ثورة علي ضفاف النيل 2020
بناء مصر الحديثة – محاربة الأوبئة: الإرهاب وكورونا
دكتور عبدالعاطي سالمان
رئيس هيئة المواد النووية الأسبق
في 30 يونيو 2013م ثار الشعب المصري العظيم ليسقط حكم جماعة أرادت أن تضيع وطن، جماعة تآمرت وتخابرت مع دول معادية حتي تحول مصر العظيمة إلي دويلات متناحرة بلا سبب غير عمالة هذه الجماعة لأعداء مصر، ولما كانت مصر أرض طيبة وشعب كريم، تجلي علي أرضها رب العزة مكلفا سيدنا موسي برسالته، وعاش علي أرضها وزارها بعض أنبياء الله، لذلك فهي محروسة بقدرة الله وجينات شعبها العظيم التي تضرب في أعماق التاريخ الحضاري وجيشها العظيم خير أجناد الأرض ورجال شرطتها البواسل عيون مصر الساهرة علي أمن شعبها، كتب الله لمصر السلامة والنجاة من المؤامرة الكبري التي أحيكت بها - ولا تزال - لإسقاطها وتمزيقها ، وقف شعبها وجيشها الوطني يدا واحدة ضد المفسدين وتجار الدين. وسوف ندرج فيما يلي بعض التطورات التي مرت بها مصر منذ تلك الثورة المباركة منذ 30 يونيو 2013 حتي 30 يونيو 2020.
<!--<!--
الشعب المصري يثور في 30 يونيو 2013م ضد حاكم أراد أن يضيع أمة
في 3-7-2013م أسقط الشعب السيد محمد مرسي العياط الذي جلس علي كرسي رئاسة مصر المحروسة في غفلة من الزمان وتم عزله، وبدأت جماعته وأنصارها مرحلة من التخريب والحرق والقتل وترويع الآمنين في جميع أنحاء مصر.
<!--<!--
صورة توضح قيام جماعة الأخوان بحرق دور العبادة بعد عزل محمد مرسي
<!--<!--
أهالي شهداء مسجد الروصة بشمال سيناء بعد الجريمة الإرهابية
علي أرض مصر حيث أشعلوا الحرائق في كنائسها ومساجدها واستغلوا بيوت الله أسوأ استغلال، وبدأوا التفخيخ والتفجير في كل أنحاء مصر، لكن الله سلم وتمكنت مصر من عبور تلك المرحلة السوداء في تاريخ مصر وذلك بفضل تكاتف شعبها وقيادتها الواعية التي قرأت المؤامرة مبكرا. بدأ جيش مصر العظيم وشرطتها الباسلة تسترد مكانتها وقوتها حيث أعلنت الحرب علي الإرهاب والإرهابيين المفسدين في الأرض وأعداء الحياة وقدمت الذين أجرموا في حق مصر إلي المحاكمة العادلة. وأعلنت القيادة المصرية حربا شاملة علي الإرهاب (سيناء-2018م) بعد أن قام الإرهابيون بتاريخ 24 نوفمبر 2017م بقتل 320 من المسلمين الركع السجود أثناء صلاة الجمعة في مسجد الروضة بمنطقة بئر العبد بشمال سيناء وبدأت خطة متكاملة لتطهير مصر من الإرهاب والمفسدين.
<!--<!--
صور لمسجد الروضة والذي استشهد فيه مئات المصلين الركع السجود أثناء صلاة الجمعة برصاص الإرهابيين ومرتزقة إبليس
إلي جانب إعلان مصر الحرب علي الإرهاب لاجتثاث جذوره كانت تنفذ خطة طموحة من أجل بناء مصر الحديثة التي تستحق مكانة لائقة بين الدول المتحضرة فقامت بتحديث أسلحة الجيش والشرطة وتنويع مصادر سلاحها والاهتمام بالتدريبات المشتركة مع العديد من من كبري جيوش دول العالم، هذا بالإضافة إلي عمل دستور جديد واستكمال بناء مؤسساتها الدستورية. بدأت إلي جانب ذلك تجهيز بنية تحتية بإقامة مشروع قومي للطرق حيث أنه لا يمكن إقامة مشروعات للإستثمار والتنمية بدون شبكة طرق متميزة. كذلك قامت الدولة بإقامة مشروعات عملاقة لزيادة انتاج الطاقة الكهربية حتي أصبح هناك فائضا كبيرة يمكن أن يتم تصديره للدول المجاورة. كذلك قامت مصر بالبدأ في إقامة محطة الضبعة النووية لإنتاج 4800 ميجاوات بالتعاقد مع شركة روس أتوم الروسية، ومن فضل الله علي مصر المحروسة وشعبها العظيم تم اكتشاف حقل ظهر للغاز وحقول أخري للغاز والبترول حيث ستتكتفي مصر بإنتاجها من الغاز اكتفاءا ذاتيا خلال عام 2019م، بل أصبحت مركزا عالميا لإنتاج وتسويق للطاقة.
بدأت مصر في الخروج من وادي النيل الضيق والدلتا إلي الصحراء المصرية في سيناء والصحراء الغربية والصحراء الشرقية لإقامة المشروعات الاستثمارية والتنمية المستدامة. توسعت في إقامة المدن الجديدة والعاصمة الإدارية الجديدة والمثلث الذهبي ومشروع استصلاح وزراعة مليون ونصف المليون فدان وإنشاء المزارع السمكية ومشروع قناة السويس الجديدة ومحور قناة السويس للتنمية والاستثمار. هذا بالإضافة إلي تطوير وتحديث طرق ووسائل المواصلات وإعادة تأهيل بعضها.
<!--<!--
<!--<!--
<!--<!--
<!--<!--
<!--<!--
<!--<!--
<!--<!--
صورة لبعض الأنفاق تحت قناة السويس لربط سيناء بالدلتا ودفع عجلة التنمية بها والتي أوشكت الدولة علي الانتهاء منها
<!--<!--
<!--<!--
تنظيم بطولة كأس أمم إفريقيا في وقت قياسي يونيو - يوليو 2019
كذلك قامت الدولة بلاهتمام بالشباب حيث أن مصر دولة فتية وأن شبابها هم أساس المستقبل المشرق بإذن الله، حيث أقامت لهم مؤتمرات دورية وأكاديمية لتدريبهم علي فن الإدرة في المراكز القيادية ومكنتهم من الدخول في العديد من المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر.
كذلك بدأت الدولة في وضع استراتيجية جديدة للتعليم ، حيث سيتم الانتقال من الطرق التقليدية التي تتسم بالتعليم التلقيني والانتقال إلي التعليم الإبداعي والخلاق، والذي يعتمد علي الفكر بدلا من الحفظ، كما اهتمت الدولة بالتعليم الفني والذي يعتبر ركيزة وأساسيا في تنفيذ العديد من المشروعات التنموية المستدامة. وكذلك اهتمت الدولة بربط نوعية ومستوي خريجي الجامعات بسوق العمالة المصرية.
وتجدر الإشارة إلي أنه خلال فترة بناء مصر الحديثة لا بد من القضاء علي الفساد الذي استشري خلال عقود طويلة في كثير من مؤسسات الدولة وأن القضاء عليه لا يقل أهمية عن القضاء علي الإرهاب، أضف إلي ذلك لابد من زيادة حزمة الأمان الإجتماعي لأن الطبقة الفقيرة والمتوسطة قد تحملتا أكبر الأعباء منذ ثورة 30 يونيو وخلال مراحل الإصلاح الإقتصادي التي لا بد منها. كما يجب فرض ضرائب تصاعدية بطريقة أفضل، وبهذا تزداد العدالة ويتحمل الجميع أعباء الظروف التي تمر بها مصر المحروسة.
في نهاية عام 2019 وبداية عام 2020 بدأ العالم بأثره يتعرض لوباء فيروس كرونا اللعين (كوفيد-19) الذي بد ينتشر إنتشار النار في الهشيم ، وقد واجهت مصر بحنكة قيادتها السياسية ومجلس الوزراء ووزارة الصحة هذا الوباء هذا الوباء وإدارة هذه الجائحة بكل حنكة واقتدار، مما خفف من حدة هذا الوباء اللعين وانتشاره مثل ما تعرضت له دول عظمي والتي كان تأثير هذه الجائحة علي تلك البلاد مروعا. وكان لبرنامج الإصلاح الاقتصادي الذي أجرته مصر علي مدي السنوات السابقة أكبر الأثر في تخفيف أزمة فيروس كورونا وتأثيراته السلبية علي النواحي الاقتصادية والمعيشية في مصرالمحروسه.
وقد احتلت مصر مكانة مرموقة بين دول العالم وأصبح لها وضعا محمودا وتأثيرا إيجابيا في المحافل الدولية وفي قارة إفريقيا. ولم يهدأ خوان الوطن وأعدائه سواء في الداخل أو الخارج من محاولات زعزعة أمنه بعملية إرهابية هنا أو هناك، ولكن الله دائما يجعل كيدهم في نحورهم ويردهم علي أعقابهم خاسرين. وفي الآونة الأخيرة بدأ دكتاتور تركيا - عميل الصهيونية العالمية – يحيك بمصر المؤامرات بطريقة أو بأخري حيث توالت حملاته في إرسال العتاد العسكري ومرتزقة إبليس خوان الأوطان وعبدة الدولار إلي ليبيا لكي تكون ليبيا دولة غير مستقرة وبالتالي تصبح مصدرا لتهديد أمن مصر واستقرارها بإرسال الإرهابيين عبر حدود مصر الغربية. لكن هيهات هيهات لقد أصبحت مصر حاليا دولة حديثة بإمكانياتها ورجالها وشعبها العظيم الذي تضرب جيناته الحضارية في أعماق التاريخ، ولن تنكسر أو تنحني أبدا بإذن الله فهي محروسة من رب العزة وجيشها خير أجناد الأرض و مجهودات رجالا مخلصين وقيادة واعية يعرفون قيمة الوطن.
وشهادة لله وللتاريخ فإن ماتم في مصر من مشروعات تنموية وتطويرات في البنية التحتية والإصلاح الاقتصادي ومظلة التضامن المجتمعي والإجتماعي والذي تم منذ عام 2014 وحتي 2020م لم يكن لينفذ في مائة عام. ويرجع الفضل في ذلك إلي توفيق الله وإرادته حيث سخر لمصر قيادة سياسية مخلصة ، أحبها الله فالتف حوله شعبه، وحكومات رشيدة وترابط وصبر شعب مصر العظيم . حفظ الله مصر وشعبها من كل مكروه،،، مصر وطني أغلا الأوطان.
ساحة النقاش