” لكي تكون رائد أعمال، ينبغي عليك أن تعانق التحديات التي تواجهك يوميًا، وأن تحافظ على هذه العقلية لفترة طويلة للغاية. ينبغي عليك أن تجد الجمال في الرحلة، وأن تخطو متجاوزًا الأحلام.”
هاريس بيكسلز
إن ارتكاب الأخطاء هو جزءٌ من طبيعة البشر؛ فكل ابن آدم خَطَّاء. ومع أن جميعنا نكره الفشل ونسعى إلى النجاح، إلا أنه قد يغيب عن بالنا أن الفشل ما هو إلا جزء لا يتجزأ من النجاح. وحينما يتعلق الأمر برواد الأعمال المبتدئين، فإنهم يكونون مندفعين ومتحمسين لتحقيق النتائج المرجوة واستغلال جميع الفرص المتاحة، لرغبتهم في الوصول إلى غاياتهم بأقصر فترة ممكنة وبأقل التكاليف. وليس عيبا أن نرتكب الأخطاء؛ فكما قلنا في البداية، إن ارتكاب الأخطاء يعد أمرا طبيعيا، مهما كنا حريصين على تجنبها. ولكن العيب يكمن في التمادي بالخطأ والوقوع فيه مرة أخرى وعدم الاستفادة من الدروس والعبر الناتجة عنه. وبناء على ذلك، يجب على رواد الأعمال تركيز انتباههم وتوجيه اهتمامهم صوب القيام بالأعمال الصحيحة، وتجنب الوقوع في بعض الأخطاء التي قد تهدد مستقبل مشروعاتهم. والآن تعالوا بنا نتعرف على الأخطاء الخمسة الأكثر شيوعا بين رواد الأعمال المبتدئين.
يهمك : كيف تصبح رجل أعمال ناجح في 7 خطوات
5 أخطاء على رواد الأعمال تجنبها
1. الإصرار على العمل بمفردهم:
وهو من أكثر الأخطاء شيوعا؛ ففي بداية أي مشروع يعتقد رواد الأعمال بأنهم قادرون على تحمل كافة الأعباء بمفردهم. وقد يكون السبب في ذلك أنهم لا يريدون توظيف من يساعدهم؛ رغبة في توفير المصاريف أو لعدم ثقتهم بالآخرين. ومع أن هذا قد يبدو منطقيا، إلا أنه قد يؤدي إلى الإرهاق وعدم القدرة على المُضي بالمشروع في طريق النجاح.
وعلى الرغم من أنه قد يصعب العثور على أشخاص مناسبين يمكن إسناد أو تفويض بعض المهام التي يتطلبها العمل إليهم، إلا أنه يُعَد أمرا مطلبا رئيسا لنجاح المشروع. ولكي ينجح رائد الأعمال في تفويض بعضا من مهامه لأشخاص آخرين فإنه لا بد من تعليمهم وتدريبهم وشرح كل ما يتضمنه العمل لهم والتأكد من مدى أهليتهم وكفاءتهم للمساهمة في نجاح المشروع.
2. غياب العمل بروح الفريق:
بعض رواد الأعمال يقومون بعملهم ويركزون عليه، ولكنهم يفشلون بالتواصل مع غيرهم من أعضاء فريق العمل؛ فلا يهتمون بهم وبحاجاتهم وما يواجهونه من متاعب ومشكلات، سواء على الصعيد الشخصي أو العملي؛ فهم يُكرّسون جُلَّ أوقاتهم في التفكير بكيفية بيع منتجاتهم دون الالتفات إلى ما يريده الآخرون.
إن رواد الأعمال الناجحين يهتمون بحل المشكلات التي تواجه فريقهم، ويخصصون لذلك الوقت الكافي. كما أنهم يعلمون أن عليهم التعامل مع مشكلات العملاء وحلها؛ كي لا تؤثر سلبيا على سير المشروع ونجاحه. وهذا يشير إلى حتمية استيعاب فكرة العمل بروح الفريق والالتزام بها لتعزيز فرص نجاح المشروع.
اقرا ايضا : هل يمكن تحويل هوايتك إلى مشروع تجاري مربح ؟
3. التسرع واستباق الأحداث:
إن أي مشروع – بغض النظر عن حجمه وطبيعته – يمر في مراحل متسلسلة يطلق عليها مسمى دورة حياة المشروع؛ فهو يولد ثم ينمو ثم يدخل في مرحلة النضج وقد يصل إلى الانحدار. ولا شك أن لكل مرحلة ما يميزها من فرص وتحديات. إن التفكير في تخطي المراحل واستباق الأحداث لهو خطأ كبير يجب تجنبه، والصحيح هو أن نمنح الوقت الكافي لتخطي كل مرحلة بنجاح، وأن نقدم ما يتناسب معها من منتجات تتمتع بأعلى مستوى من الجودة. كما أنه يجب إعادة النظر في طبيعة الأنشطة وأساليب الإدارة واختيار فريق العمل المناسب لكل مرحلة. وحينئذ سيتحقق النجاح بشكل ملموس.
4. الجري خلف المال:
يُخطئ بعض رواد الأعمال حينما يقحمون أنفسهم في مشروعات أو أعمال جانبية بحجة أن ذلك سيؤدي إلى زيادة الدخل؛ الأمر الذي قد يتسبب في تشتيت تركيزهم وضياع جهودهم وخسارة كل شيء. وعلينا ألا ننسى أن الفشل في تقديم الخدمة الجيدة إلى عميل واحد سيكون له تأثير سلبي يمكن أن يُفقِد المشروع عشرة عملاء أو مشاريع جديدة! وعليه فإن الحكمة تقتضي تقديم خدمة ذات مستوى جيد لعدد محدود من العملاء أو حتى لعميل واحد، بدلا من الدخول في مشاريع جانبية تَجُر على صاحبها الفشل وتُفقِدَه سمعته. وتذكّر دائما المقولة المأثورة: “رحِم اللهُ امرءاً عَرَف قدرَ نفسِه”.
يهمك : 6 شخصيات لا تجيد فن التعامل مع المال
5. اختيار الموظفين بناء على مؤهلاتهم العلمية ومهاراتهم والتغاضي عن سلوكهم:
من الأخطاء الشائعة التي قد يقع فيها بعض رواد الأعمال، الاعتماد على معيار الكفاءة العلمية والمهارة الفردية للموظفين عند اختيارهم للعمل في مشروعاتهم. وعلى الرغم من أهمية ذلك ومساهمته في نجاح المشروع، إلا أنه من الضروري مراعاة الأنماط السلوكية للعاملين وكيفية تصرفهم مع العملاء ومع زملائهم في العمل. ويجب ألا ننسى أن الموظف يمثل المشروع وأن عليه أن يتقيد بقيمه وتوجهاته فيما يتعلق بالتعامل مع عملاء المشروع بشكل خاص.
والخلاصة، أنه لا بد أن يعي رواد الأعمال المبتدئين هذه الأخطاء وأبعادها وانعكاساتها السلبية على مشروعاتهم، وأن يفعلوا كل ما في وسعهم لتجنب الوقوع فيها، أو التراجع عنها وعدم المكابرة والتمادي بها على أقل تقدير.