دكتور جيولوجي عبدالعاطي سالمان
رئيس هيئة المواد النووية الأسبق
طفت علي سطح الأحداث خلال شهر إبريل 2016 مشكلة تبعية جزيرتي تيران وصنافير للمملكة العربية السعودية أو جمهورية مصر العربية عندما اتفقت حكومتي مصر والسعودية علي تبعية الجزيرتين إلي السعودية وصدر قرار جمهوري ومرسوم ملكي بهذا المفهوم. نتيجة لهذا الاتفاق بين الحكومتين (9 إبريل 2016). بدأت الأقاويل والشائعات عن أن مصر تبيع جزرها للسعودية لحاجتها إلي المساعدات والقروض المالية بسبب تدهور الحالة الاقتصادية في مصر نتيجة لثورتي 25 يناير 2011 والتي استغلها جماعة الإخوان المسلمون في الاستيلاء علي الحكم حتي قامت ثورة المصريون في 30 يونيو 2013 ضد حكم جماعة الإخوان.
استغل عملية ترسيم الحدود البحرية بين مصر والسعودية والتي تمت في إبريل 2016م بعض الأفراد استغلالا سيئا. هؤلاء إما غن عدم معرفة أو من أعداء الأمة العربية أو من الانتهازيين في مصر وكارهي استقرارها، بدأوا في بث الشائعات عن أن مصر تبيع أرضها (جزرها) إلي السعودية.
وتهدف هذه الورقة إلي اظهار تطبيقات علم الجيولوجيا والصور الفضائية في حل بعض المشاكل السياسية ونركز هنا علي حالة جزيرتي تيران وصنافير الواقعتين في مدخل خليج العقبة بشمال البحر الأحمر (شكل 1 و 2)، وهل هما أراضي مصرية أو سعودية.
بصرف النظر عن الظروف السياسية والأحداث المرتبطة بها وفي منطقة الشرق الأوسط عموما، فقد وجدت أنه لا بد أن يكون لعلم الجيولوجيا وتطبيقات الصور الفضائية رأيا في هذه المشكلة، وتوضيح الأمور بناءا علي دراسة علمية غير منحازة. وقد جائتني فكرة تحليل التاريخ الجيولوجي من بداية القارو أم الأرض (بانجيا) وأول نشأة البحر الأحمر وخليج العقبة. كذلك تحليل بعض الصور الفضائيىة والخرائط الطبوغرافية والباثيمترية لمنطقة البحر الأحمرلاستنباط علاقتها بكلا من الأرض المصرية والسعودية وظروف الجيولوجيا التركيبية ودورها والشكل الذي تظهر عليه هاتين الجزيرتين، هذا بالإضافة إلي تحليل التغير في شكل الجزيرتين في الصور المختلفة.
ساحة النقاش