للاستراتيجية الدولية مجموعة من الأبعاد والتي تتضمن في مجملها اتخاذ مجموعة من القرارات ذات التأثير الكبير على مستقبل المؤسسة وعلى طريقة ممارستها لأنشطتها في الأسواق الدولية، ويمكن حصر أبعاد الاستراتيجية الدولية في العناصر التالية:
1- تحديد نمط دخول المؤسسة للأسواق الدولية
ويقصد به المفاضلة بين مختلف الأشكال المتاحة لاقتحام الأسواق الدولية وتحديد الأنسب منها للمؤسسة كما يمكن للشركة اختيار نمط مناسب لها، مثل التصدير المباشر أو إقامة شراكات محلية أو تأسيس فروع أو وكلاء. يتطلب هذا الاختيار تقييمًا دقيقًا للمزايا والعيوب المرتبطة بكل نمط، مما يتيح للشركة اتخاذ القرار الأمثل بناءً على أهدافها والظروف المحيطة.
على سبيل المثال: يمكن للشركة الصناعية الراغبة في الوصول السريع إلى الأسواق الدولية اختيار التصدير المباشر كنمط دخول. هذا يتيح لها التحكم المباشر في تسويق وبيع منتجاتها دون الاعتماد على هياكل محلية. من ناحية أخرى، إذا كانت الشركة تفضل الاستفادة من المعرفة المحلية وتخفيض التكاليف، فإن تكوين شراكة محلية يمكن أن يكون الخيار الأنسب.
2- تصميم منتجات عالمية
تصميم منتجات عالمية يمثل تحديًا كبيرًا يواجهه الشركات العاملة على مستوى دولي ويعتبر هذا البعد جوهريًا لتحقيق نجاح الشركة في تلبية متطلبات وتفضيلات الزبائن العالميين المتنوعين. ويتطلب الأمر فهماً عميقًا لاختلافات الثقافات والاحتياجات الفردية في المناطق المختلفة.
على سبيل المثال: شركة أبل تُظهر كيف يمكن تصميم منتجات عالمية بنجاح. عندما أطلقت أبل هاتف iPhone، اعتنت بعناصر التصميم بشكل يتناسب مع تفضيلات المستخدمين في مختلف أنحاء العالم. الواجهة البسيطة والسهلة الاستخدام والقدرة على دعم لغات متعددة والتكامل مع خدمات عالمية جعلت الآيفون يحقق نجاحًا كبيرًا على مستوى العالم. وبالنظر إلى تفضيلات واختلافات المستهلكين في السوق العالمية، يمكن للشركات الناجحة تكييف منتجاتها بشكل فريد لتلبية تلك الاحتياجات والتفضيلات، مما يساهم في جذب شرائح واسعة من الزبائن وتحقيق ميزة تنافسية في سوق متنوع.
3- القيام بتحركات تنافسية على نطاق دولي
التحركات التنافسية على نطاق دولي تمثل جانبًا هامًا في استراتيجيات الشركات العالمية ويتطلب الأمر تكاملًا فعّالًا بين نشاطات الشركة عبر مختلف الحدود الوطنية.
على سبيل المثال: شركة "سامسونج" تُظهر كيف يمكن استخدام الأرباح المحققة في إحدى الدول لتمويل وتعزيز النشاطات في دول أخرى. فعندما حققت "سامسونج" نجاحًا في سوق الهواتف الذكية في كوريا الجنوبية، قررت استخدام هذا النجاح لتمويل توسيعها في أسواق أخرى. قامت الشركة بزيادة استثماراتها في البحث والتطوير وتسويق المنتجات في عدة دول، مما ساهم في تعزيز تواجدها العالمي وتحسين مكانتها في صناعة التكنولوجيا. وباستخدام الأرباح المحلية لدعم الأنشطة الدولية، يمكن للشركات تحقيق فوائد من التنوع الجغرافي، وتحسين كفاءة العمليات، وتعزيز الابتكار. وهذا يعكس استراتيجية تنموية مدروسة تعزز النمو المستدام وتعزز التنافسية على مستوى السوق العالمي.