authentication required

خصائص المعلم فى التربية المعاصرة.

إن المعلم في العصر الحديث إتخذ  منعطفاً جديداً لممارساته التربوية والتعليمية مسايراً في ذلك التطور والنهضة الحضارية التي يتمتع بها كثير من المجتمعات ، فالتربية والتعليم لديه لم تكن محدودة الهدف ولم تكن في الوقت نفسه عامل من عوامل الكبت وإضعاف الهمم والطموحات والنفور من المدرسة، وإنما هي على العكس من ذلك حيث يُنفذ المعلم بواسطتها كثيراً من القيم والإتجاهات الحسنة المفيدة للطلاب سلوكياً وتعليمياً وفي جو من الرضا والقناعة والإستقرار النفسي, حتى بات الطالب في ظل هذه الممارسات التي ينتهجها معلم اليوم مع ما تقتضيه التربية الحديثة شخصاً مجرداً من مختلف نواحي الإنحباس والتعقيد والضغوط النفسية، وبهذا يكون المعلم قد انتقل من مفهوم يقوم أساساً على تلقين المعلومات للطلاب إلى مفهوم آخر أعم وأشمل يقتضي العناية بنمو الطلاب وبناء شخصياتهم وتوفير ما أمكن لهم لتحقيق أهدافهم في جو من الثقة والإحترام المتبادل (أبو صواوين، 2010م, ص: 17).

وللمعلم سمات شخصية فريدة، وكفاءة تدريسية ومهنية مميزة، وله إهتمامات إجتماعية وثقافية واضحة, نذكر منها ما يلي:

1- سمات المعلم الشخصية:

-       يتسم بسمات المؤمن الصالح، يلتزم في سلوكه مع الآخرين بالمنهج الإيماني فهو قدوة صالحة لطلابه.

-       يتمتع بحيوية بدنية تؤهله للقيام بوظائفه المختلفة، كما أنه يهتم بمظهره وأناقة ملبسه.

-       محافظ على الوقت، متعود على دقة المواعيد، يتميز بالإنتظام.

-       يحتفظ بتحكم إنفعالي مناسب، واثق من نفسه.

-       ينجز أعماله ومسؤلياته بجدية وإهتمام.

-       يتميز بلباقة في حديثه، يشيع روح المرح بين طلابه.

-       متعاون دائماً مع الآخرين، ويجيد العمل مع الفريق.

-       يتقبل النقد البناء، متفتح الذهن، ويحترم وجهات نظر الغير.

-       قادر على المثابرة وزيادة المعرفة والبحث، مكتسب لقدرات مهارات التفكير العلمي.

-       يتميز بالأمانة الفكرية، دائم البحث عن كل ما هو جديد في مجال عمله.

2- كفاءة المعلم التدريسية:

يجب أن تكون هناك مواصفات خاصة بالمعلم متى ما عمل بها تحقق نوع من المطلوب في تحقيق الكفاءة للمعلم ويشير (زيدان، 1981م ص: 52-54) إلى بعض هذه العوامل والشروط كما يلي:

-       أن يكون متمكناً في مجال تخصصه، فهو واسع الإطلاع في هذا المجال، يقرأ بصورة مستمرة عن الجديد فيه ويشعر طلابه دائماً بعلمه الغزير.

-       أن يكون لديه تخطيط عالي الكفاءة لدروسه، فهو يخطط لدرسه جيداً، وهو لا يدع تلك الدروس تسير بطريقة عشوائية.

-       أن يكون على علم تام بأهدافه التعليمية والتربوية، ويسعى إلى تحقيقها بتفهم ووضوح مباشر، وهو في ذلك متكيف مع حاجات طلابه وإهتماماتهم وكفاياتهم وهو يشارك طلابه في الدرس.

-       أن يكون لديه القدرة على التمهيد الجيد والتهيئة المناسبة للدرس، لإستثارة دافعية الطلاب للتعلم.

-       أن يكون قادراً على تنوع المثيرات التي تجذب الطلاب للدرس.

-       أن يكون ماهراً في إدارة الحوار مع طلابه، ولديه مهارة صياغة وتوجيه الأسئلة ويستخدم المناقشة بمهارة في الدرس.

-       أن يكون على وعي بأهمية الدافعية في التعليم، ولديه مهارة إثارة الدافعية عند طلابه.

-       أن يعمل على تنمية معارف وأساليب تفكير طلابه، ويعمل على تنمية الجوانب الروحية والوجدانية لديهم.

-       أن يكون لديه القدرة على التجديد والإبداع والإبتكار في أساليب تدريسه وفي مناقشاته، وفي استخدامه للوسائل التعليمية، وحث طلابه على هذا التجديد وذاك الإبتكار في عملهم وأفكارهم.

-       أن يكون لديه القدرة على التنوع في طرائق التدريس حسبما يتطلب موضوع الدرس, مما يساعد الطلاب على الاستفادة من الدرس.

-       يراعي الفروق الفردية بين طلابه عند تدريسه، فهو ينوع في أساليب العرض، ويضرب الأمثال المختلفة، ويستخدم وسائل تعليمية مناسبة حتى يحقق أهداف دروسه.

-       أن يكون ملماً بمختلف أنواع الوسائل التي تخدم مادته التي يدرسها، ومصادر هذه الوسائل، وطرق الحصول عليها، وطريقة استخدامها وفوائدها التربوية (شحاته، 2002م, ص: 208).

إن المعلم هو العنصر الفعّال في عملية التعليم، فبمقدار ما يحمل في رأسه من علم وفكر، وما يحمل في قلبه من إيمان برسالته ومحبة لتلاميذه، وما أوتي من موهبة وخبرة في حسن طريقة التعلم يكون نجاحه، وأثره في أبنائه وطلابه وكثيراً ما كان المعلم الصالح عوضاً عن ضعف المنهج وضعف الكتاب، وكثيراً ما كان هو المنهج والكتاب معاً.

(p: 42  Smylie, 2008,).

فالمعلم هو الربان الذي يسخر براعته ومهارته في إيجاد التناسق  والتفاعل الإيجابي بين العوامل التي تؤثر على سير السفينة نحو وجهتها بسهولة ويسر (عبيد، 2006م، ص77).

ولكل مادة دراسية صفات ومواصفات يجب أن تتوافر في معلمها لعل من أهمها الصفات المهنية التخصصية, والتي تتمثل في إدراك المعلم لأهداف مادته العامة والسلوكية، وتمكنه من المحتوى، وإجادة طرق التدريس المناسبة واستخدام التكنولوجيا في التعليم، وإسهامه في نشاطه المهني التخصصي وقدرته على التقويم (عبد السميع، 1985م, ص: 184).

والمعلم في ظل متغيرات العصر لابد وأن يكون قادراً على أن يوظف المعرفة، ويراعي طبيعة الطلاب والفروق الفردية بينهم، ويستخدم طريقة تدريس حديثة ومتنوعة ويستخدم الوسائل التعليمية المناسبة، والنشاط المناسب، ويستخدم تقويم شامل ومتنوع يمتد إلى كل النواحي المعرفية والوجدانية والمهارية. (عبيد، 2006، ص79)

إن المعلم عنصراً أساسياً وحجر الزاوية والحلقة الأقوى في أية عملية تربوية، وهو روح هذه العملية وعصبها المركزي وركنها الأساسي، لأنه ناقل للخبرة والمعرفة والتجربة، ومن خلاله تخرجت بقية المهن الأخرى. كما أنه المسؤول عن إعداد القوى البشرية المؤهلة والمدرّبة لتلبية إحتياجات المجتمع المتنوعة، كما أنه المسئول عن صياغة أفكار الناشئة وتشكيل سلوكهم وتكوين قيمهم ومثلهم، وعن دمجهم في المجتمع الذي يعيشون فيه. وتمتد مسؤولية المعلم أمام المجتمع لتشمل نقل التراث الثقافي والمحافظة على هذا التراث وصيانته، بالإضافة إلى مسؤوليته عن الإسهام في إصلاح المجتمع والإرتقاء به ليتخطى الصعوبات والعقبات التي تحول دون نموه وتقدمه (جروان, 2008م, ص: 14).

وأشارت دراسات تربوية كثيرة إلى وجود علاقة إيجابية بين امتلاك المعلم لعدد من الصفات الشخصية والوظيفية ومدى فاعليته التعليمية. ومن الأهمية التأكد على أنة كلما استطاع المعلم تحصيل هذه الصفات ودمجها فى شخصيته، كلما تمكن من امتلاك أساليب تعليمية مؤثرة وممارسة قدرة توجيهية في العملية التعليمية داخل الفصل وخارجة، ومن ثم إحداث أثر بالغ فى شخصيات الطلبة. أما المعلم فإن سعيه لإمتلاك هذه الصفات ومثابرته لإكتسابها واحدة تلو الأخرى خلال إعداده النظري والعملي يعد مؤشرًا إيجابيًا كافيًا على رغبته في صياغة شخصيته التعليمية وتطوير ذاتيته الإنسانية ومن ثم على العطاء والتأثير التعليمي الفعال.

فالمعلم فى التربية المعاصرة الذي يستطيع أن يقوم بوظائفه المتعددة ينبغي أن يتصف بعدة خصائص, وهى كالتالي:

1- الجانب العقلي والمعرفي:

لما كان الهدف الأسمى للتعليم هو زيادة الفاعلية العقلية للطلبة، ورفع مستوى كفايتهم الإجتماعية، فإن المعلم يجب أن يكون لدية قدرة عقلية تمكنه من معاونة طلبته على النمو العقلي، والسبيل إلى ذلك هو أن يتمتع المعلم بغزارة المادة العلمية، أى أن يعرف ما يعلمه أتم المعرفة، وأن يكون مستوعبًا لمادة تخصصه أفضل استيعاب، ويكون متمكنًا من فهم المادة التي ألغيت عل عاتقة تمكنًا تامًا، وأن يكون شديد الرغبة فى توسيع معارفه وتجديدها، مرن التفكير يداوم على الدراسة والبحث فى فروع المعرفة التى يقوم بتدريسها وملمًا بالطرق الحديثة فى التربية (شوق والسعيد،2001م).

كذلك يحتاج المعلم إلى معرفة طرق ووسائل التعليم وتشمل هذه المعرفة المعلومات النظرية الخاصة بتخطيط التعليم، وتحفيز الطلبة وتشويقهم للتعليم وكيفية توصيل المحتوى الدراسي بإستعمال طرق فعالة ووسائل معينة تيسر تعلم الطلبة، وكذلك إلمامه بالمعرفة الخاصة بإدارة الصف، وتقويم تعلم طلبته، وتوجيههم لمزيد من التعلم (الخميسى، ٢٠٠٠م).

2- الرغبة الطبيعية في التعليم:

فالمعلم الذي تتوافر لدية هذه الرغبة سوف يقبل على طلابه وموضوعية بحب ودافعيه، كما سوف ينهمك فى التعليم فكرًا وسلوكًا وشعورًا. ويشجعه على تكريس جل جهده للتعليم مهنة اختارها عن رغبة ذاتية يشبع من خلالها حاجات إنسانية واجتماعية لديه، ويحقق من خلاله ذاته الإجتماعية والمهنية فيسعى للتعاون والإبتكار لصالح المهنة كذلك أن يحرص علي حضور الدورات التدريبية والإستفادة منها في مجال عمله وبذلك ينمو مهنيًا ويتقدم علميًا.

3- الجانب النفسي والإجتماعي:

إن المعلم الكفء هو الذى يتمتع بمجموعة من السمات الإنفعالية والإجتماعية، ومن أبرز هذه السمات أن يكون متزنًا فى انفعالاته وفى أحاسيسه، ذا شخصية بارزة ، محبًا لطلبته، ملتزمًا بآداب المهنة، وأن يكون واثقًا بنفسه، وأن يحترم شخصية طلبته، حازمًا معهم، وأن يتصف بالمهارات الإجتماعية لأن المجتمع المدرسي مجتمع إنساني يقوم على التفاعل الإجتماعى بين أعضائه من طلبه ومعلمين وإداريين وموجهين وأولياء الأمور ويفرض هذا الواقع على المعلم التعاون معهم جميعًا والمحافظة على علاقات إيجابية فعالة (الناقة, وأبو ورد, 2009م).

كذلك أن يتميز بالموضوعية والعدل فى الحكم ومعاملة الطلبة والبعد عن الإنحياز والنظرة الشخصية سواء فى تعامله اليومي مع الطلبة، أو فى حكمة على نتائج تعلمهم وعلى إنجازاتهم أو إخفاقاتهم، حتى يشعر الطلبة أنة في يد أمينة، كذلك أن يتميز بالموضوعية في تعامله مع موجهه الفني وأن يتقبل توجيهاته وإرشاداته بصدر رحب، وعقل مفتوح ولا ينظر إليهاعلي إنها إهانة موجهة لشخصه أو فيها إنتقاص من قدره، لأن هذه النظرة تحول بينه وبين نموه المهني وتحد من درجة تقدمه وفاعليته في مهنته (طعيمة، ٢٠٠٤م). كذلك أن يتحلى بالصبر والتسامح وطول البال حتى يتحمل القيام بدوره ومهامه من منظور الرسالة التربوية الجديرة بالتحمل والصبر على صعوباتها وتحدياتها.

4- الجانب التكويني:

مهنة التعليم مهنة شاقة تقتضى بذل جهد كبير، فالصحة المناسة والحيوية الجسمية تمثل شروطًا هامة لتحقيق ناجح ومفيد، كذلك يتطلب من المعلم أن يكون واضح الصوت وأن يغير فى نبراته ودرجة صوته حتى يوفر الإنتباه الدائم من المتعلمين وحتى يتجنب الرتابة التي تؤدى إلى الملل وتشتيت الانتباه، كما يجب على المعلم أن يحافظ علي مظهره الخارجي لما له من دور كبير في تقليد الطلبة له واحترامهم له (الناقة, وأبو ورد, 2009م)

ahmedkordy

خدمات البحث العلمي 01009848570

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 12560 مشاهدة
نشرت فى 22 سبتمبر 2014 بواسطة ahmedkordy

أحمد السيد كردي

ahmedkordy
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

30,760,997

أحمد السيد كردي

موقع أحمد السيد كردي يرحب بزواره الكرام free counters