جهود الباحثين السابقين في دراسة العمل التطوعي :

 للباحثين السابقين جهود متميزة في تناول العمل التطوعي بالدراسة والاهتمام في شتى مجالاته ومفاهيمه وأهدافه ودوافعه ونظرياته ، وعلاقته بالجوانب الاجتماعية والنفسية والخدمية ، وربط العمل التطوعي بعنصر المشاركة باعتبارها أهم دوافع العمل التطوعي ومحوره الرئيس إلى جانب الهدف السامي من العمل التطوعي وهو الحصول على الأجر والثواب من المولى عز وجل ورضا المجتمع دون عائد مادي ... وسنتناول بعضاً من الدراسات السابقة ذات الصلة بموضوعنا الحالي والتي أجريت في بيئة المجتمع السعودي فقط للوقوف على جهود الباحثين السابقين وتوظيفها لفائدة دراستنا.

فقد قام ( الباز ، راشد بن سعد، 2002) بإجراء دراسة بعنوان         ( الشباب والعمل التطوعي: دراسة ميدانية على طلاب المرحلة الجامعية في مدينة الرياض) لمعرفة مدى مشاركة الشباب ورغبتهم في العمل التطوعي والعوامل المرتبطة بالتطوع من عوامل معوقات ، والعوامل التي تؤثر في رغبة الشباب في المشاركة في العمل التطوعي ، واستخدام المسح الاجتماعي لعينة من الشباب بلغت (163) مبحوثاً .

وتوصلت دراسته إلى أن غالبية الشباب ليست لديهم مشاركة في العمل التطوعي ، رغم وجود وقت فراغ لدى معظمهم. وعبر غالبية المبحوثين عن رغبتهم في المشاركة في العمل التطوعي وخدمة مجتمعهم ، كما تطرقت الدراسة إلى معوقات العمل التطوعي، وتبنت نظرية التبادل الاجتماعي في تفسير العلاقة بين رغبة الشباب في المشاركة في العمل التطوعي وعدد من العوامل المرتبطة بتلك الرغبة . وكشفت الدراسة عن وجود علاقة بين المشاركة في العمل التطوعي ومتغير اكتساب الخبرة حيث أفاد بذلك 92 % من المبحوثين. ودلت الدراسة إلى وجود علاقة قوية بين المشاركة في العمل التطوعي والرغبة في الحصول على الأجر والثواب ومثلها 99% من أفراد العينة

وقام ( الشهراني ، معلوي بن عبد الله ، 2006) بإعداد دراسة بعنوان ( العمل التطوعي وعلاقته بأمن المجتمع) تهدف إلى معرفة العلاقة بين العمل التطوعي وأمن المجتمع، من خلال مجالات العمل التطوعي في المجتمع السعودي، والتعرف إلى خصائص المتطوعين ودوافعهم للالتحاق بالعمل التطوعي، وعلاقة ذلك بأمن المجتمع وسلامته، إضافة إلى بيان أهم الأدوار الأمنية للعمل التطوعي في المجتمع السعودي، ودوافعه وأهدافه والقوانين المنظمة له. شملت الدراسة عينة قوامها (212) متطوعاً من العاملين في الجمعيات والمؤسسات الخيرية بمدينة الرياض ، واستخدم الباحث المنهج الوصفي التحليلي وتوصل إلى نتائج تشير إلى أن جميع الأدوار الأمنية التي يقوم بها المتطوعين هي أدوار هامة جداً كالإسهام في مكافحة التسول، ومساعدة المعوزين على مواجهة الفقر، والإسهام في وقاية أسر وأطفال نزلاء السجون من التشرد والانحراف والوقاية من الجريمة وأخطار المخدرات، ومساعده المجتمع في مواجهة الكوارث، مثل الحريق والسيول والانفجارات، ومساعدة الأجهزة الأمنية في تعقب المجرمين والإبلاغ عن المشبوهين.

كما أعد ( القعيد، إبراهيم بن حمد ، 1997) دراسة بعنوان ( وسائل استقطاب المتطوعين والانتفاع بجهودهم) تهدف إلى دراسة ظاهرة التطوع كظاهرة مصاحبه لحركة المجتمع الإنساني، مع التركيز على طرق استقطاب المتطوعين للهيئات الخيرية والجهات الحكومية، وطرق المحافظة عليهم والاستفادة القصوى من خدماتهم . وتطرق إلى أهمية العمل التطوعي ودوافعه  والبيئة العملية المناسبة لمشاركة المتطوعين ، واعتمد على الدراسات الأجنبية وتوظيفها بما يتوائم مع بيئة المجتمع السعودي من حيث أن أهم دافع للعمل التطوعي هو الرغبة في الحصول على الأجر والثواب ، والرغبة في تحقيق الذات، والتعلم واكتساب المعارف الجديدة والنمو الشخصي، والرغبة في شغل أوقات الفراغ ، وتلبية لحاجة فطرية لدى الإنسان وهي الرغبة في الاتصال بالآخرين ، واحترام الذات وتقديرها

ولإبراز النشاط التطوعي الخيري في المملكة العربية السعودية من خلال نشأة منظماتها وتطوراتها قام ( عجوبه، مختار إبراهيم، 1994) بدراسة بعنوان ( القاعدة التنظيمية للأنشطة التطوعية الخيريه في المملكة العربية السعودية) في المرحلة ما بين نشأة وزارة العمل والشؤون الاجتماعية 1960م، ونهاية خطة التنمية الرابعة 1990م .. وأسفرت نتيجة دراسته عن أن المتطوعين كانوا يقدمون الخدمات ابتغاء مرضاة الله، وأن الأفراد والأسر الفقيرة استفادت من تلك الخدمات.

وأخيراً نشير إلى دراسة من إعداد ( كسناوي ، محمود، 1997م) بعنوان ( دور الأندية الرياضية  في تقديم الخدمات التطوعية في المجال التربوي والثقافي والاجتماعي) تهدف إلى التعرف على أهداف وواقع الخدمات التطوعية الثقافية والاجتماعية والتربوية في الأندية والأساليب  الواجب اتباعها لزيادة فاعلية العمل التطوعي .

وتم التوصل إلى أنه من الممكن للأندية أن تقدم خدمات تطوعيه فعاله لمنسوبيها ولأفراد المجتمع ، خاصة إذا استطاعت الاستفادة من دعم ورعاية الرئاسة العامة لرعاية الشباب وحث أصحاب المؤهلات العلمية والخبرات المختلفة للانخراط في الخدمات التطوعية وتوفير الإمكانيات اللازمة، والحرص على استمراريه خدماتهم بالحوافز المعنوية والاحترام المتبادل، وذلك من منطلق أن الأندية الرياضية لها أدوار ثقافية وتربوية واجتماعية.

 

رؤية نقدية حول الدراسات السابقة :

جهود الباحثين السابقين في الدراسات السابقة هي جهود محورها العمل التطوعي في المجتمع السعودي باعتباره رافداً وعاملاً أساسياً لأمن المجتمع واستقراره، وركزت على البعد الاجتماعي والأمني والأهمية والأهداف والدوافع ، وقليل منها تطرقت للنظريات ذات الصلة بالعمل التطوعي ، واتفقت معظم دراسات الباحثين على أهمية وقت الفراغ كونه يساهم في الأعمال التطوعية إذا أدرك الفرد أن لديه فراغاً معقولاً في حياته اليومية. وقد استفدنا من الدراسات السابقة في وضع تصورنا الحالي لدراستنا وتقديم رؤويه اجتماعية أمنية ، إضافة إلى التطرق لمزيد من النظريات ذات الارتباط المباشر بالعمل التطوعي وعنصر المشاركة كمحور هام من محاوره .

ونرى بأن هذه الإسهامات التي قدمها الباحثون من خلال دراساتهم  عن العمل التطوعي قد ألقت بعض الضوء على مشكلة الدراسة الراهنة التي ستتناول إشكالات وتطبيقات العمل التطوعي.

أهداف العمل التطوعي :

تهدف الأعمال التطوعية إلى تحقيق ما يأتي:

1-  تنمية روح الإنماء لدى الشباب عن طريق إحساسهم بإدراك أهميتهم وولائهم للمجتمع الذي ينتمون إليه، حيث يقدمون إليه برضى واقتناع من جهدهم، مقابل ما يحصلون عليه من حقوق من هذا المجتمع.

2-  يثير دافع التطوع، الحوافز الإيجابية التي تعمل على رفع مستوى الأداء والسرعة في الانجاز، وزيادة معدل إنتاجية العمل، وتحويل الطاقات العاجزة والمعطلة إلى طاقات عاملة ومنتجة.

3-  فيما يتعلق بأوقات الفراغ يسمح التطوع للمتطوعين بتنظيم أوقات فراغهم بطريقة إيجابية ، تعود عليهم باكتساب الخبرات البناءة ، وتعود على مجتمعهم بالخير الكثير.

4- يعمل التطوع على معاونة المنظمات التي تعاني من صعوبة تمويل أنشطتها.

5-  يساهم التطوع في المسائل الأمنية كجانب وقائي يعين الأجهزة الأمنية في الوصول إلى المعلومات التي تتعلق بأي نشاط إجرامي قد يعكر صفو الأمن .

6-  يعتبر العمل التطوعي مجالاً خصباً لممارسة حرية الاختيار في العمل التطوعي وحيث تتاح الفرصة للأفراد في تخطيط وتنفيذ ومتابعة الأنشطة التي تقوم على تنفيذها المؤسسات والمنظمات الموجودة في المجتمع.

7-  يتيح التطوع فرص الاستفادة القصوى من التخصصات النادرة في المجتمع .

8-  يساعد على تخطي الحواجز السلبية والانعزالية في المجتمع.

9-  إزالة التخلف وتوفير أسباب التقدم والرفاهية لأفراد المجتمع بالوسيلة الأيسر وصولاً والأسلوب  الأفضل أداء والأكثر نفعاً .

10 – تعبئة الطاقات البشرية والمادية وتوجيهها وتحويلها إلى عمل اجتماعي .

11- تحقيق الأمن في المجتمع وحماية أفراده من مخاطر الجرائم والكوارث المختلفة حيث يهتم العمل التطوعي بالجوانب التالية:

أ- منع وقوع الجرائم في المجتمع والإبلاغ عن المشبوهين والمجرمين.

ب- علاج المشكلات والانحرافات السلوكية.

ج- سد حاجة المجتمع حتى لا يلجأ الفرد الفقير للانحراف .

د- القيام بالتعليم والتوجيه والإرشاد للقضاء على الجهل وزيادة الوعي.

هـ- علاج مشكلة البطالة كون العمل التطوعي يسنح فرص للعمل وبالتالي الحماية من الوقوع في السلوك المنحرف .

12- إن جانب منع وقوع الجرائم في المجتمع ، يساهم العمل التطوعي في حل المشكلات المختلفة كرعاية المرضى ، وتعليم الجهلاء ، وتدريب الشباب ، وزراع الأراضي ، ومساعدة الطلاب من ذوي الاحتياجات الخاصة في تعليمهم ، وتوجيه الشباب لانتهاج السلوك القويم ، وتحصينهم ضد المخدرات والجنوح.

13- التعرف على ذوي المهارات والقدرات المتميزة واكتشافها وتدريبها كقيادات قادرة على تحمل أعباء المسؤولية الاجتماعية.

 

وتعد الأهداف التي نوهنا عنها سلفاً صورة إيجابية للعمل التطوعي باعتبار أن دوافعه تنحصر في البذل والعطاء بدون إجبار وبدون النظر في الحصول على عائد مادي .

إلا أنه يجب أن نضع في اعتبارنا أن للتطوع سلبيات عندما لا يحسن استخدامه ، تتمثل في الآتي:

1-  قد يعرقل سير العمل نتيجة لعدم انتظام دوام المتطوع أو انقطاعه عن ممارسة العمل بعد البدء في العمل التطوعي.

2-  قد يتأثر العمل بانخفاض معدل مستوى الأداء عندما يكون المتطوع يعمل في غير تخصصه، أو عندما تكون طبيعة العمل تحتاج إلى تدريب أو لا تتوافر الإمكانيات الخاصة بالأداء .

3-  قد لا يكون جو العمل سوياً نتيجة سوء العلاقات الإنسانية داخل المنظمة بسبب اختلاف المعاملة بين العاملين المنتظمين بالمؤسسة والمتطوعين من الأفراد ، والذين ينظر إليهم على أنهم دخلاء على العمل .

4-  قد لا يتناسب أسلوب ونظام التطوع مع المجتمع أو المنطقة التي تعاني من البطالة ومن زيادة القوى العاملة عن حاجة سوق العمل.

ولتلافي هذه السلبيات ، قد تلجأ المؤسسات التي يعمل فيها المتطوعون إلى توفير الحوافز المعنوية والمادية التي قد تحفز على استمرارية المتطوعين للعمل فيها، وتشجيعهم على استمرارية التطوع ، وقد توفر التدريب لهم كما تغري بوضع إمكانيات المؤسسة في متناول أيديهم من حيث الخدمات المختلفة ، وتحسين العلاقات بينهم وبين العاملين بها ، حتى تؤكد وتعزز الجوانب الإيجابية في التطوع وتلافي الجوانب السلبية.

ahmedkordy

خدمات البحث العلمي 01009848570

  • Currently 50/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
16 تصويتات / 7575 مشاهدة
نشرت فى 22 يوليو 2011 بواسطة ahmedkordy

أحمد السيد كردي

ahmedkordy
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

30,759,816

أحمد السيد كردي

موقع أحمد السيد كردي يرحب بزواره الكرام free counters