نظام المعلومات التسويقية الدولية يتألف من مكونات متنوعة تعزز فعالية جمع وتحليل المعلومات الخاصة بالأسواق الدولية. في هذا السياق، ويمكن تفصيل مكونات نظام المعلومات التسويقية الدولية على النحو التالي:

1- الأفراد:

الأفراد يشكلون جزءاً حيوياً في نظام المعلومات التسويقية الدولية، حيث يلعبون دوراً حاسماً في تنظيم وتشغيل هذا النظام. يتكون الفريق البشري من مجموعة متنوعة من الأفراد الملتزمين والمتخصصين في مجالات مختلفة، والذين يعملون بتناغم لضمان تحقيق أهداف التسويق الدولي بشكل فعال. وتشمل هذه الفرق أصحاب المهارات التحليلية العالية، حيث يقومون بتحليل البيانات والمعلومات الدولية لفهم الاتجاهات والفرص في الأسواق العالمية. يعتمد على خبرتهم وفهمهم العميق لمفهوم التسويق الدولي في توجيه عمليات جمع وتحليل المعلومات بشكل فعّال.

إلى جانب المحللين، يشمل الفريق البشري أيضًا مختصين في تكنولوجيا المعلومات، الذين يعملون على تحديث وصيانة الأنظمة والبرمجيات المستخدمة في نظام المعلومات. يقومون بضمان أمان وفعالية الهيكل التكنولوجي الذي يتيح تداول المعلومات بشكل سلس. بالإضافة إلى ذلك، يضم الفريق المحترفين في مجال التسويق الدولي الذين يمتلكون خبرة واسعة في فهم تفاصيل التسويق على المستوى العالمي. يشاركون في صياغة استراتيجيات التسويق الدولي وفهم احتياجات العملاء في سوق متنوعة ومعقدة.

تعتبر هذه التنوعات في مجموعة الأفراد من الجوانب المهمة في نظام المعلومات التسويقية الدولية، حيث يعززون التفاعل الديناميكي والتكامل لضمان تحقيق أقصى استفادة من المعلومات وتحقيق النجاح في ساحات التسويق العالمية.

2- المعدات:

في سياق نظام المعلومات التسويقية الدولية، تكون المعدات لها دور حيوي في تسهيل عملية جمع وتحليل المعلومات اللازمة لفهم الأسواق الدولية واتخاذ قرارات تسويقية فعّالة. وتتكون المعدات من أجهزة وتكنولوجيا متقدمة تساهم في تحسين كفاءة عمليات جمع البيانات وتحليلها. وتشمل هذه المعدات أنظمة قواعد البيانات، وهي عبارة عن هياكل مُنظمة لتخزين البيانات بطريقة يمكن الوصول إليها واسترجاعها بسهولة. على سبيل المثال، نظام قاعدة البيانات يمكن أن يكون مستخدمًا لتخزين بيانات العملاء الدوليين، تاريخ الطلبات، والتفاصيل الهامة الأخرى التي يمكن أن تساهم في تكوين رؤية شاملة حول سلوك العملاء.

وتعد برمجيات التحليل جزء آخر من المعدات وتتيح للفريق تحليل البيانات بشكل فعّال. مثلاً، يمكن استخدام برمجيات التحليل لفحص اتجاهات السوق الدولية، مقارنة أداء المنتجات في مختلف الأسواق، واستخدام البيانات لتحديد الفرص والتحديات. كما تلعب أجهزة الحواسيب تلعب دورًا أساسيًا في تنفيذ هذه العمليات، حيث يمكن استخدام أجهزة الحواسيب لتنظيم وتخزين البيانات، وتشغيل البرمجيات اللازمة لتحليلها. على سبيل المثال، الاستفادة من أحدث أجهزة الحواسيب المزودة بمعالجات قوية وسعة تخزين كبيرة يمكن أن تسرع عمليات تحليل البيانات الكبيرة وتحسين أداء نظام المعلومات التسويقية. وبالتالي تحسن هذه المعدات الأداء العام لنظام المعلومات التسويقية الدولية وتسهم في تمكين الفريق البشري من اتخاذ قرارات مستنيرة وفعّالة في ساحة التسويق العالمي.

3- الإجراءات:

الإجراءات في نظام المعلومات التسويقية الدولية تمثل السياق العملي الذي يحدد كيفية تنظيم وتنفيذ جمع وتحليل المعلومات اللازمة لدعم استراتيجيات التسويق العالمي. وتتضمن هذه الخطوات المعيارية سلسلة من الإجراءات التي يتبعها الفريق لضمان جودة واتساق البيانات والتحليلات. منها على سبيل المثال:

يتم تحديد مصادر البيانات بشكل دقيق ومتسق. ويتضمن ذلك تحديد المصادر الرئيسية مثل الدراسات السوقية المعترف بها والتقارير الحكومية. ويجب أن تكون هذه الخطوة دقيقة لضمان جودة المعلومات الأساسية. ثم بعد ذلك، يتم تحليل الاتجاهات الرئيسية في الأسواق الدولية. يشمل ذلك فحص التقارير الشهرية أو الفصلية لتحديد تغيرات في الطلب على المنتجات أو خدمات الشركة في مختلف السوق. على سبيل المثال، إذا كانت هناك زيادة في الطلب في سوق معين، يمكن أن يكون ذلك مؤشرًا للتوسع في تلك السوق.

4- مصادر البيانات (Data Sources):

مصادر البيانات تشكل الأساس لبناء فهم شامل للأسواق الدولية وتقديم دعم لعمليات اتخاذ القرارات. وتعد أحد أهم مصادر البيانات هي البحوث السوقية، حيث يتم تنفيذ دراسات دقيقة لفحص احتياجات العملاء واتجاهات السوق. يتم ذلك من خلال استخدام أساليب متنوعة مثل الاستطلاعات والمقابلات لفهم تفاصيل السوق واحتياجات العملاء. مثلاً، يمكن للشركات إجراء استبيانات عبر الإنترنت لفحص ردود الفعل حول منتجاتها وتحديد التحسينات الممكنة.

تُعتبر تقارير الحكومة مصدرًا آخر مهمًا للبيانات، حيث توفر تحليلات وإحصائيات رسمية حول الاقتصاد والسوق. يمكن أن تشمل هذه التقارير معلومات حول الناتج المحلي الإجمالي، الإنفاق الاستهلاكي، والاتجاهات الاقتصادية العامة. على سبيل المثال، إذا كنت تخطط لتوسيع عملك في سوق محدد، يمكن أن تقدم تقارير الحكومة لك فهمًا أعمق حول الظروف الاقتصادية والتشريعات القائمة.

معلومات المنافسين تعد أيضًا مصدرًا حيويًا للبيانات، حيث يمكن أن توفر رؤى قيمة حول استراتيجيات المنافسين وأدائهم في الأسواق الدولية. من خلال مراقبة حملات التسويق وتحليل المنتجات والخدمات التي يقدمونها، يمكن للشركات تحديد نقاط القوة والضعف في استراتيجيات التسويق الدولية.

5- أدوات التحليل (Analysis Tools):

أدوات التحليل تشكل الجزء الحيوي الذي يمكن من الفريق استخدام البيانات بفعالية لفهم الاتجاهات واتخاذ قرارات تسويقية ذكية. البرمجيات والتقنيات المستخدمة تتنوع، ومن بينها العديد من الأمثلة:

برمجيات تحليل البيانات: تساعد في تنظيم وتحليل مجموعات كبيرة من البيانات بشكل فعّال، مما يتيح استخدامها في استخلاص الاتجاهات والمعلومات الرئيسية. مثلاً، يمكن استخدام أدوات مثل Tableau أو Power BI لإنشاء تقارير بصرية متقدمة. وتقنيات التحليل الإحصائي: تساعد في تفسير البيانات بشكل عميق من خلال استخدام الإحصاءات. على سبيل المثال، يمكن استخدام تحليل الانحدار لتحديد علاقة بين متغيرات مختلفة وتأثيرها على الأداء التسويقي. بالإضافة إلى تقنيات التنقيب في البيانات: تُستخدم لاستكشاف البيانات واكتشاف الأنماط غير المتوقعة أو العلاقات الكامنة. مثلاً، يمكن استخدام تقنيات تعدين البيانات للعثور على اتجاهات غير معروفة سابقًا في البيانات.

باستخدام هذه الأدوات، يمكن للشركات تحليل البيانات بشكل دقيق وسريع، مما يساعد في اتخاذ قرارات تسويقية أفضل مدعومة بالأدلة.

6- نظام السجلات والتقارير الداخلية في المنظمة:

توفر السجلات والتقارير الداخلية للمنظمة العديد من المعلومات عن الطلبيات المقدمة من العملاء والموزعين، والأصناف المختلفة التي نفذت من المخازن ومعدلات الطلب على هذه الأصناف عبر فترات زمنية مختلفة. بالإضافة إلى ذلك، فإن بيانات المبيعات للمناطق المختلفة والعملاء والمنتجات تعتبر ذات أهمية بالغة لمدير التسويق، سواء عند تقييم أداء تلك المناطق أو المنتجات، أو عند وضع الخطط التوسعية المختلفة لتحقيق الأهداف البيعية. إن البيانات التي يقدمها هذا النظام، تحتاجها المنظمة في الوقت الحاضر، بشكل سريع ودقيق، فمن وجهة نظر المنظمة، إذا توفرت المعلومات بالسرعة والدقة المطلوبتين، يزيد ذلك من فعالية الأداء التسويقي، وبصفة خاصة القدرة على خدمة الأسواق، ومن وجهة نظر العملاء الذين يفضلون تلك المنظمات التي تستطيع أن تسلم الطلبيات في أنسب وقت.

7- نظام الاستخبارات التسويقية:

يتكون من مجموعة من الإجراءات والمصادر المستخدمة بواسطة المديرين للحصول على اليومية للمتغيرات التي تحدث في البيئة التسويقية. ولهذا يمكن التمييز بين نظام السجلات والتقارير ونظام الاستخبارات التسويقية، على أساس أن الأول يهتم بنتائج البيانات المؤكدة، بينما يهتم النظام الثاني بالأحداث التي تظهرها هذه البيانات. إن هذا النظام يمكن مدير التسويق من القيام بمسح البيئة بإحدى الطرق الآتية:

<!--بيانات غير موجهة: يتلقاها مدير التسويق عن السوق وأحواله والمتغيرات البيئية دون أن يكون في ذهنه تصور مسبق لجمعها

<!--بيانات موجهة: يؤطرها المدير التسويقي في ذهنه دون أن يجري لها بحثا منظما.

<!--بيانات تجمع بصفة رسمية: عن طريق خطة مسبقة لأنواع البيانات المطلوب جمعها الموضوعات معينة.

8- نظام تدعيم القرارات التسويقية:

يمكن تعريف نظم تدعيم القرارات التسويقية على أنها مجموعة من الأدوات الإحصائية ونماذج القرارات والبرامج المعدة مسبقا لمساعدة مديري التسويق على تحليل البيانات وترشيد القرارات التسويقية. وقد بدأت العديد من المنظمات المعاصرة في تطبيق هذا النظام، نظرًا لتعقد الأسواق والأنشطة التسويقية التي تؤديها، والحاجة إلى أن يكون مديرو التسويق على معرفة بالأدوات والوسائل المتقدمة لتحليل البيانات والتوصل إلى علاقات بين المتغيرات التسويقية المختلفة. فمديرو التسويق يمكنهم أن يقوموا بتحليلات إضافية للبيانات التي يحصلون عليها من الباحثين والخبراء، خاصة وأن معظم المنظمات اتجهت في الوقت الحاضر إلى تطبيق نظم المعلومات التسويقية وإدخال الحاسب الآلي ليكون جزءاً أساسياً من العمل الإداري.