الحقيبة
ــــــــــــــــــــــــــــــ
محمد المهدِّي
كأيِّ مسافرٍ ينسى حقيبته
لأمرٍ طارئٍ يجري هناك..
هناك
ماذا يا تُرى؟
شابٌّ
وسيمٌ كالقصيدةِ
أشقر العينين كالرؤيا
وفي عينيهِ حزن الكائنات
كتابُ ملح ٍ
لون أدمعه سماويٌّ
يقال بأنهم وجدوه
في خطٍّ ترابيّ الحنين
وقد أصيب بجلطة ٍ في الحلم..
من يدري هويته
وذلك لا يردُّ على سؤال ٍ واحد ٍ يعنيه؟
لا أحد ٌ هناك يقول: أعرفه.
كأيِّ مسافر ٍ ينسى حقيبته؛
لكي يلقى حبيبته
ولكن...
لا اللقاء ولا الوداع
ولا الهوية - في الحقيبة -
في الحقيبة:
عالمٌ
سفرٌ
محطاتٌ
جهاتٌ
شارداتٌ
شـــااااااااااعرٌ
يبكي لكلِّ صغيرةٍ وكبيرةٍ..
هذي الحقيبة
أين صاحبها؟
نسيت.. وما نسيت!!
ألم تسافرْ فيَّ ذاكرة ٌ؟
أظنُّ
ولا أظنّ بأنني سأعود ثانية ً
إلى حلمٍ قديمٍ
أو إلى صحو ٍ جديدٍ,
أيُّ حلمٍ
كان ذلك؟
أيُّ صحو ٍ
كان هذا؟
أيّ أسفار ٍ معطلةٍ من الأحلام؟
للأسفار
ذاكرةٌ بلا فجر ٍ
وللأحلام أغنية بلا وترٍ
وللنسيان نسيانٌ
يذكرني هناك
بأنّ تلك حقيبتي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من ديوان ممالك يدركها البهلول
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ