استمرار ثورة 25 يناير 2011 في مصر!!
ملحوظة : يوجد مقالين أسفل هذا المقال
ثورة 25 يناير 2011، التي انطلقت من كيان شبابي، استخدم الفكر والتكنولوجيا وكيفية التواصل الجاد والإنساني، والعمل بالمطالبة بآمال فّعالة:
- الحرية السياسية.
- التنمية الإقتصادية.
- والعدالة الإجتماعية.
تحاول بعض الاتجاهات الواعية والمتزمتة، أن تلبس قميص الصحوة الشبابية، ورغم كل هذه المحاولات الجادة أو الخادعة، انكشفت أساليب السلطة الحاكمة، وانفضحت القوة الفاسدة.
البعد المهم الذي أود أن تستمر فيه ثورة 25 يناير، هو بعد الثورة الداخلية، ثورة العقل والفكر النفس، أننا في حاجة مُلحة للتغيير الداخلي، تغيير الرؤية للواقع والمستقبل، تغيير التصرفات والسلوك، تغيير الاستعداد والمفاهيم، التغيير إلى الحب والاحترام والانتماء والعطاء، التغيير إلى الالتزام والقناعة والصدق. نحتاج إلى ثورة في التربية والتعليم والتكوين.
استغرقت ثورة الشباب إلى ثمانية عشر يوماً لزلزلة هيكلية الحكم، ولكن الثورة الإنسانية التي تتبعها، ستحتاج إلى زمن أطول ومستمر. أنسنة هذه المسيرة تحتاج إلى شهداء في الجٌهد والصدق والأمانة، والسعي إلى التحرر من قيود الكبت والجهل والخوف والعبودية.
ومن الأبعاد الهادفة للثورة الشبابية، هو الحكم المدني، وهذا يعني أن نفصل الدين عن السياسة. فإذا نظرنا إلى دستورنا العقيم الذي خضعنا له خلال ثلاثين عاماً، احتكمت فيه السلطة إلى مصدر ديني، ورغم عمق واحترام هذا المصدر، إلا أن الفساد من الكبير إلى الصغير قد تأصل في حياتنا، وانكشفت الخبايا العفنة، عندما أنهدم كيان السلطة وفرّ الرئيس المخلوع وأدعى أنه تنحي عن الحكم!.
خلط الحياة السياسية بالدين، يُهدر من مصداقية الدين، فالدين يغير تصرفات حياتنا، ويوقظ ضمائرنا، ويدعم سلوكنا وتصرفاتنا. والدين يعلمنا كيف نتخطى حواجز الحقد والضعف، والبطش والاستغلال والاحتكار والسلب والنهب والكذب والخداع، والإهمال والغش، والقتل والتفجير، والقذف والتشهير.. الدين حياة وعمل، انفتاح وتعقل.
الحياة تنمو، وعلينا أن نخلق الإطار والأجواء المناسبة لنمو الإنسان، الدول التي تقدمت كان هدفها الإنسان، الاعتماد أولاً على التكوين والتعليم منذ الصغر. وبنيان الإنسان هو بناء المستقبل الاجتماعي والاقتصادي والسياسي. تقدمت الدول وأنطلق الإنسان إلى مستقبل أفضل، في حياته وإمكانياته وتطلعاته.
احتكم المجتمع إلى الحرية والعدالة والتنمية. في هذه المجتمعات تطورت الحكومات المدنية، وذهبت إلى مهب الريح السلطات الأزلية والأبدية والتوريثية. تأسس فيها التقدم والازدهار على العلم والتكنولوجيا.
في مصر قاعدة غنية أساسها الإنسان، وشبابها الذي فجر ثورته، ثمرة بنائة لمستقبل ديمقراطي عصري أفضل.
مجدي جرس
فبراير 2011