بعد التعرف على مفهوم الاستراتيجية التسويقية الدولية تجدر الاشارة إلى أهم المفاهيم المشابهة لها كالخطة التسويقية والتسويق الاستراتيجي.
1- الخطة التسويقية:
هي الوثيقة التي تسمح بإحصاء الفرص المتاحة في السوق أو المنتج وتقديم الاستراتيجيات التسويقية الدولية التي تتكيف مع حجم المبيعات أو الحصة السوقية المستهدفة، بالتنسيق مع استراتيجية التوزيع العامة، وعموما تمر عملية إعداد الخطة التسويقية بعدة مراحل نوجزها فيما يلي :
<!--تحليل الفرصة السوقية؛
<!--تحديد أهداف المؤسسة ومدى ملائمتها مع طبيعة الفرص التسويقية المتاحة في السوق؛
<!--وضع الاستراتيجيات التسويقية الدولية المناسبة؛
<!--تنفيذ سياسات المزيج التسويقي الملائمة
<!--مراقبة استراتيجيات التسوق وتعديلها ؛
<!--النتائج المحققة من إشباع حاجات المستهلك، الربحية، حصة سوقية مقنعة ... الخ.
<!--وعليه يتضح بأن العلاقة بين الخطة التسويقية والاستراتيجية التسويقية الدولية:
تكمن في كون الخطة وثيقة يتم إعدادها وفق مراحل من بينها الاستراتيجية التسويقية الدولية كما تتجلى العلاقة بينهما في أن الأخيرة تضاف كعنصر أساسي يشكل جزءاً أساسياً من إعداد الخطة. ويتمثل الاتصال الوثيق بينهما في التفاعل المتبادل، حيث تلعب الخطة التسويقية دورًا حيويًا في تحديد الأهداف الدولية وتحليل السوق العالمية. تندرج الاستراتيجية التسويقية الدولية ضمن خطوات وتفاصيل الخطة، مُشيرة إلى السبل التي ستسهم في تحقيق التكامل الفعّال والنجاح في الساحة العالمية.
بدايةً، تنشأ العلاقة بفهم الأهداف التي تسعى الشركة لتحقيقها على المستوى الدولي، حيث تقف الخطة التسويقية كمرجع أساسي لتحديد هذه الأهداف. ويتلاءم تحليل البيئة الدولية المدرج ضمن الخطة مع احتياجات وظروف الاستراتيجية التسويقية الدولية، مما يسهم في توجيه الجهود نحو السوق العالمية المستهدفة. ثم تأتي دورة الاستراتيجية التسويقية الدولية لتحديد السوق المستهدفة وتوجيه جهود التسويق نحوها، ما يعكس تكامل العمل بين الجوانب الاستراتيجية والتكتيكية. ومن خلال تطوير المنتجات والخدمات بما يتلاءم مع احتياجات السوق العالمية، يتحقق التوازن بين الخطة والاستراتيجية.
وفي هذا السياق، تلعب الخطط التكتيكية دورًا حيويًا في تحقيق أهداف الاستراتيجية التسويقية الدولية، إذ تشير إلى الوسائل والإجراءات التي سيتم اتخاذها لتنفيذ الاستراتيجية المحددة. ومن خلال تحديد الميزانية، تُبرمج الخطة لتخصيص الموارد المالية بشكل فعّال لدعم الاستراتيجية التسويقية على المستوى العالمي.
على سبيل المثال، لنفترض أن شركة تنتج أجهزة كمبيوتر تخطط للتوسع في السوق الأوروبية. حيث تهدف الخطة التسويقية إلى زيادة حصتها في السوق الأوروبية بنسبة 25% خلال العامين القادمين. ولتحقيق هذا الهدف، تعتمد الشركة على استراتيجية تسويقية دولية تشمل إطلاق حملات إعلانية محلية وتخصيص ميزانية خاصة بالسوق الأوروبية. وباستخدام الرموز التالية:
- X يمثل تحقيق الهدف في السوق الأوروبية.
- Y يمثل الاستراتيجية التسويقية الدولية.
- Z يمثل نجاح الحملة التسويقية.
لدينا المعادلة X=Y×Z
لنفترض أن قيم Y و Z هي كالتالي:
- تعكس استراتيجية فعالة أو الاستراتيجية التسويقية الدولية.
- نجاح الحملة التسويقية.
الحل
1.5×20=30X=1.5×20=30
لذلك، تحتاج الشركة إلى تحقيق هدف 30 لزيادة حصتها في السوق الأوروبية بنسبة 25% خلال الفترة المستهدفة.
2- أعلى النموذج
التسويق الاستراتيجي:
ظهر مفهوم التسويق الاستراتيجي منذ أكثر من ثلاثة عقود من الزمن، ويقوم على ركيزة أساسية هي إشباع حاجات ورغبات السوق بطريقة أفضل من المنافسين وبصفة دائمة ومستمرة. وإلى جانب هذا فإن التسويق الاستراتيجي يمثل نظرة المنظمة بشكل عام وإدارة التسويق بشكل خاص إلى المدى البعيد من خلال دراسة السوق الزبون المنافسة، وكذلك البيئة المحيطة. لذا فإن التسويق الاستراتيجي يمثل نظرة شمولية لما ستكون عليه المنظمة في المستقبل البعيد، وانقيادا لذلك تقوم إدارة التسويق بتحديد ووضع الاستراتيجيات أو الخطط التسويقية اللازمة للوصول لتحقيق هذه النظرة الشمولية.
التخطيط الاستراتيجي هو عملية تحديد الأهداف الرئيسية للمؤسسة ووضع الخطط الطويلة الأمد لتحقيق تلك الأهداف. يتضمن التخطيط الاستراتيجي تحليل البيئة الخارجية والداخلية للمؤسسة، وتحديد الاتجاهات المستقبلية، وتحديد كيفية تحقيق التميز التنافسي.
ومنه يمكن القول بأن التسويق الاستراتيجي يمثل النظرة الشمولية لما ستكون عليه المؤسسة في المستقبل، لذلك فهو أشمل من الاستراتيجية التسويقية الدولية التي تمثل البرامج التسويقية التي تحددها إدارة التسويق لكي تصل لتجسيد النظرة الشمولية.
<!--العلاقة بين التخطيط الاستراتيجي والاستراتيجيات التسويقية الدولية:
العلاقة بين التخطيط الاستراتيجي والاستراتيجيات التسويقية الدولية تكمن في أن التخطيط الاستراتيجي يمثل الإطار الرئيسي الذي يوجه استراتيجيات التسويق الدولية. يبدأ التخطيط الاستراتيجي بتحديد أهداف المؤسسة ووضع رؤية للمستقبل، وهو ما يسهم في تحديد اتجاهات التوسع الدولي.
عندما تكون رؤية المؤسسة تتجه نحو التوسع عبر الحدود، يتم تضمين هذا الاتجاه في استراتيجيات التسويق الدولية. يشكل التخطيط الاستراتيجي القاعدة التي تعتمد عليها استراتيجيات التسويق لتحقيق أهدافها الدولية.
بشكل متكامل، يدعم التخطيط الاستراتيجي تحليل البيئة الدولية وتحديد الفرص والتحديات العالمية. ينبغي أن تكون الاستراتيجيات التسويقية الدولية متسقة مع توجيهات التخطيط الاستراتيجي لضمان تحقيق التناغم بين أهداف المؤسسة وجهودها التسويقية على الساحة الدولية.