الهوية والإنتماء
أ- الهوية Identity - Identité
· الهوية عملية تمييز وتأكيد الفرد لنفسه عن غيره، أي تحديد وتوضيح حالته الشخصية Personal Identity.
· من السمات التي تميز الأفراد عن بعضهم البعض:
- الاسم.
- الجنسية.
- العمر.
- الحالة العائلية والمهنية ..الخ.
· تؤكد وتنص القوانين في كل الدول، على إثبات صفة الفرد بمقتضى بطاقة شخصية Identity Card ، يساعد هذا المستند الفرد في معاملاته المتعددة مع جميع الجهات التي تطالب بما يفيد إثبات الشخصية.
· يدل مفهوم الهوية على التوحد والإستمرارية، وهي كثيرة التشابك والتعقيد.
· الهوية لفظ مشتق من أصل لاتيني Idem يقابل المصطلح الانجليزي الهوية Identity وهو يعني الشئ لنفسه Samenesse، أو الشئ الذي هو عليه.
· مفهوم الهوية مفهوم غربي لم تعرفه لغتنا العربية إلا حديثاً، واستعمال هذا المفهوم يعود إلى الفكر العربي الحديث مع نهاية القرن الـ 19 ومطلع الـ 20.
· تكتسب الهوية عبر التنشئة الاجتماعية، وهي تنمو وتتعمق خلال التفاعل الاجتماعي (السوسيولوجي).
· ترتبط بالهوية موضوعات عديدة بدرجة عالية من التعقيد مثل العنصر العرقي، والديني، واللغوي...
· مفهوم الهوية يتعدد أيضاً باختلاف الفروع العلمية:
- الفلسفة
- المنطق
- التاريخ
- علم الاجتماع
- علم النفس
- السياسة
· الهوية هي وحدة من العناصر المادية والنفسية المتكاملة التي تجعل الشخص يتمايز ويختلف عن شخص آخر، ويشعر الفرد بوحدته الذاتية وكيانه الإنساني.
ب- مفهوم الإنتماء : Appartenance / Belongingness:
· يُعتبر الإنتماء مفهوماً فلسفياً ديناميكياً، لا يمكن إدراكه إلا في مسيرة تاريخية بعينيها، وفي إطار إنساني اجتماعي بذاته.
· الإنتماء هو نتاج للعديد من المعطيات والأبعاد والمتغيرات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية في المجتمع، كما أنه مفهوم نفسي ذو بعد اجتماعي، وبافتقاده يشعر المرء بالعزلة والغربة، ويعتري الشخص القلق والضيق وتنتابه المشكلات النفسية والاجتماعية التي لها تأثيرها على وحدة المجتمع وتماسكه.
· المقصود أذن بمفهوم الإنتماء هو ارتباط الفرد بالعائلة، أو القبيلة، أو الجماعة، ويرغب الفرد عادة في الإنتماء إلى جماعة قوية ومؤثرة، يتقمص شخصيتها ويوحد نفسه بها كالأسرة أو النادي أو الوطن، أو الشركة أو المصنع ذي المركز الممتاز..
· تختلف الآراء حول مفهوم الإنتماء، ما بين كونه اتجاها أو شعوراً وإحساسا أو كونه حاجة أساسية نفسية، أو كونه دافعاً وميلاً، إلا أنها جميعاً تؤكد استحالة حياة الفرد بلا إنتماء، ذلك الإنتماء الذي يبدأ صغيراً بهدف إشباع حاجة الإنسان الضرورية منذ ميلاده، وينمو هذا الانتماء بنمو ونضج الفرد، إلى أن يصبح إنتماء للمجتمع الكبير الذي عليه أن يشبع حاجات أفراده. ولا يمكن أن يتحقق للإنسان الشعور بالأمن والحب والصداقة إلا من خلال الجماعة، فالسلوك الإنساني لا يكتسب معناه إلا في موقف اجتماعي.
· تقدم الجماعة للفرد مواقف عديدة يستطيع أن يظهر فيها مهاراته وقدراته، ويتوقف شعور الفرد بالرضا الذي يستمده من إنتمائه للجماعة من الفرص المتاحة له كي يلعب دوره بوصفه عضواً بين أعضائها، كما أن توحد الفرد بالجماعة يحقق له المكانه والأمن والقوة.
· والإنتماء مفهوم نفسي اجتماعي، فلسفي، وهو نتاج العملية الجدلية التبادلية بين الفرد والمجتمع أو الجماعة التي يفضلها المنتمي.
· والإنتماء يدعم الهوية باعتبارها الإدراك الداخلي الذاتي للفرد، محددة بعوامل خارجية يدعمها المجتمع، والإنتماء هو الشعور بهذه العوامل، ويترجم من خلال أفعال وسلوك تتسم بالولاء لجماعة الإنتماء أو المجتمع.
|
الهوية :
· الفرد
· الأسرة
· الإمكانيات
· المستوى التعليمي
· النوع
· الخبرات
· الدين
ج- الهوية والإنتماء أساس إنساني:
· عندما يولد الإنسان بصفة عامة ينتمي إلى والديه، الأم والأب، تقوم الأم بإرضاعه ورعايته إلى أن يكبر وينمو ويعتمد على نفسه، وخلال هذا المشوار، يتسع محيط إنتماء الإنسان ليشمل الأسرة والقبيلة والطائفة والوطن...الخ، إلا أن هذه الهوية والتي تشمل اللغة والعادات والتقاليد والثقافة بصفة عامة يكتسبها الإنسان من المحيط الذي يعيش فيه، فعادات وتقاليد جنوب مصر، تختلف عن شمالها، وسكان السواحل يختلفون عن أهل المدن والمحافظات الداخلية والبدوية كمحافظات سيناء.
· الإنتماء لبقعة من الأرض التي نعرفها باسم "الوطن" وحبنا لها ليس معناه احتكارها، ومنع الآخرين من العيش فيها والإنتماء لها.
· أن الإنتماء والهوية شئ مكتسب من الحياة والعيش في مكان ما، وفي زمن ما، ولا دخل بالوراثة ولا بالجينات في ذلك، بدليل لو إنتقل طفل مصري إلى مكان آخر منذ ولادته مباشرة واحتضنته أسرة فرنسية أو أمريكية أو انجليزية، سينمو وينشأ فرنسي أو أمريكي أو انجليزي الهوية والثقافة ومنتمياً إليها، وذلك نتيجة للجو والبيئة التي تربي فيها.
· انطلاقا من التفسير السابق، نجد أن الإنتماء والهوية ليس بأساس ثابت، بل متغير، حسب الإطار الإنساني وظروف المكان والإقامة والعمل، والتجارب الإيجابية والسلبية التي يعيشها الإنسان من حروب وهجرة وعنصرية، أو العيش في اطار متجانس وفعّال.
· الهوية والإنتماء الحقيقي الغير متغير هو الهوية الإنسانية والإنتماء الإنساني. فالإنسان هو الكائن الوحيد الذي يستطيع التواصل مع الآخر والآخرين عن بعد، خاصة بعد الاختراعات التكنولوجية الحديثة التي تسهل الحوار والتعارف بسرعة البرق.
د- ارتباط الهوية والإنتماء:
· الهوية والإنتماء أساس واحد ينبع من الحرية الكاملة لجميع البشر، والمساواة والعدل القائم بينهم، وأساس الحقوق الإنسانية لكل البشر، وهذا ما يجب أن نربي أبناءنا عليه منذ الصغر، لا أن نغرس فيهم القبلية والعنصرية والطائفية والمذهبية.
· الهوية والإنتماء يدفعان إلى ترسيخ قيم الحب والحرية والمساواة والعدل والتسامح مع الآخر، وهذا يدفعنا بالشعور الحقيقي بالإنسانية والإنتماء والهوية.
مجدي جرس
يوليو 2012