هاويــــــــةٌ وأُفُقْ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
محمد المهدِّي
هذا الهواءُ حصانيْ, منْ يُجنِّدُهُ؟
هذا الصهيلُ انصهاري, من يُجمِّدُهُ ؟
هذا الدُّخانُ شهيدُ الريح في أُفُقٍ
يحدُّ مَنْ لا مراياهُ تُحدِّدُهُ ُ
هزائمُ الأرضِ, حزنُ العالمين, على
وجه البسيطةِ, تطويهِ, تُشرِّدُهُ
أراد: أُدنيه من ذكرى السُّؤال, وما
أريدُ إلاَّ, إلى النِّسيان أعقدُهُ
لكنَّ ذاكرةَ الطُّوفان في دمهِ
وفي دمِ الوقت ليلُ الموت يُوقدُهُ
توجساً, ضجَّةُ الموتى تُحاصرُهُ
وما قصيدتُه إلاَّ تَمرُّدُهُ
هذا الهواءُ حصانيْ, قال, فاختنقتْ
أسفارُهُ, بفضاءاتٍ تُهدهِدُهُ
بكى, ولم يستعد أنفاسَ لحظتهِ
لا وقتَ للوقت, هذا أمسُهُ غدُهُ
هذا الهواءُ حصانيْ أم حصاريَ؟ قل
شيئاً, فهاويةٌ كبرى, تُردِّدُهُ
لا صوت للصوت سهواً, والصدى صَدِئٌ
عمداً: أنا أقربُ المعنى وأبعدُهُ
ما زال قُربي على "قيدِ" الحياةِ, فهل
للبُعدِ, ثَمَّ حياةٌ لا تُقيِّدُهُ ؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من ديوان: ممالك يدركها البهلول
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ