أصبح التعليم الإلكتروني هو النسخة المتوافقة مع تقدم التقنية التي يتميز بها هذا العصر، فهنالك جهود تبذل من أجل تقديم أنظمة مختلفة لتطوير عملية التعليم التقليدية. وقد حرص معدو أنظمة التعليم الإلكتروني على أن تمكن تلك الأنظمة المسؤولة عن التعليم الإلكتروني المسؤولين عن التعليم من تطبيق أجزاء صغيرة أو كبيرة من النظام، بحيث يتم التحول الإلكتروني على حسب السرعة المناسبة للبيئة المطبق فيها.
ولكن ما هو التعليم الإلكتروني؟
التعليم الإلكتروني هو نظام يعنى بكل الإجراءات الإدارية والتعليمية في أي منشأة. فنظام التعليم الإلكتروني يشمل: إدارة الطلاب، وإدارة الامتحانات، وجدولة الحصص ...ألخ.
معوقات التعليم الإلكتروني في المناطق النائية:
بعض أهم معوقات تطبيق تقنية التعليم الإلكتروني في المناطق النائية:
- عدم وجود بنية تحتية جيدة للاتصالات بين المناطق النائية.
- قلة توفر خبراء في إدارة التعليم الإلكتروني.
- صعوبة توفير صيانة الأجهزة لكل المدارس في المناطق النائية.
- صعوبة تدريب الطلبة على طريقة استخدام نظام التعليم الإلكتروني بسبب ضعف المعرفة التقنية لديهم.
- عدم الاعتراف بالحلول التقنية من قبل مسؤولين معتادين على طرق التعليم التقليدية.
- عجز الإمكانات المالية الحالية عن البدء في مشروع وطني ضخم كالتعليم الإلكتروني.
فوائد تطبيق التعليم الإلكتروني للمدارس النائية:
هناك الكثير من فوائد تطبيق هذه التقنية، منها:
- القضاء على مشكلة التعيين في المناطق البعيدة التي لا يوجد بها المعلمون يرغبون في العيش بها أو يضطرون إلى الانتقال إلى تلك المناطق.
- النهوض بتقنية المعلومات في مجال التعليم الإلكتروني لمستويات عالية في المملكة، مما قد يؤهل المملكة لإنشاء صناعة التقنية.
- تسهيل عمل معلم التعليم الإلكتروني، بحيث يستطيع الإشراف على الطلبة من البيت أو من مواقع مخصصة لدى إدارة التعليم التابعة لها.
- إمكانية قيام معلم واحد بمتابعة مجموعات عديدة من المدارس بتخصصه، بدلاً من قيامه بتدريس تخصصه في مدرسة واحدة فقط.
- خلق وظائف داخل المناطق النائية للمواطنين المقيمين بها.
- وقف هجرة سكان المناطق النائية للمدن بسبب عدم توفر مستوى تعليمي يوازي المستوى التعليمي داخل المدن.
- توحيد جودة التعليم في جميع المناطق النائية.
- سهولة توحيد وسرية الامتحانات، والقضاء على احتمال التسرب أو الغش في الامتحانات.
- معرفة شامله لجميع معلومات الطلبة والطالبات في المناطق النائية من قبل إدارة التعليم.
- التمهيد لتطبيق الحكومة الالكترونية بتخريج جيل ملم بالتقنية.
كلمة أخيرة:
مما طرحناه في السطور السابقة يمكننا القول إن التعليم الإلكتروني يستطيع أن يحل المشاكل الحالية في تعليم المناطق النائية، ومن الممكن الاستفادة من خبرات الدول التي سبقتنا لتفادي أي أخطاء محتملة، فقد تم تطبيق التعليم الإلكتروني في بعض دول العالم وحقق نتائج قيمة، حيث نجد -على سبيل المثال - أن بعض المناطق البعيدة عن المدن في ولاية (ألاسكا) في الولايات المتحدة الأمريكية يتم التعليم بها عن طريق التعليم عن بعد والتعليم الإلكتروني.
ومن الممكن أن يعترض شخص ما على تطبيق هذه التقنية بسبب التكلفة العالية لهذا المشروع؛ ولكن هل تعتبر التكلفة العالية معوقاً حقيقياً يحول دون تنفيذ هذا المشروع الواعد؟
لاشك أن مثل هذا الاعتراض قد يتلاشى إذا وضعنا في الاعتبار عدة أسئلة يبحث لها عن إجابة موضوعية منذ فترة زمنية طويلة ماضية، ومن تلك الأسئلة مثلا:
ما قيمة سفر المدرسين والمدرسات كل يوم إلى المناطق النائية من مدينة الإقامة وتعرضهم لخطر الحوادث المرورية التي حصدت أرواح الكثير منهم ولماذا نزود كل مدرسة في كل هجرة بمدرس أو مدرسة من التخصصات المختلفة بينما نستطيع أن نشرف على عدة فصول في عدة مدارس لتخصص معين بواسطة التعليم الالكتروني وما هي قيمة وقف هجرة سكان المناطق النائية للمدن؟ ما هي قيمة النهضة التقنية التي تنتج من تبني التعليم الإلكتروني في المملكة؟
إنني على ثقة من أنه لو أتيحت فرصة اللقاء بين خبراء اقتصاديين ومسؤولين تعليميين، فإن القيمة المكتسبة من تطبيق التعليم الإلكتروني سوف تتخطى حواجز ومعوقات التكلفة المالية ليتم تطبيقها في أقرب وقت ممكن، وهو ما نطمح إليه ونتمناه.