أحمد السيد كردي
2015م
أولا: إحتياجات الرجل.
1- الثقـة:
فالرجل مثلاً يحتاج إلى الحب الذي يحمل معه الثقة به وقبوله كما هو، والحب الذي يعبر عن تقدير جهوده وما يقدمه. وعندما تثق المرأة في قدرة زوجها، فإنه يصبح أكثر رغبة في رعايتها وخدمتها. وكذلك عندما يقوم الرجل برعاية زوجته فإنها تصبح أكثر قدرة على الثقة العميقة به وبإمكاناته.
2- القبول:
تقبله كما هو بنقاط ضعفه وقوته, وأن يشعر أنه يحدث فرقاً إيجابياً فى حياتها وحالتها النفسية. إن تقبل المرأة الرجل يعني أنها تقبله وترضاه دون محاولة تغييره؛ فهي عندما تفعل ذلك فإنه يشعر بأنه مقبول، وهي عندما تحاول تغييره فإنه يشعر بأنه غير مقبول عندها.
إن هذا القبول للزوج لا يعني أن تعتقد الزوجة أن زوجها كامل وخال من النقص، ولكنه يعني أن ليس من اختصاصها تطويره، بل هذا التطوير والتغيير مهمته هو.
ويحتاج الرجل أن تقبله زوجته ـ دون شروط ـ وقبول الزوجة لزوجها يعني أن تمنحه الشعور بأنها تحبه وتقبله كما هو. دون أن تحاول تغييره، وتترك له أمر تحسين نفسه إذا احتاج لذلك
ومن العبارات التي يمكن أن تؤكد بها الزوجة فكرة التقبل للزوج ما يلي: (أنا سعيدة جدًا بأنك هكذا، نعم أنت محق، أنا أحب أن أسير معك في كل طريق تسلكه، لا أريد أن تتغير).
وهذا يستلزم طبعًاعدم انتقاده باستمرار، وعدم التجسس عليه، وعدم إرهاقه بتعليمات مستمرة، وعدم البحث عن نقاط ضعفه، وعدم تعييره بأخطائه، وعدم الادعاء بأنكِ أكثر خبرة منه.
وهو حين يشعر الرجل أنه متقبل فإنه من السهل عليه جدًا أن ينصت للمرأة وأن يمنحها "التفهم" الذي تحتاج إليه وتستحقه, وأن يتفهم الرجل المرأة يعني أن يستمع اليها دون حكم بل يستمع بتعاطف ويربط بين كلماتها ومشاعرها، وهكذا يتفهم الزوج زوجته دون أحكام، فتتقبله هي دون شروط.
3- الإعجاب:
أن تشعره أنه رجلها.. أنه فارسها. حيث يحتاج الرجل إلى الشعور بأن زوجته معجبة به، وعندما يشعر الرجل بإعجاب زوجته به، فإن هذا يدفعه للتفاني أكثر في خدمتها ورعايتها. وبعد عودة الزوج من عمله يكون بحاجة إلى إعادة شحن طاقته، التشجيع يكون بالأفعال والكلام أيضاً.
الرجل يحتاج إلى تقدير الآخرين لأعماله وإنجازاته بالكلمات أو الإشارات. وعندما لا تقدر الزوجة لزوجها نفقته فحينما يحضر إلى المنزل في المساء فلا يرى سوى وجوهًا عابسة أمامه، ومشاكلًا عديدة تنتظره، إنه هنا لا يسمع كلمة شكر وامتنان من أحد على ما بذله من جهود من أجل العائلة؛ فيبدو له عدم تقدير أسرته لما يقوم به من أجل زوجته وأولاده، ويتمنى أن تقدر زوجته ـ على وجه الخصوص ـ ما يفعله.
وتحمِّله المسئولية فإنها تشعر بأنه غير مُقدِّر، وأن هذا الفعل يجب أن يفعله غصبًا؛ وبالتالي يشعر أنها لا تحبه، هي فقط تستفيد منه، ولذا نبه الحديث إلى امرأة يحسن لها الرجل طوال حياته بتوفير المنزل لها ورعاية أولادها ماديًّا وتحمل المسئولية وتحمل مهمة القوامة، ثم ترى منه أمرًا فتقول له: (لم أر منك خيرًا قط)، وسمى ذلك كفرانًا، أي الجحود بحق العشير.
فعلى الزوجة شكر الزوج وتقديره على تحمل المسئولية وعلى توفير المنزل والنفقة وما يقوم به من الواجبات، وعندما يُقدَّر الزوج؛ يشعر بأن جهده لا يذهب هباءً، لذا فهو يكرر العطاء.
فكيف تمنحي زوجك التقدير؟ قولي له: (أعلم تمامًا ما تبذله من أجلنا، جزاك الله خيرًا على كل الجهود، أعطاك الله العافية، الحياة معك جميلة، أشعر بالأمان إلى جانبك، الاستقبال والتوديع بحرارة، المديح والامتنان وإبداء الرضا، وأكدي له والابتسامة تعلو وجهك كم هو رائع كإنسان وفي مهتنه وأخيرًا رائع كحبيب؟).
ثانيا: إحتياجات المرأة.
أهم الاحتياجات لدى المرأة تختلف عن أهمها لدى الرجل، صحيح أن الرجل له أيضاً نفس احتياجات المرأة، لكنها تأتى فى الأهمية بعد احتياجاته الأصلية، والأمر نفسه ينطبق على المرأة، فلها أيضاً نفس احتياجات الرجل، لكنها تأتى فى الأهمية بعد احتياجاتها الأصلية.
1- الإهتمام والعناية:
في أعماق كل امرأة قطة مدللة تريد أكثر شيء أن تنال رعاية وتعاطف وتفهم ممن يحبها إنها تحتاج أساسا إلى العناية بمشاعرها واهتماما من القلب والاحترام لهذه المشاعر والتفهم لها, فهي تحتاج إلي من ينصت لها وهى تعبر عن مشاعرها بغض النظر عن قناعته بما تقوله وتحتاج إلى التصديق وهو ألا يعترض الرجل على مشاعر المرأة ورغباتها أو يجادل فيها وبدلا من ذلك يتقبلها وهي تحتاج إلى الإخلاص, وهو أن تشعر بأنها تحتل المرتبة الأولى في حياته وأن حاجاتها أكثر أهمية من اهتماماته الأخرى وهى تحتاج إلى الطمأنة بأن تخبردوما بأنها محبوبة.
يتم إشباع هذا الاحتياج لدى المرأة بعمل الرجل على راحتها بدءاً بالعمل على توفير احتياجاتها، وانتهاء بأبسط الأمور عندما يحضر لها كرسياً لتجلس قبل أن يجلس هو.. إلخ.
وأن يستمع إليها دون أن يحكم على ما تقوله بأنه صواب أو خطأ، أن يقبل الاختلاف دون أن يتفق بالضرورة مع ما تقوله.
وتحتاج المرأة أن تشعر بأن زوجها يستمع إليها ويفهمها، ويصغي إليها وإلى مشاعرها وعواطفها، وهناك دورة لكل من قبول المرأة للرجل وتفهم الرجل للمرأة، فكلما تقبلت المرأة زوجها، كلما كان أقدر على الاستماع إليها وتفهمها، وكلما استمع إليها أكثر، كلما زاد تقبلها له .. وهكذا.
2- الحب:
تحتاج المرأة إلى الحب يحمل معه رعايتها وأنه يستمع إليها، وأن مشاعرها تفهم وتقدر وتحترم وطمأنتها أنه يحبها وأنها أهم واحدة فى حياته، وذلك ليس بالأفعال فقط، ولكن بالكلام وتكراره مرة واثنتين وثلاثة وإلى ما لا نهاية. وليس كلمات الإطراء والحب فقط ما تحتاجه المرأة من الرجل، وأنما حاجتها تزيد أكثر لقراءة أحاسيسها وعواطفها دون الحاجة لطلبها ذلك من الرجل، فالعيون قادرة على التعبير ولمسة حنان واحدة تخفض درجة غليان المشاعر، واهتمام أكثر يسبر الأغوار ليفجر ينابيع جديدة من المشاعر والأحاسيس في واحة الحب لتحيا علاقة الحب حياة جديدة.
3- الاحترام:
تفهم مشاعرها واحترامها والتعاطف معها، وعدم مهاجمة هذه المشاعر أو التهوين من شأنها, وأن يعترف بحقوق زوجته عليها وبحقوق المرأة فى المجتمع بشكل عام. حيث تحتاج المرأة أن تدرك أن زوجها يحترمها عندما يعطي أهمية أولى لمشاعرها وحاجاتها ورغباتها وأمانيها وذلك من خلال تذكر المناسبات الهامة لها، والقيام بالأعمال المادية التي تظهر اهتمامه بها كالهدية أو باقة الورد.
فالرجل عليه احترام المرأة، وليكن كما قال النبي صلى الله عليه وسلم (خيركم خيركم لأهله..)، وهكذا يحتاج الرجل إلى التقدير وتحتاج المرأة الى الاحترام, وأن تشعر أنها على رأس أولوياته.