إن رسالة الإسلام في جوهرها ماهي إلا تكليف الله تعالى لعباده ومطالبتهم باتخاذ الموقف الأمثل والأجود في مجمل نشاطهم و عملهم فقد قال الله تعالى ﴿ الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً ﴾. [الملك : 2].

فالسلم مطالب لاتخاذ الموقف الأجود في مجمل حياته وذلك بدوام المجاهدة والترقي المراقبة والإحسان لمجمل جهوده ونشاطه ومن هنا كان التسديد والمقاربة هو ديدن المؤمن الصالح ففي الحديث سددوا وقاربوا والسداد هو حقيقة الاستقامة وهو الإصابة في جميع الأقوال والأعمال والمقاصد كالذي يرمي إلى غرض فيصيبه فالسداد هو إصابة السهم والمقاربة أن يصيب ما قرب من الغرض إذ لم يصب الغرض نفسه ولكن بشرط قصد السداد فالمسلم مطالب بسلوك غاية في الدقة الإتقان وهو ما يطالب به خبراء الجودة عند مراقبة خواص الجودة حيث يفرقون بين الدقة والإتقان أو بين التسديد والمقاربة في الحديث السابق.

والإتقان جزء من مطالب الإنسان المسلم باستيفاء شروط الخلافة في الأرض والسعي في مناكبها عبادةً لله، وإعماراً للأرض، واستفادة مما فيها من ثروات وخيرات لا يصل إليها إلا بالعمل والعمل الجاد. لذلك كانت مطالبة الرسول . ﷺ . أن يتقن الإنسان عمله: " إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه ". كما أكد النبي . ﷺ . " إن الله كتب الإحسان على كل شيء " بما يفيد عموم الإحسان لكافة مجالات الحياة والإحسان هو مرتبة أعلى من الإتقان.

فالإتقان سمة أساسية في الشخصية المسلمة يربيها الإسلام فيه منذ ان يدخل فيه، وهي التي تحدث التغيير في سلوكه ونشاطه، فالمسلم مطالب بالإتقان في كل عمل تعبدي أو سلوكي أو معاشي، لأن كل عمل يقوم به المسلم بنيّة العبادة هو عمل مقبول عند الله يُجازى عليه سواء كان عمل دنيا أم آخرة. قال تعالى: ﴿ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ . [الأنعام : ١٦٢-١٦٣].

وقد نبه الله تعالى إلى إحسانه لعباده وكمال صنعه ليحث الإنسان على الجودة فصفة الإتقان وصف الله بها نفسه لتنقل إلى عباده ﴿ صنع الله الذي أتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ ﴾. [النمل :88]، وأمر الله عباده المتقين في صيغة التوجيه لنبيه الكريم ﴿ وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ ۖ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا ۖ وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ ۖ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ﴾. [القصص : 77].

وقد توجه الإسلام في تربيته إلى مجتمع العمل ليكون متقناً كما علم الرسول الكريم . ﷺ . وجعل الإسلام العمل المعيار الأوحد لما يكسبه الإنسان في الحياة، وجعل إتقان العمل عبادة تحبب العامل إلى الله، وتحقق له سر استخلافه ووجوده، فالمجتمع العامل هو المجتمع المنتج الذي يعتمد أفراده في كسبهم على جهدهم العضلي والفكري، لذلك دعا الإسلام إلى العمل وباركه وجعل له جزاء في الآخرة مع جزاء الدنيا.

كما قررت الشريعة الإسلامية مبادئ ومفاهيم لإدارة الجودة الشاملة تدعو إلى مراعاة الإتقان من خلال القيم حيث أكد الإسلام كما سبق على:

<!--قيمة الإحسان في العمل وإنجازه بإتقان وجودة عالية "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه" وقال تعالى ﴿ قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْه إِن خَيْرَ من استأجرت القوي الأمين . [القصص : 26].

<!-- الوقت: استخدام الوقت بحساب واحترامه بالوفاء بالمواعيد

<!-- التعامل مع الأفراد باحترام وتعاون

<!--الموارد: استخدام الموار د باقتصاد وعدم إهدارها وارتفاع التكلفة هو احد صور إهدار الموارد

<!--القرار: لابد أن يكون مبنياً على التشاور و إدخال أكبر عدد في دائرة صنعه واتخاذه
وذلك من خلال تحقيقي العدل في التعامل مع العاملين وأداء الحقوق لأصحابها
المقاييس التزام الدقة في المقاييس و المعايير فقد أشار القرآن الكريم للذرة كوحدة للحساب في الآخرة تنبيها للمؤمنين بالدقة في القياس.

كما وجه الإسلام إلى التجويد عندما نص في كتابه الكريم على اتباع الأحسن حيث قال تعالى: ﴿ وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ﴾. [الزمر : 55]. وقال تعالى ﴿ ومن أحسن ديناً ممن أسلم وجهة لله وهو محسن واتبع ملة إبراهيم حنيفاً ﴾. [النساء : 125]. كما حث الإسلام على فعل الأفضل أو جودة السعي والحركة فكثيراً ما كان النبي . ﷺ . يوجه أصحابه قائلاً: ألا أنبئكم بخير اعمالكم" وكثيراً ما سئل - ص- أي العمل أفضل فكان يوجه الصحابة حسب اختلاف الأحوال واحتياجات المخاطب وتنبيه إلى ما لا يعلمه فالأفضل في كل وقت وحال الاشتغال بواجب هذا الوقت ووظيفته ومقتضاه.

ولم يكتف الإسلام بالتوصية على عموم الجودة بل ولأراد أن يبث في المسلم جودة الأداء فشملت التوصيات الإسلامية على إجراءات معينة عند تنفيذ عمل معين وعلى كيفية إجراء العمل ومتى يجب القيام به ومن الذي سيقوم به وما مؤهلاته أي قدمت التعاليم الإسلامية دليل يؤكد أن العمل المطلوب يجب أن يتم وفق أسلوب معين فنصت التكاليف الإسلامية على إجراءات الترتيب والتسلسل كما في أعمال الصلاة و أعمال الحج والعمرة وإجراءات الطلاق كما نصت على إجراءات التوثيق والشهادة كما في آية الدين والشهادة في الزنى والشهادة على الوصية وامتدت التوجيهات الإسلامية لعملية التقويم والمراجعة فمن أمثلة متابعة عنصر التنفيذ قول الله تعالى بعد معركة أحد ﴿ أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّىٰ هَٰذَا ۖ قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنفُسِكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾. كما وجه النبي . ﷺ . إلى عدم جواز الهدية للعمال أو الولاة. وبياناً لأهمية المتابعة والتقويم سأل الخليفة عمر من حوله " أرأيتم إذا استعملت عليكم خير من أعلم ثم أمرته بالعدل أكنت قضيت ما علي ؟ قالوا: نعم قال : لا، حتى أنظر أعمل بما أمرته".

ومن بعض أبعاد الجودة في المنظور الإسلامي ما يلي:

<!-- الولاء للجودة

 تعتمد إدارة الجودة الشاملة على مشاركة جميع الأعضاء في المؤسسة في تحسين العمليات والمنتجات والخدمات والبيئة الثقافية للعمل فالجودة الشاملة لا يمكن أن تقتصر على قسم خاص بها ولا على أفراد معدودين أو موظفين متخصصين، بل تشمل جميع العاملين بلا استثناء ويعني ذلك ضرورة توافر ثقافة مؤسسية مواتية لتطبيق إدارة الجودة الشاملة فالثقافة المؤسسية هي التي تحدد السلوك المقبول باعتبار كونه ناجحاً أو فعالاً.

فالجودة الشاملة ليست مجرد قرارات تعمم، ولا أنظمة تصدر، ولا مقاييس تعتمد، وإنما هي مع ذلك وبقدر أكبر ثقافة فكرية التي يقتنع بها جميع العاملين في المنظمة فيؤمنون بإيجابياتها، وتصبح جزءاً من سلوكهم والبديهيات المسلمة عندهم.

وقد حرص الإسلام على خلق الولاء للجودة في المجتمع الإسلامي وإن ورد ذلك بعدة صيغ منها المهارة والإتقان والإصلاح وأعلاها الإحسان فبالنسبة للإتقان فهو إحكام الشيء ومعرفته ولإصلاحه وضبط جزئياته يقول سبحانه وتعالى ﴿ صنع الله الذي أتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ ﴾. [النمل :88].

فالإتقان إدراك لجزئيات العمل وتحليلها والعمل على إتقان كل جزء منها فلو كان العمل إنتاجاً لسلعة فيعرف أجزاءها وطرق تركيبها وكيفية عملها ووظيفتها وكيفية إدارة الآلات واستخدام الأدوات واستخدام الكمية المناسبة من المواد الخام ويتابع عمل الآلة ويراقب الجودة ويقيم عمله وإذا كان مديراً فإنه يتقن التخطيط والتنسيق والرقابة والشورى والاتصال ويختار الأفراد دون قرابة أو محسوبية ويقرر الحوافز لمن يستحق فلو أتقن كلل جزئية من الجزئيات لأمكنه الوصول إلى الأهداف بأعلى فعالية ممكنة.

فقد حث الإسلام على استفراغ كامل الجهد والطاقة في العمل لضبطه وإتقانه وقرر الثواب العظيم لمن يقومون بهذا حفزاً للتجويد والإتقان في العمل فقال . ﷺ . " من أمسى كالاً من عمل يده أمسى مغفوراً له ". فهو جزاء معني عالي الشأن مع ضرورة إيفاء العامل المتقن أجره بما يدفعه لمزيد من الإتقان فأمر النبي . ﷺ . " أعط الأجير اجره قبل أن يجف عرقه ".

واول ما اهتم به الإسلام من ناحية إرساء الالتزام بالجودة في كامل المجتمع المسلم إلزام السلم بجودة العبادات والشعائر التي لابد أن يؤديها كل مسلم فيتعلم الجودة في بقية مناشط حياته علماً بأن الإسلام لا يقيم حداً فاصلاً بين الشعائر و الأعمال الدنيوية فكل الأعمال هي عبادات إذا خلصت النية فيها سواء ما كان في المصنع أو المكتب أو المسجد فاشترط الإسلام جودة الصلاة لقبولها فلابد للصلاة مثلاً أن تتسم بالإخلاص وأن تطابق الكيفية المأمور بها " من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد ".

ولابد أن تؤدي على التمام ففي الحديث " خمس صلوات افترضهن الله عز وجل من أحسن وضؤهن وصلاهن لوقتهن وأتم ركوعهن وخشوعهن كان له على الله عهد أن يغفر له ". كما اشترط الإسلام في الصلاة الأداء في الوقت [التوقيت] والمجاهدة [متابعة الإتقان] والاستمرارية والمراقبة.

أما المستوى الذي يلي الإتقان فهو مستوى الإصلاح فقد قال الله تعالى: ﴿ وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ ۖ فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾. وقال عز وجل: ﴿ وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ ﴾. وقال موسى عليه السلام لهارون كما ورد في القرآن الكريم: ﴿ وَقَالَ مُوسَىٰ لِأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ ﴾.

ويعني الإصلاح معرفة الأسباب الكامنة وراء الانحرافات والأخطاء ومحاولة إصلاحها وتقليل الانحرافات والوصول إلى مستوى أداء أعلى فالمصلح يسعى لمنع الفساد والانحرافات والأخطاء ومساعدة الآخرين في القضاء على الانحراف عن الخطة وتوجيه الآخرين إلى سلوك الطرق السليمة للوصول لأهداف دون انحراف او خطأ بحيث يصل يمكن أن ينعدم الخطأ.

وبهذا فإنه عند مستوى الإصلاح تتسم المنتجات والخدمات بالجودة وخلوها من العيوب ويتم أداء الخدمة دون معوقات فتحقق رضاء المستهلك عنها حيث يحصل عليها في التوقيت المناسب.

والإحسان هو اعلى مستويات الجودة أخذا في الاعتبار أن الجودة هدف متحرك لا ينتهي بالوصول لمستوى معين فقد قيل إن الإحسان هو إتقان الفعل والإنعام على كل شئ وقد أمر الله الجماعة السلمة بقوله تعالى: ﴿ وَأَنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ۛ وَأَحْسِنُوا ۛ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾. [البقرة : 195].

وفي الحديث الشريف " إن الله تعالى كتب الإحسان على كل شئ فإذا قتلتم فاحسنوا القتلة وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة ". وفي هذا الحديث أمر بالإحسان حتى في الذبح وهو عملية قد تبدو ليس لها أي آثار اجتماعية ويمكن أن تتم على أي نحو لكن النبي . ﷺ . يضع مواصفات ومعايير لأداء هذه العملية لبيان أهمية الإحسان والأمر في الحديث شامل لكل شئون الحياة و الإحسان ذو جانبين، عمل الحسن أو الأحسن ثم الشعور أثناء العمل بأن الله يرانا أو كأننا نراه، وهذا هو تعريف الرسول . ﷺ . للإحسان بأن [[تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك]] فالإحسان مراقبة دائمة لله، وإحساس بقيمة العمل، وعلى هذا تندرج كل عبادة شرعية، أو نشاط سلوكي إنتاجي او اجتماعي تحت مصطلح الإحسان الذي يعني انتقاء الأحسن في كل شيء.

فالإحسان هنا يشمل الإتقان أو الجودة بمعنى الوفاء بمتطلبات العمل على أحسن وجه كما يشمل معنى يزيد على مجرد التجويد ألا وهو التفضل والإنعام أي زيادة على المطلوب لأن الإحسان عطاء فوق الواجب أما بذل الواجب فلا يسمى إحساناً كما يتضمن الإحسان معنى المهارة أي الدرجة العالية من إتقان الشئ والقدرة على حل عقده وفك رموزه وتطوير ادائه وفي الحديث " الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة ".

وإلى ذلك يتضمن الإحسان معنى مراقبة الله تعالى وهو ما يضفي نوعاً من الرقابة الذاتية لتحقيق الجودة حتى مع محدودية وعي العميل بما يجعله يقبل بمستوى معين من السلعة فإن المسلم يعمل على تحقيق أعلى مستوى ممكن من الجودة لإرضاء الله تعالى فالإحسان هو مستوى أداء أعلى من المطلوب حيث يتضمن كما ذكر ابن القيم :الإحسان في القصد بتهذيبه علماً وإبرامه عزماً وتصفيته حالاً أما تهذيبه علماً أي جعل النشاط تابع للعلم جار على مقتضاه مهذباً به وإبرامه عزماً فإن الإبرام هو الإحكام والقوة أي يقارن العمل عزم يمضيه ولا يصحبه فتور أو توانٍ يوهنه ويضعفه بما يشير لجودة العمليات والإجراءات وتصفيته حالاً أي تخليصه من الشوائب والأكدار.

<!-- المشاركة

تنظر إدارة الجودة الشاملة إلى كافة الأفراد في المنظمة باعتبارهم أساس العمليات المحققة للجودة، وتنظر الى مشاركتهم الكاملة بكل طاقاتهم وقدراتهم باعتبارهما الأسلوب الأمثل للوصول للأهداف المنشودة وإذا ما توحدت رؤية هؤلاء الأفراد نحو الأهداف البعيدة والقريبة، ونحو السياسات والاستراتيجيات، ونحو الموارد وكيفية استخدامها، وذلك من خلال المناقشات الحرة المفتوحة دونما قيود، ومن خلال المشاركة الفعالة فى السلطات وتحمل المسئوليات. ومن خلال معرفة كل منهم لدوره ومهامه وما عليه من واجبات فاٍن المتوقع أن تنصهر جهود هؤلاء الأفراد فى بوتقة واحدة لتصب فى مسار تحقيق أهداف المنظمة في تحقيق أعلى مستوى من الجودة.

ولما كانت الإدارة الشاملة للجودة قد تجاوزت مفهوم الجودة الذي يجعلها مقصورةً على العناية بصنع السلع والتأكيد من صلاحيتها للاستخدام ومطابقتها للمواصفات، وإنما تعدته لتشمل الجودة في كل مراحل العمل وكل مستويات الأداء في أي مشروع أو شركة. ومن ثم فإن كل جزء وكل مجال من مجالات العمل ينبغي أن يخضع لمراجعة دقيقة وإعادة تصميم وتنظيم لاستبعاد كل أشكال ومسببات ضعف الأداء وانخفاض الجودة.

ويتطلب هذا إشراك العاملين على مختلف المستويات في نظام مستمر لبحث أساليب تطوير وتحسين الجودة في الإنتاج والتسويق والإدارة وكل مرافق العمل وهذه المشاركة هي الضمان الحقيقي لمواصلة الاستمرارية في تحقيق المستويات العالية من الجودة.

فالمشاركة هي عملية تفاعل الأفراد عقلياً وجدانياً مع جماعات العمل في التنظيم من أجل تحقيق الأهداف وبهذا المعنى فإن اشتراك العاملين في اتخاذ القرارات يؤدي إلى تشجيع العامل على التوجه للعمل بعقل متفتح يقظ ويشجع الإبداع بما يؤدي في النهاية إلى درجة أكبر من الانتماء للمنظمة.

وقد أمر الإسلام – كما سبقت الإشارة – بالمشاركة ووجه إليها بالأمر بالشورى وأصل الكلمة شار العسل يشوره أي اجتناه من خلاياه واستشارة أمره إذا تبين واستنار ويشور نفسه أي يسعى ويخف يظهر بذلك قوته، فمعاني الشورى تشير إلى أبعاد إيجابية من اصطفاء الأجود من الرأي والقوة في الفعل فالشورى في الاصطلاح تعني تقليب الآراء المختلفة ووجهات النظر المطروحة في أمر من الأمور واختبارها من أصحاب الأفهام حتى يتوصل منها إلى الصواب منها ليعمل بها حتى تتحقق أفضل النتائج.

والشورى أحد الأوامر السلوكية التي أمر الله بها على كافة المناشط الاجتماعية ومنها التنظيم الإداري بكل مستوياته الأفقية والرأسية أي بين المستوى الإداري الواحد أو داخل كل إدارة فتنمي العلاقة الأفقية بين العاملين وترشدهم إلى أفضل طرق التنفيذ وتجعلهم مترابطين يعملون بجد لتحقيق أعلى مستويات الجودة كما أمر الله تعالى النبي القائد بمشاورة أصحابه [المستوى الأدنى] حتى لا ينفرد بالأمر ويفاجأ العاملون بما لم يشتركون فيه فيؤودنه بروح معنوية منخفضة إما إذا كان العاملون من الذين تمت استشارتهم فسيصلون بأدائهم إلى أعلى مستوى كما ستقل الأخطاء أثناء التنفيذ ويمكن خفض التكاليف وترشيد القرارات نتيجة اشتراك عدة عقول في صنعها.

ولا تقتصر المشاركة على الشورى بل هناك مفهوم أعم وهو النصح فالشورى نوع من النصح وإن كان النصح يمكن أن يكون غير ملزم والنصح هام جداً في الوصول لحل المشكلات وتطوير العمل واقتراح الأساليب الأمثل لرفع الكفاءة خاصة أن المستويات الدنيا من الإدارة تكون أكثر احتكاكاً بمشكلات العمل اليومية.

ومن المزايا الأخرى للشورى أنها تشبع حاجات المرؤوسين فتحقيق الذات واحترام الراي من الحاجات الإنسانية الهامة التي يدفع إشباعها الفرد لبذل أقصى جهد ومن خلال الشورى يشارك الفرد في الإدارة برأيه ويشعر أنه يشارك في صنع القرار وترشيده و يؤدي الرضا الناجم عن الشورى إلى رفع مستوى الأداء وبث روح الانتماء إضافة إلى وحدة الهدف بين الفرد والمنظمة تضيف مزايا هامة للشورى حيث تسهل تطبيقها باعتبار انسجام المصالح وعدم تعارضها وقد وضع الإسلام آداباً للشورى باعتبارها أمانة حيث يجب على المستشار ان يبذل أقصى الجهد في نصيحته ورأيه فقد قال رسول الله [ص] المستشار مؤتمن فإذا استشير فليشر بما هو صانع لنفسه " و قال " حق المسلم على المسلم إذا استنصحه ان ينصحه" فمن واجب المسلم أن يقول بما يراه لنفسه إذا كان في الموقف نفسه.

وقد أكد الفكر الإسلامي على أهمية الشورى فرأى الفخر الرازي أن " مشاورة الرئيس توجب علو شأنهم – يقصد المرؤسين – ورفعة درجتهم . وذلك يقتضي خلوصهم في طاعته " فالشورى من وجهة نظره تسبب الولاء التنظيمي بتطابق هدف الفرد مع هدف المنظمة أما فائدة الشورى فتنبع من " أن علوم الخلق متناهية فلا يبعد أن يخطر ببال إنسان من وجوه المصالح مالا يخطر بباله " في حين يرى الماوردي أنه " لا معين أقوى من المشورة ولا عون أنجح من العقل فإن المشورة تقوي العزم وتوضح الحق وترشد إلى الإصابة والعقل يهدي إلى اجتناء ثمرة المشورة"

<!-- العمل الجماعي

إن الأفراد من منظور إدارة الجودة هم طاقة ذهنية وقدرة فكرية ومصدر للمعلومات والاقتراحات والابتكارات، وعنصر فاعل وقادر على المشاركة الإيجابية بالفكر والرأي لتحسين الجودة فالأفراد في المنظمة يرغبون بطبيعتهم في المشاركة وتحمل المسئولية، ولا يقتنعون بمجرد الأداء السلبي لمجموعة من المهام تحددها له الإدارة، بل يريدون المبادرة والسعي إلى التطوير والإنجاز ويمكن أن يزيد عطاؤهم وترتفع كفاءتهم إذا عملوا كمجموعة من الزملاء يشتركون معاً في تحمل مسئوليات عمليات الجودة لتحقيق نتائج محددة.

ولا شك أن الجماعة المنظمة جيداً والمحفزة تستطيع أن تنجز أكثر من الأفراد الذين يشكلون هذه الجماعة فالأفراد ستمتعون بالانضمام لأخرين ومن ثم يستطيعون أن يعملوا جماعياً بإتقان كما أن موهبة شخص ما يمكن أن تعوض من خلال العمل الجماعي ضعف شخص آخر والمنظمة الناجحة هي التي تتبنى رؤية العمل معاً بانسجام.

أعطت مفاهيم إدارة الجودة الشاملة دعماً إضافياً للعمل الجماعي المخطط والمدروس، فحتى أنه تم تعريف إدارة الجودة الشاملة عن أنها نمط تعاوني للأداء والإنجاز يعتمد على القدرات والمواهب المشتركة للعاملين من أجل تحسين الإنتاجية والجودة من خلال فرق العمل، حيث مثلت فرق العمل أحد المرتكزات التي تقوم عليها هذه الإدارة. وعليه كان الاهتمام بالعنصر البشري في المنظمات باعتبار أن الطاقة الكامنة للفرد تبقى كامنة ما لم يتم تحريرها وإطلاقها من خلال العمل الجماعي.

وتأتي أهمية العمل الجماعي من أنه يعمل على:

<!--إتاحة الفرص لأفراد المنظمة لتعلم مهارات جديدة من خلال عملهم المباشر مع الآخرين.

<!--زيادة شعور أفراد المنظمة بالمسئولية حيث أنهم يعملون، ويخططون معاً، بما يؤدي إلى خلق إحساس عالي بأهمية مقابلة احتياجات الأفراد داخل وخارج المنظمة.

<!--تحسين عملية الاتصال داخل وخارج المنظمة.

<!--أداء العمل داخل المنظمة في جو من الجماعية والحرية، والشعور بالأمن والطمأنينة، وبعيداً عن التنافس الفردي.

<!--تحسين مستوى المنتج او الخدمة من خلال تبني قرارات جماعية، ويلتزم بها كافة افراد المنظمة فيؤدي إلى نتائج أفضل.

<!--تحقيق النمو المهني لكافة العاملين نتيجة تحملهم مسؤوليات متعددة ومختلفة.

<!--مشاركة المزيد من الأفراد فى اتخاذ القرارات مما يزيد من احتمالية تنفيذ هذه القرارات.

<!--تبادل وبلورة المعلومات والخبرات من خلال مشاركة العاملين لبعضهم البعض فى فرق العمل.

<!--إيجاد فرص أفضل لاحتواء الأخطاء وتصحيحها وتقبل المخاطرة والتقدم للأمام بروح الفريق.

         وقد أكد الإسلام على العمل الجماعي من خلال بيان أهمية الجماعة حتى أنه ورد في الحديث أن من " فارق الجماعة مات ميتة جاهلية " و " الجماعة رحمة والفرقة عذاب " و"الجماعة بركة" كما حث الإسلام على الأداء الجماعي للشعائر حتى يتعود السلم على العمل الجماعي في مختلف مناشط حياته فحث الإسلام على صلاة الجماعة وبين أنها تفوق صلاة الفرد بسبع وعشرين درجة ولم يكتف الإسلام بالحث على العمل الجماعي والنهي عن التفرق بل عمل على توفير مقومات نجاحه من خلال تأكيده على المشاركة في القيادة من خلال الأمر بالمعروف الذي يشمل كل ما يحقق الصلاح والإصلاح و الأمر بالشورى كما عمل الإسلام على خلق الولاء للأهداف العامة ﴿ وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبَرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ﴾. [المائدة : 2].

والبر المأمور التعاون عليه هو اسم جامع لكل معاني الخير والصلاح مما أرسى الإسلام قيم الصراحة والثقة المتبادلة المتطلبة للعمل الجماعي فنهى عن الغيبة والغش وفي ذلك يقول ابن خلدون: إن جمع القلوب وتأليفها إنما يكون بمعونة الله في إقامة دينه فالقلوب إذا تداعت إلى الباطل كان التنافس ونشأ الخلاف وإذا انصرفت إلى الحق اقبلت على الله واتحدت وجهتها.

إن الأفراد من خلال المناقشات وتبادل الخبرات فيما بينهم دون قيود ولا تحفظات، هم الأقدر على استشعار جوانب النقص أو الخلل التى قد تعترى الأداء في أى من مراحل العمل ثم المبادرة إلى اتخاذ ما يلزم لتصحيح وسد هذه النواقص، وهم الأقدر على اكتشاف المشكلات وتحديدها وتحليلها ووضع الحلول المناسبة لها ومن ثم تبنى واستحداث ما يلزم من تغيير في أساليب وطرق العمل على مختلف الجبهات.

وحتى يتسنى تفجير طاقات الأفراد في المنظمة لابد أن يتمتعوا بقدر كبير من الحرية والاستقلالية والحرية مبدأ عقدي من مبادئ الإسلام حتى ان الله تعالى قرر في كتابه العزيز أنه ﴿ لاَ إِكْرَاهَ فِي الدين ﴾. [البقرة : 256].

وقد احترمت الإدارة الإسلامية رأي الفرد من خلال الشورى واحترمت استقلاليتهم فكان الولاة والرؤساء يصدرون القرارات الرئيسية ثم يتركون لمرؤسيهم حرية الحركة وحرية إصدار القرارات التي تصلح لكل موقف أو مكان فالحرية في اتخاذ القرار والمرونة في الحركة هما سبب العمران وحديثاً كان من أهم أسباب نجاح الالإدارة الماليةيزية في مجال الجودة عدم المركزية والاستقلال عن الرؤساء فالإدارة المباشرة لها استقلالها ويمكنها إصدار قراراتها الخاصة بالمجموعة دون الرجوع إلى المستوى الأعلى في أغلب الأحيان فالاستقلال الإداري موجود في أنشطة الجماعات الصغيرة لتحقيقي الجودة سواء بالنسبة للتوقيتات أو تطوير مراقبة الجودة ورقابة الجودة الشاملة وعدم وجود أخطاء فالعمل الجماعي هو عمل مجموعات شبه مستقلة تتعاون في أداء عمل معين حيث يسمح للمجموعة باتخاذ القرارات وعمل خطط لكيفية أداء العمل وتحسين الجودة والتركيز على ازدياد المشاركة والتفاعل بين الأعضاء والاستقلال يكون في القرارات على المستوى الأدنى لا مركزية الإجراءات الحرية التفويض المرونة في تطبيق القرارات التجديد والابتكار.

يعتمد نجاح إدارة الجودة الشاملة على بشكل كبير على مساهمة العاملين في المنظمة بما يقدمونه من أفكار واقتراحات بناءة تكشف عن قدراتهم الإبداعية في المساهمة في تحسين الجودة وابتكار طرق وأساليب عمل حديثة نابعة من خبراتهم الذاتية في العمل ومن هنا كان دور المنظمة هو العمل على توفير مناخ يعمل على تنمية قدرات الأفراد ويدعم الإبداع والتفكير الإبداعي والعمل على إيجاد الحلول للمشكلات القائمة ومن خلال توفير القادة القادرين على التأثير في الآخرين بشكل إيجابي .والمقصود بالإبداع هنا هو الأداء و و العمل المتميز بشكل يفوق ما هو عادي أو معروف وقد يكون إبداع أداء أو إبداع إنشاء وخلق.

وحتى يتسنى للأفراد الاجتهاد والابتكار لابد من توافر عدد من العوامل البيئية والسمات الشخصية من أهمها:

<!--الثقة الكبيرة.

<!-- الفكر الحر المستقل والتمتع بالاكتفاء الذاتي.

<!--القدرة على وضع حلول للمشكلات المعقدة.

<!--عوامل المرونة: وهي ما يتميز به الأفراد المبدعون في مجال القدرة على تغيير التفكير .

<!-- الأصــــــــــالة: وهي القدرة على سرعة إنتاج أكبر عدد ممكن من الاستنتاجات غير المباشرة والأفكار غير الشائعة

<!--الحساسية للمشكلات: وهي القدرة على مجابهة موقف معين ينطوي على مشكلة تحتاج إلى حل .

<!--عملية التقييــــم: تحتاج عمليات الإبداع في إظهار الأفكار إلى تقييم النشاط الإبداعي وتبني الأفضل.

إن عملية التفكير الإبداعي تحتاج إلى قاعدة لابد من وجودها وهي الصفات الشخصية كالذكاء والصبر والفراسة وغيرها من الصفات كما تحتاج إلى خبرات علمية وإطلاع واسع بخبرات الآخرين وآرائهم، ويمكن تنميتها من خلال الجوانب التالية :

<!--تتبع المنهجية العلمية في التفكير من حيث [جمع المعلومات والبيانات والأفكار والقيام بعمليات تحليل لهذه المعلومات – والتوصل إلى فكر جديد].

<!--زيادة ثقة الأفراد بأنفسهم والبحث عن تنمية هذه الثقة من خلال التعليم والأصدقاء والتجارب والخبرات.

أما معوقات العمل الإبداعي فتتمثل في:

<!--القيادة الاستبدادية.

<!--ضعف الإمكانات المادية والبشرية وعدم توفر المناخ المناسب .

<!--عدم توافر الاستقرار الوظيفي

<!--عدم وضوح الأهداف التنظيمية

 وقد حث الإسلام على الاجتهاد وإعمال الفكر لضمان تجدده وشجع على إطلاق حرية الفكر فحارب التقليد والانغلاق فأمر بالسير في الأرض ومعرفة كل جديد والسفر لأبعد البلاد في طلب العلم والدين نفسه ما هو إلا تجديد وتصحيح للعقيدة والسلوك وقد استحدث المسلمون العديد من السلوكيات التي لم تكن معروفة في مجال التنظيم الإداري حتى أن البلاد الإسلامية استحكمت فيها الصنائع وكملت جميع أصنافها على الاستجادة والتنميق كما يقول ابن خلدون، كما نجحت الإدارة الإسلامية بما توافر لها من قدرة على الابتكار والتجديد في كل النواحي في استيعاب المتغيرات الجديدة من الحضارات الأخرى .

كما عمل الإسلام على استبعاد معوقات الابتكار والتجديد من خلال بث الثقة في نفوس العاملين فقال النبي . ﷺ .: " لا يحقرن أحدكم نفسه" ولا تكونوا إمعة تقولون إن أحسن الناس أحسنا وإن أساءوا أسأنا ولكن وطنوا أنسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا وإن أساءو فلا تظلموا".

<!-- الرقابة على الجودة

تهدف الرقابة إلى تحقيق عدد من الأهداف منها :

<!--متابعة مدى التقدم في تحقيق الأهداف.

<!--قياس مدى كفاءة الأداء

<!--اكتشاف المشكلات في حينها واتخاذ الإجراءات التصحيحية في الوقت المناسب

<!--تصحيح مسار الخطة المستقبلية.

<!--التنسيق بين أعمال الإدارات والأقسام وربطها بالأداء الكلي للمنظمة.

<!--تنشيط دوافع العاملين لتحقيق النتائج.

<!--تقليل التكاليف من خلال سرعة كشف الأخطاء فور حدوثها وعلاجها.

ويتضح من هذه الأهداف أن الرقابة هي الركيزة لأساسية لنظام الجودة وقد عني الإسلام بمراقبة الجودة على عدة مستويات أولها الرقابة الذاتية فقد تميزت الثقافة الإسلامية بالاهتمام بهذا البعد دون غيرها من الثقافات فالفرد المسلم يراقب جودة عمله لأنه يعلم أنه مراقب من ربه وأن أعماله تحصى عليه ليحاسب بها يوم القيامة قال تعالى: ﴿ مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ﴾. [ق : 18]، وفي الحديث القدسي " إنما هي أعمالكم أحصيها عليكم ثم أوفيكم إياها ".

ولا يتعلم الفرد المراقبة الذاتية إلا من خلال الدين لأن الدين هو الذي ينبئه بأن أعماله الظاهرة والباطنة يراقبها الله تعالى وفي ذلك يقول الماوردي "اول ما تصلح به الدنيا الدين لأنه يصرف النفوس عن شهواتها حتى يصير رقيبا على النفوس في خلواتها نصوحاً لها في ملماتها فكان الدين أقوى قاعدة في إصلاح الدنيا واستقامتها وأجدى الأمور نفعاً لانتظامها وسلامتها ولما كان المسلم يراقب ربه في عمله فسيحاسب نفسه عن الجودة قبل أن يحاسبة غيره ويلاحظ أن مركز التحكم لدى المرؤسين يعبر عن مركز السيطرة داخل الفرد هل هو داخلي أم خارجي فإن كان داخلياً أرجع النتائج إلى أدائه وإذا كان خارجياً أرجع الأداء إلى العوامل الخارجية وفي الثقافة اليابانية استفادوا من هذا المفهوم لتكوين دوائر الجودة والرقابة مستقلة في جماعات دوائر الجودة والهدف من ذلك تقليل التكاليف و أخطاء الأداء وتحسين الجودة والكفاءة كما يكونو فريقاً مستقلاً يكون مسئولاً عن النتائج النهائية فقط.

<!-- رقابة المنظمة

يمكن النظر للرقابة باعتبارها ذات ثلاث عناصر رئيسة :

<!--المدخلات: وتتمثل في المعايير والبيانات والمعلومات عن الأداء.

<!--العملية: وتتمثل في المتابعة وقياس الأداء

<!-- المخرجات: وتتمثل في نتيجة القياس ومستوى الجودة الذي تم بلوغه.

margin-bottom: 0cm; text-align: justify; text-justify: k

ahmedkordy

خدمات البحث العلمي 01009848570

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 51 مشاهدة

أحمد السيد كردي

ahmedkordy
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

29,994,006

أحمد السيد كردي

موقع أحمد السيد كردي يرحب بزواره الكرام free counters