إعداد
أحمد السيد كردي
2015م
تواجه المنظمات اليوم عالماً يختلف عن العالم الذي كنا نعيشه منذ سنوات خلت، من خلال بروز التحديات المختلفة التي أفرزتها متغيرات عديدة في عالم سريع التغير والتطور، إذ يتطلب التعامل مع هذه التغيرات قيام إدارات المنظمات بإيجاد حلول جذرية لمختلف هذه المشاكل من خلال إعادة تصميم وابتكار عملياتها بشكل ينسجم مع متطلبات إحداث تطور مستمر في الجودة مع التركيز على تقديم خدمات فاعلة للعملاء وتخفيض الوقت والتكاليف المترتبة على انجاز العمل، فضلاً عن التغلب على مشاكل التكرار والتداخل في انجاز الاعمال وتجاوز مشكلة عدم التكامل في المعلومات ومشكلة الحدود التنظيمية والتي تعد أحد مستلزمات صناعة القرار. (<!--)
ولما كان التغيير السريع مطلباً من مطالب منظمات الأعمال العصرية، فإن تبني أسلوب هندسة التغيير يعتبر من الأساليب الحيوية لإجراء التحولات والتغييرات في المؤسسات والشركات. ولنجاح أسلوب هندسة التغيير لابد من تبني ذلك من قبل الإدارة العليا، حتى لا يحبط أي تفكير غير عادي من خلال البيروقراطية أو الاهتمامات الشخصية, وهذا ما يعرف باسم الهندرة, والتي تسعى إلى إحداث تغييرات جذرية في أساليب وطرق العمل بالمنظمات لتتناسب مع إيقاع ومتطلبات هذا العصر، عصر السرعة والثورة التكنولوجية, وذلك ليقوم العاملين بأداء الأعمال الصحيحة والمفيدة وبالطريقة الصحيحة التي يريدها العميل ويتطلع إليها, وهنا تبرز أهمية الهندرة كأحد الأساليب الإدارية الحديثة التي تساعد الشركات على مواجهة هذه المتغيرات وتلبية رغبات وتطلعات عملائها في عصر لا مكان فيه للشركات والمنظمات القابعة في ظل الروتين والبيروقراطية الإدارية.(<!--)
وتسعى المنظمات الحديثة والرائدة إلى إحداث تغييرات جوهرية وتحديث بنية العمليات والمعلومات لديها لدعم عملية اتخاذ القرار، ومواكبة التغيرات التي تحدث في بيئتها المحيطة وزيادة قدرتها على المنافسة والبقاء، ولاشك أن التغيير يهدف بالدرجة الأساسية إلى إكساب المؤسسات المرونة والقدرة اللازمة لتجسيد أهدافها وتعزيز ثقافتها بما يخدم نظرتها المستقبلية وخطتها الاستراتيجية ويعزز ميزتها التنافسية، وهناك الكثير من الأساليب الإدارية الحديثة التي تهدف إلى تحقيق مثل تلك الأهداف كإدارة الجودة الشاملة وإعادة الهندسة الإدارية، ونظرًا للتطور التكنولوجي الهائل في الفترة الأخيرة وظهور الانترنت تم استخدام أسلوب الهندسة الإدارية في كثير من المنظمات لما له من دور كبير في خفض التكاليف والوقت وتحسين الجودة.
ويعتبر مفهوم إعادة الهندسة الإدارية أحد مداخل التطوير، وهو يركز على إعادة التصميم السريع والجذري للعمليات الإدارية الاستراتيجية وذات القيمة المضافة، وكذلك للنظم، والسياسات، والهياكل التنظيمية، بهدف تحسين الأداء وزيادة الإنتاجية في المنظمة.
تعريف إعادة الهندسة الإدارية.
الهندرة كلمة عربية جديدة مركبة من كلمتين هما (هندسة) و(إدارة) وهي ترجمة للمصطلح الإنجليزي (Business Reengineering) والذي يعني إعادة هندسة الأعمال أو إعادة هندسة نظم العمل. وقد ظهرت الهندرة في عام 1992م عندما أطلق الكاتبان الأمريكيان مايكل هامر وجيمس شامبي الهندرة كعنوان لكتابهما الشهير: هندرة المنظمات, ومنذ ذلك الحين أحدثت الهندرة ثورة حقيقة في عالم الإدارة الحديثة بما تحمله من أفكار غير تقليدية ودعوة صريحة إلى إعادة النظر وبشكل جذري في كافة الأنشطة والإجراءات والاستراتيجيات التي قامت عليها الكثير من المنظمات العصرية.
لقد عَرف هذان الكاتبان الهندرة بأنها: البدء من جديد أي من نقطة الصفر وليس إصلاح وترميم الوضع القائم.
وأما رونالد راست فقال: أن الهندرة هي إعادة تصميم العمليات بشكل جذري بهدف تحقيق طفرات كبيرة في الأداء.
فإعادة الهندسة تعني تغيير ثوري في طريقة تفكير التنظيم، وبالتالي في أداء الأشياء، وبصورة أكثر تحديدا، فإنه يشمل تغيير عمليات، هياكل تنظيمية، بالإضافة إلى نمط الإدارة وسلوكها، وتكون إعادة الهندسة مرادفا للابتكار، وهي أكثر من تلقائية، أو حوسبة العمليات الموجودة. (<!--)
وتعرف هندسة التغيير أيضاً بأنها: إعادة تصميم جذري وسريع للعمليات الاستراتيجية والتي لها قيمة مضافة، وكذلك إعادة التصميم الجذري والسريع للنظم والسياسات والهياكل التنظيمية التي تساعد العمليات, وكل ذلك للوصول إلى انسياب العمل بأعلى مستوى من الإنتاجية وفق معايير الجودة العالمية. (<!--)
كما تعرف إعادة الهندسة بأنها منهج لتحقيق تطوير جذري في أداء الشركات في وقت قصير نسبياً, ووسيلة تستند إلى عدد من المعارف تستخدم لإحداث تغييرات جوهرية داخل التنظيم بهدف إحداث تغييرات أساسية جذرية في تطوير الأداء التنظيمي للشركة ورفع أسهمها.
كما أنها إعادة التصميم الجذري والسريع للعمليات الإدارية الاستراتيجية وذات القيمة المضافة والنظم والسياسات والبنية التي تساعد تلك العمليات، وذلك بهدف تحقيق طموحات عالية من الأهداف التنظيمية. (<!--)
وهي تحليل وتصميم تدفق الأعمال والإجراءات في المنظمة وبين المنظمات تغيير المنهج الأساسي للعمل لتحقيق تطوير جوهري في الأداء في مجالات السرعة والتكلفة والجودة.(<!--)
وتعرف أيضا بأنها إعادة التفكير، وإعادة البناء وانسيابية والتنظيم والعمليات وطرق العمل، ونظم العمل، والعلاقات الخارجية التي من خلالها يتم خلق وتقديم القيم .
كما تعرف بأنها إعادة تصميم العمليات، والتنظيم ونظم المعلومات المساعدة لتحقيق تحسين جذري في الوقت والتكلفة والجودة ورضا العملاء عن منتجات وخدمات الشركة.
كما يوجد خلط كبير بين المصطلحات الإدارية كنتيجة للترجمة الخاطئة أو عدم استخدام المصطلح المراد في مكان هو يظهر الفرق بين أبرز المصطلحات الحديثة التي دخلت علوم الإدارة مؤخرا من خلال الجدول التالي:
الجدول رقم (1):
أوجه المقارنة بين إعادة الهندسة وغيرها من المفاهيم.
أبعاد المقارنة |
إعادة الهندسة Reengineering |
التقليص Downsizing |
إعادة الهيكلة Restructuring |
إدارة الجودة الشاملة TQM |
الفروض محل البحث |
كل شيء |
حجم العمالة |
علاقة المستويات الإدارية |
متطلبات العملاء |
نطاق التغيير |
العملية الإدارية |
العمالة والمهام الوظيفية |
الهيكل التنظيمي |
من القاعدة إلى القمة |
محال التركيز |
العملية الإدارية |
الإدارات الوظيفية |
الإدارات الوظيفية |
الأنشطة الوظيفية |
أهداف التغيير |
سريعة وجذرية |
تراكمية/تدريجية |
تراكمية/تدريجية |
تراكمية/تدريجية |
المصدر: جمال الدين محمد المرسي، الإدارة الاستراتيجية للموارد البشرية: المدخل لتحقيق الميزة التنافسية لمنظمة القرن الحادي والعشرين، الدار الجامعية، مصر, 2003م، ص:70.
يوضح الجدول السابق رقم (1) أوجه الاختلاف بين مفهوم إعادة الهندسة والمفاهيم الإدارية الأخرى التي تستهدف التغيير، فإدارة الجودة الشاملة تسعى دائما للتحسينات الإضافية أو المتزايدة في العمليات الحالية، أما إعادة الهندسة فهي تهتم بالمراجعة الجوهرية للعمليات ومع ذلك يمكن أن تكون إدارة الجودة الشاملة جزءا من مشروع إعادة هندسة المنظمة.(<!--)
ومن المفاهيم السابقة لمفهوم إعادة الهندسة الإدارية يمكن تعريفها بأنها: إعادة التفكير بصورة أساسية وإعادة نظر أساسية وإعادة تصميم جذرية تنظم أساليب العمل لتحقيق نتائج جيدة في مقاييس الأداء العصرية مثل التكلفة، ومستوى الخدمة وسرعة إنجاز الأعمال, من خلال استخدام وسائل مهنية وتقنية متطورة جداً يمكن من خلالها إحداث التغيير الجذري الشامل للمنظمة.
<!--[endif]-->
(<!--)محمد مصطفى القصيمي، تفعيل مهام إعادة هندسة الأعمال من منظور تكنولوجيا المعلومات والاتصالات مدخل تكاملي, بحث مقدم إلى مؤتمر إدارة منظمات الأعمال: التحديات العالمية المعاصرة, جامعة العلوم التطبيقية الخاصة, الأردن, نيسان 2009م, ص: 84.
(<!--)حسان عثمان محمد توفيق, انتصار فاضل مال الله النعيمي, إعادة هندسة الأعمال فيما بين جودة الوظيفة والجودة الفنية في مجال التعليم الجامعي, مجلة جامعة بابل العلوم الإنسانية, المجلد الحادي والعشرون, العدد الثالث, العراق, 2013م، ص: 915.
(<!--)جوزيف كيلادا، تكامل إعادة الهندسة مع إدارة الجودة الشاملة, تعريب: سرور علي سرور، دار المريخ، الرياض, السعودية, 2004م، ص: 19.
(<!--) Sant Arora, & Sameer Kumar, Reengineering: A focus on Enterprise Integration, Interfaces, Vol. 30, No. 5, EBSCO host Databases, Business Source Premier, 2000, http://search. Epent.com.
(<!--)أحمد صالح عبد الحفيظ، كيف يطبق منهج إعادة الهندسة، الطبعة الأولى, دار وائل، عمان، الأردن، 2003م، ص: 37.
(<!--)حازم عبد العزيز داود النتشة, انعكاسات إعادة الهندسة الإدارية على جوانب النجاح المؤسسي في بلدية الخليل, رسالة ماجستير غير منشورة, جامعة الخليل, كلية الدراسات العليا والبحث العلمي, فلسطين, 2009م، ص: 11.
(<!--)رواية حسن، السلوك التنظيمي المعاصر، الدار الجامعية، الإسكندرية، مصر, 2004م، ص: 360.