كيف تعمل مع أشخاص لا يجيدون التعامل مع الآخرين
د. ربيع الطحان
كلية التجارة- جامعة الأزهر
على الرغم من أن التعامل مع الأشخاص الذين يتمتعون بمعدلات ذكاء عاطفى منخفضة يعتبر أمراً مرهقاً وغير مجدى بسبب أنهم متذمرون وكثيرى الشكوى وأغلبهم سلبيون ومتشائمون ويتمتعون بغرابة الأطوار، إلا أننا قد نضطر فى الكثير من المواقف للتعامل معهم. وعلى الرغم من الصعوبات التى يستلزمها التعامل معهم إلا أن هناك بعد النصائح التى قد تفيد فى مثل هذه المواقف .
كن هادئا ودمث الخلق
ليس معنى أنك تتعامل مع شخصاً بغيضاً أنه يجب عليك أن تكون بغيضاً أنت أيضاً. بل فى الحقيقة يمكنك أن تصبح وسيط التعامل الهادئ مع الأشخاص منخفضى الذكاء العاطفى إذا بذلت بعض الجهد لتتعامل بأدب وعطف معهم. وتذكر أن التعامل مع الأشخاص منخفضى الذكاء العاطفى هو أمر شاق ومرهق نفسياً، ليس فقط بالنسبة للآخرين ولكن بالنسبة للأشخاص منخفضى الذكاء العاطفى أنفسهم. فهم غالباً يحاربون هواجسهم الداخلية وحائرون دائما بذعرهم المتوطن بداخلهم. ويطلق الأكاديميون على ذلك تعبير (العبء العاطفى emotional labor). فلا تزيد الأمر عليهم وتدفعهم لحمل عبء أكبر. ولكن بدلاً من ذلك يمكنك أن تجعل حياتهم أكثر بساطة وأماناً وسعادة، أو على الأقل أقل توتراً وقلقاً. وعلى العكس فأنت إذا تعاملت معهم بطريقة سلبية فسينظرون إليك كتهديد نفسى لهم ومصدراً للقلق والضغوط. فالتعاطف والإيجابية وسيلة ناجحة مع أى شخص ولكنها أكثر اهمية بكثير عند التعامل مع الأشخاص الأغبياء عاطفياً. نعم بالطبع بعض الأشخاص يفتقرون لمهارات التعامل مع الآخرين، ولكن التعامل بعنف معهم ليس هو الحل. وعلى النقيض فإن التعامل بلباقة وذوق وكياسة مطلوباً بشدة خاصة مع هؤلاء الذين يفتقرون لهذه المهارات.
كن واضحاً
تجنب الغموض الإجتماعى بشكل خاص، وإلا ستفسر تفسيراً خاطئاً. فالأشخاص ذوى معدلات الذكاء العاطفى المنخفضة بشكل عام أقل قدرة على قراءة مابين السطور، وقدرتهم على تفسير نوايا الآخرين محدودة للغاية. فهم وكما تقول الدراسات أشبه تماماً بالصورة النمطية التى تظهر على شاشة السينما للمهندسين أو أساتذة الجامعات والعلماء: لا يعطون أى اهتمام للاشارات الغير لفظية، وغير متعاطفين مع الآخرين، ومتحررين إلى حد كبير من العلاقات الشخصية. فهم يكونون أكثر سعادة عندما يتعاملون مع أنفسهم أو أفكارهم الشخصية أكثر من تعاملهم مع من حولهم.
كن منطقياً
على الرغم من أن منخفضى معدلات الذكاء العاطفى يتصرفون بصورة غير منطقية، مثلهم فى ذلك مثل الكثير من الناس. فإن العلاج الناجح للعاطفية هو العقلانية، والذى يبدأ بأن تعى تماماً تحيزاتك الشخصية، وتصبح موجها بالمعلومات والبيانات المنطقية، وأن تتقبل احتمالية أن تكون مخطئاً بعض الأوقات. عندما تتعامل مع الأشخاص منخفضى الذكاء العاطفى تذكر جيدا أنهم أكثر عرضه للسقوط ضحايا لمشاعرهم الخاصة أكثر من بقية الناس، لذلك بدلا من محاولة التلاعب بهم عاطفيا يمكنك كسب ثقتهم بأن تكون صوت العقل والمنطق الذى يتحدث إليهم وأن تنمى سمعتك بأنك شديد العقلانية. وذلك لن يؤهلك فقط لأن تقنعهم فى الأجل القصير، ولكن ستؤثر فيهم أيضاً فى الأجل الطويل. والنقطة الهامة هنا هو حتى وإن استطعت إقناعهم عن طريق التلاعب بعواطفهم إلا أنك لأسباب أخلاقية لا يجب أن تنزلق إلى هذا المنحدر.
لا تغضب
أكثر سمات الأشخاص الأغبياء عاطفياً شيوعاً هى الفظاظة. فهم يتمتعون بحساسية منخفضة تجاه الآخرين ويجدون صعوبة فى التعاطف معهم، وهذا هو السبب فى أنهم لا يستطيعون التعامل بدبلوماسية ويعبرون بكلمات واضحة ومباشرة. من جهة أخرى هذا يجعلهم أكثر شفافية.فيمكنك عادى أن ترى مابداخلهم فهم دائما يقولون ما يقصدون ويقصدون ما يقولون. والمقصد هنا أن لا تأخذ ما يقولون بشكل شخصى. فهم غالباً لا يعملون وفقاً للقواعد الاجتماعية المتفق عليها. ولكن على الرغم من ذلك ما زال يمكنك إيجاد طريقة للتعامل معهم ومساعدتهم على التعامل معك.