أقبل شهر الفضل والجود , أقبل الشهر الأعظم الذي تترقبه أنفسنا من عام لآخر , حيث الصلاة والقيام والذكر و الدعاء باخلاص برهبة ورغبة في القبول
أقبل الشهر الأفضل الأكرم ونحن له واليه مقبلون يحدونا الأمل والرجاء في الله ولله أن يأخذ بيدنا وأيدينا وأن ينصر مصر ويكشف عنا الغمة والابتلاء
أقبل رمضان داعين بمظاهرة مليونية غير أي مليونية ومن نوع آخر وبشكل مختلف , ألا وهي مظاهرة مليونية ضد النفس بكل مطامعها وأهوائها وعيوبها ومآخذها , مليونية لاتعم ميدانا واحدا بل كل ميادين مصر وأزقتها وكفورها وقراها !!
أقبل رمضان وأن لنا أن ننزع عنا الانانية وننفض عنا كثرة المطالب والرغبات وتغيير هذا وإقالة ذاك
أقبل رمضان ونحن تحدونا رغبة صادقة أن نأخذه مأخذ الجد لا الهزل , ولا الجري وراء التمثيليات والفوازير والفكاهات واضاعة الوقت في الجدل والمجادلة
أقبل رمضان فيجب أن نقبل عليه كما ينبغي , بنفس حماسنا للثورة والتظاهر والاعتصام , أن نأخذه بهذه العزيمة حتى نغير ما بأنفسنا وحتى يشملنا تغيير الله ونستحق بحق مراد الآية الكريمة " إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم " , وأهم عناصر مظاهرة تغييـر النفس ينحصر في أرقى شمائل الاخلاق وهي لاتغيب عن : ـ
الاخــلاص فالقلب المقفر من الإخلاص لا يُنْبِتُ قَبُولاً، كالحجر المكسوِّ بالتراب لا يخرج زرعًا، فمِن أَنْفَسِ الإخلاص، وأغزر بركته، أنه يخالِط القليل فينميه حتى يزن الجبال، ويخلو منه الكثير فلا يزن عند الله هباءة؛ ولذلك قال : "أَخْلِصْ دِينَكَ يَكْفِكَ الْعَمَلُ الْقَلِيلُ"
والمرء ما دام قد أخلص نيَّتَه لله فإن حركاته وسكناته ونوماته ويقظاته، تُحتَسَب خطوات إلى مرضاة الله، ولئن كانت النيَّة الصالحة تضفي على صاحبها هذا القبول الواسع؛ فإن النيَّة المدخولة تنضمُّ إلى العمل الصالح في صورته، فيستحيل بها إلى معصيةٍ تستجلب الويل، {فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاَتِهِمْ سَاهُونَ (5) الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ (6) وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ} [الماعون: 4-7].
ساحة النقاش