<!--<!--<!--
فى الأيام القليلة الماضية وبعد التعديل الوزارى الجديد مع ثورة يناير تم الإعلان والتصريح من وزيرى القوى العاملة والمالية عن فتح باب قبول طلبات التوظيف للشباب العاطلين ومساعدة العاطلين عن العمل بسبب الثورة وتعويض أصحاب الأعمال الذين تخربت مصالحهم وتوقفت أثناء أحداث التخريب فى بداية الثورة , وتم تحديد مبلغ خمسة مليار جنية لهدا الأمر , مما جعل الملايين من الشباب ينهالون أفواجا وجماعات ويتزاحمون فى صفوف طويلة على مكاتب البريد لتقديم وإرسال طلبات التعيين على الرقم البريدى المشهور 11599 لوزارة المالية , حتى وصلت إجمالية الطلبات المقدمة قرابة 15 مليون طلب , ويتم إرسال الطلب مقابل 8.5 جنية لخدمة البريد المسجل والعاجل , والسؤال الذى يطرح نفسة هل الوعود بالتعيينات للشباب مسكنات فقط حتى تخمد نار الثورة ويبقى الوضع كما هو عليه أم أن هناك فرص عمل حقيقية وأن هذه الوعود بعيده عن الخداع والسراب ؟ .
أصبح الشارع المصرى الأن فى حالة عدم ثقة فى أى قرار جديد فى التعديل ويعيش تحت شعار " مفيش ضحك على الدقون بعد اللنهاردة " , والعجيب فى الأمر كيف سيتم توجية هدا الكم الهائل من الشباب إلى وظائف فعلية إذا كان الموظفون القائمون لا يجدون ما يعملون كما يقولون " بيعبوا الشمس فى أزايز " , وليس هناك تخطيط سليم فى الإستفادة من قدرات وطاقات العمالة المصرية القائمة بالفعل , كما أن معظم الشباب العاطلين يحفظون عن ظهر قلب ما صرحت به وزيرة القوى العاملة السابقة فى لقاء قبيل الثورة أنة لا توجد هناك أى فرصة عمل إلا فى " السيكيورتى أوغسل الأطباق بالفنادق واللى مش عاجبة يشرب من البحر" , لهذا السبب أبقت وزارة شفيق على د/ عائشة فى التشكيل الأول , مما أثار غضب جماهير العاطلين وزاد عدم الثقة وكان من أحد أسباب التصميم على إسقاط النظام .
وفى لقاء مفتوح مع العديد من الشباب المحبط من أمام عدة مكاتب للبريد كان جوابهم واحدا بشأن اليأس من تحقيق وعود التوظيف أنهم يقومون بإرسال الطلبات وهم على علم بأنه لا حياة لمن تنادى , وأن هناك شهود عيان على ثقة رأوا الآلأف من الطلبات تحرق خلف مبنى محافظة القليوبية بمدينة بنها الأمر الدى جعل هؤلاء الشباب يقسمون على أن حقهم لن يضيع وإن قدموا فى سبيل دلك أرواحهم , وأن الثورة لن تنتهى إلا بالقضاء على البطالة ومحاربة الفساد وأنة ليس هناك وقت للتجربة وإعطاء الفرصة لأتباع النظام السابق الفاسد ويطالبون بملاحقة ناهبى أموال الشعب وتجميد أرصدتهم وإسترجاعها إلى خدمة أبناء الوطن ببناء مصانع ومؤسسات تجمع الملايين من الأيدى العاملة ويطالبوا القوات المسلحة بوضع برنامج زمنى لإنهاء عمليات التوظيف .
الأمر الذى جعلنى أتوجه إلى أحد المسؤلين بوزارة المالية للتحقيق فى الأمر والذى رفض عن التصريح بإسمة وأشار إلى أن هناك العديد من الخطوات على أرض الواقع فى سبيل العمل على خلق فرص عمل حقيقية للشباب وأن هذا الأمر يحتاج فقط إلى صبر قليل حتى تستقر الأوضاع فى البلاد , وكانت أولى القرارات بالتعيين وجهت إلى تثبيت العمالة المؤقتة فى العديد من المصالح الحكومية وتوجية الكثير من طلبات العمل إلى المشروعات الخاصة القائمة , كما قدم أسفة الشديد من قيام الإعتصامات الفئوية فى العديد من المصالح بمظاهرات لمطالب شخصية فى هدا الصدد , كما أشار إلى أن المشكلة ستزداد سوءا برجوع المليون ونصف مصرى النازحين من ليبيا بسبب عدم إستقرار لأحداث الثورة الأوضاع الليبية.
الوضع مؤسف فعلا بشأن إعادة الثقة بين الشعب والنظام وفى تصليح وتعديل كافة المشاكل المتعلقة بالإقتصاد والبطالة وفى توفير فرص عمل على وجه السرعة لإرضاء مطالب الشباب الذى قام بالثورة ورفع شعار لا للبطالة وصدق من قال " إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر .
هده المقالة كتبتها قبيل إستقالة حكومة شفيق , فهل سيستمر الوضع عليه مع حكومة د/ عصام شرف الإنتقالية , يبدو أن الأمور ستأخد شكلا هادئا للمرور على دائرة الإستقرار وأن الصبر هو العلاج الطبيعى للخروج من الأزمة ولكن هل سيتم النظر فى ملايين الطلبات المقدمة , أم على الشباب إعادة إرسال الطلبات مرة أخرى .
الأمر الملفت للنظر أن كل المستفيدين من التغيير ماديا فى هده الأونه هم العاملين بالفعل الدين يتحصلون على راتب شهرى ثابت من خلال الزيادات والمنح والحوافز الجديدة , أما هؤلاء الدين يعملون بالأجر أو هؤلاء العاطلين عن العمل فإن الوضع يزداد لديهم سوءا يوما بعد يوم ,, وندعو المولى أن يحفظ مصرنا ويعم الرخاء على أبناء الوطن .