ممالك يدركها البهلول

edit

 

ممالكُ.. يُدرِكُها البهلول

 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

محمد المهدِّي

 

حتى لا تكتمل الصُّورةُ للخوفِ الخشبيِّ

عن النَّار العابرةِ الشارعَ.. ليلاً

أغلقْ أبوابَ الفوضى بالنَّظرةِ

ساخرةً,

ارفع أسوارَ الحكمةِ بمقاماتِ الوردةِ,

إن اللَّحظةَ جاريةٌ

والشعرُ غلامُ البهلول

وتلك ممالكُ

وملوكٌ من طَلَلِكْ..

 

قد تكتمل الصورةُ حيناً

قد لا تكفي كلُّ أحايين المشهد

كي تلتقطَ اللَّحظةَ واضحةً

بين الصُّورةِ والأُخرى,

فليكن الشعرُ غلامَ البهلولِ

وتلك ممالك.

ماذا عن طاولةِ المعنى

في ضربة حظٍّ مِنْ أمَلِك؟.. 

 

مَلِكَانِ

يُجيدانِ المسخَ

وإلاَّ مَنْ صهرَ نُحاسَ الغيبوبةِ,

منْ حطَّ على رأسِ التنهيدةِ

تاجاً مشروخاً كجدار البرق؟؟ :

الصَّمتُ المضمومُ بكُربتهِ

حتَّى آخر سطرٍ في العالم,

والصَّمتُ المكسورُ بغُربتهِ

حتَّى آخر نصٍّ محمومٍ في جبهةِ آدم..

لا ثَمَّة لونٌ في جينات الرُّؤيةِ

مُنفردٌ بـ " أناه ",

ولا ثَمَّة لافتةٌ منكَ

تُؤاثر سيبويه بـ"حتَّى" البهلول؛

لأنَّك مشغولٌ

-في حركات الهذيان المجزوم-

بغضِّ الطَّرفِ

عن الممنوعات من الصَّرفِ,

لأنَّك

- ساعة حصر التَّحليلات النَّفسيَّةِ, لغةً -

تلتفت إلى ما في نفسك

من جُمَلِكْ..

 

مَلِكَانِ

-على أبراج الأُلفة-

من شجنِ الحرب:

الصَّاحبُ

آتٍ من بُرجِ العقربِ

يمتدح الخيمةَ بالرِّيحِ؛

ليسرِق حرفَ العلَّةِ,

والصَّاحبةُ

تشُقُّ قميصَ حنينكَ

وتُعلِّقه على شجر الرَّغبةِ؛

كي يغتسلَ العرشُ

بليلِ مآربها الشَّمطاء

على حافَّةِ نهرٍ من سُمِّ الأفعى.

هَلِكَتْ, ثُمَّ هَلكْ..

 

شكراً

تلك ممالكُ خائبةٌ

ومُلُوكٌ تلعب لعبتها.

عفواً

هذا من ثروة قلبكَ

تشري خيبةَ مَلِكَين

- على طلب المستنقع -

بدراهم عِلَلِكْ..

 

مَلِكَانِ

قريبانِ, بعيدانِ:

الشَّاعرُ

- عمداً-

يرتجل الأرواحَ

بِخفَّتهِ, 

والنَّاقدُ

- سهواً-

يتحسَّسُ أقدامَ الروحِ

بناصية الشَّكِّ,

وكلٌّ يضرب كفَّيهِ على فخذيهِ

وكفُّ الماءِ بكفِّ الرَّملِ

خُلاصةُ مملكةِ الصَّوتِ,

وتلك ممالكُ

عاطلةٌ عن ضرباتِ التَّرجيح

فلا مرمى للمجدِ المرئيِّ

ولا مجدَ لحنجرة المرمى..

"لمن الملك اليوم"

وتلك ممالكُ يُدركها البهلولُ

بما يُخفيه ليوم الزِّينةِ؟!..

معذرةً:

"كشّ ملِكْ" !!.

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

من ديوان: ممالك يدركها البهلول

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

محمد المهدِّي

almhddy
- محمد علي المهدِّي. - 18/6/1984. - شاعر من اليمن. - حاصل على جائزة رئيس الجمهورية في الشعر 2008م. - صدر لـــه ديوانان شعريان: (جهات الرمل فاصلتي) 2010م. (ممالك يدركها البهلول) 2012م. - له تحت الطبع أعمال شعرية أخرى. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

7,371