ثورة الشباب.. وولادة مصر جديدة!!
· حقيقة يقظة تستوجب الإعجاب، فقد قام الشباب بثورة بيضاء.. لا شك أن شباب مصر المعاصر، كان يختزن غضباً من الجو القاتم الذي نعيش فيه، من الجو السياسي والإجتماعي، والاقتصادي! كان الشباب يراقب، ويتألم، ويسخر ويسخط من مظاهر الفساد، والتكسب والإثراء غير المشروع، كبت الحريات، وتدخل الأمن في كل جوانب الحياة، وإنفردت جماعة مسئولة في جهات حكومية، بالسلطة، وتسيير الأمور على هواها وإنطلاقاً من مصلحتها.. كل هذه العوامل كانت محرك البركان الذي فجر ثورة 25 يناير 2011.
· أنفجرت ثورة الشباب البيضاء، وأحتضنها الشعب في كل بروع مصر، بعد أن تبادل شباب الجيل الصاعد مشاعرهم النبيلة على مواقع الأنترنت FaceBook ،Internet ، خرجوا إلى نقطة إنطلاق في ميدان التحرير، لا يفكرون، في شئ، سوى الحرية ومصر.
· اجتمع في هذه اللقاءات المسيحيون والمسلمون، الأغنياء والفقراء، البسطاء والمتعلمون، الأطفال والكبار... الكل ينادي بالخلاص من الوضع السياسي القاتم، والحرية والمستقبل الأفضل.
· تفاعلت الثورة الشبابية البيضاء مع أغلبية الشعب، قُتل من الشباب أكثر من 300 شهيداً وآلاف المصابين (حوالي 5000 مصاب).!
· أثبتت هذه الثورة، الترفع من المصلحة الشخصية إلى هدف موضوعي، ومن الطائفي إلى الوطني، ومن الفئوي إلى عموم الشاب. أرتفع الشباب العاقل من فوق الفروق الدينية، والثقافية، والمادية، والاجتماعية، وكان الهدف منذ انطلاق الشرارة: مصر والمستقبل.
· انطلاقة الثورة، بدأت في تظاهر سلمي، وللأسف خدعهم الأمن ولم يحترم مطالبهم، فاخترقت صدورهم الطلقات المطاطية، والقنابل المسيلة للدموع، ورصاص أسلحة الشرطة الطائشة، فمات وجُرح الكثيرون.!
· اختفت فجأة الشرطة، فشكل الشباب اللجان الشعبية، فحرسوا الأحياء والممتلكات.
· ومن الملفت للنظر، أننا لم نلاحظ خلال الفترة من 25 يناير حتى 11 فبراير، بعد هروب المارد والحاكم البغيض، من ظاهرة اعتداء على كنيسة أو مسيحي في ربوع الجمهورية.
· نتجت من ثورة الشباب، سقوط الحكومة، ودفع روح الحوار، في قاعات الدولة، ومقار الأحزاب، وميدان التحرير، وميادين المحافظات، وقنوات التليفزيون، وتلخص الحوار عن مستقبل مصر والحرية.
· تتلخص مطالب قدرة الشباب في :
- الحرية السياسية.
- التنمية الاقتصادية.
- العدالة الاجتماعية.
· أخيراً أشير إلى أن الظاهرة الفريدة في هذه الثورة، أنها أول ثورة تكنولوجية، ثورة استعانت بأدوات العصر، وسخرت المحمول والأنترنت Internet لأهدافها السامية، وجعلت من موقع الـ FaceBook منصة حوار، وشحن الشباب للتظاهر، والمطالبة بالحقوق... سقط النظام بعد 30 عاماً من الكبت.. وينطلق المشوار لولادة مصر جديدة.
مجدي جرس
القاهرة في 13 يناير 2011