للغياب المُؤقَّت
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
محمد المهدِّي
تاركاً ظلَّ آلاءِ صوتيْ
وهل يترك البحر أشياءَهُ؟.
يصهلُ الموجُ من بين أضلاعهِ:
البقيَّةُ في البحر,
كيف أهنّئكَ الآنَ
مُحتفياً بالنَّهار
على كلِّ قلبيْ
بعيداً عن الاحتمالات
وهي تُفرمتُ أحلامَها
من جهاز المفاجأة /النَّصِّ
أقرب من هاجس الأصدقاء
إلى اللَّمحةِ المُبْهَمَةْ ؟..
ورغم اقتناص الظّنونِ
التي لا تليق بخطوك في سفر الضوء,
رغم الكثير الكثير
أُهنِّئ قفرةَ "صادك"
من ليلِ قلبيْ
على فجرِ قلبيْ.
أنا شاعرٌ بِمُراوغةِ الوهمِ
أُغنيتيْ للقريبِ البعيد
على لثمِ أسمالِها
مُرْغَمَةْ..
والقصيدةُ قلبٌ بحجم التِّلاواتِ
وجهٌ بلون الضَّمير
أبوءُ لها بالكرامات
تلك التي لا تُسيء إلى العُمر,
لا أستفزّ هواك بكلِّ ملامِحِهِ,
إنَّه الجُرحُ
يرتجل الصُّورةَ الْمُعْتِمَةْ..
تكون رؤى غيمةٍ بجناحيّ شاردةٍ
أو غباراً بأقدام تيهٍ,
تكون هنا ما تشاء من الصَّمت
أو ما يشاؤون من وشوشات الرِّياحِ,
هناك -وراء الفلاشات- عرَّافةٌ
تستضيف اللغاتِ
تُؤرشف كلَّ التَّفاصيل
في غيمةِ الْمُشتهى,
وأنت وحظّك
في التَّرجَمَةْ..
ليس لي وطنٌ
غير هذا الْمُسمَّى أنا
والــــ أنا
بُرجوازيَّةُ الانتقال
من الكائنات
إلى الكائنات
فهبني وداعاً
يفوق انطفاء الرِّفاقِ
أنا
راحلٌ,
راحلٌ,
راحلٌ,
حاصَرَتْنِيْ التَّوابيتُ,
والموت ما أحلمهْ!..
تاركاً
مُدناً من صهيلٍ..
قُرىً
من حنينٍ..
شوارعَ
من شعوذاتِ قُريشٍ,
مداي
اتِّكالُ مُحَمَّد,
يا للرَّحيل الرَّزين
الْمُزَوَّدِ بالابتسامات!!
يا لِعتابِ المدى!
يُتقن الصَّفحَ
يُدرك أنَّ الشَّوائبَ
قافيةٌ مؤلِمَةْ..
لا أقول:
اللِّقاءُ الأخيرُ
يُشيِّع جُثمانَهُ
للغياب المؤقَّتِ,
قد نلتقيْ في حنايا التُّرابِ
كتابين من غربتين
فلا شيءَ إلاَّ اللِّقاء
وإنْ قُلتَ:
- مُختبئاً خلفَ أنفِكَ -
"سبحانَ مَنْ خَلَقَ الدَّعمَمَهْ"..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من ديوان ممالك يدركها البهلول
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ