المكتبات الرقمية : الواقع والمستقبل

 

المقدمة :

العالم اليوم ثورة هائلة وتطورات سريعة ومفاجئة في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والنشر الإلكتروني .. وقد أحدثت هذه التقنيات تحولات جذرية في وسائل حفظ المعلومات وتداولها .. ومع اتساع دائرة هذه التطورات المتلاحقة، وتنامي حجم مصادر المعلومات الإلكترونية بمختلف أشكالها، وحاجة المؤسسات المعلوماتية إلى تحديث معلوماتها وتطوير مقتنياتها وخدماتها؛ فضلاً عن تنوع احتياجات الباحثين والدارسين للحصول على معلومات غزيرة ومتنوعة في مختلف بقاع العالم؛ ظهرت جملة من الاتجاهات الحديثة لمواكبة عصر المعلومات، ومنها المكتبات الرقمية بوصفها مؤسسات ونظم قواعد بيانات ضخمة تحتوي على مختلف مصادر المعلومات المخزنة ونظم الاسترجاع الشاملة التي تعالج ببراعة البيانات الرقمية بمختلف الوسائط: (نصوص، صور، أصوات، رسوم ثابتة ومتحركة) التي تدعم المستفيد في تعامله مع المعلومات المتوافرة لدى مؤسسات المعلومات، ومن خلال بنوك وشبكات المعلومات ومن بينها الإنترنت.

لقد ولدت هذه المكتبات بصفتها إستراتيجية جديدة واستجابة ملحة وضرورية لتلبية احتياجات الباحثين وعموم المستفيدين في جميع أنحاء العالم ورغبتهم في الحصول على معلومات سريعة ومتطورة، وعجز نظم المعلومات التقليدية عن تلبية مثل هذه الاحتياجات. وفي مراحل الانتقال .

من المجتمع الورقي إلى المجتمع الإلكتروني سيكون للمكتبات دور مستقل ومتميز في تقديم خدمات معلومات نوعية ومتجددة بوصفها كيانًا أو عالمًا واسعًا يتضمن توفير مختلف نصوص الوثائق ومصادر المعلومات بأشكالها الإلكترونية المخزنة على الأقراص الليزرية المدمجة، أو المرنة، أو الصلبة، أو من خلال خدمات البحث بالاتصال المباشر؛ فضلاً عن دور هذه المكتبات في تمكين المستفيدين من الوصول إلى المعلومات والبيانات المخزنة إلكترونياً عبر نظم وشبكات المعلومات وهم في بيوتهم، أو مؤسساتهم، ومكاتبهم الخاصة.

إن تعبير أو مصطلح المكتبة الرقمية Digital library يحيطه الغموض ما دام مفهوماً تقنياً يرتبط بلغة الحاسوب وتحويل اللغة العادية إلى لغة رقمية، وهناك عوامل تكمن وراء هذا الغموض منها.

أ- إن مجتمع المكتبات درج على استخدام مصطلحات وتعابير أخرى للدلالة على المعنى نفسه، ومنها:

- المكتبة الافتراضية Virtual library.

- المكتبة الإلكترونية Electronic library.

- مكتبة بلا جدران library without walls .

دون أن يوجد فاضل واضح بين معاني أو دلالات هذه التسميات. ولكن تعبير المكتبة الرقمية يعد أحدث تعبير شاع استخدامه بشكل واسع.

ب- العامل الثاني هو أن المكتبة الرقمية كانت موضع اهتمام الكثير من الباحثين في حقول معرفية مختلفة، مما أدى إلى اختلاف وجهات النظر في هذا المجال.

ج- العامل الثالث، فقد جاء بعد شيوع استعمال الإنترنت، مما دفع الكثيرين إلى تسمية الكم الهائل من المعلومات الذي تنقله أو تقدمه الإنترنت بأنه مكتبة إلكترونية أو رقمية وخاصة ما تقدمه الشبكة العنكبوتية العالمية web (word wide web) ؛ إلاَّ أن بعض المتخصصين في مجال المكتبات الإلكترونية يرى أن الإنترنت وما تضم من مصادر معلومات ضخمة للمعلومات وما يعرض على الويب لم يصمم لخزن واسترجاع المعلومات وفق نظم المكتبة وإنما يمكن تصوره باعتباره مخزوناً غير منظم لنتاج جماعي أو لما ينشر في العالم من منشورات رقمية وبالتالي، فإن الإنترنت ليست هي المكتبة الرقمية(1).

وبالرغم من ذلك نستطيع تقديم بعض التعريفات للمكتبات الرقمية أو الإلكترونية مما ورد في النتاج الفكري، ومنها على سبيل المثال(2):

1- هي كيان أو عالم واسع يتضمن جميع مصادر المعلومات الرقمية الشبكية .. في حين ينظر البعض لهذا النوع من المكتبات على اعتبارها مشروعات رقمية مؤسساتية.

2- المكتبة التي تمسح جميع أشكال المواد ضوئياً، وترمزها بهدف إتاحة الوصول إلى جميع مقتنياتها إلكترونياً.

3- المكتبة التي يتوافر لديها اتصال بشبكة الإنترنت ومجموعة قواعد البيانات المتاحة في أي مكان.

4- هي تلك المكتبات التي تتميز بالاستخدام المكثف لتقنيات المعلومات والاتصال وأعمال الحوسبة واستخدام النظم المتطورة في اختزان المعلومات واسترجاعها وبثها إلى الباحثين والجهات المستفيدة.

5- ويرى كونوللي Connoly أن المكتبة الإلكترونية أشبه ما تكون "بمركز المعرفة" ، حيث يعمل المهنيون في المعلومات كبوابات Gateways لمصادر المعلومات الرقمية وغيرها.

6- ويرى رجال المستقبليات Futurists بأنها: تمثل التعبير عن ذاكرة ودماغ العالم World Brain لاهتمامها بتكويد نصوص كل لغات العالم.

 7- وتعرّف المكتبة الرقمية أيضاًَ بأنها مجموعة من أوعية المعلومات المحسبة رقمياً، والمرتبة بطريقة خاصة تناسب طريقة الاستخدام من خلال شبكات المعلومات التي تمكن من الوصول إلى المعلومات مهما بعدت المسافات، وتؤكد تجهيزات المكتبات الرقمية على تيسير تزويد المعلومات وبثها واستخدامها.

وينبغي أن تؤدي هذه المكتبة الخدمات الأساسية للمكتبة التقليدية، وتوظف في ذلك مزايا  التخزين الرقمي، والمعالجة الرقمية، والبحث، والاتصالات الرقمية، كما أنها تدعم تلك الخدمات بتوفير الأمن، والتحقق، ورقابة الملكية الفكرية.

ولابد من القول : إن التسميات السابقة تعكس تنوع خلفيات الباحثين الموضوعية، وقد يستخدم بعضها على سبيل الترادف أحياناً، وإن كان هناك من يرى أن هناك بعض الفروقات بين مصطلحي المكتبة الإلكترونية والافتراضية.

فالمكتبة الافتراضية (Virtual Library ) مكونة من أرصدة وثائقية مرقمة ومحمولة في شبكات معلوماتية تمكّن من استثارة واستخدام نصوصها عن بعد، وهذه المكتبة لا تحدد فضائياً، فهي في أماكن متعددة مربوطة بتقنيات النص الفائق أو المترابط، وهي مفتوحة دوماً ونافذة على الشبكة العالمية، وهذا يعني أن هذه المكتبة ليس لها وجود كيان مادي وإنما هي محاولة لموقع خاص بمكتبة استطاع من خلال بروتوكولات تعاونية أسندت إليه في شكل روابط أن يجعل المستفيد يطلع على الأوعية التي تقتنيها، فهي مكتبة تخيلية افتراضية، ومثل هذه المكتبة قد لا تخضع إلى معايير المؤسسة قانونياً ولا حتى مهنياً، وتستطيع أن تقدم خدمات جليلة في ميدان الثقافة والبحث العلمي والتنزّه والتسلية ولكنها لا تضمن جدية أو مدى صحة المحتوى.

أما المكتبة الإلكترونية، فهي مكتبة عادية أو شبكة مكتبات لها رصيد وثائقي مرقم يمكن معاينته أو استشارته من قريب أو بعيد بواسطة الحاسوب وواجهة Interface تمكّن أو تتيح الاستخدام العمومي. وتتميز هذه المكتبة عن المكتبة الافتراضية بمهنيتها، فهي لابد أن تنتمي إلى مؤسسة أو عدة مؤسسات، وتوفر وثائق أو نصوصًا مرقمة، ومفهرسة، ومصنفة حسب مقاييس مهنية مضبوطة، ودقة في تمثيل المعرفة، وتخضع المعلومات فيها إلى تقييم من جانب المكتبي أو الموثق .. فالمكتبة الإلكترونية هنا لها كيان مادي أساساً ومن الأمثلة على هذا النوع مكتبة كاليفورنيا الرقمية وهي مكتبة جامعية California Digital Library. فهي إذن مكتبة تحولت من الشكل التقليدي إلى الشكل الرقمي الذي يتعامل مع الأرقام الثنائية (الصفر والواحد) بحيث اشتمل هذا التحول على المحتوى المادي والبشري في المكتبة، ويقصد بالمحتوى المادي الخدمات والإجراءات الخاصة بالإعداد الفني للأوعية وتحويلها إلى أشكال قابلة للقراءة إلكتــرونياً من خــلال عمليـــات المســــح الضــــوئـــــي (Scanner) أو مــــن خــلال إنشائها في شكل رقمي (Digital form)، أما المحتوى البشري فيقصد به تأهيل وتدريب العاملين في المكتبة من اختصاصيي مكتبات ومعلومات ومحللي نظم للتعامل مع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ورقمنة مصادر المعلومات(3).

ويذهب مارشونيني Marchionini, G إلى أن مفهوم المكتبة الرقمية يستخدم بمعان متعددة في مجتمعات مختلفة، ففي المجتمع الهندسي وعلم الحاسبات تمثل المكتبة الرقمية استعارة لأنواع جديدة من خدمات قواعد البيانات الموزعة لإدارة بيانات الوسائط المتعددة multimedia: أما في المجتمعات السياسية ورجال الأعمال فيمثل المصطلح سوقاً جديدة لمصادر وخدمات المعلومات العالمية، وبالنسبة إلى المكتبة الافتراضية، فهي تعتمد على تكنولوجيا الواقع التخيلي أو الافتراضي Virtual Reality  وتتمثل في مقدرة الحاسوب على إنشاء بدائل ومحاكاة ينغمس فيها المستفيد وكأنها معلومات حية، أي أن بإمكان المستفيدين تصفح نظام مكتبي معين دون حاجة للذهاب إلى المكتبة وبعض نظم المكتبة التخيلية موجودة الآن في شكل منتجات أقراص مدمجة CD-Rom(4).

ومهما كانت طبيعة ونوعية تلك التعريفات واختلاف وجهات النظر؛ إلا أنه يمكن القول : إن المكتبات الرقمية تمثل بيئة معلوماتية جديدة كلياً سواء بالنسبة لأمناء المكتبات أو المستفيدين، وتقوم على التقنيات الحديثة وتعتمد مصادر المعلومات الإلكترونية مدخلاً رئيساً في عملها، وترتبط بعلاقات وثيقة وتعاونية مع الكثير من المكتبات ومراكز المعلومات ودور النشر، وفئات متنوعة من المستفيدين (أفراد ومؤسسات) عن طريق شبكات المعلومات الوطنية أو الإقليمية، أو الدولية(5).

 

العوامل التي مهدت لظهور المكتبات الرقمية وانتشارها :

خلال العقود الثلاثة الأخيرة . ساعد عدد من العوامل الأساسية في تحويل حلم المكتبة الرقمية إلى حقيقة وهي(6):

1- ظهور الحاسبات الرقمية وعمليات الاختزان الرقمي للمعلومات.

2- انتشار الشبكات المتطورة بمختلف أنواعها وولادة وتطور شبكة الإنترنت العالمية.

3- المرونة في عرض المعلومات للمستفيدين بطرق متنوعة جعل المكتبة الرقمية مفضلة وشائعة ومستخدمه وأكثر ألفة وخاصة بعد ظهور نظم النصوص المترابطة التي تستخدم إمكانات الحواسيب وبرامجياتها المتاحة في دمج وتكامل عناصر النصوص والأشكال والرسوم والحركة والصوت ولقطات الفيديو بوصفها واجهة بيانية للمستخدم أو بوصفها أسلوب عرض متناسق، حيث تسمح هذه النظم بالاسترجاع غير المتتابع/ المتسلسل للمعلومات من خلال توليفة من (النصوص/ الصور/ الأصوات) التي تسمى بالعقد Nodes أو الكتل التي يتم الربط فيما بينها بما يسمى الوصلات أو الروابط Links ويسهم المستفيد في توظيفها وتحريكها في رحلة الملاحة والتجوال والتصفح بما يتيح له استرجاع المعلومات بشكل مفصل ومرئي ومسموع، كما تتيح لـه تتبع مسارات النصوص كشبكة كثيفة من العلاقات المنطقية المتداخلة أو العرض الديناميكي.

4- كما أسهم الإطار التنظيمي المؤسسي، وظهور هيئات واتحادات المكتبات الرقمية في تقييم أدواتها ومشروعاتها وإقامة ورش العمل والأبحاث والتطبيقات الخاصة بالمكتبة الرقمية ودراسة مشكلاتها والتنبؤ بما يمكن أن يطرأ عليها مستقبلاً كما هو الحال في اتحاد المكتبات الرقمية Digital Libraries Federation (DLF) الذي أسس في واشنطن عام 2001م وغيرها من الاتحادات والمنظمات .. ومن بينها اتحاد ومشروع المكتبات المحوسبة على الخط المباشر (OCLC) في الولايات المتحدة الأمريكية.

5- تنوع احتياجات الباحثين ورغبتهم في الحصول على كم غزير ومتنوع من المعلومات والمعارف.

6- وقد ساعد التداخل المشترك وتكامل العلوم والهندسة والإدارة على ظهور واتساع نمو ودعم المكتبات الرقمية، وكانت النتائج لا تتعلق بظهور المؤسسات فحسب، بل اكتشاف وانتشار العلوم وزيادة المعرفة وكذلك فهم وبناء نظم متعددة، ودعم مشروعات عديدة، وتشغيل القوى العاملة في مختبرات وأقسام المكتبات الرقمية. ويبين الشكل الآتي العناصر الثلاثة التي أسهمت في تطور المكتبات الرقمية ( العلم، الهندسة، والإدارة)(7).

 

أهداف المكتبات الرقمية:

تهدف المكتبة الرقمية إلى تحقيق الآتي(8):

1- توزيع وإيصال المعلومات إلى المجتمع بشكل كفوء واقتصادي ومباشر وسريع عبر مختلف منافذ وقنوات الاتصال الإلكترونية لإشباع مختلف الاحتياجات المعلوماتية والبحثية.

2- جمع وتخزين وتنظيم المعلومات والمعارف بأشكال رقمية.

3- التعاون وتقوية أوامر الاتصال بين المجتمعات البحثية والحكومية والتعليمية والتجارية.

4- الإسهام في تعزيز فرص التعليم مدى الحياة.

 

الجدوى :

إن دور المكتبات الرقمية يتجاوز الدور الأساس والمهام التقليدية للمكتبة الورقية، ويفتح أمام المستفيدين آفاقاً جديدة، وذلك بالاستفادة من تقنيات المعلومات والاتصالات والحصول على خدمات معلومات جديدة ومتطورة.

ولقد أحدثت المكتبة الرقمية تطوراً مذهلاً على صعيد:

1- تخزين البيانات (Data Storage )

2- استرجاع المعلومات .

3- استعمال المعلومات (Data Usage) .

وأن هذه الطفرة التقنية التي تمر بها المكتبات قد غيرت الكثير من المفاهيم المتعلقة بخدمات المعلومات التي تقدمها  المكتبة، وقدمت فرصاً كبيرة لمد خدماتها خارج حدود جدرانها والتحول تدريجياً إلى الخدمة عن بعد. ويمكن تبيان جدوى إنشاء هذه المكتبات من خلال المميزات التالية(9):

1- توفر للمستفيد كماً غزيراً ومتنوعاً من البيانات والمعلومات.

2- تكون السيطرة على أوعية المعلومات الإلكترونية سهلة وأكثر دقة وفاعلية من حيث تخزين، وتنظيم، وتحديث البيانات والمعلومات، مما ينعكس على طبيعة الاسترجاع السهل والفوري للمعلومات.

3- الإفادة من إمكاناتها عند استخدام الباحث لبرمجيات متنوعة مثل : برمجيات معالجة النصوص، وبرمجيات الترجمة الآلية، وكذلك البرامج الإحصائية وغيرها.

4- حداثة المعلومات التي تشكل محتويات مقتنياتها.

5- تخطي حواجز المكان والزمان، فليس هناك حاجة لذهاب المستفيد إلى المكتبة والبحث والانتظار، فقد أصبح بإمكانه الحصول على المعلومات وهو جالس في منزله أو مكتبه الخاص.

6- إن هذا النمط من المكتبات لا يشغل حيزاً مكانياً كبيراً وواسعاً، بل يحتاج إلى مكان يتسع لعدد من الأجهزة والتقنيات ومعدات التوصيل والمنافذ الطرفية؛ لربط المستفيد بقواعد وشبكات المعلومات.

7- تمكّن من استخدام البريد الإلكتروني والاتصال بالزملاء في المهنة والباحثين الآخرين، وتبادل الرسائل والأفكار مع مجموعات الحوار والنقاش والمشاركة في المؤتمرات المرئية.

8- سهولة البحث في هذه المكتبات حيث يكون:

أ- طبيعياً وذكياً.

ب- سهلاً ومضموناً.

ج- يمكّن من الاتصال واقتناء المعلومات في أي وقت ومن أي مكان ولمجتمع هائل من المستفيدين.

9- انخفاض وقلة تكاليف إنتاج الوسائط الإلكترونية؛ لأنه من خلال وضع نسخة واحدة من هذه المواد في جهاز مركزي يمكن أن تكون متاحة لجميع المستفيدين.

10- تتميز المكتبات الرقمية كونها مؤسسات تتيح الوصول إلى أوعية المعلومات وبطرق مختلفة، أي أنها تقوم بما يعرف بالوصول إلى المعلومات Access to Information وهذا ما يميزها عن المكتبات التقليدية على اعتبارها مؤسسات تحتوي على أوعية المعلومات وتعنى باختزانها.

11- الوصول إلى معلومات قد لا تتوافر في المكتبة نفسها وإنما يتم الحصول عليها من خلال اتفاقيات التعاون مع المكتبات المشابهة، أو مع شبكات المكتبات والمعلومات.

12- المحافظة على مصادر المعلومات النادرة والسريعة التلف دون حجب الوصول إليها من جانب الراغبين في دراستها والاطلاع عليها.

13- عدم تقيدها بدوام المكتبة التقليدية؛ لأن خدماتها متاحة على مدار الساعة ودون توقف.

14- تضع المكتبة الرقمية بأيدي مستخدميها أدوات للتعامل مع المعلومات أكثر فاعلية من الأدوات التقليدية اليومية من حيث:

أ- التخزين والحفظ السريع والأرشفة والبحث.

ب- الفهرس الآلي الموحد.

ج- خدمات التكشيف والاستخلاص.

د- خدمات الإحاطة الجارية.

هـ- أدوات الخدمة المرجعية.

15- فتحت المكتبة الرقمية آفاقاً جديدة في التفاعل مع الآخرين ، حيث يمكن للقارئ مشاهدة تعليقات القراء الآخرين للكتاب نفسه، ومشاهدة تقييمهم لـه، وأحياناً الدخول في مناقشة حية معهم، أو من خلال تبادل الرسائل، واستخدام البريد الإلكتروني، والاتصال بالزملاء في المهنة والباحثين الآخرين.

16- بدلاً من إصدار نشرات الإحاطة الجارية شهرياً كما في المكتبات التقليدية، تستطيع المكتبة الرقمية إصدار هذه النشرات بشكل يومي من خلال موقعها على شبكة الإنترنت دون تحمل طباعة وتكاليف بريد.

17- تستطيع المكتبة الرقمية نشر كشافاتها ومستخلصاتها ونظم استرجاع المعلومات الخاصة بها من خلال موقعها على الإنترنت، ومن ثم يستطيع المستفيد أن يحصل على هذه المعلومات وهو في بيته أو مكتبه بكل سهولة ويسر.

18- ويرى إدوارد فوكس(10) Eduard A. Fox أن المكتبات الرقمية قلصت السلسلة من المؤلف إلى القارئ، حيث أصبح بإمكان المؤلفين إدخال موادهم ومؤلفاتهم وتقديمها كأرشيفات مفتوحة، كما أصبح باستطاعة قطاعات واسعة من المجتمع أن تشارك وتضيف جميع أنواع محتويات الوسائط المتعددة في المكتبة الرقمية؛ لسهولة عمليات التأليف والخلق وللمرونة والمتعة التي تتميز بها عروض هذا النمط من المكتبات.

 

مبنى المكتبـة الرقمية وتجهيزاتهـا:

من التأثيرات التي أحدثتها التقنيات الحديثة تعديل أثاث المكتب والمكتبة؛ لكي يتلاءم مع احتياجات المستفيدين والموظفين في هذا المحيط الإلكتروني ؛ لأن محيط العمل في المجتمع الورقي يختلف عن محيط العمل في المكتبات الإلكترونية، كما ستحدث مثل هذه التقنيات والمعدات تغيرات في إدارة المكتبات وخدماتها مثل تواجد أعداد كثيرة من أجهزة الحواسيب، مما سينتج عنه تقليص في حجم صالات المطالعة وتخصيص مساحة أكبر لمكاتب الموظفين والأجهزة والطرفيات والمعامل.

إن الحديث عن مباني المكتبات الإلكترونية يجب ألا يقتصر على المكتبيين فقط، بل ينبغي إشراك المهندسين ومصممّي المباني من ذوي الخبرة في هذا الميدان، أي لابد من وجود فريق عمل متكامل لإعداد تصاميم مناسبة لمبنى المكتبة الإلكترونية.

ويختلف التصميم من مكتبة لأخرى تبعاً لأهدافها ووظائفها وخدماتها وإجراءاتها واحتياجات المستفيدين ومع التأكيد على صعوبة وضع تصميم موحد لمبنى هذا النوع من المكتبات إلا أن مراعاة بعض الاعتبارات أثناء التصميم والبناء قد يساعد في إنشاء مبنى يتوافق مع أهداف المكتبة والمتغيرات التي تحكمها، وهذه الاعتبارات هي:

أ- اعتبارات مرونة وظائف المكتبة بما يسمح باستيعاب التقنيات والاحتياجات المستقبلية.

ب- اعتبارات خاصة بالتصميم الداخلي وبيئة العمل كالإضاءة والتهوية، والتكييف .. وغير ذلك.

ج- اعتبارات أمنية تكفل توفير نظام أمن وسلامة لمنع تسرب المقتنيات، الحرائق، والمخاطر الأخرى.

د- اعتبارات مالية لشراء الأجهزة والمعدات التي قد تتولد الحاجة إليها، ومن أجل صيانة الأجهزة الموجودة، وكذلك دفع تكاليف الاتصال والاشتراك في الشبكات.

هـ- ينبغي أن نضع في الحسبان مساحة مبنى المكتبة وخاصة إذا كانت لدى المكتبة طموحات للتوسع في المستقبل.

وهناك تصورات ووجهات نظر حول الشكل الذي يمكن أن تظهر به المكتبة، فعل سبيل المثال، يرى كينث داولين أنها ستكون عبارة عن مبنى ذكي يضم وحدات للبث السمعي والمرئي قادرة على إيصال خدمات المكتبة إلى منازل المواطنين.

وقد لا يكون لهذه المكتبات موقع أو مبنى محسوس وإنما موقع تقني على الشبكة ومجموعة من الخوادم، ويمكن للمستفيد أن يحصل على ما يريده من معلومات وخدمات دون أن تكون هناك ضرورة لحضوره إليها(11).

فالمطلوب كما يرى هشام عبدالله عباس مبان للمكتبات أكثر انسيابية وعملية، وتتصل بالعالم والمستفيد أينما كان، وهذا يعني أن مباني المكتبات ستشبه مطاعم الوجبات السريعة التي لا يحتاج فيها الفرد إلى دخول المبنى لكي يحصل على الخدمة المطلوبة، فهو يستطيع الحصول عليها وهو في عربته من خلال النافذة المخصصة لذلك أو توصيل الخدمة إلى المنازل Home Delivery(12).

ولكننا لو أردنا الاطلاع على مبنى لمكتبة إلكترونية موجودة فعلاً وليست مجرد تصورات وتنبؤات سنختار مبنى مكتبة جامعة ولاية كاليفورنيا التي تعد أول مكتبة إلكترونية صممت من البداية لكي تكون كذلك، فالمبنى الخاص بها عبارة عن دور واحد مستطيل يتفرع منه أربعة أجنحة، ويتسع كل جناح ليستوعب 100 طرفية، وقد زودت المكتبة بستائر خرسانية ثابتة وخشبية متحركة من أجل حماية شاشات الحواسيب من أشعة الشمس(13).

 

أما بالنسبة للتجهيزات والمعدات الخاصة بالمكتبات الرقمية، فتختلف وتتنوع من مكتبة إلى أخرى وفقاً لأهدافها وأنشطتها وخدماتها وطرق تقديم هذه الخدمات ونوعية الجمهور المستهدف.. وبشكل عام ينبغي توافر أجهزة الحواسيب، وطابعات، وكاميرات رقمية، وأقراص ليزرية ومرنة ورقمية، وأشرطة صوتية، وأجهزة تكييف، ومولدات كهربائية، وماسحات إلكترونية، وفيديو رقمي، وشاشات عرض، وغيرها. وخلاصة ما تقدم أن بناء المكتبات الرقمية فن يتطلب الكثير من المهارات الإنسانية والتكنولوجية المطلوبة التي تشمل التصاميم والتجهيزات وشبكات المعلومات وآليات الاتصال واختيار الاستشاريين والعاملين ومطوري البرامج والخدمات، وكل ما يتعلق بمكونات المكتبة الرقمية

هوامش ومصادر البحث

 

1- منى محمد علي الشيخ "المكتبة الرقمية:المفهوم والتحدي"،المجلة العربية للمعلومات، مج 21، ع1 (2000م)، ص86-88.

2- تنظر المصادر التالية:

أ- أحمد حسين المصري "المكتبة الإلكترونية، المكتبة الرقمية، المكتبة الافتراضية" شبكة أخصائي المكتبات والمعلومات. Librarian Net ، ع9 (أبريل 2003م) ص2-4.

http://www Librarian Net.com

ب- حسن عواد السريحي وناريمان خالد حمبيشي "مبنى المكتبة الإلكترونية: دراسة نظرية للمؤثرات والمتغيرات) مجلة مكتبة الملك فهد الوطنية، مج6، ع2 (أكتوبر 2000م – مارس 2001م). ص199- 203.

ج- ناريمان إسماعيل متولي. الاتجاهات الحديثة في إدارة وتنمية مقتنيات المكتبات ومراكز المعلومات، القاهرة: الدار المصرية اللبنانية، 2002م ص118-119.

3- صالح الدلهومي "إشكالية المكتبة الإلكترونية ومستفيديها"في: أعمال المؤتمر العاشر للاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات حول: المكتبة الإلكترونية والنشر الإلكتروني وخدمات المعلومات في الوطن العربية المنعقد في نابل من 8 إلى 12 أكتوبر 1999م/ جمع وتقديم وحيد قدورة، تونس: المعهد الأعلى للتوثيق، جامعة منوبة 2001م، ص72-76.

4- نقلاً عن : ناريمان إسماعيل متولي. المصدر السابق، ص119.

5- نزار عيون السود." المكتبات الجامعية ودورها في البحث العلمي في ظل التقنيات الحديثة" العربية 3000. س3، ع3-4(2002م)، ص158.

6- Fox, Edward and urs, Shalini R. " Digital Libraries " ln: Annual Review of Information Science and Technology. (U.S.A,2003)PP: 505-507.                       

7-                                          Ibid, PP:507-508.

8- ينظر كل من :

أ-  حسن عواد السريحي وناريمان خالد حمبيشي. المصدر السابق، ص203.

ب- Schwartz, Candy. "Digital Libraries: An Overview" The Journal of  Academic Librarianship, Vol 26, No. 6 (November 2000) P.386.         

9- ينظر كل من :

أ- عاطف يوسف "صعوبات استخدام الباحث العلمي للمكتبة الإلكترونية" رسالة المكتبة، مج 35، ع1-2 (آذار- حزيران 2000م)، ص6-14.

ب- صالح الدلهومي. المصدر السابق، ص82-83.

10- Fox, Edward and urs. Shalini R. OP.cit.,p513.                                         

11- حسن عواد السريحي وناريمان خالد حمبيشي. المصدر السابق، ص209-216.

12- هشام بن عبدالله عباس "المكتبات في عصر الإنترنت: تحديات ومواجهة"، المجلة العربية 3000، س2، ع2 (2001م)، ص97-108.

13- نقلاً عن حسن عواد السريحي وناريمان خالد حمبيشي. المصدر السابق، ص206.

 

 

المصدر: مجبل لازم مسلم المالكي ,, المكتبات الرقمية : الواقع والمستقبل.
ahmedkordy

خدمات البحث العلمي 01009848570

  • Currently 35/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
11 تصويتات / 3714 مشاهدة
نشرت فى 26 ديسمبر 2010 بواسطة ahmedkordy

أحمد السيد كردي

ahmedkordy
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

30,878,324

أحمد السيد كردي

موقع أحمد السيد كردي يرحب بزواره الكرام free counters