ظهرت العديد من مواد التعليم الإلكتروني المستحدثة ومن اهم هذه المواد مادة التعليم المبرمج وفيما يلي خلفية علمية عن مادة التعليم المبرمج..

ـ وضع التعليم المبرمج (Programmed Instruction) المعلم أمام مسؤوليات جديدة أهمها مسؤولية معرفة كيفية بناء المادة التعليمية وما يتطلبه ذلك من خبرة في القدرة على تحليل وتصميم المقرر الدراسي إلى وحدات صغيرة أو أجزاء صغيرة، بحيث يأخذ كل عنصر من عناصر الوحدة أو الدرس التعليمي موضعه المناسب في التتابع والوقت الكافي من الاهتمام في كيفية تقديم المادة العلمية والتتابع وتخليص المادة الدراسية من الحشو والزيادات.

- إن معظم المشكلات الناتجة عن التدريس التقليدي تنشأ لكون عملية التدريس تتم ككل دون الاهتمام بالتفاصيل، وبناء المادة العلمية بتحليلها إلى مكوناتها الأولية من معلومات وحقائق وتعميمات، الأمر الذي أدى إلى ضعف الأثر التعليمي، وتأخر بعض المعلمين في التحصيل الدراسي.

- وقد مهّد ظهور التعليم المبرمج إلى مبدأ عملية بناء المادة التعليمية للخروج بالمواقف التعليمية من العمومية إلى تفريد المادة (Individualization) الذي يعتني بكل مفردة تعليمية كمعلومة مميزة لها وقتها المخصص في سياق الموقف التعليمي، بتقسيم المادة التعليمية إلى أجزاء صغيرة لإنجازها من قبل الطالب بدقة، بحيث لا ينتقل المتعلم إلى جزء لاحق إلا إذا أتقن الجزء السابق، حيث إن تقسيم المحتوى التعليمي إلى أجزاء صغيرة يساعد المتعلم على اكتشاف الخطأ عند وقوعه وتجنب الفشل.

- ويعتبر التعليم المبرمج إحدى طرق تفريد التعليم المعتمدة في بداياتها على نظرية العالم الأمريكي (سكنر B.F. Sknner ) التي ظهرت نتائجها عام 1954م للميلاد، وارتبطت به بمفهوم استخدام آلات التعليم. (Teaching Machines) وفيه يتم تحديد المادة العلمية بدقة وتنظيمها ثم تقسيمها إلى خطوات صغيرة «إطارات» أو «شاشات» مرتبة ترتيبًا منطقيًا لتؤدي في نهايتها إلى تحقيق أهداف تعليمية غاية في الدقة.

ويبنى برنامج التعليم المبرمج على عدة أسس أهمها:

- تحديد السلوك المبدئي (المدخلات Inpust) للمتعلم.

- تجزئة المادة العلمية إلى خطوات صغيرة ومرتبة ترتيبًا منطقيًا باستخدام الخرائط الإنسيابية (Flow Chart) في تصميم وعرض المعلومات.

- تقديم المادة التعليمية وتزويد المتعلم بتعزيز فوري لإجابته الصحيحة مما يزيد من دافعيته للتعلم.

- تزويد المتعلم بتغذية راجعة فورية لمساعدته على تصحيح إجاباته.

- (الخطوة الذاتية Self Space ) وفيه يدرس المتعلم البرنامج وفقًا لسرعته الذاتية التي تعتمد على قدراته واستعداداته الشخصية.

- إثارة اهتمام المتعلم وحماسه مع استخدام التعليمات كمثيرات للمتعلم مما يزيد التفاعل الإيجابي بين المتعلم والمادة التعليمية.

- التقويم الذاتي للمتعلم باكتشافه لأخطائه وتصحيحها وتعديل مساره التعليمي أولًا بأول.

- تحديد السلوك النهائي (لمخرجات التعليم Out Put) المرغوب تحقيقه بعد دراسة البرنامج.

مراحل إعداد البرمجيات التعليمية

تمر عملية إعداد وتطوير البرمجيات التعليمية بأسلوب التعليم المبرمج في عدد من المراحل هي:

- مرحلة التحليل والتصميم.

- مرحلة الإنتاج.

- مرحلة اختبار التعليم.

- مرحلة الاستنساخ والتوزيع.

وتتكون كل مرحلة من هذه المراحل من عدد من المراحل الجزئية. كما أن كل مرحلة جزئية تتكون من عدد من الأنشطة بحيث أنّ تكامل جميع هذه الأنشطة تؤدي إلى تكامل البرمجية التعليمية. كما تخضع كل مرحلة أثناء عملية الإعداد إلى معايير خاصة.

مرحلة التحليل والتصميم

مرحلة الإنتاج

مرحلة الاستنساخ والتوزيع

مرحلة الاختبار والتقويم

مراحل إعداد البرمجيات

عناصر الدرس التعليمي المحوسب وفق التعليم المبرمج

- إن الدرس التعليمي المحوسب ضمن برمجية تعليمية يشتمل على عدة «شاشات» أطر Frames» ويمكن تسميتها بالعناصر الأساسية لهذا الدرس وهي:

- الشاشة الأولى: «شاشة عنوان المادة العلمية».

مثل البرنامج ومؤلفه، تاريخ الإنتاج ونظام الحاسوب الذي يعمل عليه البرنامج ونوع الذاكرة المطلوبة وسعتها.

- الشاشة الثانية: «عنوان الوحدة الدراسية» وعادة تبدأ بكلمة ترحيبية للطالب لإخباره بعنوان الوحدة الدراسية أو الدرس بمصاحبة بعض المؤثرات الصوتية التي تشوق المتعلم وتشد انتباهه.

- الشاشة الثالثة: «رسم خريطة انسيابية» توضح للطالب جميع محتويات الوحدة الدراسية من مواد تعليمية واختبارات وأنشطة وبرامج لتكون مرجعًا له عند السير في البرنامج التعليمي.

- الشاشة الرابعة: تمثل بداية التفاعل بين المتعلم والحاسوب حيث يطلب الحاسوب من المتعلم إدخال اسمه للتعرف عليه ومخاطبته باسمه في الشاشات اللاحقة.

- الشاشة الخامسة: تمثل الاختبار القبلي «pre test» وهو أساس البرنامج التعليمي للوقوف على معلومات المتعلم السابقة وخبراته التي تحدد مستوى المتعلم، وبالتالي تحديد من أية نقطة يبدأ البرنامج.

- الشاشة السادسة: قائمة المحتويات للبرنامج التعليمي جميعه، وتترك للمتعلم حرية الاختيار للموضوعات ونقطة البداية والخروج من البرنامج متى أراد المتعلم ذلك.

- الشاشة السابعة: التوجيهات والإرشادات للمتعلم ماذا يفعل؟ وما المتوقع مشاهدته على كل شاشة؟ وكيف يستجيب للحاسوب ويتفاعل معه؟ وأين يطبع استجابته؟ وماذا يتوقع بعد الاستجابة الصحيحة؟ وماذا يتوقع بعد الاستجابة الخاطئة؟ وما العلامة التي سيحصل عليها بعد الاستجابة الصحيحة، ونوع التغذية الراجعة؟

- الشاشة الثامنة: المحتوى التعليمي للدرس وهي الأهم في البرنامج، حيث يبدأ البرنامج بعرض المادة التعليمية لهدف تعليمي واحد فقط لتتبعه بقية الأهداف. كل هدف تعليمي في شاشة منفصلة، وهذا مرتبط بنمط البرمجية التعليمية.

- الشاشة التاسعة: التفريع: ويقصد به تقديم درس مصغر للمتعلم الذي لم يحسن الإجابة أو أخطأ في الاستجابة لسؤال في الشاشة السابقة، وتقديم أطر علاجية للطالب المخطئ.

- الشاشة العاشرة: التغذية الراجعة Feed Back وهي أساسية وهامة في البرنامج، حيث تعطي المتعلم نتيجة تعلمه أولًا بأول، وتتضمن تعزيزه على الاستجابات الصحيحة بالمؤثرات الصوتية العذبة، وعرض بعض الصور والأشكال المسلية ورصد علامة المتعلم.

- الشاشة الحادية عشرة: المراجعة: وهي خاصة بمراجعة إجابات المتعلم، فإذا كانت إجاباته خاطئة فهنالك التلميح بالإجابة الصحيحة، وهذا التلميح أساس في البرنامج، أو إرجاعه إلى مرصد تعليمي.

- الشاشة الثانية عشرة: الاحتفاظ بالسجلات: لجميع استجابات المتعلم ونوع هذه الاستجابة «صائبة وخاطئة» والدرجات التي حصل عليها ونسبة الصحيح إلى الخطأ.

- الشاشة الثالثة عشرة: الاختبار النهائي الذي يعتبر ضروريًا بل إجباريًا لقياس ما تحقق من الأهداف التي حددها البرنامج في بدايته، وهو بمنزلة التقديم الختامي.

- الشاشة الرابعة عشرة: المراجعة النهائية وهي عبارة عن خلاصة للمفاهيم الأساسية الواردة في البرنامج، ومجموعة اقتراحات متعلقة بتطبيقات هذه المفاهيم.

- الشاشة الخامسة عشرة: التعينيات بحيث يتم توجيه المتعلم إلى بعض الأنشطة والمراجع أو مصادر المعلومات الأخرى غير الحاسوب لتقويته.

- الشاشة السادسة عشرة: نهاية البرنامج والخروج منه، وغالباً ما ينتهي البرنامج بشاشة شكر للمتعلم على ما قام به، وتتضمن هذه الشاشة بعض المؤثرات الصوتية والألوان والصور المناسبة.

المصادر:

http://www.almarefh.org/news.php?action=show&id=13