بحوث تكنولوجيا التعليم تتمركز حول التعلم الإنساني وهي ترتبط بكيفية مساعدة الأفراد على التعلم من ناحية وبكيفية زيادة فاعلية عملية التعلم من ناحية أخرى وفي هذه الناحية لا تختلف بحوث تكنولوجيا التعليم عن البحوث في الميدان التربوي عامة ولكن ما يميز بحوث تكنولوجيا التعليم ويحدد خصوصيتها هو ارتباطها الوثيق بمصادر التعلم عند اعتبار متغيرات تصميم هذه المصادر وإنتاجها وتقديمها وإدارتها وتقويمها وبيان دورها في التغلب على مشكلات التعلم الإنساني ولما كانت مصادر التعلم منظومة فرعية من منظومة أكبر تضم استراتيجيات التدريس وطرائقه ومناخه والقوى البشرية بما لها من خصائص وقدرات عقلية وبحوث تكنولوجيا التعليم هي بحوث منظومات حيث ترتبط متغيراتها بالأبعاد المختلفة للعملية التعليمية وهي تستهدف بالضرورة البحث عن الحالات التي يمكن أن تزداد فيها فاعلية مصادر التعلم وكفاءتها وهذا ما يجعل هذه النوعية من البحوث ذات صلة وثيقة بمتغيرات مصادر التعلم وإنتاجها وتقديمها وإدارتها وتقويمها
وفي بحوث المنظومات تكون الأسئلة البحثية المرتبطة بمتغيرات تصميم مصادر التعلم وتقديمها وإدارتها وتقويمها هي البؤرة الأساسية التي تكشف عن حالات زيادة فاعلية مصادر التعلم وكفاءتها في ارتباطها بمتغيرات استراتيجيات التعليم وطرائقه وفنياته ومناخه وبالإضافة إلى ما تقدم حول طبيعة بحوث تكنولوجيا التعليم فإنه يمكن أن نشتق المزيد حول هذه البحوث من خلال المفهوم العام للتكنولوجيا الذي قدمه جلبرت من ناحية، ومن خلال مفهوم التعليم ذاته باعتباره من أنواع الاتصال المنظم الهادف الذي يرمي إلى إحداث التعلم وهو التعريف الذي قدمته منظمة اليونسكو ومن ناحية أخرى يعرف جلبرت التكنولوجيا بأنها: "التطبيق المنهجي المنظم للمعرفة العلمية في المواقف العملية". ومن خلال المزاوجة بين المفهومين السابقين فأنه يمكن تصنيف بحوث تكنولوجيا التعليم وفقا لأسس ومعايير عديدة

أولا : حسب المجالات الرئيسية لتكنولوجيا التعليم :

1- مجال المعرفة العلمية المنظمة المرتبطة بالتعليم والتعلم ( بحوث المجال )
ويرتبط بالمعرفة العلمية المستمدة من النظريات ذات العلاقة بعلوم كثيرة متعددة، مثل: نظريات علم النفس، وعلم الاتصال، وعلم الاجتماع وديناميات الجماعة، وعلوم إنسانية وطبيعية وتطبيقية أخرى كما يرتبط ذلك المجال بنتائج البحوث ذات العلاقة بالتعليم والتعلم والتي يمكن أن نطبقها أي أنها تبحث في قابلية النظريات والمبادئ ونتائج البحوث للتطبيق على تنظيم التعليم لإحداث التعلم ومما لاشك فيه أن هذه النوعية من البحوث تسهم في بناء المعرفة المنظمة الخاصة بطبيعة تكنولوجيا التعليم باعتبارها مجالاً ومن الملاحظ أن المعرفة العلمية هذه قد أسهمت في ظهور نظريات التعليم وهو الأمر الذي أدى بدوره إلى ظهور ما يسمى الآن بعلم التعليم

2- مجال التطبيق في المواقف العلمية المرتبطة بالتعليم والتعلم ( بحوث العملية )
ويرتبط بالتطبيق الفعلي للنظريات والمبادئ ونتائج البحوث التي يتم الكشف عنها في مجال المعرفة العلمية وفنيات هذا التطبيق للتغلب على مشكلات معينة ذات علاقة بمواقف إجرائية لتسهيل عملية التعلم وإحداث التعليم وذلك يسهم بدوره في بيان وظيفة تكنولوجيا التعليم باعتبارها عملية تقوم على الفكر المنظومي المستمد من فكر النظم على وجه التحديد

3- مجال التطوير والتجريب المرتبط بالتعليم والتعلم ( بحوث المهنة )
وهو من المجالات التي تحدد طبيعة بحوث تكنولوجيا التعليم ويرتبطً بقضايا تطوير التعليم في علاقتها بالأدلة الميدانية التجريبية ولذلك فإن هذا المجال يستلزم بالضرورة تبني بحوث تكنولوجيا التعليم في المنهج التجريبي على وجه الخصوص ومما لاشك فيه أن تطوير التعلم في ظل أدلة ميدانية تجريبية يحدد مكانة تكنولوجيا التعليم باعتبارها مهنة تقوم بوظيفة محددة في المجتمع



ثانيا : حسب الوظائف أو المتغيرات التي تتناولها :


1- بحوث متغيرات التصميم : وتتناول متغيرات تصميم المواد التعليمية والتي تكون فيها هذه المتغيرات متغيرات مستقلة وتجد هذه البحوث مراجعتها العلمية في النظرية العامة للنظم ونظريات علم النفس السلوكي والمعرفي ونظريات التعلم والتصميم التعليمي ونظريات المنهج ونظريات الاتصال ونظريات التصميم الفني ومن أمثلتها البحوث الخاصة بالتفاعل بين نمط المتعلمين والوسائل التعليمية وبحوث تصميم الوسائل واختباراتها وتصميم أساليب العرض والتقديم وتصميم المعالجة البصرية للمواد التعليمية وتصميم الوسائل المتعددة في برامج الكمبيوتر ومواقع الشبكات

2- بحوث متغيرات الإنتاج : وتتناول متغيرات إنتاج المواد التعليمية، والتي تكون فيها هذه المتغيرات مستقلة ومن أمثلتها بحوث فنيات الإنتاج وبرامجه ونماذجه

3- بحوث متغيرات التقديم : والتي تتناول متغيرات تقديم المواد التعليمية، مثل ظروف التقديم واستراتيجياته وهي تتمركز حول أشكال تقديم المواد التعليمية والحالات المرتبطة بزيادة فاعليتها وكفاءتها مثل: أشكال تقديم المديولات، وبرامج الكمبيوتر وبرامج الفيديو وارتباطها مواقف التعلم الفردي والجماعي

4- بحوث متغيرات الاستخدام : تعتمد البحوث في هذا المجال على نظريات علم النفس المعرفي ونظريات التبني والاختيار وتكنولوجيا الأداء ومن أمثلتها دراسة استخدام المستفيدين (معلمين / متعلمين) لمصادر التعليم والتعلم واتجاهاتهم نحوها والصعوبات التي تحول دون الاستخدام الأمثل لهذه المصادر

5- بحوث متغيرات الإدارة : وترتبط بمتغيرات مناخ حجرة الدراسة وأشكال تنظيمها وظروف زيادة فاعلية المواد التعليمية وكفاءتها وأدوار كل من المعلم والمتعلم ورجال الإدارة المدرسية فيما يتعلق بتسهيل عملية التعلم وتوفير متطلباتها والتحكم في إحداثها وتعتمد البحوث في هذا المجال على النظريات الخاصة بالإدارة العامة وإدارة الأعمال والمشروعات والإنتاج واقتصادياتها بالإضافة إلى إدارة المعلومات ومن أمثلة البحوث في هذا المجال بحوث إدارة المكتبات وإدارة مراكز مصادر التعلم ومراكز التطوير التكنولوجي وبحوث إدارة نقل الرسالة التعليمية وتوصيلها أو نشرها عبر الوسائل المختلفة وبصفة خاصة الوسائل الإلكترونية وأهمها الشبكات في نظم التعليم عن بعد

6- بحوث متغيرات التقويم : وتتناول متغيرات تقويم المواد التعليمية أو متغيرات أدوات التقويم المرتبطة بها وتتصدر النظريات الخاصة بالقياس المرجعية العلمية بهذه الوظيفة بالإضافة إلى النظريات الأخرى ومن أمثلتها بحوث تقدير الحاجات وبحوث تقويم المنتج والبحوث الخاصة بتصميم وتطوير أساليب التقويم المختلفة وأدواتها وتحليل الأهداف والوظائف والمهام كمدخل أساسي للتقويم بصفة عامة

7- بحوث متغيرات التطوير: وتعتمد على المراجعة العلمية لنظريات معالجة المعلومات والتعلم التفاعلي وتهدف البحوث في هذا المجال إلى تطوير النظم ومصادر التعليم والتعلم وفقاً لمبادئ ونظريات الاتصال و معالجة المعلومات وخصائص المتعلمين ومن أمثلتها بحوث تطوير وسائل الإعلام وتقنيات الطباعة والتقنيات الرقمية


ثالثا : حسب نوع المصادر :

بصفة عامة يمكن تصنيف البحوث على أساس نوع المصدر في علاقتها بنظم التعليم أو خصائص المتعلمين أو الحواس أو التحديث ولا يغير ذلك من خصائص هذه المصادر وما تفرضه من اتجاهات للبحث والدراسة خصوصا في مجالات تصميم هذه المصادر وتطويرها واستخدامها وإداراتها وتقويمها فيمكن تنويع المصادر والإجابة عن الأسئلة الخاصة بتعدد البحوث تبعا لتعدد خصائص هذه المصادر وتبيانها وتوظيفها واستخدامها في الموقف التعليمية المختلفة ويشتمل : التصنيف المادي للمصادر ذاتها من حيث علاقتها بالحواس المرتبطة - نظم التعليم

والتعلم السائدة وتباينها في حاجاتها من أنواع المصادر المتاحة والمستحدثة


رابعا : حسب خصائص المتعلمين :

بحوث تحليل خصائص المتعلمين مطلبا أساسيا لتحقيق وظائف تكنولوجيا التعلم حيث يكون الهدف من الدراسة هو فئة من فئات المتعلمين تبعا لأي تصنيف لها مثل مراحل النمو أو المراحل التعليمية أو التخصص أو الفروق الفردية وما يرتبط بها من قدرات أو خصائص معرفية وأقرب الأمثلة على هذه البحوث هي بحوث التفاعل بين الاستعداد والمعاجلة


خامسا : حسب منهج البحث المستخدم :

1- الدراسات الاستطلاعية أو الكشفية أو الصياغية :
وهى التي تهدف إلى الكشف عن المشكلات العلمية وتحليلها وصياغة الفروض الأولية الخاصة بها مثل الدراسات الخاصة ببناء النماذج أو نقل التجارب العالمية إلى المجتمع المحلى وتحليلها ومقارنتها

2- الدراسات الوصفية أو التشخيصية : التي تهدف إلى وصف الظاهرات أو الحقائق العلمية أو المهنية الموجودة فعلا والوصول إلى تعليمات خاصة بالوصف والتقويم وتحديد الأسباب والعلاقات بين أسباب حدوث هذه الظاهرات ونتائجها مثل البحوث والدراسات الخاصة بوصف استخدام المعلمين لمصادر التعلم الإلكترونية واتجاهاتهم نحوها

3- الدراسات التجريبية : وهى الدراسات والبحوث التي تهدف إلى اختبار العلاقة السببية وتجاربها وفى دراسات تكنولوجيا التعليم تسود الدراسات التجريبية التي تهدف إلى ضبط العلاقات بين عناصر تكنولوجيا التعليم أو ضبط العلاقة بين مصادر التعليم والتعلم والتطوير واستخدامها أو إدارتها وتقويمها والأمثلة على ذلك كثيرة في البحوث والدراسات التجريبية في مجال تكنولوجيا التعليم وبصفة خاصة بحوث المعالجة والتطوير لمصادر التعليم والتعلم ومتغيراتها وكذلك البحوث الخاصة بالتفاعل بين الاستعداد والمعالجة


سادسا : حسب المستحدثات التكنولوجية :

1- توظيفها مع أعداد المتعلمين مثل بحوث استخدام الكمبيوتر في التعليم الفردي والتعليم الجمعي وتعليم الأعداد الصغيرة بالإضافة إلى التصنيف بناء على مستوى الاستخدام مثل بحوث استخدام الكمبيوتر أو الحاسب في دعم التعلم أو مساندته أو التعلم القائم على الكمبيوتر أو استخدام الكمبيوتر في الإدارة التعليمية

2- استخدام هذه المستحدثات مع نظم التعليم والتعلم مثل بحوث توظيف المستحدثات الإلكترونية الكمبيوتر أو الشبكات في التعليم الفردي وكذلك في التعليم عن بعد أو في التعلم والتنمية المهنية للمعلمين ، بالإضافة إلى التعليم التقليدي وتدريب المعلمين

3- تصنيف البرامج بناء على أساليب إنتاج البرامج وبناء المواقع التي تتفق مع هذه المستحدثات مثل بحوث إنتاج برامج الواقع الافتراضي ومستويات إنتاج برامج التعلم الذاتي مثل التدريس الخصوصي وبرامج التدريب والمران والمحاكاة والألعاب التعليمية وغيرها من مستويات إنتاج البرامج التعليمية في الكمبيوتر ومواقع الشبكات


سابعا : حسب مجال جمع البيانات :

1- بحوث البيانات الأولية من مصادرها البشرية
وتنتمي إلى فئة البحوث الميدانية مثل البحوث والدراسات الخاصة بوصف خصائص المتعلمين أو دراسة اتجاهات المعلمين أو استخدام المتعلمين لمصادر التعليم والتعلم

2- البحوث التي تعتمد على الدراسات السابقة والكتب والمراجع العلمية والسجلات والإحصاءات الحاجزة فتنمى هذه البحوث إلى فئة البحوث والدراسات المكتبية مثل البحوث والدراسات التحليلية التي تهتم بتحقيق أهداف التحليل البعدى أو التحليل من المستوى الثاني للبحوث والدراسات السابقة في مجال تكنولوجيا التعليم أو عناصرها أو وظائفها

3- البحوث المعملية حيث يتم الضبط المنهجي لإجراءات البحوث و متغيراتها للحصول على بيانات أكثر دقة نتيجة سيطرة الباحث على هذه الإجراءات وحركة المتغيرات وذلك مثل البحوث والدراسات التجريبية التي يتم تصميمها في معظم دراسات تكنولوجيا
التعليم


ثامنا : حسب التعامل الكمي والإحصائي :

وهناك تصنيف آخر للبحوث بناء على سيادة أي من الأسلوبين الكمي أو الكيفي في التعامل مع البيانات التي تم جمعها واستخراج النتائج يمكن وصف بحوث ودراسات تكنولوجيا التعليم بصفة عامة بالصفة الكمية ومما يلاحظ في هذا المجال أن وصف بحوث ودراسات تكنولوجيا التعليم بالصفة الكمية لا يجب أن يكون سببا لإغفال أهمية التفسير الكيفي للنتائج حيث يلاحظ في معظم البحوث والدراسات غياب هذا التفسير اعتمادا على كفاية العرض الكلى والإحصائي للنتائج وهذا يعتبر من الأخطاء الشائعة


تاسعا : حسب أهداف البحث العلمي :

1- بحوث هدفها يرتبط بالكشف عن الحقائق الخاصة بمجال تكنولوجيا التعليم وصياغتها في إطار علمي
2- بحوث هدفها يرتبط بوصف الحقائق واتجاهاتها لتطوير العملية التعليمية


المسارات الحالية والمستقبلية لبحوث تكنولوجيا التعليم

انتهاء عصر بحوث المثير والاستجابة وبزوغ عصر بحوث العمليات العقلية المعرفية - الانتقال من بحوث استراتيجيات التعليم الجمعي إلى بحوث استراتيجيات التعليم المفرد - الاهتمام ببحوث تقدير الاحتياجات وبحوث تهيئة المناخ اللازم لإدخال المستحدثات - انتهاء عصر بحوث المقارنة وبزغ عصر زيادة الفاعلية والكفاءة - بداية التزاوج بين بحوث تكنولوجيا التعليم وتكنولوجيا المعلومات - التحول في فكر بحوث التفاعل بين المعالجة والاستعداد - الاهتمام ببحوث التطوير (بحوث الواقع والمأمول) - الاهتمام ببحوث الكلفة في مقابل العائد - بزوغ تيار بحوث التفاعلية - ظهور بحوث التشبيك

عرض لآراء حول مجالات البحوث المستقبلية في تكنولوجيا التعليم والتي قدمها الأستاذ الدكتور أحمد الحصرى في المؤتمر الأخير للجمعية العربية لتكنولوجيا التربية فهي تقدم توجيهات وإرشادات للباحثين وكانت تلك الآراء والمجالات بالترتيب التالي : الثقافة البصرية - التعليم الإلكتروني - معايير الجودة الشاملة للتعليم الإلكتروني - التعليم المختلط - بحوث التنظير - بحوث المتغيرات - اقتصاديات تكنولوجيا التعليم - التحليل البعدى للبحوث - التعلم المستمر وتكنولوجيا التعليم - وضع خريطة بحثية في مجال تكنولوجيا التعليم - إيجاد آلية لاستخراج نتائج البحوث وكيف يمكن الاستفادة من بحوث تكنولوجيا التعليم

المصدر: http://techandlife.ahlamontada.net/t120-topic

 

ahmedkordy

خدمات البحث العلمي 01009848570

أحمد السيد كردي

ahmedkordy
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

30,745,765

أحمد السيد كردي

موقع أحمد السيد كردي يرحب بزواره الكرام free counters