من ورق الغابة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
محمد المهدِّي
بالغابة امتلأ الكلامُ, وصفحتي
بيضاء, والصَّمتُ الكبيرُ ذؤابتي
وكأنَّ " لم أكتب جديداً " متنُها:
كان الجديدُ الرُّعبُ نصَّ مهابةِ
بالغابة امتلأ الكلامُ رؤىً, ومئـ
ـذنةُ المدينةِ -يا رؤى- سبَّابتي
النهرُ متَّسخٌ بموَّال التي
اغتسلتْ, وعادتْ وهي نصفُ جنابةِ
لا تنتحلْ شخصيَّةَ البهلول, لا
تتقمَّص الرُّوحيَّ من إطنابتي
***
صوتي, إذا لبس الرُّعاةُ شواردي
تتزمَّلُ الغاباتُ عشبَ ربابتي
ذئبُ القصيدة فوق تلَّةِ غُربتي
سُهدٌ, جديرٌ باقتناص غرابتي
والخوفُ قافيةُ السكينةِ, والصدى
وحشٌ, يطارد شاردات صبابتي
هبْ أنَّ قلبي كان عشّ سحابةٍ
ما همَّني قلبي, أُريدُ سحابتي
***
القتلُ صفحٌ من يديكَ وكلما
صافحتني, أشعرتني بإصابتي
في الصفحةِ الأبهى, صحبتُك, والهوى
ربُّ البياض, وبالبياض قرابتي
في الصفحةِ النعسا, تركتُك قارئاً
تُبكيك في السطر البعيد, كتابتي
***
نبَّهتني: مرَّت سباعٌ حيرةً
ودمي على جسر السؤال, إجابتي
نبَّهتني: مرَّت أفاعٍ, لم يكن
سمُّ الكلام, سوى نبيذ كآبتي
نبَّهتني: مرَّت مخافاتُ الرَّدى
لم أنتبه.. كانت حياتي, غابتي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من ديوان: ممالك يدركها البهلول
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ