مداخل التغيير هي العوامل أو الجوانب التي تدفع المنظمة أو المنظمة إلى البدء في عملية التغيير. وهذه المداخل تشكل الحافز والدافع للبحث عن تحسين وتطوير في أداء المنظمة أو التكيف مع المتغيرات البيئية. وهناك عدة مداخل لبدء عملية التغيير، ومن أبرزها:

1- المدخل الاستراتيجي:

وفيه يكون التغيير على مستوى استراتيجية المنظمة بما فيها الاستراتيجيات الفرعية، والوظيفية وبما أن الاستراتيجية عبارة عن مجموعة القرارات المتعلقة بتخصيص الموارد والوسائل اللازمة لتحقيق أهداف محددة على المدى البعيد، فإن التغيير يمكن أن يشمل حتى الاستراتيجية الكلية للمنظمة، وعليه يكون التغيير الاستراتيجي هو التغيير في قرارات المنظمة المتعلقة بعملية تخصيص الموارد، وأيضا تغيير الأهداف المسطرة.

ومن أمثلة هذا التغيير تقديم المنظمة لمنتجات حديثة، أو دخول أسواق جديدة، كما يطلق على هذا المدخل أحيانا بالمدخل الوظيفي، وهو يعبر عن القيم العامة للمنظمة التي يميزها عن باقي المنظمات، يعبر كذلك عن رسالتها واستراتيجيتها، وأهدافها الكلية والفرعية، ويكون التغيير في فلسفة المنظمة ضروريا نتيجة لتغير الرسالة والأهداف والاستراتيجيات، وبشكل مستقل هو إعادة تطوير الموارد وترشيد استخدامها بما يسهم في تحسين بلوغ أهداف جديدة، وتخفيض الكلفة وتحسين الجودة أو زيادة الإنتاجية، ومن الطبيعي أن التغيير الوظيفي يترتب عليه تغييرات تابعة في الأهداف المتفرعة عن الرسالة والمترجمة لها،  ومن ثم في الاستراتيجيات باعتبارها مناهج  تُتبع لبلوغ الأهداف.

2- المدخل الإنساني:

المدخل الإنساني في سياق مشروع التغيير يركز على دور وتأثير العنصر البشري داخل المنظمة أو المنظمة. ويُعتبر الجانب الإنساني عنصرًا أساسيًا في عملية التغيير لأن النجاح في تحقيق التغيير يعتمد بشكل كبير على قبول وتفاعل الأفراد مع هذا التغيير. وفي هذا السياق، يمكن تقسيم المدخل الإنساني في مشروع التغيير إلى نوعين رئيسيين:

<!--تغيير العاملين بالاستغناء عن بعضهم وإحلال غيرهم في مناصبهم: في بعض الحالات، يمكن أن يكون التغيير يتطلب تغيير في تشكيلة العاملين في المنظمة. وقد يكون ذلك بسبب عدم توافق بعض الأفراد مع اتجاهات المشروع الجديد أو ببساطة لتحسين التنظيم وتوفير فرص لعناصر جديدة تتناسب مع الرؤية والأهداف الجديدة للمنظمة.

<!--تغيير نوعي من خلال تطوير مهارات وقدرات العاملين: هذا النوع من التغيير يرتكز على تطوير وتحسين مهارات وقدرات العاملين الحاليين في المنظمة. ويمكن تحقيق هذا من خلال تنفيذ برامج تدريبية وتطويرية تهدف إلى تحسين معرفتهم ومهاراتهم في مجالات معينة، وتوجيههم نحو التطور والتعلم المستمر. وبالإضافة إلى ذلك، يمكن تحقيق هذا النوع من التغيير من خلال تطبيق أنظمة مكافآت وجزاءات تشجع على الأداء المتميز وتعزز الدافعية والانخراط لدى العاملين.

في كلا النوعين، يُستخدم الاتصال وحل المشاكل كأدوات مهمة لتحقيق التغيير في سلوك واتجاهات العاملين داخل المنظمة. ومن خلال التواصل الجيد والمفتوح مع العاملين، يمكن توضيح أهمية وضرورة التغيير والتأكيد على الفوائد المتوقعة منه. كما يمكن استخدام عمليات حل المشكلات للتعامل مع أية مخاوف أو عوائق قد تعترض مسار التغيير.

3- المدخل الهيكلي:

المدخل الهيكلي في عملية التغيير يرتبط بإجراء تغييرات على هيكل المنظمة، وهو الإطار الذي يحدد كيفية تنظيم مكونات المنظمة وتفاعلها مع بعضها البعض. ويتضمن الهيكل التنظيمي توزيع المسؤوليات والاختصاصات، والتدفق الإداري والقنوات التي يمر بها التواصل واتخاذ القرارات.

عناصر المدخل الهيكلي:

<!--تغيير الاختصاصات وتجميع الوظائف: هنا يمكن أن يتم تغيير كيفية تقسيم المسؤوليات والمهام بين الأقسام والفروع داخل المنظمة. ويمكن دمج بعض الوحدات أو تجزيء أخرى لتحقيق التنسيق وزيادة الكفاءة.

<!--تعديل خطوط الاتصال وقنوات التدفق الإداري: يشمل ذلك إعادة تنظيم كيفية تدفق المعلومات والقرارات داخل المنظمة. ويهدف ذلك إلى تحسين عملية انتقال المعلومات بين الأقسام والتدرج الإداري.

<!--تغيير مصادر اتخاذ القرارات: يمكن تعديل مصادر اتخاذ القرارات داخل المنظمة، مثل توسيع صلاحيات بعض الأقسام لاتخاذ قرارات استراتيجية أو تغيير ترتيبات الربط بين القرارات المختلفة.

<!--تعديل درجة الرسمية واللارسمية: يمكن أن يتسبب التغيير الهيكلي في تعديل درجات الرسمية واللارسمية للهياكل التنظيمية. وقد يكون هذا لتحسين تدفق المعلومات وزيادة الفعالية في اتخاذ القرارات.

تهدف عمليات التغيير الهيكلي إلى تحسين تنظيم المنظمة وزيادة كفاءتها. ومن خلال ضبط الهيكل التنظيمي، يمكن تحسين التنسيق وتبسيط الإجراءات وتسهيل اتخاذ القرارات. وهذا يسهم في تحقيق أهداف المنظمة بشكل أفضل وأكثر فعالية.

4- المدخل التكنولوجي:

يتمثل المدخل التكنولوجي في عملية التغيير في الدور الذي تلعبه التكنولوجيا والابتكار التقني في تحقيق تحولات وتحسينات داخل المنظمات. ويهدف هذا المدخل إلى تطوير واستخدام التقنيات والأدوات الحديثة لتحسين أداء المنظمة وزيادة كفاءتها في تحقيق أهدافها. والتكنولوجيا تشمل مجموعة من المعرفة والأدوات التقنية والعمليات التي تُسهم في تحسين الأداء وتعزيز الكفاءة. وتتمثل أهمية المدخل التكنولوجي في قدرته على تغيير طرق العمل التقليدية واستبدالها بأساليب أكثر تطورًا وفعالية.

يُمكن أن يشمل التغيير التكنولوجي عدة جوانب في المنظمة:

<!--تحسين عمليات الإنتاج والإنتاجية: يتضمن استخدام تكنولوجيا حديثة ومعدات متطورة في عمليات الإنتاج، مما يسهم في زيادة الجودة والكفاءة وتقليل التكاليف.

<!--تحسين وتسهيل التواصل: يُمكن استخدام التكنولوجيا لتحسين وتسهيل التواصل داخل المنظمة من خلال استخدام أنظمة الأنترانت وتطبيقات الاتصال المتنوعة.

<!--تطوير وتحسين عمليات الإدارة والمالية: يُمكن تبني أنظمة حديثة لإدارة الموارد والمال، والتي تساهم في تسهيل وتحسين عمليات الإدارة واتخاذ القرارات.

<!--تطوير استراتيجيات التسويق والبيع: يُمكن استخدام التكنولوجيا لتطوير استراتيجيات التسويق وتحسين وسائل البيع عبر الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي.

يُعد التغيير التكنولوجي أحد أهم العوامل التي تسهم في تطوير وتحسين المنظمات. وعن طريق استخدام التكنولوجيا الحديثة، يمكن للمنظمات تحسين عملياتها وتحقيق أهدافها بكفاءة أعلى، مما يسهم في تعزيز تنافسيتها في السوق وتلبية احتياجات العملاء بشكل أفضل.

 

المصدر: د. احمد السيد كردي من كتاب السلوك التنظيمي ٢٠٢٤
ahmedkordy

خدمات البحث العلمي 01009848570

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 75 مشاهدة

أحمد السيد كردي

ahmedkordy
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

30,886,221

أحمد السيد كردي

موقع أحمد السيد كردي يرحب بزواره الكرام free counters