مستشارك النفسى و الأسرى ( د. أحمد شلبى)

موقع للارشاد النفسى للمتميزين وذوي الإعاقة والعاديين

عود نفسك على الحياة الاستقلالية ، ج5 من محاضرة للدكتور احمد مصطفى شلبي في جمعية نور البصيرة
نظم أغراضك تنتظم لك الحياة ، ج4 من محاضرة للدكتور أحمد مصطفى شلبي في جمعية نور البصيرة
أنا مختلف لكني لست أقل ويمكن أن أكون أفضل ، ج3 من محاضرة للدكتور أحمد شلبي بجمعية نور البصيرة
الإعاقة ليست إصابة داخلية بقدر ما هي صناعة أسرية ومجتمعية ، ج2 من محاضرة للدكتور أحمد شلبي بجمعية نور البصيرة
محاضرة د أحمد شلبي في الاحتفال بيوم العصا البيضاء بجمعية نور البصيرة ج1
في اليوم العالمي للصحة النفسية .. الصحة النفسية مجالاتها وحاجتنا إليها
نحو مدرسة ممتعة
كيف تعد الأسرة والطالب للعام الدراسي الجديد من لقاء للدكتور أحمد شلبي مع المذيعة القديرة سماح عيسى
في ذكرى المولد النبوي؛ سورة الضحى ونمط متفرد في التدعيم والتوجيه والتأثير النفسي
إلى أي مدى يمكن أن تحقق المشاركة والتفاعل استمتاعا أكثر بالحياة؟ ؛ لقاء للدكتور أحمد مصطفى شلبي

ليس هناك ما يمكن أن نطلق عليه التربية المتعادلة أي التي تتوازي فيها الإيجابيات و السلبيات أو التربية التي تسيرعلى خط النصف – كما نقول في كرة القدم – و إنما التربية إما أن تكون حسنة ترتقي بصاحبها وتوصله إلى الفلاح والنجاح ( وهو ما يطلق عليه القران الكريم التزكية ) وإما أن تكون تربية سيئة تهبط بصاحبها إلى البوار والخسران (وهو ما يطلق عليه القران الكريم التدسية)وذلك في قوله تعالى (ونفس وما سواها ، فألهمها فجورها و تقواها ، قد أفلح من زكاها ، و قد خاب من دساها) ( الشمس : 7-10) . ولكلا النوعين من التربية آثاره الخطيرة : سواءً كانت آثاراً حسنة للتربية الجيدة ، أم آثاراً سيئة للتربية الهابطة ، وهذه الآثار ليست بعيدة عنا إنما نشاهدها كل يوم في حياتنا وفي واقعنا لكن قد لا يلتفت إليها الكثير من الناس لأن آثار التربية لا تظهر إلا بعد فترة وعلى المدى الطويل ، فالتربية ليست ككرة القدم تظهر نتيجتها بعد تسعين دقيقة ، وإنما قد تظهر آثارها بعد عدة سنوات وقد لا يلتفت إليها بعض الناس لكنها ماثلة ظاهرة أمام أعيننا صباحَ مساءَ ، فتعالوا لنلتقط بعض المواقف من حياتنا لآثار كلا النوعين من التربية لتتضح لك مدى خطورة آثارالتربية وعظم نتائجها على حياة الأفراد والمجتمعات. من أثار التربية السيئة : 1- علي المستوي الفردي : ماذا ننتظر إذا حدث الإهمال والتقصير في تربية ابن أو تلميذ ؟ النتيجة الطبيعية لذلك أن يكون : - ابنا أو تلميذا محطماً نفسياً . - أو منحرفاً أو مدمناً . - منخرطاً في شلة سوء . - أو في أحد العصابات الإجرامية . - أو علي الأقل لا يعرف مصلحة نفسه . - ولا يعرف التخطيط لمستقبله . 2- وكان الله في عون والدي هذا الابن الذي أهمل ولم يأخذ حقه من التربية الحسنة فماذا نتوقع منه إلا أن يكون ابنا عاقاً لا يحرص علي بر والديه ولا يعرف لأسرته حقوقاً ولا يصل رحماً ، وفي اقل أحواله سيكون مصدر تنغيص وحسرة للوالدين ، وإن كانا يدفعان جزءاً من ثمن تقصيرهما وإهمالهما . 3- وإذا خرج هذا الشاب محطماً أو مدمناً إلي المجتمع فلن يكمل تعليماً ولن يجد عملاً وإذا وجده لن يتقنه بل ولن يستمر فيه وسيلجأ إلي أساليب ملتوية كي يعوض ضعف كفائته وسوء تربيته ، وبالطبع فلن يؤدي حقوق المواطنة ولن يكون حريصاً علي تقدم بلده إذ كل ما يهمه مصلحته ومكاسبه وملذاته . 4- فإذا ابتليت أمة أو حضارة بأعداد من أمثال هؤلاء المنحرفين أو المدمنين فبطبيعة الحال ستكثر الحوادث والجرائم والقضايا ، وسيقضي هؤلاء المحطمون معظم أوقاتهم بين العبادات النفسية ومصحات الإدمان والسجون ، وستزيد نسب الطلاق والانتحار والجنون كما هو مشاهد في بعض المجتمعات المعاصرة . 5- فإذا كبر سن الأب أو ألام وأصبح الابن يافعاً فتياً فإنه ينصرف عنهما فلا يقدم لهما عوناً ولا وداً ولا يكلف خاطره بزيارتهما في دار المسنين بل قد يتركهما يموتان فيها . 6- فإذا أوقف كل من الأب أو الأم بين يدي ربه ساعتها يكتشف انه قد ارتكب إثماً عظيماً وخطيئة كبري بتقصيره في تربية أولاده وتضيعه لهم ، وبذلك اخبرنا النبي صلي الله عليه وسلم في الحديث (كفي بالمرء إثما أن يضيع من يعول) أخرجه مسلم وأبو داود و غيرهما بألفاظ مختلفة . - فهل نتدارك الإهمال والتقصير في تربية الأبناء قبل فوات الأوان وحتى لا يحدث ندم حين لا ينفع الندم . والآثار المدمرة التي تنجم عن الإهمال أو التقصير في القيام بأمر التربية كثيرة وخطيرة وقد رصدت في أحد كتبي أكثر من 30 ثمرة طيبة تنجم عن التربية الحسنة وأكثر من خمسين من الآثار الضارة التي تعود علينا كأفراد وأسر ومجتمعات وعلي الصعيد الإنساني والحضاري أيضاً عندما نقصر أو نهمل في تنشئة الأبناء . من ثمار التربية الحسنة : 1- علي المستوي الفردي نجد أن التربية الحسنة تنتج فرداً نافعاً لنفسه ، بار بوالديه ، مفيد لأسرته ، متقناً لعمله ، مواطناً صالحاً في مجتمعه ، متفوقاً ومبدعاً ، وصولاً لأقاربه ، يتمتع بعلاقات حسنة مع الناس ، حي الضمير يعرف ربه ، بل يمكن أن يكون لديه عطاءات لأمته وعالمه . 2- إذا عقدنا مقارنة بين فردين : - أحدهما بارٌ بوالديه يعاملهما معاملة كريمة ، وآخر في الشقة المجاورة و في نفس الشارع ينهر والديه ويسبهما وينغص عليهما حياتهما فما السبب في هذا الاختلاف ؟ والعمارة واحدة والشارع واحد : إنها التربية . - طالبان في فصل واحد : أحدهما مطيع يؤدي ما يطلب منه ، متفوق ، وآخر عدواني عنيف متأخر دراسياً ما السبب ؟ فالمدرسة واحدة والفصل واحد : إنها التربية . 3- وإذا كنا نحن كآباء ومربين نشعر بالسعادة والرضا إذا زرعنا شجرة فأثمرت أو ربينا حيواناً أليفاً فنما وكبر فكيف يكون شعورنا ونحن نري أبناءنا أو تلاميذنا قد شقوا طريقهم في الحياة بنجاح وقدموا بعض كلمات العرفان لنا ، لاشك أن نفوسنا تمتلئ بالسعادة والرضا ويكون هؤلاء الأبناء مصدر فخر لنا. 4- ولا شك أن هذا الابن أو التلميذ غالباً ما يكون مصدر خير لنفسه و أسرته وذخراً لوالديه في حياتهما وعند كبرهما . 5- فإذا تمتع معظم أفراد أسرة أو عائلة ما بهذه التربية الحسنة فسيكون لذلك دور كبير في أن تسود روح المودة والتعاون والتضامن بين أفرادها الأمر الذي يؤدي إلي تماسكها وازدهار أفرادها . 6- وإذا نجح أي مجتمع في صياغة غالبية أفراده علي هذه المواصفات وتمتعت معظم الأسر فيه بصفات المحاضن الصالحة لإنتاج هؤلاء الأفراد في ظل بيئة اجتماعية تصونها ضوابط وقواعد عادلة وحاسمة ، فسوف يسير هذا المجتمع بخطي واثقة نحو التقدم والارتقاء . 7- وفي ظل ما يتمتع به عالمنا الآن من ثورة في مجال الاتصال والبث الفضائي يستطيع الأبناء والطلاب المتفوقون المتميزون - إذا أُحسن استثمار طاقاتهم وتوجيهها - أن تكون لهم عطاءات يفيدون بها مجتمعاتهم وأمتهم وعالمهم ، والنماذج في مجالات العلم والأدب والفن أكثر من أن تحصي وليست أسرهم أو مدارسهم وبيئاتهم بأفضل منا . فإذا استطعنا في منطقتنا العربية والإسلامية أن نركز علي إتقان العمل وأن يكون التفوق والتميز بأبنائنا هدفاً نسعى إليه جميعاً متخذين من قيمنا وأخلاقنا وسيلة وطريقة ، عندئذ يمكن أن نكون شركاء فاعلين في الحضارة المعاصرة ونجبر ما قصر فيه الأخر في مجال العلاقات الأسرية والقيم والأخلاقيات النبيلة التي يذخر بها تراثنا وحضارتنا . 8- فإذا طوينا صفحة الحياة ، وأسلمنا الروح إلي بارئها بالوفاة وحُملنا إلي ظلمة القبور ، حيث الوحشة والفرقة والدود ، و وضعنا بين أطباق التراب وانصرف الأهل والأصحاب والأحباب ، وانقطع العمل ولم يبق إلا الرجاء و الأمل في تخفيف الحساب وحسن الجزاء إذا بك تستقبل جبالاً من الحسنات وتسمع أصواتاً تلح في الدعوات ، إنهم بعض أبنائك وأعمالك من الباقيات الصالحات وهو ما يبشرك به الرسول الكريم (صلي الله عليه وسلم) في الحديث الصحيح : ( إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقه جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له) . ألا تستحق هذه الآثار العظيمة ( للتربية الحسنة ) – وما ذكرناه قليل من كثير – أن نهتم بوضعها علي قائمة أولوياتنا و على قمة اهتمامتنا . هذا ما ندعوك لأن تفعله وما سنؤكد عليه في المقالة التالية . بقلم : د. أحمد مصطفى شلبي E- mail :[email protected]

mostsharkalnafsi

بقلم د. أحمد مصطفى شلبي [email protected]

ساحة النقاش

د.أحمد مصطفى شلبي

mostsharkalnafsi
• حصل علي الماجستير من قسم الصحة النفسية بكلية التربية جامعة عين شمس في مجال الإرشاد الأسري والنمو الإنساني ثم على دكتوراه الفلسفة في التربية تخصص صحة نفسية في مجال الإرشاد و التوجيه النفسي و تعديل السلوك . • عمل محاضراً بكلية التربية النوعية و المعهد العالي للخدمة الاجتماعية . »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

363,195