بعد أن رأينا في الخطوات السابقة :
- كيف كان اهتمام معظم الناس بالتربية في شتى الأماكن و العصور و مع اختلاف المشارب و الثقافات ؟
- كذلك شاهدنا ما للتربية الحسنة من آثار و نتائج حسنة و ما للتربية السيئة من آثار سيئة في واقعنا و حياتنا .
و هذا قليل من كثير سيقابلنا خلال المقالات التالية بإذن الله ، بعد أن رأينا ذلك كله كان طبيعياً أن تأتي الخطوة الرابعة و هي وجوب وضع تربية أبنائنا على قائمة الأولويات .
و إذا سألت بعض الناس هل تربية الأبناء ؟ على سلم أولوياتك ، تبادر على الفور بالإجابة بنعم ، و لكن هذه الإجابة عادة ماتنطلق من رغبة أو أمل أكثر من اعتمادها على سلوك واقعي أو عمل ، و لذا فنرجو ألا نتسرع في الإجابة بنعم أو بلا و إنما سنضع لك بعض المحكات التي يمكن أن نقيس مدى اهتمامنا الحقيقي بالتربية و وضعها على قائمة الأولويات و من هذه المحكات :
1- اليوم 24 ساعة يضيع منها حوالي 8 ساعات في النوم و يبقى 16 ساعة كم من هذه الساعات تستغرق في شئون تربية أبنائك . ( \ 16)
2- تعود بعض الناس عندما يقومون بتربية دواجن أو نباتات زينة يقومون بعمل مزارع معينة و أن يحضروا الكتب و يأخذوا دورات و يسألوا الأخصائيين و من هنا يأتي معيارنا الأول إذا كانت تربية الأبناء أهم من هذه الأمور كلها كم قرأنا فيها من كتب أو سمعنا إلى أشرطة . ( \ 10 )
3- تعود الكثير الناس في الأمور الهامة أن يحصلوا على دورات أو أن يدرسوا قرصات في هذا الجانب الهام من أمور حياتهم و بطبيعة الحال فليس هناك شئ أهم من أبنائنا فكم دورة أو مقرراً درسناها في هذا المجال . ( \ 4 )
4- لكل إنسان فينا أولوياته الخاصة به و هو يتجه إليها و يركز عليها و يتجه إليها دون شعوره حتى إن لم يرتب لها تختلف هذه الأولويات بطبيعة الحال من إنسان إلى آخر و أنا أضع لك بعض الأولويات التي يركز الناس عليها في العادة و المطلوب أن نرتبها و أن نحدد موقع التربية بين هذه الأولويات و مكان التربية ورقمها على قائمة الأولويات هو مقدار اهتمامك بهذه التربية و هذه الاهتمامات يوضحها الجدول التالي :
الاهتمامات درجة الأهمية الترتيب
عبادة الله |
|
|
الشهرة |
|
|
تحصيل المال |
|
|
المنصب |
|
|
السعي على المعاش |
|
|
العمل الخيري |
|
|
الاهتمام بالعلاقات |
|
|
الطعام و الشراب |
|
|
تربية الأبناء |
|
|
المتعة الجنسية |
|
|
و عندما نجمع الدرجات التي حصلنا عليها في المحكات الأربعة أو النقاط الأربعة التي أشرنا إليها سيتضح لنا كم اهتمامنا بعملية تربية الأبناء من خلال الدرجة التي سنحصل عليها و كيفية هذا الاهتمام و مكانه على سلم الأولويات .
بعد أن يتضح لنا ذلك فالمطلوب منا :
- أن نضع تربية الأبناء على سلم أولوياتنا و ضمن قائمة اهتمامتنا .
- أن تتبؤ التربية مكاناً عالياً و متقدماً ضمن هذه القائمة ، و نحن نرى أن تحتل التربية المرتبة الثانية بعد عبادة الله سبحانه و تعالى لما يترتب عليها من آثار عظيمة .
و ليس معنى ذلك أن الأولويات الآخرى غير مطلوبة و إنما إذا تحققت بغايات شريفة و وسائل مقبولة و بدون إسراف فهذا شئ طيب و لكن كما نعلم جميعاً فهي تختلف من إنسان إلى آخر حسب حاجاته و قائمة اهتماماته .
- أن نعطي المزيد من الوقت و الجهد لهذه التربية حتى تعطي الثمار المرجوة منها فإنه من النتائج المباشرة لها النجاح و التفوق و الإنجاز و حسن إدارة الأبناء لحياتهم :
و نسأل الله أن يوفقنا جميعاً إلى ذلك و إلى الخطوة الخامسة في المقالة التالية .
بقلم : د. أحمد مصطفى شلبي .
ساحة النقاش