تتحكم الاستراتيجية التسويقية الناجحة في نمو المؤسسة واستمرارها في الأسواق الدولية، لهذا تقوم المؤسسة بتحديد الملامح الرئيسية لها وفق جملة من الخطوات التي تمس جوانب عديدة هي: الجانب التخطيطي، الجانب التنفيذي والجانب الرقابي.
1- الجانب التخطيطي
يعتبر هذا الجانب الحيوي والمهم من عملية استراتيجية التسويق ويتضمن ثلاث خطوات وهي:
التحليل الموقفي، التركيز على السوق- المنتج وتحديد الأهداف والبرنامج التسويقي.
<!--التحليل الموقفي SWOT :
يسمى أيضا بالنموذج الرباعي للفرص والتهديدات ونقاط القوة والضعف، وكلمة SWOT تعد اختصار لـ: نقاط القوة Strengths نقاط الضعف Weaknesses ، الفرصOpportunities ، التهديدات Threats ويعرف تحليل SWOT بأنه أداة تخطيطية للنجاح في التعامل مع البيئة المتغيرة، كما أنه تقييم يتفحص ظروف البيئة الداخلية والخارجية، والهدف منه هو تحديد مدى العلاقة بين الاستراتيجية الحالية للمؤسسة، ونقاط قوتها وضعفها بالمتغيرات التي تجري في بيئة أعمالها. وهذه المتغيرات هي:
<!--التحديد الدقيق لمكانة المؤسسة في توجهات الصناعة التي تعمل به، وتحليل موقفها بدقة اتجاه
<!--امكانياتها المستقبلية
<!--تحليل المنافسين من حيث قوتهم، حجمهم، وتأثيرهم الحالي أو المستقبلي في السوق؛
<!--تحليل أماكن القوة والضعف في المؤسسة؛
<!--التركيز على السوق - المنتج وتحديد الأهداف:
تتضمن هذه الخطوة بعدد من المتغيرات هي: تجزئة السوق، نقاط التمايز ومكانة المنتج.
<!--تجزئة السوق: تمثل كيفية تعامل المؤسسة مع السوق المستهدف وتقسيمه إلى قطاعات سوقية تجمع بينها صفات مشتركة تختلف عن بقية الأسواق. ويتحدد السوق المستهدف بالنظر إلى طبيعة المستهلكين من عاداتهم، قدراتهم الشرائية والمنتجات المفصلة لديهم؛
<!--نقاط التمايز: وهي الخصائص المميزة أو المختلفة لمنتجات المؤسسة مع المنتجات المنافسة لها، وخاصة المنتجات الجديدة المطروحة في السوق؛
<!--مكانة المنتج: وتمثل المكانة الذهبية التي يحتلها المنتج في تفكير المستهلك من حيث قبوله وولاءه للمنتج وما يحمله من تصورات حول جودته وقدرته على إشباع حاجاته. وهذا أمر جوهري يترتب على المؤسسة التفكير به وأخذه بعين الاعتبار عند صياغة الاستراتيجية التسويقية؛
<!--البرنامج التسويقي:
في مرحلة تطوير البرنامج التسويقي، يركز الاهتمام على تطوير عناصر المزيج التسويقي وإعداد الموازنة المالية. ويتطلب ذلك تحديد وتكييف المنتجات، وتحديد الأسعار، وتحديد قنوات التوزيع، وتصميم حملات التسويق. وعند تطوير عناصر المزيج التسويقي، يجب على الشركة أن تأخذ في اعتبارها اختلافات الثقافات في الأسواق الدولية وضبط استراتيجياتها وفقًا لها. ويقوم الفريق المالي بإعداد ميزانية تقديرية لتحديد التكاليف المالية المتوقعة لتنفيذ البرنامج التسويقي. يتضمن ذلك توجيه الموارد بشكل فعّال وتخصيص التمويل لكل جانب من جوانب الحملة التسويقية.
2- الجانب التنفيذي
الجانب التنفيذي في إطار الاستراتيجيات التسويقية الدولية يشير إلى المرحلة الحيوية حيث يتم تحويل الخطط والاستراتيجيات التسويقية إلى أفعال عملية على أرض الواقع. ويتناول هذا الجانب مجموعة من الخطوات التي تساهم في تحقيق أهداف التسويق الدولي. دعنا نلقي نظرة على هذا الجانب من خلال تفصيل الخطوات:
<!--الموارد المتحققة: في هذه الخطوة، يتعين على الشركة تحديد الموارد المالية والموارد الأخرى التي يمكن استخدامها في تنفيذ الأفكار والخطط الاستراتيجية. يجب تحديد الموارد بشكل فعّال لضمان تنفيذ الأنشطة المخططة.
<!--تصميم التنظيم التسويقي: يتعلق هذا الجانب بتحديد كيفية هيكلة فرق التسويق والتنظيم داخل الشركة لضمان تنفيذ البرنامج التسويقي بفعالية. ذلك يتضمن تحديد المسؤوليات والترتيب الهرمي للإدارة.
<!--جدولة التطوير: في هذه الخطوة، يتم تحديد الجداول الزمنية لتنفيذ كل عنصر من عناصر البرنامج التسويقي. يهدف ذلك إلى تحديد الفترات الزمنية لكل نشاط لضمان التنظيم والتنفيذ الفعّال.
<!--إنجاز التنظيم التسويقي: هنا يتم تنفيذ الخطة التسويقية على أرض الواقع. يشمل ذلك إعداد الأسواق المستهدفة، وتنفيذ حملات الترويج، واتخاذ القرارات التكتيكية ذات الصلة.
3- الجانب الرقابي
الجانب الرقابي في إطار الاستراتيجيات التسويقية يشكل مرحلة حيوية تهدف إلى ضبط الأداء وضمان تحقيق الأهداف المستهدفة. وفي هذا السياق، يتم تحليل النتائج المحققة عبر مقارنتها مع الخطة الاستراتيجية المعتمدة، وذلك لتحديد الانحرافات والتركيز على الأخطاء أو المشاكل الحاصلة. ويتضمن الجانب الرقابي في إطار الاستراتيجيات التسويقية يتضمن عدة خطوات لضمان تحقيق الأهداف وتصحيح الانحرافات. إليك شرح للخطوات الرئيسية:
<!--تحليل النتائج: يتضمن تقييم الأداء الحالي بناءً على النتائج المحققة والمقارنة بينها وبين الأهداف المحددة في الخطة الاستراتيجية.
<!--تحديد الانحرافات: يتعين تحديد أي انحرافات بين الأداء الفعلي والأداء المستهدف، مما يساعد في تحديد المجالات التي تحتاج إلى تحسين.
<!--استكشاف الأسباب: يشمل فحص الأسباب الكامنة والتحليل العميق لفهم أسباب الانحرافات، سواء كانت تتعلق بالأسواق أو العمليات أو الاستهداف.
<!--تصنيف المشكلات: يجب تصنيف المشكلات وفقًا لأولوياتها وأثرها على تحقيق الأهداف التسويقية، مما يمهد الطريق للتدخل الفعّال.
<!--اتخاذ الإجراءات الوقائية والتصحيحية: يتعين على الإدارة اتخاذ إجراءات وقائية لتجنب حدوث مشاكل مستقبلية، بالإضافة إلى اتخاذ إجراءات تصحيحية لتصحيح الانحرافات الحالية.
<!--تعديل الاستراتيجية: في بعض الحالات، قد يكون من الضروري تعديل الاستراتيجية التسويقية بناءً على الدروس المستفادة من تحليل الأداء والانحرافات.
<!--تقييم تأثير التدخلات: يتضمن تقييم فعالية التدخلات ومدى تحقيقها للأهداف المرجوة، مع إجراء التعديلات اللازمة إذا لزم الأمر.
<!--تحديث الخطط القادمة: يشمل تحديث الخطط الاستراتيجية المستقبلية بناءً على الخبرات والتحسينات المستمرة، مما يعزز التكامل بين التخطيط والتنفيذ.
هذه الخطوات تشكل جزءًا من العملية الدورية التي تهدف إلى تحسين استراتيجيات التسويق وضمان استمرارية النجاح في البيئة التسويقية.