في مختلف السياقات الصناعية والخدمية، يتعين علينا التفرغ لأمور خاصة بقياس الجودة، وهذه الأمور تختلف حسب نوع الصناعة أو القطاع الخدمي. وسنستعرض الآن بعض القضايا الخاصة بقياس الجودة في سياقات متنوعة مثل الصناعات الإبداعية والسياحة والضيافة.
1- قياس الجودة في الصناعات الإبداعية
<!--الابتكار والتصميم
في الصناعات الإبداعية مثل التصميم الجرافيك والأزياء والفنون، يعتبر الابتكار والتصميم الفريدان جوهر الجودة. والأصالة تعني أن المنتجات أو الأعمال الفنية يجب أن تكون فريدة ومبتكرة، مما يميزها في السوق. أما الإبداعية تتعلق بالتفكير الخلاق وابتكار أفكار جديدة وغير تقليدية، بينما الوظيفية تشير إلى أداء المنتج أو العمل الفني لوظيفته المخصصة بكفاءة. على سبيل المثال، في مجال الفنون التشكيلية، يمكن تقييم اللوحة الفنية بناءً على الابتكار في الألوان والتقنيات المستخدمة.
<!--تجربة العملاء
في هذه الصناعات، يُقيم العملاء الأعمال بناءً على تجربتهم الشخصية. كما يمكن استخدام استطلاعات الرضا ومراجعات العملاء لقياس مدى رضا الزبائن وتحسين الجودة وفقًا لتلك التقييمات. وتساعد استطلاعات الرضا في فهم رأي العملاء بشكل أفضل، بينما يمكن استخدام مراجعات العملاء عبر المنصات الرقمية لقياس تجارب الزبائن وتحديد المجالات التي تحتاج إلى تحسين. وتحليل هذه المراجعات يمكن أن يكون مثمرًا لتحسين الخدمات أو المنتجات بما يتناسب مع توقعات واحتياجات العملاء.
2- قياس الجودة في صناعة السياحة والضيافة
<!--جودة الخدمة
في صناعة السياحة والضيافة، تُعَدُّ جودة الخدمة عاملاً حاسمًا في تجربة الزوار. ويُقيَّم ضيوف الفنادق والمنتجعات والمطاعم جودة الخدمة بناءً على عدة عوامل. وأحد هذه العوامل هو استجابة الموظفين والموظفات لاحتياجات وطلبات الزوار. فعلى سبيل المثال، إذا طُلِبَ غرفة إضافية أو خدمة خاصة، يُشْدَدُ على الرد السريع واللطيف من قبل الموظفين.
إن الجودة في الطعام والمشروبات تعني تقديم وجبات شهية ولذيذة، والالتزام بالمعايير الصحية والنظافة في تحضير الطعام. ويُقَّيَّم أيضًا جودة الغرف ونظافتها، بما في ذلك الأسرَّة والحمامات وجميع المرافق المقدمة للزوار. مثلاً، يُعَدُّ وجود فرش نظيف وراحة جيدة في الأسرَّة علامة على جودة الخدمة في صناعة الفنادق.
<!--التواصل والضيافة
التواصل الجيد والضيافة الحسنة تعززان من تجربة الضيوف. ويقدرون ضيوف الفنادق والمطاعم التفاعل مع الموظفين الذين يظهرون اهتمامًا حقيقيًا براحتهم. ويخلق كلاً من الود والاحترافية في التعامل مع الزوار جوًا إيجابيًا ويُشْجَعان على العودة مرة أخرى. كما يشمل ذلك القدرة على حل المشاكل والاستجابة لاحتياجات الزوار بكفاءة وبمرونة. على سبيل المثال، إذا كان الزائر يواجه مشكلة، يُتَوَقَّعُ من الموظفين الاستماع بعناية وحل المشكلة بفعالية دون التسبُّب في أي إزعاج للزائر.