بدأت بعض الشركات المصرية فى الفترة الأخيرة تطبق نظام عمل المرأة عن بعد أو بنظام نصف الوقت ، بالرغم من أن هذا الأمر أصبح مألوفاً للمرأة الغربية التي حصلت على انتزاع هذا الحق والعمل عن بعد.
ووضحت دكتورة آية ماهر أستاذ الموارد البشرية بالجامعة الأمريكية وعضو لجنة التعليم بأمانة السياسات معني العمل عن بعد ،وقالت بحسب جريدة "الأهرام" : هو عمل حر قد يبادر به الشخص نفسه أو منوط من قبل منظمة أو شركة ما, ويتم العمل بهذا النظام بالقطعة أو لفترة محددة يتفق عليها صاحب العمل مع الفرد علي الأجر, ولا يتقيد الفرد بالارتباط بمكان عمل معين إلا عند مناقشة العمل نفسه أو أثناء عملية المتابعة أو عند التسليم..
وقد ساهم الإنترنت في نشر ثقافة العمل عن بعد حيث يتم الاتفاق علي العمل بعدة طرق, فالبعض يشترط توقيع عقود والبعض يكتفي بالاتفاق بالدفع عند التسليم ، لذلك لا يمكن وضع قواعد محددة للعمل عن بعد بين الأطراف المتعاملة حيث تختلف من شخص لآخر أو طبقا لحرية اختيار الطريقة المناسبة .
وتسرد دكتورة آية ماهر أهم مميزات العمل عن بعد للمرأة في النقاط التالية:
ـ إلغاء حاجز الزمان والمكان فيمكن للمرأة أن تتعامل مع أي طرف داخل أو خارج مصر دون التقيد بمواعيد أو مقر العمل وتعظيم الاستفادة من وقت المرأة دون الاضطرار إلي النزول من البيت في زحام المواصلات والسماح لها بمتابعة أمور أسرتها ومزاولة أنشطة أخري.
- يسهم هذا النظام في عمليات التطوير الذاتي, حيث يعتبر تعلم المهارات واكتساب خبرات جديدة من الضروريات لاستمرارية العمل بهذا النظام.
- يسهم في تعظيم إنتاجية وجودة العمل نتيجة عدم إضاعة الوقت في المواصلات أو في الاجتماعات الكثيرة أثناء العمل. لكن كل هذه المميزات لا تمنع من أن لهذا النظام بعض السلبيات أهمها فقدان بعض مميزات الوظيفة الدائمة مثل التأمينات والمعاشات والاجازات المدفوعة.. إلخ.
وأشارت دكتورة آية ماهر إلى أننا نواكب تقدم الأمم و تتمني أن نجعل من الاحتفال بيوم المرأة فرصة لنشر ثقافة العمل من المنزل في مؤسستنا في بعض الأعمال القابلة لذلك مع تنظيم التعامل بها مثل تحديد دقيق لمخرجات الأعمال المطلوبة, وعمل مواقع خاصة للوظائف التي يمكن العمل بها عن بعد
فوائد العمل عن بُعد
من الأمور الجيدة في العمل عن بعد أن الجميع يمكنهم الاستفادة منه ، ويمكن تقسم هذه الفوائد على نحو مما يلي :
القسم الأول : فوائد للمرأة
1ـ سد حاجت المرأة وإغنائها .
2 ـ استغلال وقت الفراغ بما ينفع .
3ـ التوفير المالي فلا تحتاج المرأة لشراء ملابس الزينة وأدواتها لكي تخرج بها في كل صباح إلى العمل .
4ـ الراحة النفسية والبدنية فلا يكون عليها إرهاق المنزل وإرهاق العمل الخارجي .
5ـ فتح فرص وظيفية للنساء المعاقات .
6 ـ عدم الحاجة لوسائل المواصلات للذهاب إلى العمل والعودة، وكذلك تخفيف العب عن الزوج مثلا بنقل زوجته من وإلى مقر العمل .
ثانياً : فوائد للمواطنين
1ـ فتح فرص وظيفية كثيرة للشباب العاطلين وذلك من جهتين :
أ ـ الوظائف التي كانت تشغلها النساء كالاستقبال في المستشفيات أو التمريض يحل محلها الشباب .
ب ـ تحريك المرأة العاملة في بيتها لأبنائها العاطلين عن العمل ليتولوا هم البيع والشراء أو استقبال الطلبات وتوصيلها ولهم نسبة في ذلك .
2ـ عودة السعادة والراحة للزوج والأبناء حينما تبقى المرأة في بيتها فتهتم بهم.
3 ـ تضيق دائرة الفتنة الحاصلة في لقاء المرأة للرجل .
4ـ القضاء على الفراغ الذي يدمر الكثير من طاقات الشباب فيما يضره ويفتك بمجتمعه.
ثالثاً : فوائده للوطن
1ـ انتعاش اقتصاد البلد وزيادة فرص الاستثمار .
2ـ الحد من ظاهرة كثرة السائقين والعمالة الأجنبية والتي قد تسبب انفجارا خطيرا على أمن البلد .
3ـ تخفيف الازدحام المروري الحاصل بسبب الذهاب للعمل . ( وكانت ولاية كاليفورنيا قد أجبرت الشركات على تخفيض عدد رحلات المركبات التي يقوم بها عمالها إلى مواقع العمل ، ومن ضمن الطرق المتبعة لتحقيق ذلك التخفيض مشاركة آخر في السيارة بدلا من الذهاب للعمل بسيارة منفرداً ) [1] والحل في مثل مشروعنا .
4ـ توفير الطاقة المستهلكة في المواصلات .
5ـ المساهمة في حماية البيئة بتقليل الغازات المنبعثة من وسائل النقل .( ويُعد التشريع الخاص بالبيئة الذي صدر في الولايات المتحدة في الثمانينيات أحد العوامل التي شجعت العمل عن بٌعد )[2]
6ـ التخفيف من حوادث السيارات بسبب كثرة الراغبين في مزاولة هذه المهنة.
7ـ تقليل ازدحام المكاتب الذي يؤدي في بعض الأحيان إلى إضافة مباني جديدة أو إلى مباني أكبر مساحة .
8ـ توفير مبالغ كبيرة من رواتب العاملين .
9ـ الحد من ظاهرة السرقات ؛ لأن من أعظم أسبابها الحاجة وقد انتهت بمثل هذا المشروع.
10ـ الحد من ظاهرة الفقر ؛ لأن الكل سيعمل ويعيش من كسب يده .
11ـ توفير المال اللازم لإنشاء المباني والمكاتب الإدارية .
12ـ الترشيد في استخدام الطاقة بمختلف أنواعها .
13ـ تقليل نسبة الغياب والانقطاع عن العمل وما يترتب على ذلك من سلبيات مباشرة على الإنتاجية، حيث قد أثبتت الدراسات أن العاملين عن بعد أقل من الموظفين المنتظمين في طلب الإجازات المرضية [3].
14ـ تحسين الإنتاجية : حيث يكون فريق العمل :
ـ أكثر نشاطا ؛ لأنهم يقضون وقتاً أقل في الانتقال .
ـ يعتمد عليهم أكثر ؛ إذ أنهم أكثر ولاء وإخلاصا وغالباً ما يستمرون لفترة أطول مع المؤسسة .
ـ غالباً ما يقضون وقتاً أقل بعيدا عن بعد العمل ، لأنهم يحتاجون للتخطيط لوقتهم الشخصي بشكل أفضل .[4]
وفي دراسة ( الشرق الأوسط 12:1995) شملت عدداً كبيرا من المسئولين عن هذا النوع من العمل عن بُعد ، والميزات التي يوفرها ، يوضح بأن 79% من المسئولين يرون أنه يحقق معنويات أعلى للموظفين ، و64% يرون أنه يحقق كلفة أقل ( لا ضرورة للمكتب ) ، 63% يرون بأن من مميزاته الاحتفاظ بالموظف مدة أطول والإرهاق سيكون أقل ، و61% يرون أنه بتطبيق هذا الأسلوب سيكون الغياب عن العمل أقل و 58% يرون أن الإنتاجية ستزداد.
رأي الرؤساء في عمل الموظفين عن بُعد
97% |
معنويات أعلى |
64% |
كلفة أقل ( لا ضرورة للمكتب ) |
63% |
الاحتفاظ بالموظف مدة أطول . |
63% |
الإرهاق أقل . |
61% |
غياب عن العمل أقل . |
58% |
زيادة في الإنتاجية . |
المصدر : جريدة الشرق الأوسط 1995م ،ص 12
رابعاً : فوائده للقطاع الخاص :
1ـ الاحتفاظ بالمهارات والاستمرار في توظيف الموظفين المهرة وذوي الكفاءات العالية الذين كانوا سيتركون العمل لولا إدخال هذا الأسلوب .
2ـ فرص توظيف أكبر لذوي القدرات العالية ولكنهم يعيشون بعيدا جدا عن المكتب الرئيسي .
3ـ التوفير المالي في الرواتب والطاقة والمباني وغيرها .
والعمل عن بعد أو ما يطلق عليه ( الثورة المستقبلية في سوق العمل ) تعبير سيزداد سماعه أكثر مع التراجع الهائل في كلفة الاتصالات بفضل شبكات الاتصالات الدولية الإنترنت وغيرها ، التي قللت تكلفة الاتصال بين القارات إلى كلفة الاتصال داخل المدينة نفسها .
ونتيجة لهذا التقدم يتزايد كل يوم عدد المؤسسات التي تختار إبقاء العاملين معها في منازلهم ، ربما في مدينة أخرى أو حتى بلد آخر ، بسبب الميزات العديدة التي يمكن أن تنتج عن هذا الأسلوب في حالات كثيرة والتي لا تتوقف على خفض التكاليف فقط ( نتيجة عدم الحاجة إلى مساحات المكاتب والتكاليف الأخرى ، مثل ، النقل ) ، بل أثبت هذا الأسلوب فائدته الكبرى في حالة النساء العاملات اللائي يطمحن دائماً إلى صيغة تمكنهن من الجمع بين العمل ورعاية أُسرهن .
ومن المتوقع أن تعم هذه الظاهرة الجديدة بشكل أوسع مع بداية القرن القادم في ضوء التطور السريع الذي تشهده أجهزة الاتصالات ، ابتداءً من الحواسيب ومؤتمرات الفيديو ، وانتهاءً بأجهزة الهاتف العالمية التي لن تدع بقعة في العالم خارجة عن نطاقها .
والتقدم التقني الهائل ، يأتي كل يوم بجديد ، ومن ذلك الابتكار الذي توصلت إليه هيئة الاتصالات البريطانية " British Telecom " ( الشرق الأوسط ، 1996 : 32 ) وأُطلق عليه ( مكتبك على ذراعك ) والذي يمكنه خدمة رجال الأعمال وهم في أي بقعة من بقاع العالم ، ويشتمل الابتكار الجديد على كافة أجهزة الحاسب الآلي المكتبية الرئيسية كالشاشة الصغيرة الملونة وأداء التحكم بالعمليات ( الفأرة ) ، علاوة على تجهيزات إضافية تربط بالرأس تظهر على شاشتها المصغرة والمركبة أمام العينين مباشرة صورة للوثائق الشخصية وذات الخصوصية المهمة والتي لا يشاهدها سوى صاحب العمل الذي يحمل مكتبه على ذراعه . واعتمدت برامج هذا الابتكار على أسلوب التلقيم الصوتي بدلاً من لوحة المفاتيح الاعتيادية في أداء الفعاليات الإدارية المختلفة لهذه البرامج . وباستخدام نظام الاتصال التلفوني يمكن للحاسب الآلي في هذا المكتب المتنقل من الاتصال مع بقية زملاء العمل لمتابعة إنجاز المهمات الوظيفية المطلوبة كأي مكتب عادي في عالم إدارة الأعمال ولم يخل هذا المكتب من وسائل الاتصالات المعروفة كالفاكس والبريد الإلكتروني وسجل المعلومات إضافة إلى شبكة المعلومات الدولية " الإنترنت " والخبراء يتوقعون إقبالاً شديداً وطلباً ملحاً عليه في المستقبل القريب ، لأنه سيقلب مفاهيم إدارة الأعمال المختلفة رأساً على عقب .
كل ما سبق يؤكد أن ثورة المعلومات والتقنية المتطورة بشكل متسارع ستغير من أساليب العمل ، وما أسلوب العمل عن بُعد إلا أحد الأساليب التي بدأت تغزو قطاعات العمل بشكل متنامي وملحوظ .
وقد تم إنشاء مجموعة ( إف.آي ) " FI " في بريطانيا ( شركة بريطانية قائمة على أسلوب العمل عن بُعد ) لتوفير فرص عمل للأمهات ، في الحاسب ، واللاتي لا يستطعن الخروج للعمل ، وقد أدخلت شركة " أمريكان إكسبرس " برنامجاً يسمح لموظفي وكالات السفر التابعة لها بالعمل بالمنزل كطريقة لمنع وكالات السفر الأخرى من جذب وإغراء وكلائهم ذوي التدريب الرفيع ( Gray, 1993 : 21 ) .
كل ما سبق يدعونا للتأمل والتفكير في إمكانية تطبيق أسلوب العمل عن بُعد ، لا سيما وأنه حقق نجاحات لا يستهان بها في الغرب الذي يوجد فيه اختلاط في العمل بين الرجل والمرأة ، وسنقدم من خلال البحث ـ بإذن الله تعالى ـ عرضاً متكاملاً ومفصلاً لإمكانية ذلك على ضوء ما تمخضت عنها الدراسة المنهجية العلمية الميدانية والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه .