دار الرسيس للنشر والتوثيق الإلكتروني

مجلة أدبية ؛شعر قصة رواية مقال

دراسات ادبية

edit

موسوعة شعراء العربية
المجلد السابع \شعراء الفترة الراكدة
بقلم د فالح الكيــــلاني 
.
(الشاعر شـــــــمــس الدين الكــــــوفي )
هو أبو المناقب شمس الدين محمد بن أحمد بن عبيد الله بن داود بن محمد بن علي الهاشمي الحارثي الكوفي الشهير.
ولد في بغداد سنة \623هـجرية -1226ميلادية في أسرة كريمة، واحب منذ نعومة اظفاره وطفولته وصباه الدرس والتحصيل العلمي حتى بلغ مرتبة التدريس وكان يكنى الواعظ .
مارس شمس الدين الكوفي مهنة التدريس في المدرسة (التتشية ) ببغداد وتولى الخطابة في جامع السلطان وخصص ساعات في الأسبوع للوعظ والارشا د الديني في ( باب بدر ) وكان حريصاً على حرمة الإسلام والمسلمين وافاد الناس في تدريسه كثيرا ، وحثهم في خطبه ومواعظه على التمسك بوشائج االدين الاسلامي والتعاون والتعاضد، وأخذ الحيطة والحذر من الغادرين والطامعين. وكان من أبرز علماء بغداد وأكثرهم غنى ومنزلة و مناقبه كثيرة ومن أبرزها قيامه بشراء الأطفال الأسرى من المغول (ا لتتر ) بعد سقوط بغداد بايديهم واخذهم الاطفال اسرى وذلك عام \656 هجرية وما بعدها وفي ذلك يقول :
أسائل الدمع عن بغداد أخبار 
فما وقوفك والأحباب قد سـاروا
يا زائرين إلى الزوراء لا تفدوا 
فما بذاك الحمى والدار ديـــــــــــار
تاج الخلافة والربع الذي شرفت
به المعالــــــم قد عفــــــاه إقفار
أضحى لعطف البلى في ربعه أثر 
وللدموع على الآثـــــــــــــار آثار
وكانت بغداد حاضرة العالم و منارة العلم و العلماء ومرتع طلاب العلم والثقافة والادب وأرض العز والجهاد فهي مدينة المنصور والرشيد الا انها سقطت بيد هولاكو الظالم سفاك دماء البشرية . فقد كان آنذاك الخليفة العباسي (المستعصم بالله ) وكان لديه من الوزراء والمساعدين ثلاثة وهم:
1- مؤيد الدين بن العلقمي 
2- مجاهد الدين أيبك الدواتدور الصغير 
3- أبو بكر بن المستعصم بالله
وقيل في اسباب سقوط بغداد بيد المغول انه وصلت لوالي الموصل( بدر الدين لؤلؤ ) رسالتين في سنة \ 654 هجرية ، الأولى من هولاكو قائد المغول يطلب منه المدد والمساعدة للقضاء على الطائفة الاسماعيلية فأمده بمنجنيقات وآلات للحصار وقد كان بدر الدين قلبه ممتلأا خوفا ورعبا من المغول فقد اثاروا الرعب والخوف في البلاد واخافوه ايضا . والرسالة الثانية كانت من الخليفة العباسي المستعصم بالله و فيها يطلب منه أن يرسل إليه جماعة ممن يجيدون الطرب والغنا ء ، فما كان من بدر الدين لؤلؤ الا ان نظر في الطلبين ثم قال لمن حوله من حاشيته : 
- انظروا إلى المطلبين وابكوا على الاسلام وأهله .
في هذه الاثناء تواطأ الوزير ابن العلقمي مع هولاكو للقضاء الخلافة العباسية والاستيلاء على بغداد وتواصل على معه على ذلك كما ذكر ذلك المؤرخ ( نور الله الششتري ) من مؤرخي الدولة الصفوية وغيره من مؤرخي تلك الفترة . ومن العجيب ان يتآمر الوزير ابن العلقمي على خليفته وعلى بلده ووطنه وعلى دينه الاسلامي ويقف موقف العداء لأمته وعروبته ولوطنه واسلامه بجانب المعتدي الغاشم المغولي غيرالمسلم .
ولما اقترب هولاكو وجنده من بغداد لم يتوقع الخليفة العباسي المستعصم بالله أنه لا يتلقى دعما اومساندة من ولاة الأمصار مثل الايوبيين في الشام والمماليك في مصر لانهم يخافون من سطوة هولاكو وتدميربلدانهم . وقد كانت دارت بين الخليفة بين هولاكو رسائل يتهدد كل منهما الآخر ولم تكن للخليفة العباسي تلك القوة الكافية للتصدي للجيش المغولي الجرار ودارت معركة بين الطرفين انتهت بانتصار هولاكو وجنده واحتلاله بغداد والقضاء على الخلافة الاسلامية العباسية قضاءا مبرما . ويصف احد من حضر تلك المعركة فيقول :
( كنت في عسكر الدويدار الصغير لما خرج إلى لقاء التتر( المغول ) بالحانب الغربي من (مدينة السلام) في واقعتها العظمى سنة ست وخمسن وستمائة ، فالتقينا بقرب نهر بشير من أعمال الدجيل ، فكان الفارس منا يخرج إلى المبارزة ، وتحته فرس عربي ، و عليه سلاح تام كأنه وفرسه الجبل العظيم ، ثم يخرج إليه من المغول فارس تحته فرس كأنها حمار ، وفي يده رمح كأنه المغزل ، وليس عليه كسوة ولا سلاح ، فيضحك منه كل من رآه ، ثم وما ان تم النهار حتى كانت لهم الكرة ، فكسرونا كسرة عظيمة فكانت مفتاح الشر ، ثم كان من الأمر ما كان) .
فاضطر الخليفة العباسي للاستسلام ودخل هولاكو قصر الخلافة الاسلامية في (الرصافة) ببغداد منتصرا وجلس على الميمنة وأحضر الخليفة العباسي المستعصم منكسرا متقهقرا فقال له :
- أنت المضيف ونحن الضيوف ، فيجب أن تقوم بواجب الضيافة.
فارتعدت فرائص الخليفة خوفا و هلعا حتى أنه نسي أين وضع مفاتيح الخزائن فأمر الجند بكسر الأقفال و أخرج كل ما يملك من أموال وخزائن و سلمها لهولاكو فضحك هولاكو وقال له :
- هذا الذي فوق الأرض سنعطيه غنيمة لجنودنا فأخرج لنا ما كنزته تحت الأرض نأخذه لنا .
فحاول الخليفة المستعصم بالله التهرب منه لكنه لم يستطع الصمود فأخبر هولاكو بأن الكنوز في مدفونة في مكان بوسط القصر ،فامر هولاكو جنوده بالحفر وفعلا لما حفر الجند وجدوا من الكنوز الشيء الكثير منها قطعا ومجهرات، وتقدر كل قطعة ذهب أخرجوها من تحت الأرض المائة مثقال ، ثم أمر هولاكو الخليفة بأن يجمع أهله وإمائه و جواريه فكان عددهم سبعمائة نفس ، أخذ منهم مئة و قتل الباقي مع الخليفة ، ثم امر هولاكو جنده باستباحة بغداد فاستباح جند المغول بغداد و دمروها وأفسدوها و قتلوا أهلها فصارت خرابا.
وقيل تعددت الآراء في كيفية قتل هولاكو القائد المغولي المنتصر لاخر خليفة للمسلمين في بغداد وهو (المستعصم بالله) والروايات كثيرة اهمها هي التي تقول بأنهم كانوا يخشون أن يريقوا دم الخليفة لخرافات كانوا يعتقدون بها ترهبهم فكانت طريقتهم في قتل الخليفة االعباسي أن وضعوه في (سجادة) ودرجوها ورفسوه بارجلهم حتي مات .
وفي يوم الأحد الرابع من شهر صفر سنة\ 656 هجرية الموافق العاشر من شباط (فبراير)سنة \ 1258 ميلادية ( يوم سقوط بغداد ) المشؤوم تم تولية الوزير ( مؤيد الدين ابن العلقمي ) حاكما على بغداد من قبل المغول وبعدها خرج هولاكومن بغداد ليستكمل غزواته على البلاد العربية الاخرى واتجه نحو الغرب الى الشام ومصر .
الا ان الجيش المغولي الغازي الذي كان بقيادة( كتبغا ابن هولاكو) انكسر وانهزم شر هزيمة أمام الجيش العربي الاسلامي بقيادة القائدين ( سيف الدين قطز) و ( الظاهر بيبرس) في معركة (عين جالوت) العظيمة بعد عامين من سقوط بغداد أي في عام 658 هجرية – 1260 ميلادية .
وعندما داهم هولاكو بجيوشه الجرارة العراق، وضرب العاصمة بغداد واستباح الدور والمدارس والمساجد، ونهب الأموال، وانتهك الأعراض، وقتل الناس بلا رحمة ولا شفقة تألم شاعرنا شمس الدين الكوفي أشد الألم وقد عبر عن مشاعره تجاه هذه الحادثة الموجعة بقصائد كثيرة بكى فيها دولة بني العباس وبغداد المدينة المنكوبة، ووصف الفضائح التي ارتكبها هذا الطاغية وجنده بحيث يحق لنا ان نطلق على شاعرنا الكوفي بانه شاعر مأساة بغداد . فقد رثى الشاعر الأهل وندب الأحبة والأصحاب في قصائد تفيض حزنا والماً واسى ولا يوجد شاعر رثى بغداد في شعره فاجاد مثلما اجاد الشاعر شمس الدين الكوفي في بكاء بغداد وما حل بها حتى قيل تقطع فؤاده عليهم ونورد هنا قصيدة له، سلك فيها مسلك المتيمين الذين أضناهم فراق الاحبة الأعزاء، وقرح جفونهم كثرة النحيب والبكاء وهذه قصيدته :
عـــنــدي لأجـــــل فــراقــكـم آلام 
فــــــإلام أعــــــذل فــيــكـم وألام
مــن كــان مـثلي لـلحبيب مـفارقاً 
لا تــعــذلــوه فــالــكــلام كِــــــلام
ويـذيب روحـي نـوح كـل حمامة 
فـكـأنـمـا نــــوح الـحـمـام حــمـام
إن كــنـت مـثـلـي لـلأحـبة فـاقـداً 
أو فـــي فـــؤادك لــوعـة وغـــرام
قــف فـي ديـار الـظاعنين ونـادها 
يـــا دار مـــا صـنـعت بــك الأيــام
يـا دار أيـن الـساكنون وأيـن ذياك 
الـــبــهــاء وذلـــــــك الإعــــظـــام
يــا دار أيــن زمــان ربـعـك مـونقاً 
وشــعــارك الإجــــلال والإكــــرام
يــا دار مــذ أفـلـت نـجومك عـمنا 
والله مـــن بــعـد الـضـيـاء ظــلام
يـــا سـادتـي أمــا الـفـؤاد فـشـيق 
قــلــق وأمــــا أدمــعـي فـسـجـام
والدار مذ عدمت جمال وجوهكم 
لــم يـبـق فــي ذاك الـمـقام مـقـام
وحـيـاتكم إنـي عـلى عـهد الـهوى 
بـــاقٍ ولـــم يـخـفـر لـــدي ذمـــام
فـدمـي حــلال إن أردت سـواكـم 
والـعـيـش بـعـدكـم عــلـي حـــرام
يــا غـائبين وفـي الـفؤاد لـبعدهم 
نـــار لــهـا بــيـن الـضـلوع ضــرام
لا كـتـبـكـم تــأتــي ولا أخــبـاركـم 
تـــــروى ولا تــدنـيـكـم الأحــــلام
نـغـصـتـم الــدنـيـا عــلــي وكـلـمـا 
جــد الـنـوى لـعـبت بــي الأسـقـام
ولـقيت من صرف الزمان وجوره 
مــــا لـــم تـخـيـله لـــي الأوهـــام
يـا لـيت شـعري كيف حال أحبتي 
وبــــأي أرض خــيـمـوا وأقــامــوا
مــالـي أنــيـس غــيـر بـيـت قـالـه 
صــب رمـتـه مــن الـفـراق سـهـام
والله مــا اخـتـرت الـفـراق وإنـمـا 
حــكـمـت عــلــي بــذلــك الأيـــام
وقال الشاعر الكوفي في شعر الغزل الكثير ومن غزله هذه الابيات :
شهود غرامي في هواك عدول 
ســـــهاد ودمع ســـــائل ونحول
وشوقي الى لقياك شوق مبرح 
ولي شرح حال في الغرام يطول
ترى هل لنا بعد الفراق تآلف؟ 
وهل لي الى طيب الوصال وصول؟
لأشكو إليه ما لقيت وما الذي 
جرى لي ودمعي شــــــاهد ودليل
فوالله ما يشفي المشوقَ رسالةٌ 
ولا يشتكي شكوى المحب رسول
ومنه ايضا قوله :
ليت العذول يرى من فيه يعذلنا 
لعله إذ يرى عينـــــاً يراعينا
الى متى نحمل البلوى وعاذلنا 
بغير ما هــو يعنينــا يعنينـــــا
فصار يرحمنا من كان يأملنا 
وعاد يبعدنا من كان يدنينــــــــا
وبات يخذلنا من كان ينصرنا 
وصار يرخصنا من كان يغلينا
ويقول ايضا :
أســــــكنته ربع الغرام فيا له 
من ســــاكن لا يستطيع حراكا
ضرب الغرام على النفوس سرادفاً 
والحــسن مد على العقول شباكا
كيف الخلاص من الحمى وبربعه الـ 
غزلان تنصب للأســـــود شراكا
وقد وصفه ابن شاكر الكتبي فقال:
(كان أديباً فاضلاً عالماً شاعراً ظريفاً كيساً دمث الأخلاق).
ومن شعره في الرثاء قال يرثي النقيب محي الدين محمد بن حيدر من اعيان الموصل وقد غرق في نهر دجلة:
ألقاه في الماء الجـــــــواد كأنه
بدر هوى في جــــدل متمـــوّر
أمواج دجلة أغرقته إذ طغت
وكذا الطغاة على الأكارم تحتري
ولقد تكدّر صفوها من بعده
ومتى صفت لهم ولم تتكـــــدّر
بالله هل أغرقته شــــــغفاً به
يا ماء أو حسد لمــــــاء الكوثر
هلا رحمت شــــبابه وتركته
من أجــــــل ولهى فيه ذات تحيّر
أو ما علمت بأنه رحب الفِنا
والصدر عذب اللفظ حلو المنظر
غاصوا عليه واخرجوه معظماً
ومكرمـــــــاً وكذا نفيس الجوهر
والله ما نزعت ملابس جســــــمه
حتى تبختر في الحريـــــر الأخضر
فالشــــــوق يظمئني اليه وكلما
حاولتُ شـــــــرب الماء زاد تكدري
يا نفـــــس ذوبي حســـــرة وكآبة
وتأسّــــــفي وتلهّفي وتحسّـــــري
ماذا يكون أغير ما هو كائــــــن
نزل القضــــاء صبرتِ أو لم تصبر
وقد نظم الموشحات واجاد فيها ايضا وفي مطلع لموشحة له يقول فيه:
قد صفا الوقت وقد رق النسيم قم بنا نربح
قد خلا السمت ومن نهوى نديم حقنا نفرح
في طوى قد شمت جنات النعيم أبداً نفتح
فاختلص من صرف دهر ورقيب ساعة الأمكان
فالتوالي بعد أن يدنو الحبيب غاية الخسران
يا عذولي ليس ذا وقت العتاب فأنا مشغول
أنا أبغي الآن من كشف الحجاب أبلغ المأمول
إن تقل أنت قتيل فالجواب رضي المقتول
خلني يا عاذل الصب الكئيب كان ما قد كان
فحبيبي نصب عيني لا يغيب من ضميري دان
توفي شمس الدين محمد بن عبيد الله الهاشمي الكوفي الواعظ سنة \675هجرية – 1276 ميلادية ببغداد. وقيل في رواية اخرى\ 676 وكان عمره اثنتين وخمسين سنة ودفن في مقبرة الخيزران في مدينة الاعظمية ببغداد .
يمتاز شعر شمس الدين الكوفي بالسلاسة والجمالية وانسيابيته الى القلب بيسر . وشعره على سهولة ألفاظه وبساطة تراكيبه لا يخلو من الصنعة والتكلف، واستخدام البيان البلاغي وزخارف البديع، ونماذج الجناس الجميل’ ففي شعره نفثات اضطربت فيها العواطف، وجاش بها الغزل فغلبه فوران عواطفه . فما يستطيع اكتمانها فيرسلها ترانيم تتجلى بصفاء الروح، وسمو العاطفة؛ فعز له معاصروه هتافه للجمال، وإشادته بصبوات نفسه، ولوعات هواه . وقد عاصرشاعرنا أحلك فترة مرت بها بغداد، بل العراق باكمله وقد عبر عنها في شعره أصدق تعبير. ويمكن أن نعد شعره اشبه بوثيقة هامة من الوثائق التاريخية.
واختم موضوعي بهذه الابيات من شعره :
حنّت النفس إلى أوطانهــــــــــــا
وإلى مَن بان من خُلانهـــــــا
بديار حيّهــــــا من منــــــــــــزل
سلم الله على سُــــــــــكّانها
تلك دار كان فيها منشــــــــأي
من غَريّيها الى كوفانهـــــــا
وبها نوقُ الصبى أرسلتُها
هَمَلا تمرح في أرســـــانها
فلكم حـــــــــاورتُ فيها أحوراً
ولكم غازلتُ من غزلانهــــــــا
لا يُلام الصبّ في ذكر رُباً
بان من غير رضيً عن بانها
ولكم قضّيتُ فيهـــــا أرباً
آه واشــــــواقا إلى كثبانها
ليس بي شوقاً إلى أطلالها
انما شـــــــوقي الى جيرانها
كلما رمتُ سلّواً عنهم
لا تديمُ النفس عن أشجانها
شقيت نفسي بالحزن فمن
يُسعد النفس على أحزانها
.
امير البيـــــــــــــــــــــان العربي
د. فالح نصيف الحجية الكيــــلاني
العراق- ديالى - بلـــــــــد روز
**********************************

magaltastar

رئيسة مجلس الادارة

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 1264 مشاهدة
نشرت فى 21 نوفمبر 2018 بواسطة magaltastar

موسوعة شعراء العربية
المجلد العاشر - الجزء الاول
شعراء المعاصرة العرب
بقلم د. فالح الكيـــلاني
.
(الشاعرعبدالوهاب العـــــدواني )
.
هو عبد الوهاب بن محمد علي بن الياس العدواني
ولد في مدينة الموصل سنة \ ١٩٤٣ وترعرع فيها وشب واكتمل واكمل دراسته الابتدائية والثانوية فيها سنة \ ١٩٥٩ .
ثم انتقل الى بغداد لاكمال دراسته الجامعية فدخل كلية الشريعة جامعة بغداد سنة\ 1959 وتخرج منها عام \ ١٩٦٤ .
حصل على شهادة الماجستير من كلية الآداب / جامعة القاهرة سنة \ ١٩٧٣ ) 
وحصل على شهادة الدكتوراه من كلية الآداب / جامعة بغداد سنة \ ١٩٨١ .
اشتغل في سلك التعليم بعد تخرجه . فعمل بالتعليم الأولي منذ سنة \ ١٩٦٨ ثم انتقل الى التعليم العالي من سنة \١٩٧٤ واستمر فيه حتى احالته الى التقاعد .
وكان قد حصل على درجة الاستاذية في اللغة والنحو والنقد وتحقيق النصوص سنة \١٩٩١ .
واصبح رئيسا ل قسم اللغة العربية في كلية الآداب / جامعة الموصل بين سنتي \١٩٨٤ - ١٩٩٥ ثم اصبح رئيسا ل قسم القرآن الكريم في كلية التربية بجامعة الموصل بين سنتي \ ١٩٩٥ - ٢٠٠٠ .
أشرف الشاعر عبد الوهاب العدواني على \ ٦٥ رسالة ماجستير وأطروحة دكتوراه وناقش ما لا يقل عن ( ٧٠٠ ) بحث خلال \ ٣٤ سنة من سني خدمته في التعليم العالي .
الشاعر عبد الوهاب العدواني هو :
- عضو اتحاد الادباء في العراق / فرع نينوى .
- عضو رابطة الادب الإسلامي العالمية .
بدا كتابة الشعر ونشره منذ سنة \ ( ١٩٥٩ ونشر في الموصل منذ السنة المذكورة وفي دمشق نشرشعره سنة : ( ١٩٦٢ ) ، و في بغداد والقاهرة بدأ بنشره سنة ( ١٩٦٤ ) .
وقد نشر العديد من الكتب الثقافية والادبية منها مؤلفاته المطبوعة :
1-الضرورة الشعرية ؛ دراسة لغوية نقدية ( أطروحة الدكتوراه ) .
2- أمالي مصطفى جواد في فن تحقيق النصوص .
3- مقدمة نقدية في تحقيق النصوص .
4- المكتبة ؛ تعريف بالمصادر الرئيسة والمساعدة في دراسة اللغة والأدب ( كتاب منهجي – بالاشتراك مع اخرين ) .
5- الكافي في علم الصرف ( كتاب منهجي – بالاشتراك مع اخرين ) .
6- ديوان ذي الإصبع العدواني ؛ جمع وتحقيق ( بالاشتراك مع اخرين) 
7 - شعر ابن الحلاوي الموصلي جمع وتحقيق ( بالاشتراك مع اخرين )
اما لالتي لازالت غير مطبوعة – كما اخبرني - فهي كما يلي :
* ديوان (سداسيات اسماء الله الحسنى) مائة قصيدة من البحر البسيط بقواف مختلفة .
* قصائد مطولات بعنوان : ( الروضات الدمثات في ظلال السور والآيات )، وهي تأملات روحية في التفسير الشعري للمقاصد القرآنية 
* الأدب في ظل الدولة الزنكية : ( رسالة ماجستير - معدة للنشر ) .
* شرح فصيح ثعلب ؛ لابن ناقيا البغدادي - تحقيق ودراسة : ( رسالة ماجستير - معدة للنشر ) .
* تخميس ( الهائية العمرية ) لحافظ إبراهيم .
* وأشياء كثيرة أخرى ، يحمد الله - تعالى - على الهداية الى كتابتها ، والتوفيق فيها .
ولا يزال يكتب وينظم لحد هذه الساعة بارك الله به .
تمت احالته الى التقاعد سنة \ ٢٠١٢ .
اما اعماله الشعرية فهي كثيرة جدا ومن العجيب ان الشاعر عبد الوهاب العدواني لم يصدر ديوانا شعريا له الا انه الكثير الكثر من القصائد المنشورة على صفحات التواصل الاجتماعي (الفيسبك) فقد نشر على الفيسبك منذ شهر تموز في سنة ٢٠١٣ قصائده و أعمالا كبيرة كاملة منها مايلي :
* تخميس ( الهمزيتين في المديح النبوي الشريف ) ؛ للبوصيري وشوقي .
* تخميس ( الميميتين ) لهما في ( المديح ) أيضا .
* الصلاة على النبي \ ١٠٠ قصيدة وقد شرع بكتابة \ المئة الثانية ولا يزال ينشر فيها .
* ثنائيات الصلاة على النبي \ ٣٨٨ قطعة .
* الحرميات المكية والمدنية \ ٢٠ قصيدة .
* نظم الحكم والنجاوى والرسائل العطائية في قريب من ( ألفي ) بيت .
* نظم الجلاليات الرومية ، وقد قاربت من : ( ٣٠٠ ) قطعة .
* قصائد ( سبحانيه ) ، وهي : ( ٥٠ ) منظومة من البحر الكامل التام او المجزوء ، بروي : ( سبحانه ) ، وما يناظره ؛ تأملات في ( خلق الخالق ) في أشياء كثيرة .
* قصائد من اوراق مادح الرحمن ( ١٨٦ ) قصيدة. ومنها هذه القصيدة :
( في الضراعةِ الإلهية )
أُراني عن مرامِكَ لا أعوجُ
فلي في السرِّ مُنتظَرٌ بهيجُ
دُروبي غيرُ مغلقةٍ لأنِّي
أرى نوراً هناكَ لهُ بروجُ
على أنِّي الضعيفُ أرى نشاطِي 
يدقُّ البابَ .. والبلوى تَموجُ
و يسألُني الشهودُ مرادَ مِثلي
و في سُؤلي لمخْمصتِي أجيجُ
نفوسُ الخلق تهزجُ لي وأمْضي
شُجاعاً لا يُجاب لهمْ هزيجُ
يُجابُ الهزجُ لو كانوا رفاقِي
وأحبابي .. و يجمعُنا النشيجُ
أ أحبابٌ .. و فيهمْ مَن يَراني
كأنّي فوقَ بهجتهِ ضجيجُ
سلبتُ له المِراحَ فصارَ ضِدّي
تمنّى لو تُسدُّ ليَ الفُروجُ
تناسى أنَّ بابَ اللهِ رحْبٌ
لهُ أقوى .. وتحملُني السُّروجُ
جُماحُ الروحِ يحفِزُني إليهِ
و عزْمي ليسَ يُبْطؤهُ النهيجُ
بلْ الحاجاتُ أقربُها بعيدٌ
وإنْ بعُدتْ فمنهجُها البليجُ
له الأنوارُ تُؤتي كلَّ صبٍّ
مناسكَ .. والقلوبُ هي الحجيجُ
كما أنَّ الحجيجَ ضيوفُ ربّي
فأهلُ الحاجِ أمرُهمُ مَريجُ
من الضعف الضعيفِ رفعتُ سُؤلي
و ما شكِّي برحمتِه خليجُ
* قصائد ( لوحة وقافية ) ( ١٥٢ ) قصيدة .
* قصائد ( نفحة شهرية في حب العربية ) : ( ٣٠ ) قصيدة .
* قصائد ( من اوراق الديوان الموصلي )
* قصائد ( بصيرة من ' علم الحقيقة ) ، .
* قصائد ( في أنوار أدعية الأنبياء في القرآن الكريم ) ؛ وهي رائيات 
من البحر البسيط 
.
* قصائد في الرثاء اسماها ( مراثي أهل الفضل ) ؛ وهي كثيرة ، 
جرى فيها على ( نحو جديد ) في كتابة قصيدة الرثاء القصيرة جدا .
* له الكثير من المثاقفات ( الكلمات التنويرية ، والحكم ، والامثال السائرة ) بكتابات شعرية كثيرة ، وربما زيدت المعاني على ما في ( الأصول) ، وأخرجت ( القطعة الشعرية ) بعنوان : ( وأنظمها شعرا وأزيدها ) .
* إجازات الأشعار الباهرة وتشطيراتها ، وتخميساتها وهي كثيرة جدا.
.
ومن شعره قصيدته القافيّة حباً لأرضِ ( الكنانة ) واعترافاً بفضلها عليه ، و على والده- رحمه الله - كونهما درسا في الأزهر الشريف ، وجامعة القاهرة . كتبها على غرار قصيدجة أمير الشعراء ( أحمد شوقي ) يخاطب فيها نهر النيل يقول شوقي :
مِن أيِّ عهدٍ في القُرى تتدفّقُ
وبأيِّ كفٍّ في المدائنِ تغْدِقُ ؟
ويقول شاعرنا العدواني :
مصرُ التي مثلَ المجرَّةِ تشرِقُ
تبقى .. و مثلَ الزهرِ إذ يتفتّقُ
العينُ تنظرُ مصْرَها بمشاعري
وتظلُّ مِن اشواقِها. تتعمّقُ
هي عشقُنا الباقي القديمُ لأنَّها
فينا كمجرى النيلِ إذ يتدفَّقُ
ما صارَ أن نضِبَ الغميرُ سويعةً
في الدهرِ .. و هي بمائهِ تترقرقُ
تخضرُّ منهُ .. لأنَّه في أرضِها
نعماءُ يفهقُ ماؤها ما يفهقُ
أنَّى تلفَتَ زائرٌ في مرْجِها
وجدَ الجمالَ بسحرِهِ يتأنّقُ
مَن لي - هنا - بمشاهدٍ مصريّةٍ
جنباتُها بالعبقريّةِ تبرُقُ
فاليومَ بعدَ الأربعينَ مُسافراً
عنها أرى الأشواقَ كمْ تتشوّقُ
قد جئتُها .. والعمرُ في باكورةٍ
وأبي أتى .. فلنا بها ما يعْشقُ
فالعشقُ فيه " الأزهريُّ " و حسبُهُ 
عشقاً بكلِّ فضيلةٍ يتعلقُ
و إذا ذكرتُ .. ذكرتُ قبَّةَ علمِها
والساعةُ الفرعاءُ ساعةَ تطرقُ
فهواي فيها " القاهريُّ " و حسنُه 
ما زالَ نُصبَ الروحِ .. وهو الأعتقُ
فاعجبْ لماضٍ حاضرٍ .. وكأنّهُ
ما غابَ منه حقيقُهُ و الرونقُ
عاجتْ بيَ الأشواقُ فرطَ تذكُّريْ
ومناظرُ النيلِ الجميلِ تصفِّقُ
وتقولُ : لي ذكرى وهذا طيفُها
في ذا الغريبِ حضورُهُ والمنطقُ
قد جاءَ من أرضِ "العراقِ" كأمسِه
من قبلِ نصفِ القرنِ .. لو أتحققُ
عبرَ الزمانُ عليهِ .. فهو مجرَّحٌ
مما لقِي بديارِه في من لقُوا
وأتى السويعةَ بالشعورِ .. لأنَّه
بالهيكلِ التعبانِ نضوٌ مرهقُ
ليقول : ذي أرضُ الكنانةِ ذكرُها
في خاطري .. وأنا البعيدُ الأقلقُ
خوفي على السبحاتِ في أفيائِها
والنيلُ مثل العهدِ حيٌّ يرزقُ
وهناكَ .. حيثُ يقومُ أهلُ صلاتِهم
عندَ " الحسينِ" السِّبطِ لم يتفرّقوا
وإذا ذكرتُ " الشعرَ " كانت زورةٌ
بيت " الأميرِ" .. و جلسةٌ لا تفرَقُ
مما يفزُّ الجالسونَ .. وشعرُه
يجري على أسماعِهمْ .. ويحلّقُ
يعلو بهم بجناحِه في رفرفٍ
و يحطُّ حيثُ يحطُ .. وهو الأسمقُ
و"الرامتانِ " و بحرُ " طَه " فكرُهُ 
ما فاتني للسبْحِ فيه الزورقُ
" أيامُه " وحديثُه في الأرْبِعا 
نجْعانِ كما دَعَوا الضيوفَ ليطرُقوا
وإذا عبرتَ إلى الجزيرةِ هائماً
لقيتكَ موسيقى الذي يتنوَّقُ
فتقولُ : أنتَ سميُّهُ .. فتفضَّلنْ
إنَّ الذي قد جئتَه المتدفقُ
ما زالَ " نهرُ خلودِه " في أرضِه 
والسابحونَ همُ الهيامى الحُذَّقُ
كمْ ينشدونَ أنينَه .. فيجيبُهمْ
عُوْدٌ لترقيصِ النسائمِ ينطقُ
وإذا أردتُ - هنا - المكوث َ فمصرُنا
بقصيدي المشتاقِ كمْ تتوثّقُ
فأنا أمينُ الوصفِ .. لستُ أخونُها
مصرُ العزيزةُ لا تخانُ وتُقلَقُ
من يقلِقُ الحسناءَ .. و هو يحبُّها
إلا الشقيُّ .. كما غرابٍ ينعقُ
والشعرُ مني بلبلٌ في حبُّها
يشدو .. و مِن أحوالِها يتمزَّقُ
فعلَ الزمانُ بها المريرَ .. وليتَها
تشفَى .. ويصحبُها الأمانُ ويصدُقُ
اللهُ أودعَ نيلَها خضراءَهُ
زهْرا .. فإنْ نفحتْ ففيها الزنبقُ
مَن ذا سيرسمُ حسنَها بقصيدةٍ
وصعيدُها ديوانُ زهرٍ يعبقُ
فمتى أردتَ قراءةً لم تنصرفْ
صفحاتُه الحسناءُ كمْ تتورّقُ
فأنا المُقيم هناكَ بعدَ فراقِها
والمانعي عنها المصابُ المُحْدقُ
ومن قصائده التي اسماها (الموصليات ) هذه القصيدة وقد كتبها في ( إستنبول ) بتركيا في ( ١ / تشرين الثاني / ٢٠١٤ ) وهي من عيون شعره وتعد من عيون الشعرالعربي المعاصر وعنوانها (يا نائحَ الشجرِ الوسنان ) يقول :
يا نائحَ الشَّجرِ الوسنانِ في السَّحرِ 
هيّجتَ كامنَ همِّيْ .. فالتوى شجَري
فقلتُ للثمرِ الشعريِّ : لستَ جنًى
إنْ لمْ أُغنِّكَ هذا - الليلَ - للبشرِ
لقدْ تركتُُ ببيتيْ في مدينتِهِ 
كلَّ الدَّفاترِ .. إلا دفترَ السَّفرِ
و جئتُ حاضرةَ "الأتراكِ" .. تسألُني
: أليسَ بغدادُ أولى قلتُ : ذا قَدَري
وأينَ "بغدادُ " منّي .. و هي مُتعبةٌ
بما تكفكفُ من نارٍ .. و من خطرِ
طالَ الطريقُ إليها في مسالِكه 
ضعْفََ السُّويعاتِ في ضِعْفٍ من الحذرِ
إني أقيمُ - هنا - أبكيْ على وطنٍ 
ما عادَ كالأمسِ ملءَ السَّمعِ و البصرِ
بل صارَ " نكْثاً " من التَّاريخِ أندبُهُ 
من الحضَارةِ .. و الأمجادِ .. و الأثرِ
ولمْ يعُدْ غيرُ صبري .. كي يُعالجَنيْ
وما يعالجُ طهْرَ " الأرضِِ" من وضرِ
و أيُّ " صبْرٍ " .. و قد فاتتْ مباهجُهُ
فآلَ " صبْريْ " عليها رشْفةَ الصّبِرِ
مُرَّ المذاقِ .. و لكنْ قد حلِيتُ بهِ 
إذا تدبّرتِ - يا هذي - لِتعتبِري
منْ أمِّ "يونسَ" .. تذْكاري منارتُها 
ومن محاسنِ " بغدادِ " العُلا صُوري
تلكَ التي حمّلتْني ألفَ حاكيةٍ 
بليغةِ القولِ .. تقْني القلبَ بالعِبر
فجئتُ ملءُ حُمُولي عِدلُها أملاً 
بأنّ ( ربِّيَ ) يُحيي الميْتَ مِن دثَرِ
غداً .. يقومُ "عِراقِي" مِن رمادتِهِ
ما استعْدلَ العقلُ واستحيا أولو الوطرِ
كيما تعودَ إلى " بغدادَ " بهجتُها 
لأنَّها " الأمُّ " في منظومةِ الحجَرِ
كُـلٌ فُصــوصٌ .. ثمينـاتٌ معادِنُها
فلستُ أطلبُ إلاّ السلكَ للدُّررِ
هذا هديلُ حمَامِ الشِّعرِ .. يُؤنسُني 
لينهضَ القلبُ من " ضُرِّيْ" على ضَرَري
يقولُ : حسْبُكَ ما أبكيتَ من لغةٍ
كأنَّ ما كانََ ما أبقى .. و لم يذرِ
أبقى القلوبَ رِطاباً .. و الردى أملاً
و المجدَ ذُخْراً .. و أسفارًا من الذِكَر
فاستبشرِ الخيرَ .. و احلمْ حُلمَ راجيةٍ
غابَ البنونُ .. و ظلّتْ حيَّةَ النظرِ
ترنو بعيداً إلى المجهولِ .. تسألُه
أليسَ في الركبِ للغادينَ من خبرِ ؟
ما ماتَ - قطُّ - شُعورٌ من مواجدِها 
إلّا لِيحيا لديها شوقُ مُنتظرِ
وهكذا .. هكذا " الآمالُ " في غدِنا 
و ( اللهُ ) باللُطفَ .. و الإنسانُ كالنَهرِ
يجْري .. و يجْري به سرٌّ يُعظّمُه
بالجهدِ يعظُمُ .. لا بالضعْفِ و الخَورِ 
.
ومن قصائده قصيدة (بصيرةٌ )من ( علمِ الحقيقة )
زُرْ في طريقِكَ قلبي كيْ تطمئنَهُ
أنًّ الذي قدْ تولّى ليسَ أحسنَهُ
الأحسنُ الأجملُ المجهولُ مقدمُهُ
شيءٌ من الغيبِ أخفى اللهُ معدنَهُ
إنْ كانَ أضْحكَ فيكَ السنَّ موردُه
فليسَ يُبلغُكَ الإضحاكُ مأمنَهُ
أو كانَ أبكاكَ فيهِ ما بَرِمتَ بهِ 
فليسَ يُوردُكَ الإبكاءُ مدفنَهُ
فكِّرْ بنعمةِ " ربِِّ النَّاسِ" يُرسِلُها
في كُلِّ حَالٍ تجِدْ معناهُ أبطنَهُ
" للهِ " في النَّاسِ آرابٌ وأقيسةٌ
و أنتَ تجْهلُ ما فِيها لتحجِنَهُ
ذي ثروةُ العبدِ لا مَالٌ فيجْمعَهُ
ولا المعظّمَ من بيتٍ فيسْكُنَهُ
فإن فهِمتَ المعاني .. و هيَ ظاهرةٌ
خفيَّةٌ كنتَ في الإنسانِ أعينَهُ
يقالُ : " عيْنٌ " و تعْمى عينُ قامتِهِ
عنِ الحقيقةِ في جسْمٍ تبدَّنَهُ
ما سِرُّهُ لو درى ما السِّرُّ خالجَهُ
خوفٌ أضاعَ بهِ في الدربِ أبينَهُ
فقلْ لهُ : يا معّمى القلبِ أيُّهما
أقْنى لديكَ و أغْنى كي تُبيِّنَهُ
" اللهُ " أعطاكَ عقلاً ما وعَيْتَ بهِ
سرَّ الخليقةِ - ياهذا - و ديدنَهُ
ما جئتَ إلاّ لأنَّ اللهَ أسكنَنا
بسيطةَ الأرضِ كي نرْعى و نأمنَهُ
والأمنُ منهُ ومنهُ الخوفُ أجمعُهُ
فخُذْ ضياءَكَ في المسْعى لتحسِنَه
ضياؤك "الذكرُ" فاجْعلْ فيكَ لهجتَهُ
ماءَ اللسانِ الذي ما كانَ ألسنَهُ
قالَ المُحبُّونَ هذا القولَ فانتبهتْ
بصيرةُ القلبِ في صدْري فأدمنَهُ
إدمانُ دحبِّكَ للقرآنِ يجعلُهُ
نوراً و طبَّاً و خِلاً لن تخوِّنُهُ
ومنْ يخّوِّنُ " ذكرَ اللهِ " مُهتدِياً
أمِّا الّذي .. فطريقُ الموتِ أذْعنَهُ
غداً يَرى كُلَ شَيءٍ من ضلالتِهِ
فما يرِيمُ إلى الدُّنيا فيركُنَهُ
لا عوْدَ حتّى يَرى للنفسِ راحتَها 
إلى طريقٍ تقَصَّاهُ ليهجُنَهُ
وهو الهجِينُ لذنبٍ قدْ تعبَّدَهُ
فصارَ قِنّاً لشيطانٍ فشيْطنَهُ
اما قصائده من أوراق ( الديوان الموصلي ) او ما يسميها (الموصليات ) فمنها هذه القصيدة الرائعة :
يشْقِيكَ دهرُكَ .. فاسكُتْ أيُّها الغضَب
فليسَ يبرَمُ إلّا مَن بهِ عَطَبُ
" اللهُ " أنزلَ بالصبرِ الجميـلِ هُدًى آ يَ " الكتابِ " الذي لا تُشْبِهُ الكُتبُ
أقولُ هذا .. و نهرُ الحُزنِ يجرِفُني
إلى القرارِ .. و أُلفينيْ بهٍِ أثـِبُ
حتى أعودَ .. كأنَّ الدارَ باقيةٌ
و الأهلُ و البلدُ المسروقُ و النشـَبُ
والصَّحْبُ أجمَلَ ما تأتي مباهِجُهمْ
والتلْمذاتُ و دورُ العلمِ تصطخِبُ
كأنَ عُشبَ فِجاجِ " اللهِ " مُنتظرٌ
زوْرَ الأحبَّةِ .. لا يلوي بهِمْ رهَبُ
قطْرُ " الرغائبِ " يهْمي حيثُما التفتتْ عينٌ .. و يأنسُ مُرتاحٌ و مضطرِبُ
أمْ أنَّ ربِّيَ ألقى "الحُلْمَ" في خلَديْ
حتّى أرى الأمسَ ما طافتْ بهِ الرِّيبُ
" للهِ " قلْبي .. و اللأواءُ تكمِدُهُ
ما لِي بهِ في مجالي حُلْمِه يجِبُ ؟!
متى السُّكونُ على حالً يطيبُ بها
و الطِّيبُ فاتَ فواتاً ما لهُ عقِبُ
هلْ يرجعُ الأمسُ .. و الدارُ التي هُضِمتْ
والناسُ و النومُ و الأخلاقُ و الأدبُ
هذا تساؤلُ منْ عيناهُ أنْكرتا
ما صارَ .. حتّى كأنَّ الجنَّةَ التُّرَبُ
ما هذه " الموْصِلُ " الحسناءُ طلعتُها
وقبلَها .. كمْ بكَتْ أحوالَها حلُبُ
فليعلِنِ الشّعْرُ عنّي مِن حكايَتِها
هذي الصُّبابةَ أدمى جرْسَها الوصَبُ
فيها شِفاءٌ حزينٌ لِي أعلِّقُهُ 
بِمنْ يُفرِّجُ ما تقسو به الكُرَبُ
وله في رثاء (الموصل ) مدينته الحبيبة وشهدائها الكثير وهذ ه منها ( الشهداء الموصليون ) يقول :
رحلوا لتبقى ذكرياتُ رحيلِهم
طبْعاً وما ينساهُ مَن يتذكرُ
والرسمُ أبلغُ من يقولُ رثاءَهم
والشعرُ والتاريخُ سطرٌ يُؤثرُ
همْ واحدٌ متعددٌ في شخصِه
إن غابتِ الأسماءُ .. فهو الأشهرُ
شهدوا الشهادةََ مفعمينَ بطُهرِها
فلهمْ هناكَ نعيمُ ما يُتصورُ
بلْ يعجزُ التخييلُ مهما حاولتْ
لغةُ البليغِ بعجزِها تتعثرُ
ما كانَ في وسْعي سوى إيمائِها
فإذا وصفْتُ حذِرتُ ما لا أقْدِرُ
ومن شعره في التخميس الكثير واخترت قصيدته في تخميس ( نهج البردة ) لاميرالشعراء احمد شوقي يقول :
ما ذا أقولُ لهُ في السِّر من كلِمي
و هو المُصيبي بسهمٍ مُبْرمٍ خَذِمِ ؟!
لهُ الحُقوقُ بذاكُمْ .. غيرَ مُتَّهمِ
( رِيمٌ على القاعِ بينَ البانِ والعلمِ )
( أحلَّ سفْكَ دمِي في الأشهُرِ الحُرُمِ )
لو كنتُ أدري لما جِئتُ الحمى أبدا
وما اقتربتُ .. و لكنَّ القَضا قصَدا
أنْ أُصبحَ الصَّيدَ للمعشوقِ دونَ فِدا
( رمى القضاء ُ بعينيْ جُؤذرٍ أسَدا )
( يا ساكنَ القاعِ : أدرك ْ ساكنَ الأجَمِ )
الحظُّ ساقَ خُطىً بلهاءَ عاجلةً
أغرنِيَ الأمنُ .. كي أُسقى مُخاتلةً
كأسَ الشُّجاعِ .. و ألقاها مُحاولةً
( لما رنا .. حدَّثتني النَّفسُ قائلةً )
( يا ويحَ جنْبِكَ بالسَّهم ِ المُصيبِ رُمي )
و جاءتِ الرَّميةُ النجلاءُ دونَ يدِ
فالجفنُ قوسٌ .. و رمْقُ العينِ بالرَّصدِ
سهمٌ وحيدٌ .. و ليسَ الرَّميُ بالعددِ
( جحدتُها .. وكتمتُ السَّهمَ في كبِدي )
( جَرحُ الأحبَّةِ عندي غيرُ ذي ألمِ )
وقلتُ في النَّفسِ مُلتاعاً .. بلا حُرَقِ
ذي رميةُ الحِبِّ .. بردي منهُ أو عبَقي
لكنَّها النَّارُ .. يُضْرِيها على ورَقي
( رُزِقت أسمحَ ما في النَّاسِ من خُلُقِ)
( إذا رُزِقتَ التماسَ العُذرِ في الشِّيمِ )
يا لائِمي في اعتذاراتي لِمن قدِروا
جعْلَ الأصابةِ كالحلوى .. فما الحذرُ ؟!
إذا تعرَّضتُ للرامي .. وما الخورُ ؟!
( يا لائِمي في هواه ُ .. والهوى قدرُ )
( لو شفَّكَ الوجدُ لمْ تعذِلْ .. ولمْ تَلُمِ )
وكذلك له في التشطير باع طويل وشعر كثير اخترت هذه القصيدة في تشطير ابيات للشاعر الاسلامي الاول حسان بن ثابت في التضرع الى الله تعالى اذ يقول في تشطيرها :
( على أبوابكم عبد ذليل )
لحر الخوف في دمه صليل
رجا مولاه ما اتسعت رؤاه
( كثير الشوق .. ناصره قليل )
( له أسف على ما كان منه )
وما قد كان أيسره ثقيل
وكيف يخف ما اقترفت يداه
( وحزن من معاصيه طويل )
( يمد إليكم كف افتقار )
وفقر العبد منطقه جليل
ومجرى نطقه لهفات روح
(ودمع العين منهمل يسيل)
(يرى الأحباب قد وردوا جميعاً )
وكل عند خالقه دخيل
وفي الهافين مقطوع رجاه
( وليس له إلى ورد سبيل )
( أكون نزيلكم ويضام قلبي )
كلام العاطلين و ما أنيلوا
ونيلي منكم المأمول جم
( وحاشا أن يضام لكم نزيل )
واختم بحثي عن الشاعر عبد الوهاب العدواني بهذه الابيات الجميلة :
أحن إلى الماضي الجميل .. ﻷنه 
منابت روحي في الزمان و مشربي
شربت به ماء الصفا .. حيثما رعت
لطائف من ربي وجودي ومذهبي
" أب" كان بالدنيا جميعا وجوده
و" أم " .. براها الله من خير منشب
رؤومية كانت .. فلما ترحلت 
شعرت بيتم الدهر حولي ومقربي
فهانذا من بعد خمسين حجة
خلا بضعها .. أحيا بشوقي ومتعبي
فكيف أراني ﻻ أحن مرارة
كأني أباري عودا من تغرب ؟!
وكيف يعود الراحلون .. وفيهم 
شقيقاي .. حتى أبتغي كل مطلب
.
امير البيــــــــان العربي
د. فالح نصيف الحجية الكيلاني
العراق - ديالى - بلــد روز
****************************

magaltastar

رئيسة مجلس الادارة

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 190 مشاهدة
نشرت فى 10 نوفمبر 2018 بواسطة magaltastar

موسوعة شعراء العربية
المجلد العاشر \ الجزء الاول
شعراء العاصرة العرب
بقلم - د . فالح الكيـــــلاني
( الشاعركريم مرزة الأسدي )
ولد كريم بن عباس بن مرزة الاسدي الشاعر والباحث العراقي في الرابع من شهر تشرين الثاني ( نوفمبر ) من سنة\ 
1946
كما يذكر ذلك الشاعر نفسه بينما نجده مسجل في بطاقة نفوسه او احواله الشخصية انه من مواليد الاول من شهر تموز ( يوليو ) سنة \ 1948
وقد اتخذت الحكومة العراقية قرارا بجعل مواليد كل العراقيين المولودين قبل ستينات القرن الماضي هو 1-7 من نفس العام المولود فيه وتغيرت مواليدهم في دفاتر نفوسهم وبطاقات احوالهم المدنية بموجب ذلك فضاعت على الناس معرفة ايام مواليدهم
درس الابتدائية واخذ حروفه الاولية في مدينة النجف حيث أنهى دراسته الأبتدائية فيها وكذلك المرحلة الثانوية وحصل على البكالوريا بدرجة ممتاز .

انتقل الى (بغداد ) ودخل كلية طب الأسنان بجامعة بغداد الا انه تركها وانتقل الى مدينة( البصرة) فدخل كلية العلوم بجامعة البصرة وانهى دراسته فيها حاصلا على شهادة (البكالوريوس) في اختصاص العلوم الطبيعية . ثم اكمل دراسته العالية فيها فحصل على الدبلوم العالي في اختصاص التربية وعلم النفس.
دخل دورة اعداد المدرسين والقادة التربويين وحصل على درجة امتياز عام \1974
عيّن مدرسا في محافظة ( واسط ) فدرس في ثانويات واعداديات المحافظة ثم انتقل الى العمل بمهام ادارية فيها في الشؤون الفنية في مجال نقد المناهج والكتب المدرسية والوسائل الايضاحية
ثم تم ايفاده الى القطر الجزائري من قبل الحكومة العراقية موفدا للتدريس فيها فعمل مدرسا هناك للاعوام الدراسية 74\75 و75\76
عاد الى العراق وبقي فيه سنتين ثم ليغادر العراق متوجها الى المغرب العربي عام\ 1978 ليعمل مدرسا في بلاد المغرب فعمل مدرسا في معاهد ها العالية لمدة سنتين 1978 و1979
ثم تركها عام \1980 عائدا الى الجزائر التي كان يدرس فيها فبقي في الجزائر هذه المرة مدة ست سنوات مدرسا في مدارسها الثانوية ومعاهدها العالية .
ثم انتقل مهاجرا الى امريكا ليقيم فيها مغتربا في ولاية (جورجيا ) مدينتي –( اتلانتينا– ليلبورن ). ولا يزال مقيما هناك .
ولو بحثنا عن اسباب غربته وتركه لبلده رغم محبته اليه لوجدناها اسبابا سياسية ( لعن الله السياسة في بلادنا فانها لا ترحم احدا ومن مارسها عقولهم متحجرة همهم الوحيد الايقاع بالاخر تتغلب عليهم مصالحهم وطائفيتهم وتنتزع الرحمة والشفقة من قلبه ليبقى بلا انسانية فلا ينظر للاخر الا بعين الحقد والمقت والمصلحة الخاصة ) ويكفينا ان نسمع شاعرنا يتحدث عن سبب اغترابه وعائلته فيقول :
( لا ريب أنّ هموم الوطن شغلي الشاغل بدافع غريزي، صقلته الثقافة والتجربة والغربة، وضيقي من الزمن، وتبرمي منه لهموم موضوعية أو ذاتية دافعها موضوعي، وليس بدافع مصلحي ذاتي مطلقاً، فكاتب هذه السطور، لم يتقدم حتى بطلب العودة أو التقاعد، ولا زوجه، وهذا حقّ ضمنته القوانين لهما، لا منّة من أحد، لأنهما أديا خدمات تربوية جليلة لوطنهما، وخرجا لأسباب سياسية منذ عامي 1978م، 1980 م على التوالي . نعم الأغتراب يمنحني فضاء الحرية الآمنة، والحاجة الماسة لأحضان الوطن والشعب والأمة، فأسكب كلّ المواويل، والأوجاع، والآلام شعراً من زاده المتزايد، وهي مشاعر إنسانية، تطرب كلّ أذان، والإنسان وجهة الإنسان، وأضيف إلى الشعر- رغم العينين الكليلتين - تاريخاً وأدباً ونقداً خدمة للأمة والأجيال، أما العودة فتتطلب مستلزمات يصعب توفيرها في مثل هذا العمر العليل، فالأسباب موضوعية، وليست بذاتية)
وفي ذلك يقول :
إنـــّي أتيتُ بلا زادٍ سوى ألمي 
هذا العـــــراقُ، فروحي منهُ أشطارُ
أنـّى ولجتُ بغسق ِ الليل ِمكتئباً
شعّــتْ لعينيهِ بالآمــال ِ أنــوارُ
إنـّي أحاذرُ تاريخاً مظالمــــــهُ
وأفقهُ القبرُ، والمحصولُ أصفارُ !!
إنَّ الحرائــرَ إنْ قــــــادتْ مسيرتهُ
بالإلفِ حنواً، يشدّ ُ العزمَ أحرارُ !
تـُذكي لنا الدربَ دونَ اللهب زعزعة ً
ولا تهيمنُ فوقَ الرأس ِ أحجارُ !!
شتـّانَ بيــنَ نـَفور ٍ إرثـــهُ جدبٌ
وبينَ لطــــــفٍ تروّي فاهُ أمطــارُ
إنْ جــــرَّ آدمُها مـــن عنتهِ طرفاً
تقرّبتْ من سناها في الدّجى الدارُ
يا أمّنا أنــــــتِ حصنٌ إنْ يفرّقنا
داعي الشقاق، وخلفُ الأمِّ ثوًارُ
فقدْ تكاملَ في الشطرين وردُهما
والنقصُ وهمٌ مــن االجهّال ِ ينهارُ
اللهُ أكبرُ مــــــــنْ خـَلق ٍله خـُلقٌ
منْ جبلةِ العدل ِ، والتكبيرُ إكبارُ
لقد طلعتً وأنفاســـــــي موحـّدة ٌ
وهــــــا ختمتُ وبالأشعار ِ إشعار
ُ !!
احب الشاعر كريم مرزة الادب والشعر منذ طفولته ويافعا وولع بقول الشعر وقد صقلت عنده هذه الموهبة في دراسته الجامعية وكلما تقدم به العمر فنظم القصيدة العمودية لذا نراه مشاركا في العديد من المهرجانات الشعرية والادبية المحلية خاصة اذا علمنا ان مدينة ( النجف الاشرف) مسقط راسه وملاعب صباه من افضل المدن العراقية ثقافة وادبا واهتماما بالثقافة فلا ريب في مشاركاته فيها بقصائده ونظمه الشعري لذا كانت مشاركته في مهرجاناتها حتمية . يقول في احدى قصائده الغزلية :
كم صورةٍ تشعُّ يا أنــــواري
كالشّمسِ والنجـومِ والأقمـــارِ
فيشدو من سحركِ ذا مزماري
ولا أراكِ مــــــــــرّةً بدارِ ي
قاســــــــــية القلب ولا تداري
لا تختشي من صولة الجبـّــار!!
ناهيك عن جنّتــــــهِ والنــــــارِ
أســـيــلُ خــــــدٍ ولمىً كالنـــــار
لا تزعمي تزدهي في أشعــــاري
وإنمـــــــا الشموس للأقمــــــــــار
يا حلوتي أكـــــبر في وقــــــــاري
وقيسُــــكِ أبــــــدعُ للقـــــــــــــــرارِ
والزّمــــــــن الــــــدّوارُ للـــــــــدوّارِ
ما أسعــــــــد المحظـــوظ بــ ( الأنوارِ)
كما انه شارك في ( بغداد ) وعلى مدارج (جامعة دمشق) في القطر السوري وفي( البيت الثقافي العراقي في دمشق ) بحيث اقيمت له ندوات شعرية فيه واقيمت له محاضرات ادبية وشعرية في دمشق وفي امريكا في ولايات( تنسي وجورجيا ومشيكن) في (امريكا ) كما اقيمت له عدة ندوات ادبية القى فيها قصائده ومحاضراته في (استكهولهم )و(ماليمو) في السويد ومن شعره في احد هذه المهرجانات ليظهر حبه لبلده ( العراق) يقول : 

أبثّ ُشعري وما شعري ســـــوى ألمي
نبضٌ من القلبِ يجري في عروقِ دمي
لا أستـــــــــــكينُ علـــى خمدٍ وجامدةٍ
الهبْ فقـــدْ يتنـــــــــاسى النـّاسُ ياقلمي
انفـــــحْ بقافيةٍ تشفِ النفــوسَ بهـا
واسـتنهضْ العزمَ سادتْ سكتة ُ العدم ِ
وإنْ جــــذوتَ فلا ترجـمْ بصـاعقةٍ
تهفـــو وأنـتَ كبركان ٍمن الضـرم ِ
اقرأ رويـداً ستبهرُ من شواردها
بالعيـــن ِ ميماً ونبعُ الضادِ للفـهم ِ
فالشـّــــــعرُ شعرٌ إذا أضرمته ُ ولعاً
قــد يستفيقُ سباتُ الغافل ِ الذّمم ِ
إنَّ العـــــراق َوإرثُ المــجدِ حلـّتهُ
تكســوهُ بارقة ُ الأخلاق ِ والشّـــــيَم ِ
كـــمْ قــــدْ أجبتُ - وإنَّ اللهَ حافظهُ -
لولا الأصـالة ُ حلـّــــــتْ غمّة ُالغمم ِ
ما ماتَ (تموز ُ) (عشـــتارٌ) لهُ خصبٌ
يومَ (البسوس) و يــومَ (الظالم الدّهم ِ )
انظــــرْ أمامــــكَ إذ ْ دنيـــاكَ صارخة ً:
خلـّفْ خلافكَ بعــدَ الأيـــــــن ِ والوصم ِ
مـا فاقَ قومٌ تناســـــوا عزَّ وحدتهمْ
وأيقظوا فتنـــة ً مــــــن سالف القِدم ِ
ما بالكمْ ؟ عمَّ ربّ ُالكون ِ نعمتكمْ
وتغبطون شذاذاً في دُنى الظـّلــم ِ!
لا ترتجي مـــــــن سواك العدل يحكمهُ
إذا رضيتَ بخــــــسفٍ في الدّجى فنم ِ!
ماذا دهاكَ؟ ألمْ تردعكَ ضائقة ٌ؟ً
من غير رشدٍ تغافتْ عصبة ُالحُكم
ماذا خفى من تراثٍ أنت وارثــهُ
والحـــقُّ شعـــــلتهُ نــارٌ على علم ِ
تقدّمتـنا أنــــــــاسٌ أفقهم عـــدمٌ
والدّرّ ُ حـــــــالَ بأيــديـنا إلى فحم
فالـــــدّهرُ لا تؤمنُ الأيّـامُ مقلبهُ
منْ غـــرّةِ الغـُرِّحتى وحشةِ العدم ِ
ويضحكُ المُقــــــــلبُ الغدّارُ سالفهُ
أينَ اعتباركَ من أسطورةالوهم ِ؟!
لا ترتجي الصبرَجورُالضيم ِيعقبهُ
والحرّ ُمن جــزّعَ الدنــــــــيا ولمْ يلم ِ
إنَّ العــــراقَ إذا أودعتهُ أمـــــلاً
أكرمْ به -إنْ تعافى- باذخ النـّعم ِ
هـــذا الترابُ وإنْ صفـّيتهُ ذهباً
لا يرتقي شـــــأوهُ تبْرٌ من الكرم ِ
إنْ جفَّ نهرٌ ونهرانٌ لنا عســفاً
نهر الحياةِ غزيرٌ من قوى الهمم ِ
يا ليتهمْ نظروا الآنـامً لاهفـــــة ً
لعشـّها أمَلتْ تــــرنو إلى الــرّحم
طلَّ(المسيـحُ) فعاد(السندباد)لهمْ
يزهو بشدو ٍ وألحان ٍمن النـّـغم ِ
لا تقنطوا أنّ (عنقاءً) قد احترقت
رمادها عادها تسمو إلى القمم ِ
وليس في الأرض ِشعبٌ دامَ مسلكهُ
خيراً فخذ ْعبرة ًمنْ سـالفِ الأمم ِ
منْ يعملْ الخير لم يعدمْ ْجوازيه
إنّ الحياة َ لأقسامٌ مـن العزم ٍ
صبراً جميلاًعلى البلوى وحكمتنا
للهِ حـــكمٌ وهذا حســــــنٌ مختتم
ومع كل شاعريته وامكاناته الادبية والشعرية لم يتقدم بطلب انتماء لاي اتحاد ادبي او مؤسسة ثقافية او منظمة تهتم بمثل هذه الامور . فقد تفرغ للنظم والتاليف والبحث ولم يعرها اهتمامه واخذ ينشر شعره في الصحف والمجلات الادبية والمواقع الالكترونية العراقية والعربية حتى نشر مئات القصائد والبحوث والمقالات الادبية .
كريم مرزة الاسدي شاعر ملهم وكاتب مجيد وباحث متمكن واديب عراقي وعربي يمتاز باسلوبه الرصين وشاعريته الفذة وقد نظم الشعر العمودي فاجاد فيه فقصائده ومطولاته تنم على شاعرية من الطراز الاول من حيث النظم الجميل والسبك المنظم والمعنى الملهم والاسلوب الشعري الرائع يقول في قصيدته ( الشهيد) :
لا يَعشقُ اللهَ إلا الحــــرَ ُوالشـــّهدا
لولا اللحودُ وخوفُ الموتِ ما عُبدا
لــــولا اليقينُ بــأنَّ الحتــفَ يُعجلنـا
ما بينَ غمضــةِ عين ٍما ورعتَ غدا
سبحانَ مَـــنْ أودعَ الأيّـــــــامَ حكمتهُ
مِنْ بيـــنَ أسلافنا جــــرّ الردى عــددا
سبحانَ مـــــنْ أفلقَ الضّدين مـنْ عدم ٍ
وألهـمَ النفـسَ ناجــتْ واحــداً أحــــدا
آمنـــتُ باللهِ والديـــــن ِالحنيــفِ ومـا
ســــنَّ الشـّريعة َمـــنْ عليائـــهِ رفـــد
ا
*************************
منْ عــــــاشَ عشـرينَ حولاً في ديـاجرهِ
أو قــارعَ الدّهـــرَ فــــــي أحشـائهِ همــدا
رُبّ المنــايا علـــــى الأحـــــــرار ِمكرمة ٌ
ويخلدُ المـــــرءُ عنـــدَ النـّاس ِإنْ لـُـــــحدا
مَنْ قـــــــــالَ : إنَّ لطعـــم ِالمــوتِ علقمـهُ؟
هـــــلٍ الشـّهيدُ كخلق ٍطــــــــــاشَ أو جحدا؟
لا تجـــــــرع ِالضيمَ واقـــــــذفْ من مرارتهِ
وعــــــــــــــــشْ بدنيـاكَ فــــوّاراً ومــتــــقدا
فالتاجُ فـــــــوقَ رؤوس ٍلا انحنـــــــــــاءَ لها
وجهُ الشهيــدِ لغيــــــر ِاللهِ مـــــــــــــا ســجدا
سهــــمُ المنايا يناـــــــلُ الحرَّ مــــن عجـــــبٍ
لجَّ الفنــــاءُ عـــلى الأخيـــــار ِمطــــــــــــــّردا
أقحمْ بصدركَ كالزلزال ِإذْ رعدا
واقذفْ بقلبٍ إذا يهتزّ ُمُـرتعــدا
هذا الشـــهيدُ يشدُّ العزمَ مُرتحلاً
منْ روحهِ يصنعُ التـّاريخَ والبلدا
هذا الشـّهيدُ لقدْ عطرتهُ شــــيمــاً
مِنْ نعلهِ مَنْ يُسامُ الخسفَ راحَ فدا
شقَّ الخلودَ إلى عليـــــاءِ مرتبــــةٍ
من النضــال ِعلى أدراجــهِ صــــعدا
غادرتنا حينَ هبـّتْ لفحُ هــــــاجـــرةٍ
ذرَّ الهبـــــاءُ على أحداقنـــــــا رمــدا
لقدْ طبعتَ على الآفـــــــــــاق ِحمرتها
أدمـــــى عليها بجرح ٍ طــــــلَّ مٌحتفِدا
لمْ تضجع الليلَ مـــــا أضناكَ مرقــــدهُ
حتى هممتِ علــــى النـــوّام ِمُتئــــــدا
وذدتَ حوضكَ منْ أدناسهِ حنقاً
وكلّ صخرةِ قــاع ٍتقذفُ الزّبــدا
والليلُ يسري وطارتْ منكَ غفوتهٌ
هيهات َمكلومُ غدر ٍفي الأسى رقدا
لقدْ وسعت دروبَ الديــــن مُلتهـباً
ومـــا ضنكتَ بريــع ٍللفدا حَــــــددا
مددتَ نفسكَ للأجيـــال ِعابرة ً
حتى فتحتَ لكلِّ السالكين مدى
حسبتكَ الفذ َّفي أصقاعنا بطلاً
والشـّهمُ مَنْ قامَ للأوغادِ منفردا
عطراً لذكـــراكَ منْ طهر ٍبنازلةٍ
قدْ قرّبتْ روحكَ الآمالَ والرّغـدا
لقدْ تجلـّلتَ نجمـــــاً بينَ كوكبةٍ
من السّمـــاءِ تمدُّ الساطعاتِ يدا
للثائرينَ من الأتـــــرابِ سلسلة ً
والوارثينَ الإبا جادتْ لهم مـددا
والصـــابرينَ من الثـّوار ِإذ ْنشدوا
تحريرَ شعبٍ ولا للسامعينَ صــدى
أو ترجــــمُ الساقطينَ الشاربينَ دماً
والواغلـــــينَ بجــــبٍّ نسغهُ فسٍــــدا
نال شاعرنا كريم مرزة جوائز وتشكرات وتقديرات عديدة في وظيفته خلال مجاله التعليمي في العراق وفي الجزائر والمغرب ,كما نال العديد من التشكرات والاهداءات والتكريمات في مجاله الادبي والشعري فقد شكرته وزيرة التعليم العالي في سوريا عام \1998رئيسة المجلس الاعلى للعلوم والاداب والفنون لمشاركته في المهرجا نين الشعريين المقامين في (دمشق) .كما كرمته مجلة (معراج ) وحصل على درع مؤسسة المثقف العربي , ومؤسسة النور للثقافة والاعلام وشهادات تقديرعديدة من موقع شعراء الرافدين ورابطة الادباء العرب واهدته دار طلاس للطباعة والنشر مجموعة من الكتب الثمينة واهدته منظمة حقوق الانسان العالمية بعض الجوائز والتشكرات عن قصيدته (انسان وانسان) وغيرها كثير .
اما اصداراته فكثيرة اذكر منها مايلي :
في مجال الشعر فقد اصدر عدد من الدواوين :
1- وطني - ديوان شعر - دارالوراق- دمشق
2- حصاد ايام وايام - ديوان شعر- دارالوراق- دمشق
3- ملحمة وقصائد شعرية – ديوان شعر - دمشق
4- قصائد موشحة بحزن العراقديوان شعر - عمان
5- الهاشميات –ى ديوان شعر –قصائد في ال البيت - النجف الاشرف
اما في مجال الادب والثقافة :
1- للعبقرية اسرارها دراسات تقدية 
2- نشأة النحو العربي ومسيرته الكوفية
3-تاريخ الحيرة الكوفة .. الاطوار المبكرة للنجف الاشرف
4-شذرات من الايام 
5- كتاب العروض والقوافي والضرائرالشعرية
6- الشذرات الباقيات ما بين نشاة النحو واسرارالعبقرية
7- شعر وشعراء - الجزء الاول – شعراء جاهليون واسلاميون
8- شعر وشعراء – الجزء الثاني- شعراء عباسيون
9- شعر وشعراء – الجزء الثالث - شعراء معاصرون
10- دعبل الخزاعي الوجه الاخر للشعر
11- الشعر وقضاياه : العروض والقوافي والتجديد
يتسم شعر الشاعر كريم مرزة الاسدي بالجيادة وقوة السبك وبعده عن الغموض يغوص في اعماق في المعاني فيستخرج افضلها فهو شَاعِر مفلق انفرج لَهُ من الصِّنَاعَة الشعرية والالهام الحاذق وومض لَهُ برقها المؤتلق وسال بِهِ طبعه كَالْمَاءِ المتدفق فأجمع على تفضيله نقاد وادباء العصر فَتَارَة يحزن وَأُخْرَى يسهل وَفِي كلتيهما ينهل الشـعر ويغمره بالصور الشـعرية فاشـتهر بانطباعه الشعري ويتسم بنفسه الطويل في قصيده قال الشعر في المدح وفي الغزل وفي الوصف والحكمة والهجاء والرثاء وفي الرجاء والاعتذار وفي اغلب الفنون الشعرية . 
واختم بحثي بهذه القصيدة (مالت عليك الحادثات وتبدع) من شعره يقول فيها :
مالتْ عليكَ الحادثاتُ وتبدعُ
تتزعْزعُ الدّنْيا ولا تتزعْزعُ
لنْ ترْكعَ الهاماتُ حتّى حتفها
خسئ الذي والى سواكَ ويركعُ
يا موطني قدْ كان أمسكَ ساطعاً
إنْ زلَّ يومكَ، ذا غدٌ فستسطعُ
يا موطني كمْ ذا حسبتكَ جنّتي
منْ بعدِ أرضِك كلُّ أرضٍ بلقعُ
روعاً لنفحكَ ، إذ يطلُّ صباؤه
يهبُ الحياةَ وأنتَ أنتَ الأروعُ
هذي هـي البيداءُ شرعٌ تُربُها
وطنٌ يوحّدنا ، وضادٌ يجمع
لغةٌ تفيضُ بها الخواطرُ لمحةً
تأتي القوافي،والقريضُ يقطّعُ
يكفيكَ فخراً أنْ تهـزُّ قوادماً
كالنسرِ يشـمخُ للسـما، إذ يقلعُ
يا حنكة الدّهـرِالذي في أعصـرٍ
قـد كان وتـرَ زمانهِ لا يشفعُ
يا كربلاءَ السبطِ ، كوفةَ جندِهِ
يا أيّها الزهدُ (البطينُ الأنزعُ )
يا عصرَهارونٍ ، حضارةَ بابلٍ
يا أرضَ عبقرَ، إذ يحلّ (الأصمعُ)
للهِ أنتَ ، وللمعــــين نميـرهُ
لتفيض والأحـرارُ حــولك تـكرعُ
يستكثرون عليكَ مجداً ، مجدهمْ
يبنى على مجدٍ، ومجدكَ مصنعُ
مالتْ عليكَ الحادثـــاتُ وتبـدعُ
تتـزعْزعُ الدّنْيــا ، ولا تتزعْزعُ
كم يخدع الدنيا جهامٌ كاذبٌ
زان الجهامَ لنـاظريهِ مشعشعُ
ما بين داعشَ والمراسيمِ التي
رُسمتْ لهم،باعوا العراقَ،وبُوْيعوا
أنّى لكم تستعبدون حرائرا؟!
نهجٌ من(الفاروق) أنْ تتورّعوا )
أخلاقهم ماتتْ ، وماتَ ضميرهمْ
يا بئس ما فقد اللئامُ وشيّعوا
قد شيّعوا كـلّ المروءة و النّهى
إنّا لها ، ولكلّ خيـرٍ منبعُ
لا تطربنّ لطبلها فطبولها
كانت لغيركَ قبلَ ذلكَ تقرعُ ) )
مالتْ عليكَ الحادثاتُ وتبـدعُ
تتـزعْزعُ الدّنْيا، ولا تتزعْزعُ
زعمَ الردى أنّ العـراقَ مرابعٌ
ابشـرْ بوحدة شعبنا يا مربعُ !! )
يتهافتون عليكَ ضيعةَ عاجز
يا ويلهم لـو أدركوا ما ضيّعوا
زمنٌ يشيبُ لهُ الوليدُ فظاعةً
كمْ من رؤوسٍ في العراقِ وتقطعُ !!
ومشت تصنفنا يد مسمومة
متسنّنٌ هذا وذا متشــــــــــــيع)
7 ما زالتِ القتلى تمجّ دماءها
وبقى كعهدكَ - يا جريرُ- الأفظعُ )
العدلُ شيمتنا، ورحمةُ أحمدٍ
سُــورُ الكتابِ بهـا يطلّ المطلع
إيهٍ بني الإسلام هــذا دينكمْ
بالسلم قدْ حيَّ العبادَ ،ويشرعُ
مالتْ عليكَ الحادثاتُ وتبدعُ
تتـزعْزعُ الدّنْيا، ولا تتزعْزعُ
يا موتُ:إن الموتَ حقٌ للفدا
مهد الهدى،قيمَ الشهادةِ نرضعُ
إنْ فاضتِ الأرواحُ من أجسادها
سيّانَ تهجعُ مبسماً ،أو تدمعُ
عاشَ الشهيدُ بأرضهِ وسمائهِ
روحاً ترفرفُ بالعلالي تنصـعُ
سهلاً كصحراء العـراق بساطةً
وإذا يجدُّ الجدُّ ،أنـت الألمعُ
مالتْ عليكَ الحادثاتُ وتبدعُ 
تتـزعْزعُ الدّنْيا ولا تتزعْزعُ
جيشُ العراقُ ولمْ أزلْ بك مؤمناً
وبأنّك الأملُ) الذي لا يخدعُ )
يا خالقَ الإبداعِ في سلمٍ، وفي
حربٍ تكرُّ لها،وغيركَ يهرعُ
حمل الفرات بها إليك نخيله
ومشى بدجلة)،والفيافي تُقطعُ )
هذا العراق وهذه ضـرباتهُ)
من قبل ألفٍ قلبـــهُ لا يُخلعُ )
للعزِّ خيطٌ واللبيـبُ يبينهُ
ما الفرق بيــن الذلِّ إلاّ أصبعُ
مالتْ عليكَ الحادثاتُ وتبدعُ
تتـزعْزعُ الدّنْيا ولا تتزعْزعُ
يا أيّها الشّعبُ الذي يتوجّـعُ
ممّن يعيشُ بتخمةٍ ويشبّعُ
عاثوا فساداً بالبلادِ وأهلها
فلكلّ لصٍّ في لصوصهِ مطمعُ!
حكموا وما حكموا بعدلٍ يُرتجى
طاغوتهمْ قدْ شطّروهُ ولعلعوا
ا
كثرت دوائرهم وقلّ فَعالها
كالطبل يكبُر وهو خالٍ ) يقرعُ
علمٌ ودستورٌ ومجلسُ أمّةٍ)
زيفٌ على المعنى الصحيحِ وبرقعُ
المجد يحتقر الجبان لأنــــــه
شرب الصدى وعلى يديه المنبع)
مالتْ عليكَ الحادثاتُ وتبدعُ
تتـزعْزعُ الدّنْيا ولا تتــــزعْزعُ
****************
خمسون عاماً قد صففنا جُهْدها
وجهادها دمّـــاً لمـنْ يتـربّعُ
نحنُ- وإنْ طالَ البعادُ – بقربهم
ولسانُ حال الشعبِ لا يتضعْضعُ
نرمي تفاهات الحياة لأهلها
وطنٌ يُبـــاعُ ، وعينُ غيبٍ تدمعُ
مالتْ عليكَ الحادثاتُ وتبدعُ
تتـزعْزعُ الدّنْيا ولا تتزعزع
يا أيّها التصحيح،صحّح ما خفى
من سابقيكَ ،لديكَ شعبٌ مرجعُ
إيّاكَ والتقسيم تفرقةً لِما
لغمتْ لجمعٍ ، والهدى ما يُجمعُ
سجّلْ لتاريخٍ وأجيــــالٍ عُلاً
نحنُ الأبـــــاةُ بذي الحيا نتبرّعُ
زهد (الإمام) ، وعدل(فاروق) الورى
وشهادةُ (السبطِ) الذي نتطلّع
مالتْ عليكَ الحادثاتُ وتبـدعُ
تتـزعْزعُ الدّنْيا ولا تتزعْزعُ
.
امير البيـــــــان العربي
د. فالح نصيف الحجية الكيلاني
العراف ديالى- بلــــــــد روز
-
****************************

magaltastar

رئيسة مجلس الادارة

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 192 مشاهدة
نشرت فى 8 نوفمبر 2018 بواسطة magaltastar

موسوعة شعراء العربية

المجلد العاشر - الجزء الاول
شعراء المعاصرة العرب
.
بقلم . د فالح الكيــلاني
.
ا يــــــا د البـلــــــــــداوي
.
اياد البلداوي شاعر عراقي لقب ( البلدا وي ) نسبة الى مدينة عائلته وعشيرته ( بلـــد ) من اعمال مدينة ( سامرا ء) بمحافظة تكريت العراقية .
وفي مرحلة دراسته الابتدائية ظهرت عليه علامات اهتمامات فنية واهتمامات الكتابة لما استنبطه ومن خلال متابعته له معلمه الاستاذ ( الشيخ عبد الغني المختار ) استاذ اللغة العربية والدين في المدرسة من خلال ما كتبه في مادة الانشاء في درس اللغة العربية .
وعندما كان في الصف الخامس الابتدائي حاول مع عدد من اصدقائه التلاميذ تشكيل فرقة مسرحية في المدرسة ويقول البلداوي عن ميوله المسرحية واول عمل مسرحي له :
(.وكتبت نصاً من مجموعة اوراق اول نص مسرحي اطلقت عليه تسمية (فرّاش عتيك) وقمت بالتجرؤ على اخراجها ...حتى اني ذهبت لأكثر من ذلك ... اتخذت من احدى غرف دارنا والمطلة شبابيكها على باحة الدار ..اتخذت منها مسرحاً ومن باحة الدار صالة تم ملؤها بالكراسي التي تم استعارتها من الجيران والتي اشغلت من تلك العوائل ...عرضنا تلك المسرحية حيث حازت على رضى العوائل الحاضرة ...)
وتلك حالة قادته الى قراءة الكثير من النصوص وبخاصة المسرح المصري وكذلك المسرح العالمي .
وعندما حدثت ثورة 14 تموزعام 1958 انضم الى الفرقة الفنية التي تشكلت في (منظمة اتحاد الشبيبة الديمقراطية) وقام بكتابة وعمل عدة مسرحيات من تأليفه واخراجه منها ( مسرحية عبوسي ) كما تم اعادة صياغة( مسرحية فرّاش عتيك) بشكل جديد . ومسرحية 
(اللي يعيش بالحيلة يموت بالفكر ) ومسرحيا اخرى .
و كانت له محاولات شعرية كما يحدثنا عن نفسه فيقول :.
(.كنت اكتب الشعر واحتفظ بما اكتبه ولم اجرؤ على نشر ايا منها ، كنت اهاب أن الج هذه الساحة التي تعج بالشعراء العمالقة ، أين اكون منهم، كيف سيستقبلون نصوصي ؟ الف سؤال وسؤال كان يدور في رأسي مجرد ان افكر بالاقدام على التفكير بذلك واتراجع على الفور وبعد مرور سنوات طويلة وفي جلسة حاولت فيها تصفح نصوصي ، كنت كلما اقرأ بعضها تنتابني حالة لايمكنني تفسيرها ...ولكن اعكف على اعادة كتابتها وبسبب النضوج الفكري والتطور الكتابي والاسلوب الصوري للنص فكل شئ يتغير مع تطور الحياة فكلما ابحرت كثيرا في قراءاتي واطلاعي كلما ازددت معرفة ودراية واعتقد ان التقارب بين الكتابة الدرامية والشعرية لا يفصل بينهما سوى خيط رفيع ، كلاهما يمتلكان الصور التكوينية والجمالية والمشاعرية .. يحتفظان بذات التكوين الانساني ولذلك كنت اجد الكثير من الشعراء يكتبون للمسرح وعديد من كتاب الدراما يلجون عالم الشعر .)
و يقول ايضا :
(بعد مرور سنين وجدتني متفرغ للادب ، كنت اراه عالم جميل جدا ، وأنا اكتب نصا فذات الحال الذي نعيشه في الكتابة الدرامية اعيشه مع الكتابة الشعرية اعيش الشخوص والانفعالات التي ترافقها ، ليس سهلا أن تكتب نصا، لأن الكتابة حالة انسانية فريدة يعيشها الشاعر او الكاتب وهنا استشهد برأي الدكتور عبد الرضا علي ذكره في محاضرته في طنجة اثناء احتفالية الاتحاد قال:
( لا تصدق من يقول أن شيطان الشعر جائني وجعلني اكتب قصيدة )
مستحيل ان تحصل مثل هذه الحالات لانها هي حالة خاصة يعيشها الكاتب معاناة انسانية تتكون منها الصيغ والصور الشعرية وقبل ان يكتب ..يجب ان يفكر ما الذي سيكتبه؟ ولمن سيكتب وما الذي يريده من هذا النص ؟ )
تغرب في امريكا مع من تغرب من العيراقيين نتيجة ظروف البلد القاسية فاتخد من الولايات المتحدة الامريكية في ولاية / ( اوكلاهوما) سكنا وموطنا جديدا وحصل على الجنسيى الامريكية من هناك .
اياد البلداوي شاعر وكاتب مسرحي وقد حصل على شهادة معهد الفنون الجميلة -الفنون المسرحية (اخراج مسرحي )بامتياز ثم دخل دورة كتاب السناريو المسرحي في معهد التديب الاذاعي والتلفزيوني ببغداد عام \1976.و كتب واخرج العديد من المسرحيات والمسلسلات الاذاعية و له خبرة في ممارسة التمثيل والاخراج والكتابة الدرامية لأكثر من 50 سنه وقد اختص في كتابة قصيدة النثر .
ومن شعره هذه السطور :
تغريدة من عمق الذات
يوم وقعت العين على العين
وتزعزعت الروح في الجنبين
يوم غارت النفس في النفس
تلاطمت الحواس الست
وكنتِ انتِ
وأي أنتِ؟
سقطت معالم دنيائي
وحلّقت بقاياي لعليائي
ارتبكت فرائصي
وأنا في غمرة ثباتي
حتى حانت ساعة اليقين
يوم شددتُ أزري 
والتحمتُ بكِ
حتى لم أعد أدركُ نفسي
جنية أم أنسية أنتِ
اختلط الصفات 
وفلت لجام الفرس الاشهب
رمادي العين
اهتاجت قوائمه
وارتجفت ذوائبه
تلجلجت ثوابت الصوت في داخله
يبحث عن حورية السنين
يحقق العناق المبين
وفي خضمّ اللهفة والحنين
غابت!!!!
لا تدارلا تلا تلا
انتقل في عام\ 1993 عمان حيث عاش\ 13 سنة في الاردن نتيجة ظروف البلد القاسية ثم اتخذ من الولايات المتحدة وفي ولاية اوكلاهوما سكناً وموطناً جديداً حيث حصل على الجنسية الامريكية .
د.اياد البلداوي منح شهادة الدكتوراه الفخرية من مجلس الاعلام الفلسطيني .
- سفير المركز العربي الاوربي لحقوق الانسان في امريكا.
- حاليا يعمل رئيس اتحاد الادباء الدولي الذي اسسه بدعم من الولايات المتحدة الامريكية .
ويقول في احدى قصائده :
تكورات مبتورة الأذرع
ها أنا أنسحب
أجرُّ أذيالي خجلاً
ليس لأني أحببتكِ
بل لأني تركتكِ نجمة في سمائي
الكواكب تتراكم حولك
والنوايا تنوح فرادى
عبثا ألملم المجرّات
إشعاعكِ أفسد اقترابها
ليت أني كالارض أدور وأدور
حتى لحظة الانيهار
أغدو بعثرة متناثرة
بين نساء كوكب موبوء
الحب فيها
قطعة لبان يمضغها الجميع
نفوس اعيتها الحقيقة
تبصق الحب لحظة تريد
أي عالم مشلول العقل
منكوب الجسد
قررت الرحيل إليكِ
وأنا أتعرق خجلا
علني أجد فيك مستنداً
يعد اياد البلداوي حاليا متفرغاً للعمل كمؤسس ورئيس اتحاد الادباء الدولي الذي تأسس بجهد شخصي وبدعم من اصدقائه الادباء وبدعم شخصي وبترخيص من الولايات المتحدة الأمريكية .
وقبل عامين ماتت ابنته الاثيرة على قلبه فرثاها بافضل القصائد فيقول في احداها :
عند مفترق الطرق
أخطُّ طريقي وأنا التائهُ
خاب الظنُّ بحبٍ آمنتُ به
تُركتُ..
حيث لا علامات دلالة
ولا من يمسك يدي
ينقدني من ذلك التيه
التفت ذات اليمين والشمال
مامن قادم
ولا من صوت عاشق
يرأف بحالتي
هل تاهت بالركبان الأبل؟
عجبي من زمن ضاع فيه
العشق ومتعبده
تعطلت يداي
أصابها الوهن
لا إشارة ولا العشرة أصابع تتحركُ
انقطعت الانفاس
حيث الصراخ لم يعد يجدي نفعه
أدرك أنكِ وحدكِ
إن آمنتِ بي...؟
تنقذين الحال مما يلّفه
لبحث داخل الذات
آليت على نفسي
أن لا أنظر بين قدميّ
مدركاً ضياعي
بين علامات فارغة المعاني
وقفت عند قارعة الطريق
انتظر ..وأنتظر
وأنا في زحمة أفكاري 
تسللت أنامل دافئة 
تأبطت ذراعي
اقتادتني الى حيث لا أدري
حيث أكون
استوقفتني خطوات باردة
ما الفارق بين دفء الأنامل
وبرودة الخطوات..؟
عالم غريب الأطوار
يقيّد أعماق جوارحي
لا أستطيع العبث معها
فأنا لست أنا
وأنت لم تكوني أنتِ
هل الجميع ضياع
في فسحة البقاع
بالله عليك أفيديني
من أنا.....
ومن تكوني
الخبرة العملية :
-عضو الجمعية الثقافية للتمثيل والسينما 1956
- عمل عضوا نقابة الفنانين العراقيين من 1/1/1970
-عضو الهيئة العامة لاتحاد الفنانين العرب / القاهرة لغاية 1994
- عمل سكرتيرا اتحاد المسرحيين العرب لغاية 1994
-عضو الهيئة العامة لاتحاد الفنانين العرب / القاهرة لغاية 1994 
- محاضر في مادة التمثيل والاخراج في مركز شباب الحرية 1973ـ1975 
- عمل وكيلا ومديرا للانتاج لمؤسسة البدر للانتاج والتوزيع الفني الكويتية في العراق
-عمل مديرا لمؤسسة النبض للانتاج والتوزيع الفني 
-عمل مديرا تنفيذيا لمؤسسة لولو للانتاج والتوزيع الفني في الاردن 
-عمل مديرا اداريا لاكاديمية فلوريدا في الاردن 1995-1996
-عمل رئيسا لفرقة مجاهد التمثيلية 1968 
-عمل رئيسا لفرقة السلام للتمثيل 1958 
-عمل رئيسا ومؤسسا لفرقة المسرح العربي للتمثيل / الكوت 1963
عضوا في المركز العراقي للمسرح/ يوم المسرح العالمي ممثلا لفرقة مسرح 70 للتمثيل عام 1971 
-عمل مديرا عاما لمؤسسة المسرح العربي للانتاج والتوزيع الفني 
عمل في مديرية النشر والاعلام بوزارة الزراعة والاصلاح الزراعي 
عمل نائبا لرئيس الرابطه الوطنية العراقية للدفاع عن حقوق الإنسان
عمل رئيسا لفرع الاردن لهيئة حقوق الإنسان والمجتمع المدني العراقيه 
عمل خبيرا اعلاميا ومديرا لقسم الاعلام في المركز الرئيسي لانتخابات مجلس النواب خارج العراق / الاردن شارك في مؤتمر الكنائس لمنظمات حقوق الانسان الذي نظم في عمان وكان له بحثا عن ( احتلال العراق والمعاناة الانسانية للعراقيين) 
- شغل رئيس لجنة المتابعة في نقابة الفنانين / لدورتين انتخابية نقابية منذ عام 1984 
- شغل مدير الثقافة والفنون لمراكز شباب العراق / وزارة الشباب 1975 -- 
- شغل معاون مدير الفرقة القومية للتمثيل /دائرة السينما والمسرح ممثل أول في الفرقة القومية للتمثيل / دائرة السينما والمسرح / وزارة الثقافة والاعلام – 
- شارك في العديد من التمثيليات والمسلسلات الاذاعية والتلفزيونيه 
- شارك كممثل في فلمين سينمائيين / يوم آخر / البيت شارك في مؤتمر الكنائس لمنظمات حقوق الانسان الذي نظم في عمان وكان له بحثا عن ( احتلال العراق والمعاناة الانسانية للعراقيين) 
عضو نقابة القلم الحر المستقله للصحافه والاعلام والادب والشعر/القاهره 
مديرا لمكتب امريكا لمؤسسة النور للثقافة والاعلام 
عضو الاتحاد العالمي للثقافة والاداب
عضو مؤسس مجموعة أنكي للابداع في تكساس
عضو رابطة الادباء العرب مدير ومؤسس مجلة( ينابيع ثقافية الالكتروني)باللغتين العربيه والانكليزية مدير منتدى المثقفين في امريكا وكندا ودول المهجر 
مؤسس اتحاد الادباء الدولي ورئيس مجلس الادارة \ المركز العام امريكا2016
- حصل على العديد من الشهادات التقديرية عراقية وعربية
- كرم من قبل محافظ الفيوم بمنحه وسام المحافظه 
- كرم من قبل مهرجان القلم الحر الرابع في الفيوم ومنح شهاده تقديرية 
-منح شهادة تقديرية من اتحاد الكتاب والمثقفين العرب ومنحه لقب (شاعر الفرات) 
- منح شهادات تقدير من المركز الثقافي العراقي في واشنطن عن نشاطه الثقافي والانساني 
- شارك في العديد من المهرجانات العربية والعراقية / مسرحية / تلفزيونية
- انتجت له اعمالا تلفزيونية اذاعية وتلفزيونية في الكويت / مؤسسة البدر / وقطر 
- انتجت له اعمالا تلفزيونية اذاعية وتلفزيونية في الكويت / مؤسسة البدر / وقطر 
-انتجت له مسلسلات اذاعية وتلفزيونية للاذاعة الاردنية والشركات الخاصة 
عضوا في المركز العراقي للمسرح/ يوم المسرح العالمي ممثلا لفرقة مسرح 70 للتمثيل عام 1971 •
نظم عدد من المهرجانات الفنية لمراكز شباب العراق منها :
ـ المهرجان المسرحي الاول لمراكز شباب العراق 
ـ مهرجان الموسيقى والغناء الاول لمراكز شباب العراق
ـ المهرجان المسرحي الاول لمراكز شباب بغداد 
ـ المهرجان الاول للموسيقى والغناء لمراكز شباب بغداد
شارك في مسرحية الكوخ بمهرجان المسرح الريفي
-شارك كممثل في مسلسلات تلفزيونيه في الاردن 
-شارك كممثل في مسرحية ( اوروك ) في الاردن 2003
شارك في مسرحية الكوخ بمهرجان المسرح الريفي
-اخرج مسرحية ( محاكمة الثعلب ) للاطفال في مهرجان جرش 1997
نشرت له عدد من المقالات والبحوث والدراسات في عدد من الصحف
قدم بحثا عن ( الفنون والآداب في مجال السلام العالمي وحقوق الإنسان 
كرم من قبل محافظ الفيوم بمنحه وسام المحافظه 
كرم من قبل مهرجان القلم الحر الرابع في الفيوم ومنح شهاده تقديرية 
منح شهادة تقديرية من اتحاد الكتاب والمثقفين العرب ومنحه لقب (شاعر الفرات) 
منح شهادات تقدير من المركز الثقافي العراقي في واشنطن عن نشاطه الثقافي والانساني
اما دواوينه الشعرية فاذكر منها :
ديوان (معذبتي ) 
ديوان ( خاصرة الوجع) 
ديوان (تكورات مبتورة الأذرع) 
ديوان (قراءة منتحرة)
اما كتبه ومحاضراته :
ترجم كتاب ( مسرح الطفل) 
( ثلاث مسرحيات للوطن )
له عدد من المقالات والبحوث والدراسات في عدد من الصحف
قدم بحثا عن ( الفنون والآداب في مجال السلام العالمي وحقوق الإنسان
واختم بحثي عن الشاعر اياد البلداو ي بهذه السطور من شعره النثري :
كلما عدت ياعيدي
عدت من جديد
ايها اليوم العتيد
عدت لتذكرني بكل مافات
وكما تريد
عدت أيها العيد
وانا هنا أعد السنين
تتراكض مني
تهرب نحو البعيد
اقف عند ذات المكان
ذات الزاوية من الزمان
ومازال ذات السؤال
يخترق رأسي
قلبي
هل تعود؟
تعلم أيها العيد
أني أظل واقفاً
لن أنتكس
أخترق الجدران
أثبت جذوري في عمق الوريد
كنخلة باسقة 
تحمل على كتفها السعفات والعناقيد
تمنح الشهد
تترك الحياة لمن يريد
فأنا الحب دائماً
أتجدد
أحملكِ 
نحلق نحو النجوم 
نعانق القمر من جديد 
.
امير البيـــــان العربي
د. فالح نصيف الحجية الكيلاني
العراق- ديالى - بلــــــد روز
************************************

 

magaltastar

رئيسة مجلس الادارة

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 186 مشاهدة
نشرت فى 6 نوفمبر 2018 بواسطة magaltastar

موسوعة شعراء العربية
المجلد العاشر -الجزء الاول
.
بقلم د فالح الكيــــلاني
.
( الشاعر الصادق حمدان شرف )
.
ولد الصادق حمدان شرف سنة \1942 في مدينة ( منزل تميم ) التابعة لولاية ( نابل ) في القطر التونسي وقد ترعرع في هذه المدينة وتعلم اول حروفه في الكتاب ثم اكمل المرحلة الابتدائية ثم المرحلة الثانوية في مسقط راسه (منزل تميم ) .
انتقل الى مدينة ( تونس) عاصمة البلاد فدخل المدرسة الصناعية وحصل على (شهادة الكفاءة الصناعية ) في عام \ 1965
ثم اكمل تعليمه العالي في الجامعة التونسية
الصادق صدق في محبته للادب والشعر فاخذ ينظمه بسن مبكرة ونبغ فيه يقول في احدى قصائده الغزلية ليعبرعما يكتنفه من مشاعر الحب والغرام والروح الشبابية المتوثبة في عنفوان وطموح :
أحبك .. هل أحبك ليس إلاَّ
وحـبُّــك عـز في قلبي .. وجـــلاَّ
وفي جسدي محلّ الروح حـــلاَّ
أحبك والهوى العطشانُ أنــقى ..
زهور الشوك في الصحراء أبــقى
إذا ما عشتُ في عطشي شـقـيا فإني في ارتوائي عشـتُ أشـقــى
فكيف تـُــرى أحـبـكِ لـيـس إلا ... ؟
وفيك الله لي عشقــا تجـــلىَّ
فأنت الفرحة الكبرى وهذا 
ربيعك لفَّـني شمسا وظــلاَّ
أحدق فيك تضطربين لكنْ
احسك في اضطرابك صرتِ أحلى
وطيفك يا الحبيبة مذ أطــلاَّ
أحال مزارعي وردا وفلاَّ ...
فكيف تـُــرى أحـبـكِ لـيـس إلا ... ؟؟
وفيك الله لي عشقــا تجـــلىَّ
ويقول ايضا :
قمة الحبّ عليها يقفُ الدهر ُ بنا
يا حبيبًا حوّل الظلمة في عيني سنا
وبنى لي فوق أفنان الليالي مَسكنا
كم بنى لي قبلك الحُلمُ صروحًا! كمْ بنى!
فإذا استيقظتُ من حُلْميَ ينْهار البنا
لم تعد حُلمًا .. فها أنت إلى جنبي أنا
والهوى شيَّد بيت الشوق في وُجْدانِنا
ياحبيبًا يهتفُ القلبُ له في كل حينْ
كلّما فكرت في الهجْران يومًا قد يحين
تصعد الآهات في صدري على رتْلِ الأنين
ضُمّني حتى تُفيق الذّهنَ من حُلْمي الحزين
فهو قد خيَّل لي أنك طيفٌ من حنين
شكَّ في أنك قربي .. شكَّ حتى في اليقين
ويحَ قلبي من شرود الذهن في غور السنين
___________
ياحبيبًا أفعم القلب بما عزّ وجلْ
لا تُسهِّرْني على ضوْء ضئيلٍ من أمل
فلهيبُ الشوق لا يفهم ما لطفُ الغَزَل
عَطَشٌ منّي ارتوى.. لكنني لما أزل
برّد النار على ثغري .. فما أحلى القُبل
لم يزل في حبكَ القلبُ صبيّا ما عقل
أفما كان صبيّا طائشاً كلّ بطل?!
ــــــــــــــــــــــــــــــ
الصبيّ اليوْم أمسى بطلاً .. لا يُغْلَبُ
ومن الأبطال مَنْ بالنار دوماً يلعب
كم لعبنا! وتعبنا! ودهانا المغرب
فخلا من هرج الحبّ ومنَّا الملعب
وجلسنا في ظلام أنت فيه الكوكب
يا حبيبي من دُجى الليل إليك المهْرب
أسْند الرأس لصدري.. فكلانا مُتعب
نشأ الصادق شرف ابو وجدان شاعرا ثائرا تحدى في شعره انظمة الحكم الدكتاتورية والدينية فهو لا يؤمن بالدولة الدينية وما يكتنفها من مشاكل وامور تكون بعيدة عن الديمقراطية والعدل الاجتماعي وقد تم استدعاؤه للتكريم في اليوم الوطني للثقافة من قبل المندوبية الجهوية بمدينة ( نابل )ـ سنة 1992 لكنه رغم حضوره للاستلام منحت لغيره بسبب مواقفه السياسية المعارضة لسياسة الدولة حيث كان معارضا للديكتاتوريهْ والدولة الدينيهْ قبل الثورة التونسية وبعد الثورة ومنذ أن كان أمين تحرير مجلة الفكر من سنة 1978 إلى 1986 لاحظ قوله في ذلك يقول :
مشكلة ثورتنا ( وعيصة ) ؟ وأين رأس المشكلهْ؟
لما تزل كبرعم فائحة لو أنها تفتحت قرنـفـلَهْ ؟!
أم أنها معضلة عويصة .. ؟ ويا لها من مُعضلَهْ !
قد أنجبتْ حكومتين : هذه زاطلة وبعدها مزطَّـلَهْ
واحدة قد تاجرت بالدين وانتهت به مستغْـولهْ
ثانية من بعدما ( إِتِّخَذَتْ ) قالتْ سأشري مُكْحَلَهْ
تكحّلت عيونها الزرقاء بالوراثة المُدَلَّـلهْ
بهؤلاء قد أتـتْـنا ثورةٌ عظيمةٌ لكنها معطَّـلَهْ
من الذي عطَّلها إني أرى (نُوبِلْ) بها محـتـفـلَهْ !؟
ونحن لم نحْـفـل بها لأننا منْ أمّة مُحَـنْـبَـلَـهْ
قد أُخذَتْ من شعرها .. وجـرَّها آخذها للمزبلهْ
باتـتْ ضحية لمازوشيّة كان أبوها مقصَلَهْ
قالوا : ـ بماء الفرق تم غسلُهُ في لنْدَن المعتدلهْ
مغسلة ابْريطانيا يا ويلها .. هل نظفته المغسلهْ !؟
....................... ***** ............................
مشكلة في وطني ؟! بل ذاك رأسُ المشكلَهْ
يقول : ـ بالوفاق والنفاق يَـبْـنِي حزبُنا مستقبلَهْ
مستقبل لكافر بالعلْم يا ما نحوه أضاع ألف بوصَـلَـهْ
واحدة فقط توصله للحية وسبحة وامرأة مكـبَّـلَهْ
عُـبِّـيـثَـة في بطنها الإرهاب يحشو قـنـبـلهْ
أيولد الجيل الجديد يا ترى من نطفة مخـبَّـلهْ
هل الخبال أمتي به ستـبـنـي الأمةَ المفضَّـلَهْ ؟!
........................ ***** ...........................
تونس كانت جنة .. لو أصبحتْ جهنمَ المشتعلهْ
ستنطفي لو ينحني أبناؤها للشغل مثل السنبلَهْ
سنبلة هل تنحني فارغة ؟ بل التي بحبِّها مثـقَّـلَهْ
ستنحني لارضنا وفي سجودها تسبيحة وبسمَـلَهْ
إلى إلاهي كي تظلَّ تونس الفيحاءُ كالقرنـفـلَهْ
شاعرنا الصادق (ابو وجدان) نال جملة من التكريمات والتشكرات والجوائز الثمينة المادية والعينية والادبية اذكر منها مايلي:
• تم تكريمه من قبل الرئيس التونسي ( بورقيبه) بجائزة الشعر بمدينة( قربة ) ـ سنة 1959 .
• تم تكريمه بجائزة الدولة للشعر بتونس عن ديوانه الشعري (شواطئ العطش) سنة 1979 .
• تم تكريمه بجائزة بلدية ( تونس )العاصمة للشعر عن ديوانه الشعري (بحجم الحبّ أكون) سنة 1981 .
• تم استدعاؤه للتكريم في اليوم الوطني للثقافة من قبل المندوبية الجهوية بمدينة ( نابل )ـ سنة 1992 لكن عدل عن ذلك بسبب مواقفه السياسية المعارضة لسياسة الدولة لأنه كان معارضا للديكتاتوريهْ \ والدولة الدينيهْ\ وذلك قبل الثورة وبعد الثورة منذ أن كان أمين تحرير مجلة الفكر من سنة 1978 إلى 1986 .
• تمّ تكريمه بجائزة دار الثقافة بمدينة (المروج ) لأحسن مجموعه شعرية صدرت سنة 2005وكانت مجموعته الفائزة وعنوانها : (هل أنت من عشّاق إسرائيلا ؟) وذلك سنة 2006 .
• تمّ تكريمه من قبل والي بولاية (المنستير) في الدورة الرابعة للملتقى الوطني للشعر العمودي بمدينة (عميرة الحجاج) عام 2008 .
• تمّ تكريمه في المهرجان الوطني للأدباء الشبان في الدورة 23 ب بمدينة ( قليبية )ـ سنة 2009 .
• شارك في المهرجان العالمي للشعر بيوغسلافيا ( سراييفو ـ اسروغا) ـ سنة 1980 .
• شارك في مهرجان حافظ وشوقي للشعر العربي بالقاهرة ـ سنة 1983 .
• شارك في مهرجان الأمة للشعر الشبابي بالعراق ـ بغداد ـ سنة 1984 .
ويقول في احدى قصائد ه الجميلة والحديثة :
أحبُّ النساءَ كما كان يعشقهن النبيُّ محمَّـدْ
فمنهنَّ أمي وأختي وبنتي وصدر التي أتوسـدْ
وفي حبهنَّ أبالغ حتى ولو قيل : أنتَ إذنْ تتعمدْ!
نعم أتعمَّد عفويةَ الحبِّ حتى ولو أنني أتكبَّدْ..
متاعد من يحفرون أمامي الطريق المعبدْ
لكي يمنعوني الوصول لوجدانهن بروح التوددْ
بعقل تجاوره الزمن الصعبُ حتى تجًـمَّدْ
ولكنْ هنالك تحت الجمود هنــاك دم يــتمردْ
ويرفض ما يدعيه لهن من النقص أولادُ أحمدْ
وهم من سينقصهم كلُّ عقل ودين ودنيا وسؤددْ
فهم يدعون بأن رسول السلام النبيَّ محمد ..
يقول:هو النقص في المرأة العورة! كلا وأقصدْ
بأنه ما قال هذا تماما .. بلى إنه الكذب المتعمدْ
لتقسيم مجتمعي المدنيِّ ، فكم مؤمن هو ملحدْ
لذاك أنا علم تونسيٌّ ولوناه من دمنا المتوقدْ..
فنصفه أحمرُ نصفه أبيضُ هذا هو العَلَم المتمردْ
على من أتونا بدين الجمود .. وديني أنا متجددْ
الصادق شرف ( ابو هو :
استاذ اللغة العربية والادب العربي في تونس
مدير ورئيس تحرير مجلة ( الاخلاء ) التونسية
رئيس تحرير مجلة ( الفكر)التونسية 
مدير مؤسسة (ابو وجدان ) للطبع والنشر والتوزيع في تونس 
مؤسس مهرجان الشعرالعربي الحديث بمدينة( الجريد ) التونسية
مؤسس مهرجان (يوسف التميمي) للموسيقى بمدينة (منزل تميم ) 
مؤسس فرع اتحاد الكتّاب التونسيين للوطن القبلي ب(منزل تميم ) 
مؤسس الشركة التونسية للإنتاج الثقافي
للصادق حمدان شرف ابي وجدان العديد من الدواوين الشعرية والكتب الثقافية والادبية اذكر منها مايلي :
شواطئ العطش -
الحب مع تاجيل التنفيذ -
حروف تجر الفعل الماضي -
- بحجم الحب اكون 
- لغة الاغصان المختلفة – ديوان شعر (مشترك)
اجهش الغضب - 
- هروبا من الهروب 
تحيا الحاء تحيا الباء -
- اجري ورجلي في يدي 
- النكبة الام يا امي 
- اعطني حريتي
- واقسمت ان ينتصرالصندوق 
- هل أنت من عشّاق إسرائيلا ؟- 
- نعم .. أنا معارض / أعارض الديكتاتوريهْ / والدولة الدينيهْ
- أبو وجدان قبل سقوط الطاغية 
- تحيا ثورة تونس
- فما عاد بالموت يحيا الوطن
- وابتدأ الإرهاب .. في كلية الآدابْ 
- سلفيٌّ قتل أمّي ثانية
- الحجاب عادهْ ؟ أم عبادهْ ؟
- تونس ويوفى الكلامْ
- والحب .. رسول الربْ
ــ أحبك يا وطني .. في إشراقة المجتمع المدني (مجموعة من المقالات)
ــ وزن الشعر الحرْ \ في أنشودة المطرْ \ لبدر شاكر السيّاب ( دراسة )
ــ أجنحة الحبْ .. والسياسة والأدب ( مجموعة من الرسائل )
ــ العصفور في قفص الإتّهام (رواية اجتماعية سياسية ساخرة )
ــ أبو وجدان بين سيفين : سيف الرحبي وسيف المري : دراسة نقدية
واختم بحثي بهذه القصيدة الرائعة والتي تمثل الواقع اللانساني لحكومات الدول العربية ومن يسير بركابهم ممن يتمسكون بكراسيهم ويظلمون الناس امرا ثم يتحدث فيها عن الاستعمار الامريكي واحتلاله للعراق وتمسك من جاء بهم بكراسيهم ومناصبهم هم ومن على شاكلتهم حتى ضاموا الناس خسفا يقول :
أتحدّى كلّ عشّاق الكراسي
أيّهم كرسيّه لم يرتكبْ بعضَ المآسي .؟
* * *
أتحدّى كلّ عُشّاق الكراسي ..
مِنَ كراسي مجْلس القهرِ ..
وكم قيه من المهر الخُماسي !
لابنة النّجم السُّداسي
مجلس القهرِ وكم فيه قضايانا توارى ؟ !
خلف داء .. ودواء .. تتوارى
فإذا الداء : يتامى و ثكالى وحيارى
و الدواء يقتل أطفالا صغارا
الجنازات إلى القبرِ نراها تتبارى
هم يموتون حصارَا
طلبوا من مجلس القهر دواء وغذاء
أرسل المجلس فورا
طائراتٍ و صوارخَ ونارًا ودمارَا
أصبح الداء يداوي في قوانين السكارى
سكِـروا بالقوة العمياء ليلا ونهارا
هكذا يَعْـمَى .. ويعْـمَى عن عراجين المآسي
كلّ عشاق الكراسي
فإذا نحن الأشقاءُ شقاقٌ وانشقاقْ
وتشفّ من عصافير العراقْ
أمريكا القوةُ العمياء / والشمطاءُ دوما في سباقْ
نحو تركيع العراقْ
باختصارٍ سوف لن يركعَ وجهُ الله .. وجهُا الانتصارْ
رغم هذا الانكسارْ / والحصارْ / من رُبُـوّات القرارْ
باختصارٍ .. و اختصارا للضجيجْ
أمريكا عشقت كرسي الخليجْ
أتحدّى كلّ عشاق الكراسي
أيّهم كرسيّه لم يرتكبْ بعضَ المآسي ..؟!
* * *
أتحدّى كلّ عشّاق الكراسي ..
منْ كراسي العالمِ النامي،
وكمْ فيه من الضّربِ الحماسي !
فوقَ أوتارِ شُعُوبٍ تعشقُ الطّبلَ النُّحاسي
أتحدّى كلّ عشّاقِ الكراسي .. ..؟!
أيّهم كرسيّه لم يرتكبْ بعضَ المآسي
* * *
أتحدّى كلّ عُشّاق الكراسي ..
مِنَ كراسي مجْلس القهرِ ..
وكم قيه من المهر الخُماسي !
لابنة النّجم السُّداسي
مجلس القهرِ وكم فيه قضايانا توارى ؟ !
خلف داء .. ودواء .. تتوارى
فإذا الداء : يتامى و ثكالى وحيارى
و الدواء يقتل أطفالا صغارا
الجنازات إلى القبرِ نراها تتبارى
هم يموتون حصارَا
طلبوا من مجلس القهر دواء وغذاء
أرسل المجلس فورا
طائراتٍ و صوارخَ ونارًا ودمارَا
أصبح الداء يداوي في قوانين السكارى
سكِـروا بالقوة العمياء ليلا ونهارا
هكذا يَعْـمَى .. ويعْـمَى عن عراجين المآسي
كلّ عشاق الكراسي
فإذا نحن الأشقاءُ شقاقٌ وانشقاقْ
وتشفّ من عصافير العراقْ
أمريكا القوةُ العمياء / والشمطاءُ دوما في سباقْ
نحو تركيع العراقْ
* * *
باختصارٍ سوف لن يركعَ وجهُ الله .. وجهُا الانتصارْ
رغم هذا الانكسارْ / والحصارْ / من رُبُـوّات القرارْ
باختصارٍ .. و اختصارا للضجيجْ
أمريكا عشقت كرسي الخليجْ
أتحدّى كلّ عشاق الكراسي
أيّهم كرسيّه لم يرتكبْ بعضَ المآسي ..؟!
* * *
أتحدّى كلّ عشّاق الكراسي ..
منْ كراسي العالمِ النامي،
وكمْ فيه من الضّربِ الحماسي !
فوقَ أوتارِ شُعُوبٍ تعشقُ الطّبلَ النُّحاسي
أتحدّى كلّ عشّاقِ الكراسي ..
أيّهم كرسيّه لم يرتكبْ بعضَ المآسي ..؟!
* * * 
أتحدّى كلّ عشّاق الكراسي ..
من أميرٍ .. ووزيرٍ .. ومديرٍ
من أصوليّ إمامٍ .. وانتهازيّ سياسي
لاعبيّ الورقِ الممهورِِ بالشهوة ليلا
و ليالينا : (الليالي .. والليالي ..) ومواويل الأماسي
* * *
أتحدّى كلّ عشّاق الكراسي ..
أيّهم كرسيّه لم يرتكبْ بعضَ المآسي ..؟!
مَن تُرى يحلفُ بالله ..؟ بهذا الوطن الممتدّ جرحًا
من خليجِ الدّمِ فـيـنا // لمحـيطِ الهـمّ مـنّـا..
مَن تـرى يحـلِـفُ منهم : - " أنّه جدّ بريءْ ؟!"
إنْ يجـبْـني عاشقٌ منهم :
ــ " أنا لم يجدِ الكرسيّ في مَن قاسَهم مثلَ قياسي ..
أملأ الكرسيّ إذ أجلسُ فيه مثلما يملؤني دون افتراسي.."
قلت : ــ " مهلا .. إنّما هذا ادّعاء بالأساسِ
فالكراسي هي أيضا تعشقُ الناسَ الكراسي
والجلوسَ الانعكاسي
كم رموزٍ جلس الكرسيّ فيهم !!
وعليهم مارس الكرسيُّ أهواءَ النواسي ؟
فإذا بالفوق تحتٌ .. وإذا بالتحت فوقٌ ..
وإذا كُـدْسُ الكراسي فوقهم مثلَ الرواسي
وإذا مشنقةُ الكرسيّ في أعناقهم
تمتدّ من أفواههم ألسنةٌ تصرخ : ــ "راسي !
آه راسي ! أين راسي ؟ "
* * *
أتحدّى كلّ عشّاق الكراسي .
أيّهم كرسيه لم يرتكبْ بعض المآسي ..؟
تحسبُ الكرسيّ حبسا تسمع المحبوسَ فيه
إن تشأ تحريره من حبسه يرجو :
ــ " دعوني .. إنّما حرّيـتي في الانحباسِ "
فدعوا أحرارَ هذا الجنسِ .. في حبسِ الكراسي
مَحبس من خشبٍ أو من صفيحٍ لـيّـنٍ ..
يهتزّ بالـموسِ لذيذا .. وطريّا..
آهِ حدّ الموسِ قاسِي !
والذي تقسو عليه حُفرةُ الكرسيّ يقسو ..
يصبح الإنسان فيه قابلا للاختلاسِ
* * *
أتحدّى كلّ عشّاق الكراسي ..
من أميرٍ .. ووزيرٍ .. ومديرٍ
من أصوليّ إمامٍ .. وانتهازيّ سياسي
لاعبيّ الورقِ الممهورِ بالشهوة ليلا
و ليالينا : (الليالي .. والليالي ..) ومواويل الأماسي
* * *
أتحدّى كلّ عشّاق الكراسي ..
أيّهم كرسيّه لم يرتكبْ بعضَ المآسي ..؟!
مَن تُرى يحلفُ بالله ..؟ بهذا الوطن الممتدّ جرحًا
من خليجِ الدّمِ فـيـنا // لمحـيطِ الهـمّ مـنّـا..
مَن تـرى يحـلِـفُ منهم : - " أنّه جدّ بريءْ ؟!"
إنْ يجـبْـني عاشقٌ منهم :
ــ " أنا لم يجدِ الكرسيّ في مَن قاسَهم مثلَ قياسي ..
أملأ الكرسيّ إذ أجلسُ فيه مثلما يملؤني دون افتراسي.."
قلت : ــ " مهلا .. إنّما هذا ادّعاء بالأساسِ
فالكراسي هي أيضا تعشقُ الناسَ الكراسي
والجلوسَ الانعكاسي
كم رموزٍ جلس الكرسيّ فيهم !!
وعليهم مارس الكرسيُّ أهواءَ النواسي ؟
فإذا بالفوق تحتٌ .. وإذا بالتحت فوقٌ ..
وإذا كُـدْسُ الكراسي فوقهم مثلَ الرواسي
وإذا مشنقةُ الكرسيّ في أعناقهم
تمتدّ من أفواههم ألسنةٌ تصرخ : ــ "راسي !
آه راسي ! أين راسي ؟ "
* * *
أتحدّى كلّ عشّاق الكراسي .
أيّهم كرسيه لم يرتكبْ بعض المآسي ..؟
تحسبُ الكرسيّ حبسا تسمع المحبوسَ فيه
إن تشأ تحريره من حبسه يرجو :
ــ " دعوني .. إنّما حرّيـتي في الانحباسِ "
فدعوا أحرارَ هذا الجنسِِ .. في حبسِ الكراسي
مَحبس من خشبٍ أو من صفيحٍ لـيّـنٍ ..
يهتزّ بالـموسِ لذيذا .. وطريّا..
آهِ حدّ الموسِ قاسِي !
والذي تقسو عليه حُفرةُ الكرسيّ يقسو ..
يصبح الإنسان فيه قابلا للاختلاسِ
* * *
أتحدّى كلّ عشّاق الكراسي ..
أيّهم كرسيّه لم يرتكبْ جلّ المآسي ؟!
تحسب الكرسيّ مسمارًا
فما من جالس إلاّ وقد وطّد للكرسيّ حقلَ الانغراسِ
رُبّما يلتذّ مَنْ في ظهره الكرسيّ مدقوقٌ
ولكنّه مسكينٌ .. يقاسي !
كم يقاسي !
كم يقاسي
.
امير البـيـــــــــــــــــــــــان العربي
د. فالح نصيف الحجية الكيـــــلاني
العراق - ديالى - بلـــــــــد روز
*************************

magaltastar

رئيسة مجلس الادارة

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 192 مشاهدة
نشرت فى 5 نوفمبر 2018 بواسطة magaltastar

موسوعة شعراء العربية
المجلد العاشر - الجزء الاول
.
بقلم .د . فالح الكيلانـــي
.
( الشاعرعبد العزيز صالح المقالح ))
.
عبد العزيز بن صالح المقالح اديب شاعر وناقد وكاتب من اليمن
ولد في سنة \ 1937 وفي رواية اخرى \ 1939 بقرية ( المقالح ) في منطقة ( الشعر) بمحافظة (إب) في اليمن. فهو ينتمي الى أسرة فلاحية تمارس مهنة المشيخة عرفاً وتقليداً، فوالده الشيخ صالح المقالح احد اكبر مشايخ ( الضمان ) بالمنطقة، وكان- رحمه الله – على مستوى لا باس به من الثقافة والتقليدية .
انتقل إلى صنعاء في السادسة من العمر ودخل بمدرسة الإرشاد الابتدائية في الكائنة في حي ( الزمر)- حي من إحياء صنعاء القديمة-، وتعلم بها، فحفظ الكثير من سور القران الكريم، ووكثير من الاحاديث النبوية الشريفة، ومسائل في علوم الفقه والعبادات، وأصول النحو العربي، وعدداً غير قليل من الأناشيد، وبعض المحفوظات وبخاصة أثناء ما كان في الصف الرابع والخامس والسادس الابتدائي ، حيث كان يقدم لزملائه التلاميذ ابياتا من القصائد القديمة والمعاصرة لشعراء لحافظ إبراهيم، وأحمد شوقي، وأحمد المروني الشاعراليمني وابن الرومي.
وبدأ يشعر برغبة في التعبير عن مشاعره شعراً، وبدون توجيه من أحد، وكان في سن الثالثة عشرة ، وكان قد قرا كتاب ألف ليلة وليلة، والسير الشعبية مثل سيرة( سيف بن ذي يزن، وسيرة عنترة بن شداد، وسيرةابي زيد الهلالي،) والتي كان والده قد اقتناها أثناء عودته من عدن، ومصر، والعراق والتي كانت فيها ثروة شعرية كبيرة .
سافر عبد العزيز من صنعاء قاصدا مكة المكرمة لاداء فريضة الحج وبعدها الاعتمار وهو في الثانية عشرة منعمره وليكون بالقرب من والده الذي كان قد سجن بتهمة التعاون مع الثوار الذين زج بهم الإمام أحمد حميد الدين في غياهب السجون بعد فشل ثورتهم الكبرى سنة 1948م على أبيه الإمام يحيى حميد الدين، وقد شارك في هذه الثورة عدد كبير من العلماء، والقادة، والمفكرين أمثال: عبد الله الوزير، وحسين الكبسي، والفضيل الورتلاني والشاعر أحمد المروني، والأستاذ أحمد محمد نعمان ، والشاعر محمد محمود الزبيري وغيرهم.
وكان قد توفي اخوه الصغير فحزن عليه شاعرنا حزناً شديداً، وترجم عواطفه اثر ذلك في قصيدة رثائه شارك في تقويم اعوجاجها العروضي الشاعران أحمد المروني والقاضي عبد الله الشماحي.
ونشر أول قصيدة رثاء ايضا نظمها في الذكرى الثانية لوفاة صديق عزيز له، فقده في بداية شبابه، وكانت وفاته تمثل كارثة له ،وقد نشرها في صحيفة النصر التي كانت تصدر بمدينة ( تعز ) ونشرها باسم مستعار ( ابن الشاطئ ).وجمعت اشعار للشاعر، أثناء تواجده بحجه بديوان شعر أسماهُ: (دموع في الظلام).
ونشر اول قصيدة بعنوان (من اجل فلسطين ) وأذيعت من راديو صنعاء بعد افتتاح الإذاعة في العام الأول لميلادها سنة\ 1956م، ثم تلتها قصيدة: ( شكوى الغريب) والتي كانت قد نشرت في صحيفة ( الرياضة) التي كان يعدها الشاعر مع زملائه خطياً في حجه، ثم نقلتها عنها جريدة النصر سنة \1957م.
انتقل الشاعر إلى مصر سنة\ 1958م وكانت أول رحلة يغادر فيها بعيداً عن الوطن للدراسة، فقد حاول الدراسة في جامعة القاهرة لكن ظروفاً حالت دون ذلك فعاد إلى اليمن.
الا انه اعاد الكر الى القاهرة لمزاولة دراسته بجامعة القاهرة نفسها سنة\ 1960م، وكن محاولته فشلت بسبب قيام ( ثورة 26 سبتمبر 1962م) و لم يتمكن من استكمال دراسته جدياً إلا في سنة 1967م. حيث التحق في جامعة القاهرة وحصل على الإجازة في اللغة العربية وآدابها سنة\ 1971م، ثم حاز على درجة الماجستير في الأدب العربي عن موضوع رسالته: ( الأبعاد الموضوعية والفنية لحركة الشعر المعاصر في اليمن)، من جامعة عين شمس، سنة 1974م، ثم نال شهادة الدكتوراه ايضا من جامعة ( عين شمس ) وبدرجة ممتاز جداً و موضوع رسالته: ( شعر العامية في اليمن- دراسة تاريخية ونقدية) .
وفي أثناء دراسته في مصر كان يعاني من ضيق في الانفاق لوجود وجود الأطفال والزوجة، بالإضافة إلى التقلبات الصحية، الاانه كان على على اتصال وثيق بأغلب رموز الحركة الثقافية والادبية في اليمن. وينشد لليمن بلده الغالي فيقول :
وطــن الـنـهـار ومـعـبـد الـزمــن
أنـــا عـائــدٌ لأراك يـــا وطــنــي
" صنعـاء " تدعونـي مواسمـهـا
وعواصـف الأشــواق تعصـرنـي
حـمـلـتـك أشــجــاراً وأضــرحــةَ
عيـنـي فـلـم تهـجـع ولـــم تـهــنِ
ورحـلـتَ فــي الأجـفـان سـاهـرةً
هـل أنـت فـي الأحـلام تذكرنـي ؟
أبحـرتُ فـي دمعـي ، مــا قــدرت
أمواجـه ، وغرقـتُ فــي شجـنـي
وركبـتُ مـوج البحـر ، فاحترقـت
خيـلـي وفـــي أعقـابـهـا سـفـنـي
وبـعـثــتُ أشــعــاري لتغـسـلـهـا
مــن حزنـهـا الـدامـي فتغسـلـنـي
ووقـفـتُ تـحـت اللـيـل منـطـرحـاً
أدعــوك مذبـوحـاً ، أتسمعـنـي ؟
عـيـنـاي فـــي عيـنـيـك سُـمّـرتـا
تـتـسـاءلان مــتــى ستـرجـعـنـي
ومـتــى أُقّـبــل تــربــة نــزحــت
وأخيـط مــن أشجـارهـا كفـنـي ؟
عــادت طـيـور الأرض صـادحـة
فمـتـى يـعـود الطـائـر اليـمـنـي ؟
*******************************
وطـــن الـنـهـار وقـبـلــة الأبــــدِ
أنـــا عـائــدٌ لأراك يــــا بــلــدي
" عــدن " تنـاديـنـي وتسـألـنـي
أمـواجُـهــا مـحـمـومــة الــزبـــدِ
لِــمَ لاتـعـود ؟ غسـلـتُ شاطـئـهـا
ومسـحـت وجــه اللـيـل والـرمــدِ
أكـلــت مـيـاهـي كـــل عـاصـفــة
سـفـنُ الغـريـب سحقتـهـا بـيـدي
والأرض مـنـذ رحـلــت واجـمــةٌ
تدعـوك فــي شــوق وفــي كـمـدِ
أتعـود يـا طفـلـي ؟ كـفـى سـفـراً
أكل النوى شمسي ، طوى جلدي
أتـظــلُّ مـرتـحــلاً بــــلا وطــــنٍ
وتـسـيـر مـنـبــوذاً بــــلا ســنــدِ
تبـنـي قـصــور الـوهــم مغـتـربـاً
وتــبــدد الأيــــام فـــــي حـــــردِ
وأنــا بــلا مــأوى ، أتسمعـنـي ؟
أُمٌّ أنــــا ، لــكـــن بـــــلا ولـــــد
ينسـاب صــوت الأرض محتـرقـاً
في لهفتي ، ويضيع فـي صهـدي
وتـهـزنـي فـــي الـلـيـل أغـنـيــةٌ
عبـر النجـوم ، تـرش فـي كبـدي
" ياعين ألا يـا عيـن " يشعلنـي
مـوالـهــا ، ويــضـــجُّ بـالــمــددِ
" يا عين ألا يا عين " كم هطلت
عيناي عنـد سمـاع " وابلـدي "
أشـتـاقــهــا بــيــتــاً ومــقــبــرةً
أشـتـاق يـومـي فوقـهـا وغـــدي
وأريــدهــا ديــنــاً ، وأعـبــدهــا
ولـهـا صــلاةُ الــروح والـجـسـدِ
عاد الى اليمن ليعمل أستاذاً مساعداً في جامعة صنعاء في أواسط \ 1970م، ثم أستاذاً، وكان بجانب تدريسه بالجامعة يرأس إدارتها، ثم عين مستشاراً ثقافياً لرئيس الجمهورية، ورئيساً لمركز الدراسات والبحوث اليمني. يقول في قصيدة وطنية له :
آه ... يا وطني
الشعراء في ذرى "الأوليمب" عند قوس النصر
يغرقون في الكؤوس
يفتشون عن أغاني الحب
عن "فينوس"
وأنت مصلوب وليلك العبوس
ينام في العيون
أشباحه المدى
تداعب الأعناق تحصد الرؤوس
تحترق النجوم في سماك ، تطفى الشموس
والشعراء صامتون
على مشانق الحروف ميتون
لمرمر السيقان
لليهود الجائعات ينشدون
تركتهم
هجرت شعرهم
وجئت في ليالي الفرح المكذوب
أحدث الناس عن المكتوب
أقرأ ما قد أخفت الأسفار عن أيوب
أيوبنا ...ياشعبنا المصلوب
الشاعر عبد العزيز المقالح هو :
1. أستاذا للأدب والنقد الحديث في كلية الآداب - جامعة صنعاء.
2. رئيس جامعة صنعاء من 1982وحتى 2001.
3. رئيس مركز الدراسات والبحوث اليمني.
4. عضو في مجمع اللغة العربية في القاهرة.
5. عضو مؤسس للأكاديمية الدولية للشعر في إيطاليا.
6. عضو في مجمع اللغة العربية في دمشق.
7. عضو مجلس مركز دراسات الوحدة العربية في بيروت.
8- المستشار الثقافي لرئيس الجمهورية اليمنية .
9- مستشار مشروع كتاب في جريدة الصادر عن منظمة اليونسكو، بيروت.
10 -، ثم اختياره رجل العالم لعام 91- 1992 من قبل مركز الترجمة الذاتية العالمي بجامعة كمبردج بلندن عن طريق مجلس خبراء الترجمة الذاتية العالمي.
الشاعرعبد العزيز المقالح حصل على الجوائز الاتية :
1. حصل على جائزة اللوتس عام 1986م.
2. حصل على وسام الفنون والآداب – عدن 1980م.
3 . حصل على وسام الفنون والآداب من عدن سنة 1980م،
4 . حصل على وسام الأدب والفنون من صنعاء سنة 1981م
5. حصل على وسام الفنون والآداب - صنعاء 1982م.
6. حصل على جائزة الثقافة العربية من الشارقة في 2001م
7. حصل على جائزة الثقافة العربية، اليونسكو، باريس 2002م.
8. حصل على جائزة الفارس من الدرجة الأولى في الآداب والفنون من الحكومة الفرنسية، 2003م.
9. حصل على جائزة الثقافة العربية من المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (أليكسو)، 2004م.
10. حصل على جائزة الشعر من مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية 2010م
يعيش حالياً في صنعاء العاصمة، ولا يغادرها للسفر أو للرحلات، فهي بالنسبة له مركز الكون. ترجمت الكثير من قصائده إلى اللغات الانجليزية والفرنسية والألمانية. وفيها يقول :
للـحـب فــوق رمالـهـا طـلـل مـن حولهـا نبـكـي ونحتـفـل
نقشته كف الشوق فـي دمنـا وطوتـه فـي أعماقنـا المـقـل
هـو حلمنـا البـاقـي ومعبـدنـا وصلاتـنـا والـحـب والـغـزل
مـن أجلـهـا تصـفـو مودتـنـا ولحـبـهـا نـشـقـى ونـقـتـتـل
شـابـت مآسـيـنـا وفرحـتـنـا وتمزقـت فـي دربهـا الــدول
وشبابهـا الريـان مـا برحـت أزهـــاره تـنــدى وتـكـتـمـل
صنعـاء يـا أنشـودة عبـقـت وأجــاد فــي إنشـادهـا الأزل
إن أبعدتنـي عـنـك عاصـفـة وفـرقـت مــا بينـنـا الـسـبـل
فأنـا علـى حبـي وفـي خجـل روحـي إلـى عينيـك تبتـهـل
ألـقـاك منتـصـرا ومنكـسـرا وعلى جنـاح الشعـر أرتحـل
يجتاحنـي شـوق ويسحقـنـي شـوق وفـي التذكـار أشتعـل
مـا نجمـة فـي الأفـق عابـرة إلا هتفـت بهـا مـتـى نـصـل
إنـي إلــى صنـعـاء يحملـنـي وجه النهـار وترحـل الأصـل
فـمـتــى تظـلـلـنـي مـآذنـهــا ويضيء في أحضانها الجبـل
لم يبقى في الأيـام مـن سعـة حـان الرحيـل ونـوٌر الأجــل
أ أموت يا( صنعاي ) مغتربا لا الدمـع يدنيـن ولا القبـل ؟
أوراق أيــامـــي أبـعـثـرهــا وأعـيـش لا يــأس ولا أمــل
ويقول في صنعاء ايضا :
هي عاصمــــةُ الروح
أبوابُها سبعةٌ
- والفراديسُ
أبوابها سبعةٌ –
كل باب يحقق أمنيةً
للغريب
ومن أي باب دخلتَ
سلام عليكَ،
سلامٌ على بلدةٍ
طيبٌ ماؤها طيبٌ
في الشتاءات صحوٌ خفيف
على وابل الضوء
تصحو
وتخرج من غسق الوقت
سيدة
في اكتمال الأنوثةِ
هل هطلت من كتاب الأساطير؟
أم طلعتْ من غناءِ البنفسج؟
أم حملتها المواويلُ
من نبعِ حُلمْ
قديم؟ !
* * *
مكة عاصمة القرآن،
باريس عاصمة الفن،
لندن عاصمة الاقتصاد،
واشنطن عاصمة القوة،
القاهرة عاصمة التاريخ،
بغداد عاصمة الشعر،
دمشق عاصمة الورد،
وصنعاء عاصمة الروح.
في أعماقها كنزٌ مخبوءٌ
للحلم
وفي رحابها تقام الأعراس البهية
وتولد من الحجارة أشكالٌ وترانيم
ويكتب اللون الأبيض
قصائده الباذخة
ويدوّن الليل أساطيره المثقلة
بعناقيد الشجن
ومجامر الأطياب
على الجدار الداخلي الأملس
لباب اليمن
كتب شاعرٌ يماني:
هي صنعاء حانةُ الضوء فادخلْ
بسلامٍ، وقبِّلِ الأرض عشرا
واعتصر من جمالها الفاتن البكر
رحيقاً يضيف للعمر عمرا).
اما مؤلفاته فتشمل دواوينه الشعرية وكتبه الثقافية والادبية فمنها مايلي :
أ- المؤلفات الشعرية
1. لا بد من صنعاء، 1971م
2. مأرب يتكلّم، بالاشتراك مع السفير عبده عثمان، 1972م
3. رسالة إلى سيف بن ذي يزن، 1973م
4. هوامش يمانية على تغريبة ابن زريق البغدادي، 1974م
5. عودة وضاح اليمن، 1976م
6. الكتابة بسيف الثائر علي بن الفضل، 1978م
7. الخروج من دوائر الساعة السليمانيّة، 1981م
8. وراق الجسد العائد من الموت، 1986م
9. أبجدية الروح، 1998م
10. كتاب صنعاء، 1999م
11. كتاب القرية، 2000م
12. كتاب الأصدقاء، 2002م
13. كتاب بلقيس وقصائد لمياه الأحزان، 2004م
14. كتاب المدن، 2005م
وقد ترجمت الكثير من قصائده إلى اللغات الاجنبية ومنها : الانجليزية والفرنسية والألمانية.
ب- المؤلفات الثقافية و الأدبية :
1. الأبعاد الموضوعية والفنية لحركة الشعر المعاصر في اليمن.
2. شعر العامية في اليمن.
3. قراءة في أدب اليمن المعاصر.
4. أصوات من الزمن الجديد.
5. الزبيري ضمير اليمن الوطني والثقافي.
6. يوميات يمانية في الأدب والفن.
7. قراءات في الأدب والفن.
8. أزمة القصيدة الجديدة.
9. قراءة في كتب الزيدية والمعتزلة.
10. عبد الناصر واليمن.
11. تلاقي الأطراف.
12. الحورش الشهيد المربي.
13. عمالقة عند مطلع القرن.
14. الوجه الضائع، دراسات عن الأدب والطفل العربي.
15. شعراء من اليمن.
16- الشعر بين الرؤيا والتشكيل .
17- من البيت إلى القصيدة .
18- علي أحمد باكثير، .
19- البداية الجنوبية، قراءة في كتابات الشعراء اليمنيين الشبان
20- ثرثرات في شتاء الأدب العربي، 
21- الزبيري ضمير اليمن الثقافي والوطني 
22- أوليات النقد الأدبي في اليمن .
23- من أغوار الخفاء إلى مشارف التجلي .
24- صدمة الحجارة، دراسة في قصيدة الانتفاضة
25- زيد الموشكي 
26- تلاقي الأطراف، قراءة أولى في نماذج من أدب المغرب الكبير
يعيش حالياً في صنعاء العاصمة، ولا يغادرهاحتى للسفر أو للرحلات، اذ يعتبر صنعاء مركز الكون. فيغنيها قصيدة يقول:
يوماً تغنـي فـي منـافينـا القـدر:
( لا بد مـن صنعاء وإن طال السفر )
لا بد منهـا .. حـبنـا .. أشواقهـا:
تدوي حـوالينا : إلـى أيـن المفـر؟
إنـا حملنـا حزنـهـا وجراحـهـا
تحـت الجفون فأورقت وازكى الثمـر
وبكـل مقهـى قـد شربنـا دمعهـا
الله مــا أحلـى الدمـوع ومـا أمـر
وعلــى المواويل الحزينة كـم بكـت
أعماقنـا وتمزقـت فـوق الــوتـر
ولكم رقصنـا فـي ليالــي بؤسنـا
رقـص الطيور تخلعت عنها الشجـر
صنـعاء وإن أغفت علـى أحزانهـا
حيناً وطـال بهـا التبلـد والخــدر
سيثور في وجـه الظـلام صباحهـا
حتما ويغسل جـدبهـا يومـاً مطـر
يعتبر النقاد الشاعرعبد العزيز المقالح رائداً للقصيدة اليمنية المعاصرة في اليمن ويعد مرجعا للشعراء الشباب على وجه التحديد فما من أديب شاب إلا ويدين له بالأبوة الرمزية.فهو له تجربته الشعرية من حيث الشكل والمضمون في القصيدة العربية عامة وفي اليمن خاصة .
واختم بحثي بهذه القصيدة لشاعرنا عبد العزيز المقالح فيقول :
حزين أنا .. والنهار
وشباك نافذتي .. والجدار
وصورتها .. يوشك الحزن يذبح قلب الإطار
كتابي حزين .. وهذا القلم
وعصفورة خلف بابي تنث الألم
وأشجار حارتنا والكلاب حزينة
ووجه المدينة
وفي الأفق غيمةُ حزن ترش الفضاء
تعد مشانقها للنجوم
تنقر وجه الضياء
نهارا - يقولون - ولكنه كالمساء
***
هناك على شارع الشمس حيث الظلام الصدى
يداعب قطتنا
يحفر الليل في الحائط الأرمد
لتدفن في ظله الأسود
بنيها .. وتأكلهم ساعة المولد
هناك
قلوب كسيرة
عيون كثيرة
تحدق في ثورة عاصفة
ولكنها واقفة
وأقدامها راجفة
تريد لتمشي
لتصنع شيئا ولكنها خائفة
*********
وفي حينا ..
يرتدي الناس أحزانهم ثم لا يهجرون البيوت
يظلون فيها عرايا كما العنكبوت
لتغزل أحزانهم نسجها الدائري
وتهدمه في انفجار صموت
موائدهم مثقلات ولكنهم دون قوت
لأن الصباح على كل عين
وفي كل باب يموت
***
كرهتك نفسي
كرهت الحروف التي غرقت في الدماء
كرهت الجبال ،
كرهت السهول ووجه السماء
كرهت الحناجر تهتف ظامئة للظما
كرهت البصيرة مفتوحة
وكرهت العمى
أنأكل أنفسنا في المدينة
ومن حول أسوارها تتمطى العيون اللعينة؟
أنشحذ للأقربين الحناجر؟
ونزرع فوق البيوت المقابر
ونصلب أحلامنا في سكينة
وأعداؤنا يسلبون الديار
شموع النهار
أقول لكم إننا تافهون
وإن مدافعنا كالقلوب جبانة
نوجهها حيث يحتشد الظالمون
فترجع خائبة ومهانه
لتحصدنا ..
لتسد العيون
.
امير البيـــــــــــان العربي
د. فالح نصيف الحجية الكيلاني
العراق - ديالى - بلـــــــد روز
***************************

magaltastar

رئيسة مجلس الادارة

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 297 مشاهدة
نشرت فى 1 نوفمبر 2018 بواسطة magaltastar

( سكينة بنت الحسين )
.
(بقلم د. فالح الكيـــلاني
.
هي اميمة او آمنة بنت الحسين بن علي بن ابي طالب رضي الله عنهم .
وأمها الرباب بنت امرئ القيس بن عدي بن أوس.
وُلدت في السنة السادسة والثلاثين بعد الهجرة النبوية المباركة
وفي رواية اخرى في السابعة والأربعين من الهجرة النبوية المباركة وسُمِّيت اميمة وقيل آمنة على تيمنا باسم جدتها (آمنة بنت وهب) ام النبي محمد صلى الله عليه وسلم ولقبتها أمها الرباب (سُكَيْنَة) واشتهرت بهذا اللقب وكان منطبقا لخصالها فقد جاء في لسان العرب لابن منظور المصري :سميت الجارية (والجارِيَةُ الفَتِيَّةُ من النساء) الخفيفة الرُّوح سُكَيْنة.
وجاء في القاموس المحيط للفيروز ابادي :وكجُهَيْنَةَ: بِنْتُ الحُسَيْنِ بنِ علِيِّ .وسَكِيْنَة في لسان العرب (والسَّكينة: الوَدَاعة والوَقار. وقوله عز وجل:( فيه سَكِينة من ربكم وبَقِيَّةٌ ) قال الزجاج: معناه فيه ما تَسْكُنُون به إذا أَتاكم
وفي القاموس المحيط ايضا : والسَّكِينةُ والسِّكِّينةُ بالكسر مشددةً: الطُّمَأْنينَةُ وقُرِئَ بهما قوله تعالى: (فيه سَكِينةٌ من رَبِّكُمْ) أي: ما تَسْكُنُونَ به إذا أتاكُمْ. وبهذا فيكون لـ سَكِيْنَة من المعاني :الوَدَاعة والوَقار.والطُّمَأْنينَةُ. فهي سُكَيْنَة لكونها فتاة خفيفة الروح وسَكِيْنَة لما لها من طُّمَأْنينَةٍ ووَقار و (إن نفوس أهلها واسرتها كانت تسكن إليها من فرط فرحها ومرحها وحيويتها كما قيل عن سبب تسميتها أيضاً ما لاح منها وهي طفلة من أمارات الهدوء والسكينة وقد غلب هذا اللقب على اسمها الحقيقي آمنة .
وكانت تتميز بالخلق الجميل والعقل التام وكانت على منزلة كبيرة من الجمال والأدب والكرم والسخاء الوافر وكانت عفيفة طاهرة وشريفة فكانت سيدة نساء عصرها و أحسنهن أخلاقا وأكثرهن زهدا وعبادة ذات بيان وفصاحة ودراية بقول الشعر ونقده ولها السيرة الحسنة والعقل الراجح و تتصف بنبل الخصال وجميل الفعال وطيب الشمائل قوية الايمان يشهد بعبادتها وتهجدها أبوها الحسين رضي الله عنه بقوله (أما سكينة فغالب عليها الاستغراق مع الله)
ونقل أبو الفرج عن مالك ابن أعين قال: سمعت سكينة بنت الحسين رضي الله عنها تقول: 
- عاتب عمي الحسن أبي رضي الله عنهما في أمي.
فقال له أبي: لعمرك إنني لأحب دارا تكون بها سكينة والرباب أحبهما وأبذل جل مالي وليس لعاتب عندي عتاب ولست لهم وإن عابوا معيبًا حياتي أو يغيبني التراب.
و لما أراد اخوها علي بن الحسين رضي الله عنه ان يخرج لاداء الحج أنفذت إليه أخته سكينة بنت الحسين ألف درهم فلحقوه بها بظهر ( الحرّة ) وهي منطقة بين المدينة المنورة ومكة المكرمة فلما نزل فرقها على الفقراء المساكين.
وخرجت مع أبيها الحسين بن علي إلى العراق وعمرها أربعة عشر عامًا وعلى بُعد ثلاثة أميال من كربلاء خرج عليهم جيش عدده ألف مقاتل أمر بتجهيزه عبيد اللَّه بن زياد بأمر من يزيد بن معاوية وكان الحسين قد خرج متوجهًا إلى العراق في ركب قليل كانت معه ابنته سكينة فلما شاهد الجيش القادم لمقاتلته جمع أهله ونساءه فأوصاهن وقال لهن:
( يا أم كلثوم وأنت يا زينب وأنت يا سكينة وأنت يا فاطمة وأنت يا رباب إذا أنا قُتلتُ فلا تشق إحداكن علي جيبًا ولا تخمش وجهًا ولا تَقُلْ هجرًا (أي لا تقل كلامًا قبيحًا) .
فلما سمعت سكينة وصية ابيها لهن أخذت بالبكاء وأخذت دموعها تتجارى وهي الفتاة الرقيقة المدللة ذات الحس المرهف والقلب الرهيف التي لم تبلغ من العمر العشرين مع معرفتها أن المجاهد اذا استشهد مصيره الجنة وان والدها قد بشره النبي محمد صلى الله عليه وسلم بالجنة حيث قال:
( الحسن والحسين سيدا شباب اهل الجنة )
فلعلها كانت تخفف عنها الحزن وتلهمها الصبر- وياليتنا نتعظ ونتصف بوصيته لأهل بيته الاطهار رضي الله عنهم ثم ألم يخلق الله تعالى يوم القيامة ليقتص من الظالم للمظلوم ويرجع الحقوق الى اصحابها ؟ ( راجع موسوعتي التفسيرالموضوعي للقران الكريم الكتاب السادس \يوم القيامة في القران الكريم ). وينال كل ظالم جزاء ظلمه الاخرين .
ولما اشتد القتال بين جيش الحسين وتعدادهم ثلاثة وسبعين مقاتلا وبين الجيش الذي أرسله يزيد بن معاوية حيث كان عدده فى بداية الأمر ألف رجل فسرعان ما طوق جيش الحسين وفتك بهم فوقفت سكينة في ذهولٍ وهي تنظر إلى المعركة غير المتكافئة والى بقايا أشلاء الشهداء من اصحاب ابيها واكثرهم اهلها اخوتها وابناء عمومتها ولما انتهت المعركة با ستشهاد الحسين رضي الله عنه ألقت بنفسها على جسد أبيها الطاهر وفيه ثلاث وثلاثون طعنة وأربع وثلاثون ضربة فعانقته وهو مضرجا بدمه وانشدت :
مات الفخارُ مات الجود والكرم 
وأغبرت الأرضُ والآفاق والحرمُ
وأغلق الله أبواب السماء فما ـ 
ترقي لهم دعوة تجلى بها الهممُ
يا اخت قومي انظري هذا الجواد أتى
ينبئك ان أبن خير الخلق مخترم
مات الحسين فيا لهفي لمصرعه 
وصار يعلوا ضياء الامة الظلم
فانتزعوها عن جسد أبيها بالقوة والاكراه وألحقوها بركب السبايا فألقت سكينة نظرتها الأخيرة على ساحة القتال الملأى بجثث الشهداء من اقاربها واخوتها من اهل بيت النبوة الاطهار ثم أخذت مع الأسرى والسبايا ورؤوس الشهداء إلى الكوفة ثم إلى الشام لتعرض في دمشق على الخليفة الاموي يزيد بن معاوية .
وروي أن يزيد لما أدخل عليه السبايا وفيهن نساء الحسين وبناته واخته زينب رضي الله عنهن قال للرباب ام سكينة :
- أ أنت التي كان يقول فيك الحسين وفي ابنتك سكينة :
لعمرك انني لأحب دارا 
تكون بها سكينة والرباب
احبهما وابذل جل مالي 
وليس لعاتب عندي عتاب
ولست لهم وان عتبوا مطيعا 
حياتي أو يغيبني التراب
فقالت : نعم 
والظاهر من هذا الشعر أن الحسين رضي الله عنه كان يحبها وابنتها سكينة حباً شديدا . ً
و كانت الرباب من خيار النساء وأفضلهن 
ولما قتل الحسين رثته بأبيات منها:
إن الذي كان نوراً يستضاء به
بكربلاء قتيل غير مدفون
سبط النبي جزاك الله صالحة 
عنا وجنبت خسران الموازين
قد كنت لي جبلاً صعباً ألوذ به 
وكنت تصحبنا بالرحم والدين
من لليتامى ومن للسائلين ومن 
يعنى ويأوي إليه كل مسكين
الله لا أبتغي صهراً بصهركم
حتى أغيب بين الرمل والطين
ثم عادت سكينة صحبة امها الرباب و أخيها علي بن الحسين زين العابدين رضي الله عنهما إلى المدينة المنورة .
و في كتاب الامالي للزجّاج عدّة أبيات قالتها سكينة ترثي أباها الحسين رضي الله عنه :
لا تعـذليه فـهمّ قـاطعٌ طُـرقُـه 
فعينــه بـدمــوع ذُرَّفٍ غدقة
إنّ الحسين غـداة الطف يـرشقه 
ريب المنون فما أن يُخطىء الحدقة
بـكفّ شــرّ عبـاد الله كلّهـم 
نـسل البغايا وجيش المرّق الفسقة
يا اُمّة السوء هاتوا ما احتجاجكـم 
غـداً وجلُّكـم بـالسيف قد صفقه
الويـل حلّ بكـم إلاّ بمن لحقـه 
صيّـرتمـوه لأرمـاح العِدا درقـة
يا عين فاحتفلي طول الحياة دمـاً 
لا تبكِ ولـداً ولا أهـلاً ولا رفقـة
لكن على ابن رسول الله فانسكبي 
قيحاً ودمعاً وفي إثرهما العلقة
ودارت الأيام وعادت سكينة إلى الحجاز حيث أقامت مع أمها الرباب فى المدينة المنورة . ولم يمض وقت طويل حتى توفيت والدتها الرباب فعاشت سكينة بعدها فى كنف أخيها زين العابدين وكانت قد خُطبت من قبل إلى ابن عمها عبد الله بن الحسن بن علي فقتل بمعركة (الطف) قبل أن يتزوجها فكانت - رضى اللَّه عنها- ترفض الزواج بعد هذه الأحداث
ولما جاء مصعب بن الزبير خاطبا لها و يروم الزواج منها قبلت به فأمهرها ألف درهم وحملها إليه اخوها علي زين العابدين رضي الله عنه فأعطاه أربعين ألف دينار. وكان مصعب شجاعًا جوادًا ذا مال ومروءة حتى قِيلَ فيه: (لو أنَّ مصعب بن الزبير وجد أنَّ الماء ينقص من مروءته ما شربه )
وانتقلت سكينة إلى بيت مصعب وكان متزوجًا قبلها من عائشة بنت طلحة وظلت سكينة تسعد زوجها وولدت لمصعب ابنة اسمتها ( الرباب) على اسم امها وكانت تلبسها اللؤلؤ وتقول:
(ما ألبستها إلبستها إياه إلا لتفضحه).
وكان مصعب بن الزبير- اميرا على الكوفة والبصرة وقائدا لثورة لاخيه عبد الله بن الزبير في العراق الذي اعلن ثورته على يزيد بن معاوية تزامنا مع ثورة الحسين بن علي رضي الله عنهما وحكم مكة المكرمة عشر سنوات – الا ان عبد الملك بن مروان وبعد ان قضى على الحسين وثورته جهز عليه جيشا كبيرا للقضاء على ثورة ابن الزبير والتقى الجيشان في معركة طاحنة قتل فيها مصعب بن الزبير . فترملت سكينة .
جاء اليها أهل الكوفة يعزُّونها فى مقتل زوجها مصعب بن الزبير فقالت لهم:
- (اللَّه يعلم أني أبغضكم قتلتم جدّي عليَّا وقتلتم أبي الحسين وقتلتم زوجي مصعبًا فبأي وجه تلقونني؟ يتَّمتُمُوني صغيرة وأرملتُمُوني كبيرة.) .
رغبت بالرجوع الى المدينة المنورة بعد مقتل زوجها مصعب بن الزبير فهجرت العراق قافلة الى المدينة المنورة ومكثت فيها .
ثم تزوجت عبد اللَّه بن عثمان بن حكيم بن حزام وأنجبت منه ثلاثة اولاد : عثمان وحكيم وربيعة ثم مات عنها بعد ذلك .
و لما أراد اخوها علي بن الحسين رضي الله عنه ان يخرج لاداء الحج أنفذت إليه أخته سكينة بنت الحسين ألف درهم فلحقوه بها بظهر ( الحرّة ) وهي منطقة بين المدينة المنورة ومكة المكرمة فلما نزل فرقها على الفقراء و المساكين.
ثم تزوجها الأصبغ بن عبد العزيز بن مروان 
ثم تزوجها زيد بن عمرو بن عثمان بن عفان رضي الله عنه فأمره سليمان بن عبد الملك بطلاقها ففعل وربما تكون هذه روايات غير مؤكدة ففي بعض الروايات انها تزوجت ستة من الرجال وفي بعضها واحدا فقط .
أحبت سكينة سماع الشعر وقوله ونقده كانت من الأدب والفصاحة بمنزلة عظيمة مع ما هي عليه من التقوى والورع والعبادة وكان منزلها مألف الأدباء والشعراء فهي بذلك من أول من أنشأ (المنتدى الأدبي ) بالمفهوم المعاصر وكان لها فى ميادين العلم والفقه والمعرفة والأدب شأن كبير. ولها نوادر وحكايات ظريفة مع الشعراء وغيرهم
ومما يروى أنها وقفت على عروة بن أذينة – وكان من أعيان العلماء وكبار الصالحين وله أشعار رائقة رائعة -
فقالت له: أأنت القائل:
إذا وجدت أوار الحب في كبدي
‪ ‬ أقبلت نحو سقاء الماء أبتـرد
هبني بردت ببرد الماء ظاهره
‪ ‬ فمن لنار على الأحشاء‪ ‬تتقـد
فقال لها: نعم 
فقالت: وأنت القائل:
قالت وأبثثتها سري فـبـحـت بـه
‪ ‬قد كنت عندي تحب الستر فاستتـر
ألست تبصر من حولي؟ فقلت لهـا
غطى هواك وما ألقى على بصري
فقال: نعم 
فالتفتت إلى جوار كن حولها .
وقالت: هن حرائر إن كان خرج هذا من قلب سليم قط.
وكان لعروة المذكور أخ اسمه بكر فمات فرثاه عروة بقوله:
سرى هـمـي وهـــم الـــمـــرء يســـري
‪ ‬ وغـاب الـنـــجـــم إلا قـــيد فـــتـــر
أراقـب فـي الـمـجـــرة كـــل نـــجـــم
‪ تعـرض أو عـلـى الـمـــجـــراة يجـــري
لهـــم مـــا أزال لـــه قـــرينـــــــاً
‪ ‬كأن الـقـلـب أبـطـــن حـــر جـــمـــر
على بكر أخي، فارقت بكراً
وأي العيش يصلح بعد بكر؟
فلما سمعت سكينة هذا الشعر قالت: ومن هو بكر هذا؟
فوصف لها 
فقالت: أهو ذلك الأسيود الذي كان يم بنا؟
قالوا: نعم 
قالت: لقد طاب بعده كل شيء حتى الخبز والزيت.
وأسيود: تصغير أسود.
وكان عروة كثير القناعة وله في ذلك أشعار سائرة وكان قد وفد من الحجاز على هشام بن عبد الملك الشام بدمشق في جماعة من الشعراء فلما دخلوا عليه عرف عروة 
فقال له: ألست القائل:
لقد علمت وما الإسراف من خلقي
أن الذي هو رزقي سوف يأتيني
أسعى له فيعيني تطلـبـه
‪ ولو قعدت أتاني لا يعنيني
( راجع مقالتي عروة بن اذينة الليثي )
وقال بعضهم أتيتها فإذا ببابها جرير والفرزدق وجميل وكثير فأمرت لكل واحد بألف درهم .
ويروى أن الفرزدق حين انتهى من مراسم الحج استأذن ودخل إلى سكينة بنت الحسين 
فقالت له : يا فرزدق من أشعر الناس؟ 
قال: أنا. 
فأجابت: أشعر منك جرير إذ يقول:
بنفسـي مـن تجنبـه عزيــز 
عليّ ومـن زيارتـه لمـام
ومن أمسى وأصبح لا أراه 
ويطرقني إذا هجع النيام
فقال لها: والله لو أذنت لأسمعك أحسن منه 
فخرج ثم عاد إليها مرة أخرى..
فقالت له: يا فرزدق من أشعر الناس؟
قال: أنا 
فأجابته: صاحبك جرير أشعر منك حيث يقول:
لولا الحياء لعادني استعبار
ولزرت قبرك والحبيب يزار
لا يلبث القرناء أن يتفرقوا 
ليــل يكــر عليهمــو ونهــار
ومن ذلك أيضاً قول جميل بثينة:
ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة 
بوادي القرى إني إذاً لسعيد
فكل حديث بينهن بشاشـة 
وكل قتيـل بينهن شهيـد
وقد فطنت السيدة سكينة للمعنى فأجابته :
(جعلت حديثنا بشاشة وقتلانا شهداء )
توفيت سكينة بنت الحسين رضي الله عنهما في الخامس من شهر ربيع الاول من سنة \ 117 هجرية في المدينة المنورة وقد تجاوزت الثمانين من العمر وفي رواية اخرى توفيت بمكة المكرمة وذلك ايام خلافة هشام بن عبد الملك الاموي .
وقيل في رواية اخرى قيل انها مدفونة بالمراغة بقرب السيد نفيسة بالقاهرة بمصر .( روايات مختلفة واخبار متناقضة ).
وذكر المجلسي في كتابه بحار الانوار الجزء \45 صفحة197و198 ان لها قصيدة طويلة قال انها من نظمها وربما تكون منسوبة اليها اذكرها كاملة :
مدينة جدنا لا تقبلينا 
فبالحسرات والأحزان جينا
ألا فاخبر رسول الله عنا ب بأنا قد فجعنا في أبينا
وأن رجالنا بالطف صرعى 
بلا روس وقد ذبحوا البنينا
وأخبر جدنا أنا أسرنا 
وبعد الأسر يا جدا سبينا
ورهطك يا رسول الله أضحَوا 
عرايا بالطفوف مسلبينا
وقد ذبحوا الحسين ولم يُراعوا 
جنابك يا رسول الله فينا
فلو نظرت عيونك للأسارى 
على قُتُبِ الجمال محملينا
رسولَ الله بعد الصون صارت 
عيون الناس ناظرة إلينا
وكنت تحوطنا حتى تولت 
عيونك ثارت الأعدا علينا
أفاطم لو نظرت إلى السبايا 
بناتك في البلاد مشتتينا
أفاطم لو نظرت إلى الحيارى 
ولو أبصرت زين العابدينا
أفاطم لو رأيتينا سهارى 
ومن سهر الليالي قد عمينا
أفاطم ما لقيتي من عداكي 
ولا قيراط مما قد لقينا
فلو دامت حياتك لم تزالي 
إلى يوم القيامة تندبينا
وعرج بالبقيع وقف وناد 
أيا ابن حبيب رب العالمينا
وقل يا عم يا حسن المزكى 
عيال أخيك أضحَوا ضائعينا
أيا عماه إن أخاك أضحى 
بعيدا عنك بالرمضا رهينا
بلا رأس تنوح عليه جهرا 
طيورٌ والوحوش الموحشينا
ولو عاينت يا مولاي ساقوا 
حريما لا يجدن لهم معينا
على متن النياق بلا وطاء 
وشاهدت العيال مكشفينا
مدينة جدنا لا تقبلينا 
فبالحسرات والأحزان جينا
خرجنا منك بالأهلين جمعا 
رجعنا لا رجال ولا بنينا
وكنا في الخروج بجمع شمل 
رجعنا حاسرين مسلبينا
وكنا في أمان الله جهرا 
رجعنا بالقطيعة خائفينا
ومولانا الحسين لنا أنيس 
ر رجعنا والحسين به رهينا
فنحن الضائعات بلا كفيل 
ونحن النائحات على أخينا
ونحن السائرات على المطايا 
نشال على جمال المبغضينا
ونحن بنات ياسيناً وطه 
ونحن الباكيات على أبينا
ونحن الطاهرات بلا خفاء 
ونحن المخلصون المصطفونا
ونحن الصابرات على البلايا 
ونحن الصادقون الناصحونا
ألا يا جدنا قتلوا حسينا 
ولم يرعوا جناب الله فينا
ألا يا جدنا بلغت عدانا 
مناها واشتفى الأعداء فينا
لقد هتكوا النساء وحملوها 
على الأقتاب قهرا أجمعينا
وزينب أخرجوها من خباها 
وفاطم والها تبدي الأنينا
سكينة تشتكي من حر وجد 
تنادي: الغوث رب العالمينا
وزين العابدين بقيد ذل 
وراموا قتله أهل الخؤونا!
فبعدهُمُ على الدنيا ترابٌ 
فكأس الموت فيها قد سقينا
وهذي قصتي معْ شرح حالي 
ألا يا سامعي فابكوا علينا
**********************

magaltastar

رئيسة مجلس الادارة

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 211 مشاهدة
نشرت فى 31 أكتوبر 2018 بواسطة magaltastar

موسوعة شعراء العربية
المجلد العاشر - الجزء الاول
شعراء المعاصرة العربية
.
بقلم د . فالح الكيــلاني
.
( مصطـــــفى زقـــــزوق)
شاعر مكة
.
هو مصطفى بن عبد الواحد بن زقزوق وال زقزوق عائلة معروفة بمدينة (مكة المكرمة ) ومصطفى شاعر وجدانى معروف.
ولد بمكة المكرمة في حارة يقال لها (سوق الليل ) عام 1355 هـجرية – 1936 ميلادية . وتوفي ابوه وهو في الثالثة من العمر فكفلته امه ولما بلغ السادسة من العمر سجلته والدته في مدرسة العلوم الدينية في قمة جبل ب (شعب علي ) وكانت الدراسة فيها على فترتين من الصباح الى الظهر ثم فترة ثانية من الواحدة وحتى قبيل المغرب - وتذكرني هذه الحالة بدراستنا في المدرسة الابتدائية في خمسينات القرن الماضي حيث كنا ندرس في الصباح اربعة دروس ثم فترة العصر درسين من الثانية حتى الرابعة عصرا ولما نصل الى اهلنا يكون المغرب قد اذن للصلاة بغروب الشمس -
ثم درس في كتاتيب الحرم المكي وحصل على شهادة الدراسة الابتدائية يقول الشاعر متحدثا عن طفولته وصباه : . 
(( لا صد ولا هجر. كمن يغني : هنا وقفنا.. هنا لعبنا.. هنا سهرنا.. حين فرحنا ولا امتحان بملام أو خصام، فكنا كلنا لكلنا وبعضنا لبعضنا بالرضا بالمقسوم من الرزق والتعامل بوقار واحترام مع الكبار وكل اهتمامي مع إخوتي هو طاعة والدتي بعد فقد أبي وأنا في سن الثالثة من العمر ولما بلغت السادسة من العمر سجلتني ــ رحمها الله ــ في مدرسة العلوم الدينية في قمة جبل بشعب علي وكانت الدراسة فيها على فترتين من الصباح للظهر وأعود لتناول وجبة الغذاء ثم أعود للفترة الثانية وإلى ما قبل المغرب.. وعلى أيامنا لم تكن هانك كهرباء وإنما نستضيء (بلمبات) من صفيح صناعة محلية وفوانيس تضيء بالغاز وليس هناك أي مظهر من مظاهر الحاضر سوى خوفي على ثوبي (الدوت) كثياب أبناء البادية وهو الوحيد الذي أملكه، وكم تحملت شدة حرارة الرمال والأحجار التي أمشي عليها فأتدارى بظل البيوت، وكان طلاب الفصل لو بالغت في عددهم فلا يزيدون على عشرة تلاميذ إلا أن المدرسين كانت لهم رأفة بنا بلا ممارسات التهديد والوعيد وإخلاصهم في شرح ما لا نفهمه كان بأريحية وكرم نفس.. وتأتي العطلة فأتجه للمسجد الحرام لحفظ القرآن عند مدرسين متخصصين في علوم النحو والصرف وقواعد الإملاء بمقابل ربع ريال كل أسبوع ونادرا ما أملكه فأجد الصمت معذرة منهم بلا سؤال أو جواب فأجده سيد المواقف والتسامح بلا إحراج أو إهانة، تغمدهم الله بكريم عفوه ورحمته.تجرعت المرارة من كأس المعاناة ولكن كان آخرها حلو القصيد والنجاح :
لا تسألي عن مدى شوقي وتحناني
أو عن عذابي وآهاتي وحرماني
أسقاني الدهر من غصاته حقبا
صرفا من المر أعياني وأبلاني
تأتي على غرة مني نوائبه
فيـا لكثـرة أشجـاني وأحـزاني
ثم لما بلغ عمره خمس عشرة سنة دخل في خدمة المسجد الحرام رسميا وكان قد حفظ القران الكريم وفي ذلك يقول :
فقد نبهتني أمي وأنا في سن الخامسة عشرة من العمر أن لوالدي وظيفة بالتوارث في خدمة المسجد الحرام ونصحتني بأن أكتب للأمير فيصل بن عبد العزيز الذي كان نائبا للملك عبد العزيز في الحجاز.. فاشتريت ربع فرخ ورق مسطر وكتبت لسموه طلبي الذي أعطيته له مناولة بحكم سكناه في (قصر الإسمنت) ب (الغزة ) ويعرفنا كجيران حين لم تكن عليه حراسة في ذلك الزمان فيرى سائقه المرحوم عمر باجابر. أو المرحوم عبد القادر إدريس وفي صحبته دائما أرى العم مرزوق بن ريحان فقبلت يد الأمير فيصل وأعطيته خطابي الذي وقف ليقرأه وفوجئت بوضع يده على رأسي يمسحه بحنان وعاطفه كأب حنون.. وكان رده لي (يا وليدي يوم السبت عليك مراجعة عبد الحميد الحديدي مدير أوقاف مكة المكرمة لاستلام وظيفة والدك)، وفاجأني العم مرزوق بعشرة ريالات فضة عطاءً من سمو الأمير فيصل ففرحت بها وعدت إلى أمي في سعادة غامرة قائلا: 
- أبشري يا أمي فإن الحظ أصبح يقترب من بابنا فتزول الآهات من حياتنا. 
وقبل الموعد المحدد أخبرني ابن عم والدي بمراجعة مدير إدارة الحرم المكي لاستلام الوظيفة.. وتهيأت.. ودخلت على الرجل وقبلت يديه وأخبرته عن أمر الأمير فيصل بتعييني على وظيفة والدي: ولم أشعر إلا والرجل قام من مكتبه قائلا لي: 
- بره.. أخرج.. ولد صغير يعمل في خدمة الحرم مع هامات وقامات من أعيان مكة المكرمة..)
فشعرت ساعتها بالانكسار ونزف دموع كأنها تمثل دموع مواجع سكان الكرة الأرضية.. وإذا بي برجل عاجز في مكتبه كان يؤدي صلاة الضحى ووجه متجه للكعبة الغراء وارتفع صوته معاتبا وبقسوة مدير تلك الإدارة وتوبيخه له: 
-أهل نسيت عبد الواحد زقزوق الذي كنا نجلس على مائدته في ساحات الحرم في شهر رمضان..
وسمعته يقول: تعال يا ولدي ...
ويستشير ذلك الرجل الطيب.. و ماذا نجعله يعمل؟ فرد عليه:
- خليه يشتغل مع خليل يجمع ريش الحمام في «زنبيل» من حصوات الحرم .
وفي اليوم الثاني باشرت عملي على فترتين بعد صلاة الفجر وبعد صلاة العصر وتناولت أول راتب ومقداره 98 ريالا فضة وأخذتها بحذر وسلمتها لأم مصطفى التي زغردت وأن لله تدبيرا في خلقه . وقد بدأ الحال يتحسن بفضل الله ثم بإنسانية الامير فيصل بن عبد العزيز . . 
وتجدد التذكر عند والدتي وعند شقيقة والدي وقولهما: 
- يا مصطفى.. ولا بد لك من كتابة خطاب للشيخ محمد سرور الصبان ليعينك في إحدى الوظائف لديه.
بحكم صداقته مع والدي.. وكتبت خطابي وذهبت به إلى بيته في جدة لأسلم عليه وتسليمي خطابي له.. ولكن حارس بيته رفض دخولي ورجوته بأن يسلم خطابي إليه.. وفي ثاني يوم فوجئت بسكرتيره ورجل آخر معه يطلب مني مباشرة عملي في مكتبه في مبنى المجمع الذي فيه شركة الكهرباء في جدة الآن ونزلت إلى جدة وقابلت السكرتير الذي طلب مني انتظار الشيخ وأنه سيأتي بعد قليل.. وجاء وطلب مني الدخول عليه للسلام فاستقبلني بكل رأفة وسألني عن عماتي وأكد لي علاقته بوالدي ورحب بي وأمر سكرتيره بوضعي في مكتب مناسب وأن يختار لي سكنا في دار الضيافة خلف مؤسسة النقد آنذاك في بيت حسن بكر وهو مكون من عدة أدوار ونموذجي وسكنت فيه بعد أن خصص لي مائتي ريال للأكل وغسيل الملابس.. ومائتي ريال لوالدتي وإخوتي.. ومائتي ريال لعمتي يسلمها لهم جوهر الصبان.. ومضى على عملي شهر وقالوا لي قم استلم الراتب من أمين الصندوق وراجعته فقدم لي جدولا وثانيا وثالثا لأقوم بالتوقيع عليها.. فسألته.. هذه 3 جداول.. وأنا لم اشتغل سوى شهر واحد فانفعل أمين الصندوق وصرخ ياولدي الشيخ اعتبر تعيينك من 1/1/1373هـ وليس كما تقول من 1/3/1373هـ.. وخفت ألا أسجل على نفسي موقفا أعاقب عليه حتى اطمأننت لسلامة الموقف ووضع المرتبات الثلاثة في كيس ونصحني بالذهاب إلى مكة وتسليمها للوالدة . 
وطرقت الباب فإذا بأمي تستقبلني بفرحة وسألتني وما هذا الذي معاك فناولتها الكيس وقالت : 
- خلاص سأبحث لك عن عروسة وأفرح بزواجك..
وبابتسامة تسكن مع حيائي قلت لها:
يا أمي إن هذا الأمر يعد مبكرا البحث فيه، وسبحان مغير الأحوال كيف كنا وكيف أمسينا.. والله يمن بفضله على من يشاء .))
الا انه احب واخلص فيقول في الغزل:
أمسياتُ الربيعِ بـوحُ العَلِيـلِ
ذَكَرتنِي عهدَ الغـرامِ النَبِيـلِ
وهُيامِي والحُسْنُ نهرٌ لظامـي
كانَ يَرْوي المُلْتَاحَ بالسلسبيلِ
بعدَ أنْ كنتُ في ضَيـاعٍ أليـمٍ
وارتيابٍ من السُهْادِ الطويـلِ
فإذا بـي فـي رقـةٍ وحَنَـانٍ
مُسْتْفيقٌ مِنْ العُبوسِ الثْقِيـلِ
وتجَلتْ في مِعْطَفٍ مِنْ حَريـرٍ
واستكَانتْ لِلِحُزْنِ عِنْدَ النخيـلِ
وبَدا الخَوفُ يستبـدُ بِرْوعِـي
كَيفَ أُخُفِيهِ بالشعورِ الجَليـلِ
وأنِينِـي مُستنجـدٌ بِخُطَاهَـا
وحَنِينِـي مُسْتْرْحـمٌ للرْحِيـلِ
وبقلبي الضعيفُ أهتفُ عفـواً
كيفَ أنْساكِ في صنيعِ الجميلِ
فاستريحي في مأمنٍ ذي وقارٍ
في نهى العاشقِ الحَسِيرِ الكْلِيلِ
وتوفت والدته فتذكرها ورثاها ودعى لها بالخير وبالفردوس الاعلى عندما نرتفع بأحزاننا عن كل رثاء.. تتدفق كلمات الحب جياشة في أنات شاعرة.. خصوصا عمن كانت تخفف عن نفسي مواجع الحزن والألم أسكنك الله الفردوس الأعلى من الجنة يـا أمي يقول :
أين (أمي) وصادق من دعاء
أي إحسانها به نتغنى؟
واستجابت للموت بين يقين
فرأت في الثبات بشرا وأمنا
وابتسام الوداع كان رقيقا
فهي أحلى في العالمين وأسنى
فعليك السلام في كل حين
وحباك الكريم فضلا وأمنا
عمل اعمالا ادارية في جهات حكومية كوزارة المالية ووزارة الداخلية بمكة المكرمة وفي الرياض . وتأثر كثيراً بالزعيم الاقتصادي والشاعر الحجازي محمد سرور صبان. الذي كان زميلاً لوالده في مدرسه الخياط ومن أقرب أصدقائه إليه. واحب مكة المكرمة كثيرا وانشد فيها قصائد ومنها قوله بقصيدة بعنوان ام القرى يقول : .
هـو الحـب مـن أم القـرى يتـجـدّدُ
تطـوفُ بـهِ الأنسـام حينـا وتَنْشِـدُ
ونــشــهــدُ أن الله لا ربَّ غَـــيْـــرهُ
علـى مُنكِـرِيـهِ والـرسـولَ مُحـمّـدُ
أقــام بـأمــر الله نـهـجـاً وشُـرعــةً
محجـتـه البيـضـاء تصـفـو وتَـرشـدُ
لـكَـمْ دَكَّ أنــفَ الكبـريـاءَ بِحِـكـمـةٍ
فلا الشركَ منصوباً ولا اللاتَ تُعبَـدُ
وحين ارتقى السّبعَ الطِباقَ تَحِفَّهُ
مـلائـكَ مــن نــورٍ وقـلـبٍ مُـوِ حّــدُ
رأى مــا رأى مــن آيـــةٍ قُـدسِـيَّـةٍ
فمـا زاغ منـه الطـرف والله يشهـدُ
فـأرسـلـهُ فـيـنـا نــذيــراً وهــاديــاً
بـلـى انــهُ فيـنـا رســـولٌ وسَـيِّــدُ
محمـد أصـل ٌطـيّـبٌ مــن سـلالـةٍ
لها في قديمِ المجد فضلٌ وسؤدَدُ
شهدنـا ومــا زلـنـا بنـفـسٍ قـريـرةٍ
نـرى الديـنَ حـقـاً والـظـلامَ يُـبَـدّدُ
نُقيـمُ جِـوارَ البيـتِ مـا بيـن عـابـد
ِوآخـــرَ بـالـذكــرِ الـمـجـيـدُ يُــــردِّدُ
وللـقـربِ أسـبـابٌ نَـعِـبُّ مَعيـنـهـا
كؤوساً مـن التقـوى وشهـداً يُبـرِّدُ
تُـسَــبِّــحُ لله الــقــلــوبَ وانّـــهـــا
لهـا عنـد ( بـاب الله حـظُّ وموعِـدُ)
نفـوزَ مـن البيـتِ الـحـرامِ برحـمـةٍ
فمَنْ غيرُنـا يحظـى بهـذا ويُسعـدُ
وأيـامـنــا خــيــرٌ وأمْــــنٌ لـخـائِــفٍ
فلا الجوع يلقانا ولا الشـرُّ يُحشَـدُ
لِـكُـلِّ مُـسـيءٍ بينـنـا مِــنْ نهـايـةٍ
يـوسِـدهُ العـفـو الجمـيـل المـؤبـدُ
زار كثيرا من بلاد العالم وخاصة مصر حيث اشترى فيها شقة مساحتها واسعة وتعرف فيها على كثير من الأدباء والاعلام في الادب واقترحت عليه والدته أدري كيف اقترحت أمي علي بأن أفتح صالونا أدبيا يجتمع فيه كبار العلماء والأدباء والإعلاميين والدبلوماسيين والفنانين منهم وبلا مبالغة عادل إمام وأسرته وكان ابنه رامي طفلا صغيرا وفريد شوقي وأسرته وصلاح السعدني وأسرته والشيخ سيد مكاوي والفنان هاني شاكر والفنان اليمني أحمد فتحي والكثير من الفنانين.. ومن الفنانات أمثال الفنانة أمينة رزق والفنانة زيزي مصطفى.. ومن الشعراء الأستاذ إبراهيم عيسى وغيره.
الشاعر المكي مصطفى عبد الواحد زقزوق عاصر الرعيل الأول من الادباء السعودين والحجازيين مثل. حمزه شحاته. حسين سرحان. حسين عرب. محمد عمر عرب. سراج خراز. إبراهيم فطانى. حسين فطانى. فؤاد الخطيب. وغيرهم كثير مع علاقته الوطيدة مع اعلام الادب في مصر وفى جميع أنحاء الوطن العربي وكتب النقاد عن شاعريته الاصيلة ولغته البليغة وكأنها لغة الأوائل من شعراء مكة امثال عمر بن أبي ربيعة والعرجي وغيرهم . . 
واحيل الى التقاعد حسب طلبه بسن مبكرة حيث طلب الاحالة الى التقاعد المبكر في 1/2/1396هـجرية بغية التفرغ لبعض الأعمال الحرة والثقافة والادب والشعرويذكرني استاذي الغالي بتقاعدي حيث قدكت طلبا لاحالتي الى التقاعد مبكرا مثله فاحلت الى التقاعد في 31 -12-2000 ميلادي ولم ابلغ سن التقاعد القانوني .
يمتاز شاعرنا بنفس خاص يتسلل الى اعماق المتلقي في هدوء وتؤدة.. وتزدان قصائده بصورشعرية طبيعية خلابة تأخذ بمجامع القلوب، حيث يختار كلماته وتعابيره بعناية فائقة و تستهويه القصائد المجنحات التي يطير بها الى اجمل ألوان الطيف الروحي لينسج منها ما يمتع القارئ او يواسيه في دروب الحياة بكل متناقضاتها.. لقد عرف الحب كعاطفة انسانية تسمو بالنفوس في كل الاحوال والمصاعب
ويذكر الطواف حول الكعبة المشرفة في مواسم الحج والعمرة وفي كل الامور فيقول :
قف بالطوافِ على الخطيئة نادما
واخضع لربك خاشعا مستسلمـا
وأمـام هــذا البـيـت كــن متـأدبـا
تجـد العنايـة والسـلامـة مغنـمـا
واشـرب دواء الــداء مــاءً شافـيـا
مـا زال زمـزمُ للمـواجـعٍ بلسـمـا
من جاء ( مكة ) خشية ومهابةً
ًويلح ُ في طلب الرضا مسترحما
فالله ذو فـضـل وصـاحـب ُ مـنّــةِ ً
سبحـانـه يُعـطـي ويعـفـو دائـمـا
فمـن اتقـاه وخــاض فــي آلائــه
عــاش الحـيـاة مُكَـرّمـاً ومُنَـعّـمـا
ولكـل معتصـم ٍ بـه فــي رحـمـةٍ
ويفوز بالحسنى لـه مـن أسلمـا
ثـم الصـلاة ُ عـلـى النـبـي وآلــه
تعـداد مـن صلـى عليـه وسلّـمـا
وكانت تجربته الادبية خصبة وغنية جعلته يتجرع صبابات الهوى، وغصص الأسى، في أكثر من موقع.لكنه كان قويا صلدا يصارع الامواج بصبر وجلد وقد منحته هذه المواقف قدرة فائقة ولتجعل منه شاعرا من كبار الشعراء ومن وسموا بشاعر المفاجأة حيث يختم بعض قصائده، فينتزعالمتلقي من الإطار الذي سارت عليه قصيدته لينعطف به فجأة الى بيت مختلف يفجره الشاعر في آخر قصيدته، فيمنحها بعداً لا ينسى، وسراً من اسرار البلاغة العربية الرفيعة.ويذكر ايام الاعياد في مكة المكرمة فيقول :
منَ سِحرِ الهوى وصوت الهزارِ
وائتـلاق الصِـبَـا وعِـطـر الإِزارِ
صدفـةٌ والجمـالُ فـي ليلـة العيـدِ
أنـيـسـي , فـمـرحـبـاً بـالـجِــوارِ
وسخـاءُ المُنـى تجـيـشُ بـروحـي
فـأراهــا , رقـيـقـة الاعـتــذارِ !
فتـنـةٌ تستـفِـزُنِـي فـــي صِـبَـاهـا
وابـتـســامٍ مـشــجــعٍ لـلــحــوارِ
غيـر مستضعـفٍ وكـانَ حديـثـي
مرهـف الهمـسِ متـرفـاً بالـوقـارِ
والأمـانـي تـجـدَدَت بـعـدَ وهـــنٍ
وهــي تـواقـة لعـطـفِ الأســـارِ
ولــوعـــدٍ وأمـنــيــاتٍ كِـــبـــارٍ
مـغـريــاتٍ بـلـهـفـة الإنـتــظــارِ
وهـيَ فـي تِيهِهَـا وفـرطُ اغتـرارِ
واعــتــدادٍ بِــعـــزةٍ وافـتــخــارِ
قلـت : عفـواً وربمـا بعـد حـيـنٍيــأ
ذن اللهُ فــي انـبـلاج الـنـهـارِ
فتَـهِـمـيـنَ بـالـرحـيــل وقـلــبــي
سوف يحيا فـي وحشـةٍ وانكسـارِ
وحنيـنـي إلـيــكِ يـغــدو عـذابــاً
بيـن عُنـفِ النـوى وبعـد الـديـارِ
لسـتُ أدري فـقـد أعـالـجُ حـشـداً
مـن هـمـومٍ ولـوعـةٍ واصطـبـارِ
خاننـي منطِـقـي وحـتـى ذكـائـي
فـنـقـاء الـهــوى كـثـيـرُ الـعَـثَـارِ
أنتِ , من أنتِ ,واستحيتُ لنفسي
يـا لخوفـي مـن وطـأةِ الإصـرارِ
وكـفـانِــي ألا أكــــون مـسـيـئــاً
فـي لقـاءٍ مـن الليالـلـي القِـصـارِ
فاقـضِ للِحُـبّ بـعـد ذلــك عــدلاً
إن فــي الـرِفـقِ لَــذة الإنتـصـارِ
شارك شاعرنا مصطفى زقزوق في العديد من المناسبات الوطنية والعربية في مصر والمغرب ونشر كتاباته الأدبية والاجتماعية بالعديد من الصحف السعودية والعربية وسجلت له العديد من اللقاءات الإذاعية والتلفازية وامسيات شعرية متفرقة .
مصطفى زقزوق هو :
عضو نادي مكة الثقافي الأدبي
عضو رابطة الأدب الحديث في مصر
عضو رابطة الأدب الاسلامي العالمية
عضو شرف بعدد من المؤسسات الأدبية السعودية والعربية والاجنبية وقد تعرفت عليه من خلال التواصل الاجتماعي قبل عدة سنوات فتواصلنا .
اما ما نشره من شعر ونثر فكثير ومنه الكتب التالية :
مرابع الأنس - ديوان شعر - .
ديوان نقش على وجه القمر-شعر.
ديوان حبيبتي مكة- شعر.
-النثر والأدب والفن التجاري في الوطن العرب .
.أهل الوفاء وأهل الجفاء
. تياسير الحب و الوفاء
. ذكريات الشاعر. كتبها في مايزيد عن 600 صفحه
.
واختم بحثي بهذه القصيدة بعنوان ( مجلس الامن او شيم العرب ) يقول :
يازمَـانَ الزَيـفِ والطيـشِ نَمَـا
عادَ جُرْحِـي فـي ضَمَيـرِي أَلمَـا
خُلًـبٌ فيـك سحـابٌ عــارضٌ
كُنـتُ أرجـوهُ لأرضـي مَوِسمَـا
فَظُرُوفِ (العَيـشِ) جَفـتْ أسفـاً
وَشـذَا الَريَحَـانِ أَضَحَـى رِمَمَـا
وإذا السلسـلُ يـجـري َصافـيـاً
خابَ ظَنْيِ كَيـف يَجـرِي عَلْقمَـا
رِيْـبٌ أجتازُهَـا فَـي حَـاضـري
وبِِمَحَـضِ الـودِ تَمْضـي قُـدُمَـا
فَسِبـاقُ المـوتِ فـي أعَماقِـهَـا
مَنْ يَرى فِي المـوتِ فِينَـا مَغْنَمـا
أيُ رِبْـحٍ مِـنْ جُـنُـوحٍ قـاتِـلٍ
كُلُ شَيءٍ صَـارَ يَبْـدَو مُبْهَمَـا ؟
وقـبــولاً بـقــرارٍ ظـالِــمٍ
يَجْعَـلُ الـحُـرَ بَــهِ مُنْهَـزِمَـا
غَايـةٌ تَحتَـارُ فِــي أَوْجَاعِـنَـاَ
والثَكالَـى تَنْـزِفُ الَدمـعَ دَمَــا
وظَـلامُ اللـيـلِ أطَـفـالٌ بَــهِ
قَدْ أقَـامَ (الحُـزْنُ )فِيهِـمْ مأتَمَـا
ياقـرارَ الإثـمِ َأفَضَـى مَوجِـعِـي
هلً ترَانـي خَاضِعـاً مُسْتَسْلِمَـا ؟
مُدْنـفٌ قَلْبِـي وجُرْحِـي جَـائِـرٌ
أيكـونُ المَـوتُ مِنْكُـمْ بَلْسَـمَـا
والمعـانـاةُ بِـصـوتٍ وَاحــدٍ
تَستَجِيِـرُ اليـومَ : وَامُعْتَصِمَـا !!
هَلْ أعـارَ المجـدُ غَيـري سُلْمَـا
(فَيَصولُ) القصَفُ ضِـدِي مُجْرِمَـا
ألـفُ عَـارٍ إنْ تضاءلـتُ لَــهُ
لو رمى مِـنْ نَـارِهِ مَهمَـا رَمَـى
وسُـؤالٌ لَـمْ يَــزَلَ مُسْتْيقِـظـاً
هَلَ ( يَغارُ) البعضُ يومَاً .. ُربَمَا
.
امير البيـــــــان العربي
د. فالح نصيف الحجية الكيلاني
العراق - ديالى - بلــــــــد روز
.
**********************

magaltastar

رئيسة مجلس الادارة

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 312 مشاهدة
نشرت فى 29 أكتوبر 2018 بواسطة magaltastar

موسوعة شعراء العربية
المجلد العاشر - الجزء الاول
شعراء المعاصرة
.
بقلم د. فالح الكيــــلاني
.
( الشاعر محمد الســـــــرغيني )
ولد محمد السرغيني بمدينة ( فاس ) سنة \1930م وتلقى تعليمه الاولي والثانوي فيها ثم دخل جامعة ( القرويين ) و تابع دراسته فيها , و شاء القدر أن يَرْحل إلى فرنسا وسكن العاصمة ( باريس ) سنة\ 1953م , ثم غادرها بعد عام واحد متوجها إلى العراق في بغداد التحق بجامعة بغداد – كلية الاداب – فرع اللغة العربية و نال من جامعتها شهادة البكالوريوس في علوم اللغة العربية ثم عاود السفر إلى ( باريس ) مرة اخرى و هذه المرة ليتم تعليمه العالي فيها فاخذ شهادة الدكتوراه (السلك الثالث) من جامعتها وعاد إلى المغرب سنة\ 1959م بعد ان اكمل تعليمه الجامعي والعالي فعيين أستاذا جامعيا في المغرب ثم حصل على شهادة الأدب المقارن من جامعة(محمد الخامس ) بمدينة (الرباط ) في سنة 1963
عمل أستاذا مساعداً بكلية (الآداب) بمدينة ( فاس) مابين سنتي 1963-1970, ثم أستاذا محاضراً بنفس الكلية للمدة ( 1970-1985 ), ثم أستاذاً للتعليم العالي بنفس الكلية سنة \1985, بعد ان اخذ شهادة( دكتوراه الدولة ) من جامعة( السوربون) في (باريس )سنة 1985., وعمل أيضاً نائباً لعميد كلية الآداب بمدينة ( فاس ) المغربية للفترة 86-1991.
نظم الشعر في سن مبكرة يقول في احدى قصائده:
يكون الطفل في الليل
يكون الطفل في الخيل
يكون الطفل في البيداء
يكون الطفل في السيف
يكون الطفل في الرمح
يكون الطفل في القرطاس والأقلام واسم من أسامي الناس.
طفل في قناع الجوع.
طفل في كتاب الشعر.
طفل سييء التكوين.
طفل ملتحي الإبطين.
طفل الغوْر.
طفل اللعبة الحدباء.
طفل أتعب الجسم
الذي في نفسه الكبرى.
ويقول ايضا :
ولأن الشعر الغنائي كالسيف يحز الرقاب كالسيف,
تمشي تحت أقدامه البلاغة.
تمشي فوقها جوقة السّعالى.
هذا امر غريب
الغربال ينخل بالتقسيط معنى أَوْدَعْتُهُ فيه ألفاظاً.
أنا الشعر واهب القلب عقلاً.
(جمرة بالرماد تطفئ جمرة).
وكان ينشر قصائده باسم مستعار ( محمد نسيم ) فنشر بعض قصائده الوطنية خاصة في مجلة ( الانيس) العراقية ومجلة ( التربة الوطنية ) المغربية وفي مجلة ( اقلام ). وكذلك شارك في المحافل والمهرجانات الثقافية والشعرية . من شعره بهذه المرحلة يقول :
مدينة تغوص في النجوم
و الناس في دروبها
في ملتقى شهوبها
تظلهم مخالب العقاب
ويسعلون
كأنهم في ظلمة إحتضار
ومن وراء عمرهم
ينحسرالنهار
وتنطفىء اعينهم كأنه ضباب
اما دواوينه الشعرية ومؤلفاته فمنها ما يلي :
1-ويكون إحراق أسمائه الآتية: ديوان شعر _ المحمدية ط1، 1987.
2- بحار جبل قاق – ديوان شعر _ منشورات إفريقيا الشرق بالبيضاء ط1،1991.
3 – الكائن السبإي _ ديوان شعر _ منشورات السفير بمكناس ط ا، 1992.
4 – من فعل هذا بجماجمكم ؟ ديوان شعر – منشورات كلية الآداب ظهر المهران بفأس ط 1، 1994.
5 – محاضرات في السيميولوجية. سلسلة الدراسات النقدية. دار الثقافة للنشر والتوزيع بالبيضاء، ط 6، 1987.
6 – العناصر الأربعة في شعر صلاح ستيتيه، بيروت، لبنان مطبعة خضير (بدون تاريخ ).
7 – وجدتك في هذا الأرخبيل _ رواية سيرة _ منشورات الجواهر بفاس، ط1، 1987.
8 – مقدمة ديوان (غروب الشمس شرق القمر) للفيتوري _ المجلس القومي للثقافة الرباط، ط 1، 1987.
9 – ترجمة الرواية المسوحية لفرناندو أرابال (أغنية القطار الشبه ) عن الإسبانية نشرت ضمن سلسلة: المسرح العالمي. بالكويت.
10 – يد العارف لابن السبعين _ تحقيق _ رسالة دكتوراة السلك الثالث _ نوقشت بالسربون باريس فرنسا 1970.
11 _ العرض النقدي للفلسفة الإسلامية من خلال ابن السبعين - أ ( ا طروحة دكتوراه الدولة - بالفرنسية - جامعة السوربون ب بباريس. بفرنسا 1985، (ترجمت الى الاسبانية ).
12- دراسة موضوعاتية في الشعر العربي المعاصر: وقاحة الكلمة.
13- رؤية باطنية للرسم التجريبي المغربي / دراسة بالفرنسية.
ترجمت اغلب مؤلفاته ودوينه واشعاره الى اللغة الفرنسية والاسبانية والانكليزية .
واختم بحثي بهذه السطور من قصيدته : ( سيرة رجل يتقدمه ظله ) التي يقول فيها :
زمن الضحك بزمانين
رَصَّ سيرته في الإطار وصورته فوقها.
استأجر الحبر (ريق الأصابع)
من جسدٍ أنجبتْهُ الفضائح طيلة أربعة وثلاثين عاماً,
وحَمَّلَهُ ضحك الطبع ما لا يطاق
من النبْرِ في الضحك المتكلف.
سوف أقر لكم باحتيالي اللذيذ على العقل.
سوف أقر لكم بتراكم
أبخرة لزجات على سطح كوكبنا الأرض.
سوف أقر لكم بتفسخ
صخر (السماوة) في ثور (بابل)
سوف أقر لكم بالإطار.
(المحارةسادنها كلسها)
ولأن الخنى في زوايا المثلث والمستطيل
تُشَغّلُ هندسة في الفراغ الأراجوز بالخيط
كي تتدبر أمر المعاش لبطن المهرِّج.
كي يتوفر ضوء السراج لِقُدَّاسه المر.
حذرته من بطالسة الشرق.
من بعل (أور).
نصحت له أن يعمد صمت المحارة بالماء أو
بالمبيدات من ركوة الجلد.
علمته الضحك المتداول: يضحك من
عصمة الناس.
يضحك من كسبه بالتكسب.
يضحك من لغة للحوار
.
امير البيــــــــان العربي
د. فالح نصيف الحجية الكيلاني
العراق - ديالى - بلـــــد روز
**********************************

magaltastar

رئيسة مجلس الادارة

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 244 مشاهدة
نشرت فى 25 أكتوبر 2018 بواسطة magaltastar

اللغة والأسلوب عند.
اياد شماسنة""
اللغة احدى الوسائل التي نعبر بها عما فينا، عما نمر به، فأحيانا نقدمها دون تزويق، كما هي، لتتماثل وحالتنا/ما نشعر به، واحيانا تخرج هي دون وعي منا، وكأنها تتمرد علينا نحن الذين نصيغها حسب رؤيتنا وإرادتنا، فتبدو كالمرأة التي تتمرد على واقعها، طارقة بعرض الحائط كل المفاهيم والعادات والقيود، ، فتخرج لمواجهة الآخرين ووضعهم أمام حقيقتهم، ليتماثلوا معها في جوهرهم وشكلهم ودون مكياج، فهي ترفض أن تكون خادعة، متوهمة بشيء ليس فيها، أو أنها تريدنا أن ترينا أنفسنا كما نحن تماما، فنبدو بائسين، مظهرا وسلوكا وتفكيرا.
لغة و"إياد شماسنة" يتحالفان معا ليظهرا لنا حقيقتنا، فهناك لغة بسيطة وسهلة وعادية جدا، لكنها تُوصل فكرة بؤسنا، ونجد أيضا استخدام رموز الشؤم والخرب "البومة" عربيا، والضفدع" غربيا، والأدهى أنه لا يقدمهما ليقوما بعمل عادي، بل بعمل فني، الأولى لتغني والثانية لترقص، فأي فعلا هذا؟، وأي فرح هذا الذي سنشاهده؟، ألهذا وصل بنا الحال؟.
لكن الشاعر الديمقراطي لا يمنع حدوث هذا، فهو يعترف بحق الآخرين في التعبير عن آرائهم، عما يريدون، حتى لو كان ما نعرفه عنهم غير جميل، لهذا هو لا يكترث لهذا الغناء والرقص، وبما أن عالم الفن والأدب مفتوح للكل، فمن حقه أن يجرب أيضا حظه في الشعر والأدب والفن وما يراه، دون أن يمنعه أحد، ألم تغني البومة ويرقص الضفدع؟.
لكن واقع الاشياء لا تتوقف عند البومة والضفدع، بل نجد "المخدة" تزعم أنها تشارك الشاعر كتابة القصيدة:
"وتزعم المخدة انها شريكتي
في التلقي 
وفي ديواني الشعري الجديد" 
بهذا الشكل وهذا الاسلوب يمكننا أن نصل إلى الحالة التي أرادنا "إياد شماسنة" أن نقف أمامها، أن نعيها، ونعي حقيقتنا وحقيقة ما يمر به/ما يشعر به. 
القصيدة منشورة على صفحة الشاعر على الفيس.
لغة و"إياد شماسنة" يتحالفان معا ليظهرا لنا حقيقتنا، فهناك لغة بسيطة وسهلة وعادية جدا، لكنها تُوصل فكرة بؤسنا، ونجد أيضا استخدام رموز الشؤم والخرب "البومة" عربيا، والضفدع" غربيا، والأدهى أنه لا يقدمهما ليقوما بعمل عادي، بل بعمل فني، الأولى لتغني والثانية لترقص، فأي فعلا هذا؟، وأي فرح هذا الذي سنشاهده؟، ألهذا وصل بنا الحال؟.
لكن الشاعر الديمقراطي لا يمنع حدوث هذا، فهو يعترف بحق الآخرين في التعبير عن آرائهم، عما يريدون، حتى لو كان ما نعرفه عنهم غير جميل، لهذا هو لا يكترث لهذا الغناء والرقص، وبما أن عالم الفن والأدب مفتوح للكل، فمن حقه أن يجرب أيضا حظه في الشعر والأدب والفن وما يراه، دون أن يمنعه أحد، ألم تغني البومة ويرقص الضفدع؟.
لكن واقع الاشياء لا تتوقف عند البومة والضفدع، بل نجد "المخدة" تزعم أنها تشارك الشاعر كتابة القصيدة:
"وتزعم المخدة انها شريكتي
في التلقي 
وفي ديواني الشعري الجديد" 
بهذا الشكل وهذا الاسلوب يمكننا أن نصل إلى الحالة التي أرادنا "إياد شماسنة" أن نقف أمامها، أن نعيها، ونعي حقيقتنا وحقيقة ما يمر به/ما يشعر به. 
القصيدة منشورة على صفحة الشاعر على الفيس.
"ليس من شأني
لو إرادت البومة ان 
تصبح مغنية اوبرا
ولا أهتم كثير لو حاول ضفدع
أن يرقص الباليه 
في عرض بحيرة كبيرة.
ما زلت اعترف بحق التجريب 
في الفن
منذ صرت اكتب قصائد شعر
على مخدتي في الليل
وتزعم المخدة انها شريكتي
في التلقي 
وفي ديواني الشعري الجديد"

magaltastar

رئيسة مجلس الادارة

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 196 مشاهدة
نشرت فى 24 أكتوبر 2018 بواسطة magaltastar

اللغة والمضمون عند
علي أبو عجمية
عندما تكون اللغة صعبة وشائكة فهذا يشير بطريقة ما إلى ما حالة الضيق التي يمر بها الشاعر/الكاتب، فهو من خلال التراكيب المعقدة والمبنية فوق بعضها يريدنا أن نصل من خلالها إلى ما ريد إيصاله، حتى لو لم نستطع تفكك العبارة/الصور، أو عجزنا عن تحليلها بطريقة منطقية، وهذا الشكل من الكتابة يستخدمه العديد من الشعراء منهم أدونيس ومحمد حلمي الريشة وفيصل قرقطي وغريهم، فرغم أن القارئ لا يستطيع أن يمسك الفكرة، لكن طريقة تقديم القصيدة توصل الفكرة، لهذا تجد القارئ يشعر بالراحة بعد قراءة هؤلاء الشعراء، فما يقدمونه يريحنا من ثقل الواقع، وكأنهم عبروا عنا نحن القراء، عبروا عما نعانيه، ما نمر به من ضيق وحصار واغتراب.
الشاعر "علي أبو عجمية" من هؤلاء الشاعر الذين يكتبون بطريقة شائكة ومركبة بحيث تكون صعبة وأحيانا مستحيلة التفكيك، يقول الشاعر في قصيدة "أقول للماء ولكن": 
"(1)
هكذا أفركُ الماءَ الذي خلعَ البحرَ
بوردةٍ مالحة؛
وألوانَ لا تكفي لأصعدَ في صهيلِ الرَمْل،
اللغةُ: صفيحٌ فارغٌ تملؤه الشَمْس،
ولَيْلٌ أنثويٌّ
يعرجُ في الذاكرة!
المقطع الأول يبدو وكأنه كلام غير متزن، غير متجانس، كما أن طريقة صياغته تشير إلى القسوة والصعوبة، وكأن الشاعر من خلال اللغة والطريقة تقديم للقصيدة يريدنا أن نصل إلى المضمون، فالماء من المفترض أن يكون منسابا/سلسلا، وإذا علمنا أن مفهوم الماء يشير إلى حالة الظهارة والانتقال من حالة فكرية/عقائدية إلى أخرى جديدة، كما أنه مصدر الحياة، كل هذا يجعلنا نتأكد الهوة التي تفصل الماء الذي نعرفه عن ماء الشاعر، لهذا نجد ماءه غير الماء، واللغة والتي من المفترض أن تكون وسيلة تسهل التواصل بيننا يقدمها الشاعر بصورة قاسية "صفيح ساخن" كل هذا يجعلنا نقول أن مثل هذه اللغة وطريقة تقديم الصور الشعرية تؤكد على عدم سوية الواقع الذي يمر به الشاعر، فهو يريدنا أن نصل إلى حالته/إلى الفكرة بشكل جديد غير مألوف، وهذا بحد ذاته يمثل تمرد الشاعر على الواقع، على الظرف. 
(2)
هَلْ أَدْلُقُ الماءَ على بابِ الأبجديّةِ؟
..
وأتركُ قلبي
في جَيْبها العُشْبِ
حيثُ يبكي الفراشُ على سَليقتهِ،
والعصافيرُ
تنقرُ لَحْمَ الحُواةِ الطيّبينَ
والشُعراء؛
شاعراً.. شاعراً

لا لَيْلَ بعد الحُبِّ؛ لا حُبَّ بعدَ الليل:
أسمعُ الخاطرَ الأبديَّ
يهذي في الطريق،
وأفتحُ الحُزْنَ والنسيانَ
لعاشقينِ..
وأمضي! "
المقطع الثاني يجمع الشاعر بين الماء واللغة معا ليقدمنا من حجم الضغط الواقع عليه، لهذا هو يخلط/يجمل عنصرين غير متجانسين، اللغة والماء، ونجده يستخدم افعال "واترك، يبكي، تنقر" فمثل هذه الافعال تشير إلى حالة القسوة، واعتقد أن الفقرة والوحيدة التي جاءت بشكل طبيعي هي:
"لا لَيْلَ بعد الحُبِّ؛ لا حُبَّ بعدَ الليل" كل هذا يجعلنا نقول أن الشاعر "علي أبو عجمية" استطاع أن يوصل لنا الواقع من خلال اللغة وطريقة تقديمه للقصيدة، والصور الشعرية المركبة والمعقدة.
هذا النهج نجده أيضا في قصيدة "فخ" والعنوان لوحده كافيا ليشير إلى ما جاء سابقا عن الشاعر، يقول:
" فخ
عودُ الثقابِ الذي يورقُ في فمِي
كلّما أوغلتُ

في أحاديثَ طارئة
بعد هذا الجوع الضروريّ،
الليلُ الكامنُ
في الشُرْفةِ التي تصعدُ
تصعدُ.. إلى الغيم،
لتنشلَ الماءَ والوحي،
….
كل شيء يستوي خلفي
ويفضحُ نفسهُ عاريا،
كل شيء.
وحبيبتي أيضاً
تلكَ التي تزيدُ ملعقةً
من الكمّونِ
على هذه العتمة!
" فهناك عود ثقاب، لكن ما علاقته بفم الشاعر؟، والشرفة التي تصعد إلى الغيم، والليل وملعقة الكمون، كل هذه الصور غير المنطقية والقاسة تؤكد على أن هناك حالة من القرف يمر بها الشاعر تجعله يستخدم هذا الشكل من الصور وهذه اللغة الصعبة.
وهذه الصورة يؤكدها في قصيدة "خبز" والتي يقول فيها:
" خُبْز
من سَيّجَ مملكةَ الحُزْنِ بالنَمْلِ
والحُمّى؟
تقولُ الأرضُ لجارتها
من أسْفلِ الشُرْفَةِ الخاوية:
يا سَمائيَ
من سَيّجَ مملكةَ الحُزْنِ
بالنَمْلِ والحُمّى..

والصيفُ يحرسُ قُوتَه
كلّما تداعى الحَقْلُ
على كاهلِ المِلْح،
تقولُ:
هل هُوَ المَوْتُ
في طريقِ غَزالٍ مُشتهى؛
أم ذلكَ الطائرُ المحمومُ
الذي يَهوي عند أوّلِ عاشقٍ
يَطْعَنُ الخُبْزَ في ظَهْرهِ..
ويجهشُ.. يجهشُ بالعويلِ
على أمّهِ السُنبلة؟!"
اعتقد أن الشاعر في هذه القصيدة يصل إلى الذروة، بحث نجد صورة غارقة تماما في الظلام والسواد، فهناك مملكة الحزن، والنمل، الموت، يهوي، يطعن، يجهش، بالعويل" هذا على مستوى الألفاظ، أما الصور فهي غارقة في الطلاسمية، فمن هي جارة الأرض؟، والصيف الحارس، وقوته، والملح، والخبز الذي يطعن في الظهر" كل هذا يجعلنا نتأكد ان الشاعر يتقن هذه الطريقة لإيصالنا صورة المأساة، التي يريدنا أن نفكر بالخروج منها، فهو لا يريد إثارتنا بقدر جعلنا نفكر ونجد الحلول لمثل هذه الصور/الواقع البائس.
في قصيدة "حرب" هناك تقدم أكثر نحو الطلاسمية والسواد والتعقيد، وكأن العنوان "الحرب" ترك أثرا على الشاعر بحيث لم يبق له أي مساحة من البياض، فكان أكثر إغراقا في الظلام والسواد:
" حَرْب
الرَجلُ الذي ماتَ
خلفَ حافلةِ النوايا
كقطٍّ
يلعقُ الحليبَ السُمَّ..
والصابونَ الذي خَلّفَتْهُ الحَرْب:
لم يكن يدري أنَّ فأراً ما
سوفَ يغتالُ الصُحونَ
ببزّة الليلِ العسكريّة،
ولم يكن يدري
أنَّ المُواءَ الدائريَّ حِرْفَةُ الكَوْنِ
والكواكبِ الآيلة،
تلك التي تثقبُ الرُوحَ..
وتذبَلُ
تذبلُ في الزُقاقِ الأخير.. كالشظايا!" مصطلحات الحرب حاضرة في القصيدة من خلال "الرجل، الحرب، ببزة، العسكرية، الدائري، تثقب، كالشظايا" وهذا ما يجعل القصيدة منسجمة من الالفاظ المستخدمة، قلنا في موضع غير هذا ان الحيوان غالبا ما يأتي ليعبر عن حنق الشاعر على الواقع، وهنا استحضر الشاعر "الفأر والقط" ليزيد من قتامة الحال الذي تحدث فيه الحرب، وإذا ما أضافنا الصور الصعبة والمركبة التي جاءت في القصيدة، نكون أمام حالة سواد مطلق والذي تتوحد فيه اللغة مع الألفاظ مع الصور مع المضمون، لتعطينا معا ومنفردة صورة وقع الحال على الشاعر.
القصائد منشورة على هذا الرابط

magaltastar

رئيسة مجلس الادارة

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 173 مشاهدة
نشرت فى 23 أكتوبر 2018 بواسطة magaltastar

العوم في ( والماء.. ) للشاعر رجب الشيخ
————————————————
وسط غابةٍ من شعورٍ تكتظ بالأغاريد وسقيفة عصافير لا أميز لونها ولو من بعيد يترآى لي حلم تليد بشدة إيماءة صغيرة تتردد في تحديد المكان والموعد من قريب.
وسط أغصان من كلمات وأوراقٍ من حروف ترتفع البراعم حد خدود الشمس تقطف وهجاً سرعان ما يذوب بين السطور تسيل الجداول بماء معين ولا وادي يحدد تضاريس الصخور والرمال والرّيح قد يقسو قليلاً على أنامل الإحساس فتتنمل بشعورِ وجدٍ كان يغور بين طيات القلب الوحيد القابع في جوف كاتب ( والماء.. ) ماذا لو [ والماء .. ] إذا هوى ولو يتشظى المعنى بين الفينة والأخرى فوق خريطة لا تتعدى الرسم المحدد .
هكذا الكتيب لا يكلفني حجمه حيزاً ولا ثقله عناء الحمل ، كان خفيف الظلّ كظلْ غيمةٍ في نهار تموزي تغطي واحة من الأمل يرعى فيها قطيع من الرجاء ، وكان ترتيب القوافل متنوعاً بالطول والعرض والجمال وتسلسل الأرقام تحمل تجارةً لن تبور في زمن الجفاف يوم قالوا هذا البلد يمرّ بسلسلة من سنوات عجاف .
ترتبط الحبيبة بغداد عاصمة الثقافة بشريان الجنوب يحمل لها النقاء والصفاء مروراً برئة الطيب والكرم معطراً بدعاء الوالدين حينما سألوا الرحمن ألا يغيب عنهم طويلاً فأنهم المنتظرون .
أستوقفني الإهداء ، هل هي حقاً حبيبته أم أنها مدينة مفتحة الأبواب والنوافذ لتهب فيها ما طاب من نسيم وعطور ونعيم . أطرق الباب الأول أدخل وأجلس ، أرتشف بعض الكلمات من فناجين الشعور والإحساس وتأتي الذاكرة ممزوجة بين التأريخ والأسئلة التي غادرت [ ص ٧ ]. تمرّ العصافير وظلت الأسئلة تدور والحفيد يلهو مع جدته القابعة خلف خرافات العولمة [ ص ١٥ ]. يرتمي الرّيح بإحضان أعشاش الشجر وأغنية تضاهي الشفاه ، قد يكون التنقل سلساً حسب مسافة الخطوة فهي دلالة واضحة على إمكانية الكاتب في إختزال المفردات لخلق جوٍ يليق بالقارئ الذي يعيش تقلبات الأحداث وسرعة المرور لما يتصوره التواصل الاجتماعي الحديث وعلى مدى الأوراق التي تقلبها الأنامل المرتعشة شوقاً بالارتقاء سلّم من نصوص وخواطر وومضات بسلامة بحيث لا يتأثر في المديات والمسافات ، وقد قلّ كتّابها فأنفرد شيخنا بمنجزه ليخط ذكريات بمذكرة الجيب تحمل سفراً ممتعاً على سكة سفر متوازنة مع طبيعة التنقل والمكان لتفتش في كهفٍ معتم ليجد فيه خيط أملٍ [ ص ٢٨ ], وَمَنْ يجرؤ في التعمق بجغرافية جسدها غير كاتبنا الذي لخص بقلمه الجرأة والفصاحة وكل طقوس الرؤيا لأجل رسم لمحة طيف يركض خلف أو أمام الشاعر نفسه [ ص٣٥ ].
حتما نقرأ في المنجز بعض التفاصيل الخاصة بشيخنا وعن خلفيته البيضاء كالصورة المطلوبة في جواز السفر لغرض السفر بنا إلى عالمه مروراً بدجلة التي روت عطشه وسنابل مدينته التي سدت رمق عشقه ، يحمل في نبرة شعره لحن جمال الحزن في موسيقى الفرح مع رائحة رغيف الأمهات المشوي في تنور الحنان .قد تكون الأدوات التي تم استخدامها كأدوات التجميل في الصالون لتزيين عروس ديوانه ف[ أركض ، أركن ، أغادر ، أثقب ، إمتطيت ، أغير ، أستيقظ ، أشرب ] كل هذه الأفعال تجعل من حقيقة الوعي في الشعور ورفض اللاواقعية في السرد النثري وقد تحقق بالفعل مرامه عندما يعجن الشاعر في مسامات الفراغ الموجودة في زمنه الحاضر بينما العوامل المساعدة كانت [ كؤوس المواعيد ، فراشاتي ، ضجيج ، صوت أقدام ، أفكار ، مخيلتي ، قباب ناضجة ] تجعل الورقة في المنجز حيّةٌ نديةً في حين تجبرني القراءة على الاعتراف بتقصير عباراتي وكل كلامي اتجاه هذا المنجز لما يحمله من معان واستقطاب الحداثة في الشكل والتدوين ، ربما هذه المغامرة بالنسبة لي ناجحة حينما أحصل على موافقة شاعرنا الشيخ ( رجب الشيخ ) بنشرها . 
————————
عبدالزهرة خالد 
البصرة

magaltastar

رئيسة مجلس الادارة

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 175 مشاهدة
نشرت فى 23 أكتوبر 2018 بواسطة magaltastar

موسوعة شعراء العربية
المجلد العاشر - الجزء الاول
شعراء المعاصرة العربية \ 708صفحة
.
بقلم د.فالح الكيــلاني
.
تمهيــــــــــــــــد \ دراسة في الشعر المعاصر - القسم التاسع\ الاخير
اما فن الوصف فقد ضعف ولم يكتب فيه الشعراء الا القليل.
وقد كتبت فيه اصف الربيع وعطره وشذاه فاقول :
زانَ الربيعُ جَمالَهُ بدلالِهِ
في زهرة ٍ وَسْطَ الغُصونِ تُفتّح ُ
وَريا شَذاها في الصباح ِ تَضوّعَتْ
فقلـوبُـنا بِعـبيـرِها تَتَروّحُ
فَـَتـَنسّمَتْ كلُّ النفوسِ بَهيـجَة ً
بِجَمالِها وَسَـنائِها وَلتـَفْرَحُ
تَرنو أليها بِانْفراجِ ِ سَريرةٍ
في شَوقِها عينُ البَصيرةِ تَسْرَحُ
أدْعو لها اللَهَ في عَليائِهِ
بِسَـلامَةً ٍ وَسَــعادةٍ وَلِتَصْدَحُ
انّ الربيعَ جَمالُهُ بِورودِهِ
مثلَ النفوسِ بِقلوبِنا تتَـَرجّحُ
وَزُهورُ وَرْد ٍ في الفؤادِ غَرَسْتُها
وَسْط َ الجُنينَة ِ عِبْقُها يَتفوّح
ونظمت فيه في الحبيب الغالي فاقول :
هي الصورة الموحاة شكلا بما بها 
واية للحسن تسبي معانيها
هي النور بل النور منها نابع 
والخلق والاخلاق من ذا يدانيها
فليست لنا مقياس يحصي جمالها
وليست لها –كالنور- بالكون تشبيها 
وقد يعجز القول بحصر صفاتها
والحبر والاوراق او مايضاهيها
فالشعر ليل قد تشقّر فجره 
وتبر مزيج منهما صار يجليها
تدلت جديلات طال امتدادها 
تلامس العجز الرديف ذوابيها
تشعّ سناءا حين يسطع نوره
تهادى من الشمس شعاعا يواجيها
اذا كان ضوء الشمس فيه تماوج 
فامواج بحر داعب الريح عاليها
والشعر الصوفي ايضا فن من الفنون الشعرية القديمة المتجددة. ويشكل الشعر الصوفي جزءًا متميزًا من شعر الغزل ويمثله الرمز الديني. ويمكن فهمه من خلال ثنائية الرؤية واللغة. فهو شعر يعبر عن رؤية داخلية تنبثق عن فهم الشاعر للآية الكريمة ﴿ونحن أقرب إليه من حبل الوريد﴾ سورة ق:16. فيشعرون ان الذات الالهية اقرب اليهم من انفسهم وبناءً على هذا الفهم، جاءت قصائدهم محملة بالوجد والحنين إلى المزيد من القرب من الذات الإلهية. كما أن نصوصهم الشعرية تُظهر الأطوار التي مرت بها رؤيتهم الصوفية في حب الذات الإلهية الذي تغلبُ عليه العفوية والبساطة، إلى الرغبة في الحلول اوالاتحاد بالذات الإلهية وانتهاءاً بمفارقة الجمع بين الاتحاد او الفناء فيها والتي تمثل شطحات صوفية اتخذها بعض شعراء الصوفية راجع كتابيَّ ( من عيون الشعرالصوفي والتصوف والطريقة القادرية ). ومن شعراء الصوفية في هذا العصر الشاعرة الفلسطينية المغتربة ختام حمودة تقول :
تَــألَّـقَ كُــحْـلٌ بِـوَسْـطِ الْـحَـدَقْ
فَـسُـبْـحانَ رَبّـــيَ رَبُّ الـفَـلَـــقْ
عـَجَـنْتُ شُـعـوري بِـحُـبٍ عَـتيٍّ
فـَـطـارَ الـشُّـعـورُ بـِشِـعْـرٍ بـَـَرقْ
أهَـدْهِـدُ صَـبْـري بِـلَـيْلِ الـضَّنى
وَمِــنْ فـوْق ضِـلْعي يَـحطُّ الأرَقْ
وَكَـــمْ أتْـعَـبتني عُـثـار الـلَّـيالي
فَـسَـبَّـح طَـيْـرُ الـمَـدى وَاعْـتَنَقْ
وَمــا الـحُـبّ إلا كُــؤوس الـمَـرارِ
وَبِــضْـعُ أمــانٍ وَبِــضْـــعُ قَــلَــقْ
وَكُـنْت الأصـيل بِـحُضْنِ الـسَّماء
وَمِـنْ حُـزْنِ بُـعْدِكَ فـاضَ الـرَّمق
وَمـــا زالَ عُــمـري وُرودًا تَـمـيلُ
وَقَــطْـر الـعُـطورِ إذا مــا انْـدَفَـقْ
وَأنْــتَ حَـبيبي وَروحـي وَقَـلْبي
وَأنْـــت شُــعـورٌ بَـحَـرْفي نَـطَـقْ
فَـكُـنْتُ أنــا رَوْعَــة فـي الـخِتامِ 
وَكــانَ الـخِـتام بِـشْعري الأحَـقْ
وَأخْــتِـمُ قَــوْلـي بِــهـذا الـكَـلام
وَكُـنْـتُ بِـشِـعْري وَحَـرْفـي أرَقْ
واخيرا اقول الشعر العربي يعيش ازمة ثقافية كبرى خاصة بعد ثورات الربيع العربي التي كانت نتائجها وبالا على المجتمع العربي وعملت على تمزيقه حيث أصبح القارئ العربي بعيدا عن الثقافة والادب والابداع وذلك يعود لأسباب عديدة منها اهتمام المجتمع العربي بالاحداث الدامية التي لحقت به فمزقته وغرست فيه العدائية والتفرقة حتى في البلد الواحد نتيجة اختلاف الافكار السائدة الى حد التطرف وتمزيق اللحمة الوطنية حتى في البلد الواحد وموقف الدول الكبرى من تشجيع الصراع بين الاخوة المتقاتلين وغرس الضغينة والحقد بينهم نتيجة الطائفية المقيتة او المذهبية الدينية او العنصرية وتشجيعها في سبيل ايقاد النارفي هذه المنطقة واحراقها لاجل اسرائيل (مسمار جحا ) الذي زرعته في المنطقة وبقائه تحفه الطمانينة والسلام ثم انتشار المعلومات الالكترونية وانتشار ثقافة الرأب في العالم العربي ومدى محدودية الفكرالعربي الذي أصبح يستهلك ولا ينتج نتيجة الاحداث التي المت بالمجتمع العربي والتطاحن القتالي الفكري .
لذلك ارى أن الشعر- وهذه دعوة لكل الشعراء والادباء والمفكرين - لابد أن ينفتح على هذه الامور فيستعوعبها ويكرسها ويعمل على ازالة مسببات الاحداث او الثورة لاجل الوطن العربي كوطن واحد وتاريخ واحد ولغة واحدة ومصالح مشتركة, ومن ضمنها مشاكل الشباب الاجتماعية والنفسية وأن يمس تجاربهم الذاتية فينزع الى الخير والسلام والامن والاما ن الذي فقد في بعض بقاع هذا الوطن .
.
امير البيــــان العربي
د. فالح نصيف الحجية الكيلاني
العراق- ديالى - بلــــــد روز
***************************

magaltastar

رئيسة مجلس الادارة

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 198 مشاهدة
نشرت فى 23 أكتوبر 2018 بواسطة magaltastar

موسوعة شعراء العربية 
المجلد العاشر - شعراء المعاصرة
بقلم د. فالح الكيــلاني
تمهيـــــد - دراسة في الشعرالمعاصر - القسم السادس
اما في مجال بناء القصيدة المعاصرة فاقول القصيدة المتكاملة احد مظاهر التجديد بل اهمها ،وهيمتصلة بالتراث تتعامل معه من منظار جدلية الحداثة الشعرية، فتستمد منه شخوصها واقنعتها وبعض احداثها، ولكن الشاعر لايعيد صياغتها، كما جاءت في القصيدة الشعرية القديمة، وانما يستعير حركة او موقفاً او حدثاً مناسباً ويحاول بوساطة الاسقاط الفني ان يوظف مااستعاره توظيفاً معاصراً ،ولذلك تبدو القصيدة المتكاملة مركبة يتداخل فيها الماضي والحاضر وتتلاقى فيها الاصالة والمعاصرة، الايجابي والسلبي، والذات والموضوع للتعبير عن تجربة حية ومعاصرة.
لذا فان القصيدة المتكاملة تعبير بالتراث عن المعاصرة وبالماضي عن الحاضر والعلاقة بين الشاعر وتراثه علاقة جدلية، يتبادل فيها الشاعر والتراث، التأثر والتأثير وان مفهوم الحداثة غير متناقض مع مفهوم التراث،فالحداثة من التراث، وهي تنبثق منه كانبثاق الغصون من الساق والساق من الجذو ر وكذلك التجديد فالتجديد الشعري ذو ثلاثة اطوار متلازمة متفاعلة هي: المؤثرات الخارجية المساعدة والمكونات التراثية وموهبة الشاعر وان التأثر سمة انسانية مشروعة تشترك فيها الشعوب وهي لاتعني النقل عن الاخر وانما تعني المعرفة والاطلاع وذلك سيفضي الى الابداع والاصالة، حيث كان للمدارس الادبية ولبعض الشعراء الغربيين تأثير في بنية القصيدة العربية الحديثة، فالرومانسية ساهمت في إحياء النزعة الغنائية، والرمزية في تعميق الاحساس الداخلي واستخدام الاسقاط الفني،وعمقت السريالية غنائية اللغة والصورة والموضوع وحرية الكشف والتعبير، وتجلت التأثيرات الكلية العميقة بالانتقال في بنية القصيدة من وحدة البيت الى الشكل العام ، ومن الذاتية الى الموضوعية، ومن الغنائية الى الدرامية، ضمن المكونات الغربية في بنية القصيدة العربية المعاصرة، اهمها ثلاثة: المكون الاسطوري والمكون التاريخي والمكون الادبي.‏
كما نرى ان القصيدة استفادت في بنيتها وشكلها العضوي من القصيدة والنقد الاوروبيين اللذين كان لهما دور مباشر في توجيه شعرائنا الى الاستفادة من تراثنا والالتفات الى التراث الغربي بأساطيره واشكاله الفنية للتعبير عن تجارب معاصرة وهذا سبب من اسباب الغموض في القصيدة المتكاملة ،وهو في الوقت ذاته سبب من اسباب ثرائها وتعدد اصواتها ودلالاتها. وتطورها نحو الافضل‏
اما الموضوعات الغنائية، وغنائية التعبير في بنية القصيدة المتكاملة وقدلقِّحت بالعناصر الدرامية لتخاطب الاحساسات والعقل معاً وتمتزج فيها الذات بالموضوع ويتعادل التعبير والاحساس وتغدو اللغة والصورة والايقاع أدوات موظفة جديدة ثابتة و ان القصيدة المتكاملة كانت نتيجة للتحولات الاجتماعية والاقتصادية التي طرأت على مجتمعنا منذ منتصف القرن العشرين ،فالمجتمع الاستهلاكي افرز موضوعات الموت والاغتراب كما انها ناجمة عن جهودالشعراء المتواصلة منذ بدايات القرن العشرين للنهوض بالقصيدة المعاصرة .
وعلى العموم فعناصر البناء العام وتكامل القصيدة هي: الحكاية والحدث وصلاتها بالشخصية وسماتها من جهة، وبالحتمية الناجمة عن تكوينها من جهة ثانية مبيناً من خلال الحكاية والحدث الدرامي والصراع والحوار الدرامي وبناء الحدث ان الحكاية تكتسب اهميتها الفنية حين يمتلك الشاعر المقدرة على توظيفها توظيفا معاصراً، وان الحوارالجيد والصراع المتين يؤديان دوراً بارزاً في بناء الحدث ورسم ابعاد الشخصية الدرامية وبناء القصيدة المتكاملة، وان العناصر الغنائية تغتني بالعناصر الدرامية فيتلون الايقاع والصورة بتلون احساسات الشخوص ليشكلا الايقاع والصورة، كماان القصيدة المتكاملة شبكة من العلاقات التماثلية والسلبية المتفاعلة، فهي ذات اصوات وابعاد ومستويات ينجم عنها التكافؤ بين الدلالة التراثية والدلالة المعاصرة.
ومن الملامح الشعرية ان الانسان فيها جوهر التجربة الشعرية ، بمعاناته وحياته اليومية وقضاياه النفسية والاجتماعية والسياسية. وقد يجنح الشاعر إلى الاسطورة ، والرمز ، والتراث الشعبي ، والاشارات التاريخية .وقد ينحو بعض الشعراء الى تعرية الزيف الاجتماعي والثورة على التخلف..
فالقصيدة بناء شعوري متكامل يبدأ من نقطه بعينها ثم يأخذ بالنمو العضوي في مجال الفكر والخيال حتى تكتمل.,قد يسير شاعر على وتيرة واحدة في الوزن والقافية او على نظام المقطوعات وشعر التفعيلة او قد لا يسير على أي نمط محدد معين كما في قصيدة النثر .فالشعراذن اما شعر يتسم بالوضوح والبساطة والعفوية فتاتي لغته مقتربة من لغة التخاطب اليومي وباسلوب عفوي جميل واما شعر سريالي غير واضح ويتميز بالغموض والابهام ،والرمز ويستعصي الكثير منه على التحليل والتقويم والنقد بالمقاييس المألوفة.وقد لايالفه المتلقي .
كما ان القصيدة المتكاملة شبكة من العلاقات التماثلية المتفاعلة، فهي ذات اصوات وابعاد ومستويات ينجم عنها التكافؤ بين الدلالة التراثية والدلالة المعاصرة
امير البيــــــــان العربي
د. فالح نصيف الحجية الكيلاني
العراق- ديالى - بلـــــد روز
******************************************

magaltastar

رئيسة مجلس الادارة

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 167 مشاهدة
نشرت فى 15 أكتوبر 2018 بواسطة magaltastar

"أمشي إليها"
سامح أبو هنود
عندما تتراكم مجموعة كبيرة من القصائد عند الشاعر، ويريد أن يصدرها يحتار أيا منها يخرجها للنور أولا، لهذا نجد الاصدار الأول غالبا ما يحاول الكاتب أن يظهر لنا نماذج متعددة ومتنوعة من انتاجه الأدبي، خاصة في المجموعة القصصية وفي ديوان الشعر، لهذا نجد التعدد والتنوع في المواضيع وحتى في شكل وطريقة تقديم المادة الأدبية، وأحيانا في اللغة، فهو يريد أن يمتع المتلقي بما يقدمه من أدب.
في هذا الديوان سنجد مواضيع متعددة، من الغزل، إلى الاهتمامات العائلية والأسرية، إلى الهم الوطني والقومي، مرورا بالحالة الشخصية للشاعر، لكن اللغة هي الجامع والموحد لكل هذه القضايا، واعتقد أن هذه اللغة كافية لتشير إلى الشاعر "سامح أبو هنود" بحيث يمكننا أن نعرفه من شعره حتى لو لم نقرأ اسمه على القصيدة، فاللغة التي يستخدمها تميزه عن غيره من الشعراء، وهي كافية لتجعلنا نتعرف على الشاعر ونقول أن اللغة هي العلامة التي تشير إليه، وهذا الامر يمثل أهم علامة عند أي شاعر. 
المتناقضات
طريقة التفكير في مجتمع الهلال الخصيب أنه يتعامل مع المتناقضات على أنها حالة طبيعية، فهناك الليل والنهار، والربيع والخريف، والصيف والشتاء، والخير والشر، فرغم انحياز الإنسان الهلالي إلى الخير، إلا أنه ينظر إلى القحط/الشر/الموت كأنه جزء طبيعي من الحياة، وكأنه في العقل الباطن يمهد ليتقبل/يتعامل مع هذا الشر/الموت على أنه حالة طبيعية في الحياة، وعليه أن لا يقنط أو يكفر بالحياة بما يراه ويحصل من سوء، لأن النهار/الربيع قادم بالتأكيد، الشاعر "سامح أبو هنود" يؤكد على هذه الثنائية في الحياة من خلال ما جاء في الديوان، يقول في قصيدة "لم أهادن":
"غزاني الشيب لكني ببأسي
كحلك الليل فاخذر من عصاني" ص20، ورغم تطابق المعنى بين حالة الإنسان عندما يشيب والليل، إلا أن لون الشيب الأبيض يتناقض مع حلكة الليل، وهذا ما يؤكد أن عقل الإنسان الهلالي دائما يتعاطي مع المتناقضات على أنها حالة طبيعية في الحياة.
ويقول في قصيدة "خشية":
"تجهم إن ضحكت وزاد حنقا
وإن يوما عبست أراه بشا" ص22، فهناك حركة متعاكسة بين التهجم والضحك وبين العبس والبشا، رغم أن القصيدة تتحدث عن علاقة الشاعر بالحبيبة، إلا أنه يستخدم حالة (الصراع) ليشير إلى متانة علاقته بها، فهل لهذا علاقة بفكرة الصراع بين "البعل والموت"؟
وفي قصيدة العنوان "أمشي إليها" يقول:
"هذا دليلك لا بدر فنوقظه
والنجم غاب، كذا خلانك انصرفوا
فاسعي إليه فذاك الفجر مرتقب 
لا تخذليه في الندى الشغف
أمشي إليك كمن يمشي على وجع
والريح تعصف الأغصان تنقصف" ص75و76، في هذه الابيات العديد من المتناقضات، التيه من خلال وجود "هذا دليلك" وفقدان البدر والنجم، وفعل "فاسعي إليه وبين لا تخذليه، وبين "أمشي إليك" والريح تعصف، وإذا ما قاربنا هذه الأجواء بما جاء في الملحمة الكنعاية "البعل" سنجد تقارب كبير في الأفكار والأحداث، وكان الشاعر يستحضر الملحمة وما فيها من صراع لكن بلغة عصرية وهموم جديدة. 
المرأة والطبيعة 
دائما المرأة والطبيعة تمنح الشاعر سكينة، بحيث تحرره من واقعه وتجعله يهيم فيهما، فيتقدم من الحياة برؤية جديدة، ولا نبالغ ان قلنا أن "سامح أبو هنود" أثبت أنه من الشعراء الذين يحسنون المزج بين المرأة والطبيعة، في قصيدة "تذكار" يقول:
"أمطرت روح الوردة غيثا قل ما
اسمعت نكرانا من الأزهار
زر في الربيع وقف بحقلة روحها
وارقب عتاب الريح للأشجار
واسمع تسابيح الندى بجلاله
في الصبح وقت تفتح النوار
وافكك عن النوار زر قميصه
لتفوح من أكمامه أخباري" ص23و24، حضور المرأة والطبيعة انعكس على اللغة البيضاء المستخدمة في القصيدة، حتى أن الشاعر تخلص تماما من واقعه وهام في عالم آخر من الفرح والصفاء، ولا يكتفي الشاعر بالألفاظ البيضاء التي جاءت في القصيدة، بل يمتعنا أكثر من خلال الصور الشعرية التي قدمها لنا، فأضافت متعة أخرى إلى لغة القصيدة.
المضمون الصعب والتقديم الناعم
واقعنا في المنطقة العربية في غاية السوء، ودائما نسعى لتجاوزه أو القفز عنه، محاولين التخفيف من واقع الحال علينا، فنلتجئ إلى المرأة أو الطبيعة أو الكتابة أو الثورة، لنخفف من الضغط الواقع علينا، لكن أحيانا نجد هذا الواقع يقف أمامنا وجها لوجه، مما يوجب مواجهته، في قصيدة "لا ضير في الذل..." يقدم لنا الشاعر واقعنا البائس بهذا الشكل:
"كم أرهق القلب بنض لا صليل له
كواتم الصوت في الشريان منتصبه
قد قزمونا فأمسينا بلا قدم
وحجمونا فأصبحنا بلا رقبة
وكم رضينا ببؤس صار شيمتنا
وكم سكنا إذا أبدا لنا غضبه
قالوا سنرجع ما قد ضاع فأصبروا
لما اصطبرنا أضعوا القدس والهضبة
واستنزفونا بحرب لا وجود لها
واستبدلوا المدفع الرشاش بالقصبة" ص31، احدى الوسائل التي تخفف من وقع الحال استخدام الفانتازيا أو السخرية، والواقع البائس لا يحتمل استخدم لغة معجمية، فيكفي المتلقي أنه يقرأ عن واقعه المزري، "سامح أبو هنود" استوعب هذا الواقع واستخدم لغة سلسة وسهلة لوصل فكرته بأقل جهد، وإذا ما اصفنا الفنتازيا والتي استخدمها في "بلا أقدام و رقبة، وإذا ما اضفنا سلاسة اللغة يمكننا القول أن الشاعر كان ذكيا في هذه القصيدة التي استطاع أن يتجاوز فيها الواقع من خلال اللغة والفنتازيا والسخرية التي جاءت باستبدال المدفع بالقصبة.
الأسئلة
الأسئلة أحدى الوسائل التي تدفع المتلقي ليتوقف عند النص الأدبي، وتكمن أهمية الأسئلة أنها تثير القارئ فكريا، بحيث يجد نفسه امام حالة وعليه أن يجيب، فهو ليس وعاء فارغ، بل هو من عليه أن يملي هذا الوعاء بما يراه مناسبا، في قصيدة "أرج الرحيل" يقدم لنا الشاعر مجموعة من الاسئلة:
"من يوقد النار إن ما البرد داهمنا؟
من يملأ البيت حبا منه نغترف؟
من يوقظ الفجر إن غابت ويوقظنا؟
"قم للصلاة" وللرحمن فازدلفوا
من بعدها اليوم يأتي كي يحذرنا
جيش هناك وها للبيت قد دلفوا" ص94، الجميل في الأسئلة أنها تقدمنا من التفكير وتجعلنا نتحرر من القوالب/الأفكار الجاهزة، بمعنى أننا نحن من علينا أن نقدم الاجابات/الحلول وليس الشاعر، وهنا يتحول المتلقي إلى قارئ مفكر، عليه أن يكتشف/يضع/يصنع الحلول.
الصور
من جمالية القصائد وجود صور شعرية تمتع القارئ، بحيث تخفف عن شيئا من وقع الحال، كما أن للصورة أثر ايجابي على القارئ بحيث تجعله يهيم بها، كما هو الحال بالنسبة للأسئلة، فإذا كانت الأسئلة تثير العقل نحو مسائل ملحة وضرورية، فإن الصور تثير العقل ليهم في عالم من الجمال بحيث يحلق القارئ في آفاق بلا حدود، يقول الشاعر في قصيدة "لا تنسى موعدنا":
"مرت كأغنية والحن يتبعها
والريح يحملها كالطائر الغرد" ص101
المناجاة
لشاعر رسالة يحاول أن يوصلها للمتلقين، لكن دائما الطريقة غير المباشرة هي الأجمل والأكثر تأثيرا على القارئ، يمتعنا الشاعر بقصيدة "مناجاة" من خلال الطريقة التي يناجي بها الله، فهو المستعان وقت الشدائد، وهل هناك أجمل من الاستعانة بالذي لا يرد أحدا؟:
"إلهي ضاق بي عيشي أعني
كأني قد بليت به كأني
على حاليه ذقت الدهر قهرا
فخاب بع على الحالين ظني
فأورثني الضنى والسقم حتى
حسبت البؤس جزءا صار مني
إلهي من سواك اله أشكو
وهل إلاك يا الله يغني
فمن ألاك إن ما قلت ربي
يفرح كربتي ويفل حزني
إليك أبث أشجاني وهمي
وأعصر مهجتي دمعا يجفني" ص81و82، الجميل في هذه المناجاة أنها صادرة عن الشاعر، فهو من يتوجه إلى الله، وكأنه من خلالها يدعوا أيضا لنتجه إلى الله، فمثل هذا التوجه بالتأكيد يريح النفس، ويعطيها طاقة إضافية لتستمر في الحياة متجاوزة وقع الحال، اعتقد أن الأهمية هذه القصيدة انها تمثل دعوة ـ غير مباشرة ـ لنكون مع الله ونقدم منه أكثر، إلا يكفني أنه يكشف السوء ويجيب المضطر؟.
ويقول في قصيدة "أقول لابني":
واصبر على الدهر إن أبدى نواجذه
فالصبر علا مع قلة العدد
أن ضاق صدرك من غم ومن سأم
فأهجد بليلك وادع الواحد الأحد" ص111، رغم أن هذا الدعوة جاءت مباشرة، إلا أنها لم توجه إلى القارئ بل إلى ابن الشاعر، مما يجعل دعوته غير صريحة.
البعد القومي والوطني
الشاعر ابن بيئته، فهي تؤثر عليه سلبا أو ايجابا، والشاعر النبيل هو الذي يحمل هموم شعبه وامته، والفلسطيني يتأثر بالواقع بالمحيط به، بالواقع العربي، فهو بطبيعته وطني وقومي، ويحرص على البلدان الأخرى كما يحرص على وطنه فلسطين، وهو يفرح للإنجازات التي تتحقق في المنطقة العربية ويحزن ويتألم لما يصيبها، في قصيدة "لم يبقى إلاي..." نجد البعد القومي العربي حاضرا:
"أهلي هناك بأرض الشام قد فتنوا
فاستأسد الشر في شرعه احتكموا
صنعاء غص بدمع العين مأربها
قابيل عاد بجيش دونه نقيم
بغداد يا صفوة الأسماء في خالد
يا صولة السيف فيك الحق يعتصم
بغداد فيك رجاء الروح متصل
أضعت دلوي إن لم يحكم الوذم 
يا قدس يا قبلة الأرواح إن سجدت
حسناء بالقلب لا بالثغر تلتثم" ص66و67، بهذا يكون الشاعر قد جمع بين الفكرة والشكل واللغة وقدم لنا ديوان "أمش إليها" باكورة انتاجه الشعري، والذي اقنعنا بأننا أمام شاعر من واجابه علينا أن نقف عند انتاجه متأملين بهذا المولود الجديد، الذي يمتعنا بجماله وبلغته.
الديوان من منشورات دار دجلة ناشرون وموزعون، عمان، الأردن، الطبعة الأولى 2018.

magaltastar

رئيسة مجلس الادارة

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 178 مشاهدة
نشرت فى 15 أكتوبر 2018 بواسطة magaltastar

تــَــنْــويه ..... تنبيه!
يشيع في كتابات الناس لهذا العصر - من الناشئة وغيرهم - استخدام الفعل ( نَوَّهَ ) بمعنى ( أشار / نبّهَ ) ، فتطالعك كلمة ( تنويه ) في كل ما يُراد به التنبيه على أمر ما أو الإشارة إليه ، وليس ذاك بشيء ؛ فأصل الكلمة من " ناهَ الشيءُ ، يَنوهُ نَوْهاً : ارتفع ، فهو نائهٌ .... ومنه ناه النباتُ ..... ونَوَّهَهُ ونَوَّهَ به : دعاهُ برفع الصوت . ومنه حديث عمر : أنا أول مَن نَوَّهَ بالعرب ..... وأيضاً رفعه وطَيَّرَ به وقَوّاهُ وشَهَرهُ وعَرّفَهُ "(1) . كما يأتي الفعل بمعنى الإباء والتَّرك والانتهاء عن الشيء (2). وقال الزمخشري : " نَوَّهْتُ به تنويهاً : رفعتُ ذِكرَهُ وشَهَرْتُهُ . وأردتُ بذلك التنويه به . وإذا رفعتَ صوتَكَ فدعوتَ إنساناً ، قلت : نوَّهْتُ به . ونَوَّهْتُ بالحديث : أشَدْتُ به وأظهرْتُهُ "(3) . وقال أبو نخيلة :
ونَوَّهْتَ لي ذِكري،وما كانَ خاملاً 
ولكنَّ بعضَ الذِّكرِ أنْبَهُ من بعضِ (4).
ولمّا قال بشامة بن الغدير قصيدته المفضلية في الحرب التي دارت بين أحياء مرّة وذبيان :
فإمّا هلكتُ ولم آتكم 
فأبلغ أماثلَ سَهْمٍ رسولا 
بأنَّ التي سامكم قومُكم 
لقد جعلوها عليكم عُدولا 
هوان الحياة وضيم الممات 
وكُلاً أراه طعاماً وبيلا 
فإن لم يكن غير إحداهما 
فسيروا إلى الموت سيراً جميلا 
ولا تقعدوا وبكم منة 
كفى بالحوادث للمرء غُولا
وردت الأبيات عليهم و تكفل بالحرب الحصين بن الحمام المري أحد بني سهم ، وقال : إليّ كتب وبي نوَّهَ ؛ خاطب أماثل سهم ، وأنا من أماثلهم ، فأبلى في تلك الحروب بلاء شديداً ، وقال الحصين بن الحمام في ذلك من قصيدة طويلة له :
يطأنَ من القتلى ومن قِصَدِ القنا 
خَباراً فما يَنهضنَ إلا تقحما (5).
ومن هنا ، فالأولى استخدام ( تنبيه / إشارة ) بدلاً من ( تنويه ).
وإلى حديث آخر بحول الله .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) التاج ( نوه ). وينظر اللسان .
(2) التاج ( نوه ).
(3) أساس البلاغة ( نوه ).
(4) التاج ( نوه ).
(5) الأغاني : وفيه نسبت الأبيات إلى عقيل بن علّفة ، وليس بشيء .

magaltastar

رئيسة مجلس الادارة

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 183 مشاهدة
نشرت فى 13 أكتوبر 2018 بواسطة magaltastar

الدَّردشة فصيحة ...
جاء في التاج أنّ (الدّشَّ) كثرة الكلام،يقال فلان يَدُشُّ، وهو كناية(1). والدُّرشَةُ، بالضم: اللجاجة (2) . وقال الزبيدي، ومما يُستدرك على مادة(دشش) : " الدَّرْدَشة: وهو اختلاط الكلام وكثرته، أهمله الجماعة، وهو مستعمل في كلامهم كثيراً، فلينظر"(3).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) التاج ( دشش).
(2) التكملة للصاغاني (درش) والتاج (درش).
(3) التاج (دردش ).

magaltastar

رئيسة مجلس الادارة

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 176 مشاهدة
نشرت فى 13 أكتوبر 2018 بواسطة magaltastar

الواقع والفانتازيا في رواية
"أوبرا القناديل"
مشهور البطران
ثمة أعمال روائية عديدة تناولت الواقع الرسمي والشعبي في المنطقة العربية، كما هو الحال في رواية "متاهات الأعراب في ناطحات السراب" "لمؤنس الرزاز"، وخماسية "مدن الملح" "لعبد الرحمن منيف". تناول الواقع الرسمي العربي يُحدث غصة وكآبة في نفس المتلقي، لأن القارئ يتأثر بما يقرأ، لهذا على من يريد أن يتناول هذا الواقع، خلق مهدئات تقلل من حدة السوداوية، سواء من خلال استخدام لغة وصور أدبية، أو من خلال تجاوز الواقع وأحداث فجوة فيه من خلال الرمز، أو من خلال نسف البنية الواقعية وخلق حالة من الفانتازيا تجعل القارئ يحلق في عالم من الخيال بعيدا عن الواقع، أو من خلال المزج بين الرمز والواقع، أو بين الواقع والفانتازيا، أو من خلال تناول الأحداث بأساليب متعددة، كل هذا العناصر استخدمها الراوي لإبعاد شبح السوداوية عن القارئ، بحيث يتوقف القارئ عند الشكل المستخدم متأملا فيه، فشكل تقديم العمل الأدبي عنصر يخفف من وطأة الأحداث.
في هذا الرواية نجد كل ما سبق، فهناك تداخل بين الواقع والرمز، وبين الواقع والفانتازيا، وهناك فانتازيا، وهناك رمز، وهناك واقع، بحيث يستمتع القارئ بهذا التنوع والتعدد في الأشكال المستخدمة، فالرواية تجعل القارئ يتوقف عند أحداثها، بحيث تكون مختلطة ومتعددة المداخل، وسنجد لغة شعرية شعبية محكية تقلل من حجم السواد المطروح، وهناك بعض الأمثال الشعبية التي نثرت بين ثنايا الفصول والتي تسهم في إخراجنا من قتامة الأحداث، وإذا ما أضفنا وجود بعض المقاطع الشعرية أو التي جاءت بلغة شعرية، نكون أمام رواية جاءت بكافة عناصر التهدئة والتخفيف، لهذا نقول نحن أمام رواية تتناول الواقع الرسمي العربي وأثره على الشعب الذي يدفع الثمن عن ومع القيادة الهوجاء، لكن هذا التناول جاء بأدوات وأشكال جديدة.
فكرة الرواية تدور حول شخص "الزعيم/الأب الكبير" الذي يخاف من الصراصير، يبدأ في محاربتها لكنه يفشل، تتطور حالة الصراع بينه وبين الصراصير بحيث تأخذه أوهامه إلى أنها تطارده في المنام، وهنا يتدخل "مشعل" ابن "الزعيم" محاولا توضيح حقيقة ما يجري في السرايا وفي خارجها، وعلى ضرورة أن يهتم "الزعيم بالخارج وما يجري للشعب من قمع وفقر من قبل رجال الزعيم، لكن "الزعيم" يعتبر "مشعل وما يصدر عنه من أقوال ما هو إلا نقلا عن فكر "الحكيم" الشخص المعارض والمشكوك في ولائه، يتطور صراع بين "الزعيم" والصراصير بحيث يقدم على إبادتها بمادة دي دي تي، وهنا تقوم عليه الدنيا، تبدأ عملية المفاوضات بين المفاوض وبين الزعيم بطريقة غير مباشرة، ويبدأ في تقديم التنازلات شيئا فشيئا، حتى أنه يوافق على وضع كمرات مراقبة في السرايا، إلى أن يصل إلى نتيجة بضرورة التحالف مع الصراصير لمحاربة الأعداء في الداخل، فيسجن "مشعل، وتتعرض "مريم" حبيبته إلى محاولة اغتيال فاشلة، وتختفي عن الأنظار، وتبدأ عملية القمع الممنهج ضد كل من يعترض على سلطة الزعيم، إلى أن يصل الشعب إلى الثورة، وهنا يدخل رجال الدين على الخط، ويسرقوا الثورة لصالحهم، وتبدأ عملية القتل والتدمير والتكفير لكل من لا يلتزم بالنهج السلفي، فيقتل "الحكيم" وتبدأ ملاحقة أصحاب الديانة المسيحية، وتهدم الكنائس والقبور، وتخرب معرض الرسم، وتحرق الآلات الموسيقية، إلى أن يتم تشكيل "أوبرا القناديل" بواسطة "المايسترو" وأعضائها الأطفال من جديد بتصليح والآلات التي حرقت وكسرت، وعندها يبدأ شبح السلفيين بالتراجع إلى أن تنجلي الظلمة ويعم الضياء.
الصراصير والزعيم/الأب
مشكلة الزعيم تكمن في الصراصير التي يهابها، وهذه الصراصير نجدها أحيانا صراصير حقيقية، وأحيانا صراصير رمزية، وأخرى صراصير فانتازية، فمشكلة الزعيم مع الصراصير التي تلاحقه حتى في نومه، فيحتاطا منها بهذا الإجراء:
"ـ هل يكون فمي مفتوحا أم مغلقا وأنا نائم؟ ... رأته في الليلة التالية يربط فكه السفلي بقماط ويشد حول الرأس وهو يبرطم:
ـ الآن أستطيع النوم دون خوف من ابتلاع صرصور" ص32و33، يبدو أن هذا الفعل يشير إلى حالة الزعيم النفسية، فهو يخاف/يرهب الصراصير، لهذا يحتاط بهذا الفعل، الذي يبدو فيه شيء من المنطق وشيء من المرض.
تتفاقم أزمة الصراصير بحيث تؤثر على الزعيم فيفقد القدرة على النوم: "لم ينم الزعيم تلك الليلة ليس خوفا من كلام مشعل، وإنما خشية أن تتسلق الصراصير جسده أثناء نومه، فما دام أنها وصلت إلى حليب الأطفال، فما الذي يمنعها أن تتسلل إلى فراشه؟" ص38، بهذا الشكل تتنامى الأحداث وتتصاعد، بحيث نجد الزعيم في كل مرحلة يفقد شيئا من سطوته وصورته أمام نسائه وأمام حاشيته وأمام القراء.
"الزعيم" ينفعل ويوهم نفسه بتحقيق الانتصارات على العدو، وكأنه خاض حربا ضروس ضد الأعداء فسحقهم!!: "أمر أحدهم أن يحضر علبة دي دي تي ... في الصباح راقب الزعيم الوضع فاكتشف أن مذبحة للصراصير حدثت في المطبخ جراء هذا السلاح غير التقليدي... شعر بنشوة الظفر، رفع رأسه عاليا، وقال مخاطبا نفسه: الآن صار لدي ما أفتخر به أمام الشكاكين" ص44 و45، هذا هو زعيمنا، رجل مجنون، يصاب بالنشوة لفعل تافه، وهذا يشير إلى حقيقة الزعيم" الهشة والتي تفتقد لأبسط عناصر القيادة والمتمثلة بالثقة بالنفس، والقدرة على تجاوز العقبات والأخطار وتحقيق الانتصارات.
لكنه يكتشف أن ما قتله من الصراصير لا يعد شيئا أمام أعدادها الكثيرة وأماكن انتشارها الكثيرة في السرايا، فيفقد شهوته الجنسية بحيث يكون همه فقط التخلص من الصراصير، هذا ما اكتشفته "المدللة": "قدرت أن فقدان فحولته تزامن مع هلوساته مع الصراصير، فهل يحتمل أن القضيتين مترابطتين؟" ص55. إذن تحولت الصراصير إلى مرض عند "الزعيم" بحيث لم يعد يرغب بالنساء، رغم شهوانيته.
نتوقف هنا قليلا عند أثر فقدان الرغبة الجنسية على سلوك "الزعيم" فبعدها نجده يأخذ في الانزلاق أكثر في (وهم) الصراصير، فهل فقدان المقدرة الجنسية أثر على هذا الانزلاق؟، وهل الجنس قادر على تخفيف حدة الأثر النفسي على "الزعيم"؟ أعتقد أن الإجابة ستكون بالتأكيد، لأن المرأة تمنح الرجل شيئا من الهدوء والسكينة، قبل وبعد الجنس، من هنا نقول أن الراوي قدم لنا انزلاق "الزعيم" نحو (وهم الصراصير) بشكل علمي ومنطقي، فهو فقد أحدى العناصر التي كان يمكنها أن تخفف من انزلاقه وتهوره.
وهذا ما كان، حتى أنه أخذ يسمعها: "سمع هسيس آتيا من بين مسام الخشب: سك سك سك سك..
إنه الهسيس نفسه الذي يسمعه في كوابيسه الدائمة" ص94، الحالة المرضية عند الزعيم تتفاقم وتتطور بحيث لم يعد يفصل بين الخيال والواقع، وبين الوهم والحقيقة.
وبعد أن يخضع الزعيم لمطالب الآخر المفاوض، وبعد أن يُقدم أعمال وافعال تشير إلى تماثله تماما وخضوعه لمطالب الصراصير، يصل إلى هذه النتيجة: "... لم تعد الصراصير المشكلة الرئيسة لا للزعيم ولا لمن حوله، في الواقع اكتشف الأب الكبير أن الإنسان يمكن أن يلد أعداءه، وأثبتت له الأيام أن الصراصير أكثر رأفة من كثير من الناس حوله ومن صلبه، وفي قمة هذا الصراع وجد نفسه مضطرا للتحالف مع الصراصير وشركائها ووسطائها، وهنا دشنت مرحلة حاسمة في تاريخ هذه البلاد، إذ صار الأخوة أعداء، وصار الأعداء أخوة" ص170، هل أراد الراوي أن يتحدث عن "كامب ديفيد" بين "السادات وبيغن؟" والتي تعتبر الضربة القاضية للمنطقة العربية، والتي تحول فيها الصراع العربي الإسرائيلي إلى صراع عربي عربي، وحدث بعدها ما حداث، بحيث لم يعد هناك رأس يوجه الجسد، وفقدت المنطقة أهم وأقوى جغرافيا وسكان وقائد!!.
وبعد الثورة، يسجن "الزعيم" وبعدها يقتل، وتأتي الصراصير لتقوم بعملها: "على مدار عدة أيام اجتاح الحجرة طوفان من الصراصير، تأتي من جحورها
والزواريب، تدخل خماصا وتعود بطانا، لم يتبق من جثته أي دليل عضوي" ص209، هذا الحدث يتنافى مع العلم والمنطق، فالديدان هي من يأتي على الجثة وليس الصراصير، فهل أراد الراوي أن نتعظ من "الزعيم" بحيث لا نكبر أو نعظم مخاوفنا، وأن لا نتحالف مع أعدائنا؟، أم أنه أراد تقديم صورة تجمع ما بين الفانتازيا والرمز؟ لكي تخفف من قسوة الحدث علينا؟، أم أنه أرادنا أن نأخذ الحالتين معا؟
واقع الزعيم/الأب
الواقع الذي قدمه الراوي لا يتعلق بدولة بعينها، فيمكن أن نسقطه على واقع فلسطين والعراق ودول الخليج والمغرب العربي، بمعنى أن كل مواطن في المنطقة العربية سيجد "الزعيم/الأب" هو زعيمه وأبوه، لكن حالة فلسطين والعراق تحديدا هي الأقرب لهذا الواقع، وهذه الشمولية تشير إلى تجاوز جغرافيا فلسطين إلى بقية الدول العربية،
يحدثنا الراوي عن شخصية "الزعيم/الأب": " رغم قوة الزعيم وبأسه فهو ودود وخاضع في حضرة النساء... دائما ثمة أربع نساء على ذمة الزعيم، أما المطلقات فهن كثيرات لدرجة يصعب حصرهن...وكلما دخل بامرأة جديدة انسحبت أخرى من دائرة نسائه الأربعة لتسكن مع رهطها الأفنية الخلفية للسرايا...وسط هذا الصخب النسوي لم يعد الزعيم يميز بينهن، وكذا لم يعد يميز بين الأولاد والأحفاد.
ـ صباح الخير يا أبي، صباح الخير يا جدي، صباح الخير يا عمي" ص20و21، هذا ما يجعلنا نقول إن الراوية تتجاوز جغرافية دولة بعينها، فهناك تطابق في صفات "الزعيم" عند العديد من الدول العربية.
ويقدم لنا الراوي النشيد الوطني لهذه الدولة والذي جاء فيه:
"عاش الزعيم عاش الزعيم شهم كريم وفارس عظيم
وجهه وضاء كالبدر في السماء عنوانه البهاء شيمته الإباء
عاش الزعيم عاش الزعيم" ص117.
الراوي يسقط الزعيم على العديد من الدول التي تتغنى بزعيمها وكأنه القائد المغوار والفارس الشجاع. ونجد الطريقة التي يتفاوض بها "الزعيم/الأب" مع الآخر:
"ـ الصراصير تطالب بضمانات مستقبلية
سأل الزعيم وهو يجاهد في إخفاء سخطه
ـ ماهي؟
ـإلا تدخل هذه الأسلحة إلى البلاد مستقبلا.
ـ وما طبيعة الضمانات؟
ـ الأمر بسيط لجنة مراقبة دائمة.
ـ هذا امر يصعب قبوله، كيف أسمح لأشخاص غرباء بدخول بيوتنا وهتك أسرار عائلاتنا؟
ـ يمكن الاستعاضة عن المراقبين بكاميرات تصوير" ص138و139، هذا الأمر ينطبق على ما جرى في مصر والعراق وفلسطين، وهذا ما يجعل القارئ يبحر أكثر في الرواية، بحيث يتساءل، من هو المقصود؟ هو العراق؟ أم فلسطين؟، ... لكن هذا الأمر لا ينطبق على صفات "الزعيمين فيهما" لأنهما لم يكونا "زيري نساء"، هذا التجاوز للجغرافيا يحسب للرواية وللراوي الذي جعلنا نتوقف ونتساءل عن جغرافية الحدث، جغرافية الزعيم.
يقربنا الراوي أكثر من الطريقة التي يتعامل بها الآخر المفاوض مع "الزعيم"، وكيف يتم إخضاعه خطوة خطوة إلى أن يمتثل تماما للمطالب بحيث يمسي عاريا تماما أمام هذا الآخر المفاوض:
"الصراصير غير مستعدة للتفاوض هذا اليوم.
ـ ولكن هذا اليوم موعدنا المتفق عليه مسبقا.
ـ لا مواعيد مقدسة عند الصراصير" ص160
لقد تم إضعاف "الزعيم" أمام أحقر المخلوقات "الصراصير" فكيف سيكون عليه الحال في حالة البشر؟
ولا يكتفي الزعيم بما كان، بل نجده يتقدم أكثر في تقديم التنازلات للصراصير لهذه نجده: "أعطى تعليمات واضحة بإطفاء الأنوار في تمام الساعة العاشرة مساء، لظنه أن الأضواء قد تزعج الصراصير" 149، فالزعيم لا يكتفي بتنفيذ التنازلات التي يطرحها الآخر المفاوض، بل نجده هو نفسه يقدم تنازلات إظهارا لحسن النية، وكأنه يريد أن يسبق الآخر المفاوض من خلال تقديم أفعال واعمل مسبقة ودون أن تطلب منه.
وبعد أن يطاح به من قبل الثورة نجده يتفوه بهذا الكلام:
"ـ لو تركتموني كنت سأستقيل من كل مناصبي ولكنكم استعجلتم، فأنا تعبت وآن الأوان لأستريح" ص196، هذا الكلام يتماثل مع ما قاله "حسني مبارك وزين العابدين بن علي وعلي عبد الله صالح" وهو أيضا ينطبق على كل مسؤول بعد أن يسقط في يد الشعب، فيبدي المسكنة علما بأنه كان أكبر المتجبرين على وجه الأرض.
الزعيم والجماعات الدينية
لا تقتصر علاقة الزعيم مع أهل بيته ومع الصراصير، بل هناك الطرف الأهم، وهو الشعب الذي يحكُمه، فهناك علاقة غير ودية بين الشعب وبين الزعيم ونظامه، لهذا يعمل دائما على تثبيت حكمه من خلال أثارة (الفوضى) والأفكار الرجعية والتمسك بعقلية القبيلة والعشيرة وإبقاء الفكر السلفي فاعلا بين العامة: "لجأ الزعيم إلى تسليح العشائر وإثارة النعرات القبلية في طول البلاد وعرضها في محاولة لتدعيم ركائز ملكه" ص165، فهذا النهج هو المتبع عند العديد من الزعماء في المنطقة العربية، فهم من خلال القبيلة والعشيرة يجعلون المجتمع أسيرا لهذا التنظيم البدائي، ويحارب به الأحزاب والأفكار التقدمية التي تطالب بالحرية والعادلة الاجتماعية.
ونتيجة فتح الأبواب إمام القبلية وتضييق الخناق على الأحزاب والأفكار الديمقراطية، نجد هذا الواقع: "صارت البلاد محكومة فعليا بالوسطاء
وشركائهم المحليين وشركاتهم، في الوقت نفسه قويت شوكة السلفيين وازداد نفوذهم" ص171، إذن المجتمع مقسوم بين الزعيم والقبلية ورجال الدين من جهة، والشعب والمثقفين من جهة أخرى.
رجال الدين لهم دورهم في تثبيت أركان النظام فهم احدى أدوات محاربة بها المعارضين، لقد وصفهم الراوي كالاتي: "تصاعد المد الديني وتراجعت الحريات المدنية، لا امرأة تظهر شعرها، الجلباب والحجاب مظهران عامان يلازمان المرأة في الشارع والمدرسة وفي كل مكان تقريبا، ما أن تصل البنت عشر سنوات حتى تلبس الحجاب، ...حتى غير المسلمات اضطررن أحيانا إلى لبس الحجاب" ص123، من يشاهد الفرق بين ما كانت عليه النساء في العقد السادس والسابع من القرن الماضي وحاليا يتأكد أن هناك خطوات إلى الوراء كثيرة خطيناها، فحرية المرأة هي احدى المعايير التي يمكن أن نحكم بها على رقي المجتمع وتطوره، إذن استخدم الدين من قبل النظام لإبقاء المجتمع أسيرا لمفهوم الشرف الشكلي، بينما هو في حقيقة الأمر يكون غارقا في الفحش والفساد والرشوة، وتدمير كل ما هو وجميل.
وبعد أن تنتهي سلطة الزعيم ويقتل، نجد سلطة الدين تعلب دورا أخطر وأشد وقعا مما كان عليه نظام الزعيم: "..سجلت العديد من الاعتداءات على النساء السافرات، كما هوجم صاحب مكتبة معروفة بتوجيهاته العلمانية... تحطيم تمثال ابن خلدون" ص207، فسلطة الدين أشد ظلامية من سلطة الزعيم، لهذا نجدهم لا يتورعون عن قتل أو تدمير كل من لا يتفق ونهجهم: "أعدموا بعض الناشطين شنقا على أعمدة الكهرباء أو أغرقوهم بالنفط وحرقوهم في أقفاص من الحديد وبعضهم قذفوا بهم أحياء في الآبار العميقة...
ـ اغتيال معلم أثناء خروجه من بيته.
ـ اكتشاف جثة ناشطة سياسية تعمل مديرة مدرسة.
ـ اختفاء آثار رئيس النادي الرياضي
إعدام عالم آثار" ص212و213، اعتقد أن كل هذه الحالات شاهدناها على الفضائيات، ورأينا ما هو اشد من هذا، فرجال الدين عندما يستلمون السلطة
يعتبرون أنفسهم ممثلين للسماء على الأرض، وعلى الخلق أن يخضع لحكمهم، لهذا نجدهم غارقين في ظلاميتهم، فيعتبرون كل ما يقومون به صادر ومؤيد من الله. لا يكتفي هؤلاء بقتل الناس وتشريدهم، بل خربوا وحرقوا كل ما هو إنتاج إنساني، من فنون وموسيقى وأدب:
"ـ لا تشغل بالك، هلوسات شباب موتورين يصدرون ضلالاتهم عبر خطوط وألوان لا معنى لها
ـ هذا ما يسمونه الفنون التشكيلة.
ـ بل خرابيش لا هدف منها إلا تقويض التقاليد.
أسقطوها عن الحائط وكوموها وأشعلوا بها النيران وتصاعدت الأدخنة من دار الموسيقى مرة ثانية" ص218.
فالخراب لا يقتصر على العنصر الإنساني فحسب، بل يطال الإنتاج الثقافي والحضاري أيضا، فهم أعداء لكل ما هو إنساني أو ينتج عن الإنسان.
التعامل مع الأديان الأخرى نجده في هذا المشهد: "من الواضح أنهم دمروا كل شيء حتى صارت الكنسية مثل هيكل عظمي... وتناوب بالمعول على تمثال للعذراء من المرمر القاسي، وهما يتضرعان إلى الله، ... انقضوا على شواهد القبور بشكل عصي على الوصف" ص220و221، اللون الواحد والنهج والواحد والفكر الواحد هو السائد عند هذه الجماعة، وما سواها هم من الكفرة الذين يجب قتلهم وسحقهم وتدمير كل معتقداتهم وأماكن عبادتهم، لأنها تخالف وتتناقض مع عبادة الله والواحد الأحد!
رجال الدين
رجال الدين كانوا على الدوام أداة في يد النظام، يستخدمها لضرب أية جماعة أو أفكار تدعوا إلى الحرية والتقدم إلى الأمام، فهم يتعاملون مع الدين كوسيلة للاحتفاظ بالمراكز والوظائف، وأيضا وسيلة لإبقاء المجتمع غارق في عصور
الظلام والجهل، من خلال بث الأفكار الخرافية وجعل الأفراد يتمسكون بالدين الشكلي، فتركيزهم على الصلاة والصوم، والأعمال الشكلية الأخرى، مثل دخول الحمام بالرجل اليسرى، الوضوء ومسح ربع الرأس، وغيرها من المسائل التي لا تقدم أية قيمة، وتجعل المجتمع يعيش في حالة اقرب إلى عصور الخرافة والوثنية منها إلى عصور التوحيد والأخلاق.
ما يحسب للرواية أنها قرعت جدار رجال الدين بهذا الوقت تحديدا، في الوقت الذي يتصاعد فيه المد الديني، ويمكن أن يتعرض كل من يتناولهم بغير ما يريدون إلى الملاحقة.
تعرضت بعض الأعمال الروائية في العقد السادس والسابع والثامن من القرن الماضي إلى المد الديني ورجال الدين، حتى أن "زكي الندواي" بطل رواية "حين تركنا الجسر"، "لعبد الرحمن منيف" قال فيهم:
"لقد كان أبي قاسيا كجدار المسجد يا وردن" كإشارة إلى رجال الدين ودورهم الضلالي في المجتمع، وها هو الراوي "ومشعل والحكيم" يعرونهم أمامنا، فبعد أن يحرق الزعيم طاولة الطعام التي تعشش فيها الصراصير نرى دور رجال الدين:
"شارك خطباء المساجد في هذا النصر المؤزر" ص 88، فرغم تفاهة الحدث، رجل يحرق طاولة، إلا أنهم اخذوا يعظمون هذا الفعل كأنه فعلم خارق، وهذه إشارة إلى سطحيتهم وخضوعهم كليا للحاكم وما يصدر عنه.
كما قلنا هم يهتمون بالشكل على حساب الجوهر: "حض الخطباء على التبرع لبيت الله" ص122، وكأن المساجد هي من سيخلص المجتمع من الفساد والفاسدين والواقع البائس، علما بأنها في حقيقة الأمر تسهم في إبقاء الحال على ما هو عليه، إن لم ينزلق أكثر إلى الهاوية، أليس ما نحن فيه الآن من خراب وقتل ناتج عن رجال الدين؟
ولهم أيضًا دور حيوي في نشر الفكري الغيبي وجعل المجتمع يعيش في حالة من الاستسلام والخنوع: "لا يريد رجال الدين من الناس غير الصبر على الرزايا والإيمان بالقدر الذي لا راد له، ولا تنفع معه الحيطة" ص125، فهم
يخدمون النظام وأعداء الشعب بهذه الأفكار التي ينشرونها، فهم لا يبحثون في الأسباب بل نجدهم مجرد أدوات لبث الخرافة والجهل.
رجال الدين مع "الكفة الراجحة"، فعندما كان الزعيم حاكما، كانوا يؤيدونه، لكنهم بعد الثورة: " تضاعف إحساسه بالخذلان حين سمع مباركة الشيوخ ورجال الدين للثورة، وهنا تذكر مقولة مشعل: الاقتناع بصدق رجال الدين هو الكذبة الكبرى التي يصدقها السذج ولا يجرؤون على المجاهرة بإعادة تكذيبها" ص200، هنا يكشف لنا "الزعيم" حقيقتهم، فهم لا يؤمن جانبهم، وسينقلبون عليك بعد أن كانوا معك، وهم يتقلبون ويتلونون كما تتلون الحرباء: "وحتى رجال الدين والشيوخ خفت سطوتهم من الحياة العامة، الكثير منهم قصروا لحاهم، وبعضهم حلقوها نهائيا وصاروا مردا" ص204، تكمن أهمية هذه التعرية لأنها جاءت في الوقت الذي تمتد فيه الحركات الدينية السياسية، وهذا الطرح يمثل جرأة الراوي على الخوض فيما هو محظور وممنوع، فهو يمارس دوره في كشف الحقيقة حتى لو تعرض للملاحقة.
الرمز
كما قلنا الراوية لا تخضع لشكل محدد، فأحيانا نجدها واقعية، وأخرى رمزية، هناك العديد من المشاهد جاءت لتتماثل مع الرمزية كما هو الحل في هذا الحديث عن مصدر الصراصير: "يرى أن موطنها الأصلي أوروبا وانتقلت منها إلى مع بضائع المهاجرين إلى القارة الجديدة، لكن الخبر يؤكد أن الصرصور الأحمر أمريكي النشأة، عاش فيها قبل كولومبوس وأمريكو فيسبوتشي، وحين اكتشف أسموه الصرصور الأمريكي تميزا له عن شبيهه الأوروبي" ص25، حتى لو كان هذا القول علمي تماما، إلا أننا نجد فيه الرمزية، دور أمريكيا التي تعيث فسادا وخرابا في المنطقة العربية.
أما كيفية وصول الصراصير إلى منطقتنا: "...أمر دبر بليل من قبل تجار أخشاب أوروبيين حقنوا بيوض الصراصير في صدوع الخشب وصدروها على متن السفن لتجار محليين متورطين في هذه الصفقات" ص26، علاقة
التجار المحليين بالغرب المعادي ودرورهم في نشر الفساد/الصراصير، جاء بطريقة رمزية تُؤكد الدور الطبقي التخريبي للتجار في المنطقة العربية.
وعندما تقتحم الصراصير السرايا، تقوم بقضم صورة الزعيم المعلقة فيبدو بهذا الشكل: "حيث قضمت الصراصير شاربيه، وحفرت عينه اليمنى فبدا أعور قبيحا" ص67، أيضا نجد في هذا المشهد الرمزية التي تتحدث عن التشويه الذي يحدثه الغرب في صورة الزعيم أمام الشعب، بحيث يبدو هزيلا مشوها خانعا متعاونا، أليس هذا حال حكامنا اليوم، خاصة بعد أن سمعنا ما قاله "ترامب" عن السعودية وملكها.
وعندما يتحدث الراوي عن محرقة الصراصير من خلال حرق الطاولة، والقيامة التي أحدثتها الصراصير والوسطاء:
"... وفحوى هذا المقال أن الطاولة المحروقة مهما كبرت مساحتها يستحيل أن تتسع شقوقها للملاين من الصراصير، أكد أن العدد الحقيقي لا يزيد عن عشرات الصراصير أو مئات في أحسن الأحوال" ص91، وكأن الراوي يحدثنا عن المحرقة النازية التي جرت لليهود، فهناك تضخيم لما جرى فيها، بحيث يتحدث اليهود عن ستة ملالين يهودي، لكن الواقع يقول أنه لم يكن عدد اليهود في ألمانيا ليصل إلى هذا الرقم، ومن تم حرقهم لا يتعدى بضعة آلاف.
وعندما يتم التفاوض بين الزعيم والوسيط نجد موقف الصراصير بهذا الشكل:
"ـ إنها ترفض أن تتحدث معك على طاولة واحدة إلا ضمن شروط مسبقة" ص98، أليس هذا ما حدث في مدريد بين الفلسطينيين ودولة الاحتلال؟
وبعد الثور نجد الثوار يتخذون شعارهم من: " شقائق النعمان... ترفرف على المباني والأعمدة" ص199، وهذه الشقائق لها مدلول في ملحمة "البعل" الكنعانية والتي ترمز إلى صراع البعل مع الموت وعلى بعثه من جديد.
وعندما يتحدث الراوي عن الثورة المضادة التي قام بها رجال الدين يستخدم هذا الرمز: "تحطيم تمثال ابن خلدون" ص207، فكلنا يعلم أن ابن خلدون واضع الأسس العلمية في نشوء وموت الدول/الأمم، وكأن رجال الدين بتحطيم
تمثاله يحطمون أفكاره أيضا ولا يريدونها، كإشارة إلى الهوة بينهم وبين التفكير العلمي وعدائهم لكل ما هو عقلي.
عندما حاول رجال الدين تحطيم تمثال العذراء لم يقدروا على ذلك: "ولكن يبدو أن هذا الآخر لم يستطع تجاوز قساوة الصخرة فتركاه ونزلا من عل الدكة خائبين... صمد واحد من شواهد القبور بشكل عصي على الوصف، توالى عليه كل المهاجمين مرة واحدة وبلا فائدة" ص221، أيضا لهذين الحدثين رمزية تشير إلى تجذر الوجود المسيحي في منطقتنا، ألم يكن المسيح ابن هذا البلاد؟
وعندما تبدأ الفرقة الموسيقية بالتشكيل نجد هذا التعليق: "هيا نرى ماذا سيحدث حين يلتقي العود والبيانو" ص224، اللقاء بين الثقافة الغربية والشرقية بالتأكد سيثريهما معا، وسيكون المولود الجديد أكثر كفاءة وقدرة على التكيف مع العصر.
الواقع والرمز
تعدد أشكال الحدث يثري العمل لأدبي، وهو إحدى الصور التي يستخدمها السارد لتأكيد أهمية التنوع والتعدد في المجتمع، لكن هذا التأكيد لا يأتي بصورة مباشرة، بل من خلال النظر إلى العمل الأدبي بشموليته، فيبدو وكأن تعدد أشكال التقديم للأحداث تنسجم مع طبيعة تعدد الأفكار والرؤى في المجتمع، فلا يجوز ولا يصح أن يكون هناك صوت واحد أو نهج واحد اجتماعيا.
يتداخل الواقع والرمز في الرواية عندما يتم الحديث عن محرقة الصراصير، حيث نجد الباحث الذي تحدث عن عدد الصراصير المحترقة لا يصل إلى الرقم الذي أشيع، فيتعرض للعقاب: "في الأشهر التالية تعرض إلى مضايقات عديدة في الجامعة والبيت والشارع، فأينما حل يتعقبه أفراد يثيرون حوله المتاعب، في الوقت نفسه وصلته رسائل على بريده أن يكف عن البحث في موضوع المحرقة، ... في غضون ذلك منحته الجامعة تقاعدا مبكرا، .... فوجئ أن مقالاته لم تعد تنشر بحجة نقص في معايير الدقة البحثية.
آخر الأفعال التي تعرض لها الباحث، أن مجموعة من المهاجمين متنكرين في زي صراصير هاجموا مكتبه بزجاجات حارقة فاشتعلت النار به وأتت على محتوياته، أما هو فنجا من النيران بأعجوبة" ص91و92، فهنا يتداخل الحدث بين حقيقة المحرقة النازية ورمزية محرقة الصراصير، لكن ما تعرض له الباحث هو حدث واقعي، فكل من شكك في حجم الأعداد أو في حجم المحرقة النازية تعرض لما تعرض له الباحث وأكثر.
السخرية
من أهم الأشكال الأدبية التي تخفف من حدة وقع الأحداث على القارئ، ليس من خلال التقدم إلى شكل أدبي جديد فحسب، بل من خلال إخراجه من حالة القتامة والمأساة إلى حالة أخرى مغايرة، فعندما يتم منع استخدام الصابون وأية مواد تنظيف أخرى من قبل لجنة المراقبة، يدب القمل في الناس فيفعل بهم العجائب، حتى أن الحك يكون حالة ملازمة لكن الأفراد، يحدثنا الراوي عن مشهد الحك:
"ـ كنت سأنتحر يأسا من هذه الحياة وحين رأيتك ترقص فرحا وأنت مقطوع اليدين تراجعت وقلت أسألك عن سبب رقصك.
ـ دخيل ربك، مين قلك أنا برقص؟ أنا بنط فوق وتحت لأني مش عارف أحك ولا راضي حدا يحكلي.
... وتوقع أن يلجأ الناس مستقبلا في تأريخ وقائع حياتهم اليومية اعتمادا على هذا الحدث، كأن يقال مثلا سنة الحكيكة، أو حقبة البراغيث والصئبان، أو مرحلة ما بعد الجرب" ص158و159، فهذا المشهد يشير إلى حجم المأساة التي يعاني منها الناس، لكن الطريقة التي قدم بها الحدث جاءت بطريقة ساخرة، تضحك القارئ وتخرجه من بؤس الحال.
الصراع بين الرمز والعلم
هناك بعض الأحداث كان يمكننا أن نأخذها بشكل رمزي وتخدم فكرة ما بطريقة جميلة، لكن يبدو أن الراوي لا يريدنا أن نتمسك بالوهم أو بالخيال،
فأصر على تبيان وتوضيح حقيقة ما جرى أنه يخضع للعلم والمنطق وليس لحالة خارقة، عندما يتم حرق الكنيسة وتحطيم شواهد القبور، يعجز المخربون عن إحداث أية أذيه لتمثال العذراء ولشاهد احدى القبور، فيحاول البعض تفسير ذلك إلى أن هناك قوة خفية مقدسة تحول دون تحطيم التمثال وشاهد القبر، لكن الراوي يوضح حقيقة هذا الصمود للتمثال وللشاهد من خلال:
"ـ لا بد أنه قبر قديس
ـ لو أن الأمر يتعلق بالقداسة لصمدت الكنيسة، لكن القصة تتعلق بمدى قساوة الصخر لا أكثر" ص221، من خلال هذا المشهد نستنتج أن الراوي لا يريدنا أن نتبع أو نتمسك أو نتعاطى مع أية أفكار غيبة، وكأنه بهذا الطرح يريد على رجال الدين وسلوكهم ونهجهم الغيبي، الذين أوصلونا إلى ما نحن فيه من خراب إنساني ومادي.
الحكم
بما أن الراوية تتناول حال النظام الرسمي العربي فكان لا بد من تقديم أفكار مختزلة ومكثفة تلخص ما نحن فيه، إن كان على المستوى الرسمي أم الشعبي، ولهذا الحكم أثر خاص على المتلقي، حيث يجد فيها ضالته، وكأنه يرى أن هناك من يتحدث عنه، عن رفضه للواقع، وعن ضرورة تغيير المسار الخاطئ.
يقول "مشعل" ملخصا واقعنا في المنطقة العربية:
"ـ العظماء يصنعون التاريخ، أما الصغار فيصنعهم التاريخ ويلقي بهم على قارته...
ـ الخسارة تتعاظم نتيجة الوعي بها.
ـ الحيوانات فقط لا تدرك خسارتها" ص12، وكأنه بهذا يستحث "الزعيم" على أن يتجاوز واقعه ليرتفع ويتقدم إلى الأمام، ليس كفرد بل كأمة، فهو رأس الدولة وهو من يمكنه أن يرفع شأن البلاد والعباد.
ولكي نكون أقوياء يوضح الطريق التي يجب أن نسلكها لنحافظ على هذه القوة:
"ـ الشعور بالقوة لا يكفي، نحتاج غالبا أن نختبر مصادر قوتنا في الواقع.
... القوة أيضا تتراخى تضعف وأخيرا تموت" ص19.
يوضح حقيقة الاهتمام بالشكل، بالصورة التي يريدها "الزعيم" من حاشيته، والتي تكون في حقيقة الأمر ليس أكثر من الفكرة/الرؤية التي يريدها الزعيم، لكنها تبقى صورة وهمية، ليس لها وجود حقيقي على أرض الواقع: " حقيقة المرء دائما أقل من صورته، فالصورة مضللة لأنها تقدم الإنسان ليس كما هو بل كما يشتهي" ص22.
يحاول مشعل جاهدا أن يغير من تفكير الزعيم وسلوكه، فهو يعلم أن الحاشية تقدم صورة مشوه عن الواقع، وتسعى لإخفاء حقيقة الشعب وهمومه، يحاول "مشعل" تحذير "الزعيم":
"ـ ولكن في النكسات يتعلم الإنسان أعظم الدروس" ص33.
سلوك "مشعل" تماثل مع "تولستوي" الذي رفض الإقطاع واتجه إلى الشعب، فكان واحدا من العامة يعلم ما تعانيه وما يفترض أن يكون، فالسعادة لا تكون بحجم الثروة التي نمتلكها، بل في شيء آخر: "...وسعادة المرء مع من يحب لا بما يملك" ص42.
بعد أن ينتصر "الزعيم" في معركته مع الصراصير ويشعر بنشوة الانتصار، يضعه "مشعل" أمام حقيقة مهمة وضرورية لكي يحافظ على هذا الانتصار وعلى ما حققه في المعركة، لأن هناك معارك أخرى، ف"الزعيم" يخوض حربا وليس معركة واحدة:
"ـ كسب معركة واحدة لا يعني كسب الحرب، والتكتيكات الناجحة لا تضمن بالضرورة استراتيجيات فعالة، والمهزوم لا يبقى مهزوما إلى الأبد، ولا المنتصر كذلك، والنصر ليس نصرا عسكريا حاسما، وإنما هو قبل كل شيء ضمان التفوق وحماية الذات من أي مخاطر مستقبلة محتملة" ص48.
وبعد أن يخضع "الزعيم" للمفاوض ويبدأ في تقديم التنازلات للصراصير يتذكر جملة مكتوبة على احدى الجدران تقول: "المهزوم لا يفاوض إلا على طريقة استسلامه، المهزوم يوقع فقط" ص163.
مثل هذه العبارات تمتع المتلقي حيث يجد فيها ما يلبي طموحه في تلخيص الواقع، كما أن الطريقة التي جاءت فيها، حيث كانت موجه "للزعيم" مباشرة، وهذا منح القارئ شعور أن صوته وفكرته وصلت إلى أصحاب الشأن، كل هذا يسهم في تخفيف من وقع الأحداث المأساوية على المتلقي، لهذا نقول أن الراوي كان يعي صعوبة أحداث الرواية على المتلقي، لهذا تعمد أن يخلق أجواء عديدة ومتنوعة ليخفف من هذا والوقع.
اللغة المحكية
يستخدم الراوي العديد من مقاطع الشعر الشعبي الفلسطيني، وهذا يشير إلى فلسطينيتها، وهذا ما يجعلنا نتوقف عند هذا الأمر، فهل أراد الراوي أن يشير إلى فلسطينية الرواية؟ وهنا ستفقد عنصر الشمولية، أم أنه أراد بهذا الأمر أن يجعل المتلقي يشعر بشعبيتها، يشعر باللغة التي يفهمها ويعشقها، الشعر الشعبي؟ تسعة عشر موضعا جاء فيه الشعر الشعبي، وهي منثورة على كافة فصول الرواية، ومثل هذا التوزيع ينم على اهتمام الراوي بمزاج القارئ، بحيث أراد به أن يقربه من الحدث وفي ذات الوقت يخرجه من قتامة الأحداث بهذه الأشعار.
نهاية الراوية
في "مدن الملح" النهاية مأساوية، لكن في رواية "أوبرا القناديل" النهاية سعيدة، فالراوي جعل العنوان هو النهاية، فهناك أوبرا وقناديل، وكلاهما يشيران إلى حالة من الفرح، فرح سمعي "أوبرا" وفرح بصري "قناديل"، وكأنه بهما أراد أن ينهي كل الكوابيس والخراب والموت الذي حصل في الرواية، فالموسيقى وسيلة مقاومة ووسيلة تثقيف ووسيلة حضارية إنسانية، لها دورها في إخراج الناس من الظلامات إلى النور، هذا ما قاله "المايسترو":
"ـ حتى الطبيعة تنتظم في سياق موسيقي بديع، الريح تغازل الشجرة، والأغصان ترقص امتنانا، والطيور تهدل غناء...الموسيقى فن خفيف يعاند الثقل والجاذبية، وربما لأن الموسيقى بحد ذاتها طاقة صوتية لا تتجسد في هيئة مادية، باعتبارها فن زماني قائم على التعاقب والتواتر والتلاشي" ص179، تكمن أهمية هذا الحديث في أنه يحررنا تماما من الواقع، كما أنه يمنحنا معرفة إنسانية قدمت بطريقة سلسة ومن شخص عالم ومتمكن من المعرفة الموسيقية وأثرها، أليس كل هذا يسهم في التخفيف على القارئ؟
يعمل المايسترو على التركيز على الموسيقى ودورها في تحرير الإنسان من واقعه: "أن الارتحال بأوبرا القناديل من الوتر إلى الإيقاع هو ارتحال من المنطوق إلى المحسوس ومن الفكرة إلى الشاعرية" ص242، نجد في مثل هذا الكلام حالة فريدة لا يمكننا أن نجدها إلا عند من هو متمكن من الموسيقى ومتماهيا معها، لهذا تجدنا نستمتع حتى بشكل الكلام المجرد، فما بالنا أن أخذنا بالفكرة التي يحملها!
وإذا ما أخذنا "فرقة الأوبرا" التي تتشكل أساسا من الأطفال يتأكد لنا أن هناك حالة جديدة تماما ليس لها أي علاقة بالماضي البائس، وآخر ما جاءت به الرواية ما هو إلا عالم مترع بالفرح والسعادة: "فرقة الأوركسترا ما زالت تعتلي المسرح كل واحد منهم يحتضن آلته، فتى الناي ينظر بحب وشغف نحو المنشدة الجالسة في الصف الأول.
ـ منها تعلمت سر الموسيقى.
مسك الناي بكلتا يديه، كأنه في أول اختبار لموسيقى الحب. لامست شفتاه فوهة الناي، أحس بحميمة خاصة، كما لو كان يقبل فتاة، نفخ من أعماق صدره، نفخة مختلطة بآهات الحب" ص253، أجزم أن مثل هذه اللغة لوحدها قادرة على إمتاعنا وجعلنا نشعر بالنشوة، فهذه اللغة تمثل الجدار العازل بيننا وبين "الزعيم" فلم يعد هناك إلا الموسيقى والعازفين وصوت الفرح.
الرواية من منشرات الرعاة للدراسات والنشر، رام الله، فلسطين، ودار جسور للنشر والتوزيع، عمان الأردن، الطبعة الأولى 2018.

magaltastar

رئيسة مجلس الادارة

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 189 مشاهدة
نشرت فى 13 أكتوبر 2018 بواسطة magaltastar

عيون الشعر ، ومِعيار الاختيار /4
مقدمة منتهى الطلب ...
كنتُ ألمعتُ إلى ما اختاره محمد بن ميمون البغدادي في تصديره بين يدي كتابه " منتهى الطلب من أشعار العرب " ، و في الحقيقة فإنّ ما جاء فيها - على أنّه ذو خطر في بعض جوانب - كلام عامٌّ لا يُبيّن فيه ابن ميمون بوضوح دواعي الاختيار ؛ ذلك أنّه يذكر أنّ منهجه في ما اختاره في كتابه إنما يقوم على استيثاقه من صحة الشعر ، و اعتماد ذاك الاختيار على جهود مَن سبقوه خلال قرون أربعة انصرمت قبله وضع فيها مَن سبقه من العلماء أسس الاختيار ورسخوها كما سيأتي بعدُ . 
وما ذكرت يمكن لمُتأمل مقدمة الكتاب أن يستخلصه منها دونما عناء دون إغفال ما لها من قيمة كما مرّ آنفاً . وأوردُ هنا تلك المقدمة بتمامها لإدراك الذي صنعه ابن ميمون وهو يجمع مادة كتابه الذي عدت عليه عوادي الزمن ، فلم تبق منه إلا ثلاثة أجزاء ضمت عشرين ألفاً و اثنين وأربعين ومئة بيت ، في مئة واثنتين وخمسين قصيدة ،وخمس قطع ،وبيتين مفردين،لاثنين وخمسين ومئة شاعرٍ من الجاهلية وصدر الإسلام والعصر الأموي .و بعض أولئك الشعراء ممن لا نعرف عنهم شيئاً خلا الاسم(1) . وبذلك فهذا السِّفر يعد أكبر مصدر ضمّ شعراً من عصور الاحتجاج بين دفتي كتاب فيما أعلم . 
قال ابن ميمون البغدادي:
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
اللهم صلِّ على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.
قال محمد بن المبارك بن محمد بن محمد بن ميمون رحمه الله بعد ما حمد الله عز وجل، وسأله التوفيق في كل أحواله وصلى الله على سيدنا محمد نبيه وآله :
هذا كتاب جُمع فيه ألف قصيدة ، اخترتها من أشعار العرب الذين يُستشهد بأشعارهم، وسميته: مُنتهى الطلب من أشعار العرب ، وجعلته عشرة أجزاء، وضمنت كل جزء منها مئة قصيدة، وكتبت شرح بعض غريبها في جانب الأوراق، وأدخلت فيها قصائد المفضليات، وقصائد الأصمعي التي اختارها، ونقائض جرير والفرزدق، والقصائد التي ذكرها أبو بكر بن دريد في كتاب له سمّاه: الشوارد، وخير قصائد هذيل، والذين ذكرهم ابن سلام الجمحي في كتاب الطبقات، ولم أُخِل بذكر أحد من شعراء الجاهلية والإسلاميين الذين يُستشهد بشعرهم إلا مَن لم أقف على مجموع شعره، ولم أره في خزانة وقف ولاغيرها، وإنما كتبت لكل أحد ممن ذكرت أفصح ما قال وأجوده، حتى لو سَبر ذلك عليَّ مُنتقِدٌ بعِلم عرف صدق ما قلت.
واخترت هذه القصائد وقد جاوزت ستين سنة بعد أن كنت مذ نشأت ويفعت مُبْتلى بهذا الفن حتى إني قرأت كثيراً منها على شيخي أبي محمد عبد الله بن أحمد بن أحمد بن أحمد بن الخشاب رحمه الله حفظاً وعلى شيخي أبي الفضل بن ناصر وغيره ممن لقيته، ونسخت معظم دواوينها. ولما أردت أن أجمع هذا الكتاب على ترتيب الشعراء وتقديم بعضهم على بعض لم يمكنني لأنه لم يتفق أني
أقف على ذلك على ترتيب فأُعْذَر في ذلك ، وإنما قدمت كعب بن زهير وختمته بهاشميات الكميت تيمناً وتبركاً بمدح رسول الله صلى الله عليه وسلم في قصيدة كعب، وذكره صلى الله عليه وآله في شعر الهاشميات التي ختم بها الكتاب.
وكان جمعي لهذا الكتاب في شهور سنتي ثمان وتسع وثمانين وخمس مائة بمدينة السلام، ولقد وقفت على كتب كثيرة جمعت من الشعر، فلم أرَ مَن بلغ إلى ما بلغت فيه من الاستكثار والعدد، فأسأل اللهَ تعالى أن يصلي على محمد وآله ، وأن يبارك فيه ويوفق المُتشاغل به، وأسأله التوبة والمغفرة وإنه وليّ ذلك" (2).
ومما تقدّم يُلحظ أن شرطه في الاختيار أن يكون الشاعر ممن يُستشهد بشعره ، وأن تختار من شعره القصائد ، على أنه أخل بهذا الشرط ،وأشار هو إلى ذلك ، كما فعل عند اختياره قطعة من شعر عمر بن أبي ربيعة ، إذ قال : " وهي قطعة استحسنتها له ، فكتبتها ، وهي خارجة عن شرط الاختيار ؛ إذ هي قطعة "(3). و لم يورد دواعي هذا الاستحسان .
لماذا مقدمة المنتهى ؟
ثمّة سؤال قد يتبادر إلى ذهن القارئ ؛ فيقول : ما دام ابن ميمون لم يذكر في مقدمته شيئاً من حدود الاختيار ومعاييره ، فما الغرض من إيرادها هنا ؟ وربما كان هذا السؤال مشروعاً ، لولا أنّي أرد أن أنبّه على أنّ الرجل - و إن لم يكن إلا جامعاً لِما اختاره متقدّموه غالباً - أورد أشعاراً لشعراء لا تجد لهم ذكراً في مصادر أخرى ، وضمن كتابه شيئاً مما ورد في مصادر لم تصل إلينا كما في شوارد ابن دريد ، ثم إنّه أنشد كثيراً مما اختار على شيخه ابن الخشاب ، هذا فضلاً عن إشارة ضمنية مفادها أنّ هؤلاء الذي اختار لهم من غير الذين ذكروا في كتب الاختيار المعروفة التي سلمت من عوادي الدهر ، وغوائل الأيام ، كانت لهم دواوين بقيت موجودة حتى نهاية القرن السابع الهجري ، وربما بعد ذلك بقليل ، مما يفيد الطلبة الذي يعمدون إلى جمع شعر شاعر بعينه ودراسته ممن فقدت دواوينهم ، فيتثبّت من أنّ شاعره كان له ديوان .
وللحديث صلة ، إن كان في الأجل بقية بحول الله .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) منتهى الطلب .
(2) قصائدة جاهلية نادرة.
(3) منتهى الطلب .
,
,
"اللهمّ إنّا نعوذ بك من فتنة القول كما نعوذ بك من فتنة العمل، ونعوذ بك من التكلّف لما لا نحسن كما نعوذ بك من العجب بما نحسن، ونعوذ بك من السّلاطة والهذَر، كما نعوذ بك من العي والحصَر.

magaltastar

رئيسة مجلس الادارة

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 182 مشاهدة
نشرت فى 10 أكتوبر 2018 بواسطة magaltastar

موسوعة شعراء العربية
المجلد العاشر - شعراء المعاصرة
.
بقلم : د فالح الكيلاني 
.
تمــهيــــد - الشعرالمعاصر - القسم الخامس
.
والاساليب الشعرية المعاصرة والحديثة والتي تتمثل في الشعر الحر او قصيدة النثر مهما كثرت زواياها واختلفت طرقها فانها تتمثل في مجموعتين أسلوبيتين هما الأساليب التعبيرية والأساليب التجريدية.
يتمثل الاسلوب التعبيريّ بالنمط الذي تنتجه أشكال اللغة الأدبية اسلوبا ملونا بلون من المعايشة غير المباشرة أو المعهودة، حيث تقدم نوعاً من الحقائق المبتكرة بتحريف يسير للغة المعبرة، وتفعيل معقول لآليات التوازي والاستعارة والترميز بشكل يؤدي إلى الكشف عن التجربة في مستوياتها العديدة التي قد تصل إلى أبعاد محددة لكنها تظل تعبيرية الحقيقة المكنونة .
أما الأساليب التجريدية فتعتمد على زيادة معدلات الانحراف وتغليب الإيحاء والرمز على التصريح، فتعطي القصيدة إشارات مركزة يتعيّن على المتلقي إكمالُها وتنميتها من الداخل، مع فارق جوهري بين التعبيرية والتجريدية يتمثل في إشارة الأولى إلى التجربة السابقة على عملية الكتابة نفسها سواء أكانت حقيقية أم تخيلية، واختفاء هذه الإشارة في الثانية بناء على غيبة هذه التجربة.
ويندرج تحت التعبيرية أربعة أساليب، هي:
1-الأسلوب الحسي الذي تزيد فيه الإيقاعية والنحويّة؛ في حين تقل درجة الكثافة والتشتت والتجريد،
2-الأسلوب الحيوي الذي ينمي الإيقاع الداخلي ويعمد إلى كسر يسير في درجة النحوية ويتوافر فيه مستوى جيد والتنويع من دون أن يقع بالتشتت.
3- الأسلوب الدرامي الذي يعتمد على تعدد الأصوات والمستويات اللغويّة، ويحقق درجة من الكثافة والتشتت من دون أن يخرج عن الإطار التعبيري.
4- الأسلوب الرؤيوي الذي تتوارى فيه التجربة الحسيّة مما يؤدي إلى امتداد الرموز في تجليات عديدة ويفتر الإيقاع الخارجي، ولا تنهض فيه أصوات مضادة، ويحقق مزيداً من الكثافة مع التناقص البين لدرجة النحويّة.
وفي الأساليب الشعرية المختلفة , نلاحظ الاسلوب الحسي يتمثل في شعر(نزار قباني) افضل نموذج للشعر الحسي، و في شعر( بدر شاكر السياب) نموذجاً للشعر الحيوي، أما الشعر الدرامي فيتمثل في شعر (صلاح عبد الصبور)الشاعرالمصري من خلال نتاج صلاح ؛ في حين يكون الأسلوب الرؤيوي ممثلا بشعر (عبد الوهاب البياتي).
اما اذا اردنا ان تكون كل هذه الاساليب مجتمعة بواحد فخير مثال شعر (محمود درويش ) كنموذج للتحولات التي تتسع لكل هذه الأساليب التعبيريّة، فقد بدأ من الأسلوب الحسي الذي خرج فيه من تاثير نزار قباني فيه لانه معلمه الاول ، ومثّل على ذلك قصيدة (بطاقة هوية )، وانتقل إلى الأسلوب الذي اجتمعت فيه الحيوية والدرامية، كما هو الحال في قصيدة ( كتابة على ضوء بندقية )، وانتهى الى اسلوب الرؤيا الشعرية الذي تمثله قصيدة ( أرى ما أريد ).
وربما تكون التجريدية تقتصر على أسلوبين فقط يتداخلان فيما بينهما هما: التجريد الكوني الذي تتضاءل فيه درجات الإيقاع والنحويَّة إلى حدٍّ كبير، مع التزايد المدهش لدرجتي الكثافة والضياع، ومحاولة استيعاب التجربة الوجودية الكونيّة باستخدام بعض التقنيات السيريالية والصوفيّة الدنيويّة . والتجريد الإشراقي الذي ربما يقع على خط الاتجاه السابق معترضا اياه في سلم الدرجات الشعرية، مع التباس أوضح بالنظرة الشعرية والنزوع الصوفي الميتافيزيقي، والامتزاج بمعالم ورؤى وجودية تختلط فيها الأصوات المشتركة والرؤى الحالمة المبهمة، مع نزوع روحي بارز يعمد على التراث الفلسفي بدلا من الضياع في التراث العالمي ..
ولعل الإسراف في الحداثة والمعاصرة بشكلها الشعوري الحالي هذا الشعور الذي تحمل موادّه دلالات عميقة موروثة، قد يميل الشاعر إلى تشكيلها من جديد فإن وجودها الظاهر في هذا التشكيل الجديد يحيل إلى موروثها بوصفه غائباً يحضر لدى المتلقي لمجرد وجوده في النص، فيشعر اويحس بعداً أيديولوجياً ، وان أهم الملامح الأسلوبيّة في شعر هذا الاسلوب كضياع القناع، والأسلوب الصوفي في شعرالصوفيين،
وعلى الرغم من إيراد هذا التعريف للأسلوب التجريدي لم يرد تمثيل صريح له وهذا ما يجعل تصنيف الأساليب الشعريّة التجريديّة معلقاً في الهواء، فالناقد يطرح فرضيّة جديدة لم تأخذ حقها من التطبيق فيما يتعلق بالشعر التجريدي الإشراقي. هذا ما لاحظناه في شعر قصيدة النثر او الشعر الحر بعد ان حل عقاله وهب قائما يتخطى كيف يشاء ويتلمس الامور كيفما احب الشاعر واراد.
يتبـــــــــــــــــــع
.
امير البيـــــــــان العربي
د. فالح نصيف الحجية الكيلاني
*******************************************

magaltastar

رئيسة مجلس الادارة

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 215 مشاهدة
نشرت فى 9 أكتوبر 2018 بواسطة magaltastar

مجلة عشتار الإلكترونية

magaltastar
lموقع الكتروني لنشر الادب العربي من القصة والشعر والرواية والمقال »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

556,905