ظهور مفهوم الإدارة الاستراتيجية.
استخدمت الاستراتيجية الاستخدام الأول في المجالات العسكرية وفنون الحرب, وتعود جذور مصطلح الاستراتيجية إلى الأصل الإغريقي Strategia والتي تعني (فن الحرب), ومن ثم انتقلت بعد تطور المجتمعات إلى أن تستخدم في مجالات متعددة ومنها إدارة الأعمال. (<!--)
وبدأ تطبيق مفهوم الاستراتيجية في ميدان الأعمال عام ١٩٥١م عندما أشار نيومان Newmanإلى أهمية الاستراتيجية في التخطيط للمشروع الاقتصادي, وأول من اهتم من علماء الإدارة المعاصرين بالاستراتيجية في أبحاثه الإدارية، أستاذ التاريخ الإداري في جامعة هارفارد الأمريكية الفريد شاندلر, حينما استعرض في كتابه الذي أصدره عام 1962م الهياكل التنظيمية للشركات الكبرى في أمريكا, وخرج بأربع استراتيجيات تتعلق بالنمو والتطور, مؤكداً أن تنمية وتطور الهياكل التنظيمية يعتمد بشكل أساسي على الاستراتيجية.
وفي عام 1965م أعدت أستاذة الادارة في جامعة اشتون جوان ودورد بحثاً ربطت فيه التغيرات التنظيمية مع التقنية والاستراتيجية المعتمدة.
وفي عام 1976م عرض وهلين وهنجر مفهومهما للإدارة الاستراتيجية من خلال بحث أجرياه انتهيا فيه إلى نموذج شامل للإدارة الاستراتيجية، ثم جاء العالمان كبنر وتريجو ليخوضا في مضمار الاستراتيجية, من خلال القول بأن قوة الدفع التي تمثل مجال المنتجات أو الأسواق أو القدرات التي تعتبر مصدر القوة للشركة تشكل الإطار العام للاستراتيجية, حيث أن تحديد قوة الدفع يساهم في صياغة الأهداف الشاملة وأهداف الوحدات المكونة في ظل أن الأهداف الشاملة تعتبر الجسر ما بين الاستراتيجية الشاملة وبين استراتيجيات الوحدات المكونة لها.
وفي مطلع الثمانينات قدم مايكل بورتر نموذجه، حيث اهتم بتحليل الميزة التنافسية والاستراتيجيات التنافسية التي تسعى إلى تحقيق الميزة التنافسية المتواصلة, ولعل الكتاب الصادر في عام 1985م للمستشار في مجموعة مكنزي الأستاذ أومايا بعنوان: العقل الاستراتيجي, يمثل ذروة الأبحاث المقدمة في هذا الميدان وقد كان له أكبر الأثر في نمو وتطور النهج الاستراتيجي المعاصر في الإدارة.
وفي عام 1991م جاءت نظرية جون ثومبسون حول تطوير الوعي الاستراتيجي انطلاقاً من تشخيص التغيير الشامل للمنظمة المرتبط بالصياغة الاستراتيجية التي تتمحور حول تحديد المسار وطريقة الوصول إلى الهدف, ويؤكد في هذا المجال على أن المنافسة وتميز الأداء المقرون بالإبداع والابتكار تشكل الأبعاد الثلاثية المترابطة.
وفي عام 1991م أيضاً، أصدر المستشار الاداري لدى مجموعة مكنزي السيد لينشي أوهامي مع مجموعة من أساتذة الإدارة كتاباً بعنوان: الاستراتيجية, يوضح فيه أن تحديد الأهداف وصياغة الاستراتيجية ينبغي أن يتم من منطلق الزبائن والسلعة والقيمة المضافة وليس من منطلق التغلب على المنافس, وانتهى إلى تقديم ما سمي بالاستراتيجية المعاصرة, التي ترتكز على صقل وتكريس واستغلال مواهب الشركة القابضة وشركاتها التابعة في التأكيد على جوهر الاختصاص لتركيز استمرارية النمو ضمن البيئة العالمية الجديدة.
وفي عام 1992م أصدر الأستاذ في جامعة كاليفورنيا جورج يب كتاباً انتقد فيه الشركات المتعدية الجنسية, من خلال أنها لم تبدل مفاهيمها نحو العالمية ولا تمتلك استراتيجية عالمية شاملة, حيث توصل إلى استنتاجاته من خلال دراسة طويلة شملت أكبر الشركات العالمية (كوكا كولا, ماكدونالد, كانون, فولكس فاكن), وانتهى إلى ضرورة قيام هذه الشركات بتغير مفاهيمها ونهجها من أجل مواكبة التغيرات في العالم, عن طريق الترابط المتبادل بين جميع فروع الشركة في العالم لتقليل التكاليف والتنميط والاستفادة من التعليم الذاتي.
<!--[if !supportFootnotes]-->
<!--[endif]-->
(<!--) Fewrer Rainer, et al., Strategy development, past, present and future, Management Decision, vol. 33, No. 6, 1995, P.11-12.