ستظل الشخصية الإنسانية أهم لغز يسعى الإنسان إلى فهمه وسبر أغواه على مدى الزمن. حيث يؤدى تفهم الشخصية الإنسانية ومعرفة أسرارها، وما يحركها؛ وما يكونها، وما يشكل تصرفاتها وسلوكها، يؤدى ذلك بلا شك إلى زيادة فاعلية التعامل مع البشر أفرادا وجماعات، ومن ثم يزيد من قدرة الإدارة فى أى منظمة من حسن إدارة السلوك الإنسانى بها بكفاءة وفعالية.
بيد إن ذلك الأمر ليس من الأمور سهلة المنال، فلا يزال يكتنفه الكثير من أوجه الغموض والصعوبة. فالتقدم الرهيب الذى يحدث فى علوم الجماد والأشياء لا يقابله بالمثل تقدم مشابه فى علوم الإنسان. بل إن الإنسان قد بدأ أول ما ببدأ يتجه بفكره وعلمه إلى ما حوله من أفلاك ونجوم وبحار وجبال وغير ذلك وكان آخر مابدأ يدرسه ويفكر فيه هو علوم الإنسان وسبر أغواره. ومن ثم فإنه بالرغم من المحاولات الحسيسة التى تزايدات لتفهم النفس البشرية وسبر أغوارهاوخاصة خلال القرن العشرين، إلا أنها لا تزال فى مراحل التكوين والنمو لبناء نظرية علمية متماسكة ولا أقول متكاملة.
وإننا سنحاول تفهم بعض ما قدمته هذه المحاولات من إسهامات مفيدة لتفهم النفس البشرية وما يشكل الشخصية ويؤثر فى سلوكها.
- ماهية وتعريف الشخصية الإنسانية:
رغم الاهتمام الشديد بتحديد ما هية الشخصية الإنسانية وتعريفها وتحديد أبعادها باعتبارها أهم محددات السلوك الإنسانى، إلا أن وجهات النظر قد تعددت واختلفت بشكل كبير حول ذلك. وتعددت التعاريف لدرجة يصعب حصرها.
فهناك من يراها:
"مجموعة الخصائص التى يتميز بها فرد معين والتى تحدد مدى استعداده للتفاعل والسلوك.
بمعنى آخر فإن تعبير الشخصية يشير إلى كيفية تنظيم الأنماط السلوكة للفرد فى نظام متكامل يميز الإنسان فى تفاعله مع الآخرين فصاحب هذا التعريف (Allport, G.) يركز على النظر إلى الشخصية الإنسانية باعتبارها نظاما مفتوحا يؤثر ويتأثر بالبيئة المحيطة ويتفاعل معها
وفى تعريف آخر فإن عالم النفس ينظر إلى الشخصية باعتبارها "دراسة التراكيب والعمليات السيكولوجية الثابتة، التى تنظم الخبرة الإنسانية وتشكل أفعال الفرد واستجاباته للبيئة التى يعيش فيها".
وبصفة عامة نلاحظ من هذين التعريفين وغيرهما مجموعة من الملاحظات المهمة حول الشخصية أهمها:
1- التميز:
فلكل فرد شخصيته الفريدة والتى تميزه عن غيره، مما يتمتع به من سمات وخصائص تخالف غيره، تماما كالبصمة التى للأصابع ، أو للصوت أوللعين ... إلخ فإن لكل شخصية بصمتها المميزة فإن كان من المستحيل وجود بصمتين متطابقتين تماما فإننا يمكننا القول أيضا إنه لا توجد شخصيتين متطابقتين تماما مهما حدث بينهما من تشابه فى الصفات أو السمات أو الطباع الذى قد يؤدى إلى تآلف ، أو تنافر فى حالة اختلافه . ويوضح ذلك بشكل كبير الآتى:
(أ) أن ما يحدث بين أى شخصين من تآلف أو تنافر يتوقف بشكل مبدئى على أمرين:
الأول:
مدى التوافق والتقارب بين كل شخصية فى السمات التى تميزها ، كما قال الرسول ص "الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تنافر منها اختلف" وهذا ما يفسر الميل الطبيعى الذى قد يحدث بين شخصين من أول وهلة والراحة التى قد يستشعرها شخص تجاه شخص آخر دون أن يجد لذلك أى أسباب أو تفسير منطقى وبالمثل ما قد يستشعره ذلك الفرد من نفور وانقباض تجاه فرد آخر دون سبب منطقى أيضا، وهو ما دفع علماء النفس والسلوك لبذل محاولات مستفيضة فى التعرف على تلك السمات والطباع المميزة للشخصيات المختلفة علها تمثل مفاتيح يمكن من خلالها الدخول إلى كل شخصية بما يتناسب معها.
الثانى:
أسلوب التعامل الذى يتعامل به شخص مع شخص آخر، فكلما امتلك الفرد قدرات ومواهب فى فهم الشخصيات وسبر أغوارها والتعرف على مفتاح كل منها، أمكنه أن يصل إلى أعماق وأغوار تلك الشخصية وكسب ودها وتعاطفها وتحقيق أعلى درجة من التفاعل والتفاهم معها.
ولعل ذلك يحتاج إلى مهارة فائقة حيث يؤدى التفرد والتميز لكل شخصية إلى اختلاف فى مفتاح كل منها
(ب) يقتضى ما سبق ضرورة أن يتنوع أسلوب الشخص (كالمدير مثلا) فى تعامل الأشخاص الذين يعملون معه .
حيث من الأخطاء الشائعة فى الواقع العملى أننا نلاحظ أن كل فرد يريد أن يكسب كافة الشخصيات بأسلوبه هو الذى لا يغيره أبدا ويعتبره أفضل وأحسن أسلوب طوال الوقت، بل إن لسان حاله يكاد يقول إن من لا يتمكن من التفاهم معى فهو المخطئ ولا يلومن إلا نفسه، وهذا هو حال الكثير من الناس، والمديرين.ومن أعظم التوجيهات فى ذلك ما ذكر عن رسولنا ص حينما قال :
"إنما أمرت أن أخاطب الناس على قدر عقولهم".
وهذا يقتضى بالطبع لمن يريد أن يحقق فعالية التعامل مع الآخرين أن يبدأ أولا بالتعرف على شخصية كل منهم وطباعه، ومزاجه، وقدراته، وأسلوب تفكيره، ثم يحدد بعد ذلك أفض أسلوب للتعامل معه بما يتوافق مع تلك الطباع والسمات وليس مع ما يتوافق مع نفسه هو "على قدر عقولهم" وليس على قدر عقله هو، فيخاطب كل شخص بما يناسبه؛ طفلا كان أو شيخا، متعلما أو جاهلا، عاطفى أو عقلانى، انفعالى أو موضوعى ... إلخ
2- الحركية
فبالرغم من تلك الصعوبة فى التعرف على السمات والصفات الشخصية لكل فرد، إلا أن ما
يزيد من شدة الصعوبة وتعقد الأمر أنها أيضا تعتبر حركية متغيرة ولا تكاد تستقر على حال واحد، بل إن الشخصية الواحدة قد تقوم بتصرفات قد تبدو شديدة التباين وذلك لاختلاف الموقف المحيط الذى تتفاعل معه.وهذا ما قد يعتبره البعض أحيانا تناقضا فى شخصية معينة، بينما لا يعدو الأمر مجرد تصرف طبيعى فى وقت معين وآخر أضا طبيعى فى وقت آخر. والخطأ كل الخطأ هو النظر إلى النفس البشرية باعتبارها فى حالة سكون وثبات وهو ما لايتفق مع حقائق الأمور ولذا يقال : "إن النفس فى تقلبها كالقدر فى غليانه" شديد التقلب.وهو ما يقتضى من كل من يريد التعامل مع النفس ليس فقط التعرف على سماتها ولكن أيضا التعرف على حالاتها وتقلباتها وما يحكم ذلك.
3- الشمول والتكامل:
فالشخصية الإنسانية تمثل كلا شاملا ومتكاملا لسائر سمات وخصائص الفرد البيولوجية والنفسية، والعقلية، والروحية ، والتى تتفاعل معا فى نسق فريد ومعقد يمثل وحدة متكاملة تؤثر فى تشكيل سلوك الفرد فى المواقف المختلفة.
3- أوجه الاختلاف بين مجال الشخصية ومجال علم النفس العام:
بالرغم من التداخل الكبير بين سيكولوجية الشخصية ومجال علم النفس العام فإن هناك ثلاثة اختلافات أساسية بينهما نوجزها فيما يأتى:
1- ينصب الاهتمام فى علم النفس العام عادة على
الناس عامة، بينما فى الشخصية فتميل إلى توكيد الاختلافات بين الأفراد فى الوظائف السيكولوجية كالانفعال والدافعية والإدراك، والتعلم، والتذكر، واللغة وغيرها.
2- إن علم النفس العام يركز بؤرة اهتمامه على
العمليات السيكولوجية الفردية لدى الإنسان والحيوانات دون مستوى البشر كالدافعية والانفعال، والإدراك وغيرها حيث تعالج كل من هذه الوظائف كفصل مستقل فى كتب علم النفس العام. أما فى سيكولوجية الشخصية فنحن أكثر ميلا للنظر إلى "الفرد ككل متكامل" حيث ينظر إلى هذه الوظائف أو العمليات كأجزاء فى نظام متكامل، تميز الإنسان ككل باعتباره متميزا عن الوظائف النفسية الجزئية التى يتكون منها هذا الإنسان.
3- يتركز معظم الاهتمام فى علم النفس العام على
المثيرات الخارجية كمحددات للسلوك المباشر، وعلى العكس توجه سيكولوجية الشخصية داخل الفرد كالسمات والاستعدادات التى توجه أفعاله واستجاباته.
4- إطار عام لدراسة الشخصية:
يحدد (ريتشارد، لازاروس) فى كتابه حول الشخصية إطارا قام من خلاله بدراسة الشخصية وهذا الإطار الذى أسماه (4D's) يأخذ أربعة موضوعات أو أركان والحرف الأول منها باللغة
الإنجليزية هو (D)
وهى: )
1- وصف الشخصية
2- نمو الشخصية
3- ديناميات الشخصية
4- محددات الشخصية
وقبل أن نوجز فى عرض المقصود بكل مما سق ومدى الاستفادة به وما وصل إليه من إسهامات
نود أولا أن نقف قليلا عند استراتيجيات أو مداخل البحث فى الشخصية.
5- استراتيجيات (مداخل) البحث فى الشخصية:
هناك مدخلان يمكن التعرف عليهما تم اتباعهما فى البحث عن الشخصية وهما:
- الأول: المدخل العام
والذى يهدف إلى الكشف عن القانون العام للوصول إلى التعميمات التى يمكن من خلالها التعرف على سمة معينة يتم دراستها لدى العديد من الأفراد لوضع تعميمات عن كيف تحدد هذه السمات سلوك الناس بصفة عامة؟ وذلك لإقامة قوانين عامة للأداء الوظيفى للشخصية.
كما أنه يقوم بعزل خاصية معينة أوعدة خصائص للشخصية ودراستها، بدلا من محاولة الوصول مباشرة إلى معرفة الشخصية ككل من حيث هى نظام يؤدى وظيفة.
- الثانى: المدخل الفردى الخاص
فهو يركز على الدراسة المتعمقة لحالات فردية من أجل عمل تعميمات عن هذا الفرد فى عديد
من مواقف الحياة فهو يهدف إلى دراسة الفرد الواحد من كافة الجوانب والمواقف والأزمنة بهدف الوصول إلى جوهره ككل ، وليس مجرد دراسة سمة أو عدة سمات منفصلة أو معزولة.
- أيهما يعتبر أفضل؟
لا شك أن إحدى الاستراتيجيتين او المدخلين لا يكفى وحده تماما لدراسة الشخصية فكلاهما
يعتبر مكملا ومدعما للآخر بشكل واضح . ولا يمكن الوصول إلى معرفة متعمقة عن كافة أبعاد الشخصية بما يساعد على وجود علم مناسب للشخصية بالاعتماد على أحدهما دون الآخر. لذا فإن نتاج أبحاث كل منهما يعتبر إسهاما أساسيا لتكوين علم الشخصية هذا.
6- وصف الشخصية:
تعددت النظريات التى تحاول وصف الشخصية ومن أهمها اثنتان هما نظرية السمات، ونظرية
الأنماط.
(أ) نظرية السمات:
وهى من أبسط وأقدم الطرق فى وصف شخص ما بمصطلحات معينة.والسمات هى مفاهيم تشير إلى نزعات للفعل أو الاستجابة بطرق معينة.ويجب أن نفرق بين مفهوم "السمات" ومفهوم الحالة
حيث تشير الثانية إلى استجابة تحدث الآن كأن يعانى شخصا ما مثلا حالة قلق فى وقت معين. أما وصف الشخص بسمة القلق فإنه يعنى أنه سوف يستجيب بحالة من القلق إذا حدث موقف معين، رغم أنه قد لا يعانى الآن من أى قلق.
مثال:
حينما نقول إن فلانا شخص خواف فإنه لا يعنى أنه دائم الخوف فى أى وقت. ولكننا نتوقع أن يعانى من خوف شديد فى مواقف معينة مثل: المشى فى الظلام منفردا ، أو حينما يرى حيوانا معينا كالكلب أو الثعبان، أو يسمع صياحا شديدا، أو أصوات مدوية... إلخ.
ويعتبر عميد ورائد (سمات الشخصية) هو بلا منازع "جوردون ألبورت (1937-1961) حيث نظر إلى السمات باعتبارها الوحدة الطبيعية لوصف الشخصية، وقام مع بعض زملائه باختصار قائمة أسماء السمات باللغة الإنجليزية تضم 4541 كلمة، والتى اعتبرت نقطة بداية طيبة لدراسة الشخصية صاغ منها "البورت" نظريته عن سمات الشخصية. ويلاحظ أن المدخل الذى اتبعه "ألبورت" فى دراسته هذه هو المدخل الفردى وليس المدخل العام؛ كما أنه يعتبر السمات ليست وحدات مستقلة وإنما هى
مجموعة متوافقة داخل الفرد من الصفات، تتجمع معا لإحداث الآثار السلوكية.
وإذا كان "ألبورت" هو رائد واضعى نظرية السمات فإن أحد كبار من أسهموا فى تطويرها هو "رايموند كاتل حيث اتجه جهده الأساسى نحو تخفيض قائمة سمات الشخصية التى وضعها "ألبورت" إلى عدد قليل ومنظم يمكن معالجته إحصائيا من خلال "التحليل العاملى" وذلك بتحليل معاملات الارتباط بين ألوان السلوك المختلفة وثيقة الصلة بالشخصية.
ولقد وضع كاتل استبيانا لهذا الغرض أسماه "استبيان الشخصية للراشدين" حيث وضع 16 سمة مركزية يعتقد أنها تفسر معظم سمات الشخصية الظاهرية الهامة، ويوضح جدول (1) عشرة منها مع أوصاف مختصرة للصفات التى يتضمنا كل منها.
ويرى بعض علماء النفس أنه يمكن تفسير الشخصية الإنسانية من خلال التعرف على السمات
النفسية أو الخصائص Traits الأساسية التى تميزالفرد عن غيره من الأفراد. فالشخصية هى مجموع تلك السمات أو الخصائص واستنادا إلى هذا المفهوم عن الخصائص قسمت كارن هورنى الأفراد إلى فئات ثلاث تبعا لخصائصهم فى الاستجابة للتفاعل مع الآخرين كالآتى:
1- الفئة الإيجابية. 2- الفئة النافرة. 3- الفئة السلبية.
1- الإيجابية:
تتميز الفئة الأولى من الأفراد برغبة فى الالتقاء بالناس والتفاعل معهم. ترى الفرد من تلك الفئة يبحث دائما عن رفيق أو صديق ويسعى لكسب حب وتعاون الآخرين. وبالتالى نجده على استعداد للتعاون والتفاعل مع الناس، ويشعر برغبة فى أن يصبح محل اهتمام ورعاية الآخرين
- المتكيف:
مرن يقبل تغيير الخطط بسهولة، يرضى بالحلول الوسط، لا يفاجأ أو يرتبك إذا صارت الأمور عكس ما يتوقع .
- الجامد:
يسعد أن تتم الأمور كما تعود، لا يكيف عاداته أوطرق تفكيره مع الجماعة، يرتبك إذا تغير أسلوبه الروتينى فى الحياة
- الانفعالى:
سريع القابلية للاستثارة يصرخ كثيرا (كالأطفال) يضحك بكثرة، يبدى الحب والغضب وكل الانفعالات بشكل زائد.
الهادئ:
متزن يبدى القليل من العلامات التى تكشف عن الاستثارة الانفعالية من أى نوع، يحتفظ بهدوئه ، ويستجيب بصورة أوفى من المطلوب فى المناقشة أو مواقف الخطر أو الضغوط الاجتماعية وغيرها.
- حى الضمير:
أمين ، يعرف الواجب ويفعله عادة حتى ولم لم يلحظه إنسان آخر، لا يقول الكذب أو يحاول أن يخدع الآخرين، يحترم ملكية الغير.
عديم الضمير:
مجرد إلى حد ما من المبادئ الأخلاقية لا يراعى كثيرا مبادئ الصواب والخطأ عندما تتدخل الرغبات الشخصية، يقول الكذب ويخدع الآخرين ولا يحترم ملكية الغير.
- متمسك بالعرف:
يتمسك بالقواعد المقبولة وطرق السلوك والتفكير والملبس وغيرها يعمل الشىء المألوف، يبدو حزينا إذا وجد أنه يختلف عن الآخرين.
لا يبالى بالعرف:
غريب الأطوار يسلك بشكل مختلف عن الآخرين: لا يهتم أن يلبس نفس الزى أو يفعل نفس الأشياء كالآخرين له اهتمامات واتجاهات وطرق للسلوك غريبة إلى حد ما ويتبع أسلوبه الخاص الغريب إلى حد ما.
- الميل إلى الغيرة:
يحسد الآخرين على إنجازاتهم، يغير إذا لقى الغير اهتماما ويتطلب المزيد منه لنفسه، سريع الامتعاض إذا وجد أن الهتمام موجه لغيره.
غير غيور:
يحب الغير حتى من هم أحسن منه لا يضيق عندما يلقى الغير اهتماما بل ويشارك فى الثناء.
- حذر مؤدب:
يراعى حاجات الغير ويحترم مشاعرهم، يسمح لهم بالتقدم عليه فى الصف ويمنحهم نصيبا أوفى.
- متهور فقط:
متغطرس، متحد، وقح مع الكبار (إذا كان طفلا) لا يراعى مشاعر الآخرين يعطى انطباعا بأنه يخرج عن صوابه فيصبح فظا.
- مستسلم:
يتوقف قبل أن ينتهى تماما من العمل، مهمل، يعمل على نحو متقطع وغير منتظم سهل التشتت، يبتعد عن أهدافه الأساسية بواسطة دوافع شاردة أوصعوبات خارجية.
-مصمم، مثابر:
يسير نحو هدفه رغم الصعوبات او الإغراءات، وقوى الإرادة، مجد، مثابر، يتمسك بأى شىء حتى يحقق هدفه.
- رقيق:
تسيره المشاعر حدسى ودى عطوف، حساس لمشاعر الآخرين لا يعمل شيئا من شأنه أن يكدر عليه مشاعره.
-عنيد، جامد:
يسيره الواقع والضرورة أكثر مما تسيره المشاعر، غير ودود، لا يهمه أن يكدر الآخرين إذا كان هذا هو ما يجب أن يفعله.
- متواضع:
يؤنب نفسه (أولا يؤنب أحدا) إذا سارت الأمور على نحو خاطئ ، يكره أن متدح على إنجازاته، لا يبدو أنه يفكر فى نفسه كشىء هام جدا أو جدير بالاهتمام.
- مغرور:
يؤنب الآخرين كلما حدث صراع أو سارت الأمور على نحو خاطئ كثيرا التباهى، يسرع إلى الحصول على التقدير عندما تسير الأمور فى مجراها الحسن عنده فكرة طيبة جدا عن نفسه.
- وهن:
يشعر بالإجهاد، بطىء يفتقر إلى النشاط، غامض، وبطىء فى الكلام، متوان، بطىء فى القيام بالعمل.
- نشط، يقظ فعال:
سريع، قوى، فعال، حاسم، ملىء بالحيوية والنشاط والشجاعة.
2- الشخصية النافرة:
أما الشخص الذى يتميز بالنفور كخاصة تحدد استجابته للتفاعل مع الآخرين فيتصف أساسا برغبة فى العدوان والمنافسة. إنه يدرك العالم من وجهة نظر دارونية أى البقاء للأقوى وبالتالى فهو يسعى إلى تحقيق مصالحه الشخصية بغض النظر عن أى اعتبار آخر. تراه يبغى القوة والسيطرة والنفوذ بأى وسيلة وباستخدام أى سبيل. من هنا تنشأ لديه الرغبة فى استغلال الآخرين وإخضاعهم لخدمة مصالحة، ولذلك تجده يفكر فى أى موقف إنسانى من زاوية منافعه الشخصية وما يستطيع أن يحصل عليه من هذا الموقف.
3- السلبية:
أما الفئة الثالثة وهى السلبية فيتصف أفرادها برغبة فى الانعزال والانطوائية يتجنبون الاتصال بالأفراد الآخرين ولا يريد الفرد منهم الارتباط بأى شخص آخر. هذا النوع من الأفراد يتميز بحاجة أساسية إلى الاستقلال وعدم الاعتماد على الآخرين والاكتفاء الذاتى يمثل سبيله الأساسى فى الحياة.
ولا شك أن هذا التقسيم للخصائص الشخصية فى الاستجابة للتفاعل مع الآخرين يمثل تبسيطا
واضحا إلا أنه يشرح الفكرة الاساسية التى نريد توضيحها هنا وهى أن الأفراد كما يختلفون فى أفكارهم ومدركاتهم وكما يتباينون فى دوافعهم والأهداف التى يسعى كل منهم إلى تحقيقها، فإنهم أيضا يختلفون فى صفاتهم الشخصية التى تحدد استعدادهم للاستجابة للتفاعل مع الآخرين.
وكما أن الأفكار والإدراك تؤثر على السلوك، وبنفس المنطق سوف نرى كيف أن الدوافع والأهداف تساعد على توجيه هذا السلوك وتحديد قوته ومداه، فإن خصائص الشخصية تحدد هى الأخرى السلوك الإنسانى وتؤثر عليه حيث إن هذا السلوك يتم بالدرجة الأولى فى محيط اجتماعى ويتخذ أوضاعه الأساسية فى شكل تأثير واستجابة بين الأفراد.
وعلى هذا الأساس فقد اتضح لعلماء السلوك، أن السلوك الاجتماعى للأفراد يتأثر بتلك
الخصائص التى يمكن تعريفها بأنها
مجموعة من الميول المستقرة والمتوافقة للاستجابة للافراد الآخرين بطريق واضحة ومتميزة ونمو تلك الخصائص وتطورها فى الفرد يرجع إلى تفاعله مع بيئة اجتماعية محددة، وتجاربه وخبراته السابقة من حيث النجاح أو الفشل فى إشباع حاجاته المختلفة.
أى أن جانبا من تلك الخصائص يكتسبها الفرد نتيجة لخبرته السابقة كما أن جانبا آخر منها يتحدد بفعل الموقف الإنسانى الذى يجد الشخص نفسه فيه، فهناك بعض المواقف التى لا يرى الفرد فيها بدا من الاستسلام والتهاون، كما أن بعض المواقف الأخرى قد تفرض على الفرد أن يبدأ بالعدوان، ولكن النقطة التى نريد تأكيدها هنا أنه بغض النظر عن طبيعة الموقف فإن هناك أفرادا يظهرون اتجاها للاستسلام فى عدد أكثر من المواقف أكثر من غيرهم، وبالعكس فإن هناك بعض الأفراد الذين يتميزون بخاصية عدوانية أكثر من غيرهم.