<!--<!--<!--<!--
الأمل والعمل والمستقبل (1)دكتور جيولوجي عبدالعاطي بدر سالمانرئيس هيئة المواد النووية الأسبق |
ما أحوج مصر في هذه الآونة إلي أن تتضافر جهود أبنائها المخلصين في التخطيط لمستقبل أفضل لتحقيق الأمل في مستقبل أكثر إشراقا لشعب مصر الصابر الكريم وللأجيال القادمة وهذا لن يتأت إلا بالعمل الجاد والدقيق، لذلك تعتبر معادلة: الأمل – العمل – المستقبل هي من أهم المعادلات التي يجب أن يهتم بها الجميع.
إحدى آمالي وأحلامي التي رأيتها منذ سنوات ولا زلت أراها هي غزو الصحراء التي تشكل حوالي 95% من مساحة الأراضي المصرية والتي تحتوي في جبالها وهضابها ووديانها علي خامات ومعادن لا حصر لها، إذا أحسن استغلالها وتنميتها سوف يكون هناك مردودا كبيرا من الثروة التي ستنعكس علي حياة المواطن المصري العادي حني يمكنه أن يعيش حياة كريمة كبقية الشعوب المتحضرة.
أول أحلامي وآمالي كجيولوجي مصري هي البدا في تنفيذ : مشروع العصر لتنمية مصر، وقد وضعت ملخص هذا المشروع علي موقعي بشبكة المعلومات الدولية علي موقع يهدف إلي نشر الثقافة الجيولوجية والتعدينية والنووية بين الناطقين باللغة العربية منة أبناء مصر والدول العربية، وهذا الموقع هو:
http://kenanaonline.com/absalman
إن مشروع العصر لتنمية مصر يمثل فكرا للتخطيط المستقبلي لتنمية مصر علي المدى القريب والبعيد، وذلك باستغلال البنية التحتية الموجودة علي الطرق الرئيسية في سيناء والصحراء الشرقية والصحراء الغربية في إقامة مراكز تنمية متخصصة للاستثمار التعديني والصناعي معتمدة علي الخامات والمصادر الطبيعية القريبة من تلك المحاور والطرق، وفي رأيي أن سيناء تمثل أولي المناطق التي يجب أن تأخذ الاهتمام الكبير في أولوية تنفيذ هذا المشروع، وذلك لما لها من بعد استراتيجي كدراعا يحمي شرق مصر.يشتمل الجزء الأول من مشروع العصر لتنمية مصر علي تحديد أربعة محاور لتنمية سيناء، هذه المحاور تقطع سيناء من الغرب إلي الشرق في أغلب الأحوال كما يلي:
شكل 1: صورة فضائية عليه مواقع مراكز الاستثمار التعديني والصناعي والزراعي، شمال سيناء
1- محور الطريق الساحلي الشمالي (S.1): توضح البيانات الجيولوجية والتعدينية المتاحة أن هذا المحور غني الأملاح والمعادن الاقتصادية بالرمال السوداء التي يتركز جزء كبير منها بالقرب من ساحل العريش ، كما يوجد بعض خامات للجبس. يمكن إقامة مركز للاستثمار التعديني والصناعي ويسمي: مركز البردويل لاستخلاص الأملاح . كذلك يمكن إقامة مركز لاستخلاص المعادن الاقتصادية من الرمال السوداء بالقرب من العريش. هذا بالإضافة إلي أهمية تنشيط الاستثمار الزراعي حول منطقة ترعة السلام والتي أنفق عليها إعتمادات مالية كبيرة دون الاستفادة المرجوة منها.
2- محور طريق القنطرة شرق - بئر جفجافة – العريش (S.2): يوجد كميات هائلة من مواد البناء مثل الزلط والرمل والحجر الجيري والدولوميت. فحم جبل المغارة ، الرمال البيضاء التي تصلح لصناعة الزجاج، هذا بالإضافة إلي وجود مصادر للرخام قريبة من هذا المحور. يمكن إقامة مصانع لتجهيز مواد البناء وصناعة الأسمنت والجبس والرخام والزجاج وكربونات الكالسيوم. تطوير منجم الفحم بالمغارة وبدأ تشغيله.
لنا بقية إن شاء الله في مقالة قادمة للحديث عن التنمية المستدامة في مجال الاستثمار التعديني والصناعي بإقامة مراكز صناعة تعدينية متخصصة علي بقية المحاور في سيناء والصحراء الشرقية والغربية. ويسعدني التواصل مع كل ذي رأي بناء يضيف إلي مقترح مشروع العصر لتنمية مصر حتي نصل جميعا إلي ما فيه خير بلدنا وشعبنا العظيم. ويسعدني أيضا تلقي رأي السادة المستثمرين المصريين الشرفاء الذين لا يدخرون وسعا في تنمية مصرنا الغالية.
ساحة النقاش