عن يسار الكهف
ـــــــــــــــــــــــــ
كلامٌ عابرٌ, وبقيّة ٌ من عابر ٍ بهُدُوءْ
يساويهِ: وصول الاكتمال, بخطوة المجزوءْ
كلامٌ عابرٌ, والكهفُ نايٌ, بالجهات ينُوءْ
*****
لعلّك لم تجدْ معنىً لسيمفونيّةِ المعنى
كأنّ معيّة الوجدان تهدم عندما تبنى
ولكنّ القصيدة في كتاب الكون, لا تفنى
*****
قريباً ً, من حديث الماء, اقرأ ما وراء الرّوحْ
ولا تأبه ببوح الحادثات, تبوح كيف تبوحْ!
وقل, حيث المدى المكتظ: هذا بابُنا المفتوحْ
*****
تأكدْ, قبل ضرب الرَّمل, في المغلوب والغالبْ
بأنّ الحاضر المحزون, عن أحزاننا غائبْ
وأنك واحدٌ, في صحبة الدنيا, بلا صاحبْ
*****
كذلك يشعر الإنسان, بالإنسانِ لم يشعرْ
لماذا, وهو ينظر حوله, في الحول لا ينظرْ؟
فهل رؤيا الحقيقة: حين يُؤمن أنه يكفرْ؟
*****
كثيرا ً ما أخافُ عليه من أهوائهِ وهواه
فقد ينجو ولا ينجو, وما أدراك ما نجواه!
عليه بأن يُجيد القلبُ: يا الله يا الله
*****
صداعٌ في رؤوس الماء, يبدو أنه الواقعْ
على ظمئي وقفتُ هناك.. أيقظ كأسيَ الشارعْ
وروحي في بريد الغيم, لا منزوعة الطابعْ
*****
ويُحرجني مع الرأي السديد, تزاحم الآراءْ
يقال: البرد مثل الجوع, والتشبيه داءُ الدّاءْ
وقيل: الشعر فقر الفقر, والأدباءُ كالغرباءْ
*****
تعبت, وما تعبت من البكاء, ولا البكاءُ تَعِبْ
وإنْ وجَبْت ْ عليّ الآهة ُ الثكلى, فذاك يجِبْ
تعبت ُ, وربما تعبي: لأني قد خلقت؛ أُحِبْ
*****
يقال بأنّ لي في الغيب سرّاً نابضاً وقلوبْ
أقولُ, وفي غياباتي, دروبٌ تحتفي بدروبْ:
أريد من المدى الغيبيّ, قلباً من أساي يتوبْ
*****
أمدُّ لآية الكرسيّ من آفاقها عرشي
فألمح في يد الملكوت ما خلّدتُ من نقشي
وحُسن الحظ سوءُ الحظّ: عرشي هاهنا نعشي
*****
هنا ملكٌ سماويٌّ, وأرضيٌّ هنا مملوكْ
أنا ملكٌ, ممالِكُهُ: يقينٌ مفعمٌ بشكوكْ
*****
يُخيّلُ لي, بأني لست في التكوين إلاَّ أنتْ
يُخيّلُ لي, بأنك لست غيري.. هكذا أعلنتْ
فهل أيقنت, يا هذا الأنا والأنت, هل أيقنتْ؟
*****
كلامٌ عابرٌ, والعابرون إلى الكلام, سُكوتْ
ونعتُ غوايةٍ تهذي, فمن أغواك يا منعُوتْ؟
كلامٌ عابرٌ يحيا, ونحن من الكلام نمُوت
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من ديوان: ممالك يدركها البهلول
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ