وكالة الاستخبارات المركزية أو ما يعرف بـ CIA هي الترجمة العربية للعبارة الإنكليزية Central Intelligence Agency، وهي وكالة تقوم بجمع المعلومات الاستخباراتية من مختلف المصادر، وتحليل هذه المعلومات، ومن ثم توقّع الأحداث المستقبلية، ووضع الإجراءات الواجب اتخاذها لمواجهة هذه الأحداث.
وتستخدم كلمة الذكاء Intelligence الواردة في العبارة الإنكليزية السابقة على صعيد الأعمالBusiness  للدلالة على مجموعة من الأدوات المتطورة، التي تقوم بتحويل البيانات المتوفرة في قواعد بيانات المؤسسة إلى معلومات تفيد متخذي القرار والإدارة العليا لدى اتخاذ قرارات نوعية اعتماداً على تحليل نتائج هذه المعلومات، وهذه القرارات يكون لها بعد استراتيجي فيه مصلحة العمل وتحسين الأداء في المؤسسة.
إن موضوع ذكاء الأعمال ليس قديم العهد، بل هو علم حديث بدأ بنظم دعم القرار Decision Support Systems، وقد جاءت الحاجة إلى تطبيقات ذكاء الأعمال نتيجة ضعف في تتبع التغيرات التي تطرأ على الأسواق وإلى ارتفاع تكاليف الأنظمة المعلوماتية وضعف الأداء الإداري وغيرها.
وتـُعدُّ تطبيقات ذكاء الأعمال والتنقيب في البيانات Data Mining من الأدوات الأساسية للكثير من المنظمات، خاصة تلك التي تمتلك أحجاماً كبيرة من البيانات، وعملية تنظيمها تزوّد صناع القرار بمعلومات دقيقة.
ويطبق ذكاء الأعمال في المؤسسة عبر برامج حاسوبية تعمل على جلب البيانات من مصادرها المختلفة (قواعد بيانات، ملفات Word، ملفات Excel، ملفات PDF... إلخ) وتحليلها بغية تقديمها تقديماً أفضل لمتخذي القرارات، إضافة إلى تقديم طريقه سهلة لمراقبة الأداء داخل المؤسسة.
ويمكن أن يطبق ذكاء الأعمال في مجالات كثيرة نذكر منها

مجال التسويق
إذ يمكن بوساطة أدوات ذكاء الأعمال أن نحصل على تقارير تحليلية لمؤسسة اقتصادية تبيِّن مثلاً ضعف التسويق في منطقة جغرافية محددة، وذلك مع توفير الكثير من الجهد والوقت، كما تساعد هذه الأدوات في تسويق العلامة التجارية للمنتجات وذلك من خلال إيجاد الطريقة المناسبة، التي تؤدي إلى زيادة وعي المستهلك وانتباهه إلى اسم المنتج، وخلال ذلك سيقوم المستهلك حتماً بشراء هذا المنتج دون غيره من المنتجات والخيارات الأخرى المتاحة في السوق.

مجال المصارف
ويمكن تطبيق ذكاء الأعمال في المصارف من أجل تحديد أكثر العملاء ربحية وجذبهم والإبقاء عليهم ومعرفة المنتجات والقروض الأكثر طلباً من الزبن، كما يمكن لنظام ذكي يعتمد على أدوات التنقيب في المعطيات أن يقوم بتجميع المعلومات الموجودة في مختلف فروع المصرف، ثم تحويلها إلى معرفة مفيدة تتيح الكشف عن العمليات المشبوهة وتبييض الأموال وإعلام السلطات المختصة بالتفاصيل الدقيقة عن هذه الأعمال.

مجال الاتصالات
ويمكن لشركات الاتصالات أن تستفيد من أدوات ذكاء الأعمال في معرفة نوعية الزبن الحاليين ورغباتهم والزبن المحتملين أو توزعهم الجغرافي أو الديموغرافي، ووضع صورة حقيقية ودقيقة للربحية المحققة من الزبن والمنتجات وقنوات البيع، وتقييم التكلفة اللازمة لاجتذاب الزبن والمحافظة عليهم وتقديم الخدمات لهم، مما يؤدي إلى تضخيم القوة البيعية والوصول إلى نتائج مؤثرة وتفصيلية.

مواقع الإنترنت
تستطيع الشركات التي تبيع منتجاتها عبر مواقع على شبكة الإنترنت أن تستفيد من تطبيقات ذكاء الأعمال في فهم ماهية الأشخاص الذين يزورون الموقع، وما الذي يقومون بعمله ضمن الموقع، وتقسيمهم إلى شرائح تراقـَب من أجل معرفة أشد أنواع المنتجات أهمية لهم وتأثير الحملات الإعلانية في هذه الشرائح، كما أنه يمكن إيجاد أفضل الطرق التي تساعد على جذب أكبر عدد من الزبن وإقناعهم بشراء المنتجات عبر الموقع عن طريق استخدام تقنية العناصر المرتبطة الخاصة بقوائم المنتجات، والتي تنصح زوار الموقع بشراء منتجات إضافية مرتبطة بالمنتجات التي يرغبون في شرائها.

شركات النفط
استطاعت شركة شل العاملة في مجال استكشاف النفط والغاز وصناعة المواد البتروكيماوية أن تستخدم برمجيات ذكاء الأعمال للحصول على صورة واضحة عن الزبن من خلال مختلف الفروع وتحليل المعطيات، بغية تحسين إجراءات التعاقد مع الزبن ومعرفة خطوط الإنتاج التي تعمل على نحو جيد وخطوط الإنتاج الخاسرة.

عمليات الإحصاء
يرغب المستثمرون في تحليل الوضع الاستثماري والتجاري في البلد وفهمه من أجل التوصل إلى معرفة ما هو نوع الاستثمار الأفضل بالنسبة إلى السوق المحلية وذلك من خلال مؤشرات الأداء الرئيسية، التي تعكس صورة الوضع الراهن وتحدياته، وهذا ما تقدمه أدوات ذكاء الأعمال.
وفي النهاية نود الإشارة إلى الندوة الوطنية الأولى في سورية (BISY 2010)، التي أقامتها الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية بالتعاون مع وزارة الاتصالات والتقانة في الفترة بين 4 و510010_ في مكتبة الأسد الوطنية بدمشق. وتعد هذه الندوة خطوة أولى نحو التعريف بتطبيقات ذكاء الأعمال وأهميته، وقد استقطبت الندوة خبرات عالمية في مجال ذكاء الأعمال والتنقيب في البيانات، الذين قاموا بإلقاء محاضرات وقدموا حالات عملية عن تجارب في المجالات المصرفية والحكومية وقطاع الاتصالات والتعليم العالي، وينتظر أن تقام ندوات مستقبلية تتحدث عن تطبيق ذكاء الأعمال في قطاعات مختلفة في سورية، وهذا ما ننتظره.