من كتاب

نظرية التنظيم

والتصميم

Organization Theory

and Design

الطبعة العاشرة

ريتشارد إل. دافت

2010م

ترجمة

أحمد السيد كردي

2016م

نموذج كارنيجي Carnegie Model

يستند نموذج كارنيجي Carnegie Model في صنع القرار التنظيمي على عمل كلا ريتشارد سيرت Cyert Richard، جيمس مارس James March، وهربرت سيمون Herbert Simon، الذين كانوا مرتبطين بجامعة كارنيجي ميلون Carnegie-Mellon University. حيث ساعدت أبحاثهم في صياغة المنهج العقلاني المحدود لاتخاذ القرارات على المستوى الفردي، فضلا عن تقديم رؤى جديدة حول القرارات التنظيمية.

حتى العمل الذي قاموا به والبحوث في الاقتصاد تفترض أن شركات الأعمال تتخذ القرارات ككيان واحد، كما لو كانت تتسرب Funneled جميع المعلومات ذات الصلة إلى صانع القرار الأعلى لاختياره. وأشارت الأبحاث التي أجرتها مجموعة كارنيجي Carnegie group أن القرارات على مستوى المنظمات المعنية كان العديد من المديرين يقومون بالاختيار النهائي على أساس الائتلاف بين هؤلاء المديرين.

والائتلاف Coalition هو عملية التحالف Alliance بين العديد من المديرين الذين لديهم توافق حول الأهداف التنظيمية وأولويات المشكلة Problem priorities. ويمكن أن تتضمن مديري الإدارات على نفس الخط، والمتخصصين في شؤون الموظفين، وحتى المجموعات الخارجية، مثل قوة العملاء والمصرفيين، أو ممثلي النقابات Union representatives.

وهناك حاجة إلى ائتلاف الإدارة خلال صنع القرار لسببين. أولا، الأهداف التنظيمية وغالبا ما تكون غامضة Ambiguous، والأهداف التشغيلية operative goals للإدارات غالبا ما تكون غير متناسقة Inconsistent. وعندما تكون الأهداف غامضة وغير متناسقة، المديرون يختلفون حول أولويات المشكلة. لذا يجب التركيز تجاه المشاكل وبناء ائتلاف حول مسألة ما هي المشاكل التي يمكن معالجتها.

والسبب الثاني للائتلاف هو أن المديرين على المستوى الفردي يقصدون المنهج العقلاني ولكن العمل مع القيود المعرفية البشرية Human cognitive limitations وغيرها من القيود، كما هو موضح سابقا. أن المديرين ليس لديهم الوقت أو الموارد أو القدرة العقلية Mental capacity لتحديد جميع الأبعاد ومعالجة كافة المعلومات ذات الصلة لاتخاذ قرار. هذه القيود تؤدي إلى سلوك بناء الائتلافات. والمديرون يتحدثون حول كل النقاط الأخرى ويتبادلون الرأي لجمع المعلومات والحد من الغموض. ويقومون باستشارة الأشخاص الذين لديهم المعلومات ذات الصلة أو حصة Stake في نتائج القرار. وبناء الائتلاف يؤدي إلى قرار معتمد من قبل الأطراف المعنية.

عملية تشكيل الائتلاف بها العديد من الآثار المترتبة على السلوك القرار التنظيمي, أهمها ما يلي:

أولا، يتم اتخاذ القرارات بشكل مرضي Satisfice بدلا من تحسين حلول المشكلة. والإرضاء Satisficing يعني أن الشركات تقبل العمل بشكل مرضي بدلا من أقصى مستوى للأداء، وقدرتهم على تحقيق عدة أهداف في وقت واحد. في عملية صنع القرار، فإن الائتلاف يقبل الحل الذي ينظر إليه على أنها مرضي لجميع أعضاء الائتلاف.

ثانيا، يخشى المديرون من المشاكل الملحة Immediate problems والحلول على المدى القصير. ويخوضوا في ما يسمى بسيرت Cyert ومارش March لبحث الإشكالية.

وبحث الإشكالية search Problemistic يعني أن المديرين ينظرون حولهم في البيئة المباشرة للتوصل إلى حل المشكلة بسرعة. والمديرون لا يتوقعون حلا مثاليا عندما يكون الوضع غير محدد ومثقل بالصراع Conflict-laden. وهذا يتناقض مع منهج علم الإدارة، والذي يفترض أن التحليل يمكن أن يكشف عن كل بديل معقول. يبين نموذج كارنيجي Carnegie model أن سلوك البحث يكفي فقط لإنتاج حل مرض وأن المديرين عادة ما يتبنون الحل المرضي الأولى الذي ظهر. وثالثا، النقاش والمساومة ذات أهمية خاصة في مرحلة تحديد المشكلة في صنع القرار. ما لم يدرك أعضاء الائتلاف المشكلة، ولن يتم اتخاذ أي إجراء.