مروة علاء الدين نشر في أكتوبر يوم 28 - 11 - 2010

 مصرس

انتشرت مؤخراً جمعيات لتوظيف الشباب من خلال استقبال عروض من الشركات عن الوظائف الشاغرة، وطلبات من الشباب الراغب فى العمل، حيث يتم تدريب الشباب وتأهليهم بحسب الوظائف التى تبحث عنها الشركة وفق شروطها المطلوبة كما انتشرت مواقع لتوظيف الشباب على الإنترنت وتحظى بنسبة متابعة كبيرة من الباحثين عن فرص عمل.. عدد من الخبراء أشاد بالتجربة لحل أزمة البطالة، بينما حذر آخرون من خطورة النصب والتلاعب بأحلام الشباب.. «أكتوبر» تفتح هذا الملف الشائك.


ومن هذه التجارب مشروع التوظيف الذى أقامته جمعية «أفق للتنمية البشرية» وبدأت فكرته بتأهيل الشباب للوظائف من خلال تدريبهم حسب شروط الشركة التى تطلب موظفين، وعن المشروع يقول وليد شعراوى مدير عام الجمعية: إذا احتاجت أى شركة عمالة جديدة فإنها تقوم بعمل إعلان ثم يجرى اختبار للمتقدمين، ويتم تدريب المختارين على هذا العمل ومن هنا جاءت الفكرة فى تغيير شكل مسار عملية التوظيف، ففى الوقت الذى تحدد فيه الشركة الشروط التى ترغب فى توافرها فى المتقدمين مثل السن والمؤهل والمهارات تقوم الجمعية بتأهيل بعض الشباب بالمؤهلات التى تطلبها كل شركة لتوفير الوقت والجهد الذى تبذله الشركة فى مقابل توفير فرص عمل للشباب.


وأضاف: إنه على هذا الأساس بدأ العمل فى تفعيل الفكرة وكانت البداية مع كيانات صغيرة حتى تم تفعيلها إلى مستوى أكبر وأكد شعراوى أن الهدف من المشروع هو الجانب الخدمى وليس الربحى، موضحاً أنهم قاموا بالاتصال ببعض الشركات لعرض الفكرة عليهم فتقبلها البعض ورفضها آخرون، فى حين كان لدى البعض قبول مبدئى.


وعن حقوق الشباب المهنية قال إن أول شىء يتهم به هو الضمانات المقدمة للشباب من راتب وتأمين صحى وساعات العمل والتى يتم عرضها على الشباب وبعد الموافقة عليها يتم توثيقها بشكل رسمى بضمان حق الشاب فيما بعد.

أما عن التكلفة فيقول: إن التكلفة مقسمة بين الشركة والشباب ففى حين تتحمل الشركة جزءاً يتحمل الشاب الجزء الثانى فى صورة عضوية للمشروع وعن المشاكل التى واجهتهم أثناء المشروع. أوضح أن هناك مشكلتين أساسيتين أولاهما تخوف الشركة نفسها من عدم جودة أو كفاءة المتدربين مقابل الالتزام بتعيينهم ولذلك تم إلغاء هذا البند وصارت ملتزمة بتعيين الأفراد المؤهلين بالشكل الذى يتناسب مع احتياجاتها، والمشكلة الثانية كانت عدم ثقة الشباب فى وجود فرص عمل بعد التدريب وقد يكون هذا بسبب الوعود الكاذبة التى تعرضوا لها من قبل.

 

مصر المحروسة/U/

أما «جمعية مصر المحروسة بلدى» فاهتمت بالتوظيف من خلال أكثر من زاوية فبدأت مشروعها بعد القيام بدراسة عن حجم البطالة والتشغيل وقوة العمل وأوضح فكرة المشروع إيهاب قنديل عضو مجلس إدارة الجمعية والمشرف على المشروع أن نسبة البطالة بين الحاصلين على المؤهلات المتوسطة والعالية، وخاصة الإناث مرتفعة بالمقارنة مع المؤهلات الأقل ومن هنا وجدنا أن فرص العمل متوافرة وأيضاً العمالة ولكن المشكلة فى عدم كفاءة الشباب، لذلك ركزنا تأهيل شباب الخريجين للوظيفة بخطوتين الأولى هى التعرف على الفرص المتاحة والمطلوبة فى سوق العمل خلال الاتصال بالشركات أما الخطوة الثانية فكانت معرفة الإمكانيات والكفاءة التى تحتاجها الشركة أو إمكانية توفيرها لهذه المتطلبات.

 

وأضاف: بعض الشركات تعاونت فى تدريب وتوظيف الشباب والبعض الآخر اكتفى بالتدريب دون التعيين كشكل خدمى لإكسابهم الخبرة. وأشار إلى أن الجمعية أقامت علاقات كثيرة مع مراكز تعليم اللغات والكمبيوتر ومدربى التنمية البشرية وأى مع المؤسسات التى توفر تدريباً عملياً لهؤلاء الشباب من أجل توفير مجموعة من الأساسيات التى تؤهل الشاب لإيجاد فرصة عمل مناسبة، وتقدم حوالى 500 شاب للمشروع تم اختيار 90 منهم وبدأ العمل معهم بدورات التنمية الذاتية والمهنية والتى فتحت لهم آفاقاً عديدة فقام 35 شاباً وفتاة منهم بالبحث الفردى عن فرص عمل والتى تكونت أحياناً أفضل من التى يوفرها المشروع، كما تم توظيف 55 فرد بواسطة المشروع فى مجال التسويق والعلاقات العامة والموارد البشرية.


وعن المشاكل التى واجهت المشروع يقول: أول مشكلة هى غياب ثقافة الجدية فى العمل لعدم ثقة الشباب فيمن يحيط بهم أو بسبب الاحباط واليأس النابع من الظروف ونظراً لأهمية قضية البطالة وكونها سبباً رئيسياً فى العديد من الجرائم كالسرقة والاغتصاب والإدمان يجب إن يدرك الشباب أهمية الجدية فى العمل وكيف يكون لديه مهارة أما المشكلة الأخرى فكانت إقناع الشباب بالعمل فى الفرص المتاحة مع اختلاف التخصص، كما كان ضعف مهارات الشباب وعدم توافر أى خبرة لديهم فى العمل من العوامل المؤثرة بالسلب على المشروع.


وعن جمعيات مكافحة البطالة يقول ممدوح الولى رئيس القسم الاقتصادى المناوب بالأهرام: ظهرت جمعيات مكافحة البطالة لمحاولة إيجاد مخرج للبطالة ولكنها ليست الحل مادامت لا تملك توفير فرص عمل حقيقية، مشيراً إلى إن جمعيات مكافحة البطالة تأخذ أكثر من شكل فشكلها المعتاد يكون بتوفير قروض صغيرة للشباب ليمارس حرفة أو نشاطاً يكسب منه خاصة أن المعونات الأجنبية توفر القروض لعدد من هذه الحالة عند تقدم الشاب بالجمعية تقوم بالتأكد من قدرته على إدارة مشروع، وبعض هذه الجمعيات يقوم بدور الوسيط بين رجل الأعمال والشباب الراغب فى العمل، أو أن تقوم بتدريب الشباب وتأهيلهم وإكسابهم مهارات لإلحاقهم بسوق العمل وهذا نوع من إيجاد الوظيفة بشكل غير مباشر.

وأوضح: أن المشكلة فى مصر أنه لا يوجد بها ربط بين المؤسسات التعليمية والشركات والمصانع، فالمهندس يتخرج دون تدريب عملى مما ينتج عنه خلل ويتطلب تدريبه بعد التخرج وقتاً طويلاً، وأشار إلى ميزة هذه الجمعيات أنها تكون اسرع فى توفير الفرص المتاحة لأنها تطوعية كما يوجد بها عنصر الثقة والأمان الاجتماعى على عكس مكاتب التوظيف التى تهتم أكثر بإلحاق العمالة بالخارج وأوضح أن تلك الجمعيات تقوم بتوفير العمالة للمصانع المصرية ولكن نجاحها مرهون بالتوسع الرأسى من خلال ضم كبار رجال الأعمال إلى عضويتها والتوسع الأفقى من خلال إنشاء فروع لها فى المحافظات والمدن والقرى، مؤكداً أن تلك الجمعيات تحتاج قدراً من الدفع ومساندة من البنوك.

 

شغلنى شكراً/U/

بديل مكاتب التوظيف لم يقتصر فقط على الجمعيات التنموية ففى هذا الصدد يجب ألا ننسى الانترنت وما يوفره من مواقع توظيف والتى أشهرها موقع «ايجى ريك» والذى تقوم فكرته أيضاً على الربط بين الباحثين عن عمل والشركات وتطويراً للفكرة جاءت مجموعة مواقع التشغيل الالكترونى «اراب ريك» وهى مجموعة من المواقع لخدمة سوق العمل فى جميع البلاد العربية ويقدر عددهم بحوالى 16 موقعاً إلا أن ايجى ريك يعتبر من أكثر تلك المواقع التى تلقى إقبالاً من الشباب.


ويوضح المهندس على الشحرى مدير موقع إيجى ريك طريقة كل المواقع قائلاً: إنه أمام كل من الشركة والشاب اختياران إما أن يضع الشباب بياناته على الموقع لتراه إحدى الشركات وتتصل به أو أن يتقدم بنفسه إلى الشركة المتاحة على الموقع والتى يرى نفسه مناسباً أما عن الشركة فإما أن تضع شروطها فى الموظف الذى تريده ويقوم الموقع بترشيح المناسبين للوظيفة أو أن تتصفح الموقع لترى أفضل من يناسب الوظيفة وتطلبه.


وعن إجراءات الأمان يقول: إن الموقع يطلب السجل التجارى للشركة وأوراقها الرسمية للتأكد من انها شركة حقيقية لها نشاط ومقر فعلى وليس مجرد شخص ومجموعة تنصب على الشاب وعن اكثر الوظائف المطلوبة من جانب الشركات أشار إلى أن كل من له علاقة بمجال الاتصالات يأتى فى المقدمة ويليه فى الترتيب الحسابات وأوضح أن نسبة التوظيف ونجاح إلحاق المتقدم بالوظيفة تقدر بنحو 50% أى أن نصف المتقدمين ينجحون فى إيجاد ما يبحثون عنه على الموقع.


من جهته أوضح سامى الغيطانى مؤسس جروب شغلنى شكراً أن الفيس بوك تجمع بشرى هائل ظهرت به مجموعة من المجموعات الجروبات المتخصصة فى التوظيف والتى تختلف عن مكاتب التوظيف فى كونها لا تتقاضى مقابلا لما تقدمه من خدمات، مشيراً إلى أنه حتى مواقع التوظيف الالكترونى يعتمد بعضها على اشتراكات على عكس الجروبات.


وقال: إنه عمل بالعديد من الشركات وفر له شبكة كبيرة من العلاقات والاتصالات حيث وجد عدد كبير من الشباب يقضون اليوم كله على الفيس بوك دون استفادة حقيقية من هذا الوقت مما شجعه على إنشاء هذا الجروب، بالإضافة إلى وجود الكثير من عمليات النصب فى هذا المجال. ويضيف إنه يطلب من الشاب إرسال ال C.V الخاص به ويقرأه ثم يرسله إلى الجهات التى يعرفها كما أنه يهتم بعمل مسح للسوق للتعرف على أهم الكورسات وأماكنها. وأشار الغيطانى إلى الاعلانات التى ترد للجروب 95% منها موثوق بها لأنها من معارفه الشخصية كما أنه يتأكد من صحة الإعلانات الواردة من الخارج.
أما جروب «وظفنى وظف» فيهتم أكثر بتقديم بعض النصائح المهمة والإرشادات لمساعدة الشباب على إيجاد فرص عمل مثل أسباب وضرورة وجود سيرة ذاتية وكيفية كتابتها والاستعداد للمقابلة الشخصية وكيفية قراءة إعلانات الوظائف وأشهر الأخطاء التى يقع فيها الشباب.


ونظراً لأن التوظيف الالكترونى كغيره له إيجابيات وسلبيات فقد حذر د. سعيد المصرى مدير برنامج القضايا الاجتماعية بمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار من أنه أحياناً تحدث عمليات نصب على تلك المواقع من خلال تقاضى الأموال من الشباب إلا أنها أيضاً يمكن أن تكتسب المصداقية عن طريق الاستمرار فى تقديم الخدمة وتغطية اكبر عدد من الوظائف وترك العلاقة حرة بين المتقدمين وأصحاب الأعمال.


وأشار إلى أن المواقع تواجه مشكلات من مستخدمى الانترنت فبعض راغبى الحصول على الوظائف قد يرسلون معلومات وبيانات غير صحيحة تتعلق بالمؤهل الحاصل عليه أو التدريب الذى تلقاه وخبراته السابقة لافتاً إلى أن هذا النوع من التوظيف يناسب مستخدمى الانترنت بفاعليه ولكن هناك عدداً كبيراً لا يمكنه الاستفادة من هذه الخدمة لوجود فجوة الكترونية. 

ahmedkordy

خدمات البحث العلمي 01009848570

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 578 مشاهدة
نشرت فى 26 مايو 2013 بواسطة ahmedkordy

أحمد السيد كردي

ahmedkordy
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

30,764,560

أحمد السيد كردي

موقع أحمد السيد كردي يرحب بزواره الكرام free counters