ملف خاص

"نهضة مصر" تنفرد بالحصول على الخرائط من هيئة المواد النووية"العصر لتنمية مصر" مشروع علمى لتغيير خريطة مصر

 

  هيئة المواد النووية اطلقت اكبر مشروع في تاريخ مصر لتغيير الخريطة السكانية بعيدا عن الوادي الضيق يعتمد علي مد محاور التنمية داخل الصحاري المصرية، وينقسم هذا المشروع الي ثلاث مراحل ، الاولي تغيير صحراء سيناء لنقل عشرات الملايين من المصريين اليها وهي المرحلة التي انتهت بالفعل وبها اربعة محاور للتنمية ، اما المرحلة الثانية فتم تخصيصها للصحراء الشرقية واقتربت دراستها علي الانتهاء وتشمل هي الاخري اربعة محاور للتنمية ، اما المرحلة الثالثة فستكون للصحراء الغربية التي رغم اتساعها الا انها ستشمل محورا نصف دائري واحدا ويخرج منه ذيل صغير .
  المشروع يشرف عليه الدكتور عبد العاطي بدر سالمان عالم الجيولوجيا الكبير ورئيس هيئة المواد النووية الأسبق وخبير الوكالة الدولية للطاقة الذرية في طرق استكشاف اليورانيوم وطرق تقدير احتياطيات خامات اليورانيوم وطرق اختيار مواقع المحطات النووية بالإضافة إلي علماء من هيئة المواد النووية في عدد من التخصصات المختلفة وبالتعاون مع بعض الهيئات الاخري مثل هيئة الاستشعار عن بعد وعلوم الفضاء بالإضافة إلي هيئة المساحة الجيولوجية.
  هذه المجموعة لها عديد من الخدمات القومية الخاصة بإجراء الاستشارات الجيولوجية للمساهمة في تنمية المشاريع القومية للقطاع العام والخاص في مجالات جيولوجيا استكشاف البترول وتطبيقات الاستشعار من البعد في الدراسات الجيولوجية، ودراسة مواقع المشروعات الهندسية من النواحي الجيولوجية والبيئية ومخاطر الزلزال والدراسات الهيدروجيولوجية ، بالإضافة إلي إعداد العديد من الدراسات البيئية لمواقع بعض القري السياحية بمناطق خليج السويس وخليج العقبة والبحر الأحمر بمصر .
  والحقيقة ان هذا المشروع الضخم يمثل نوعية خاصة من التخطيط الإقليمي المستقبلي لاستغلال الثروات الطبيعية في مصر بما يتماشي مع التوسع العمراني والمشروعات الاستثمارية التنموية في المجال التعديني مع الأخذ في الاعتبار التوزيع الجغرافي والبنية التحتية المتاحة.
  فمن المعروف أن أرض مصر تغطيها ثلاث مناطق رئيسية هي الصحراء الشرقية والصحراء الغربية وشبه جزيرة سيناء ، والمشروع يعتمد علي مراجعة أنواع المصادر الطبيعية وخاصة التعدينية والصخور الاقتصادية وحقول البترول ، حسب البيانات المتاحة في البحوث والتقارير ، ومواقع وجودها في تلك المناطق ومحاولة ربطها بمحاور الطرق الرئيسية واقتراح إنشاء مراكز للاستثمار التعديني علي تلك المحاور حسب توافر البنية التحتية بها ونوعية المصادر الطبيعية القريبة من تلك المحاور .
  وقد انتهت هيئة المواد النووية من المرحلة الأولي لإعداد خريطة مصر المستقبلية لتوزيع أكثر من 150 مليون مصري عام 2050 علي الصحاري المصرية التي تبلغ 95% من مساحة مصر ، وقد انفرد "نهضة مصر" بالحصول علي نسخة قبل أن يتم مناقشتها في النصف الثاني من مارس القادم لحين عرضها علي رئيس الوزراء .
  المشروع الذي أطلق عليه الدكتور عبد العاطي بدر سالمان " مشروع العصر لتنمية مصر "من خلال الاستفادة من إعادة توزيع ثروات مصر ومعادنها ورسم خريطة لها لإنشاء تجمعات صناعية متكاملة كاستنساخ راق لمدينة السادس من أكتوبر والعاشر من رمضان .
  المشروع يسعي لإنشاء مراكز استثمارية تعتمد علي الصناعات التعدينية والبترولية والصخور الاقتصادية والصناعية علي الطرق الرئيسية في الصحراء الشرقية وسيناء والصحراء الغربية .
  وقد أكد لي الدكتور عبد العاطي بدر سالمان أن هناك أربع فوائد لهذا المشروع وهي أولا إن إقامة العديد من مـراكز التنمية الصناعية التي ترتبط بنوعيـــة الخامات المعـدنيـة والمصادر البترولية والصخور الاقتصـادية سيجذب المستثمرين لإقامة المشروعات الاستثماريـة المناسبة في تلك المراكــز ، كما انها ثانيا ستساهم في تعمير جزء كبير من الأراضي الصحراوية المصرية مع أقل تكلفة تصرف علي البنية التحتية وإحداث نشاط هائل في محافظات الصعيد والبحر الأحمر والصحراء الغربية وسيناء ، أما ثالث الفوائد فستعمل علي تصحيح الخريطة السكانيـة لمصر وذلك بتخفيف الضغـط علـي المناطق المكتظة
  بالسكان مثل القاهرة والإسكندرية ومناطق الدلتا وبعض مدن الصعيد ، وأخيرا ستعمل علي استيعاب عدد هائل من العمالة المعطلة وخلق فرص عمل متنوعة وإدخال تقنيات متقدمة ، كما أنها سوف تسهم في فتح مجالات استثمارية هائلة للصناعات التي سوف تقام وزيادة مجالات التصدير ، مما يدعم الاقتصاد المصري والمساهمة في رفع معدلات النمو الاقتصادي مما يساعد في رفع مستوي معيشة المجتمع المصري .
  وأشار الدكتور عبد العاطي إلي ان هذا المشروع الذي يمثل مخططا إقليميا _ إذا ما تم تنفيذه - سوف يساعد علي تخفيض معدلات التـلوث في البيئة المصرية وخاصة في المدن الكبري مثل عواصم المحافظات وزيادة مناطق الجذب السياحي. كما يعتبر هذا المشروع ملاذا ومأوي آمنا لبعض السكان في مناطق الدلتا التي يحتمل أن تتعرض بعض الأماكن المنخفضة بها للإغراق نتيجة ارتفاع مستوي سطح البحر الأبيض المتوسط بسبب ذوبان كميات كبيرة من الجليد في المناطق القطبية من كوكب الأرض نتيجة لزيادة حرارته سنة تلو الأخري ، كما يمثل هذا المشروع أيضا أهمية بالغة للأمن القومي المصري ، حيث ان تعمير هذا الجزء الشاسع من الصحاري المصرية سيجعلها مأهولة أكثر بالسكان والأنشطة المتنوعة ، ولذا سوف تكون عائقا لأي تسلل أو عدوان خارجي علي أرض مصر .
  المرحلة الأولي الخاصة بشبه جزيرة سيناء التي تعادل سدس مساحة مصر انتهت بالفعل وتم رسم خريطة جديدة لها تتكون من أربعة محاور تتوزع فيها مراكز تنمية تعدينية علي الطرق الرئيسية في سيناء والتي تمتد من الغرب إلي الشرق ، المحاور الرئيسية لتنمية سيناء هي الطريق الشمالي الساحلي ، وطريق القنطرة شرق - بئر جفجافة _ العريش ، والشط - نخل _ طابا ، وطريق وادي فيران _ نويبع .
  وقد اكد الدكتور عبد العاطي ان المحاور الاربعة لسيناء من اهم محاور سيناء علي الاطلاق لانها ستخلق مجتمعا متكاملا يستطيع استقبال عشرات الملايين من المصريين حيث تبلغ الجزء المراد استغلالة لتنفيذ المحاور حوالي 25% من مساحة سيناء ، مشيرا الي ان الهدف منه اقامة العديد من مراكز التنمية الصناعية الجديدة لتتحول تدريجيا الي مدن صناعية ترتبط انشطتها بنوعية الخامات التعدينية وانواع الصخور حول تلك المحاور .
  وقال ان العديد من المستثمرين يرغبون بالفعل في اقامة مشروعات استثمارية في مصر ولكنهم لا يعرفون المجالات التي يمكن الاستثمار فيها ، وان هذا المشروع سيكون اكبر وأول خريطة تعدينية في العالم لهم في سيناء وتوضيح نوعية الصناعات التي يمكن ان تقام علي طول المحاور الاربعة.
  اما عن المحاور الاربعة التي خرجت بها سيناء فقد فرد الدكتور عبد العاطي الخريطة قائلا ان المحاور الاربعة تعتمد في المقام الاول علي مسارات الوديان الغنية بالثروات المعدنية ، مشيرا الي ان اول هذه المحاور سيسير بمحازاة الساحل الشمالي لسيناء والذي اطلق علية محور الطريق الساحلي الشمالي وينطلق من شرق محافظة بورسعيد الي رفح مرورا ببئر العبد والعريش ، اما ثاني المحاور فيقع جنوب الساحل ويسمي محور طريق القنطرة شرق _ بئر جفجافة _ العريش ، والثالث محور يربط بين نفق الشهيد احمد حمدي حتي طابا مرورا بمنطقة نخل ثم منطقة تاماد ، ورابع المحاور يمر بالجنوب من ابو زنيمة حتي ابو رديس وصولا الي وادي فيران حتي نويبع ، وهذه المحاور ترتبط بشبكة متكاملة من الطرق السريعة .
  وقد اكد ان خريطة المحاور بسيناء تتبعها لستة من الارشادات التي تبين اهمية كل محور علي حدي ، فالمحور الشمالي يتميز بكثرة الاملاح والمعادن الاقتصادية بالرمال السوداء التي يتركز جزء منها بالقرب من ساحل العريش ، اما المحور الثاني فيتميز بكميات هائلة من مواد البناء مثل الزلط والرمل والحجر الجيري والدولوميت والفحم بالاضافة الي الرمال البيضاء التي تصلح لصناعة الزجاج والرخام ، والمحور الثالث يحتوي علي كميات هائلة من خامات الجبس والحجر الجيري والرخام والدولوميت والطفلة ، والمحور الرابع غني بالمنجنيز والحديد والمنتجات البترولية لوجود ابار البترول بالاضافة الي الفوسفات وكربونات الكالسيوم والجرانيت والدايوريت والرخام .
 
  الخريطة حددت بالفعل نوعية الصناعات التي ستقام بالمدن الصناعية في هذه المحاور مثل صناعات الاسمدة والاسمنت ومجاير لانتاج الجير بمختلف انواعه ومصانع لتجهيز احجار الزينة مثل الرخام والالابستر ومصانع لتجهيز خامات مواد البناء مثل كسر الدولوميت والزلط والحجر الجيري ورمال الزجاج ، بالاضافة الي صناعات انتاج كربونات الكالسيوم المعجلة والنشيطة وكربونات الكالسيوم النشطة .
  اما عن المرحلة الثانية من المشروع والتي يعمل بها الفريق حاليا وهي منطقة الصحراء الشرقية التي تحتوي علي اربعة محاور سلمية الشكل حيث تسير بالعرض لتربط النيل بالبحر الاحمر ، اول هذه المحاور يقع جنوب القاهرة وهو محور بني سويف _ الزعفرانة ويطلق عليه العلماء محور مواد البناء لامكانية اقامه عشرات المدن الصناعية المتخصصة في صناعة الاسمنت والجير الحي واحجار الزينة و الدولوميت والزلط ورمال الزجاج والكاولين ، اما المحور الثاني محور قنا _ سفاجا والذي يبلغ طوله 164 كيلو متر الغني بالرمال السوداء فينقسم الي 3 قطاعات متساوية ، الاول يتميز بوجود غطاء من الطبقات الرسوبية وطبقات البريشكا بركاتيللي والتي يصنع منها افضل احجار الزينة في العالم بالاضافة الي حزام رواسب فوسفات وادي النيل في وادي حمامة والسراي وجبل ابو حد ، والقطاع الثاني غني بالصخور النارية التي تشتمل علي صخور الجرانيت والديوريت ، والخامات غير الفلزية مثل التلك والاسبستوس ، بالاضافة الي الذهب في وادي فطيرة والجدامي والتنجستن في وادي الدب وابو خريف والنحاس في وادي بارود وام تاجر ، والرصاص في منطقة الورا ، والقطاع الثالث فغني بالفوسفات والجبس في مناطق جبل وصيف وام الحويطات وجاسوس وهي امتداد لخامات فوسفات جبل الضوي الشهير .
  وإلي الجنوب بمسافة قصيرة يوجد المحور الثالث فقط _ القصير والذي يبلغ طوله 180 كيلو متراً وملئ بالمناجم المعدنية الشهيرة لانتاج الفوسفات والتي تم اغلاقها مثل منجم ابو تنضب ورباح والحمراويين وغيرها ، هذا المحور تم تقسيمه هو الاخر الي 3 قطاعات ، القطاع الغربي منه غني بالطبقات الرسوبية والحجر الرملي وغطاء من الفوسفات في وادي المشاش وام خريط ، والقطاع الاوسط الغني بصخور الديوريت والسربنتين والجرانيت بانواعه المختلفة والرخام والبريشيا فرد انتيكا بالاضافة الي الخامات اللافلزية مثل التلك بوادي الحرامية والفواخير والحماضات ، والاسبستوس في وادي صدمين والماجنيزيت والذهب بوادي ام عش الزرقا والفواخير ، والنيوبيوم والتنتالوم بمنطقة كب عميري وجبل ابو زيران ، اما القطاع الشرقي الغني بالحديد والبازلت والذهب والفوسفات والاوكر .
  اما المحور الرابع والاخير محور ادفو _ مرسي علم بجنوب الصحراء الشرقية فينقسم هو الاخر الي 3 قطاعات هامة ، وكل قطاع يتمير بغني عدة معادن استراتيجية تاتي علي رأسها بالطبع الجرانيت والكوارتزيت والفوسفات والرخام والكروميوم في وادي حافيا وام نحاسيلا وزبارا والذهب في البرامية وعتود والسكري وحمش والزمرد في وادي سكيت والتانتالوم والنيوبيوم في وادي الشرم والبازلت والفرمكيوليت والمجنيزيت والرصاص والزنك في جبل الرصاص وام خاريجا .
  اما المرحلة الثالثة فرغم انها تحتوي علي محور واحد فقط الا ان المشروع اعتبره اهم المحاور علي الاطلاق حتي انهم اطلقوا عليه محور الواحات الاستثماري ، ويبدأ من الجيزة مارا بالواحات البحرية فواحة الفرافرة ثم الواحات الداخلة والخارجة حتي يصل الي اسيوط بوادي النيل ، وهذا المحور غني بكثير من معادن الحديد والفوسفات والاحجار الجيرية والبترول والغاز الطبيعي ، وسينقسم هذا المحور الي 6 مراكز استثمارية ، مركز جنوب مدينة السادس من اكتوبر والغني بكميات هائلة من خامات مواد البناء مثل الزلط والرمال والبازلت والحجر الجيري بالاضافة الي رواسب اليورانيوم السطحية بمنطقة الفطراني بالقرب من منخفض القطارة ، ومركز الواحات البحرية الغني بالبترول والغاز الطبيعي ، ومركز واحة الفرافرة الغني بالحجر الجيري وكربونات الكالسيوم ، ومركز ابو طرطور الغني بالفوسفات واحماض الفوسفوريك والمواد الفوسفاتية ، ومركز الخارجة الغني بالرمال البيضاء والحجر الجيري ، بالاضافة الي مركز توشكي الغني بالكاولين والشب والرمال والصخور الاقتصادية مثل الجزانيت والبازلت وغيرها من الصخور .
  وقد اكد الدكتور عبد العاطي ان هذا المشروع سيساهم بحق في تعمير جزء كبير من الصحراء المصرية حيث تبلغ مساحة هذه المحاور التسعة 25% من مساحة مصر أي ربع مصر تقريبا ، مشيرا الي ان تلك المحاور لن تكلف الدولة كثيرا لوجود الكثير من البني التحتية حيث ان معظم تلك المحاور عليها طرق جيدة وبعضها تمتد به خطوط قوي كهربائية ومياه ، بالاضافة الي حل مشكلة البطالة وزيادة معدلات النمو الاقتصادي لفتح مجالات استثمارية هائلة للصناعات المرتبطة بالخامات الطبيعية من معادن وصخور .
  واوضح ان الأهم من ذلك هو ان هذا المشروع مهم جدا للامن القومي المصري لان تعمير هذا الجزء الشاسع من سيناء والصحراء الشرقية سيجعلها مأهولة اكثر بالسكان مما يجعلها محمية طبيعية ضد أي عدوان خارجي علي ارض مصر ، بالاضافة الي ان هذا المشروع سيوفر ملاذا امنا للعديد من سكان الدلتا التي يحتمل ان تتعرض للغرق نتيجة ارتفاع مستوي سطح البحر الابيض المتوسط.
  محمد عبد السلام

المصدر: تحقيق صحفي منشور بجريدة نهضة مصر أجراه الأستاذ محمد عبدالسلام مع الدكتور عبدالعاطي بدر سالمان - http://www.gn4me.com/nahda/artDetails.jsp?edition_id=2908&artID=3833871
absalman

دكتور / عبدالعاطي بدر سالمان جيولوجي استشاري، مصر [email protected]

  • Currently 105/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
35 تصويتات / 990 مشاهدة

ساحة النقاش

دكتور: عبدالعاطي بدر سالمان

absalman
Nuclear Education Geology & Development »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,353,604