<!--[endif]--><!--[if !mso]-->
<!--[endif]-->

عنوان المداخلة:

دور المنظمات الريادية في تحقيق المسؤولية الاجتماعية

<!--[if !mso]-->
<!--[endif]--><!--<!--[if !vml]-->


من إعداد:

د. إيثار عبد الهادي الفيحان – جامعة بغداد

أ. كلثوم ألبز – المركز الجامعي بالبويرة

المستخلص:

     تؤدي الريادة دوراً هاماً في الاقتصاديات العالمية كونها من ابرز محركات النمو الاقتصادي، من خلال إنشاء منظمات أعمال محلية فاعلة تساهم في التطور المحلي، عن طريق توفير فرص العمل وزيادة العوائد، قصد تفعيل دورها في تعزيز مفهوم المسؤولية الاجتماعية اتجاه الأفراد والمجتمع. تضمن البحث مفهوم الريادة والريادي وخصائصه ودوافعه ووظائفه، مفهوم المسؤولية الاجتماعية وأبعادها، كذلك ريادة المنظمة. إضافة إلى مفهوم وابعاد ومجالات المسؤولية الاجتماعية ، كذلك أدوار النظمات الريادية في تعزيز المسؤولية الاجتماعية.

Abstract:

     The Entrepreneurship has the importance role in global economies because it’s the biggest driver of economic growth، through establish active local business organizations which contribute to local development by increase the job opportunities, and returns.  This research contents the concept of entrepreneurship and entrepreneur characteristics, with his functions، also the corporate entrepreneurship. In addition the concept, dimensions and scopes of social responsibility. As wall as the roles of the entrepreneurship organizations in enhancing the social responsibility. 

مقدمة:

     تمثل الريادة النشاط الذي ينشأ ويدير منظمة جديدة من أجل استثمار فرصة مبتكرة ومتفردة، وهذا ما يطلق عليه بالريادة الخارجية، كما تكون الريادة ضمن المنظمة القائمة وتمثل عندها مغامرة جديدة من خلال إيجاد أعمال جديدة أو إعادة التجديد الاستراتيجي فيها وهذا ما يدعى بالريادة الداخلية أو ريادة الشركة. وقد أصبحت ريادة الشركة وسيلة حيوية للمنظمات القائمة كي تستمر في اكتشاف واستثمار الفرص من أجل تحرك المنظمات والأفراد  إلى حالة جديدة من الوجود، ولا سيما بعد أن ازدادت حاجة المنظمات لتكون أكثر مبتكرة من أجل البقاء وتسريع النمو في بيئة عالمية شديدة التنافس والتغير الحركي وزيادة مستوى اللاتأكد.

 - المشكلة:

يحاول البحث الإجابة عن التساؤل الأتي:

 " فيما يتمثل دور المنظمات الريادية في تحقيق المسؤولية الاجتماعية، وما هي انعكاسات ذلك على سلوك المستهلكين والمجتمع ؟ "

     وذلك باعتماد المنهج الوصفي التحليلي, الذي يقوم على أساس الوصف المنظم للحقائق والخصائص المتعلقة بالمشكلة المحددة.

- الأهداف: 

- تأطير مفاهيمي لمفهوم الريادة ورياديو الأعمال.

- التركيز على ريادة الشركة بشقيها الداخلي والخارجي.

- إظهار دور منظمات الريادية في إرساء مبادئ المسؤولية الاجتماعية.

- الأهمية:  

     تتجلى أهمية البحث من خلال ربطه بين دور المشروعات الريادية ومستوى تحقيق المسؤولية الاجتماعية، والدعم المناسب لنشوئها وتطورها وبين تحسين أوجه التنمية المختلفة لا سيما الاقتصادية والاجتماعية.

 

- الفرضية:

     " يساهم وجود المشروعات الريادية في تعزيز المسؤولية الاجتماعية بالمنظمات "

أولا/الريادة والريادي: المفهوم، الأبعاد، الوظائف

 1- مفهوم الريادة:

     ارتبط مصطلح الريادة (Entrepreneurship)  منذ منتصف القرن الثامن عشر بمفهوم الريادي، والذي ترجع جذوره إلى الاقتصاد الفرنسي. إذ يقصد بالكلمة الفرنسية (Entrepreneur)، ذلك الفرد الذي يتولى (Undertakes) مشروع أو نشاط مهم. (1) ويعنى في مضمون الأعمال بمصطلح (Undertake) هو بدء الأعمال. وفي قاموس (Webster) يمثل الريادي (Entrepreneur) ذلك الفرد الذي ينظم ويدير ويتحمل مخاطر الأعمال أو المشروع. (2) وقد مثل الرياديون الأفراد التواقون للثروة الذين يتخذون المخاطرة ويصنعون القرار لإدارة الموارد بطرائق غير مألوفة لاستثمار الفرص وبذلك أصبحوا قادة الصناعة في العالم.

     فيما أشار(Robert Hisrich) إلى الريادة بكونها عملية تكوين شيء ما مختلف ذو قيمة عن طريق تكريس الوقت والجهد الضروري، بافتراض مخاطر مالية وسيكولوجية واجتماعية مصاحبة، وجني العوائد المالية الناتجة، إضافة إلى الرضا الفردي. وبعبارة أخرى أنها: "عملية خلق القيمة عن طريق استثمار الفرصة من خلال موارد متفردة" (3)

يتكون مفهوم الريادة من ثلاثة أبعاد وهي كالتالي: (4)

<!--الأبتكارية (Innovativeness): وتمثل الحلول الإبداعية غير المألوفة لحل المشكلات وتلبية الحاجات، والتي تأخذ صيغا من التقنيات الحديثة.

<!--المخاطرة (Risk): وهي مخاطرة عادة ما تحتسب وتدار، وتتضمن الرغبة لتوفير  موارد أساسية لاستثمار فرصة مع تحمل المسؤولية عن الفشل وكلفته.

<!--الأستباقية (Proactiveness): وتتصل بالتنفيذ مع العمل في أن تكون                                                  الريادة مثمرة.

فيما تتكون العملية الريادية كالأتي:

-       <!--[endif]-->الفرصة.
-       <!--[endif]-->المخاطرة.
-       <!--[endif]-->الابتكار الذي يخلق الفرصة.
-       <!--[endif]-->الريادي الذي يدرك الفرصة.
-       <!--[endif]-->الموارد التي تستثمر الفرصة وتنشأ المنظمة الجديدة أو تطور القائمة.

وبذا تمثل الريادة "السلوك المتوجه للحركية واتخاذ المخاطرة والإبداع والنمو" (5)

2- الريادي: المفهوم والوظائف  

     تدعى العملية التي تكون المشروع بالريادية، والفرد الذي يبدأ المشروع بالريادي، فيما يمثل المشروع مخرجات الاثنين (الريادية والريادي). وتنجم الريادية كعملية عن فعل الريادي الذي يؤسس ويبدأ مغامرته الخاصة، ذلك الفرد الذي يخلق أعمال جديدة في مواجهة المخاطرة وعدم التأكد من أجل تحقيق الربح والنمو عن طريق تحديد الفرص المهمة والحصول على الموارد الضرورية لاستثمارها، فالكثير من الأفراد لديه أفكار عظيمة إلا أنه لا يحققها كما يفعل الريادي. (6) في حين يدور السلوك الريادي حول كيفية استثمار الفرصة. لذا يوصف الريادي بأنه الشخص الذي يستثمر الفرصة في مواقف خطرة. (7)

    ولا يصنع الريادي قراراً عقلانياً في بعض الأحيان وإنما يعتمد على الحدس والبديهية الصحيحة، وهذا ما يميز جودة أداء الريادي عن غيره. (8) ويقابل الريادي المستكشف (Prospector) أي الباحث بشكل مستمر عن الفرص الجديدة في النموذج (Miles and Snow).(9)

     ويمكن التفرقة بين ثلاثة أنواع من القادة تحتاجهم المنظمة خلال أوقات مختلفة من مراحل تطورها وهم: (10)  

<!--المبتكرون: ويمثلون الحالمون الذين ينشئون النموذج الأصلي، ويخترعون ما هو أبعد منه ولا يهتمون بالعوائد المالية.

<!--الرياديون: وهم البناة الذين يحولون النموذج الأصلي إلى تركيز مستمر، وتكون القابلية المالية هي الوجه الأكثر أهمية لعملهم.

<!--المدراء المهنيون: وهم الأمناء (Trustees) الذين يضمنون المستقبل عن طريق إنشاء وضمان الأنظمة والبنية التحتية اللازمة من أجل استمرار التركيز المستمر. 

 

وقد اختصر (Sethi) خصائص الريادي بوظائف ثلاثة أساسية: (11)

<!--صانع القرار تحت ظروف عدم التأكد: إذ ينبغي توقع المخاطرة عند صنع القرار في بيئة غير مؤكدة.

<!--المبتكر: يستند الابتكار(Innovation) إلى تطبيق المعرفة لإنتاج منتجات أو عمليات جديدة، فيما يرتكز الإبداع (Creativity) على إيجاد المعرفة الجديدة التي تتجسد في الاختراع.

ج- المنسق: إذ يتم بناء المنظمة منذ البدء والعمل على أن تنمو.

    فيما اعتبر المنظور الـ (Schumpeterian) بأن وظائف الريادي تنحصر في كل من الابتكار والنمو. (12)

ثانيا/أنواع ريادة المنظمة:

     عرّف كل من (Sharma and Chrisman) ريادة المنظمة (Corporate Entrepreneurship) بأنها: "العملية التي ينشأ بموجبها الفرد أو مجموعة من الأفراد المتواجدين ضمن منظمة قائمة، منظمة أخرى جديدة أو إعادة تجديد أو ابتكار داخل المنظمة القائمة" (13) وتصف الريادة السلوك الريادي داخل المنظمة القائمة. وقد صنف كل من (Guth and Ginberg) ريادة المنظمة إلى خيارين إستراتيجيين هما: (14)

أ - مخاطرة المنظمة: وتمثل إحدى وسائل إعادة التجديد الإستراتيجي، وتتضمن إيجاد أعمال جديدة ضمن المنظمات القائمة، قد ينجم أو لا ينجم عنها إعادة تجديد إستراتيجي. وبذا فأنها تنصرف إلى الريادة الخارجية.

ب - إعادة التجديد الإستراتيجي: وينتج في إعادة تجديد أو تحول تنظيمي للمنظمة القائمة من أجل تحقيق ثروة جديدة من توليفة مبتكرة للموارد عن طريق إعادة تركيز تنافسية الأعمال، أو إحداث تغييرات أساسية في التسويق، أو إعادة توجيه تطوير المنتج، أو إعادة تشكيل العمليات. ويدعى هذا النوع بـ "الريادة الإستراتيجية" (15) وينصرف مفهومها إلى الريادة الداخلية (Intrapreneurship).

 

ثالثا/المسؤولية الاجتماعية: المفهوم والأهمية، الأبعاد، مجالات تطبيقها

1- مفهوم المسؤولية الاجتماعية وأهميتها:

     لقد تطور مفهوم المسؤولية الاجتماعية بشكل ملحوظ منذ أن بدأ يأخذ مكانا عام 1950, حتى أصبح يظهر جليا في العقد الأخير, بحيث بدأت منظمات الأعمال في إظهار مسؤولياتها الاجتماعية بشكل أكثر جدية في إدارة إستراتيجياتها والتقارير الاجتماعية لأصحاب المصالح فضلا عن إبرازها عبر مسميات مختلفة إذ تشير جميعها إلى المسؤولية الاجتماعية منها: المساءلة الاجتماعية (Corporate Accountability), الأخلاق التنظيمية (Corporate Ethics), المواطنة التنظيمية (Corporate Citizenship), والالتزامات التنظيمية (Corporate Obligations).   

     عرف البنك الدولي مفهوم المسؤولية الاجتماعية للمنظمات على أنها: "التزام أصحاب النشاطات التجارية بالمساهمة في التنمية المستدامة من خلال العمل مع موظفيهم وعائلاتهم والمجتمع المحلي والمجتمع ككل لتحسين مستوى معيشة الناس، بأسلوب يخدم التجارة ويخدم التنمية في آن واحد" (16)

     كما عرفت الغرفة التجارية العالمية المسؤولية الاجتماعية على أنها: "جميع المحاولات التي تساهم في تتطوع الشركات لتحقيق تنمية بسبب اعتبارات أخلاقية واجتماعية. وبالتالي فإن المسؤولية الاجتماعية تعتمد على المبادرات الحسنة من الشركات دون وجود إجراءات ملزمة قانونيا" (17)

     ويرى (الغالبي والعامري) بأنها: "عقد بين المنظمة والمجتمع تلتزم بموجبه المنظمة بإرضاء المجتمع وبما يحقق مصلحته وينظر لها على أنها التزام من قبل المنظمة تجاه المجتمع الذي تعيش فيه من خلال قيامها بكثير من الأنشطة الاجتماعية مثل محاربة الفقر ومكافحة التلوث وخلق الكثير من فرص العمل وحل الكثير من المشاكل (المواصلات، الإسكان، الصحة) وغيرها من الخدمات" (18)

تعرفها جمعية الإداريين الأمريكيين بأنها: "استجابة إدارة الشركات إلى التغير في توقعات المستهلكين والاهتمام العام بالمجتمع والاستمرار بانجاز المساهمات الفريدة للأنشطة التجارية الهادفة إلى خلق الثروة ألاقتصادية" (19)

     وقد أكد العديد من الباحثين على أهمية الاستثمار في المجالات المختلفة للمسؤولية الاجتماعية مثل الأعمال الخيرية, بحيث أصبحت تعد إستراتيجية كونها تجلب منافع كثيرة للمنظمة كزيادة المبيعات أو تعزيز الصورة الذهنية.

     وتؤكد العديد من الدراسات التي أجريت في بيئات مختلفة على أهمية المسؤولية الاجتماعية, ومن هذه الدراسات دراسة أجريت في الولايات المتحدة الأمريكية في سنة 2006 حيث أظهرت أن ما مقداره 2.3 تريليون دولار من أصل 24 تريليون دولار كانت قد استثمرت في الشركات التي أظهرت نسبة عالية ضمن مقياس المسؤولية الاجتماعية.                

     وقد أكد (Poon and al) بأن الابتكار والإبداع لهما دور كبير في ترسيخ الصورة الذهنية, ولكنهما لا يكفيان لضمان النجاح, لذلك فقد ازداد الاهتمام بما إذا كانت هذه المنظمات تحمل سجلا تاريخيا في المسؤولية الاجتماعية أم لا. لذلك فقد أضاف هذا المعيار الاجتماعي عبئا آخر على المنظمات بحيث أدخلت هذا البعد في استراتيجياتها وقراراتها. وقد حدد (Turban and Greening) مجموعة من فوائد المسؤولية الاجتماعية، فبالإضافة إلى الأداء المالي الأفضل, والزيادة في حجم المبيعات, فان لها أثرا ايجابيا على الصورة الذهنية للمنظمة لدى المستهلكين.

     من خلال ما سبق يمكن القول بأن مفهوم المسئولية الاجتماعية للمنظمات يعنى تصرف هذه الأخيرة على نحو يتسم بالمسئولية الاجتماعية والمساءلة, ليس فقط أمام أصحاب حقوق الملكية ولكن أمام أصحاب المصلحة الأخرى بمن فيهم الموظفين والمستهلكين والحكومة والشركاء والمجتمعات المحلية والأجيال القادمة. ويعد مفهوم المساءلة مكونا رئيسيا من مكونات المسئولية الاجتماعية للمنظمات، كما تعتبر التقارير الدورية للمسئولية الاجتماعية التي تقدمها هذه المنظمات أداة تسعى عن طريقها لطمأنة أصحاب المصلحة بأنها تعنى باستمرار بما يشغلهم على نحو استباقي وابداعى عبر كل ما تقوم به من عمليات. وتتضمن تلك التقارير السياسات وإجراءات القياس والمؤشرات الرئيسية للأداء والأهداف في المجالات الرئيسية لنشاط المنظمات.

2- أبعاد المسؤولية الاجتماعية:

     لقد اجمع العديد من الباحثين على أن منظمات الأعمال تمارس عددا من المسؤوليات الاجتماعية والتي تنحصر ضمن تصنيفين هما: الأخلاقية, والإنسانية تجاه المجتمع المحلي, والموظفين, والعملاء, والموردين, والبيئة, والمساهمين...الخ، وتعتبر المسؤولية الأخلاقية مسؤولية إلزامية وتتعدى في كونها الإيفاء بالالتزامات القانونية والاقتصادية. ومن هذا المنطلق بين (Pride and Ferrell) أبعاد المسؤولية الاجتماعية والمتمثلة فيما يلي: (20)

أ- المسؤولية الإنسانية: أي أن تكون المنظمة صالحة، وأن تعمل على الإسهام في تنمية وتطوير المجتمع، وأن تعمل على تحسين نوعية الحياة.

ب- المسؤولية الأخلاقية: بمعنى أن تكون المنظمة مبنية على أسس أخلاقية، وأن تلتزم بالأعمال الصحيحة، وأن تمتنع عن إيذاء الآخرين.

ج- المسؤولية القانونية: أي أن المنظمة يجب أن تلتزم بإطاعة القوانين، وأن تكسب ثقة الآخرين من خلال التزامها بتنفيذ الأعمال الشرعية وعدم القيام بالأعمال المخلة بالقانون.

د- المسؤولية الاقتصادية: ويقصد بها أن تكون المنظمة نافعة ومجدية اقتصاديا، وأن تحاول جاهدة توفير الأمان للآخرين.

3- مجالات تطبيق المسؤولية الاجتماعية:

     يعتبر المجتمع المحلي، إضافة إلى البيئة الداخلية للمنظمة الريادية، مجالات مهمة لتطبيق مفهوم المسؤولية الاجتماعية، إذ تتطلع إلى تجسيد متانة العلاقات وتعزيزها, الأمر الذي يتطلب منها مضاعفة نشاطاتها اتجاه المجتمع, من خلال بذل المزيد من الرفاهية العامة والتي تشمل: المساهمة في دعم البنية التحتية, إنشاء الجسور والحدائق, المساهمة في الحد من مشكلة البطالة، دعم بعض الأنشطة مثل الأندية الترفيهية, احترام العادات والتقاليد, دعم مؤسسات المجتمع المدني, تقديم العون لذوي الاحتياجات الخاصة من خلال تقديم الدعم المادي لهم, هذا بالإضافة إلى الدعم المتواصل للمراكز العلمية كمراكز البحوث والمستشفيات. وعادة ما ينظر إلى مسؤولية المنظمة تجاه المجتمع المحلي من زوايا مختلفة, فقد تشمل رعاية الأعمال الخيرية, الرياضة والفن, التعليم وتدريب المؤسسات, وإقامة المشاريع المحلية ذات الطابع التنموي. بالإضافة إلى المجتمع المحلي، تغطي المسؤولية الاجتماعية مجالات مختلفة نوضحها في الجدول رقم (1):  

الجدول (1): مجالات المسؤولية الاجتماعية

المجال

بعض ما يجب أن تدركه المنظمة الريادية من دور اجتماعي تجاهه

المالكون

حماية أصول المنظمة، تحقيق أكبر ربح ممكن، رسم صورة جيدة للمنظمة، تعظيم قيمة السهم والمنظمة ككل، زيادة حجم المبيعات.

العمال

عدالة وظيفية، رعاية صحية، رواتب و أجور مدفوعة، إجازات مدفوعة، فرص تقدم وترقية، تدريب مستمر، إسكان للعاملين و نقلهم، ظروف عمل مناسبة.

المستهلكون

أسعار مناسبة، الإعلان الصادق، منتجات آمنة و بنوعية جيدة، إرشادات بشان استخدام المنتج ثم التخلص منه أو من بقاياه.

المنافسون

معلومات صادقة، عدم سحب العاملين من الآخرين بوسائل غير نزيهة، منافسة عادلة ونزيهة.

الموردون

أسعار عادلة، الاستمرارية في التجهيز، تسديد الالتزامات المالية والصدق في التعامل.

البيئة

التشجير وقيادة المساحات الخضراء، المنتجات غير الضارة، الحد من تلوث الماء والهواء والتربة، الاستخدام الأمثل للموارد وخصوصا غير المتجددة منها.

الحكومة

الالتزام بالقوانين، إعادة التأهيل والتدريب، تكافؤ الفرص بالتوظيف، حل المشكلات الاجتماعية، تسديد الالتزامات الضريبية.

جماعات الضغط

التعامل الصادق مع الصحافة، احترام أنشطة جماعات حماية البيئة، التعامل الجيد مع جمعيات حماية المستهلك، احترام دور النقابات العمالية والتعامل الجيد معها.

المصدر: محمد الصيرفي، مرجع سبق ذكره، ص ص: 70-72.

رابعا/فوائد تبني المنظمات الريادية لمفهوم المسؤولية الاجتماعية

     أشارت العديد من الدراسات إلى الفوائد المتزايدة التي جنتها المنظمات الريادية جراء تبنيها للمسؤولية الاجتماعية في عملها، ضمن إستراتيجيتها التنظيمية، استجابة للضغوط والتحديات الداخلية والخارجية التي واجهتها تلك المنظمات. ومن أهم فوائد تطبيق المسؤولية الاجتماعية نجد ما يلي: (21)

أ – الفوائد التي حققتها المنظمات الريادية بالنسبة لها:

<!--إنتاجية عالية للعمال    

<!--رضا المستهلكين

<!--تحسين سمعة المنظمة وبالتالي زيادة مبيعاتها

<!--ارتفاع قيمة أسهم المنظمة

<!--ولاء أكبر للعمال

<!--انخفاض عدد الدعاوى القضائية

ب -  الفوائد التي حققتها المنظمات الريادية بالنسبة للمجتمع:

<!--تعزيز الحقوق الأساسية (الصحة، التعليم، حقوق العمال،...الخ)

<!--المساهمة في التطوير والتنمية

<!--حماية البيئة والحفاظ على الثروات الطبيعية

خامسا/أدوار المنظمات الريادية في تحقيق المسؤولية الاجتماعية

     تتمثل أدوار المنظمات الريادية في نشر وتحقيق المسؤولية الاجتماعية من خلال ثلاثة اتجاهات كما يلي: (22)

أ - المساهمة المجتمعية التطوعية: ويلقى هذا المجال معظم الاهتمام في الدول التي يكون فيها الحوار حول المسؤولية الاجتماعية للشركات حديثا نسبيا. ومن الممكن أن يتضمن ذلك الهبات الخيرية وبرامج التطوع والاستثمارات المجتمعية طويلة الأمد في الصحة أو التعليم أو المبادرات الأخرى ذات المردود المجتمعي. ويلتزم عدد من الشركات متعددة الجنسيات بالتبرع بنسبة 1% من أرباحها قبل خصم الضرائب لخدمة القضايا المجتمعية. ويمكن للشركات متعددة الجنسية إنشاء مؤسسات بمبالغ وقفية كبيرة وتقديم منح للمنظمات الدولية غير الهادفة للربح والعاملة في الدول النامية.

ب - العمليات الجوهرية للأعمال وسلسلة القيمة: غالبا ما تكون رؤية وقيادة الأفراد والمنظمات الوسيطة ضرورية لإدخال المسؤولية الاجتماعية للمنظمات. وتستطيع أي منظمة من خلال التفاعل النشط مع عمالها، تحسين الظروف والأوضاع وتعظيم فرص التنمية المهنية. ومن ذلك تطبيق إجراءات لتقليل استهلاك الطاقة والمخلفات. وتستطيع المنظمات الريادية أن تكفل صدق وسهولة الاتصالات مع عملائها. ومن ناحية تأثيراتها غير المباشرة عبر سلسلة القيمة ومواثيق الشرف في تدبير الاحتياجات وبرامج بناء القدرات، وتستطيع كذلك مساعدة مورديها وموزعيها على تحسين أداء قوة العمل والحد من الضرر البيئي.

ج - حشد التأييد المؤسسي وحوار السياسات والبناء المؤسسي: على الصعيد الداخلي تضع قيادات المسؤولية الاجتماعية للمنظمات الريادية الرؤية وتهيئ المناخ العام الذي يساعدها في تحقيق التوازن المسئول بين المتطلبات المتعارضة لزيادة الأرباح ومبادئ المسؤولية الاجتماعية. أما على الصعيد الخارجي فان كثيرا من رؤساء مجالس الإدارات وكبار المديرين يقودون مشاركة الأعمال في قضايا التنمية بمفهومها الأوسع ويؤيدون المبادرات الخاصة بأنشطة المسؤولية الاجتماعية وغيرها من المبادرات.

خاتمة:

     لم يعد تقييم منظمات الأعمال يعتمد على ربحيتها فحسب، ولم تعد تلك المنظمات تعتمد في بناء سمعتها على مراكزها المالية فقط، فقد ظهرت مفاهيم حديثة تساعد على خلق بيئة عمل قادرة على التعامل مع التطورات المتسارعة في الجوانب الاقتصادية والتكنولوجية والاجتماعية عبر أنحاء العالم. وكان من أبرز هذه المفاهيم مفهوم المسؤولية الاجتماعية. وقد أصبح دور المنظمات الريادية محورياً في عملية التنمية، وهو ما أثبتته النجاحات التي تحققها الاقتصاديات المتقدمة في هذا المجال، وقد أدركت المنظمات الريادية أنها غير معزولة عن المجتمع، وتنبهت إلى ضرورة توسيع نشاطاتها لتشمل ما هو أكثر من النشاطات الإنتاجية، مثل هموم المجتمع والبيئة، وإلى ضرورة الأخذ بعين الاعتبار الأضلاع الثلاثة التي عرّفها مجلس الأعمال العالمي للتنمية المستدامة وهي النمو الاقتصادي والتقدم الاجتماعي وحماية البيئة. ومن خلال ما سبق يمكن القول بأن الفرضية المتمثلة في ما يلي: "يساهم وجود المشروعات الريادية في تعزيز المسؤولية الاجتماعية بالمنظمات" صحيحة حسب ما تم التطرق إليه سابقا.

 

تمثلت توصيات البحث في ما يلي:

1- توضيح مفهوم المسؤولية الاجتماعية لدى العمال والإطارات في المنظمات الريادية، وتنميتها: ويقصد بها تحديد المعايير الذاتية الداخلية التي تتصل بالولاء والانتماء ويقظة الضمير تجاه فعاليات العمل، أي كل ماله علاقة بالمفاهيم والقيم الأخلاقية للفرد التي ينبغي أن يلتزم بها من أجل النهوض بالمنظمة ربحيا وماديا وثقافيا. 

 2- وضع ضوابط وأسس إجرائية لقواعد المسؤولية الاجتماعية، تتمثل في: إرشاد ممارسيها وتوعيتهم بفاعلية سلوكهم الخلقي تجاه المنظمة، المجتمع، والبيئة، والحلول الواجبة الإتباع فيما يعترضهم من مشكلات حيال قيامهم بأعمالهم. 

 3- تفعيل دور جمعيات حماية البيئة وجمعيات حماية المستهلكين ودعمها ماديًا ومعنويًا، على أنها هيئات ذات صفة اعتبارية ولديها الصلاحية في إقرار معايير الممارسات المثالية العليا وتطبيقها على أصحاب المهنة بما يحقق إعادة تأهيل العمال في المنظمات الريادية، وتحديد القيام بأدوارهم.

  4-  تطوير مفهوم الأخلاقيات المهنية كحقل رئيسي من تخصص المسؤولية الاجتماعية. يتناول الأسس والمنهجية النظرية لطبيعة الأخلاقيات المهنية للممارسين وكيفية تتبعها والمشكلات التي تعترض واقع العمل فيه، بجانب الحلول المختلفة التي يمكن اللجوء إليها.

 5 - قيام المنظمات الريادية والشركات الكبرى الاقتصادية منها والسياسية بإصدار مدونات أخلاقية تكون مرشدًا وموجهًا لقرارات المديرين وسلوك العمال في المسؤولية الاجتماعية، في مجالات عمل هذه المنظمات بما يضمن الموازنة والكفاءة والأخلاقيات ومصالح الأطراف المختلفة، هذا إلى جانب العمل المشترك مع مؤسسات المجتمع المدني، من أجل إصدار مدونات أخلاقية لأخلاقيات المسؤولية الاجتماعية.

 6-  اهتمام المنظمات الريادية والمؤسسات الاقتصادية باختبار المديرين والممارسين على أساس متوازن من الكفاءة والخصائص الأخلاقية، بما يضمن أن يكونوا مصدرًا لتعزيز سمعة ومكانة المنظمة، وضمن ذلك يكون الاهتمام بتدريب العمال في مجال المسؤولية الاجتماعية.

 7-  لابد أن يتغير مفهوم العلاقات العامة بالمنظمة بحيث تكون مسئوليتها الأساسية أنها مصدر رئيسي لاحتياجاتهم وأن تكون جزءًا حيويًا وشريانًا للمؤسسة وأنها تعبر عن القيم والمسئولية الاجتماعية والأخلاقية للمجتمع.

8- ضرورة تدريس أبعاد أخلاقيات الإدارة والمسؤولية الاجتماعية في أقسام وكليات إدارة الأعمال والاقتصاد المختلفة، وتدريب الطلاب عليها بحيث تصبح مفاهيم المسؤولية الاجتماعية ومواثيق الشرف ليست مجرد مبادئ مثالية وإنما أساسًا للوصول إلى ممارسة جيدة تخدم المجتمع وترفع درجة المصداقية والنزاهة نحو الجميع.

9- وجود نقابة مهنية للمسؤولية الاجتماعية تدافع عن مبادئها وتضع لها دساتير وقوانين ترشد المهنيين وتوجههم وتحدد لهم مالهم وما عليهم وأن تكون هناك لجنة للقيم والأخلاق بالاتحاد المهني لإدارة الأعمال والتجارة.  


<!--[endif]-->

(1)   Jyotsna Sethi, "Lesson – 1: Entrepreneur & Entrepreneurship",(2005), p 5.

(2)  Quick MBA, "Entrepreneurship", (Internet Center for Management & Business Administration, inc, 2007), p 1.

(3) - Jose Dornelas, Sergio Postigo, Dante Martineli, Debbie Setuai, "Corporate Entrepreneurship: The case of Brazil & Argentina", ( www.icesi.edu.co/ciela/anteriores/Papers/emcor/2.pdf, 2003), p 2.

   - Manuel  Eduardo, "e- Entrepreneurship", (Munich Personal RePEe Archive, 2009), p 3.

(4) Michael Morris, Terry Noel& Minet Schindehutte, "Entrepreneurial and the need for Management Control: Efficiency vs. Effectiveness ", (Second Annual USASBE/SBIDA, Joint National Conference in Orlando, Florida, Feb: 7-10:2001), p p 3- 4.  

(5)  A Strategic Management & Entrepreneurship,  http://media.wiley.com/product_data/excerpt/53/04712305/0471230553-1.pdf, (2003), p 98.

(6) Thomas W. Zimmerer & Norman M Scarborough, "Essentials of Entrepreneurship & Small Business Management"، (4th éd، Pearson Prentice Hall, New Jersey, 2005), p 3.

(7) A Strategic Management & Entrepreneurship, op.cit, p 98.

(8) Richard Swedberg, , "Rebuilding Schumpeter's Theory of Entrepreneurship", (Conference on Marshall, Hitotsubashi University, Japan, 2007), p 10.

(9) Joao Ferreira, "Corporate Entrep

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 2459 مشاهدة
نشرت فى 28 مايو 2013 بواسطة ahmedkordy

أحمد السيد كردي

ahmedkordy
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

29,722,485

أحمد السيد كردي

موقع أحمد السيد كردي يرحب بزواره الكرام free counters