحوار لإقناعه بما أريده أن يفعل، كما أن الفتاة لا تتسبب فى مشكلات مع أحد, بينما الولد يختلقها حتى مع أقاربه.

أما ثريا إسماعيل، 40عاما فترى أن الطفل الأصغر يحتاج إلى رعاية أكثر من الأكبر الأمر الذى قد يكون سببا فى شعور الثانى بالغيرة التى تتسبب فى كافة المشكلات من عنف وعناد، قائلة: أصبحت ابنتى الكبرى أكثر عنفا وعصبية وغيرة بسبب اهتمامي بأختها الصغرى رغم أننى لا أفرق بينهما، لكننى أرى أن الصغرى فى حاجة إلى رعاية واهتمام أكثر منها.

الأول أكثر حظا وحبا

يعلق د. جمال شفيق أحمد، أستاذ علم النفس الإكلينيكي للأطفال بقسم الدراسات النفسية للأطفال بكلية الدراسات العليا للطفولة جامعة عين شمس، على الآراء السابقة فيقول: يحظى الطفل الأول بالكثير من الحب والاهتمام والرعاية والاستقبال السعيد من الوالدين فهو أكثر حظا من الثاني, بجانب حرص الوالدين على شراء كل ما هو جديد من ملابس ومتعلقات خاصة له، بينما يرتدى الثاني ملابس الأكبر منه فيما بعد رغم أنها قد لا تكون مناسبة له, بالإضافة إلى أن المعاملة قد تختلف فعند اتباع الأكبر سلوك خاطئ يسامح عليه بينما يلام الأصغر على نفس الخطأ.

ويضيف: تتناول بعض الأسر الحديث عن الطفل الأكبر بالمدح والثناء ما يشعر الثاني بالغيرة والنقص والإهانة وعدم القيمة, بل الأخطر من ذلك عدم الشعور بالحب والعطف، لذا لابد من مراعاة احتياجات الطفل النفسية خاصة خلال مرحلة الروضة حيث يزداد خلالها الشعور بالغيرة التى يصاحبها عدد من السلوكيات كالكذب الادعائي أو التعويض باتهام أخيه بأشياء لم يفعلها للانتقام منه كحيلة نفسية دفاعية، وعند التحاقه بالمدرسة يتحول هذا الشعور إلى معلمه أو زملائه بجانب إصابته ببعض الاضطرابات العضوية والنفسية كفقدان الشهية أو الأكل بشراهة, بجانب نوبات الإسهال والمغص وعدم القدرة على التركيز ومص الأصابع وقضم الأظافر وشد الشعر وأحيانا جرح أجزاء من جسده وتحطيم ممتلكاته والآخرين أو إخفائها, بالإضافة إلى القلق والاكتئاب والانطواء والشعور بالوحدة والتبول اللاإرادي والتلعثم.

وينصح د. جمال الأم بأن تعامل كل طفل حسب ما يتناسب مع عمره ودرجة وعيه وإدراكه للمواقف التي تواجهه دون إفراط في التدليل أو الحزم فكلاهما يخلق شخصية مضطربة يصعب تعديلها أو علاجها, بالإضافة إلى اتباع سلوك الثواب والعقاب مع البعد عن التوبيخ والضرب.

التجربة الناضجة

يرى د. أحمد البهي، أستاذ علم النفس التربوي بكلية تربية نوعية جامعة المنصورة، أن أسلوب التربية يختلف باختلاف جنس المولود والعادات والتقاليد المتوارثة، لافتا إلى أن ذلك الاختلاف قد ينشأ عنه بعض السلوكيات الخاطئة كالعناد والثقة الزائدة والرغبة فى الانتقام.

أما د. حسن شحاتة، أستاذ المناهج وطرق التدريس بكلية التربية جامعة عين شمس فيقول: يعد الطفل الأول حقل تجارب يتعلم من خلاله الوالدان كل شيء في التربية منذ أشهر الحمل الأولى حتى الولادة إلى أن يكبر, أما الطفل الثاني فيكون بمثابة التجربة الناضجة التى تجنبوا خلالها أخطاء التربية التي ارتكبوها في حق الأكبر دون أن يشعروا ويركزوا معه على الشيء الجيد ما يجعله أسعد من الأول.

ويتابع: يجب تعويد الأخوة على أهمية الحوار المتبادل بينهم, وتعاملهم كأشخاص ناضجين دون توجيه أو أوامر مباشرة، ويمكن الاعتماد على القصص والحكايات خاصة الوطنية لتدعيم انتمائه لوطنه, مع دعم القيم الأخلاقية مثل الصدق والأمانة وحب العمل، بالإضافة إلى احترام رأيهم وقراراتهم وتنفيذ الوعود معهم وتعليمهم ثقافة الاعتذار والاستقلالية.

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 1329 مشاهدة
نشرت فى 22 نوفمبر 2018 بواسطة hawaamagazine

ومضات تنموية
الأبناء والاحتضان


د. عبداللطيف العزعزي
لابد من توعية الآباء والأمهات حول القيمة النفسية والذهنية والجسدية الناتجة عن احتضان الأبناء، وبالرغم من هذا كله إلا أننا لا نزال نجد من لا يحتضن أبناءه لأسباب عدة منها: أنهم لم يعتادوا ذلك، أن آباءهم لم يحتضنوهم ولذا يصعب عليهم القيام بهذا الأمر، وهناك من يرى أن الاحتضان قد يعود الطفل على الدلال، وبعضهم يرى أن احتضان الأولاد قد يجعلهم ناعمين بعيدين عن الرجولة. أقول لهؤلاء الأمر أكبر بكبير مما تفكرون به، فلو أدركتم قيمة وعظم فوائد الاحتضان لما ضيعتم ساعة من يومكم دون أن تضموا بها أبناءكم إلى صدوركم. قل لي بالله عليك أيها القارئ العزيز: «ألا تحتاج أن يحضنك من تحب؟» الجواب الطبيعي لهذا السؤال هو «بلى احتاج»، والسؤال الثاني «كيف بك وأنت في حضن أبيك وأمك؟». يذكر علماء النفس أن الاحتضان يفيد الطفل في جوانب عديدة في حياته، فالطفل يحتاج إلى 24 ضمة في اليوم (أربع ضمات للمعيشة والبقاء، وثماني ضمات للصيانة النفسية، واثنتي عشرة ضمة للنمو الجسدي). عزيزي الأب أختي الأم الفاضلة إذا لم تفعلا هذا الأمر من قبل فعودا أنفسكما عليه ففيه الصحة للأبناء ولكما من كل النواحي بإذن الله.
فللعلم إن من أسباب صغر الصدر أو كبره (في حالة عدم وجود تناسق مع حجم وشكل الجسد) أو وجود آلام به، عدم وجود حنان واحتضان، خاصة عند الفتيات، حيث أدى الألم نفسي الداخلي إلى التقوقع على الذات وحبس المشاعر وكبتها، فيحدث انسحاب شعوري للداخل فيسبب صغراً في الصدر. أمّا إذا وجد شوق ورغبة في الاحتضان والالتصاق بالأم فإن هذا يؤدي إلى كبر الصدر. فالإنسان يحتاج إلى الحنان ولصدر يضمه ويحنو عليه ويمده بالحب. فالصدر منطقة العواطف والأحاسيس وهي منطقة الاتصال بين البشر والمواجهة. وهذا الأمر واضح عند اللقاءات والترحيب وعند السلام على شخص لم نره منذ سنين، وعلى المسافر عندما يعود وعلى الفائز والناجح في الامتحانات وعلى الشخص في ليلة زفافه.. إلخ. وأهم إنسان يحتاجه الشخص لتهدئة هذه المنطقة هو صدر الأم والأب. فالمشاعر في هذه المنطقة تهيج وتخرج، خاصة في حالات الخوف والفزع والقلق والصدمات، فتحتاج من يسكنها ويردها بهدوء وراحة، ويبث فيها مشاعر الحب والطمأنينة، لتسكن النفس وتلملم شعثها. والأمر نفسه يحتاجه الإنسان من شريك حياته، فالإنسان يحتاج إلى الاحتضان مهما بلغ من العمر. ولذا ننصح كل من يقرأ هذه المعلومة أن يطبقها إذا كان أماً أو أباً أو ولي أمر، وأن ينقلها للآخرين، فمنطقة الصدر منطقة حساسة تحمل الحب والمشاعر والعواطف والوعي وجهاز المناعة وعملية التنفس والقلب والدم وغيرها.

belovedegypt

مصرنا الحبيبة @AmanySh_M

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 254 مشاهدة


قال تعالى: (الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا).. 

 فلذات أكبادنا أغلى ما عندنا، مالهم بعيدون عنا فكريًا وبمشاعرهم، ألسنا آباءهم وأمهاتهم؟ ألم نضح كثيرًا من أجلهم؟ ألم نبذل الغالى والنفيس حتى يكونوا سعداء؟ ألم نحرم أنفسنا لنعطيهم؟ ألم نهدهم عمرنا عن طيب خاطر؟ ماذا حدث؟؟ ما هذا الجفاء والغلظة منهم؟ لا ينتبهون لحديثنا إليهم، لا يلقون لنا بالًا، لا يهتمون بمشاعرنا تجاههم، لا لا لا قلوبنا تعتصر على أبنائنا أين المخرج؟ أين الطريق؟ كيف ومتى نلتقى بأبنائنا؟

قرائى الأعزاء: 
هيا بنا نغوص سويًا فى أعماق هذه المشكلة الكبيرة المنتشرة فى كثير من بيوتنا، لنبحث مع بعضنا البعض عن الحل الجذرى لهذه المشكلة، التى تهدد استقرار أقوى كيان، ألا وهو الأسرة، والتى هى أصل المجتمع والمصدرة لرجال وسيدات المجتمع، مواطنى بلدنا الحبيب، إما مواطن ومواطنة صالحة يفيدون مجتمعهم وبلدهم أو غير صالحين يكونون معول هدم للدولة. كلامى هذا أحبائى لكل أب، لكل أم وكذلك للأبناء الأحباء، ولكن هو فى المقام الأول للأب والأم، لأن باختصار الحل فى أيديهم، المفتاح معهم. نتفق أولاً على أننا نبتغى مصلحة أبنائنا ونريدهم ناجحين إيجابيين نافعين لأنفسهم ودولتهم. 

ولكن التمنى وحده لا يكفى علينا الأخذ بالأسباب.
الأمهات والآباء الكرام الأعزاء التربية شىء ليس سهلًا، ولكنه يحتاج للتريث، لأن التربية علم وعلينا أن نربى أبناءنا على علم، حتى نخرج بإذن الله النشء صالحًا. 

أسمع أحد القراء الفضلاء يقول أجدادنا كانوا غير متعلمين وربوا آباءنا تربية صالحة، سأرد على قارئنا الكريم فى سياق كلامنا، ولكن بداية أحب أن أقول من أدرانا أن هذه كانت تربية سليمة؟ حتى وإن كنا فى الظاهر نرى الأبناء أصبحوا وأصبحوا وأصبحوا فى مناصب مرموقة غنى، وغير ذلك، كما أن تغير البيئة والحقبة الزمنية يستوجب علينا تغيير وتحديث أساليب التربية، لتتماشى مع العصر، لأن ابن أو ابنة اليوم غير الأمس.

أولاً: علينا أن نسأل أنفسنا لماذا يبعد أبناؤنا عنا؟ لماذا لا يحبون المكوث فى البيت لفترة طويلة؟ لماذا لا يحبون التحدث معنا؟ لماذا؟ لماذا؟ 
هناك قصور هناك خلل أين المشكلة أحبائى أسمع أحد القراء الأحباء يقول أيضاً لا يسمعون كلامنا. ما الحل نريد الالتقاء بأولادنا يتفلتون منا نريد أن نلحق بهم ونجعلهم يعودون إلينا مرة أخرى. 

دائمًا وأبدًا أبناؤنا فى البيت لا يسمعون منا إلا افعل ولا تفعل، أوامر ونواه ذاكر، نم، لا تتأخر، صل لا تصاحب فلان اطفئ التلفاز، كلها أوامر ونواهي، والنفس البشرية تميل إلى العكس فالممنوع مرغوب، رجائى لكل أب وأم نعطى أنفسنا هدنة من الأوامر والنواهى لمدة أسبوعين من الآن، لا نأمر أبناءنا ولا ننهاهم عن فعل شىء ولكن نشملهم برعايتنا وحناننا وحبنا. أسمع أحد قرائنا الأحباء يقول: يا دكتور أنا مشغول أرجع من عملى مجهدًا ليس عندى وقت. أقول مهما كنت متعبًا هم أولادك أغلى ما عندك، لماذا تتعب فى عملك؟ لمن؟ أليس لهم، ألا يستحقون منك إكمال ما بدأته من أجلهم، أيتها الأم الغالية أنت محور الحل، عليك ومعك الأب أيضًا دور محورى، لا تقولى لأولادك افعلوا ولا تفعلوا، ولكن قولى كلاما يترجم عاطفة الأم تجاه أبنائها، كلام حب وحنان وعطف، زيدى من أحضان الأمومة، كثفى من حنانك وحبك لهم، احتويهم وتفننى فى هذين الأسبوعين بعمل الأكلات التى يشتهيها أبناؤك، إذًا كلام جميل كله حب وحنان، بالإضافة لإعداد أفضل ما يحبونه من أكلات. 

حاولى الجلوس معهم أنت والأب، والأب يشترك معك أيضًا فى السابق جلسة أسرية على الأقل أسبوعيًا، نكثف فيها مشاعرنا الغريزية تجاه أبنائنا ونحاول التقارب معهم ونشاركهم فى شؤون الأسرة ونحملهم المسؤولية ونثق فيهم، صدقونى هم على قدر هذه المسؤولية، ولكن يحتاجون لإعطائهم الفرصة، نحملهم هذه المسؤولية ونجعل أحد أبنائنا مثلًا يكون مسؤولا عن مصروف البيت لمدة أسبوع، وهذا ليس معناه أن أتركه وحده ولكى نعطيه مساحة كى يدير أمور البيت ويأخذ قراره بنفسه ليستعيد ثقته بنفسه ويستعيد ثقته فينا. 

نحاول مشاركتهم فى اهتماماتهم حتى لو كانت هذه الاهتمامات محل نقدنا ولا تعجبنا، لأن باختصار لن أستطيع تعديل سلوك ابنى أو ابنتى دون الدخول ومشاهدة هذا السلوك عن قرب، وهنا يكون التعديل بشكل غير مباشر دون أمر أو نهى، فأنا أشارك أولادى فى اهتماماتهم وما يحبونه حتى لو كانت ألعابا على الهاتف المحمول أو خلافه، سأكسر الحاجز النفسى بينى وبينهم، سأحطم كل القيود والسدود وأزيل العوائق، هنا سيستغرب أولادنا من هذه التصرفات، هنا سيسألون أنفسهم ماذا حدث لأبى وأمى هل تغيرا؟ أم هى حيلة تنتهى بأمر ونهى كالعادة وتوقعوا أيتها الأمهات أيها الآباء الفضلاء رد فعل عنيفًا من أبنائكم، لأنهم لم يتعودوا منكم هذا السلوك الجديد ويتوقعون أن وراء هذا السلوك غرض بأمر أو نهى، نريد أن نثبت لأبنائنا أننا تغيرنا، أننا نريد الالتقاء بهم وإعادتهم إلينا مرة أخرى. 
عندما يدرك ويتأكد الأبناء أننا تغيرنا وأننا نحاول إسعادهم سواء بالكلام الحسن أو الاعتماد عليهم والثقة فيهم ومشاركتهم فى اهتماماتهم وعمل كل ما يضفى عليهم السعادة. 

هنا يتحرك المؤشر لأعلى وتستيقظ غريزة الأبناء تجاه الآباء والأمهات، أبى وأمى يحاولان إسعادى بكل الطرق، هما تغيرا كثيرًا عن ذى قبل، أصبحا إنسانين آخرين إذًا أنا سأحاول إسعادهما هنا دون أمر ونهى منكما، سيفعل الأبناء ما أنتم تحبونه لأنهم أدركوا حبكم لهم بالفعل والقول، كذلك علينا إدراك أهمية العبارات التى نقولها لأولادنا والتى يكون لها تأثير إيجابى وسلبى عليهم. كثير من الآباء والأمهات يقولون لأبنائهم: أنت فاشل – لا فائدة منك – كان يوم أسود يوم أن ولدت – أنت لست نافعًا، أنت أنت أنت، كل هذه العبارات المحبطة سيكون لها آثار سلبية على الطفل، حتى لو أصبح فى يوم من الأيام إنسانًا عظيمًا وحصل على الجوائز العالمية وشهادات التقدير، فأبى وأمى قالا لى أنا فاشل أنا لا فائدة منى، حتى لو كل الناس قالوا عنى أفضل العباراتن ولكن أبى وأمى أحب الناس إلى قلبى، وكذلك أنا أحب الناس إليهم قالوا لى عكس ذلك، لن أصدق إلا أبى وأمى فهما قدوتى هما الأدرى بى، سيظل هذا الشعور مع أبنائنا طول العمر، شعور بالإحباط والفشل من كلمات قالها الوالدان لأبنائهما فى الصغر، كلمات تحبط الهمم وتحطم العزيمة وتفشل الناجح وتقتل المواهب لدى أبنائنا، كل هذا يبعد عنا أولادنا أكثر فأكثر ويجعلهم لا يحبون المكوث فى البيت، دائمًا خارج البيت مع أصدقائهم الذين لا يقولون لهم افعلوا ولا تفعلوا ولا يقولون لهم كلاما محبطا ولا ينتقدونهم دائمًا، إذًا علينا بالعبارات التشجيعية حتى لو أبناؤنا دون المستوى الفكرى والعلمى والذهنى مثل أنت ممتاز – أنت هائل – أنا سعيد بك، أنا فخور بك، كل هذه العبارات لها تأثير السحر على أولادنا تزيد من مهاراتهم وتخرج الطاقات الكامنة فيهم. 

أيضًا علينا تنمية المواهب التى لدى أبنائنا، كل إنسان حاباه الله عز وجل بموهبة فطرية منذ نعومة أظافره على كأب وأم تنمية هذه الموهبة لدى أبنائنا وتشجيعهم عليها ومكافأتهم عليها وتحفيزهم وتوفير كل السبل لإظهار هذه الموهبة سيكون ذلك حافزًا لهم للتفوق الدراسى والإبداع والتميز.

هناك نقطة أخرى علينا الاهتمام بكلام أبنائنا أيًا كان هذا الكلام حتى لو كان غير مفهوم لنا وهم صغار متلعثمين فيه حتى لو كنا متعبين مجهدين، لتونا عائدين من العمل، علينا الاستماع لهم وإبداء وإظهار الاهتمام لما يقولون حتى لو كنا كما قلت لا نفهم ما يقولون، بل وننزل برؤوسنا لمستوى رؤوسهم شكلاً ومضمونًا حتى نجعلهم يحبون الكلام معنا والحديث إلينا ويشتاقون إليه، ويخبروننا بكل ما هو جديد لهم ولا نريد أن نجعلهم يقولون لأنفسهم أبى وأمى لا يهتمون بما أقول لن أتحدث معهم مرة أخرى عن شؤونى وهذا يسرى على أولادنا كبارًا وصغارًا. 

نريد أن نكون قدوة لهم، للأسف الكثير من أبنائنا أخذوا أناسا قدوة وهم غير جديرين بأن يكونوا قدوة، وهنا يظهر دور الدولة فى إظهار أشخاص علماء – باحثين – مبدعين كقدوة لشبابنا على الدولة أن تكرمهم وتلقى الضوء عليهم. 

ودورنا الأهم لأننا لم نقم به ولم يجد أبناؤنا فينا القدوة، فلم نصبح قدوة لهم، علينا أن نكون قدوة لهم بأفعالنا وأقوالنا ونركز ونسهل لهم الوصول إلى قدوات فى مجتمعنا والمجتمعات الأخرى بشكل غير مباشر دون فرض ذلك عليهم، أى نشاركهم فى قدوتهم، رغم أننا غير مقتنعين بهذا الشخص الذى يتخذونه قدوة وبشكل غير مباشر ألقى الضوء على الشخص الذى أعتقد أنه القدوة فعلاً، وهنا سيشاركنى الابن أو الابنة فى الاهتمام بهذه القدوة، وهنا بما فعلته مع ابنى وابنتى من اهتمام وعطف وحنان وحب سيريد أن يرضينى، رغم أننى لم أطلب منه شيئًا وسينجذب إلى القدوة التى أحبها له، وهذا دورى منذ زمن بعيد، حيث غرز فيه القيم الحميدة فسينجذب سريعًا لهذه القدوة حتى لو لم أغرس فيه هذه القيم قديمًا أستطيع غرسها الآن رويدًا رويدًا. 

نقطة أخرى غاية فى الأهمية علينا البعد كل البعد عن العقاب البدنى لأبنائنا، فهناك عقاب بالنظرة وآخر بالكلمة وآخر بالإهمال، ولكن العقاب البدنى يورث الأبناء الضعف والذل والاستكانة وفقدان الثقة بالنفس. وكما اتفقنا لا عقاب فى هذين الأسبوعين بل حب وحنان وعطف وشفقة. 

النقطة الأخيرة، على إدراك أن كل أسلوب تربية فيه إيجابيات وسلبيات قديمًا كانت التربية أسهل من الآن، لأن القيم الحسنة الفاضلة كانت سائدة فى مجتمعنا كنا قريبين من الله عز وجل، كان كل أب وأم يقومون بدورهم على أكمل وجه والمجتمع كله كان مهيئًا ومسهلا للقيام بهذا الدور، وكانت المغريات وملذات الحياة ووسائل التكنولوجيا والتقدم أقل بكثير والتعليم كان أرقى وأفضل وكان مثلث التأثير على الطفل مفعل وكان يقوم بدوره على أكمل وجه البيت والمدرسة ودور العبادة. 

أما الآن فالبيئة اختلفت والأدوار تبدلت. 

أخيرًا كلمة لأبنائنا الأحباء آباؤنا وأمهاتنا أوصانا الله عز وجل بهما، حيث قال فى كتابه العزيز (وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِى عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِى وَلِوَالِدَيْكَ إِلَى الْمَصِير).

حيث قرن الله عز وجل شكره بشكر الوالدين وبر الوالدين هو من أفضل شعب الإيمان وعقوقهما من أكبر الكبائر بعد الشرك بالله، فعندما سئل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عن أكبر الكبائر قال: الشرك بالله ثم عقوق الوالدين، وشهادة الزور، أو قول الزور، وكان متكئًا فجلس فما زال يُكرِّره حتى قال الصحابة يا ليته سكت إشفاعًا ورفقًا به، وكما أن هناك عقوق والدين فهناك عقوق أبناء. 
وهذا يتجلى فى قصة الابن الذى عق أباه فى زمن سيدنا عمر بن الخطاب وذهب الأب ليشتكيه لسيدنا عمر، ولكن أباه عقه قبله باختيار أم له غير صالحة وسماه اسما غير حسن، ولم يحسن تربيته، وكان هذا هو رد الابن على شكوى أبيه لسيدنا عمر. 
فعلينا أيها الآباء والأمهات الأعزاء تجنب عقوق أبنائنا حتى نتجنب عقوقهم لنا، لأن فى النهاية سنكون كلنا خاسرين (بروا أبناءكم قبل أن يبركم أبناؤكم). وفى نهاية حديثى معكم قرائى الأعزاء أحب أن أقول نحن مرآة لأبنائنا ما نفعله نحن اليوم مع أبنائنا سيفعله أبناؤنا غدًا مع أبنائهم، وما نفعله اليوم من سلوكيات بشكل عام سيكتسبها أبناؤنا، بل هم اكتسبوها بالفعل دون أن نقول لهم افعلوا أو لا تفعلوا هذا السلوك، إذا كنا نحن نريد أن يقترب أبناؤنا منا ويعودوا إلينا علينا بالاهتمام والتركيز فى سلوكياتنا نحن اليوم، لأنها هى سلوكيات أبنائنا فى الغد، وبصفة خاصة علاقتنا بآبائنا وأمهاتنا. فكما تعاملونهم سيعاملكم أبناؤكم. 
دائن تدن، اللهم قربنا من أبنائنا وقربهم منا آمين يا رب العالمين.

belovedegypt

مصرنا الحبيبة @AmanySh_M

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 350 مشاهدة
نشرت فى 24 أكتوبر 2018 بواسطة belovedegypt

 

 

هناك الكثير من الأسباب التي تجذب شاب إلى فتاة أو العكس، ورغم التباين بين الشخصيات والسمات التى يفضلها كل شاب فى فتاة أحلامه إلا أن هناك أطارا شاملا يحدد أهم الصفات التي تجعل من الشاب أو الفتاة محور اهتمام للجنس الآخر.. فما هى تلك السمات؟

تقول ياسمين علي، طالبة بالصف الثانى الثانوى:فى العادة يمثل المظهر والجمال أبرز الصفات التى تجعل الشاب ينجذب لفتاة ما، حيث تعكس الملابس فى كثير من الأوقاتشخصية صاحبها سواء كانت كلاسيكية أم متحررة بالإضافة إلى أسلوب تفكيرها.

وتوافقها الرأى منة أشرف مؤكدة أن المظهر المهندم يلعب دورا كبير فى إثارة الاهتمام بالشخص ويدل على مدى اعتزازه بشخصيته.

وترى عبير طارق، طالبة بكلية التجارة أن القوام الرياضىوالعضلات من أكثر الصفات التى تلقى الإعجاب لدى الفتيات، كما أنها تعكس الانطلاق والنشاط الذين يتمتع بهما الشاب.

الماديات والتحضر

تقوللميس خالد، طالبة بالصف الثانى الثانوى:أكثر مايلفت انتباهىفى الشاب  مظاهر الثراء التى توضح مستواه المادى والاجتماعى، فأنا كغيرى من الفتيات اللائى يتطلعن لعيش حياة مترفة مليئة بالخروجات والتسوق.

وتخالفها الرأى رنا أيمن قائلة: لا شك أن السلوك المتحضر الذي يظهر من الشخص فىالمواقف المختلفة هو ما يجعله محل إعجاب افتيات، فالشاب الذى يتميز بالشهامة والقرارات الإيجابية التى يواجه بها المواقف التى يتعرض لها ينال إعجاب الفتاة.

بينما ترى كنزي حسينأن التربية والأخلاق هما ما يجعلان أي شاب نجما بين أقرانه.

الشخصية القوية

هذه أهم الصفات التى تجذب الفتيات للشباب، لكن ما السمات التى تجعل من الفتيات محل إعجاب من قبل الشباب؟

يقول عمر أحمد رشاد، طالب بالصف الأول الثانوى: تعجبنىالفتاة ذات الشخصيةالقوية لكن ليست المستبدة برأيها.

ويرى محمد عبد الحى، طالب بالصف الثالث الثانوى أن الأخلاق الطيبة تزيد من جمال الفتاة وتجعلها محببة لدى الجميع، فكل شاب يسعى إلى الارتباط بفتاة محترمة.

أما باسم جمال، طالب بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية فيعجبه فى الفتاة ذكاءها وتطلعها المستمر إلى تحقيق ذاتها والتفوق فى مجالى دراستها وعملها.

بينما يرى مهند أمير، طالب بمعهد سياحة وفنادقأن الجمال والأناقة والقوام الممشوق أهم أسباب انجذاب الشباب إلى الفتيات، فكما تعجب الفتاة بالشاب مفتول العضلا وصاحب القوام الرياضى فكذلك يعجب الشاب بفتاة جميلة ممشوقة القوام.

الثقافة الاستهلاكية

يعلق د. أسامة على قناوى، خبير التنمية البشرية على آراء الشباب قائلا: أصبحت الماديات والثقافة الاستهلاكية تسيطر على عقول الشباب،حيث أصبح أكثر ما يلفت انتباه كل إنسان للآخر الصفات المرتبطة بالشكل والمظهر، وابتعدنا عن القيم والأخلاق، لذا أنصح الشباب بتحديد بعض الصفات التى يتم على أساسها اختيار الفتاة أو الإعجاب بها وهى: التوافق الثقافى والاجتماعى والاقتصادى، إلى جانب عدم اختلاف تقاليد وعادات البيئة التى يقطن بها الطرفان، فلا شك أن التوافق والتشابه الكبير بين  الشاب والفتاة هما أهم عوامل الجذب بينهما.

الإعلام في قفص الاتهام

ترى د. نجوى كامل، أستاذة الإعلام بجامعة القاهرة أن وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي لعبت دورا مهما فى تغيير صورة الشباب والفتيات، حيث صدرت إلينا الدراما التلفزيونية أن الفتاة الجميلة هى من ترتدي أفخر أنواع الثياب وتجرى عمليات تجميل لتعديل قوامها ووجهها، كما صدرت صورة فارس أحلام الفتيات فى الشاب الثرىصاحب العضلات المفتولة، لذا على كل أسرة أن توجه أنظار أبنائها إلى أن النموذج الذى تصدره السينما والتليفزيون والإنترنت ليسالمثالى بل أحيانا يكون العكس هو الصحيح.

وتقول د. ماجدة أحمد باجنيد، رئيسة قسم الإذاعة والتلفزيون بإحدى الجامعات الخاصة: تبث وسائل التواصل الاجتماعي التىغزت البيوت المصرية الثقافة الاستهلاكية فى عقول الشباب بل تروج لصور ونماذج سلبية الأمر الذى يؤثر على معاير الجذب لدى الشباب من الجنسين، علما بأن هناك الكثير من الشباب الذى لا يتأثرون بالمغريات التى تقدمها تلك الوسائل بل يظل يبحث عمن يشبهه ويتوافق معه ثقافيا وماديا وروحيا.

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 1215 مشاهدة
نشرت فى 11 أكتوبر 2018 بواسطة hawaamagazine

عندما نشترك في عمل ما فإننا نقوم بوضع مجموعة من القواعد والضوابط  تضمن قيام كل فرد بعمله وعدم تعدي فرد ما على تخصص الآخر حتى يخرج العمل على الوجه الذي نرجوه، والتربية في ذلك كشأن أي أمر من الأمور الهامة في حياتنا لذا علينا كأبوين أن نتفق - وحبذا مع الجدين أيضا - على مجموعة من القواعد والأساليب الصحيحة التي تضمن تربية سوية وموفقة لأبنائنا الذين هم فلذات أكبادنا وأغلى ما نملك في هذه الحياة.

وأسوق لك الآن مجموعة من المبادئ أو المسلمات التي اتفق عليها العلماء والمربون في هذا المجال من أجل تربية صحيحة للأبناء، ومنها:

<!--عدم الاختلاف بين الأبوين أمام الابن في شيء يخصه:
لا يوجد شخص في العالم يمكن أن يكون نسخة طبق الأصل منك إلا أنت ، ولذا فإن الاختلاف بين الوالدين أمر وارد في بعض الأمور أو في بعض الآراء لكن بشروط: 

<!--ألا يكون ذلك في أسلوب تربيتنا لأبنائنا

<!--ألا يكون الاختلاف أمام الابن.

<!--[if !supportLists]-->‌ج.   لا يفسد الاختلاف للود قضية.

فالابن ذكي وسيميل للرأي الذي يحقق رغبته، ومع مرور الوقت وتكرار الخلاف سيجنح الابن إلى الطرف الأقوى والذي سينتصر رأيه في النهاية ويسعى لإقناعه ، وبذا تتحول التربية إلى حلبة صراع بين الأبوين وفوز لرغبة الابن ومزاجه وإن كان غير صواب.

لكن علينا في هذه الحالة ألا يعترض الطرف الثاني على الأب الذي أبدى رأيه أو اتخذ قراره أولا وننتظر حتى نتناقش في ذلك سويا بعيدا عن الأبناء ثم إن أردنا التراجع نتفق على أسلوب ذلك ويتم تعديل الرأي أو القرار بطريقة غير مباشرة .

 

<!--عدم التذبذب أمام الأبناء في الثواب والعقاب أو في اتخاذ القرار:
فقد يحدث أن يكون أحد الوالدين منفعلا فيعاقب الابن على تصرف ما ثم يثيبه عليه في أوقات أخرى بعد أن يهدأ انفعاله، وهذا من شأنه أن يهز صورة القدوة عند الابن ويجعله هو الآخر يرتبك عند اتخاذ قراراته.

<!--الانسجام والتوافق بين ما تقدمه وسائل التنشأة الاجتماعية المختلفة وتؤثر به على الأبناء أو التلاميذ ، وقد صدق الشاعر العربي حين قال:

متى يبلغ البنيان يوما كماله    إذا كنت تبني وغيرك يهدم..


ولذا فإن على الأسرة _ باعتبارها وسيلة التطبيع الاجتماعي الأولى والأساسية والمهيمنة على تأثيرات وسائط التطبيع الاجتماعي الأخرى _ أن تقوم في هذا المدمار بما يلي:

<!--التواصل والتعاون مع المؤسسة التعليمية التي يوجد بها الابن عن طريق مجالس الآباء أو الأمناء

<!--والوقوف على مستوى أداء الابن وتقديم بعض الملاحظات حول أدائهم فيها

<!--معرفة أصدقاء الابن وإبعاده بوسائل مقنعة عن السيئ منهم.

<!--متابعة ما يشاهد الأبناء عبر وسائل الأعلام والنت _ قدر الأمكان _ والتعليق المقنع على غير الجيد منها.
<!--

<!--القدوة الحسنة:
فحواس الابن كاميرا خفية تسجل بالصوت والصورة كل ما يصدر عن الأبوين من تصرفات وهو يخرجها في الوقت المناسب، وقد أشارت الدراسات إلى أن الابن يقلد في العادة 60 بالمائة على الأقل من تصرفات والديه ويزداد ذلك كلما كانت علاقته بأحد والديه أكثر حميمية:

<!--ولذا  فإن على الوالدين والمعلمين والأخصائيين والمربين مراعاة ما يلي:
 أن نراعي ونتوخى الدقة في تصرفاتنا أمام أبنائنا وتلاميذنا.

<!--أن تطابق أفعالنا أقوالنا: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ   كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ) (الصف: 2-3)

<!--ألا يكون هناك تناقض بين الأقوال بعضها وبعض وكذا بين أفعالنا.

<!-- ألا نأمر الأبناء بشيئ ونحن لا نفعله، أو ننهاهم عن شيئ ونحن نفعله: (أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ) (البقرة : 44)

<!--أن نحرص على أن نرتفع بتصرفات أبنائنا وتلاميذنا ونعودهم على القيم الخلقية النبيلة فذلك من مسئولياتنا الأخلاقية تجاههم .

وسوف يأتي حديث مفصل حول القدوة بعد قليل.
<!--

<!--الرفق:
فإذا كان الله سبحانه يعفو عن الكثير من أخطائنا ، ونحن الكبار الذين نتمتع بالعقل والحكمة، فإن علينا أن نتجاوز عن الكثير من هفوات الأبناء وبعض أخطائهم (نمشي على سطر ونترك أسطرا) ونحاول أن نوجههم لإصلاحها ونساعدهم على ذلك، وفي الحديث الشريف: ((إن الله رفيق يحب الرفق ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف وما لا يعطى على ما سواه)) (صحيح مسلم)
<!--

<!--الصبر:
أحيانا يصدر من الأبناء تصرفات تجعل بعض الناس ينفعلون ويفقدون صوابهم وينهالون عليهم بأصعب الألفاظ وبأقسى أنواع العقاب، لكن الحقيقة أن الانفعال والقسوة يتناسبان تناسبا عكسيا مع الحلم والحكمة اللازمين للتربية السوية وقبل أن نطلب من أبنائنا وتلاميذنا أن يتحكموا في تصرفاتهم فإن علينا أولا أن نتحكم نحن في أنفسنا وانفعالاتنا.
<!--

<!--الثواب والعقاب:
فهما جناحا عملية التربية بل ومن المبادئ الأساسية كي تستقيم الحياة كلها، ونظرا للأهمية القصوى لهذين المبدئين وتأثيرهما الخطير على تربية الأبناء فقد أفردنا لهما مؤلفا مستقلا (الأساليب التربوية وغير التربوية في الثواب والعقاب) فيمكن الرجوع إليه تفصيلا.
<!--

<!--مراعاة خصائص المرحلة العمرية التي يمر بها ابني أو تلميذي ومن ذلك:-

<!--أن ننزل إلى مستوى تفكير الطفل  وبما  أن تفكيره  حسي فلا ينبغي أن نستغرق معه في  الأمور  المجردة  كالحق  والخير والضلال  وغير ذلك  ، لأن  تفكيره  لا يستوعب  هذه  الأمور المجردة  في فترة  الروضة  ومن الأمثلة  غير التربوية  أن معلمة  حاولت  أن  تدرب أطفال الروضة على الصلاة ،  فجلست  تحكي لهم عن القبر وما يلاقيه تارك الصلاة من عقاب  ، وسببت الطريقة  التي كانت تروي  بها المعلمة هذه القصة  للأطفال خوفا وقلقا وخطأ  المعلمة  هنا أنها أتت بشيء حق  في  غير وقته  وفي غير موضعه ، فالطفل  في هذه السن  لا يدرك تلك الأمور المجردة وهو غير مطالب بالصلاة في فترة الروضة ولكن  مطالب أن يتعود على  الوضوء  وتعرف  عدد ركعات  الصلاة  كعادة  سلوكية  حسية  حتى يؤديها  كعبادة  بعد سن التمييز  ، فالأمر بالصلاة  يأتي بعد  سبع  سنوات كما أمرنا المصطفى عليه السلام في الحديث " مروا  أولادكم  بالصلاة وهم  أبناء  سبع  سنين  واضربوهم  عليها وهم أبناء  عشر ، وفرقوا  بينهم في المضاجع "  ( أخرجه  أبو داود  بإسناد حسن )

<!--أن نتفهم خصائص خيال الطفل فقد  يحكي الطفل بعض القصص ويظن  أنها حدثت  له أو  يروي  فيلما  ويمثله على نفسه أو يقرأ قصة ويتصور أنها حدثت له ويسرع بعض الآباء  والمعلمين  في اتهام  الطفل  بالكذب وفي الواقع هذا ليس  كذبا وإنما هو خيال إلتباسي  " يدمج  فيه الطفل بين الواقع والخيال "  فالطفل من سن 4 إلى 8 سنوات ما زالت الحدود بين الواقع والخيال غير  واضحة وغير  كاملة  عنده ، ومن ثم  نتوقع  منه  خلطا  بين  الواقع والخيال  وهذا  لا يعد  كذبا، وأفضل من  أن  نتهم  الطفل  بالكذب أن نوجه  خياله  التوجيه  الصحيح  وننصحه  أو نفهمه  بأن  هذه القصة لم تحدث  له وإنما  هو تصور  ذلك أو  تخيله ، ومع نصح الطفل وتوجيهنا الرقيق له ستنتهي هذه المشكلة عنده .

<!-- ألا  نحُمِل ذاكرة الطفل ما لا  تحتمل فقد نكثر من  الطلبات على الطفل  فنقول له عليك  في اللغة العربية أن تقوم  بواجب  كذا وفي الرياضيات واجب كذا ،  وفي الأنشطة  العلمية  أن  تفعل كذا وتكون النتيجة  أن الابن  عندما  يذهب إلى المنزل  ينسى هذه الواجبات ، ونكون نحن  الذين  قد أثقلنا  عليه ، كذلك  قد  تقول الأم لابنها  اذهب للبقال واشتري منه  كذا وكذا  وتكثر  عليه في الطلبات وعندما  يذهب إلى البائع ينسى كل شيء نتيجة  لأننا  أكثرنا عليه بما  لا تحتمل ذاكرته  ، فينبغي أن نراعي  ذلك وليس معنى هذا ألا يحفظ  الطفل أناشيد أو قرآن  أو ما شابهها  ، وإنما  نقصد الأمور التي  سيعيد  الطفل استدعاءها  مرة أخرى ، وتتعلق بالذاكرة القريبة .

<!--التوازن في بناء شخصية الابن:
وهو من أعظم ما يلفتنا إليه القرآن الكريم،كما في قوله تعالى: (وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً ) (الفرقان 67)
وفي  قوله تعالى أيضا: (وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ ۖ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا ۖ ...) (القصص 77)
ونحن نلحظ أن بعض الأباء مثلا يركزون على تعلم الابن للغة الأجنبية أو تحفيظ الابن القرآن الكريم في سن صغيرة لكنهم لا يهتموون بتغذية جوانب شخصية الابن الأخرى كجانب الأنشطة أو السلوك ...إلخ فعلينا أن نراعي ذلك.
<!--

<!--[if !supportLists]-->10-  الوسطية وعدم الغلو أو المبالغة في بعض الأمور:
كما نشاهد في كثرة تحايل بعض الأباء والأمهات على الابن لتناول الطعام أو المذاكرة وحل الواجبات وقد يقابل الابن كثرة هذه التعليمات بنوع من العناد أو رد الفعل العكسي نتيجة المبالغة في ذلك ولنتذكر المثل الشائع القائل: (إذا زاد الشيء عن حده انقلب إلى ضده) .

 

 

مع أطيب أمنياتنا لأبنائنا وأسرنا بكل التوفيق.

mostsharkalnafsi

بقلم د. أحمد مصطفى شلبي [email protected]

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 384 مشاهدة
نشرت فى 2 مايو 2015 بواسطة mostsharkalnafsi

 

يظن بعض الآباء والأمهات أنهم حين يوفرون لأبنائهم المأكل والمشرب والملبس والمسكن ، ويساعدونهم في الحصول على شهادة عليا وييسرون لهم الزواج فقد قاموا بمسئولياتهم تجاههم ووفروا لهم أفضل سبل التربية ، والحقيقة أنهم وفروا لهم أفضل سبل الإعاشة وليست التربية ، وفرق كبير بينهما: 

فالإعاشة هي توفير وإشباع الحاجات الجسمية والمادية للأبناء، ويمكن أن نطلق عليها تربية لكن مع الكائنات الأقل في المرتبة من الإنسان: فنقول تربية دواجن أو أسماك أو نحو ذلك .

 أما تربية الإنسان فهي أكثر ثراءا وتنوعا ورقيا لأنها تشمل جميع مناحي شخصيته بجوانبها العشرة:

 

<!--إشباع الجوانب الجسمية ، وهو ما نطلق عليه الإعاشة –كما سبق الإشارة-

 

<!--نضج الجوانب الحركية عن طريق تنمية القدرات وممارسة الرياضة.

 

3- إشباع الجانب الجنسي بمساعدة الابن على الزواج عندما يكون مستعدا لذلك ، وتبصيره بالخطاء والصواب في هذا المجال وتحصينه بقدر كافٍ من الثقافة الجنسية الراشدة.

 

4- إشباع الجوانب الوجدانية والانفعالية ويتم ذلك بضبطها بحيث ننمي العواطف الإنسانية النبيلة منها كعاطفة الحب ، ونكبح العواطف والانفعالات الضارة مثل انفعال الغضب ... وهكذا.

 

5- تنمية الجوانب الذهنية والمعرفية من شخصية الابن مثل التفكير والتذكر والإبداع وذلك بتوسيع المدارك والفهم ، والحوار ، والتعليم، والقراءة والاطلاع ... الخ.

 

6- رعاية الجوانب الاجتماعية من شخصية الأبناء وتتم بتشجيعهم على إقامة شبكة من العلاقات الناجحة مع الناس وتدريبهم على فن التعامل معهم.

 

7- إعداد الابن علميا ومهنيا ليكون مؤهلا للانخراط في سوق العمل في الوقت المناسب لذلك.

 

8- غرس القيم الخلقية وضبط الجوانب السلوكية لدى الاأبناء: وذلك من خلال التعلم والتدريب والحوار والقدوة.

 

9- رعاية الجوانب الروحية من شخصيتهم وتتحقق من خلال: حسن الصلة بالله تعالى والعلم الصحيح والتفكر في الكون والعمل الصالح.

 

10- اكتشاف ميول الأبناء ورعاية الجوانب الإبداعية المتميزة  ، وجبر

جوانب القصور في شخصية كل منهم

 

وهكذا نلحظ أن الإعاشة - رغم ما تأخذه منا من وقت وجهد كبير – هي أولى درجات سلم التربية وأدناها مرتبة ، وعلينا أن نواصل المسيرة مع أبنائنا لنرتقي بهم إلى أعلى درجات سلم التربية والتزكية الإنسانية لنحققا ما نحبه لهم وما يرجونه لأنفسهم من مستقبل مشرق وحياة رغدة سعيدة بإذن الله ثم بجهدنا المثمر وبإرادتهم القوية وبتيسير فرص النجاح أمامهم : ونسأل الله التوفيق.

mostsharkalnafsi

بقلم د. أحمد مصطفى شلبي [email protected]

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 315 مشاهدة
نشرت فى 8 فبراير 2015 بواسطة mostsharkalnafsi

<!--

<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"جدول عادي"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-qformat:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:11.0pt; font-family:"Calibri","sans-serif"; mso-ascii-font-family:Calibri; mso-ascii-theme-font:minor-latin; mso-fareast-font-family:"Times New Roman"; mso-fareast-theme-font:minor-fareast; mso-hansi-font-family:Calibri; mso-hansi-theme-font:minor-latin; mso-bidi-font-family:Arial; mso-bidi-theme-font:minor-bidi;} </style> <![endif]-->

هناك بعض المفاهيم الخاطئة حول التربية شائعة لدى بعض الناس نود أن ننوه إليها حتى نتجنبها، وذلك على النحو التالي:

 

1- حصر التربية في الوظيفة الأولى لها فقط –والتي أشرنا إليها في الخطوة السابقة- وهي رعاية الأبناء أو التلاميذ

فبعض الآباء حين يرزقهم الله بالولد يسعون إلى المحافظة على صحته بتوفير الطعام والمسكن والملبس له ، وإذا حدثت له مشكلة صحية فأنهم يهرعون إلى الطبيب أو إذا حدثت مشكلة مدرسية فأنهم يسرعون إلى المدرسة لحلها ، وهم يظنون أنهم بذلك قد أدوا ما عليهم في تربية أبنائهم ، والحقيقة أنهم لم يؤدوا سوي الوظيفة الأولي فقط من الوظائف السابق الإشارة إليها وهي الرعاية بشقيها (الحفظ والصيانة) و لم يقوموا ببقية وظائف التربية و هي:

- التنمية (بشقيها التشكيل والإنماء).

- الاستثمار بشقيه الوصول إلى الجودة وتوجيه القدرات إلى مسارات عملية.

- الحماية بشقيها الوقاية و العلاج.

- التذكية بشقيها (التخلية والتحلية) .

إلى جانب بعض الوظائف الأخري التي سنشير إليها في حينها .

 

2- يظن بعض الناس أن التربية هي التعليم فإذا  حصل الابن أو التلميذ علي شهادة فذلك يعني من وجهة نظر الأب أو المعلم أنه قد أحسن التربية وهذا أيضا فهم قاصر لأن بعض الناس قد يحصل على أعلى الشهادات ولم يحصل من التربية إلا علي القليل ، فنراه يتفوه بألفاظ نابية أو يتصرف تصرفات شاذة أو يختلس أو يرتشي ، وغيرها من مؤشرات التربية السيئة لا الحسنة ، فالتعليم ليس هو التربية وإنما هو خطوة هامة فيها ، فإذا كانت التكنولوجيا في مجال العلوم الطبيعية هي التي تحول الحقائق والنظريات العلمية إلى أجهزة وتقنيات ملموسة للإفادة منها ، فإن التربية في مجال العلوم الإنسانية هي التي تحول المعلومات والقيم والأخلاق إلى مهارات وسلوكيات يمكن مشاهدتها في دنيا الواقع وهنا تأخذ التربية معني الارتقاء والسمو ، وهذا نلمسه حين يقول إنسان لآخر (أنت مش متربي) والحقيقة أنه وصف بذلك لأنه تربى على صفات وسلوكيات سيئة،

والمقصود بالتربية هنا هو الالتزام بالأخلاق والقيم الفاضلة وتطبيقها ومن هنا جاء المثل السائر (اللي ما يربيه أبوه وأمه تربيه الأيام والليالي)

فالابن يتربي في جميع الأحوال إما تربية حسنة و إما تربية سيئة لكن المثل هنا يعني التربية الحسنة التي ترتقي بالإنسان وتهذب أخلاقه .

 

3- ومن أشكال الفهم الخاطئ للتربية أيضاً أن بعض الناس يظن أنه  حين يوفر لابنه المأكل والمشرب والمسكن والملبس فقد أدي ما عليه ، وهذا خطأ كبير واذكر أنه ذات مرة سأل المدرب بعض الأمهات في إحدى الدورات : (كم منكن لا يوجد في بيتها مطبخ؟) فاستغرب الجميع و ردت إحدى المتهكمات : (كيف لا يوجد في بيتنا مطبخ يا دكتور؟ ) واستطرد المدرب : (وكم منكن يوجد في بيتها مكتبة؟) فصمتت معظمهن فأكمل المدرب (هذا مثال لحال التربية في بيوتنا : نبالغ في تغذية بطوننا ولا نهتم بتربية عقولنا وعقول أبنائنا) وإذن فلابد أن تشمل التربية جميع جوانب شخصية الأبناء فننمي عندهم :

- الجسم بالغذاء والرياضة.   – العقل بالعلم و الإطلاع.

- الروح بالقرآن والعبادة   - الوجدان بالحب وألوان الفنون .

- السلوك بالخلق والقدوة   - الجوانب الاجتماعية من شخصيتهم بتنمية العلاقات وتعليم قواعد التعامل والاحترام إلأ آخره .

 

المطلوب منا:

-تجنب أشكال الفهم الخاطئ للتربية وعدم ممارستها.

- القراءة للكتب أو الاستماع والمشاهدة لبعض البرامج التي تتحدث عن التربية ،أو أخذ دورات وخبرات فيها كأي أمر من الأمور الهامة في حياتنا .

ولعل القارئ الكريم يلتمس لكاتب هذه السطور بعض العذر عندما يقوم بوضع خطوط عريضة في أمور التربية إذ أن الحديث عن التربية لا تكفيه سطور و صفحات وإنما يحتاج إلى كتب ومجلدات وحسبنا في هذه العجالة هذه الخطوط العملية المبسطة وعلي من أراد التفصيل الرجوع إلى المصادر المتخصصة في هذا المجال .

 

مع أطيب أمنياتنا لأبنائنا وأسرنا بحياة سعيدة بهيجة.

بقلم د. أحمد مصطفى شلبي

 

 

mostsharkalnafsi

بقلم د. أحمد مصطفى شلبي [email protected]

  • Currently 2/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
2 تصويتات / 444 مشاهدة
نشرت فى 16 سبتمبر 2012 بواسطة mostsharkalnafsi

نود أن نركز في هذه الخطوة على بعض الوظائف التي تتضمنها عملية التربية للأبناء مثل :

الرعاية ، التنمية ،

الاستثمار لإمكانات وقدرات الأبناء ،

الحماية ، التذكية

وسنشير هنا إلى بعض هذه الوظائف وعليك أن تراعيها وأنت تقوم بالتربية لأبنائك ومن هذه الوظائف :

 

1- الرعاية وتتضمن الحفظ والصيانة لإمكانات الأبناء وقدراتهم :

-فإذا أعطانا الله سبحانه نعمة الولد فعلينا أن نؤدي شكر هذه النعمة بأن نحافظ على صحته وأخلاقه وسلوكياته الجميلة ولا نبدد طاقاته ولا نهدرها ، فالثروة البشرية أغلي ما تمتلك الأسر والمجتمعات والأمم .

-  والصيانة تعني أن نتصدي لأي مشكلات تواجههم وتؤثر علي صحتهم ونموهم وإزالة العقبات التي تحول دون الإفادة من إمكاناتهم وطاقاتهم ، لذا يشبه الإمام أبو حامد الغزالي التربية بفعل الفلاح الذي يخلع الشوك ويخرج النباتات الأجنبية من بين الزرع ليحسن نباته ويشتد عوده ويكمل ريعه : (رسالة أيها الولد المحب) .

 

2- أما التنمية فهي تحتوي علي شقين: التشكيل والارتقاء:

- ويعني التشكيل صياغة لتفكير الأبناء وعواطفهم وسلوكياتهم

ولا شك إنها من الأمور الهامة منذ الصغر ، لذا نجد بعض الآباء أو الأمهات يشتكي من ابنه وبخاصة في مرحلة المراهقة (يقول : ابني عنيف أو غير مطيع أو يرفع صوته أو لا يصلي ونحو ذلك)

ويرجع هذا إلى أننا لم نشكل سلوكه ولم ندربه علي عكس هذه الأشياء في الطفولة فتعود علي خلاف ما نرجو وشب عليه ، فإذا أردنا أن يتخلص من هذه السلوكيات فعلينا أن نحاوره وندربه وإن كان الأمر سيأخذ وقتا أطول لأننا تأخرنا عن الوقت المناسب لذلك وهي مرحلة الطفولة .

- ونقصد بالارتقاء رعاية امكانات الابن وقدراته النامية حتى تنضج

 

3- استثمار قدرات الأبناء ومواهبهم : وتتضمن هي الأخرى  شقين :

- الإفادة منها والوصول بها إلى أقصى جودة ممكنة فلو كان عندك ابن موهوب في أحد الفنون مثلاً فعليك أن توفر له الأدوات اللازمة ، وتدربه علي يد متخصصين وتحضر له كتب ومجلات وبرامج في مجال تميزه ، وتشجعه بالهدايا والجوائز ونسعي سوياً الي التغلب على ما يصادفه من صعاب .

- وأما الشق الثاني فلابد من توجيه هذه القدرات والميول إلى مسارات عملية كإدخال الابن في مسابقات أو إلحاقه بنوع التعليم أوالكلية التي تنمي هذه الميول والإفادة منها في بعض الأعمال الحياتية حتى لا تظل هذه الهواية مجرد رغبة او ميل يموت مع الوقت .

 

4- الحماية ولها شقان أيضاً:

- الوقاية: مثل وقاية الأبناء من  الوقوع في التدخين أو الإدمان أو الانحرافات أو الرذائل بصفة عامة لا قدر الله.

- العلاج كعلاج بعض الأمراض الجسمية أو النفسية أو الاجتماعية إذا نزلت فنحن في الدنيا معرضون لأمثال هذه الأشياء وأرجو ألا تكون  مصدراً للقلق إذا تعاملنا معها بعلم وبأسلوب صحيح.

 

5- التذكية: ونقصد بها تعويد الابن علي الأخلاق والمبادئ الفاضلة وهي ذات شقين أيضا (التخلية  والتحلية) :

- فأما التخلية فهي إبعاد الابن عن الصفات والسلوكيات الرذيلة ، وتجنبه رفاق السوء والأفلام الهابطة ...........الخ .

- وأما التحلية فتتمثل في إكسابه الفضائل والقيم والسلوكيات النبيلة، وبالطبع لن يتم ذلك دفعة واحدة وإنما بالحوار و التسامح والتدرج و التدريب والرفق وهي أمور لا غنى عنها ونحن نسير بأبنائنا على طريق التربية الأخلاقية.الصحيحة.

 

أمور علينا أن نراعيها ونحن نقوم بالتربية:

 

ولكي تقوم هذه التربية بوظائفها وتؤتي ثمارها المرجوة علينا أن نراعي :

ا(- صفات الطفل وخصائصه الفطرية المزود بها :

فإذا زرعنا بذرة برتقال لا تخرج مانجو او جوافة لأنها مزودة بصفات فطرية محددة تخرج علي أساسها، فإذا كان بعض الأبناء لديهم قصور ذهني مثلاً فلابد أن نتجاوب معهم وفقاً لقدراتهم ،

وإذا كان بعضهم متفوقاً دراسياً فلابد أن اشبع حاجتهم الي التعلم والإثراء لمعارفهم .

 

ب( -النضج ولابد أن تصل هذه الإمكانات الي النضج حتى يمكن الإفادة منها فنحن لو قطعنا الثمرة قبل نضجها لوجدناها فجة ومرة ؛ لذا فلا ينبغي أن نستعجل تعلم الطفل الكتابة مثلاً قبل نضج عضلاته الدقيقة ولا نتسرع بإدخاله المدرسة قبل سن النمو المناسب ، ولا نعطيه المعلومات قبل أوانها فكل ذلك وغيره من تعجل الثمرة

 

ج(- التعلم والتدريب : وهما من حقوق الطفل علينا فلو أن فرداً مزوداً بإمكانات فطرية ووصلت عضلاته الي النضج ولم يجد من يعلمه القراءة أو يدربه علي الكتابة لظل أمياً ولو بلغ ستين عاماً لأنه بدون التعلم والتدريب لا يستطيع الفرد اكتساب الخبرات والمهارات والسلوكيات المطلوبة .

 

د( -قدرات الابن الخاصة فعلينا السعي الي التعرف على القدرات التي يتميز بها الابن ويتفوق فيها ورعايتها واستثمارها والتركيز عليها فهذه من الأمور الأساسية حتى يظهر مردود التربية وفوائدها .

 

مع أطيب أمنياتنا لأسرنا وأبنائنا بحية سعيدة ومستقبل مشرق:

 

بقلم د. أحمد مصطفى شلبي

البريد الألكتروني([email protected])

 

mostsharkalnafsi

بقلم د. أحمد مصطفى شلبي [email protected]

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 258 مشاهدة
نشرت فى 1 يونيو 2012 بواسطة mostsharkalnafsi

 

بعد أن قمنا بوضع تربية الأبناء في بؤرة التفكير وذلك في الخطوة الأولى،

ووقفنا على أهمية التربية في الخطوة الثانية،

وأدركنا الآثار الحسنة والسيئة للتربية بشقيها في الخطوة الثالثة،

ووضعنا تربية الأبناء على قائمة اهتماماتنا وأولوياتنا في الخطوة الرابعة،

واتفقنا على ضرورة أن نضحي قليلا من أجل التربية الحسنة والصالحة لأبنائنا وذلك في الخطوة الخامسة،

فلابد أن نحدد ما هي هذه التربية، التي نريدها،

وأن نكون على وعي بمختلف جوانبها وأساليبها حتى نتعرف الخطأ و الصواب منها.

المقصود بالتربية :

نعني بتربية الأبناء : اتباع واستخدام مجموعة من الطرق والوسائل لرعاية واستثمار امكاناتهم وقدراتهم حتى يتمكنوا من إشباع احتياجاتهم وأداء المهام المطلوبة منهم في حياتهم .

وحول هذا المعنى للتربية أحب أن نتوقف مع النقاط التالية :

 

(أ) أن التربية ليست وقفا على الإنسان فقط لكن توجد أشكال منها عند غيره من الكائنات وعندما يشير التعريف إلى تربية الأبناء فلأنها محل التركيز في حديثنا فنحن نعلم أن  هناك تربية للنباتات وللأسماك وللطيور إلى آخره ، 

 

لكن تربية الإنسان بطبيعة الحال أكثر شمولاً وتنوعاً وتعقيداً وعمقاً وثراءً بما يتفق مع مكانة الإنسان سيد الكائنات على هذا الكوكب وما منحه الله من إمكانات وما هو مطلوب منه من واجبات ومسئوليات .

 

(ب) أن تربية الإنسان تختلف عن تربية غيره من الكائنات بما يتناسب مع دوره ومهمته: ولذا فهي تربية لا تركز على الجوانب المادية والجسمية فحسب وإنما تشمل جميع شخصية الإنسان: العقلية والمعرفية والانفعالية والوجدانية ، البيئية والاجتماعية والأخلاقية والدينية أيضا.

 

(ج) التربية سلاح ذو حدين، وحين نذكر الطرق والوسائل التربوية مثل القدوة والتعلم والتدريب إلى آخره فلابد أن نكون على وعي بأن هذه الوسائل سلاح ذو حدين فإما أن تستخدم للهبوط والتردي بالإنسان (وهو ما أشار إليه القرآن الكريم بمعنى التدسية) (وقد خاب من دساها) (الشمس: 10) كما نشاهد في تدريب العصابات الإجرامية لأعضائها على الخطف والسرقة والقتل والسطو على الأموال والأعراض

وإما أن تستخدم هذه الطرق والوسائل في التقدم والارتقاء بالإنسان (وهو ما أطلق عليه القرآن الكريم التزكية) )قد أفلح من زكاها) (الشمس: 9) كما هو الحال في الأسر والمدارس التي تحرص على الرعاية لأبنائها وتعودهم على مكارم الأخلاق:

معني ذلك أن القدوة قد تكون حسنة وقد تكون سيئة وقد تعود أبناءها بالتدريب على عادات حسنة أو تغرس فيهم عادات سيئة ، وهكذا

فإذا أردنا تربية حسنة فلابد من :

<!--غاية نبيلة .

<!--[if !supportLists]-->-     طرق صحيحة تمكننا من تعهد الأبناء بالرعاية والتنمية لامكانتهم وقدراتهم .

<!--[if !supportLists]-->-   إرادة وعزيمة تحول الأهداف والأماني الحلوة إلى تصرفات وأفعال في أرض الواقع.

 

(د) وفيما يتعلق بإمكانات الأبناء وقدراتهم فنقصد بالإمكانات الاستعدادات الفطرية الموجودة عند الأبناء .

أما القدرات فنعني بها الأشياء التي يمكن أن يكتسبها الابن من سلوكيات ومعلومات وتعلم خبرات ومهارات إلى آخره .

 

(ه) وهناك ثلاث عمليات أساسية للتربية وهي :-

- البدء باكتشاف قدرات الأبناء وميولهم .

- تحديد أهدافي من تربيتي لأبنائي .

- تحديد الوسائل التي سنتبعها للوصول لتلك الأهداف .

وسنتناول هذه العمليات الثلاث بشيء من الإيضاح في المقالات التالية بإذن الله:

 

مع أطيب أمنياتنا لأبنائنا بحياة سعيدة ومستقبل مشرق.

 

mostsharkalnafsi

بقلم د. أحمد مصطفى شلبي [email protected]

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 389 مشاهدة
نشرت فى 24 فبراير 2012 بواسطة mostsharkalnafsi

 

بعد أن قمت بجعل التربية في بؤرة التفكير ، و وضعها في دائرة الاهتمام ، و أدركت بعض الآثار و النتائج التي تترتب على التربية بشقيها ، و قمت بوضع تربية الأبناء على سلم أولوياتك ، ننتقل إلى الخطوة الخامسة و هي القيام ببعض الإجراءات العملية لتفيذ ذلك ، و من هذه الإجراءات :

1-   جعل تربية الأبناء هدفاً أصيلاً من أهداف حياتك اليومية ، و ربما يتعجب البعض من ذلك و يقول إننا نسعى طول يومنا و نكد و نتعب و نعمل من أجل توفير الحياة الكريمة و الحياة الرغبة لأبنائنا ، و هذا صحيح ، لكن إذا كان هذا السعي من أجل توفير المأكل و المشرب و المسكن و الملبس و الاحتياجات المادية للأبناء فهذه نطلق عليها الإعاشة و ليس التربية بالمعنى الصحيح و مانقصده هنا هو جعل التربية بمعناها الصحيح هدفاً أصيلاً لنا .

2-    ليس المراد جعل التربية هدفاً أصيلاً من أهداف حياتك و إنما أجلس مع شريك حياتي و نحدد بعض الإجراءات و الخطوات العملية لتحقيق ذلك في واقع حياتنا اليومية .

3-   ألا أنتظر أو أساوم حتى أفرغ أو انتهي من انشغالي أو من الأعمال المطلوبة مني فإن المشاغل لا تنتهي بل تزداد و الأمر أبسط مما تتخيل و ببساطة علي أن أحدد وقتاً أجلس فيه أسبوعياً مع أولادي و نحن نضيع في العادة أكثر من هذا الوقت في الحديث عن السنة أو أمام باب السيارة أو على باب المكتب أو في الهاتف أو الجوال ، إننا نضيع أوقاتاً كثيرة و نحن لا نشعر بها و الأولى بهذه الأوقات هم أبنائنا كذلك فإن الأمر ليس أمر انشغال بقدر ما هو حاجة إلى ترتيب أوقاتهم .

4-   قد يتعلل بعض الناس بأنه مشغول و عليه ضغوط كثيرة و أعمال متزايدة هو يفعل ذلك من أجل مصلحة الأبناء ، هذا صحيح إلى حد ما ، لكن الحقيقة التي يجب أن ندركها جميعاً أنه في العمل الإداري أو إذا كان الإنسان صاحب شركة أو صاحب مزرعة أو ماشابه ذلك فإنه يمكن داخل العمل أن يفوض أو ينيب غيره في القيام ببعض أعماله ، أما في مجال تربية الأبناء فلا يمكن أن يفوض أحد فأبنائك هم نتاجك فإذا لم تهتم بتربيتهم فلن يربيهم إلاك أحد ، و إذا كان العمل الإداري يمكن أن أقوم بعمل توكيل أو تفويض لغيره كي يباشره أو يقوم ببعض المهام فإن التفويض أو التربية في الوكالة نتائجها مرة و لا تأتي ثمارها المرجوة .

5-   تجنب السفر الطويل و البعد عن الزوجة و الأولاد فترات طويلة و ينصح خبراء التربية ألا يزيد سفر الزوج أو الزوجة أو بعدهما عن أبنائهما أكثر من ثلاثة أشهر متواصلة لأنه بعد ذلك يتأثر نموهم النفسي و الجسمي و تحدث بعض المشاكل التي هم في غنى عنها ، و إذا عاد الإنسان من سفر أو من عمل طويل ، و وجد ابناً له منحرفاً أو مدمناً أو قد فشل في دراسته فإنه سيندم ندماً كبيراً و لن يعوضه المال أو العمل و السفر عن ابنه و ستظل الحسرة تراوده و يشعر بالذنب طوال عمره كما رأينا في الكثير من الحالات التي عرضت و تعرض علينا كل يوم ، و لذا فإن تعارض العمل و السفر مع تربية الأبناء فنحاول أن نوفق بينهما قدر المستطاع فإن لم نستطع فالأولوية للتربية ، و لابد أن نضحي قليلاً من أجل أبنائنا ، و مع وجود بعض النماذج التي تترك أبنائها في مهب الريح ، فهناك الكثير من النماذج أيضاً التي تؤثر تربية أبنائها ، و الذين عادوا من سفر بعيد و تركوا بعض وظائفهم و بعض رواتبهم المغرية عندما شعروا أن هناك تعارض بين تربيتهم لأبنائهم و بين بعدهم عنهم و حتى يوفروا لهم المحضن الأمن لتربيتهم ، قد يظن البعض أن هذا أمر صعب و لكن في الحقيقة هو أمر يسير على من وفقهم الله في حسن التدبير و البحث عن التصرف الصحيح ، و يلفتنا القرآن الكريم ضمن ما يلفتنا إلى هذا المعنى حيث يقول : ( و أمر أهلك بالصلاة و اصطبر عليها لا نسألك رزقاً نحن نرزقك و العاقبة للتقوى ) ( سورة طه : 132 )

و أرجو ألا يفهم أحد القراء من كلامنا أننا لا نشجع السفر أو العمل لطلب الرزق و السعي على المعاش ، لكن حديثنا يركز على أنه في حالة وجود تعارض بين التربية و هذه الأمور فالأولوية لتربية الأبناء لأننا في التربية غير مخيرين و ليس لدينا بدائل آخرى أما السعي على المعاش فيمكن التوصل إليه بأساليب أو وسائل بديلة ثم أن الأهم هم الأبناء.

مع أطيب أمنياتنا لأبنائنا بحياة سعيدة و مستقبل مشرق ... و إلى الخطوة التالية .

بقلم د. أحمد مصطفى شلبي .

e-mail: [email protected]

 

mostsharkalnafsi

بقلم د. أحمد مصطفى شلبي [email protected]

  • Currently 230/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
72 تصويتات / 789 مشاهدة
نشرت فى 3 يونيو 2010 بواسطة mostsharkalnafsi

بعد أن رأينا في الخطوات السابقة :

-         كيف كان اهتمام معظم الناس بالتربية في شتى الأماكن و العصور و مع اختلاف المشارب و الثقافات ؟

-         كذلك شاهدنا ما للتربية الحسنة من آثار و نتائج حسنة و ما للتربية السيئة من آثار سيئة في واقعنا و حياتنا .

و هذا قليل من كثير سيقابلنا خلال المقالات التالية بإذن الله ، بعد أن رأينا ذلك كله كان طبيعياً أن تأتي الخطوة الرابعة و هي وجوب وضع تربية أبنائنا على قائمة الأولويات .

و إذا سألت بعض الناس هل تربية الأبناء ؟ على سلم أولوياتك  ، تبادر على الفور بالإجابة بنعم ، و لكن هذه الإجابة عادة ماتنطلق من رغبة أو أمل أكثر من اعتمادها على سلوك واقعي أو عمل ، و لذا فنرجو ألا نتسرع في الإجابة بنعم أو بلا و إنما سنضع لك بعض المحكات التي يمكن أن نقيس مدى اهتمامنا الحقيقي بالتربية و وضعها على قائمة الأولويات و من هذه المحكات :

1- اليوم 24 ساعة يضيع منها حوالي 8 ساعات في النوم و يبقى 16 ساعة  كم من هذه الساعات تستغرق في شئون تربية أبنائك . (   \ 16)

2- تعود بعض الناس عندما يقومون بتربية دواجن أو نباتات زينة يقومون بعمل مزارع معينة و أن يحضروا الكتب و يأخذوا دورات و يسألوا الأخصائيين و من هنا يأتي معيارنا الأول إذا كانت تربية الأبناء أهم من هذه الأمور كلها كم قرأنا فيها من كتب أو سمعنا إلى أشرطة . (   \ 10 )

3- تعود الكثير الناس في الأمور الهامة أن يحصلوا على دورات أو أن يدرسوا قرصات في هذا الجانب الهام من أمور حياتهم و بطبيعة الحال فليس هناك شئ أهم من أبنائنا فكم دورة أو مقرراً درسناها في هذا المجال . (    \ 4 )

4- لكل إنسان فينا أولوياته الخاصة به و هو يتجه إليها و يركز عليها و يتجه إليها دون شعوره حتى إن لم يرتب لها تختلف هذه الأولويات بطبيعة الحال من إنسان إلى آخر و أنا أضع لك بعض الأولويات التي يركز الناس عليها في العادة و المطلوب أن نرتبها و أن نحدد موقع التربية بين هذه الأولويات و مكان التربية ورقمها على قائمة الأولويات هو مقدار اهتمامك بهذه التربية و هذه الاهتمامات يوضحها الجدول التالي :

   الاهتمامات        درجة الأهمية              الترتيب

عبادة الله

 

 

الشهرة

 

 

تحصيل المال

 

 

المنصب

 

 

السعي على المعاش

 

 

العمل الخيري

 

 

الاهتمام بالعلاقات

 

 

الطعام و الشراب

 

 

تربية الأبناء

 

 

المتعة الجنسية

 

 

 

 

و عندما نجمع الدرجات التي حصلنا عليها في المحكات الأربعة أو النقاط الأربعة التي أشرنا إليها سيتضح لنا كم اهتمامنا بعملية تربية الأبناء من خلال الدرجة التي سنحصل عليها و كيفية هذا الاهتمام و مكانه على سلم الأولويات .

بعد أن يتضح لنا ذلك فالمطلوب منا :

-         أن نضع تربية الأبناء على سلم أولوياتنا و ضمن قائمة اهتمامتنا .

-         أن تتبؤ التربية مكاناً عالياً و متقدماً ضمن هذه القائمة ، و نحن نرى أن تحتل التربية المرتبة الثانية بعد عبادة الله سبحانه و تعالى لما يترتب عليها من آثار عظيمة .

و ليس معنى ذلك أن الأولويات الآخرى غير مطلوبة و إنما إذا تحققت بغايات شريفة و وسائل مقبولة و بدون إسراف فهذا شئ طيب و لكن كما نعلم جميعاً فهي تختلف من إنسان إلى آخر حسب حاجاته و قائمة اهتماماته .

- أن نعطي المزيد من الوقت و الجهد لهذه التربية حتى تعطي الثمار المرجوة منها فإنه من النتائج المباشرة لها النجاح و التفوق و الإنجاز و حسن إدارة الأبناء لحياتهم :

و نسأل الله أن يوفقنا جميعاً إلى ذلك و إلى الخطوة الخامسة في المقالة التالية .

بقلم : د. أحمد مصطفى شلبي .

mostsharkalnafsi

بقلم د. أحمد مصطفى شلبي [email protected]

  • Currently 220/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
70 تصويتات / 838 مشاهدة
نشرت فى 3 يونيو 2010 بواسطة mostsharkalnafsi

ليس هناك ما يمكن أن نطلق عليه التربية المتعادلة أي التي تتوازي فيها الإيجابيات و السلبيات أو التربية التي تسيرعلى خط النصف – كما نقول في كرة القدم – و إنما التربية إما أن تكون حسنة ترتقي بصاحبها وتوصله إلى الفلاح والنجاح ( وهو ما يطلق عليه القران الكريم التزكية ) وإما أن تكون تربية سيئة تهبط بصاحبها إلى البوار والخسران (وهو ما يطلق عليه القران الكريم التدسية)وذلك في قوله تعالى (ونفس وما سواها ، فألهمها فجورها و تقواها ، قد أفلح من زكاها ، و قد خاب من دساها) ( الشمس : 7-10) . ولكلا النوعين من التربية آثاره الخطيرة : سواءً كانت آثاراً حسنة للتربية الجيدة ، أم آثاراً سيئة للتربية الهابطة ، وهذه الآثار ليست بعيدة عنا إنما نشاهدها كل يوم في حياتنا وفي واقعنا لكن قد لا يلتفت إليها الكثير من الناس لأن آثار التربية لا تظهر إلا بعد فترة وعلى المدى الطويل ، فالتربية ليست ككرة القدم تظهر نتيجتها بعد تسعين دقيقة ، وإنما قد تظهر آثارها بعد عدة سنوات وقد لا يلتفت إليها بعض الناس لكنها ماثلة ظاهرة أمام أعيننا صباحَ مساءَ ، فتعالوا لنلتقط بعض المواقف من حياتنا لآثار كلا النوعين من التربية لتتضح لك مدى خطورة آثارالتربية وعظم نتائجها على حياة الأفراد والمجتمعات. من أثار التربية السيئة : 1- علي المستوي الفردي : ماذا ننتظر إذا حدث الإهمال والتقصير في تربية ابن أو تلميذ ؟ النتيجة الطبيعية لذلك أن يكون : - ابنا أو تلميذا محطماً نفسياً . - أو منحرفاً أو مدمناً . - منخرطاً في شلة سوء . - أو في أحد العصابات الإجرامية . - أو علي الأقل لا يعرف مصلحة نفسه . - ولا يعرف التخطيط لمستقبله . 2- وكان الله في عون والدي هذا الابن الذي أهمل ولم يأخذ حقه من التربية الحسنة فماذا نتوقع منه إلا أن يكون ابنا عاقاً لا يحرص علي بر والديه ولا يعرف لأسرته حقوقاً ولا يصل رحماً ، وفي اقل أحواله سيكون مصدر تنغيص وحسرة للوالدين ، وإن كانا يدفعان جزءاً من ثمن تقصيرهما وإهمالهما . 3- وإذا خرج هذا الشاب محطماً أو مدمناً إلي المجتمع فلن يكمل تعليماً ولن يجد عملاً وإذا وجده لن يتقنه بل ولن يستمر فيه وسيلجأ إلي أساليب ملتوية كي يعوض ضعف كفائته وسوء تربيته ، وبالطبع فلن يؤدي حقوق المواطنة ولن يكون حريصاً علي تقدم بلده إذ كل ما يهمه مصلحته ومكاسبه وملذاته . 4- فإذا ابتليت أمة أو حضارة بأعداد من أمثال هؤلاء المنحرفين أو المدمنين فبطبيعة الحال ستكثر الحوادث والجرائم والقضايا ، وسيقضي هؤلاء المحطمون معظم أوقاتهم بين العبادات النفسية ومصحات الإدمان والسجون ، وستزيد نسب الطلاق والانتحار والجنون كما هو مشاهد في بعض المجتمعات المعاصرة . 5- فإذا كبر سن الأب أو ألام وأصبح الابن يافعاً فتياً فإنه ينصرف عنهما فلا يقدم لهما عوناً ولا وداً ولا يكلف خاطره بزيارتهما في دار المسنين بل قد يتركهما يموتان فيها . 6- فإذا أوقف كل من الأب أو الأم بين يدي ربه ساعتها يكتشف انه قد ارتكب إثماً عظيماً وخطيئة كبري بتقصيره في تربية أولاده وتضيعه لهم ، وبذلك اخبرنا النبي صلي الله عليه وسلم في الحديث (كفي بالمرء إثما أن يضيع من يعول) أخرجه مسلم وأبو داود و غيرهما بألفاظ مختلفة . - فهل نتدارك الإهمال والتقصير في تربية الأبناء قبل فوات الأوان وحتى لا يحدث ندم حين لا ينفع الندم . والآثار المدمرة التي تنجم عن الإهمال أو التقصير في القيام بأمر التربية كثيرة وخطيرة وقد رصدت في أحد كتبي أكثر من 30 ثمرة طيبة تنجم عن التربية الحسنة وأكثر من خمسين من الآثار الضارة التي تعود علينا كأفراد وأسر ومجتمعات وعلي الصعيد الإنساني والحضاري أيضاً عندما نقصر أو نهمل في تنشئة الأبناء . من ثمار التربية الحسنة : 1- علي المستوي الفردي نجد أن التربية الحسنة تنتج فرداً نافعاً لنفسه ، بار بوالديه ، مفيد لأسرته ، متقناً لعمله ، مواطناً صالحاً في مجتمعه ، متفوقاً ومبدعاً ، وصولاً لأقاربه ، يتمتع بعلاقات حسنة مع الناس ، حي الضمير يعرف ربه ، بل يمكن أن يكون لديه عطاءات لأمته وعالمه . 2- إذا عقدنا مقارنة بين فردين : - أحدهما بارٌ بوالديه يعاملهما معاملة كريمة ، وآخر في الشقة المجاورة و في نفس الشارع ينهر والديه ويسبهما وينغص عليهما حياتهما فما السبب في هذا الاختلاف ؟ والعمارة واحدة والشارع واحد : إنها التربية . - طالبان في فصل واحد : أحدهما مطيع يؤدي ما يطلب منه ، متفوق ، وآخر عدواني عنيف متأخر دراسياً ما السبب ؟ فالمدرسة واحدة والفصل واحد : إنها التربية . 3- وإذا كنا نحن كآباء ومربين نشعر بالسعادة والرضا إذا زرعنا شجرة فأثمرت أو ربينا حيواناً أليفاً فنما وكبر فكيف يكون شعورنا ونحن نري أبناءنا أو تلاميذنا قد شقوا طريقهم في الحياة بنجاح وقدموا بعض كلمات العرفان لنا ، لاشك أن نفوسنا تمتلئ بالسعادة والرضا ويكون هؤلاء الأبناء مصدر فخر لنا. 4- ولا شك أن هذا الابن أو التلميذ غالباً ما يكون مصدر خير لنفسه و أسرته وذخراً لوالديه في حياتهما وعند كبرهما . 5- فإذا تمتع معظم أفراد أسرة أو عائلة ما بهذه التربية الحسنة فسيكون لذلك دور كبير في أن تسود روح المودة والتعاون والتضامن بين أفرادها الأمر الذي يؤدي إلي تماسكها وازدهار أفرادها . 6- وإذا نجح أي مجتمع في صياغة غالبية أفراده علي هذه المواصفات وتمتعت معظم الأسر فيه بصفات المحاضن الصالحة لإنتاج هؤلاء الأفراد في ظل بيئة اجتماعية تصونها ضوابط وقواعد عادلة وحاسمة ، فسوف يسير هذا المجتمع بخطي واثقة نحو التقدم والارتقاء . 7- وفي ظل ما يتمتع به عالمنا الآن من ثورة في مجال الاتصال والبث الفضائي يستطيع الأبناء والطلاب المتفوقون المتميزون - إذا أُحسن استثمار طاقاتهم وتوجيهها - أن تكون لهم عطاءات يفيدون بها مجتمعاتهم وأمتهم وعالمهم ، والنماذج في مجالات العلم والأدب والفن أكثر من أن تحصي وليست أسرهم أو مدارسهم وبيئاتهم بأفضل منا . فإذا استطعنا في منطقتنا العربية والإسلامية أن نركز علي إتقان العمل وأن يكون التفوق والتميز بأبنائنا هدفاً نسعى إليه جميعاً متخذين من قيمنا وأخلاقنا وسيلة وطريقة ، عندئذ يمكن أن نكون شركاء فاعلين في الحضارة المعاصرة ونجبر ما قصر فيه الأخر في مجال العلاقات الأسرية والقيم والأخلاقيات النبيلة التي يذخر بها تراثنا وحضارتنا . 8- فإذا طوينا صفحة الحياة ، وأسلمنا الروح إلي بارئها بالوفاة وحُملنا إلي ظلمة القبور ، حيث الوحشة والفرقة والدود ، و وضعنا بين أطباق التراب وانصرف الأهل والأصحاب والأحباب ، وانقطع العمل ولم يبق إلا الرجاء و الأمل في تخفيف الحساب وحسن الجزاء إذا بك تستقبل جبالاً من الحسنات وتسمع أصواتاً تلح في الدعوات ، إنهم بعض أبنائك وأعمالك من الباقيات الصالحات وهو ما يبشرك به الرسول الكريم (صلي الله عليه وسلم) في الحديث الصحيح : ( إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقه جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له) . ألا تستحق هذه الآثار العظيمة ( للتربية الحسنة ) – وما ذكرناه قليل من كثير – أن نهتم بوضعها علي قائمة أولوياتنا و على قمة اهتمامتنا . هذا ما ندعوك لأن تفعله وما سنؤكد عليه في المقالة التالية . بقلم : د. أحمد مصطفى شلبي E- mail :[email protected]

mostsharkalnafsi

بقلم د. أحمد مصطفى شلبي [email protected]

بعد أن قمنا بجعل تربية الأبناء في بؤرة التفكير وذلك في الخطوة الأولى ، ننتقل إلى الخطوة الثانية و نقوم بوضع تربية الأبناء في دائرة الاهتمام ، و رغم أن غالبية الناس – على اختلاف الزمان و المكان – يجمعون على أهمية التربية إلا أن كثيرين منهم لا يعطون التربية ماهي جديرة به من اهتمام رغم أنه من الحقائق الثابتة أنه لا تتقدم المجتمعات و لا يلتقي الأفراد إلا بالتربية الحسنة و التعليم الجيد ، و التاريخ و الواقع و العقل الراجح خير شهود على ذلك ، و هم يؤكدون على الحقائق الآتية :

1-   كرم الله الإنسان و سخر له الكثير من الكائنات و جعله سيداً على هذا الكوكب بالعلم ( وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين ، قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم ) ( البقرة : 31 ، 32 ) .

2-   حتى في العصور القديمة و قبل نزول الأديان السماوية المعروفة قامت حضارات و دول كثيرة كان لديها نظريات و فلسفات و أساليب تربوية عرفنا بعضها و غاب عنا البعض الآخر ، و ذلك مثل ما شهدته أرض الهند و الصين و شبه الجزيرة العربية و مصر و الشام و العراق و اليونان و إيطاليا و غيرهم ، و لا يتسع المقام هنا لتفصيل الحديث عن هذا .

3-   ثم جاءت الأديان السماوية لتؤكد على أن التربية و التعليم حق و واجب على كل إنسان ، ففي اليهودية التربية حق لكل يهودي ، و في المسيحية و الإسلام التربية حق لكل إنسان بغض النظر عن لونه أو جنسه أو عرقه ، و لا بد من تزكية النفس و الوصول بها إلى أقصى إمكانات الكمال البشري : ( سعد مرسي أحمد ، سعيد إسماعيل علي : تاريخ التربية و التعليم )

4-   وفي القرآن الكريم نجد أمراً مباشراً و اجب النفاذ و الذي يخالفه سيتعرض لأشد العقوبة : ( يأيها الذين أمنوا قوا أنفسكم و أهليكم ناراً وقودها الناس و الحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم و يفعلون ما يأمرون ) ( التحريم : 6 ) .

5-   و يوضح لنا الرسول الكريم (ص) أن تربية الأبناء أمانة سنسأل عنها بين يدي الله سبحانه و تعالى ، و قد يكون ذلك محل استغراب عند بعض الناس فيتسأل : هل سنسأل فعلاً عن تربيتنا لأبنائنا ؟ و أنا أجيب بسؤالاً آخر : و هل أولادك شيئاً مهم ؟ بالقطع نعم ، فكيف لا يسألك الله عن الأشياء المهمة ؟ و حتى لا نذهب بعيداً فتعالوا نتأمل هذا الحديث الشريف الصحيح : ( إن الله سائلٌ كل إمرئ عن ما اصترع حفظ أم ضيع ) .

6-    أما الإمام ابن القيم في كتابه إغاسة اللهفان فيشير إلى أن معظم فساد الأبناء إنما يأتي من إهمال الآباء وتضييعهم لهم .

7-   وقد كان خلفاء الدولة الأموية والعباسية يعهدون بأبنائهم إلى مربين متخصصين ليعلموهم ويتعهدوهم بالتربية والتأديب ولنستمع إلى عبد الملك بن مروان و هو يوصي مؤدب أولاده فيقول : ( علمهم الصدق كما تعلمهم القرآن ، و احملهم على الأخلاق الجميلة ، و رويهم الشعر يشجعوا و ينضجوا و جالس بهم الرجال و أهل العلم منهم ، و جنبهم السفلة و الخدم فإنهم أسوء الناس أدباً و وقرهم و نفرهم من الكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور و الفجور يهدي إلى النار .

8-    وفي العصور الوسطى في الغرب نهض بعض المفكرين لينفضوا عن أوربا  و غبار التخلف والظلام إبان النهضة الحديثة، ومنهم جون لوك الذي أصدر كتابه (أفكار في التربية 1693م ) والذي يرى فيه أن الإنسان مزود بطبيعته بقوة يحمي بها ممتلكاته وحياته وحريته من غيره من البشر .

أما جان جاك روسو - الذي توفي 1778 م - ، فيرى عدم تدليل الأطفال بالمغالاة في كسائهم وتدفأتهم شتاءاً ، لكن لا بد من ترك الطفل حراً وسوف تعلمه الطبيعة وتدربه.

9-   في مصر الحديثة وبعد عصر محمد علي ظهرت بعض الدعوات الإصلاحية ومعها ميلاد لأفكار تربوية جديدة كما هو الحال عند رفاعة الطهطاوي وعلي مبارك والشيخ محمد عبده وغيرهم ، وكان ذلك كرد فعل لما عاناه التعليم في عصر الاحتلال وماقبله من ضيق أفق واضمحلال كمي وتدهور كيفي وعشوائية في التخطيط... إلخ .

10- وقد واكب الشعراء والعلماء هذا الاهتمام بالتربية قديماً وحديثاً فنجد ابن سينا العالم والطبيب يكتب قصيدة مكونة من 1700بيت يتناول فيها العديد من قضايا تربية الأبناء ، و لنستمع إلى قول الشاعر الذي يهمس به في أذن كل أب و أم وينبههم :

    و ينشأ ناشئ الفتيان منا                 على ما كان عوده أبوه                                     

11- ونجد المأثور الشعبي أيضاً يهتم بأمر التربية فمعظمنا يحفظ الحكمة التي تقول : ( من شابه أباه فما ظلم ) و هي موجودة في لغات عديدة ( like father like sun )  و في المثل الشعبي العامي: ( ابنك على ماتربيه و إن كبر ابنك خاويه )

12- وما أحوجنا هذه الأيام أن نهتم بتربية أبنائنا : فالتربية الاجتماعية هي التي تجعل معظم أفراد أي مجتمع يتبعون طرائق للحياة منسجمة و متوافقة ، مع بعضها البعض وهي التي تحفظ أبناءنا من أن يقعوا في براثن الإدمان أو العنف أو السلوكيات المنحرفة أو الأفكار المضللة أو الثقافات المستوردة ...إلخ.

 وبعد  فهذا غيض من فيض وقليل من كثير ولكنه كافٍ في الدلالة على أن الناس في مختلف الأعصار والأمصار ومهما كانت مشاربهم وتخصصاتهم وثقافتهم قد أدركوا أهمية التربية ودورها في تحسين حياتهم وواقعهم فهل تضع أنت أيضاً التربية لأبنائك و التوجيه لأسرتك في دائرة اهتمامك ؟ لا بد أن تكون الإجابة بنعم.

أما عن آثار التربية ونتائجها الخطيرة على حياتنا وواقعنا فهو ما نفصله في الخطوة التالية.

 

mostsharkalnafsi

بقلم د. أحمد مصطفى شلبي [email protected]

لعل الخطوة الأولى التي نطلبها منك أن تجلس أنت وزوجتك ( شريكة حياتك) ، وأن تجلسي أنتِ وزوجك ( شريك حياتك ) – سواء كنتما مقبلين على الزواج ، أو تزوجتما بالفعل و تنتظران أولاد ، أو قد وهبكما الله نعمة الولد ، أو حتى كان لديكما أبناء كبار ، أو كان عندكما أحفاد – وإن كنت مربياً أو معلماً أو أخصائياً أن تجلس أنت وبعض زملائك  ونضع هذا السؤال على طاولة النقاش : كيف نربي أبناءنا بطريقة صحيحة؟

إننا عندما نتأمل الواقع نجد أن بعض الناس - وهم مقبلون على إقامة عش جديد للزوجية - يجلسون ويتفقون على كل شيء ابتداءً من الفرش والأثاث والملابس والديكورات والألوان وحتى الملاعق والأطباق وربما لا يتحدثون بل وقد لا يأتي على ذهنهم أنه لإقامة أي بيت ناجح لابد من دعامتين أساسيتين : التأثيث المادي بالفرش والمستلزمات ، والأسس المعنوية لبناء عش الزوجية ؛ لذا نجدهم يهتمون بالأمر الأول غاية الاهتمام و يهملون الأمر الثاني غاية الإهمال مع أن البيت لن ينجح إلا بكلتا الدعامتين وطيور عش الزوجية لن تغرد إلا بكلا الجناحين .

بينما نرى فريقاً آخر يجعلون تربية الأبناء مجرد ردود أفعال فإذا فعل الابن كذا يردون عليه بطريقة مناسبة أحياناً أو بطريقة غير مناسبة في أحيانٍ أخرى بانفعال أو عدم دراية و التربية شأنها شأن أي أمر هام في الحياة يقوم على العلم و الخبرة و ليس على مجرد ردود الأفعال .

 انطلاقاً من كل ذلك نطلب منك :

1- أن تجلس أنت و شريك حياتك (وإن كنت معلماً أو أخصائياً أنت و زملائك) و نفتح نقاشاً حول كيف نربي أبناءنا بأساليب صحيحة .

2-   نضع خطة في مجموعة من الخطوات المبسطة و حبذا إن سبقت هذه الخطة بالقراءة و الاطلاع حول قضايا التربية .

3-   نعزم عزماً أكيداً على التنفيذ و نشرع فيه .

4-   بعد فترة نقوم بتحديد :

 الذي تم تنفيذه من الخطوات السابقة هو :

1-

2-

3-

و ارجو الله أن يوفقنا و يوفقك و إلى الخطوة التالية في فن التربية .

                                        بقلم د. أحمد شلبي

mostsharkalnafsi

بقلم د. أحمد مصطفى شلبي [email protected]

نحاول عبر هذه السلسلة - عزيزي القارئ والزائر لموقعنا – أن نناقش بعض الموضوعات و القضايا الهامة و الأساسية في تربية الأبناء و التي شعرنا بأهميتها عبر خبرتنا الطويلة في هذا المجال و التي تزيد على الثلاثين عاماً و حاولنا أن نعرضها في شكل شيق و جذاب عبر عدة خطوات بحيث تنتقل من الخطوة الأولى بعد قراءتها و تطبيقها قدر الإمكان إلى الخطوة التي تليها و هكذا و نطرح عبر كل خطوة مجموعة من التساؤلات التي تستثير فينا الجواب.

 و ليس المقصود بطبيعة الحال استثارة اللوم أو التأنيب أو الشعور بالذنب و التقصير فهذا أسلوب غير مجدي و إنما المطلوب استثارة التفكير و العمل الجدي فلا شك أن الانتباه و العلم، و الإرادة و العزم، و إنجاز العمل هي من مقومات نجاح أي أمر و ليس عندنا بطبيعة الحال أهم – بعد عبادة الله سبحانه و تعالى – من تربية أبنائنا و فلزات أكبادنا و حين نطرح سؤالاً فنحن لا نطلب منك أن تدون لنا إجابة إنما نطلب وقفة و تفكير و تأمل و تصحيح للمسار إن لزم الأمر، فأنت الذي ستجيب و أنت الذي ستصحح و أنت الذي ستطبق و أنت الذي ستقيّم و أنت الذي ستجني الثمر و كل شيء من أجل أبنائنا يهون .

و حتى لا نستغرق في التفاصيل و الكلام المنمق المعسول و نحن نعلم أنك مشغول اسمح لنا أن ندخل في الموضوع و نطرح في المقالة التالية الخطوة الأولى في فن التربية.

                          

                                                 بقلم د. أحمد شلبي

mostsharkalnafsi

بقلم د. أحمد مصطفى شلبي [email protected]

  • Currently 309/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
101 تصويتات / 2096 مشاهدة

مجدى حلمى عبده خطاب

wahaty
الموقع خدمى يهدف الى توسيع دائره المعرفه لدى الكثير من الناس وخاصه الصحيه بالاضافه الى بعض المعارف الاخرى الشيقه .مع اطيب الامنيات بقضاء وقت مفيد داخل الموقع »

بحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

541,036