يتميز القائد المبدع بمجموعة من المهارات التي تساعده على تحقيق النجاح في قيادة فريقه، ومن هذه المهارات:
<!--القدرة على التخطيط الإستراتيجي:
إن القدرة على التخطيط الاستراتيجي هي إحدى المهارات الرئيسية التي يتمتع بها القائد المبدع. فالتخطيط الاستراتيجي يعد عملية مهمة في الإدارة الفعالة للفريق أو المؤسسة، حيث يساعد على وضع رؤية واضحة للمستقبل وتحديد الأهداف الاستراتيجية والخطط الفعالة لتحقيقها.
تشمل الخطط الاستراتيجية عادةً العديد من العناصر، مثل تحديد المهام الرئيسية، وتحديد الموارد اللازمة، ووضع خطط للتنفيذ ومراقبتها. وبالتالي، يجب على القائد المبدع أن يكون قادرًا على تحليل الوضع الراهن وتحديد المناطق التي يمكن تحسينها، وتحديد الأهداف الاستراتيجية ووضع خطط عمل فعالة لتحقيقها.
وبصفته القائد المبدع، يجب أن يكون قادرًا على توجيه فريقه في تحقيق الأهداف الاستراتيجية بشكل
فعال ومنطقي، مع الحفاظ على توازن بين الأهداف الطويلة والقصيرة الأجل والمساهمة في نجاح المؤسسة أو المنظمة.
من الأمثلة العملية لتطبيق التخطيط الاستراتيجي يمكن ذكر شركة أبل، حيث كانت الرؤية الاستراتيجية للشركة تتمحور حول تصميم وتطوير منتجات مبتكرة ومستقبلية تحظى بشعبية كبيرة لدى العملاء، وتعزيز القيمة المضافة لهذه المنتجات وزيادة الإيرادات والأرباح للشركة. وتمكنت أبل من تحقيق هذه الرؤية بوضع خطط استراتيجية واضحة للتطوير والتسويق والتوزيع، والتركيز على توظيف الموارد البشرية والتقنية بشكل فعال، ومراقبة وتقييم الأداء بشكل دوري وتحديث الخطط الاستراتيجية بناءً على ذلك. ويعتبر نجاح أبل في تحقيق رؤيتها الاستراتيجية والحفاظ على مكانتها الرائدة في صناعة التكنولوجيا، نتيجة لتطبيق الخطط الاستراتيجية المنطقية والفعالة وتحويلها إلى عمليات تشغيلية ناجحة.
<!--التفكير الإبداعي:
التفكير الإبداعي هو مهارة أساسية يجب أن يتمتع بها القائد المبدع، فهو يساعد على تطوير الحلول الجديدة والمبتكرة للتحديات والمشاكل التي تواجه المؤسسة أو المنظمة. وبالتالي، يجب أن يكون القائد المبدع متفتحًا على الأفكار والابتكارات الجديدة والمختلفة، ويجب أن يكون قادرًا على تحفيز فريقه للتفكير بشكل مختلف وإثارة الإبداع في عملهم.
عندما يمتلك القائد المبدع القدرة على التفكير الإبداعي، يمكنه تحسين العمليات الحالية وتطوير منتجات جديدة وإيجاد حلول جديدة للتحديات التي تواجه المؤسسة أو المنظمة. وبالتالي، يمكن للقائد المبدع أن يساعد في رفع مستوى الإبداع والابتكار داخل المؤسسة أو المنظمة، مما يساعد في تحقيق النجاح والازدهار على المدى الطويل.
مثال عملي لقائد مبدع يمتلك التفكير الإبداعي هو ريد بول، وهي شركة نمساوية متخصصة في إنتاج المشروبات الطاقية. فقد تمكنت ريد بول من الوصول إلى مكانة عالمية بفضل استراتيجية تسويق مبتكرة وأساليب ترويج مبدعة.
واحدة من أفضل استراتيجيات ريد بول هي رعاية الرياضيين والأحداث الرياضية، حيث تعتبر ريد بول شريكًا رئيسيًا للعديد من الفرق الرياضية والأحداث الرياضية الكبرى في جميع أنحاء العالم. وبفضل هذه الاستراتيجية، تمكنت ريد بول من بناء صورة إيجابية للعلامة التجارية لدي جمهور عريض، وزيادة مبيعاتها بشكل كبير.
وبصفته قائدًا مبدعًا، فإن ريد بول لا تقتصر استراتيجيتها المبتكرة على
التسويق فحسب، بل تمتد أيضًا إلى تطوير المنتجات الجديدة. فقد قامت الشركة بتطوير العديد من المشروبات الطاقية الفريدة والمبتكرة، والتي تحظى بشعبية كبيرة بين عشاق الرياضة والشباب حول العالم.
وبهذه الطريقة، يمثل ريد بول مثالًا على القائد المبدع الذي يتمتع بالتفكير الإبداعي والقدرة على الابتكار في الحلول والأساليب المختلفة لتحقيق الأهداف.
<!--القدرة على الاتصال:
الاتصال هو عامل مهم جدًا في القيادة الفعالة، ويعد القائد المبدع قدوة مثالية في هذا المجال. فهو يجيد التواصل بكفاءة ويستخدم مهارات الاتصال لتحقيق النجاح في عمله. يستطيع القائد المبدع التواصل بشكل فعال وفي نفس الوقت يستطيع الاستماع بشكل جيد وفهم مختلف وجهات النظر، وذلك يساعد على تعزيز الثقة وبناء علاقات مثمرة مع الفريق.
كما يجب على القائد المبدع أن يتمتع بمهارات الاتصال الغير لفظية، حيث يتمتع بالقدرة على قراءة لغة الجسد والتعبيرات الوجهية والتفاعلات الشخصية والحفاظ على التواصل الفعال مع الفريق. كما يجب على القائد المبدع أن يكون قادرًا على استخدام الأدوات التقنية والاجتماعية الحديثة في التواصل والتنسيق مع الفريق.
يعد الاتصال المفتوح والشفاف والصريح بين القائد المبدع وأعضاء الفريق ضروريًا لتحقيق الأهداف المشتركة، كما أن الاتصال الجيد يساعد على توجيه الفريق بشكل صحيح وتحسين العلاقات الشخصية بين أعضاء الفريق، مما يؤدي إلى بناء بيئة عمل إيجابية ومشاركة الفريق بشكل أكبر في تحقيق الأهداف المشتركة.
مثال عملي: يمكن توضيح هذه المهارة من خلال سيناريو يتمثل في أن القائد المبدع يتلقى تقريرًا يفيد بأن هناك صراعات داخل الفريق يؤثر سلبًا على الإنتاجية والعمل الجماعي. في هذه الحالة، يحتاج القائد المبدع إلى التحدث مع الأفراد المعنيين بالصراعات وتحليل المشكلة بشكل واضح ودقيق، والتعبير عن الأسباب والعواقب المحتملة للصراعات. بعد ذلك، يجب أن يكون لدى القائد المبدع القدرة على إيجاد حلول مبتكرة وفعالة لحل المشكلة والتواصل مع الأفراد المعنيين لتنفيذ هذه الحلول وضمان نجاحها. ومن خلال هذا المثال، يمكن رؤية كيفية استخدام القائد المبدع لمهارات الاتصال للتعامل مع مشكلة داخلية في الفريق وتحقيق النتائج المطلوبة.
<!--القدرة على الإدارة:
القدرة على الإدارة هي مهارة أساسية يجب أن يمتلكها القائد المبدع. يتعلق الأمر بالقدرة على تنظيم وتخطيط الأعمال وتوزيع المهام بين أفراد الفريق بطريقة فعالة، وإدارة الوقت والموارد بشكل جيد.
يجب على القائد المبدع أن يكون قادرًا على تحليل الوضع الراهن وتحديد المناطق التي يمكن تحسينها، وتحديد الأهداف الاستراتيجية ووضع خطط عمل فعالة لتحقيقها. كما يجب عليه أيضًا أن يكون قادرًا على تحديد القدرات والمهارات الفردية لأعضاء الفريق وتوجيههم بشكل صحيح لتحقيق أقصى قدر من الإنتاجية والفعالية.
وبالإضافة إلى ذلك، يجب أن يكون القائد المبدع قادرًا على التعامل مع التحديات والمشاكل التي يمكن أن تواجه الفريق وإيجاد حلول فعالة لها. كما يجب أن يكون قادرًا على التعامل مع الضغوط وإدارة الصعوبات التي يمكن أن تواجه الفريق في سبيل تحقيق الأهداف المحددة.
مثال عملي على القدرة على الإدارة للقائد المبدع هو مدير شركة تقنية يدعى "جون". كان "جون" قادرًا على إدارة فريق من المطورين والمصممين بنجاح لمدة عدة سنوات، وقادهم إلى تحقيق العديد من الإنجازات المهمة.
في إحدى المرات، اخترع فريق "جون" تقنية جديدة ومبتكرة، وقرر "جون" تطوير المنتج باستخدام هذه التقنية. قام بتوجيه الفريق للعمل بجد لإنجاز المشروع، وعندما واجهوا عقبات، تحرك "جون" سريعًا لإيجاد الحلول اللازمة. بالإضافة إلى ذلك، كان يتابع عن كثب تقدم العمل ويتواصل بشكل منتظم مع أعضاء الفريق ويعرض لهم الرؤية الكاملة للمشروع.
بفضل قدراته الإدارية، تمكن "جون" من توجيه فريقه بنجاح إلى إنجاز المشروع بأفضل طريقة ممكنة، وتحقيق نجاح كبير في السوق. كما حقق "جون" نجاحًا في الحفاظ على فريقه متحمسًا وملتزمًا بالأهداف المشتركة، وتعزيز الروح الجماعية والتعاون بين الأعضاء.
<!--الإلهام والتحفيز:
الإلهام والتحفيز هما من أهم صفات القائد المبدع. فالقائد المبدع يستطيع تحفيز الفريق بطرق مختلفة مثل إبراز النجاحات السابقة، وتحفيز الفريق بالإيمان بقدرتهم على تحقيق الأهداف المستقبلية، وتحديد الأهداف الواضحة والملموسة، وتوفير الدعم والتوجيه للأعضاء في الفريق.
يمكن أن يكون للقائد المبدع دور مهم في توجيه الأعضاء في الفريق بمساعدتهم على تحديد أهداف واضحة ومحددة، وتوفير الأدوات والموارد اللازمة لتحقيق هذه الأهداف، وتشجيعهم على تقديم أفكار جديدة ومبتكرة. ويمكن للقائد المبدع أيضًا أن يستخدم التحفيز الإيجابي، عبر إظهار الثناء والتقدير للأعضاء الذين يحققون النجاحات والإنجازات، وبذلك يحفز الآخرين على العمل بجدية والسعي لتحقيق المزيد من الإنجازات.
مثال على ذلك هو قيادة المدير التنفيذي الشهير ستيف جوبز لشركة آبل. كان جوبز قادرًا على إلهام فريقه برؤيته المستقبلية الجريئة للشركة وتحفيزهم للعمل بجدية وإبداعية لتحقيق تلك الرؤية. كما كان يشجعهم على التفكير خارج الصندوق والابتكار في المنتجات الجديدة والمبتكرة. ونتيجة لذلك، تمكنت آبل من إطلاق منتجات ثورية مثل آيفون وآيباد وتحقيق نجاحات كبيرة في سوق التكنولوجيا.
<!--الاستماع والتعاطف:
الاستماع والتعاطف مهمان جدًا للقادة المبدعين. عندما يستمع القائد بشكل فعال لمخاوف واهتمامات أعضاء الفريق ويتعاطف معهم، فإن ذلك يعزز الثقة والتعاون بينهم، ويؤدي إلى تحسين الأداء وتحقيق الأهداف بشكل أفضل. ويتضمن ذلك أيضًا القدرة على فهم القضايا الشخصية والمهنية التي يواجهها أفراد الفريق، والعمل معهم على إيجاد الحلول الأفضل لتلك المشاكل.
قد يشعر أحد أعضاء الفريق بالإحباط من العمل الذي يقوم به ويبدو ذلك في أدائه. في هذه الحالة، يمكن للقائد المبدع أن يستمع بعناية إلى هذا العضو ويحاول فهم ما يشعر به وما الذي يؤثر على أدائه، ثم يعمل معه على تحديد العوامل التي تساهم في تحسين أدائه وتقديم الدعم والتوجيه اللازم له.
مثال على الاستماع والتعاطف يمكن أن يكون كالتالي: في شركة تقنية كبيرة، قاد الرئيس التنفيذي الجديد فريقًا لتطوير منتج جديد. في مرحلة ما، اكتشف الفريق أن هناك صعوبات في تحقيق الأهداف المحددة وواجهوا عدة تحديات. قام الرئيس التنفيذي بالاستماع إلى القلق والتحديات التي تواجه الفريق وأظهر تعاطفه معهم، وقدم لهم دعمًا نفسيًا ومعنويًا للتغلب على هذه الصعوبات. وبفضل هذا التعاطف والاستماع الجيد، تمكن الفريق من تحقيق الأهداف المحددة وتطوير منتج ناجح.
<!--العمل الجماعي:
العمل الجماعي هو عنصر مهم لتحقيق النجاح في العديد من المجالات. ويمتلك القائد المبدع القدرة على تعزيز التعاون بين أعضاء الفريق وتحفيزهم على العمل الجماعي.
وهو عنصر أساسي لتحقيق النجاح في أي مجال، ويعتبر القائد المبدع أحد أهم عوامل تعزيز العمل الجماعي داخل الفريق. يعمل القائد المبدع على تعزيز التعاون والتنسيق بين أفراد الفريق وتشجيعهم على العمل معًا لتحقيق الأهداف المشتركة.
ومن أمثلة ذلك، يمكننا ذكر فريق عمل شركة "جوجل" الذي يعمل على تطوير منتجات وخدمات تكنولوجية. ويتميز هذا الفريق بتبنيه للعمل الجماعي الذي يجمع بين الخبرات والمعارف المختلفة لأعضاء الفريق لتحقيق الأهداف بأفضل طريقة ممكنة. وتحت شعار "أن تعمل بجد وذكاء وتعمل معا بكفاءة" يسعى
هذا الفريق إلى تحقيق النجاح في كل مهمة يقوم بها.
مثال آخر على قدرة القائد المبدع على تعزيز العمل الجماعي هو إنجاز فريق إنتاج شركة "تسلا" لسيارة إلكتريكية مذهلة. حيث كان الفريق مكونًا من مجموعة من المهندسين والمصممين والعاملين في مجال التكنولوجيا، والذين عملوا بشكل وثيق لتطوير سيارة بطارية قابلة لإعادة الشحن.
وقد عمل القائد المبدع، إيلون ماسك، على تعزيز العمل الجماعي بين أعضاء الفريق وتشجيع التعاون والإبداع في المشروع. وقد نتج عن هذا الجهد المشترك إنجازًا رائعًا في إطلاق سيارة تسلا الكهربائية Model S التي حصلت على جوائز عديدة وحظيت بإشادة كبيرة من العامة والنقاد.
<!--القدرة على التعلم المستمر:
بشكل دائم. وذلك من خلال الاطلاع على كل ما هو جديد في مجال عمله، وحضور المؤتمرات والدورات التدريبية، وقراءة الكتب والمقالات المتخصصة في مجال عمله.
ويعمل القائد المبدع على تطبيق المعارف والخبرات الجديدة التي يحصل عليها في عمله اليومي، وتبني أفضل الممارسات في مجال عمله. كما يسعى القائد المبدع إلى تحسين نفسه باستمرار من خلال التحلي بالصبر والإصرار والعمل الجاد على تطوير مهاراته وتعلم أشياء جديدة.
ويعد هذا الاهتمام بالتعلم المستمر من أهم عوامل نجاح القائد المبدع في إدارة الفريق وتحقيق الأهداف، حيث يعمل على تطوير خبراته ومهاراته بشكل دائم ومتجدد، مما يساعد على تحسين أدائه وتحقيق النجاح.
مثال عملي على قدرة القائد المبدع على التعلم المستمر هو مارك زوكربيرج،
مؤسس ورئيس مجلس إدارة فيسبوك. وقد ظهرت قدرته على التعلم المستمر بوضوح من خلال رحلة تأسيس فيسبوك وتطورها عبر السنوات.
في بداية رحلته، كان زوكربيرج يعمل على مشروعات برمجية صغيرة وكان يستخدمها في تعلم البرمجة. ومع الوقت، قام بإنشاء فيسبوك كمشروع جامعي، ونجح في تحويله إلى شركة ناشئة ومن ثم إلى شركة ذات قيمة مليارية.
على مدار سنوات العمل في فيسبوك، تعلم زوكربيرج الكثير من الأشياء، بما في ذلك البرمجة والتسويق والإدارة وغيرها. ولم يتوقف عن التعلم والتطور، بل عمل على توسيع قدراته ومهاراته بشكل مستمر، وقد أثر ذلك إيجابًا على نجاح شركته ومكانته كقائد مبدع في عالم التكنولوجيا.