Comcast

Al-Monitor مصدر مستقل موثوق، حائز على جوائز أخبار وتحليلات عربية دولية وفق مؤشرات عالمية

المقالات

edit

 

خواطر

                               إبراهيم جلال فضلون

 

يريد قلبي أن يفرد جناحيه

يطير ولا يجثوا بشفتيه

إلا على شفاك يا مرأتي

لقد وجدتُ فيه السُكر

لكني فيه محتار 

لا بيدوا أن القلب موافق 

أن يبتعد عنك

لأنه لم ينشى عشقاً شرب حلاهُ

وريقاً ابتلع لسانه

وعروقاً اكتوت ببريق العرق

حتى اغتسلت خطاهُ

فدخل الجنة

ليفرد القلب جناحيه 

على الأمواح يسبح كالحوت الأبيض

يفتح ذراعيه

ليضمك…

ضمة تُنسيك الهم

وأنسى فيها حزني

أواه يا من فتحت لي ذراعاها

وتركتني أرسوا لمقلاها

ودعتني إلي جسدها العاري

في شوقي يُناديني

لأرسُمَ فيه تفاصيلَ حنيني

تاركة على باب جسدي كُلَ الخجلٍ

راقصةً على العشق هياماً

حتى تبتل شِفتانا شغفا …

وقد ارتوينا من السرائر نهماُ

لأرويكِ … وتوريني

كيف ينبض فيك جسدي

 

 

ibrahimgalal

DR . IBRAHIM GALAL

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 86 مشاهدة
نشرت فى 21 أكتوبر 2024 بواسطة ibrahimgalal

للحب قانون ،، وللعشق قانون
لكنك أنت فوق القانون

لك منه دستورٌ قد كُتب فوق القانون

برمش عينيكِ قد صدح القانون

بحُكم من جيدك خرج يا أم الدستور

من مبسم شفتيكِ

سيدتي قد نطق بالعشق الحنون

الذي أراه في عينيك ومن شفتيك

وتلك الغمزات في وجنتيك

فما سالا باللُعاب من الفم

حتي نالا من الخصر الجوعان

عشقاً قد ضرب بكل دستور

وألحق بعين القانون دستور

أيا سيدتي

فجدار القلب قد مل من الدستور
حتى رقصت يدي على شفتاك بفنون

ولعبت على اوتارك كالمجنون

فكانت كل لياليّ كالمسكون

من الجن أو الممسوس
أهيم فأُغنى بشوقي المحروق
وفى عينايا حــــروفك ســحرك المكنون

وان اغمضــــــــتى جــفنك بُرهة

لركبتُ بأغصانك ألحان وسنون

فطيفى بصدرك واهمسي في أذني أنك لي
في ســـــهرة للعمر تكون
فمن غــــــيرك لي
ومن غيري للعين قرة وسكون
فيا سيدتي ،،،

أنت فوق القانون

ibrahimgalal

DR . IBRAHIM GALAL

إلى طفلتي ..

 

يا طفلتي ،،،

ربيتك لكن قد مضى الروح بذكراك

كسيف شق القلب على نحري
حتى تغيرت طقوس سعدي

وانخسف قمري وظهر من جديد نجمي
أهوى نجوم

تختفي وتأتي بيني وبين غيري بمعالم أنثى،،،
هكذا نحنُ أو بالأحري أنت يا أُنثى

وحي الخيال وذكرى ألمي،،،
قد أعطيتها عمري فتخلت عني لغيري

بحجة ماذا؟ صداقة تهوى!

وأنا من أشعل الحب شموعاً

تتدلى منها خصراً وجسدا

ورقصت على أضلعي حتى خرجت منها الطفلة

والآن ،،، بعدما وجدت صداقة وقاربت الأربعين

استهلكت روحها، حتى فهمت أني فقط من أحبها

لم تكن ترى تلك الانثى حقيقتها ،،،

فأنا من نفخت فيها الأنثى وحاكت بسعادتها الحور

ربما سأشاركها أو أسامحها

فالأنثى تحرق بعضها بعضا،،، فماذا عنك؟
ولربما سأحذف نبضك عن نبضى

لأني لم أعد أقتنع بأفعالها،،،

فالشيئ الخاطئ يدق القلب

ليقول .. لا تصدق

ibrahimgalal

DR . IBRAHIM GALAL

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 55 مشاهدة
نشرت فى 15 أكتوبر 2024 بواسطة ibrahimgalal

شعر إبراهيم جلال فضلون

 

أقول …

أميرة من عيناك

وعَيناكَ جَمرٌ يُحِرُقني

ناراً لقلبي تشيطُ

تسمعها القلوب

تبكي على حالها رؤياك

وشِفَتَاكَ خَمرٌ … لا يرحم

سكران من لذة ريق

 أشهدُ هو أم ترياق

....

أواهُ يا جسد الحياة ونورسها

أنت مِدفئَةٌ لجسد ولهان …

غرقان أنا بالثلج غرقان

من لمسة جئت َلتُوقِدَني

نارا أم حبا

 

فأواهُ إني حريق غريق 

وأواهُ كُلُك أنت بَأفعَالُك 

 ذَنبٌ فِي الهَّوى رماني ….

فَمَا ذَنبِي أنا يا ملاكي؟

لَأقعُ بينَ أغصانك طائراً بلا جناحان

صَرِيعَاً، وعِشقِي لكَ يهوانِي

فَرفقَاً بِي … ولا تتذمري لأني

رقاق من الهوي لا يقبل الإغواء

وأنا رجال من صُلب رجال

فأحقاً تُرهِقِي فكرك لتكويني بنيران

وتَعصِفي برِياحَك … لتُبَعثِرَنِي، حتى لا تراني

وَتطُوفَ عَلى جَسدي … كالإِعصَارِ فلا تلقاني …

أيا حبيبتي إني نحتُ في جيدك النسمات

تنحِتَنِي بيدي تلك كان مساجي  …

وبِيدي تلك رسمُت بأغصانك الألحان

فكان جَمَال أنُثَي فيك من طفلة الريعان …

حتى رضعتي من ريقي وعسلي فصار ِجَمالِكَ َفتان …

 

 

فإذا أردتَنِي بَينَ يَداكَ فإحتويني يا أميرة الولهانً …

كما احتوتك ذراعي فَكُنتُ لي عَارِيةً

فكان ثوبك من دفء قبلي ليالي.

وبِأحرُفَ كانت منك النظرات كالرمان تَحرُسَني

فَأنتَ حبورة للملاك وريحانُ …

فهل أنت كما كنتى طفلتي..

 

ibrahimgalal

DR . IBRAHIM GALAL

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 85 مشاهدة

إبراهيم جلال فضلون (1)

في نظام سياسي سياسي مُتقلب، يتجلى الصراع بين القوى الديمقراطية والجمهوريين في الولايات المتحدة، بين الولايات الزرقاء التي صوَّتَت لصالح جو بايدن والولايات الحمراء التي صَوَّتت لصالح دونالد ترمب، ومع ذلك، فإن دخول "الطرف الثالث" إلى الساحة قد يغير قواعد اللعبة المتنوعة، إذ يخوضه أيضا عدد من المرشحين المستقلين ومن أحزاب أخرى.

فبعض هؤلاء يواجه في الوقت الحالي دعاوى قضائية تستهدف منعهم من المنافسة في بعض الولايات، كروبرت كينيدي جونيور، وبالتالي (يسود) الطريق أمام المأزوم ترامب بقضاياه ومحاكماته، وبين شخصية بارزة مثل نائب الرئيس الحالي كامالا هاريس، حتى يخشى الديمقراطيون من "إفساد" هؤلاء، الذين يطلق عليهم مرشحي الطرف الثالث، طموحاتهم، كلّما اقترب موعد البلاد من الخامس من نوفمبر القادم، لتتصاعد حدّة الأصوات المُحذرة من مستقبل الاتّحاد الفيدراليّ الأميركيّ، ومخاوفهم من اقتراب ما يسمونه الأميركان "أزمنة الطلاق الوطنيّ"، التي أقرتها إحصائيات تشير إلى تزايد دعم حركات الانفصال بين الأمريكيين في السنوات الأخيرة اطلقتها حركات انفصالية في بعض الولايات الأخرى مثل كاليفورنيا، ألاسكا، لويزيانا، فلوريدا وتكساس، حيث تعتبر حركة "تيكسيت" هي "الأكثر شهرة" فيها.

 حيثُ وافق 23% على انفصال ولايتهم عن الولايات المتحدة، بينما عارضه 51%. ويشار إلى أن الأرقام تختلف باختلاف المناطق، وتبين أن ألاسكا هي الأكثر "حبا للحرية"، إذ يؤيد 36% من سكانها الانفصال. إذا تجاوز الدين الوطني الأمريكي 40 تريليون دولار، على الرغم من أن هذا التشريع تم رفضه لاحقًا. وبالتالي قدّم النائب الجمهوري ماثيو سانتوناستاسو مشروع قانون منفصل يدعو إلى إنشاء لجنة لدراسة الاستقلال للتحقيق في "الجوانب الاقتصادية والقانونية والاجتماعية" لممارسة نيو هامبشاير "حقوقها السيادية" وتصبح دولة مستقلة.


والحديث عن "الطرف الثالث" هنا يمثل جوانب وشخصيات قد تزيد من الصراع الثنائي التقليدي، من خلال حزب ما، أو تحالفات غير تقليدية، أو حتى حركات شعبية، تبدأ من مفاهيم معينه مثل العدالة الكندية، وحقوق الإنسان، والسياسات البديلة، حتى يكون لها قادة شعبية مؤثرة، وقد يمكن لقضية معينة أن تجمع بين الجميع، كبعض التحديات الكبرى التي تواجه أمريكا. وقد يكون لدى الطرف الثالث القدرة على الاستقطاب للكثير من كلا المساعدين حول الحلول السحرية وغير التقليدية، فتاريخيا، كانت استطلاعات الرأي تميل إلى المبالغة في تقدير قوة المستقلين والأحزاب الأخرى، وربما يستخدم المستجيبون لهذه الاستطلاعات خيارات الطرف الثالث من الأحزاب للإشارة إلى عدم رضاهم عن حزبهم، لذا فمن غير المرجح أن يفوز مرشحو الطرف الثالث بحصة كبيرة من الأصوات في نوفمبر، لكن فرص مثل هذه الأطراف في تسليم البيت الأبيض إلى ترامب قد قلت بشكل كبير.


ولذا نرى في انتخابات الرئاسة عام 2000، اجتذب المرشح اليساري، رالف نادر، أصوات كان يمكن أن يصوتوا لصالح مرشح الحزب الديمقراطي حينها "آل غور"، وتغيير النتيجة لصالحه ضد الجمهوري جورج بوش، بفارق 537 صوتا فقط في فلوريدا، أما في استطلاعات الرأي التي أجرتها مؤسسة "يو- غوف"، بين أواخر مايو وأوائل يوليو، فقد أظهرت، فوز كينيدي بنسبة 3.8 % من الناخبين الذين قالوا إنهم أيدوا بايدن عام 2020. وفازت مرشحة حزب الخصر بـ1.5 %، وكورنيل ويست، المرشح المستقل اليساري، بـ0.9 % أخرى، أي أن حوالي 7 % من ناخبي بايدن، في عام 2020، كانوا يُخططون لاختيار مرشح مستقل هذا العام.


هذه الدعوات استدعت من ذاكرة الماضي الأميركي حروبها الأهليّة (1861- 1865)، والتي دارت حول العبودية وحقوق الولايات ومستقبل الاقتصاد. الذي كاد يتكرر مأساويته اليوم، بل وتبدو مقاربة الولايات المتّحدة اليوم بخمسينيات القرن التاسع عشر أكثر انقسامًا، على أسس مغايرة، أيديولوجية من جهة، وعِرقيّة من جهة ثانية، ودوجمائيّة من جهة ثالثة، لتبدو معركة الولايات المتحدة الداخلية مُرعبة، وهذه هي آفة الحضارات الكبرى في إنهيارها. 


ولا ننسي ما صرح به قبل نحو أسبوعين الرئيس الأميركي جو بايدن، عن عدم ثقته في أنّ أميركا سوف تشهد تسليمًا سِلميًّا للسلطة بعد انتخابات الرئاسة القادمة.. الأمر الذي يمكن أن يُدخِل البلاد فيما يُعرَف بتطبيق "قانون التمرد"، إذا شبت الحرب الأهليّة بين 54% من الأميركيّين الجمهوريّين، وقرابة 41% من الديمقراطيّين بشكلٍ أو بآخر؟.


ليفانت: إبراهيم جلال فضلون

ibrahimgalal

DR . IBRAHIM GALAL

إبراهيم جلال فضلون (1)

بأطروحات للموت الأوروبي المنهك التي يقودها الشعور بالذنب لما قامت به طوال نشأتها، ليتعرض قيمها الحديثة للخطر، كونها فقدت الثقة في معتقداتها وتقاليدها وتعرضها لغزو شعوب جديدة قهرتها بالاستعمار والاحتلال إضافة مع معدلات المواليد المنخفضة في أوروبا، حتى كتب الصحفي السياسي غابي هينسليف في صحيفة الجارديان، واصفاً الموت الغريب بأنه «كراهية للأجانب»، بخلاف تفسير كتابي الموت الغريب لأوروبا، للصحافي والمعلق السياسي البريطاني دوغلاس موراي، المستوحى من كتاب جورج دانجرفيلد الكلاسيكي للتاريخ السياسي "الموت الغريب لإنجلترا الليبرالية"، الذي نُشر عام 1935 .لماذا لن تستمر الحضارة الأوروبية كما نعرفها؟. 


يقول موراي: "العالم قادم إلى أوروبا في اللحظة التي فقدت فيها أوروبا رؤية عما تكون عليه"، "وفي الوقت الذي تكون فيه حركة ملايين الناس من الثقافات الأخرى إلى ثقافة قوية وحازمة قد تكون ناجعة، فإن حركة ملايين البشر إلى ثقافة مذنبة، متهالكة، ومحتضرة لا يمكن أن تحدث".


لقد غيرت حرب الروس وأوكرانيا الواقع بين عامي 2014-2022، قام كل طرف بإعادة هندسة إستراتيجيته الأمنية، حولتها من حرب خاطفة إلى حرب مستدامة، وما من إستراتيجية خروج في الأفق، لتواجه أوروبا كما تخوّف ماكرون، مخاطر حقيقية جمّة لا يمكن احتواؤها من زعزعة الاستقرار والرسوم الجمركية ضد البضائع الصينية، وتابعيتها للولايات المتحدة الأمريكية، فاقدة لقرارها السيادي -و "كل لبيب بالإشارة يفهمُ" -، ودعم أوكرانيا بالسلاح، والعنف الذي جرى ضد المسلمين في بريطانيا وألمانيا وفرنسا وغيرهم، لتبدو أوروبا تائهة، على مفترق طرق، فوما هذه الأزمة والصراخ الذي أمرض حناجر القادة الأوروبيين إلا بسبب العقوبات الاقتصادية التي ارتدت على أوربا سلبا، فيما وجدت روسيا لنفسها أسواقا بديلة لمنتجاتها، بل ووجدت فيها الحل السحري لأزماتها العابرة والمفتاح لأبواب دول كانت أسواقها حكرًا على المستعمر الأوروبي، ، فضلًا عن الزحف الصيني الشِره إلى استغلال كل الفراغات التي تعجز أوروبا عن ملئها، لينتظرها "اليوم التالي"، في خطابات ماكرون، وخوض صراع تقني معقد على المسرح الدولي. يتذكر الألمان سنوات ترامب الأربع الصعبة، حيث انهال بكل قسوة على أوروبا والناتو، بل وكانت الحرب على غزة سماوات مفتوحة، رأي منعا لعالم البشري "نفاق الغرب"، ممن أعادهم ترامب إلى "الراكبون بالمجان"، تلك التي لا تمتلك "الذاكرة المؤسسية" فتركب خلف أميركا بالمجّان.


لم تعد أوروبا مركز العالم، بل ورقة تتلاعب بها القوى العملاقة. فوجدت نفسها رهينة للآلة الصينية، فخرجت القارة العجوز من مراكز رأس المال، ويبدو شبح "بطرس الأكبر" مسألة حاسمة بالنسبة للإستراتيجية الأميركية، فهو الضمان لبقاء القارة رهينة للمظلّة الأميركية، لتتراجع الديمقراطية في 52 دولة، ونموًا بسيطًا في 21 دولة، ليُصبح الرهان الغربي على عالم ديمقراطي، أوروبا- أميركا، حلمًا مُتلاشيًا.
لقد انهزمت الروح الأوروبية، كما قال ماكرون والرئيس الألماني، قال ماكرون: "أن أوروبا اليوم فانية. فهي قد تموت. وقد تموت، وهذا يتوقف على خياراتنا. ولابد أن نتخذ هذه الخيارات الآن". وفي رأيي أنها بالفعل في مرحلة خروج الروح لتعود لسابقتها، كوننا العرب خلقنا أسياداً وحررنا العالم من استعماريتهم – وقد آن الأوان للوحدة لأجل عالمنا الفلسطيني والإسلامي.


وأختتم المقال بما أعلنه موراي بكل بساطة أن: "أوروبا تنتحر أو على الأقل قررت قياداتها أن تنتحر"، مضيفاً: "عندما أقول إن أوروبا تعيش في عملية تقتل فيها نفسها لا أقصد أن عبء لائحة المفوضية الأوروبية أصبح مسيطراً أو أن الاتفاقية الأوروبية الخاصة بحقوق الإنسان لم تكتمل بما يكفي لإرضاء طلبات مجتمع معين. أقصد أن الحضارة التي نعرفها كأوروبا تسير في عملية الإقدام على الانتحار، وأنه لا بريطانيا ولا أي دولة في أوروبا الغربية يمكن لها أن تتجنب ذلك المصير، لأننا جميعاً نبدو أننا نعاني من ذات الأعراض والعلل. ونتيجة لذلك، مع نهاية دورات الحياة لمعظم الناس الأحياء حالياً، فإن أوروبا لن تكون أوروبا، وشعوب أوروبا سوف تفقد المكان الوحيد الذي توجّب علينا أن نطلق عليه اسم الوطن".    

ليفانت نيوز: إبراهيم جلال فضلون

ibrahimgalal

DR . IBRAHIM GALAL

إبراهيم جلال فضلون (1)

إلي أين يتجه العالم وهو في قبضة التكنولوجيا، وأروقة الفيروسات والهكر؟، وقد أصابت مفاصل العالم وجسده بهزات عنيفة في ثقة الكوكب في العصر التقني والزمن الرقمي بل والصواب بجلطة رقمية، فلا أمن ولا أمان للتقنية.. فبعد «نكسة» شركة مايكروسوفت، والتي تقدر قيمتها السوقية بنحو 3.2 تريليون دولار ما يزيد على 23 مليار دولار على الفور بعد هبوط قيمة أسهمها بأكثر من ثلاثة %، بسبب الهجمات السيبرانية والفيروسات الإلكترونية وانكشاف برامج الحماية التي أنفق عليها كبار العالم عشرات المليارات في «نكبة» شركة «كراود سترايك»، التي فقدت خمس قيمتها السوقية (20 مليار دولار) من قيمتها السوقية البالغة نحو 125 مليار دولار، وشلل العالم بإيقاف نبضه ومصالحه ومعلوماته ومساراته لفترة، خسر خلالها المليارات في عشرات الدول حول العالم، مما أدى إلى فوضى غير مسبوقة، ليسقط قناع العالم الفضائي، كما سقط قناع القبة الحديدية والذكاء الاصطناعي في طوفان الأقصى من قبل، وانهيارات العملات المشفرة وغيرها من الحوادث، في رسالة واضحة قوامها وقوع الكوكب في قبضة ما صنع البشر، وعجز عن حله عباقرة الثورة الرقمية والشركات التقنية وأودية "السليكون" في حلحلتها أو التخفيف من وطأتها.


لن تعود العلاقة كما كانت على الأقل قريباً، وكأن العالم يتأهب للعودة للعصور السابقة كالاعتماد اليدوي في إدارة شؤونه، كما كان في أيام وباء كوفيد من تخزين الأموال بالمنازل بدلاً مكن البنوك، لتأتي مداهمة "شاشات الموت الزرقاء" بشلل تقني أربك مليارات البشر وبيوتهم وشركاتهم ومؤسساتهم وطائراتهم والقوس مفتوح، دل على خطأ فادح في نظام تشغيل مايكروسوفت مما يعني أنه لم يعد يعمل بأمان، وهو ما يُذكرنا بتخمين "فارهاد مانجو" الصحافي قبل أعوام في عموده بـ "نيويورك تايمز"، بما سماه بـ "الخمس المُخيفات" بحسب درجة اعتمادهم أو تخيلهم عنها، وهُن: "أمازون، فيسبوك، أبل، ألفابت (الشركة الأم المالكة لغوغل)، ومايكروسوفت".. لتتوقف الأرض فجأة عن إدارة حركة البث والبيع ونظم الدفع في مشارق الأرض ومغاربها، وتخلف ملايين المسافرين في المطارات لوقوفهم بلا حول ولا قوة أمام شاشات زرقاء جامدة لا حراك فيها، أما تعليق هيئة الأمن السيبراني في السعودية، كان شفافاً وثابتاً لسعي الهيئة "للسيادة" التقنية.. والعمل على الحلول السريعة التي عاهدناها في الحكومة السعودية كما صار بنجاح في إدارة أزمة كوفيد 19 ومتحوراته، والأزمات الاقتصادية الآخرى، وهو ما حدث في تفعيل خطة استمرارية الأعمال بالمطارات السعودية، وقطاع المصرفية والمال والبنوك والطيران والصحة بل والعسكرية واستخدام «الأنظمة البديلة» بالتعاون مع الشركاء، وهو ما يجعلنا حريصين لاثبات هويتنا بالاستقلالية الرقمية، وليست تطبيقاتنا منا ببعيدة (أبشر وتوكلنا وناجز وغيرهم)، لنكون أمنين بعيدين عن الهيمنة الأجنبية وكبسة الزر الحارقة.  

ليفانت: إبراهيم جلال فضلون

ibrahimgalal

DR . IBRAHIM GALAL

 

ما بعد حبور الموت (حرب)

الأحد 04 اغسطس 2024

 

من عزاءات الفلسفة فكرة الـ«ما بعد»، وربما ظننا أنه بفضل عقولنا تغلبنا على الواقع المُعاش، وتحكمنا في عالمنا الحديث والمُستقبلي للأفضل، وبتنا اليوم نعيش أعماراً أطول مما عاش آباؤنا وأسلافنا منذ فجر التاريخ، عبر الذكاء الاصطناعي الذي أهال إسرائيل وأنظمتها الأوروبية الحديثة في طوفان الأقصى السابع من أكتوبر الماضي، ولكن ربما أن ظننا ليس في محله، فمن ينظر بدقة وبصيرة إلى مُجريات حياتنا وما يتحرك بلحظاته في خرائط العالم الآن، سوف يتأكد أن عالمنا القديم بات يتآكل برمته، ليعود الإنسان لما كان عليه في العصور السالفة قبل الحرب العالمية الأولى والثانية، والباردة، وغيرها، ومما يعزز الاعتقاد بأن البشر بلغوا من العُمر عتياً بتلك العقول النهمة للحياة الفانية أن غاية أعمارهم فقط كانت فاقدة الشهية للذة الحياة التي خلقنا الله لها لنعبدهُ، لا لنتلاعب فيها ولنُغير خلق الله في الأرض، كما صار بتلاعب الجينات والاستنساخ في حبور موت (النعجة دولي)، ما يشيع من اعتقادات خاطئة عن القدماء، لكن حتى لو لم تتغير الطريقة الفكرية للبشر بشكل كبير عبر العصور، فإن هذا لا يقلل من الجهود الهائلة التي بذلت لرفاهية الإنسان ومسيرته العلمية التي استخدمها الكثيرون في ما هو ضد البشرية، خلال العقود الأخيرة، فصار فيها عالمنا كغابة موحشة لا قائد لها ولا رابط ولا رادع في تحدٍّ للغيب، فلا القواعد تُطبق، ولا القوانين تنفذ، ولا للضمائر ضمير، ولا للقلوب مصير، ولا للعقول قويم، فاتسعت رقعة الحروب المتتالية، لتأكل ما يصنعه ذلك الإنسان، وتحرقهُ بما فعل وأتى..

ويعزي البشرية وإن كان واقعهم قاسياً أو يُنذر تحولاتهم البائسة لحياتهم الأكثر ظلمة في تاريخهم، كامتداد تاريخي للشر وإرث قديم بدليل الصراع الدموي الذي بات بلا رحمة في غزة، منفصلاً عن شكله الإنساني القويم، مُتخلياً -في الوقت نفسه- عن أجل ميزاته الاستثنائية وأعظم مظاهر التكريم الإلهي له عن سائر الحيوات، ليصلوا لقمة الوصف (الحيوانات البشرية)، في غابة الإنسانية المفقودة، كـ«امرأة لعوب»، وإذا ما استسلمنا لفكرة أن الحروب قدر أو واقع لا مفر منه، وسألنا عبثاً ماذا بعد الحرب؟ والمسار المأساوي والجحيم الذي تساق إليه البشرية قسراً كل يوم؟ بسبب فئة قليلة ونحنُ أُمة أعزها الله بالإسلام مليارية القلوب ولو بالدعوات، أين هي؟، لتتكالب علينا حبارير الأُمم بثكناتها العسكرية العفنة والاقتصادية الخربة، فماذا بعد صور النزوح المؤلمة لأهالينا وأبنائنا وأخواتنا وأمهاتنا وأطفالنا الجوعى والمشردين والمفقودين ممن لا يجدون راحة الوطن، ليعيشوا بلا حياة، فما يأتي من رئيس أمريكي أو يبقى إلا وهو خراب عليهم وعلينا، فكُلُهم لا حياة ولا أمان بين عقولهم، التي لا ولن ترتضي إلا هلاكنا، فروسيا الآن تشكو من التدخل الشامل من الغرب الأوروبي - الأميركي، بجارتها أوكرانيا، وجدت نفسها تخوض حرباً، ليست تنتمي إلى مفهوم الحرب، وأبرياء فلسطين أُجبروا على الدفاع عن وطنهم المنهوب من تلك الفئة الضالة المُضللة، كأي أحرار في أوطاننا، استشهدوا لأجل تحرير وطنهم الغالي، ليجد الغرب الأمريكي نفسهُ أمام المارد البشري الذي كشف نواياهم، وليجدوا العقول بحراً وبراً وجواً وفضاءً في العالم، في رسالة حرب مفتوحة مستعرة، كما في السودان، منذ منتصف إبريل الماضي، وما زالت ساحة للقوى نفسها، منتظرة أن تختمر عجينتها لحروب أوسع..

وأخيراً: إنها سياستهم الحالية في غزة، كما هي في أقاليم مُسلمي الهند والصين وغيرهما، لنُصبح أمام مفهوم جديد بعنوان: «الحرب للحرب»، وكأنهُ فن للقتل قتلة للأبرياء والإنسانية. بوصفها أداة من أدوات السياسة، صورتها مفهوم حروب من دون ضفاف، أو حروب منسية!، إنها حروب غزة التي تقبع في قلوب مليارات من المسلمين، ولم ينساها قادتنا، جمعهم الله لخيرها.. أمين.

 

 

مقالات أخرى للكاتب

ibrahimgalal

DR . IBRAHIM GALAL

جفاء الحروب والمدن

الثلاثاء 30 يوليو 2024

وقوع الحرب أمر مستدام كما علمتنا علوم الحروب. ويقول أبو الجغرافيا السياسية المفكر الألماني فريديريك راتزل: «إن المدينة مختبر مهم لتلاقح الأفكار. فهل رأيت يوماً عبقرياً يخرج من القرية؟ فهو يولد في القرية، لكن تطوّره يكون حتماً عبر المدينة»، ففي الحرب كلّ شيء سهل، لكن أسهل شيء فيها هو معقّد جداً جداً، فمسرح الحرب مُحضّر للقاءات دمويّة بأشكالها المختلفة الجديد. فمن يذهب إلى الحرب فهو بلا ريب يدق أبواب المجهول، غير واثق من النتائج أو العودة. فتعد المدينة عاملاً مساوياً- مُعادلاً للقوى. إذ إنها تضرب أي تفوق عددي، يكون مهاجماً لها، لأنها ببساطة تكمن روحها في مساحتها مهما كانت، وفي هندستها المعمارية وشوارعها، ومعالمها.. لتجد فيها أن كلّ جدار يُعد متراساً، وكلّ عمارة هي مركز مراقبة ورصد.. ففيها تطول المسافات، ويتأخرّ الوقت، ومن يدخلها تتبدل حالاته، وكأنها علاقة جدلية بين المدينة ومن يهاجمها.

هي تستقبل زوارها بسلام غير أنها لأهلها المدربين أمان يعرفون دروبها، لتتحول في حالات الغزو لنقمة قاتلة لزوارها الدخلاء، فإذا انقلبوا عليها تنقلب عليهم.. هي مسالمة إذا كان الزوار مسالمين. والعكس صحيح، فهي تُفضّل ابنها ومن ولد فيها ويعي ذكريات المكان والزمان فيها، ويمكن اختصار تاريخ العالم وفق رأي ونستون تشرشل، إنه: «عندما تكون الدول قويّة، فهي ليست عادلة. وعندما تريد أن تكون عادلة، فهي لم تعد قويّة». فهل للقوّة علاقة بالعدل؟ وهل يعكس عدل الدولة ضعفها؟، بلى فقد كان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ينام تحث ظل شجرة في أبهى عصور الإسلام، وهناك كأن الحرب مثل الوباء يجتاح بلا هوادة ولا استئذان، فتظهر حينها نقاط الضعف ومدة هشاشة المتقاتلين بالميدان.

وقديماً كانت الحروب تخاض حول المدن بهدف الاستيلاء عليها، لا الحرب داخلها. حتى إن معركة ستالينغراد الشهيرة، دارت كلّها حول المدينة، ويقول العالم الاجتماعي الأمريكي الراحل شارلز تيللي: «صنعت الحرب الدولة، لتعود الدولة بعدها لصنع الحرب». وبالتالي يؤكد أن الأمم تذهب عادة إلى الحرب لأسباب عدّة أهمها: الخوف، والمكانة، والمصلحة، ومن ثمّ الانتقام، فقد خلقت حرب فيتنام للولايات المتحدة الأمريكيّة ما يُسمّى بـ«متلازمة فيتنام».. لتتكرر حرب، وغزو العراق، لأسباب مصطنعة بحادثة 11 سبتمبر، لتسويق فائض القوّة الذي تملكه أمريكا في عالم أحادي القطب، ففشلت في أفغانستان وتئن الآن بالعراق وسوريا؛ لأن الاستثمار الماسوني الصهيوني الأمريكي الكبير والمكلف جدّاً في تلك الحروب، كان لمصلحة الأعداء، وهذا أمر يناقض المفاهيم السياسيّة والعسكريّة، كما شكّلت حرب اجتياح لبنان عام 1982 الكثير من العقد النفسيّة لإسرائيل، لتتم بعقدة أكبر من عقدة حرب أكتوبر 1973م المجيدة، بطوفان الأقصى في السابع من أكتوبر 2023م، فبعد نقطة الذروة الإسرائيلية يبدأ مردود الحرب يصبح سلبياً وخطراً على الكيان وحلفائه وهو ما ظهر بعد 200 يوم من الحرب ورغم الدعم الغربي، كما أن العمل من خارج القطاع يرفع الضغوطات الأمريكيّة عن إسرائيل.

علماً أن تدرّيب إسرائيل قواتها الخاصة على حرب المدن لا زال فاشلاً، وإلا لنجحت في غزة أمام أنفاق حماس، لتكون كل خطوة تالية هي قاتلة، فقد بنت في صحراء النقب مركزاً للتدريب على حرب المدن، نسخة طبق الأصل للمُدن الفلسطينيّة، مهما كان التدريب والوعى للمكان تراكميًّا، سيكون بعكس ابن المدينة الأصليّ، وهي نتيجة لا يأتي معها أي حلّ سياسيّ دائم، مما يجعل الباب مفتوحاً لاندلاع حرب مقبلة هالكة للجميع وأولهم من تسبب فيها أو النافخ لاشتعالها.

<!--<!--

أرشيف الكاتب

مقالات أخرى للكاتب

 

 

ibrahimgalal

DR . IBRAHIM GALAL

من هو الحيوان البشري؟!!

الأثنين 23 أكتوبر 2023

 

د. إبراهيم بن جلال فضلون

«يواف غالانت»، أول من أطلق ذلك الوصف المطبوع بالعجرفة الصهيونية، قالها وهو فرِح بالإجراءات التي ستتخذها حكومته ضد أهالي غزة، وقتلهم في حصار مفروض منذ 16 عامًا، فلا ماء ولا هواء، قطعتها عن 2.3 مليون إنسان عن المواطنين العزل، وهي في شريعتهم الدولية التي لم تنفذ إسرائيل بندًا واحدًا منها (جريمة حرب)، ولكن تفترض القيم الحيوانية ذواتاً تنمُّ على أفعالها بالواجبات والتكاليف، وقد ألف عالم الأنثروبولوجيا ويستون لا باري عام 1954، كتاب الحيوان البشري، مستعرضاً فيه نهج التحليل النفسي لعلم النفس والثقافة، ولعل وصف غالانت سكان غزة أصاحب الأرض بـ»الحيوانات البشرية» قائلاً: «نحن نحارب حيوانات بشرية». ما هو إلا تفوّق على السلوك النازي بعنصريته، التي يعيش على أصدائها المجتمع البشري، ولكن أقوى رد على الحيوان أنه لا يقوى على العيش في غاباتنا التي تفترسهُ إذا فكر الاقتراب من ثمارها، فلقد ولدتنا أمهاتنا أحراراً، هكذا قال مصطفى كامل لأمثال غالانت المُحتلين، ومثلهم نتيناهو الذي وصف للإعلام بأن كتائب القسام مثل (داعش والنازيين)، لأنهم عندما هاجمت المستوطنين كانت وحشية في هجومها على المستوطنات، وهم يهاجموننا منذ عشرات السنين بحفلات الموسيقى والغناء المصاحبة للصواريخ والقبة الزجاجية في مشاهد ربط الموتى الفلسطينيين والتمثيل بجثثهم، فيا أغبياء العالم، لا يضر الشاه سلخها بعد ذبحها، مما يدل على قمة الرعب حتى من الموتى، ومن قبل وصفوا أراضينا بـ(أدغال) وأن أوروبا المتميزة «حديقة»، والحق عكسياً، إذ أصبحت أوروبا حديقة لأنها نهبت الأدغال لقرون، ووصفنا بها عبثي جاهل اسمهُ «جوزيب بوريل»، ونحن نشفق عليكم لأن حياتكم القادمة بدوننا موت محتم وستتحول حديقتكم الغنية إلى كتل من الجليد بدون ثمارنا.

لقد بنى «بنى صهيون» بيوتهم في أراضينا على أجسادنا ودماء الشعب الأعزل وشيدوا (غلاف غزة) التي تعتبر أكثر بقعة في العالم مكتظة بالسكان. واغتصبوها بدون أي شرعية بل وبالمخالفة لقرارات الأمم المتحدة، ليتطاول بإعلامهم الزائف نتنياهو بوصف الأبرياء أنهم: «نازيين قد نحروا رقاب 40 رضيعاً في إحدى المستوطنات». وأكد هذا الكلام الرئيس الأمريكي جو بايدن، لتنفيه إدارة البلهاء. فمن هو الحيوان البشري؟، لتبرر أفعالها الحمقاء بأن إسرائيل «تدافع عن نفسها» ويُثرثر العالم الغربي ممن يشاطرونها التعطش نفسه للدماء، أنه على حق ويقوم بتخليص العالم من وباء وإرهابيين، فمن هو الحيوان البشري؟

لقد استُخدِمت القوة المفرطة وكم القنابل التي أُلقيت على غزة، أمام أعين العالم والأمم المتحدة، ومنها ما هو مدون لدى المحكمة الجنائية الدولية في قضية تحت نفوذ القاضي والجلاد والمحامي وأولهم أمريكا، وقد تم التحفظ عليها بنقل المحامية البريطانية التي كانت تقوم بالتحقيق فيها واستبدالها بآخر بريطاني قام بحفظ القضية على أنها مرفوعة من دولة فلسطين ولا توجد دولة اسمها فلسطين. وهنا لا بد أن نعي لماذا قامت مصر لإثبات فلسطين في الأمم المتحدة على الخرائط المعتمدة من الأمم المتحدة، كي لا يكون لديهم حجة، لكن القضية في أروقة المحاكم الظالمة ستطول حتى قيام الساعة دون فائدة.

إنها تصاريح وجمل بل وكلمات حروفها خاوية، تنمُّ على عجز المطبخ الغربي، وشيطنتهم مبرر منطقي، بقاعدة «خير وسيلة للدفاع، هو الهجوم»، والتهجير للفلسطينيين ودفعهم لسيناء المصرية، لكن لن تحمي حديقتكم نفسها من غزو الغابة ببناء الجدران وقباب زجاجية حولها.. فلا تتفاخرون بـ»بناء حديقتكم الجرداء» ودولتكم الصهيونية من النيل للفرات ولا التهجير القصري فما تبنوه في سنوات ضاع هباءً أمام طوفان الأقصى.

 

إنها لحظة للسلام قبل ورغم كل شيء، نادي بها ولي العهد صاحب السمو الملكي محمد بن سلمان ومعه أشقائه العرب فعليكم أن تلحقوا بها.

أرشيف الكاتب

مقالات أخرى للكاتب

ibrahimgalal

DR . IBRAHIM GALAL

إبراهيم جلال فضلون 

"كيلا شلومو"، برنامج الحكومة الإسرائيلية، المصمم لتنفيذ ما سمته إسرائيل "أنشطة الوعي الجماهيري" التي تستهدف إلى حد كبير الولايات المتحدة وأوروبا لاستمالة الغضب الجماهيري في عالمهم (المكشوف)، وانفاق أكثر من 33 مليون شيكل، أو حوالي 8.6 مليون دولار، في فترة النصف عام الماضية، على الدعوة الحكومية لإعادة "صياغة النقاش العام"، وفق صحيفة "الغارديان"، بل وانخرطت شركة ""Concert، المعروفة حاليا باسم أصوات إسرائيل، في حملات مصممة لمواجهة تصاعد العداء لإسرائيل في الولايات المتحدة بعد الحرب المستمرة منذ 8 أشهر في غزة على طوفان السابع من أكتوبر، والغضب العالمي خارجياً وفي أواسط الشعب الإسرائيلي الذي يهرب من غضب الغزاوية، والقلق الأوروبي المتزايد من توسع الحرب، وإقدام إسرائيل على اجتياح جنوب لبنان لإبعاد حزب الله عن الحدود، بل  وتهديدات حزب الله لقبرص، لتلتهب "المعارك العنيفة" من حولها حتى الشرق الأوسط وجنوب البحر الأحمر، ليفتح باب التكهنات بشأن المرحلة المقبلة من حرب قد تلقي بظلالها على المنطقة وخصوصا على الجبهة الشمالية الإسرائيلية، مما لا يعني أن الحرب ليست على أعتاب نهايتها بل في مرحلتها العنيفة، لاسيما مع الخطاب السياسي الإسرائيلي والتخطيط الاستراتيجي وتحوّله إلى الحدود الشمالية مع لبنان، في مهاترات ومحاولات المرأة اللعوب ب "سيطرة عسكرية" واهية، ليظل أي حل دبلوماسي في غزة غير مؤكد.

إن سيناريوهات الحرب داخل رباعية ضلعها الأول يشمل عمليات "أقل حجما" في غزة، وإنقاذ الرهائن في جميع مناطق القطاع، وذلك فاشلاً للأن، دون السيطرة الكاملة على أي أرض، فقط دخول وانسحاب وخسائر كبيرة، كما حدث في مستشفى الشفاء بمدينة غزة وعملية مخيم جباليا العسكرية، والضلع التالي احتمالية وجود فراغ سلطة في قطاع غزة، مع رفض نتنياهو سابقاً لعب السلطة الفلسطينية دورا في حكم غزة، وهو ما يسمح لحماس الاحتفاظ بهيمنتها على القطاع المدمر، وهو أمد طويل لا ينتهي بسجال وجدال عقيم، يتسبب في صعوبة إعادة الإعمار وتوزيع المساعدات وتخفيف معاناة المدنيين.

والضلع الثالث يتعلق بالجبهة الشمالية، وحزب الله اللبناني، حيثُ بات حبور الجيش الإسرائيلي في "وضع أسوأ" لشن هجوم على لبنان لإجبار حزب الله على الابتعاد عن الأراضي الإسرائيلية، والذي يشترط نصر الله اللبناني المصنف على لائحة الإرهاب إنهاء الحرب في غزة قبل الانسحاب لما بعد نهر الليطاني.. وهو ضلع حباله أطول من العُمر، ليكون الضلع الرابع هو الأوضح لاستمرار التوترات بين الجانبين الأميركي والإسرائيلي، وحولهما التوترات والاحتجاجات والمقاطعات العالمية للشعوب، وهو ما يزيد الخلاف مع واشنطن، لكن نتانياهو مستمر في إبقاء مستقبل غزة "غامضا"، وسط ضغوط من ائتلافه اليميني المتشدد لاحتلال القطاع وإعادة الاستيطان.

كل تلك السيناريوهات والإمدادات والمعونات الأمريكية الأوربية من زيادة نسب المعاداة للسامية بل وكراهيتها حتى من أصولهم اليهودية، وصل الأمر لمواصلة معهد دراسة معاداة السامية العالمية والسياسة، في التأثير على تحركات الكونغرس من منطلق أن الاحتجاجات ضد إسرائيل مدفوعة بمعاداة السامية. وقد دعا تقرير حديث لمكافحة التضليل الإعلامي لمجموعة ميتا ومنصة تيك توك، إلى مكافحة شعار "من النهر إلى البحر، فلسطين ستتحرر، وكلاهما يحجبان الحسابات المؤيدة لفلسطين، حتى كشفت صحيفة هآرتس الإسرائيلية ونيويورك تايمز الأميركية مؤخرا أن وزارة شيكلي استخدمت شركة علاقات عامة للضغط سرا على المشرعين الأميركيين، حتى أشار مئير هولتز، رئيس منظمة موزاييك يونايتد، في جلسة الكنيست إلى أن الحكومة الإسرائيلية ستستثمر هذا العام 48 مليون شيكل، حوالي 12.8 مليون دولار، في منظمته للتأثير بالحرم الجامعي. وكان معهد دراسة معاداة السامية العالمية والسياسة، أحد أكبر المستفيدين الأميركيين من التمويل، قد تلقى ما لا يقل عن 445 ألف دولار، وهو مبلغ يعادل 80% من إجمالي إيراداته عام 2018، كجزء من تعهد بقيمة 1.3 مليون دولار. ليعي العالم... ما هي صفات المرأة اللعوب؟.

ليفانت: إبراهيم جلال فضلون

ibrahimgalal

DR . IBRAHIM GALAL

د. إبراهيم جلال فضلون

إن الله شرف هذه البلاد الطيبة المباركة، مشروع وشعباً، لخدمة الحرمين الشريفين، فقامت بمسؤوليتها هذه بحمدالله خير الإمارات، رباعية كوبرى في إدارة الحشود إذ تحسدها دولاً في نجاحاتها لذلك، بل طلبت دولاً مساعدتها في إدارة الجموع، مما يؤكد ريادتها، في إدارة أكبر الجماهير العالمية، وهُم قاصدي الحرمين الشريفين، بخطط مدروسة مُتكاملة، تستوعب حركة قاصدي الحرمين والمشاعر المقدسة حجاجاً وعماراً ووزواراً.. ولذلك فإن هيئة طلب العلماء في السعودية قد شددت على الالتزام بالحج النظامي تبعاً لتخصيصها لسبباً شرعاً، والشريعة لتغطية تحسين الاهتمام وتكثيرها ودرء المفاسد والقضاء عليها، وأنها لا يجب عليها الذهاب إلى الحج من دون أخذ الكثير ويأثم فاعله.

والإنسان عندما يتاجر، عليه تحري الحلال، ولا أفضل من حجة بيت الله بحلال النفس والمال، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (الْحَلالُ بَيِّنٌ، وَالْحَرَامُ بَيِّنٌ، وَبَيْنَهُمَا) وهذا حديث حديث أصل الإسلام، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: "قَالَ رَسُولُهِ". صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَمَ: «إِذَا خَرَج الرَّجُلُ حَاجٌ بِنَفَقَةٍ طَيِّبَةٍ، وَوَضَعَ رِجْلَهُ فِي الْغَرْزِ، فَنَادَى: لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، نَادٍ مِنَ السَّمَاءِ: لابَّيْ كَ وَسَعْدَيْكَ، زَادُكَ حَلَالٌ، وَرَاحِلَتُكَ حَلَالٌ، وَحَجُّكُ مَبْرُورٌ غَيْرُ مَأْزُورٍ، وَإِذَا خَرَجَ بِالنَّفَقَةِ الْخَبِيثَةِ، فَوَضَ رِجْلَهُ في الْغَرْزِ، فَنَادَى: لَبَّيْكَ، نَادَهُ مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ: لا لَبَّيْكَ وَلَا سَعْدَيْكَ، زاَدُكَ حَرَامٌ وَنَفَقَتُكَ حَرَامٌ، وَحَجُّكَ غَيْرُ مَبْرُورٍ». فيذهب لبيت الله الحرام برشوة حج، تلك هي الأيام التي نرى فيها كثيرون ممن "يتنطعون"، أو يتحايلون على، ظانين الدين لذلك مغفور لهم ما فعلوه بحق الناس وأنفسهم، - والله أعلم-، فالذي حج من حرام حجه مردود على صاحبه ولا تُقبل عند الله.

والحج الذي تُغفر به الذنوب وتكفر به السيئات هو الحج المبرور، الذي لم يرف فيه صاحبه ولم يفسق.. ومن جملة ذلك الفسق هو الإصرار على المعصية وعدم التوبة، التي من شروطها، أداء حقوق الله الفائتة كالزكاة وغيرها، واستمتع بقضاء حقوق العبادات وحلال من مظالمهم، وهذا لا بد منه، حيثُ قال ابن حجر الهيتمي في الفتاوى الفقهية الكبرى:  الحج المبرور يكفر ما عدا تبعات الاستدميين، كما حكى الاتفاق الإجماع على هذا الثناء.. وهو بإجماع هذا الحج غير مقبول ومستجيب على صاحبه يوم القيامة...

وقد قال مفتي الديار المصري السابق الدكتور جُمعة: "إذا حضر الحاجُّ حجَّه اكتملت الأركان والشروط فقد وقع عليه فريضة الحج؛ لكن حجه غير مقبول"، وقال العلامة ابن نجيم الحنفي: "وَيَجْتَهِدُ فِي تَحْصِيلِ نَفَقَةٍ حَلَالٍ، فَإِنَّهُ لَا يُقْبَلُ بِالنَّفَقَةِ الْحَرَامِ، كَمَا". وَرَدَ فِي الْحَدِيثِ مَعَ أَنَّهُ يَسْقُطُ الْفَرْضُ عَنْهُ مَعَهَا وَإِنْ كَانَتْ مَغْصُوبَةً، وَلَا تَنَافِي بَيْنَ سُقُوطِهِ وَعَدامِ قَبُولِهِ فَلَا يُثَابُ لِعَدَمِ الْقَبُولِ وَلَا يُعَاقِبُ فِي الْ آخِرَةِ عِقَاب تَارِكِ الْحَجِّ".

فلا يُشرع للحاج أن يعرض نفسه للخطر والإذلال، ولا يجب أن يُعرض غيره للأذى وعريض من المنزل وحجيجهُ للضرورة فهُما خط أحمر، وكيف تُقبل الحجة بزيارات شخصية لا تعلمها، واثقين في هذه الفئة من الناس الذين جربتهم على عرفة ويطوفون ببيت الله الحرام، وهُم يعلمون بقرارة أنفسهم يطلقون على خطأ، لم يستأذنوا السلطات، ولم يأتوا للحج إلا مختفين كالسارقين، يتخيلون مُبتلين بالهروب، مرعوبين من أي شيء يدعون من رجل آمن، ولماذا الطمأنينة إذا؟ أتمنى التوبة من الذنوب التي حكمت عليها، لكن ليست كل الذنوب مغفورة. بل كيف يتم الأمان من عقاب الله، وهم يتلاعبون بالتحايل على ولي الأمر بحج بلا كثير، بل نبوة القوافل والحملات من ذوي القلوب (اللاوطنية) وباصات تحمل حجيجاً غير نظاميين للتفويج، فماذا عن هؤلاء؟.

مكتوب محتالي الدين والنظام، فمن لهم رجال أمننا بالمرصاد، وردهم، داخل بمخارج المشاعر، ماذا ولكن عن أصحابها بأنواعها كثيرون داخل مكة، أكثر من خارجها، فماذا عنهم؟، لما لا يكون دور إدارة الجوازات في مطاراتنا قريب من دخول مكة قبل الحج بشهر على الأقل أو عشرة أيام، وقافهم عندها، وإذا زال الحاكم عليهم بعد ثبوت، ولا يسمح بمخالفوا النظام ولم يأذنوا بوقت الحج.

أعتقد أن تقنياتنا الحديثة باستخدام تقنيات وتقنيات التكنولوجيا الذكية، سيراميك الهاتف المتحرك وكاميرا التوثيق المؤمن والتحقق من صحة السجلات والمسار الذكي، وحُسن إداراتنا، تسجيلها يؤكد ذلك بسهولة وتسر، كما أن بها دخول معتمد، وهي وسيلة لرد أمثال مُستقبلاً.

 

أنا ثقتي بأمننا الوطني بقيادة المخلصين بقيادة ملك الإنسانية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وصاحب الرؤية المخلص لوطنه صاحب السمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ومعالي الأمن المدير العام رئيس اللجنة الأمنية للحج الفريق محمد البسامي، وقائد القوات الخاصة اللواء ركن محمدي العمري، وقائد القتال. الجوازات اللواء الدكتور صالح الشامل، وكافة المشتركين في السفر لأنفسهم الأوفياء، في أخذهم بعين الاعتبار لمنع كل ذلك يمنع منع الجريمة، والنشل، وأي مؤثرات سيئة في آثار سيئة سيئة حجاج بيت الله الحرام، بل وإنها الحرب يا قادتنا على كل مُنغات النجاح السعودي وأمنه الباهر. في إدارة الكتلة، إيماناً بأهمية العمل تكامل جميع العناصر المشاركة في موسم الحج. فهو يتقي كل من حجيجنا الله في نفسه ودينه ووطنه، ولا يُعرض نفسهُ للإذلال والخذلان والعار لبلده، كونه بالخارج سفيراً له؟!. (فاتقوا الله ما اشترتم).

ibrahimgalal

DR . IBRAHIM GALAL

د. إبراهيم جلال فضلون

«كوني جميلة ولا تصمتي»، جملتان من ثلاث كلمات نسوية وحرفان هُما نقيضا حياتها العذبة، بمقولة شهيرة للشاعر الفرنسي شارل بودلير، فالأولى يا رب لا شيء فيها فكوني كما أنت «جميلة تحكي»، والثانية أُخالفه فيها جملة وتفصيلاً، فحينما يقول «واصمتي»، أضعف بهاءها وقلل من شأنها الذي هو الحياة ولا غيره منذ أن خلق الله الأرض ومن عليها، فالمواقف الاجتماعية هي خير اختبار لقدراتها ومن يكون متحيزًا ضدها، وهو ما زال سائدًا في كثير من دول العالم، وذلك ما أخرجته نتائج أبحاث ودراسات بينت أن النساء عاجزات عن إيصال أفكارهن بالكلمات، خوفاً أو بسبب التحيز الذكوري ضدهن، والرغبة في الحجر على أفكارهن وطموحاتهن، وهو ما جعل الموسيقي ريتشارد شتراوس يُعلن عن أجمل ما كتب هوغو فون هوفمنشتال الذي كتب له كثير من أوبراته الـ10 التي لحنها في عام 1931 خاصة اقتباسه أوبرالياً لمسرحية الإنجليزي بن جونسون «المرأة الصموت». ممن يُفرض عليهن «الصمت الإجباري» حتى في القضايا المصيرية التي ترتبط بحياتهن الشخصية، وهذا ما أكدته دراسة أجرتها جامعة أريزونا استمرت عشرة أعوام وخرجت بتحذير لكل الزوجات «لا تكتمي مشاعرك ولا تختاري الصمت، فهو خطر على صحتك»...

فما زال الشعور بالتجاهل والنبذ يطوق النساء في كل مكان من العالم، على أساس الجنس الصورة النمطية التي تكرّس فكرة أن النساء ليس لديهن أي إرادة تتجاوز ما يمليه الرجل من أوامر وقرارات، أو المجتمع وعاداته، فالمرأة كثيراً ما تكون مشغولة بدفن بعض المشاعر، وهى أخطر حالة من حالات الصمت، وأخطر من صمت الرجل نفسه. فما تخيلكم معي أيُّها القُراء في ما يلي: خبيرة للاستشارات النفسية، ومُحاضرة للسعادة الحياتية، ومُحللة صحية، نراها في كامل عتادها ونحسبها غير معصومة، فنراها واعية ذات تجارب تمر عليها وتنجح في علاجها أو مشاكا عضال وتقهرها بكلماتها ليكون الحل سهلاً وميسراً بلا جدال، أي أنها تفعل ما يعجز عنه علماء العلم فذلك تخصصها، لكن لم تروا ما بداخلها من بكاء للصموت الغائب عن وعيها ووعينا، نحسبها سعيدة دون أن ندري أنها فراشة لا مكان للطيران لها فيه، حبيسة أهلها وأقرب من عاشت بخيرهما، والدان ترعرعت بين يديهما وفي أحضانهما، قد زوجاها صغيرة لمن يكبرها سناً، لا يعي آمالها فقد أخذها خضراء حُرة، فلم يشعر بآلامها القادمة، لترتمي بسجن لسجان قد أقسم ألا يبرها، فـ «نتف» ريشها، وقص أساريرها، واختطف حياتها، فلا تركها تحيا، ولا تركها تموت، وقد أنجبا قمرين للدنيا، ولم يُعطها أمرها التي قدمت كل ما ملكته من خبرات للحفاظ على مسكنها ومن سكنت إليه، وهو لم يسكن إليها بخير ورضا، فيا أيها السجانُ أنت السجين، لنفس أتتك برضا الله راجية السكينة، فلا أنت أعطيتها الراحة ولا أنت تركت الهواء لمتنفسها، فإذا أُصيب الفرس بداء أو على حين غفلة قتلوها رحمة بها، فما بالك تتركها، والحبل بيديك مربوط، ومن يُمسكُ به معك أهل وأحبة يتناوبون عليها لتعود فهجرتهم، ولم يتركها جحيمهم، لأجل عرض في النفس أو خوف عليها بعد مماتهم، وكأنهم يقولون «ضل رجل ولا ضل حيطة»، رجل أهان البشرية فيها، وخنق الحياة وأبناءها معها،... فلا تعلمون إذا المرأة كتمت غيظها.. فلا تأممن مكرها، فإن كيدهُن عظيم.. فمنهن من يُقرر الصمت بديلاً عن هدم الحياة الأسرية، ومنهن من هي أقوى فتفضل الابتعاد والانفصال.

إن الحياة ليست كبيرة فساعاتها قليلة، لكن لغات أخرى أبوابها مفتوحة فكثيرات من النساء إذا وقفت الدنيا ضدها تجدهُن لا يُعبرن إلا أن (يتحدثن بأجسادهن)، لدرجة أن من حولها ومن يراها لن يلاحظ بالضرورة قلة كلامهن. جراء طائفة من السلوكيات العدائية والكارهة لهُن بشكل عام، بمجموعة من القيود والأعراف البالية التي عفا عليها الزمن، والتي لا تنظر إلى المرأة على أنها «كائن عاقل» لهُ رأيه بكل حرية، مهما حققت من نجاح واستقلالية، فعندما تصاب الزوجة بحالة من فقدان الأمل فى الإصلاح والضغط النفسي الشديد واليأس والشعور بعدم الجدوى من الحياة أو الكلام، تكون العاقبة أسوأ نتيجة فتقرر الصمت غالبًا ما تصاب بالاكتئاب الشديد والاضطرابات «النفسجسمانية» جراء سلسلة محاولات كثيرة فاشلة لإصلاح حياتها الزوجية، فبدلاً من التعبير بالكلام يتحول للجسم فى صورة آلام ومتاعب أساسها نفسى، وهذه هي الضريبة التي تدفعها معظم النساء الناجحات في عملهن، فالنجاح ليس شيئاً يأتي بمفرده، ففي عَنْوَان دراسة «الجنس الصامت»، للباحثين كريس كاربوويتز وتالي مينديلبيرغ وُجد فوضى عارمة ضد تلك المرأة، وأن هناك حاجة إلى تعزيز الوعي بقلة الفرص المتاحة أمام المرأة للحديث مقارنة بما يتاح للرجل.

فيا أيها الآباء، ارحموا بناتكم، ولا تلقوا بهن إلى التهلكة فتندموا بسؤال الله يوم القيامة، فقد كرهت فلا تجبروها بالعودة لمن لا يُقدر مكانها التي عاشت فيها بينكم وتربت، وقدموا لهُهن الدعم وفق قيم البلاد والخالق، عسى أن يجدن السعادة مع غير إنسان حبسها، فالمرأة فراشة إن حُبست ماتت ومات معها حياتها. فـ»المرأة الصموت» تُجل وتتحمل لآخر لحظات السعادة في عمر البشرية، لتأتي اللحظة المفصلية وتُغير مجريات تاريخها الصامت في فصول الأوبرا التي تروي لنا الكيفية التي تعيش فيها في مجتمع لا يُبالي بها.

ibrahimgalal

DR . IBRAHIM GALAL

  • Currently 5/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
1 تصويتات / 192 مشاهدة

افهم المشاعر، وكن ذكياً عاطفياً، فغالباً ما نرى أنفسنا بشكل مختلف عن الآخرين، حيثً يفكر كثير منا في الذكاء العاطفي، ليس فقط في العلاقات الشخصية، بل أيضا في عالم الأعمال، فيحوم حوله، وكأنه مهارة ناعمة يريدون أن يتحلوا باللطف وهناء العيش، معتقدين أن الأمر يتعلق بفهم ما يجري لهم في الوقت الحالي، وبالتالي يتمكنون من اتخاذ خيارات واعية بشأن الطريقة التي تريد استخدام عواطفك بها، فالأشخاص الذين لديهم المزيد من الذكاء العاطفي، هُم أكثر صحة، وأكثر سعادة، وأكثر فاعلية، لكن كثيرون يعتقد أنه يمتلكها ويتفلسف حتى بالعند على نفسه قبل الاخرين.. فلكل عاطفة هناك رسالة ورائها، كما يقول توني روبنز: "علينا أن نفهم هذه الرسالة التي تشير بها العاطفة لنا، وألا نقمعها أو نكبتها فذلك يضر بنا ويؤدي إلى احتقان هذه المشاعر".

فالقدرة على التعرف على مشاعرنا ومشاعر الآخرين، أو فهم الذات؛ تعد حجر الزاوية للتواصل الفعال والتعاون، للحفاظ بشكل فعال على كافة العلاقات حتى الخارجية التي تُستخدم يوميا في حياتنا، ساعياً للتميز وامتلاكها، ولذلك من السهل أن نتعرف على ذلك الذكي الأقل عاطفية فيها مقارنة بغيره، لأن صفاته مكشوفة من سلوكياته مع الناس بالسلوك الصاخب وسرعة الانفعال والانجراف وراء المحفزات وصعوبة تكوين علاقات اجتماعية ناجحة، وهنا يجب التنويه أن الذكاء العاطفي يختلف عن الذكاء المعرفي، ويدور في الأصل حول القدرة على التعبير عن المشاعر والسيطرة على الانفعالات والتكيف مع المواقف المختلفة، فالذكاء العاطفي يتضمن القدرة على فهم المشاعر بشكل صحيح وتحليلها، لذلك فالعاطفة والذكاء مرتبطان بشكل وثيق؛ فالأولى مشاعر وانفعالات نشعر بها تجاه أنفسنا والآخرين، بينما الذكاء قدرات عقلية مختلفة؛ كالتفكير والتحليل وحل المشكلات؛ ومن ثم تنظيمها واستخدامها بطريقة تعزز تفكيرنا وسلوكنا، لأن الأفكار عند الأذكياء عاطفياً مجرد أفكار وليست حقائق، ما يساعدهم على تجنب الحديث عن بعض المواضيع أكثر من اللازم.

 

 

 

وهناك أشخاص يتمتعون بقدرة استثنائية على التواصل مع الآخرين وإبهارهم، مسيطرين على الأخرين من حولهم في أغلب الأحيان من دون ترك مجال لهم للتعليق أو التعبير عن آرائهم، وقد يتماكرون ويصطنعون البعض الغباء أو نسيان أمور ما، لأنهم ببساطة استطاعوا أن يفهموا حقيقة أن الأفكار التي تجول في أذهاننا هي السبب وراء الحالة النفسية لمن يتعاملون معهم، لذلك يعملون على التخلص من الأفكار غير المفيدة، تاركين كل ما يمكن أن يُكدر حياتهم ولو كان شيئاً ثميناً، أو عاطفياً حتى، دون أن يحملون ضغائن لأحد أن الخوض في الكلام عن شيء تركه ومضى، لأنه يؤمن ببساطه أنه (لا يمكن تغييره)، وأن التركيز على التجارب السلبية يمنعهم من التمتع باللحظة الراهنة، فإذا كنت تتعامل مع أشخاص يؤمنون بفكرك، فأنت تُكرر ما تعيشه برتابة، فلا تنمو، ولا تتعلم أن تكون منفتحاً على أراء ووجهات نظر المُختلفين، فعليك أن تقضي بعض الوقت في التفكير في ذلك، وكيفية استجابتك لتطوير ذاتك ممن حولك. توقف، خذ نفساً عميقاً، وتخيل ما هو الأفضل بالنسبة لك.

ibrahimgalal

DR . IBRAHIM GALAL

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 146 مشاهدة
نشرت فى 28 مايو 2024 بواسطة ibrahimgalal

ليفانت: إبراهيم جلال فضلون

إنها المعضلة العربية في تشخيص جانب من أمراض العرب السياسية في زماننا، بسبب كثير من الخلل والاستبداد والفساد، وعوامل أخرى لا حصر لها سببها ابتعادنا عن قيمنا الدينية والحضارية والخُلقية، التي أدّت إلى تضخيم صناعة "الخلل الهيكلي" بأجهزتنا الممتدة من المجتمع وثقافته للسياسة فالاقتصاد، ولم يتوقع أحد في "الشارع العربي" أن تجترح القمم العربية والتي يجتمع في سلسلتها القادة العرب بالمنامة الآن، محاولين دعم القضية الفلسطينية المقهورة إن لم يكن "مُتنمرُ عليها" أو في حل أي أزمة عربية، فالفراغ يصيب أقاليم أخرى في عالم، يعاني من تفاوت في القوّة بين أجزائه، وفي دول لم تستطع إتمام الناقص في قدرتها، لتكون الأثمان فادحة، وبالتالي يجب عليهم أن يسارعوا إلى سدّه، بدلًا من المكابرة حياله، وعدم إغفاله وتجاهله، بهندسة المسرح السياسي على المستوى: المحلي، والإقليمي، والدولي، دون تضييع مزيد من الوقت في تقدير حجم الفراغ ومداه. فتقدير الفراغ يكشف، ويفضح، أنظمةَ كثيرة، وحقبًا تاريخية، تكشف كثيرًا من تلك الممارسات والألاعيب، ليكون في أفواههم فقط ما يسمّونه: "الجزء المملوء من الكوب"؛ لإثبات الشرعية السياسية وتسويقها بين الناس، بتعمية أي فراغ في القوة السياسية والذي ينجم عنه تفاقم وانهيارات يستيقظ الناس عليها، ما صار في طوفان الأقصى ولم تُهزم حماس بعد 7 أشهر من الحرب، وغيرها، من قبل وحروب الخليج واعدامات أنظمة وغير ذلك، مما يثير المخاوف في الأواسط الماسونية والصهيونية من أن الأمر قد يتطور لحرب إلى الأبد، تُستخدم فيه تكتيكات الكر والفر وخلايا أصغر للقتال لإظهار قدرتها على الاستمرار في الحرب لأشهر، إن لم يكن لسنوات، أمام الألات الحربية والدعم اللامحدود من أميركا والغرب وغيرهم، في ظل عدم وجود خطة موثوقة أو صور واضحة لاستراتيجيات ناجحة، وأيا كانت الإنجازات التي حققوها على الأرض أو إعلامياً.. وهو ما نقلته "وول ستريت جورنال" عن اللواء تامير هايمان، الرئيس السابق للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية قوله "حتى لو كنت تقوّض النشاط الإرهابي، فلا يزال لديك الهياكل المجتمعية، والشعور بالأخوة الإسلامية، والعناصر الأيديولوجية والدينية. هذا ليس شيئا يمكن اقتلاعه".

إذاً مسألة "الفراغ السياسي" يحتاج إلى "امتلاء" فما بالنا لو كان الفارغ ليس بفارغ، إنما ندركه، في رأي علم الفيزياء، ولا تقف عند حدود القضايا الكبرى، بل إنها تنسحب إلى الأفراد أنفسهم، لأن الإحساس بالفراغ يبدأ بالفرد، وينتهي بالجماعة، ثم الكتلة، في وحدة جغرافية صماء، فدراسة الفراغ ليست خصمًا من الحقيقة الموجودة، بل إضافة إليها، تصلح في حد ذاتها مدخلًا معتبرًا لتحليل الكثير من التصورات والقرارات السياسية، بدءًا من المواطن العادي وانتهاء بمتخذي القرار في هرم نظام الحكم.

وبالتالي نعود لكيفية ترسيخ ثقافة الفراغ السياسي التي بدأت بصورتها الأكثر منذ أن أعلن الرئيس أنور السادات مقولته الشهيرة بعد "حرب العبور"، أن"99% من أوراق الحل في الشرق الأوسط هي في يد أميركا، ولكني أختلف ها هنا معه أيُها القُراء، لأن كافة الأوراق بيد أمتنا العربية فالفراغ السياسي بلغ مبلغا يستحيل التراجع عنه، وأن ثقافة الفراغ ترسخت خلال عقود طويلة حتى عادت سياسة رسمية تحول من أي حراك رسمي ولو في بادرة تهويل حبر على ورق.. لنجد المقابل لهذه القاعدة البديهية، التطبيع العربي وبناء "علاقات طيبة" مع الإدارات الأميركية المتعاقبة دون استناد حفاظاً للمصالح، ولا ننسي ما ذكره السيد عمرو موسى مثلاً عن سياسات "الانفتاح الاقتصادي" والاتفاقيات الأمنية والسياسية و"السياسة المائية الجديدة" التي يشربها ملايين المصريين مياه ملوّثة سامة، ومشروع ربط البحر الميت بالبحرين الأبيض والمتوسط. وكلها بعيدة عن مصالح العرب لأنها فقط تخدم مصالح مشتركة لدول "المجتمع الدولي" وشركاتها العملاقة، ومصالح إسرائيل الاقتصادية والأمنية والسياسية، ومصالح مالية وتجارية ضيقة لفئات قليلة من نُخب السلطة.

لقد تحول الفراغ السياسي لأيديولوجيا يحددها "المجتمع الدولي" تباعاً في حماية "أمن إسرائيل" على شكل أدائي في أخلاقيات "السلام" أو ما يسمى "طاولة المفاوضات" التي لم تُؤتي ثمارها حتى في القوانين الدولية ومجلس الأمن والأمم المتحدة وغيرهم.. وهذا ما تراهن عليه السلطات العربية، وهو بيت القصيد في أسس الفراغ السياسي العربى.

ليفانت: إبراهيم جلال فضلون

ibrahimgalal

DR . IBRAHIM GALAL

ibrahim galal ahmed fadloun

ibrahimgalal
Al-Monitor.com مصدر مستقل موثوق به وحائز على جوائز لأخبار وتحليلات الشرق الأوسط حائز على جائزة رواد الإعلام الحر »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

20,568