نظرات

موقع اجتماعي سياسي و تربوي ونفسي يهتم بالطفل وتربيته وقصصه

         

                   

أقبل شهر الفضل والجود , أقبل الشهر الأعظم الذي تترقبه أنفسنا من عام لآخر , حيث الصلاة والقيام والذكر و الدعاء باخلاص برهبة ورغبة في القبول

أقبل الشهر الأفضل الأكرم ونحن له واليه مقبلون يحدونا  الأمل والرجاء في الله ولله أن يأخذ بيدنا وأيدينا وأن ينصر مصر ويكشف عنا الغمة والابتلاء

أقبل رمضان داعين بمظاهرة مليونية  غير أي مليونية ومن نوع آخر وبشكل مختلف , ألا وهي مظاهرة مليونية ضد النفس بكل مطامعها وأهوائها وعيوبها ومآخذها , مليونية لاتعم ميدانا واحدا بل كل ميادين مصر وأزقتها وكفورها وقراها  !!

أقبل رمضان وأن  لنا  أن ننزع عنا الانانية وننفض عنا  كثرة المطالب والرغبات وتغيير هذا وإقالة ذاك

أقبل رمضان ونحن تحدونا رغبة صادقة أن نأخذه مأخذ الجد لا الهزل , ولا الجري وراء التمثيليات والفوازير والفكاهات واضاعة الوقت في الجدل والمجادلة

أقبل رمضان فيجب أن نقبل عليه كما ينبغي  , بنفس حماسنا للثورة والتظاهر والاعتصام , أن نأخذه بهذه العزيمة حتى نغير ما بأنفسنا  وحتى يشملنا تغيير الله  ونستحق بحق مراد الآية الكريمة " إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم " , وأهم عناصر مظاهرة تغييـر النفس  ينحصر في أرقى شمائل الاخلاق وهي لاتغيب عن : ـ

الاخــلاص فالقلب المقفر من الإخلاص لا يُنْبِتُ قَبُولاً، كالحجر المكسوِّ بالتراب لا يخرج زرعًا، فمِن أَنْفَسِ الإخلاص، وأغزر بركته، أنه يخالِط القليل فينميه حتى يزن الجبال، ويخلو منه الكثير فلا يزن عند الله هباءة؛ ولذلك قال : "أَخْلِصْ دِينَكَ يَكْفِكَ الْعَمَلُ الْقَلِيلُ"

والمرء ما دام قد أخلص نيَّتَه لله فإن حركاته وسكناته ونوماته ويقظاته، تُحتَسَب خطوات إلى مرضاة الله، ولئن كانت النيَّة الصالحة تضفي على صاحبها هذا القبول الواسع؛ فإن النيَّة المدخولة تنضمُّ إلى العمل الصالح في صورته، فيستحيل بها إلى معصيةٍ تستجلب الويل، {فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاَتِهِمْ سَاهُونَ (5) الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ (6) وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ} [الماعون: 4-7].

 

وليس أروح للمرء، ولا أطرد لهمومه، ولا أقرَّ لعينه من أن يعيش سليمَ القلب، مبرَّأً من وساوس الضغينة، يفرح بانسياق النِّعَمِ إلى الناس، ويحزن إذا لَحِقَ بأحدٍ أذًى، ويسألُ اللهَ العافيةَ له وللناس، وهو بهذا يحيا ناصع الصفحة، راضيًا عن ربِّه وعن الحياة، مستريحَ النفس والقلب.

 والجماعة المسلمة لا تقوم إلاَّ على عواطف الحبِّ والمودَّة والإخاء، وهي أبعد ما تكون عن الخصومة، التي تقتلع الإيمان من القلوب، وتُسْعِد الشيطان؛

 الوفــاء بيننا كذلك فمن الإيمان أن يكون المرء عند كلمته التي قالها؛ فالوفاء بالعهد يحتاج إلى عنصرين، إذا اكتملا في النفس سهُل عليها أن تُنْجِزَ ما التزمتْ به، وهما في قول الله تعالى: {وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آَدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا} [طه: 115]، فضَعْفُ الذاكرة وضعف العزيمة عائقان في طريق الوفاء بالواجب.

 الصدق والتمسُّك بالصدق في القول والعمل دِعامة ركينة في خُلُق المسلم، ومن ثَمَّ كان بناء المجتمع الإسلامي قائمًا على محاربة الكذب، والنهي عن الظنون، ونبذ الإشاعات؛ قال : "إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ. ولقد كانت المعالم الأُولَى للجماعة المسلمة صدقَ الحديث، ودقَّة الأداء، وضبط الكلام، أمَّا الكذب والتدليس فتلك أمارات النفاق الواضحة.

 الصبر والصبر من معالم العظمة وإشارات الكمال، ومن دلائل هيمنة النفس على ما حولها، كما أنه من عناصر الرجولة الناضجة والبطولة الفارعة، ومن ثَمَّ كان نصيب القادة من العناء والبلاء مكافِئًا لما أُوتُوا من مواهب، ولِمَا أدّوا من أعمال، سُئل أَيُّ النَّاسِ أَشَدُّ بَلاءً؟ قَالَ: "الأَنْبِيَاءُ، ثُمَّ الصَّالِحُونَ، ثُمَّ الأَمْثَلُ فَالأَمْثَلُ مِنَ النَّاسِ" فاختلاف أنصبة الناس من الجهد والتبعة والهموم الكبيرة يعود إلى طاقاتهم في التحمُّل والثبات.

وعلى قدر هذه التظاهرة ضد جنوح أنفسنا فلن نحتاج الى اعتصامات ولا مولوتوف ولا سيوف البلطجة ومطاويها  ! وشمائل الاخلاق عديدة لكن آلينا الوقوف على أهمها اطلاقا ,مثل الاخلاص والصبر والصدق والوفاء  وهي بمثابة الدعامات أو الاساسات  فكم نتمنى أن نعيش رمضان بشكل مختلف عن كل عام مضى كنا فيه  غافلون 

وطالما عزمنا التغيير لأنفسنا , حتما سنرى أثاره  في أفراح أطفالنا وضحكاتهم , فأطفالنا عيون ومشاعر ترقب وتسجل , صحيح أنها لاتجيد التعبير غير أنها تشعر وتستشعر فاذا شعرنا القبول والاطمئنان والاقبال على الله سنجد أطفالنا سعيدة فرحة , فهم نبض حياتنا , ومقياس ما نحن عليه من هموم وأحزان , فالفرصة مواتية سانحة تدعو من أقبل  وتدبر وتحذر من أدبر  وأعرض فاللهم بلغنا رمضان وحقق بأيامه النفحات رجائنا فيك وحقق لمصر الامان والسلام وجنبنا شر الفتن ما ظهر منها ومابطن



المصدر: بقلم محمد مسعد البرديسي
  • Currently 65/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
19 تصويتات / 558 مشاهدة

ساحة النقاش

kidsAtoz

;كل عام وحضرتك بخير وكل الامة الاسلامية
نعم ما احوجنا لهذة المظاهرة ضد النفس
اللهم قنا شر انفسنا وسيئات اعمالنا

DrNabihaGaber

كل عام و الجميع بخير و سعاده و مصرنا الحبيبه بخير و عافيه. أسعدنى مرورك بموقعى فقد طالت الغيبه لأننى أستأنس بتعليقاتك الموضوعيه. دائما بصحه و سعاده إن شاء الله

AbdallahSaied

بارك الله فيك وزادك نور
اللهم ارزقنا حسن العمل فى رمضان
اللهم اعينا على صوم رمضان وقيام رمضان
واكتبا من عتقائك فى الشهر الكريم يارب العالمين

محمدمسعدالبرديسي

nazrat
( نظرات ) موقع إجتماعي يشغله هم المجتمع سياسيا وتربويا بداية من الاسرة الى الارحام من جد وعم وخال الى آخره , الاهتمام السياسي أساسه الدين النصيحة و يهتم بالثقافةبألوانها ويعد الجانب النفسي والاهتمام به محور هام في الموقع كذلك الاهتمام بالطفل ثقافة وصحة »

ماذا تود البحث عنه ؟

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

619,892

مصر بخير

                         
* الشكر واجب للسيد العقيد هشام سمير  بجوازات التحرير , متميز في معاملة الجمهور على أي شاكلة ..

* تحية للمهندس المصري محمد محمد عبدالنبي بشركة المياه