قسم الفاكهة

edit

زراعة و رعاية و إنتاج الخروب
ا.د. عاطف محمد إبراهيم
كلية الزراعة, جامعة الإسكندرية, مصر

ينتمي الخروب Ceratonia siliqua L. إلى العائلة أو الفصيلة البقولية Leguminacae.
يعتقد أن الموطن الأصلي للخروب هو حوض البحر المتوسط و السودان, كما يزرع في الكثير من البلدان العربية, كما تزرع في مصر على السواحل الشمالية و الغربية للعريش, و تزرع أيضاً في جزر شيسيل و قبرص و كذلك اليونان و أسبانيا و تونس و المغرب و ليبيا و غيرها.
الأهمية الاقتصادية و الاستخدامات:
تحتوي الثمار على صمغ Tragacanth, كما يحتوي القلف على زيت دهني و تانين. تحتوي القرون الجافة على 50 ٪ سكر, و تنتج البذور الجافة المطحونة دقيقاً ناعماً ذا قيمة غذائية كبيرة, حيث يحتوي على 40 ٪ سكر قصب و 7 ٪ دهن و 10 ٪ بروتين. تدخل الثمار جزئياً في تغذية الإنسان خاصة في دول البحر المتوسط, حيث تؤكل الثمار, كما تستخدم في تغذية الماشية, كما يمكن الحصول على كحول بعد تخمير لب الثمار الغني جداً في محتواه من السكر.
و من الناحية الطبية, تستخدم الثمار أو البذور لعلاج الإمساك عند الأطفال, كما تستخدم في تصنيع بعض الأدوية كشراب مانع للكحة, كما أن الثمار عادة مدرة للبول و ملينة. يعمل صمغ الخروب على معادلة الحموضة في الأمعاء, كما يمتص بعض السموم و الإفرازات الضارة و يعالج الإسهال. نظراً لفوائد الخروب المجتمعة, يضاف إلى لبن الأطفال الرضع, حيث ينظم عملية الإخراج و يقلل من حالات الإسهال عندهم. و يصنع من الثمار نوع من العسل أو المولاس.
تذكر جولارت Goulart (1982) أن جرام الخروب يحتوي على ثلاثة أضعاف الكالسيوم الموجود بالحليب, كما أنه غني في عناصر الفسفور و البوتاسيوم, هذا بالإضافة لاحتوائه على عناصر الصوديوم و الحديد, كما يحتوي الخروب على 7 ٪ دهن خام بينما تحتوي الكاكاو على 23 ٪, كما أنه أقل في السعرات الحرارية بحوالي 40 ٪ من الكاكاو و 65 ٪ من الشيكولاته الحلوة, و لا يحتوي الخروب على كافين أو أية منشطات أو منبهات أخرى, هذا بالإضافة إلى أنه لا يحتوي على حمض أوكساليك ( مثل الشيكولاته) الذي يعيق الجسم من تمثيل عنصر الكالسيوم. كذلك يحتوي الخروب على الثيامين (فيتامين ب1 ) الذي يعد من الفيتامينات الهامة و يضاهي في ذلك ثمار الفراولة ( الشليك) و انياسين (فيتامين ب3) و يعادل في ذلك الترمس و البسلة, كما يحتوي على فيتامين ( أ ) بنسبة عالية تعادل وجودها في الباذنجان أو البنجر, و من ثم فهي تنصح بأن يحل الخروب محل الشيكولاته ,كما يصنع من الخروب شراب منعش يستهلك بكثرة في الكثير من الأقطار مثل مصر.
الظروف البيئية المناسبة:
تتحمل أشجار الخروب البرودة, و يتوقف مدى تحمل الشجرة للبرودة على عمرها, فالأشجار الصغيرة السن لا تستطيع الاستمرار في النمو في الأجواء الباردة, أما من ناحية التربة المناسبة, فيمكن لأشجار الخروب النمو في مدى واسع من أنواع التربة التي تختلف من رملية إلى صخرية, كما تنمو في الأرض القوية و أيضاً في التربة الضعيفة, غير أنه في جميع الأحوال, لا تتحمل الأشجار سوء التهوية, و من ثم فهي حساسة جداً لسوء الصرف في التربة.

الورقة مقسمة لعدة وريقات

النورات الزهرية

الثمار

الوصف النباتي:
شجرة جميلة مستديمة الخضرة, تنتشر بكثرة في المناطق ذات المناخ الدافئ, تنمو الأشجار بغرض إضفاء الظل و إعطاء ثمار صالحة للأكل. الأوراق ريشية مزدوجة, تحمل كل ورقة من 6 - 8 وريقات ملعقية الشكل لونها أخضر داكن تخرج متقابلة على العرق الوسطي للورقة.
تظهر الأزهار في فصل الخريف محمولة في نورات راسيمية جانبية صغيرة في آباط الأوراق الكبيرة السن أو في أماكن الأوراق على الأفرع الكبيرة السن, و قد تكون الأزهار في بعض الأشجار إما مذكرة أو مؤنثة فقط, كما تحمل بعض الأشجار أزهاراً خنثى و جزئياً مذكرة أو مؤنثة.
عند بلوغ الشجرة مرحلة الإثمار, تعطي ثماراً ( قروناً) يتباين طولها ما بين 10 و 30 سم , يحتوي كل قرن على 5 - 15 بذرة , البذرة مبططة محاطة بقصرة جامدة لونها بني داكن و لامع, و بالرغم من ذلك فإنه عند نقع البذور أو غمرها في الماء لمدة 24 ساعة, يسهل تمزق هذه الأغلفة, تحتوي البذرة على جنين و فلقات بيضاء اللون ناصعة. البذور غير صالحة للأكل إلا بعد تصنيعها أو تحميصها و دخولها كإضافات للأطعمة. و قد استخدم المصريون القدماء بعض الراتينجات المستخلصة من البذور في لصق المومياوات, كما تستخدم الآن في تحسين قوام و تجمد و انصهار الآيس كريم.
التلقيح:
لضمان الحصول على محصول اقتصادي, يفضل زراعة بعض الأشجار المذكرة كملقحات, كما يمكن تطعيم فرع أو عدة أفرع من شجرة مذكرة على كل شجرة مؤنثة و ذلك لضمان حدوث التلقيح الخلطي, كما أن هناك بعض الأصناف أزهارها ذاتية التلقيح.
التكاثر:
1 - البذرة: تعد البذرة من أسهل طرق إكثار الخروب, حيث أن البذرة سهلة الإنبات, غير أنها تفقد حيويتها بعد فترة من استخراجها من الثمار (القرون), و من ثم يفضل زراعتها مباشرة عقب استخراجها. تتلخص هذه العملية في فصل البذور من القرون ثم غسلها جيداً بالماء للتخلص من أية بقايا عالقة بها, و لتسهيل الإنبات, ينصح بغمر البذور في ماء بارد لمدة 24 ساعة, هذه المعاملة تساعد على انتفاخ البذور و تسهل من تمزق الأغلفة, كما تساعد في إعطاء إنبات سريع و منتظم. عقب الغمر, تنشل البذور من الماء و تزرع في صناديق الزراعة أو الأواني الخاصة أو أكياس البوليثيلين الكبيرة الحجم, و الطريقة الأخيرة هي المفضلة حيث يمكن زراعة الشتلات في الأرض المستديمة مباشرة بعد تمزيق الكيس, و ذلك لأن البادرات حساسة جداً لعمليات التفريد و النقل - حيث يموت معظمها عند محاولة نقلها من أرض المشتل إلى البستان المستديم و ذلك لعدم تحملها لصدمة تعرية الجذور, و عليه يجب نقل كتلة التربة المحيطة بالمجموع الجذري كاملة و بحرص شديد. و يمكن زراعة البذور في الأرض المستديمة مباشرة. من عيوب التكاثر البذري إنتاج أشجار تتباين في صفاتها نتيجة الانعزالات الوراثية التي تحدث خلال تكوين الجاميطات, كما أنه في غالبية الأحوال تعطي البذور أشجار مؤنثة و أخرى مذكرة و في هذا إهدار للمساحة المنزرعة, و من ثم ينصح بزراعة الأشجار المؤنثة أو الخنثى.
2 - العقل الساقية:
أثبتت الأبحاث أنه يمكن إكثار أشجار الخروب عن طريق العقل الساقية, هذه الطريق أفضل للتأكد من الحصول على نباتات مؤنثة و مطابقة للصنف المراد إكثاره. لتشجيع تكوين الجذور على العقل الساقية, يمكن معاملة قواعدها ببعض مواد (هرمونات) التجذير مثل إندول حمض البيوتريك IBA.
3 - التطعيم:
نظراً لعدم تحمل الشتلات البذرية لصدمة النقل, فإنه غالباً ما تزرع بذور الأصول في البستان المستديم في الأماكن المحددة لغرس الأشجار أو تزرع البذور في أواني كبيرة, ثم تطعم الشتلات الناتجة بطعوم الأصناف المراد إكثارها - و عند النقل يراعى عدم خلخلة التربة حول المجموع الجذري حتى لا تضار الشتلات المطعومة.
الزراعة:
نظراً لأن الأشجار كبيرة الحجم, فهي عادة ما تغرس على مسافة 10 x 10 متر,كم يمكن زراعة الأشجار على الحدود الهامشية للبستان, و كذلك تزرع في الطرق بهدف توفير الظل.
التقليم:
تحتاج أشجار الخروب إلى تقليم خفيف أو بسيط, ينحصر فقط في خف بعض الأفرع و إزالة الجاف و الميت منها,كما أن الأشجار لا تحتاج لتقليم بمعنى الكلمة إلا في السنوات الأولى من عمرها وأثناء تربيتها,تتبع الطريقة الهرمية المحورة في تربية أشجار الخروب.
التسميد:
لا تحتاج أشجار الخروب للتسميد في معظم الأراضي إلا عند وصولها مرحلة الحمل و الإثمار, و قد يتطلب الأمر إضافة الآزوت للأراضي الفقيرة, حيث أن الأشجار لا يمكنها تثبين الآزوت الجوي على الرغم من أنها تنتمي للعائلة البقولية.
الأصناف:
هناك العديد من أصناف الخروب معروفة في دول أوروبا مثل اليونان و قبرص, أسبانيا و البرتغال, كما توجد بعض الأصناف الممتازة تزرع بالولايات المتحدة الأمريكية و أماكن أخرى, و من أهم هذه الأصناف: أملي - بولسر - كليفورد - كونيجو - إكسليسيور - جابريل - جرانثام - مولينو - سنتافي -صفاقص - تانتيللو - و تاليريا.
المحصول:
شجرة الخروب بطيئة النمو و تعمر طويلاً, و في كاليفورنيا يتوقع أن تثمر الأشجار بعد 5 سنوات من زراعتها بالأرض المستديمة, و تحمل الأشجار في سن 6 - 8 سنوات محصولاً يقدر بحوالي 220 - 300 كيلو جرام من القرون, و عندما تبلغ الثانية عشر قد يصل محصول الفدان الواحد إلى حوالي 2500 كيلو جرام. يمكن للشجرة أن ثمر حتى بعد أن تصل إلى عمر 100 عام. عند اكتمال النمو, تسقط القرون على الأرض, أو يمكن هز الأشجار حيث تتساقط القرون التي يمكن جمعها بسهولة.
المراجع:
1- عاطف محمد إبراهيم - الفاكهة و الخضروات و صحة الإنسان - 2015 - منشأة المعارف, الإسكندرية - جمهورية مصر العربية.
2 - عاطف محمد إبراهيم - أشجار الفاكهة - أساسيات زراعتها, رعايتها و إنتاجها - 1998 - منشأة المعارف , الإسكندرية - جمهورية مصر العربية.
3 - عاطف محمد إبراهيم و محمد نظيف حجاج - الفاكهة المستديمة الخضرة, زراعتها, رعايتها و إنتاجها - 1996 - منشأة المعارف, الإسكندرية - جمهورية مصر العربية.


4 - Goulart, F. S. 1982. The carob way to health. Warner Books, A. Warner Communications Company.



 

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 2678 مشاهدة

لماذا لا تثمر شجرة الأفوكادو ( الزبدية ) في الكثير من الأحيان
الدكتور / عاطف محمد إبراهيم
الأستاذ بكلية الزراعة - جامعة الإسكندرية - مصر

كثيراً ما تتكرر الشكوى من بعض هواة زراعة أشجار الأفوكادو في الحدائق المنزلية من أن الشجرة التي تم زراعتها تزهر و لكنها لا تعقد أو تعطي ثماراً, و الإجابة على ذلك سهلة و بسيطة تتلخص في أن أشجار الأفوكادو تحمل أزهاراً خنثى ، إلا أن هذه الأزهار تتصف بظاهرة تفاوت ميعاد نضج الأعضاء الجنسية بالزهرة (أي أنه في بعض السلالات تتفتح المتوك و ينتثر اللقاح, غير أن ميسم الزهرة لا يكون مستعدا و نشطاً لتلقي اللقاح, و في أزهار سلالات أخرى يحدث العكس, أي أن ميسم الزهرة يكون مستعداً لتلقي حبوب اللقاح بينما تظل المتوك مغلقة و لا ينتثر منها اللقاح), و من ثم فإن حدوث التلقيح الذاتي يُعد أمراً مستحيلاً . و قد لوحظ أن أزهار شجرةٍ ما تتفتح مرتين متتاليتين.. حيث تتفتح الأزهار في اليوم الأول وتكون فيه مياسمها مستعدة لاستقبال اللقاح ، ثم تغلق الأزهار . و في اليوم التالي تتفتح الأزهار مرة ثانية و فيها تنتثر حبوب اللقاح في الوقت الذي لا تكون فيه مياسمها مستعدة لتلقي اللقاح . وتختلف الأصناف فيما بينها في وقت انفتاح و غلق الأزهار، و عليه يمكن تقسيم الأصناف تبعاً لوقت انفتاح و انغلاق الأزهار إلى:

القسم الأول:
و فيه يحدث الانفتاح الأول في صباح اليوم الأول و في هذه الحالة تكون المياسم قابلة للتلقيح ، ثم تُغلق الأزهار لتعاود انفتاحها مرة ثانية بعد ظهر اليوم التالي ، و فيه تنتثر حبوب اللقاح ، و من أهم أصناف هذا القسم ، لولا Lula و تايلور Taylor .
القسم الثاني:
وفيه يحدث الانفتاح الأول بعد ظهر اليوم الأول ، وتكون فيه المياسم مستعدة لاستقبال اللقاح ، ثم تُغلق الأزهار لتنفتح مرة ثانية في صباح اليوم التالي . وفي هذا الانفتاح تنتثر حبوب اللقاح ، و من أهم أصناف هذا القسم بولوك Pollockو فويرت Fuerte .
من ثم يمكن القول بأن أصناف المجموعة الأولى تصلح كملقحات لأصناف المجموعة الثانية أو العكس، ويتضح من ذلك أنه من الضروري زراعة أصناف من كلا القسمين وذلك لضمان حدوث التلقيح و الحصول على محصول اقتصادي. وتجدر ملاحظة أن عملية انفتاح و انغلاق الأزهار تكون أكثر وضوحاً في الجو المشمس الصافي الدافئ، و اقل وضوحاً في الجو البارد الملبد بالغيوم. كما و يجب توفير نحل العسل بالبستان لضمان حدوث التلقيح.
و يمكن توضيح ذلك بطريقة أكثر دقة لو عرفنا أن هناك مجموعتين أو سلالتين هما (أ) و (ب):
السلالة (ا): يحدث الانفتاح الأول للأزهار في الصباح ( المياسم هنا مستعدة لتلقي حبوب اللقاح), و يحدث الانفتاح الثاني بعد ظهر اليوم التالي ( فيه تنفتح المتوك و ينتثر اللقاح).
السلالة (ب): يحدث الانفتاح الأول للأزهار بعد الظهر ( المياسم هنا مستعدة لتلقي حبوب اللقاح), و يحدث الانفتاح الثاني في صباح اليوم التالي ( فيه تنفتح المتوك و ينتثر اللقاح).
و من ثم فإن أصناف السلالة (أ) يمكنها تلقيح أصناف السلالة (ب) و العكس بالعكس, و يمكن تلخيص هذه العملية بالجدول التالي:

المراجع:
1 - عاطف محمد إبراهيم - فواكه المناطق الاستوائية - 2007 - منشأة المعارف, الإسكندرية - جمهورية مصر العربية.
2 - عاطف محمد إبراهيم و محمد نظيف حجاج - الفاكهة المستديمة الخضرة, زراعتها, رعايتها و إنتاجها - 1996 - منشأة المعارف, الإسكندرية - جمهورية مصر العربية.

 

3 - Morton, J. 1987. Avocado. p. 91-102. In: Fruits of warm climates. Julia F. Morton, Miami, FL.

 

 

 


 

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 3222 مشاهدة
نشرت فى 16 أغسطس 2016 بواسطة FruitGrowing

زراعة, رعاية و إنتاج الموز
الدكتور / عاطف محمد إبراهيم
الأستاذ بكلية الزراعة - جامعة الإسكندرية - مصر

مقدمة:
يعد الموز من المحاصيل الهامة بالأراضي المنخفضة بالمناطق الاستوائية, و حيث ينتج الموز على مدار السنة. و الموز نبات عشبي عملاق, معمر. ينتمي لمجموعة النباتات الأحادية الفلقة, يكثر خضرياً و ينتمي للعائلة Musaceae و جنس Musa. و الاسم الإنجليزي للموز هو Banana. و يضم جنس الموز Musa أربعة أقسام هي: Eumusa, Callimusa, Rhodochlamys و Australimusa, التي من بينها الطرز البرية البذرية و السلالات التي تؤكل ثمارها, مع تداخل التوزيع الجغرافي لها. و يضم الجنس Musa حوالي 25 نوعاً, بعضها يضم العديد من تحت النوع.
و الموز الذي تصلح ثماره للأكل فهو إما نشأ من النوع M. acuminate (A) أو النوع M. balbisiana (B) أو من خليط بينهما. الأصناف ثنائية أو ثلاثية الأساس الكروموسومي, مع وجود عدد قليل من الأصناف الرباعية الأساس الكروموسومي التي طورت من خلال برامج التربية و التحسين, و أن معظم أصناف موز التحلية هي ثلاثية الأساس الكروموسومي و هي الأكثر أهمية من الناحية التجارية و الإقتصادية.
٭ المنشأ:
يعتقد أن مركز نشأة الموز هي المنطقة التي تضم ماليزيا, الفلبين, إندونيسيا, بورنيو و غينيا الجديدة. النوع Colla. M. acuminate ثماره بذرية. وتطور عن هذا النوع أصناف موز التحلية بواسطة التكوين البكري (دون تلقح و إخصاب), هذه الأصناف عقيمة, وقد طورها الإنسان و أكثرها خضرياً. كما أن النوع الثاني M. balbisiana Colla. الذي يضم أصنافاً برية ثمارها بذرية أيضاً, يناسب المناطق الجافة و ينتشر في من الهند حتى غينيا الجديدة و الفلبين. بالمثل تم استزراعه و استئناسه عن طريق الانتخاب, و يوجد منه هجن ثنائية, ثلاثية و رباعية الأساس الكروموسومي. و حالياُ يزرع الموز بالمناطق الاستوائية ومناطق معينة في النطاق تحت الاستوائي.
و قد عرف الموز بمنطقة البحر المتوسط في القرن الثالث قبل الميلاد و نقل لأوروبا لأول مرة في القرن العاشر الميلادي. وفي أوائل القرن السادس عشر, قام البرتغاليون بنقل الموز من الساحل الغربي لأمريكا الجنوبية. و تنتشر زراعة الموز الآن في المناطق الاستوائية الرطبة, ويحتل الآن قائمة الأربعة فواكه الرئيسية بالعالم, بعد العنب, الموالح و التفاح.
و في أمريكا الجنوبية, تحتل البرازيل مركز الصدارة, حيث تنتج حوالي 3 مليون طن سنوياً, يستهلك معظمها محلياً, في حين تعتبر كولومبيا و الإكوادور أكثر الدول المصدرة.
أما البالنتين (موز الطبخ), فيمثل أحد أهم مصادر الغذاء في غانا, وظل حتى أواخر ستينيات القرن الماضي يزرع بالحدائق المنزلية أو تحت ظلال أشجار الكاكاو .
أولاً: المناخ
يحتاج الموز لمدد مائي منتظم, يتناسب مع أو يزيد قليلاً عن معدل بخر الماء الحر. وعلى ذلك فإنه للحصول على محصول مرتفع, يصبح الري أمراً ضرورياً إذا كان معدل هطول الأمطار أقل من معدل البخر. كما و أن الري يقدم وسيلة فعالة لتوزيع الأسمدة على النباتات من خلال ماء الري.
و تتراوح درجات الحرارة في مناطق زراعة الموز بين 15 - 38م°, والدرجة المثلى هي27 م°. و درجة الحرارة المثلى لتراكم المادة الجافة و نضج الثمار في حدود 20م°, أما بالنسبة لخروج الأوراق الحديثة, فالدرجة المثلى هنا تكون في حدود 30م°. و يتوقف النمو عند درجة 10م°,
وضوء الشمس الساطع يعد من الأهمية بمكان لإعطاء أفضل نمو, وذلك على الرغم من أن هذه الظروف قد تعرض الثمار لضربة الشمس, خاصة إذا ما كان المدد المائي قليل. ووجود الظل و تكاثف السحب يطيل من فترة النمو بحوالي 3 أشهر, كما يقلل من حجم السباطة. و ليس هناك ما يدل على أن تزهير نباتات الموز يتأثر بالفترة الضوئية, بينما لوحظ أن الفترة الضوئية التي تتراوح بين 10 - 14 ساعة تزيد من معدل خروج الأوراق الحديثة, ربما بسبب زيادة معدل عملية التخليق الضوئي.
ثانياً: التربة
يمكن لنباتات الموز أن تنمو حتى في أفقر أنواع التربة, غير أنها لن تعطي المحصول الاقتصادي المطلوب، إلا في التربة الطميية العميقة الجيدة الصرف. كما تزدهر أيضاً في الأراضي الرملية الطينية و الأراضي التي من أصل بركاني و حتى في الأراضي الطينية الثقيلة بشرط توافر الصرف الجيد. كما أن الأراضي الرسوبية على ضفاف الأنهار تعد أفضل أنواع التربة لنمو و ازدهار الموز. و تفضل نباتات الموز التربة الحامضية نوعاً, غير أنه في حالة انخفاض قيمة الجهد الهيدروجيني pH للتربة عن 5, لابد من إضافة الجير في العام الثاني. و انخفاض قيمة الجهد الهيدروجيني للتربة تزيد من قابلية النباتات للإصابة بمرض بنما. و في حالة تواجد تراكمات مائية, يفضل زراعة الموز على مصاطب.
٭ القيمة الغذائية و الأهمية الاقتصادية: راجع المقال المنشور بذات الموقع بتاريخ 2/7/2014.
٭ الوصف النباتي (الخضري):
الموز نبات عشبي معمر؛ يتراوح ارتفاعه بين 2 و 9 متر؛ توجد الساق الحقيقية أو الريزومة تحت سطح التربة. يوجد على الكورمة أو الساق الحقيقية براعم تنتج ريزومات قصيرة أو فسائل بالقرب من قاعدة النبات الأم. و تشكل الجذور العرضية حشوة كثيفة تنتشر حتى بعد 4 - 5 متر من النبات الأم و تتعمق في التربة حتى 75 سم أو أكثر. أما الجزء الأخضر المتواجد فوق سطح التربة فيسمى بالساق الكاذبة فهي تتركب من أغماد الأوراق وتشكل اسطوانة ينمو بمركزها الأوراق الحديثة و النورة الزهرية.
نصل الورقة كبيرا, يبلغ طوله 1.5 - 4 متر و عرضه 0.7 - 1 متر. يظهر العرق الوسطي وكذلك تفريعاته المتوازية بوضوح؛ توجد الثغور على كلا سطحي الورقة. تحتاج الورقة لمدة 6 - 8 أيام لتظهر تماماً من القمة. تخرج الأوراق قبل خروج النورة الزهرية بحوالي 150 يوماً أو أكثر؛ و يخرج على النبات من 25 - 50 ورقة, بينها من 15 - 20 ورقة نشطة وظيفياً وهذه تمثل مساحة مقدارها 25 م° في وقت خروج النورة الزهرية. هذه و تجدر ملاحظة أن عدد الأوراق عند وقت تزهير النبات يرتبط بعلاقة موجبة مع وزن السباطة.
يخرج على النبات نورة زهرية واحدة, تخرج من خلال الساق الكاذبة لأعلى ثم لا تلبث أن تنحني في اتجاه الأرض؛ تخرج الأزهار في مجموعات, تتكون كل مجموعة منها من صفين من الأزهار المضغوطة تحيط بها قنابة كبيرة بيضاوية الشكل لونها قرمزي عند كل عقدة أو ما يسمى بالكف. تنحني القنابة ثم تسقط عند بداية نمو و تطور الثمار؛ تظهر الأزهار المؤنثة أولاً ثم الأزهار المذكرة التي تقبع في الطرف البعيد. و في بعض الأحيان تخرج أزهار خنثي في منتصف الحامل الزهري أو العزق؛ غير أن مثل هذه الأزهار الأخيرة قد تتساقط. و يحمل كل كف من 12 - 20 زهرة و تحمل من 5 - 15 من الكفوف أزهاراً مؤنثة. تتفتح القنابات في تتابع بمعدل واحدة كل يوم. و قد يستطيل محمر السباطة حتى 1٫5 متر أو أكثر لينتهي بالبرعم الزهري المذكر الذي يستمر في إنتاج أزهار مذكرة بداخل القنابات, شكل (1 - أ).
و الزهرة المؤنثة التي تبلغ 10 سم في الطول (كما في حالة الموز الهندي), تحمل مبيض سفلي يتركب من ثلاثة كرابل ملتحمة و غلاف زهري قصير. يتركب الغلاف الزهري من خمسة فصوص مندمجة و واحدة سائبة أو حرة تشكل أنبوبة أو أسطوانة تحيط بالقلم و الميسم المكون من ثلاثة فصوص. أما ألزهرة المذكرة, تحمل خمسة أسدية, التي نادراً ما تحمل لقاح خصب, كما في الموز الهندي.
و عموما يوجد في الموز ثلاثة أنواع من الأزهار هي:
1 - الأزهار المؤنثة: و هذه توجد على الجزء القاعدي من الحامل الزهري؛ تتميز هذه الأزهار بأن مبيضها طويل, يمثل حوالي ثلثي طول الزهرة ذاتها, و يتركب المبيض من ثلاث حجرات أو كرابل مندمجة تحتوي على الكثير من البويضات, يحمل المبيض قلم يوجد بنهايته ميسم منتفخ و مقسم لستة فصوص, و يحيط بالقلم خمسة فصوص ملتحمة من الغلاف الزهري و واحدة سائبة.
2 - الأزهار الخنثى: تلي مجاميع الأزهار المؤنثة على الحامل الزهري, يبلغ طول المبيض حوالي نصف طول الزهرة. نوعي الأعضاء الجنسية بتلك الزهرة غير كاملة التكوين أو بمعنى آخر غير جيدة التكوين أو ضامرة, كما يكون طول الأسدية متساوٍ مع طول أو ارتفاع القلم.
3 - الأزهار المذكرة: في هذا النوع من الأزهار يكون المبيض مختزلاً بدرجة واضحة, إذ لا يتعدى طوله ثلث طول الزهرة. تحمل الزهرة أسدية طويلة, شكل (2), تحمل متوكاً فارغة أو خالية من اللقاح في معظم أصناف الموز, و إن وجد اللقاح النادر فنادراً ما يكون خصب.
وهنا وجب التنويه إلى أن كل مجموعة من مجموعات الأزهار تحوي نوعاً واحداً من الأزهار, غير أنه غالياً ما يوجد في مناطق الانتقال من نوع زهري لآخر حدوث بعض الخلط؛ فقد يحدث أحياناً عند تحول الأزهار المؤنثة إلى خنثى أن تتواجد بعض الأزهار الخنثى بين مجاميع الأزهار المؤنثة.
و تتطور ثمرة الموز عن مبيض سفلي, الثمرة عنبة من الناحية النباتية. تتكون الطبقة الخارجية للمبيض (قشرة الثمرة) 'Exocarp' من خلايا الإبيديرمس و طبقات من خلايا أخرى, أما اللب فيمثل الطبقة الوسطى من أغلفة المبيض 'Mesocarp', في حين أن الغلاف الداخلي للمبيص أو الثمرة هو 'Endocarp' الذي يتكون من طبقة محيطية رقيقة تبطن تجويف المبيض.
كل عقدة تحمل صفين من الأزهار لتكون العنقود الثمري أو ما يسمى بالكف, شكل (1 - ب) و تسمى كل ثمرة بالإصبع, هذا و يختلف عدد الأصابع بكل كف و كذلك عدد الكفوف بالسباطة باختلاف الأصناف. كذلك يختلف وزن السباطة من صنف لآخر و قد يصل إلى 70 كيلوجرام.


تتكون الثمار الطبيعية من الأزهار المؤنثة, في حين أن الثمار التي تتكون من الأزهار الخنثى تكون صغيرة الحجم و لا تنضج.
٭ التلقيح و الإخصاب و عقد الثمار:
تتكون ثمار الموز في الأصناف الثلاثية الأساس الكروموسومي بكرياً أو عذرياً parthenocarpically دون الحاجة لتلقيح و إخصاب؛ حيث تتكرمش أو تتجعد البويضات مبكراً و تتحول لندبات بنية اللون في الثمار المكتملة النمو, على طول محور المشيمة. و يرجع التكوين البكري للثمار في مثل تلك الأصناف لا لكون أزهارها خالية من حبوب اللقاح و البويضات الحية, بل يرجع بالدرجة الأولى للمستوى المرتفع من الهرمون الطبيعي المتواجد بمبايض تلك الأزهار؛ هذا الهرمون يعمل على زيادة معدل انقسام الخلايا بالمبيض و زيادتها في الحجم و كذلك على الإبقاء على الثمرة متصلة جيداً بالسباطة. و نادراً جداً ما تتواجد البذور في الثمار المكتملة النمو لموز الأكل أو التحلية,. أما الأنواع البرية التي تتبع النوع M. acuminata, فهي ثنائية العدد الكروموسومي, مثل هذه الأصناف يحدث بأزهارها تلقيح و إخصاب و من ثم تكوين البذور.
* التكاثر:
تستخدم البذور فقط في برامج التربية و التحسين. معظم الأصناف التجارية المعروفة عقيمة أنثوياً.
و عادة ما يتم إكثار الموز بالطرق الخضرية التي من أهمها:
1 - الفسسيلة: وهي عبارة عن نمو جانبي ينشأ من برعم حقيقي يوجد على الساق الحقيقية, الكورمة, الريزومة أو القلقاسة الموجودة تحت سطح التربة. هذه النباتات تتميز باحتوائها على مجموعها الجذري الخاص بها, ومن ثم يمكن فصلها عن النبات الأم وزراعتها كنباتات مستقلة بذاتها. تفصل الفسائل من النبات الأم و تزرع بأرض البستان مباشرة, إذا كانت كبيرة الحجم أو تزرع أولاً بأرض المشتل إذا كانت صغيرة الحجم.
2 - البزوز كذلك يمكن استخدام البزوز( العيون أو الأزرار) في عملية الإكثار؛ البز عبارة عن نمو جانبي صغير لم تتفتح أوراقه بعد (أوراقه على وشك التفتح). تفصل البزوز من النبات الأم و تزرع بأرض المشتل ريثما تكبر ثم تنقل كي تزرع بأرض البستان.
3 - الكورمة, القلقاسة أو الساق الحقيقية: تستخدم الكورمات بعد إزالة النباتات من البستان, ويمكن زراعة الكورمة بأكملها أو تقسم كل كورمة إلى أجزاء يحمل كلٍ منها برعم جانبي على الأقل لمواصلة و لإعادة إنتاج نبات جدي. و قبل الزراعة, تعد هذه الأجزاء لإزالة الجذور الكبيرة و التخلص من الأمراض, ثم تغمر هذه الأجزاء في ماء درجة حرارته 52◦م لمدة 20 دقيقة أو تعامل بمبيدات الآفات للتخلص من الديدان الثعبانية و الثاقبات. تزرع هذه الجزاء بأرض المشتل, و هنا تجب ملاحظة أن النباتات المتكونة عن هذه الأجزاء تعتمد في مراحل نموها الأولى على الغذاء المخزن بالجزء المستعمل في الإكثار, بعدئذ يكون النبات القلقاسة الخاصة به و التي يعتمد عليها النبات في الحصول على غذائه, كما يكون مجموعه الجذري.
4 - زراعة الأنسجة: تسمح هذه التقنية بسرعة تضاعف النباتات المتماثلة و الخالية من الأمراض, كما أن النباتات الناتجة بهذه الوسيلة تتصف بمميزات هامة منها: معدل تأصل علي للنباتات بالبستان, الانتظام في مواعيد جمع الثمار, ازدهار النمو و المحصول المرتفع, على الأقل في دورة المحصول الأولى. غير انه تجب الموازنة بين تلك المميزات و التكاليف المرتفعة لهذه التقنية. غير أن الاختلافات الجسمية و ظهور الطفرات عند استخدام تلك الوسيلة تمثل مشكلة هامة.
* زراعة البستان:
عقب اختيار الأرض المناسبة للزراعة, تحرث جيداً, ويفضل الحرث المتعامد وذلك للتخلص من الكتل الكبيرة, و عقب الحرث, يضاف للفدان 1م3 جير مطفأ و يقلب في التربة تقليباً جيداً للتخلص من الديدان الثعبانية و تطهير التربة منها, كما تضاف كميات من الفسفور و البوتاسيوم حسب تقديرات التحاليل الكيميائية في ذات الوقت. كما يجب إعداد التربة ذات الميول بطريقة تمنع تعرضها لعمليات التعرية. و عند إعداد التربة, يجب الوضع في الاعتبار نظام الصرف المناسب, حيث أن تراكم الماء يؤدي لنقص المحصول. بعد الانتهاء من إعداد التربة, تحدد أماكن الجور التي ستغرس بها الفسائل.
تجهز الجور بحيث تكون أكبر قليلاً من المطلوب, أو تجهز الخنادق بالعمق و الأتساع المرغوب. و في المناطق تحت الاستوائية, تزرع النباتات طبقاً لجدول محدد يتماشى مع فترات جمع ثمار محددة للمحصول الأول. هذه الحيثية من النادر وجودها بالمناطق الاستوائية حيث أن الإنتاج السنوي موزع بانتظام خلال السنة مقارنة بما هو موجود بالمناطق تحت الاستوائية. و في المناطق الاستوائية ينصب الاهتمام بالدرجة الأولى على تفادي زراعة النباتات خلال الجو الحار أو موسم الجفاف, ومن ثم فإن أفضل وقت للزراعة هو الموسم الرطب مباشرة. و في المناطق تحت الاستوائية, يتجنب الزراعة في أواخر الصيف حتى الشتاء, حيث تنخفض حرارة الجو في الفترة التي يكون فيها النبات صغير جداً. و في مصر تتم زراعة البستان المستديم بطريقتين هما:
1 - طريقة الجور:يتم تعيين أماكن الجور ثم تحفر الجور بأبعاد متر x متر وبعمق حوالى 70 سم وتترك مدة كافية قبل الزراعة لتشميسها وتطهيرها ثم تردم الحفر بالتراب المخلوط جيداً بالسماد البلدى أو السبلة بمعدل 8 مقاطف ويضاف نصف كجم كبريت زراعى ثم تحدد أماكن النباتات فى وسط الجور وتقسم الأرض إلى أحواض ثم تروى رياً خفيفاً حتى تهبط الجور ويستوى سطح الأرض ثم تترك حتى تجف جفافاً مناسباً وتكون جاهزة لزراعة الفسائل.
2 - طريقــة الخنــادق : تتم بحفر الخنادق بعرض 1.25 متر وعمق 70 سم وتترك معرضة للشمس وقبل الزراعة يتم ردم الخنادق بالطبقة العليا من تراب الخندق مع مخلوط من السماد البلدى أو السبلة بمعدل 100 م3 / فدان مضاف إليها سماد السوبر فوسفات بمعدل 500 كجم للفدان 250 + كجم كبريت زراعى للفدان على أن تخلط هذه الكمية مع بعضها جيداً ثم تروى الأرض رياً غزيراً ثم تترك لتجف الجفاف المناسب ثم يتم تحديد أماكن الجور فى وسط الخندق.
و تختلف كثافة الزراعة بين 1000 - 3000 نبات بالهكتار (400 - 1300 نبات بالفدان) في الطريقة الثلاثية, الخط المفرد أو الخط المزدوج. و تتوقف كثافة النباتات في وحدة المساحة تتوقف على الصنف و المناخ. و تستخدم الكثافة العالية في المناطق الحارة الجافة لتخليق مناخ دقيق و توفير ظل مناسب للحصول على أعلى محصول. و في هذا المجال تجب الإشارة إلى أن قوة البستان ترتبط بصفات المجموع الخضري للنباتات مثل دليل مساحة الورقة و المحصول. فعند الرغبة في الحصول على دورة نمو واحدة, تتبع الكثافة العالية (3000 نبات بالهكتار), أما في حالة ثلاثة دورات أو أكثر, ينصح باستخدام الكثافة الأقل (2000 نبات بالهكتار).
و كما سبقت الإشارة إلى أن مسافات الغرس تختلف طبقاً لعدة عوامل مثل الصنف, المناخ و قوة التربة؛ ففي حالة الأراضي القوية, تقل مسافة الغرس نظراً لأن فترة بقاء النبات بالتربة قصيرة. كذلك تتحد المسافة بين النباتات طبقاً لما إذا كانت الزراعة واسعة أم ضيقة كما يلي:
أ- الزراعــات الواسعــة
1- بالنسبة لأراضى الوادى التى تروى غمراً وتزرع بشتلات تقليدية على أبعاد 3.5 * 3.5 متر بالنسبة للأصناف القصيرة مثل الهندى والبسراى وعلى أبعاد 4 * 4 متر بالنسبة للأصناف الطويلة مثل المغربى والوليامز والجراندانان مع تربية ثلاث نباتات بجوار الأم كل عام .
2 - بالنسبة للأراضى الرملية والتى تروى بنظام الرى بالتنقيط فغالباً ماتزرع بشتلات ناتج زراعة الأنسجة وتزرع غالباً على أبعاد3 .5 * 3 متر مع زراعة نبات واحد فى الجورة ويحتاج الفدان إلى 400 نبات فى السنة الأولى على أن يربى ثلاث نباتات بجوار الأم كل عام .
ب- الزرعــات الضيقــة :
1 - بالنسبة لأراضى الوادى والتى تروى غمراً يتم زراعتها على أبعاد 2 x 2 متر بالنسبة للأصناف القصيرة وعلى أبعاد 2.5 x 2.5 متر بالنسبة للأصناف الطويلة مع تربية نبات واحد بجوار الأم كل عام .
2 - بالنسبة للأرضى الرملية والتى تروى بنظام بالتنقيط فيتم زراعتها بإحدى هذه الطرق :
1. الزراعة على أبعاد 3.5 x 3 م مع زراعة نباتين فى الجورة الواحدة بحيث يبعد النبات عن الآخر حوالى 50 سم وبذلك يحتاج الفدان إلى 800 نبات فى السنة الأولى على أن يربى نبات واحد بجوار الأم كل عام .
2. الزراعة على أبعاد 4 x 2.5 متر مع زراعة نباتين فى الجورة الواحدة بحيث يبعد النبات عن الآخر حوالى 50 سم وبذلك يحتاج الفدان إلى الفدان 840 نبات فى السنة الأولى على أن يربى نبات واحد بجوار الأم كل عام .
3. الزراعة على أبعاد 3 x 2.5 متر مع زراعة نبات واحد فى الجورة الواحدة ويحتاج الفدان فى هذه الحالة 560 نبات فى السنة الأولى على أن يربى نباتين بجوار الأم كل عام.
وتتميز طريقة الزراعة الضيقة بتكثيف النباتات فى السنة الأولى للزراعة مما يؤدى لزيادة إنتاج السنة الأولى بالتالى يعوض تكلفة الإنشاء كما يقلل من حجم الخسارة الناتجة من إزالة نباتات الجور المصابة بالأمراض الفيروسية التورد - التبرقش وخاصة فى الفسائل التقليدية والتى غالباً ماتكون بها نسبة من هذه النباتات الحاملة للفيروس حيث أنه يوجد بالجورة الواحدة نبات واحد للتربية بجوار الأم بدلاً من ثلاث نباتات بالجورة فى حالة الزراعة على مسافات واسعة وتتميز هذه الطريقة بسهولة اختيار الخلفة الواحدة بجوار الأم عند انتخاب الخلفات التربية ، ولكن مايؤخذ على هذه الطريقة هو ارتفاع تكلفة الإنشاء فى السنة الأولى للزراعة نظراً لزيادة عدد الخلفات اللازمة للزراعة كذلك زيادة تكلفة عمل الجور وزيادة كمية السماد البلدى اللازم للزراع.
* المعاملات الزراعية:
- الري:
يمكن مد النباتات بالماء بعدة طرق مثل الري بالغمر, الرش أو التنقيط. و يستخدم الري كمدد تكميلي للكميات الآتية من هطول الأمطار طبقاً لجدول محدد يعتمد على معدل هطول الأمطار و تكرار الهطول. و يعتمد هذا الجدول بصورة رئيسية على معدل البخر, مقدرة التربة على مسك الماء, عمق المجموع الجذري للنباتات و مقدرة النباتات على سحب و استخدام الماء. و في هذا الصدد يجب أن نشير لصفات نبات الموز التي تتلخص في النقاط التالية: (أ) جهد فقد الماء المرتفع و المرتبط بكبر مساحة نصل الورقة, (ب) المجموع الجذري الضحل - 90 ٪ من المجموع الجذري تتواجد في 30 سم السطحية من التربة, (ج) نقص المقدرة على امتصاص الماء من التربة الجافة و (د) الاستجابة الفسيولوجية السريعة لنقص الماء.
و يمكن القول بصفة عامة أن نباتات الموز تحتاج لمتطلبات مائية عالية مقارنة باحتياجات الكثير من الفواكه الأخرى و ذلك نظراً لصفات النبات السابق الإشارة إليها.
- التسميد:
تتبع برامج التسميد في الكثير من زراعات الموز الكبيرة (15 ٪ من الإنتاج العالمي) للحصول على أقصى إنتاجية. ولقد وصفت أعراض نقص العناصر بنصل و عنق الورقة. و قد أجريت التحاليل للعناصر المعدنية لتحديد مدى نقص العناصر و الكميات الكافية منها. و للحصول على نمو أمثل و محصول جيد, تضاف كميات كبيرة من هذه العناصر المعدنية اللازمة لذلك. و يحصل النبات على بعض احتياجاته من العناصر المعدنية من التربة و بقايا النباتات المتحللة و يحصل على الباقي من الأسمدة العضوية و المعدنية المضافة للتربة. و قد قدرت كميات العناصر التي تسحبها أو تستهلكها ثمار الموز الهندي (50 طن / هكتار / سنة) من التربة بحوالي 189 كيلوجرام نيتروجين, 29 كيلوجرام فسفور, 778 كيلوجرام بوتاسيوم و 101 كيلوجرام كالسيوم. و كنسبة من العناصر الكلية التي امتصتها النباتات, فإن هذه الكميات السابقة تعادل 49 ٪ من النيتروجين, 56 ٪ فسفور, 54٪ بوتاسيوم و 45 ٪ كالسيوم. تتغير الكميات الكبيرة من النيتروجين و البوتاسيوم طبقاً للحالة الغذائية للتربة و تركيز العناصر بها. و يتوقف معدل إضافة العناصر للتربة على المناخ, نوع التربة, الصنف, المعاملات الزراعية و المحصول.
ونظراً لكثافة المجموع الجذري, تضاف الأسمدة المعدنية بعيداً عن الساق الكاذبة, غالباً في الجهة المقابلة لأول خلفة. تضاف الكميات المقررة على ثلاثة أو أربعة دفعات خلال العام, وتزداد الجرعات إذا كان معدل هطول الأمطار مرتفعاً. وتجدر ملاحظة أن الأسمدة المضافة مع ماء الري أكثر فاعلية و تحكماً في الكميات المقررة. و قد يستمر التسميد مع ماء الري من خلال نظام الري بالتنقيط كل شهر, أسبوع أو حتى كل يوم طالما كان الري مستمراً. كذلك يستخدم التسميد ألورقي لتعويض نقص العناصر الصغرى.
و هناك أنواع مختلفة من المسمدات, فأكثر صور النيتروجين استخداماً هي, نترات الأمونيوم, كبريتات الأمونيوم و اليوريا. أما صور البوتاسيوم فهي, كلوريد البوتاسيوم, كبريتات البوتاسيوم و نترات البوتاسيوم. هذا و تختلف معدلات إضافة هذه الصور من منطقة لأخرى, ففي جنوب أفريقيا تضاف نترات البوتاسيوم بمعدل 100 كيلوجرام للهكتار, بينما تتصل هذه الكمية لحوالي 250 كيلوجرام للهكتار, في حين تتعدى 600 كيلوجرام في مناطق أخرى, مع الأخذ في الاعتبار الكميات التي تسحب بواسطة المحصول.
وفي برنامج تسميد الموز في الأراضي الصحراوية مع مياه الري بالتنقيط, يذكر الشاذلي (1999) أن المعدلات المقترحة وضعت على أساس أن مسافة الغرس 2 x 2 متر مع ترك نبات واحد بالجورة أو 3 x 3.5 متر مع ترك نباتين أو ثلاثة بالجورة. و يذكر أنه في حالة تسميد الموز في الأراضي الصحراوية من خلال الري بالتنقيط, فإ نه ينصح بإستخدام المعدلات السمادية التالية:
1 - بالنسبة للأسمدة النتروجينية: في بداية موسم النمو (شهر مارس), تسمد النباتنات من خلال الري بمعدل (5 كيلو جرام سلفات أو نترات أمونيوم / فدان في اليوم, يرتفع هذا المعدل كل أسبوعين أو ثلاثة أسابيع, ليصل إلى 5 - 20 كيلوجرام / فدان في اليوم , وذلك عن أشهرالصيف (يونية - يوليو - أغسطس), بعد ذلك تخفض تلك المعدلات تدريجياً حتى نهاية الموسم (أواخر شهر أكتوبر).
2 - الأسمدة البوتاسية:يضاف مقدار ثلثي كمية الأسمدة النتروجينية على صورة سلفات بوتاسيوم, مع مياه الري لكل فدان في اليوم و حتي نهاية الموسم.
3 - الأسمدة المغنيسيومية: تضاف المعدلات التالية (10 كيلوجرام سلفات مغنيسيوم / فدان /كل حوالي 1.5 شهر - أي خمسة دفعات طوال موسم النمو مع مياه الري بالتنقيط.
4 - الأسمدة الفوسفاتية: يوضع 2 كيلوجرام سوبر فوسفات لكل جورة, عند بداية الزراعة, كما يضاف 2 لتر حمض فوسفوريك / فدان إسبوعياً مع مياه الري, على أن تقسم تلك الكنية على دفعتين.
5 - الكبريت: عند بداية الزراعة يضاف حوالي 2 كيلوجرام كبريت زراعي لكل جورة.
6 - تضاف الأسمدة الكيماوية المركبة مثل سماد الكريستالون بمعدل نصف كيلوجرام/ فدان يومياً - إذا ما لوحظ ظهور أعراض نقص العناصر الكبرى (نيتروجين - فسفور - بوتاسيوم ) وذلك لمدة 2 - 3 أسابيع.
7 - أسمدة العناصر الصغرى: يمكن إضافة هذه العناصر بمعدل 500 جرام حديد مخلبي + 500 جرام زنك مخلبي + 500 جرام منجنيز مخلبي + 300 جرام يوريا رشاً على الأوراق مرة كل أسبوعين.
كما يذكر الشاذلي أن هناك ملاحظات على تسميد و ري نباتات الموز الناتجة من زراعة الأنسجة و المنزرعة بالأراضي الصحراوية تتمثل في الآتي:
1 - تزرع نباتات الموز الناتجة من زراعة الأنسجة في جور أبعادها 1 م x 1 م x 0.7 م.
2 - يجب ري الأرض قبل غرس النباتات في الجور بيومين.
3 - تسمد النباتات الناتجة من زراعة الأنسجة بداية من اليوم الثالث بعد الزراعة حيث تتميز هذه النباتات بامتلاكها جذورا جيدة, بخلاف مثيلاتها الناتجة من المشتل العادي و التي لا تحمل جذوراً, و التي عادة ما تبدأ في تكوين الجذور بعد الزراعة بحوالي 3 - 4 أسابيع ثم تسمد.
4 - يجب إ ضافة السماد البلدي عند الزراعة بمعدل ثمانية مقاطف - 4 منها لعمل فرشة في قاع الجورة و 4 مقاطف منها تخلط مع جزء من تراب الجورة + 0.5- 1 كيلوجرام سلفات نشادر + 0.5 - 1 كيلوجرام سلفات بوتاسيوم + 2 كيلوجرام سوبرفوسفات عادي + 0.5 كيلوجرام كبريت زراعي, يضاف هذا الخليط إلى الجورة.
5 - بالنسبة للزراعات الجديدة الناتجة من زراعة الأنسجة , يبدأ التسميد بمعدل 1.5 كيلوجرام سلفات أمونيوم بالتبادل في اليوم التالي مع 1.5 سلفات بوتاسيوم / فدان / يوم, تزداد هذه الكمية تدريجياً مع مياه الري, على أن يوضع في منتصف الأسبوع 2 لتر حمض فوسفوريك, ثم يوضع بعد ذلك مباشرة 400 جرام حديد فيروبلكس لكل فدان, بعد أسبوع يضاف 2 لتر حمض فوسفوريك + 1 كيلوجرام حديد مخلبي.
ملحوظة هامة: في اليوم الذي يضاف فيه مع مياه الري حديد أو جرين زد , لا تنضاف فيه أية أسمدة نتروجينية أو بوتاسية.
6 - ضرورة إستعمال سماد مركب مرتين مع مياه الري, و ذلك عند التكشف و مرة أخرى عند نزول السباطة بمعدل 0.5 - 1 كيلوجرام / 1م3 ماء ري.
٭ مكافحة الحشائش:
يشكل و جود الحشائش ببستان الموز مشكلة كبيرة, خاصة في المراحل الأولى من تأسيس البستان و قبل أن يتداخل المجموع الخضري للنباتات و يقترب من بعضه. و يجب التخلص من الحشائش عن طريق نزعها يدويا دونما الإضرار بالجذور المغذية السطحية لنباتات الموز, كما يمكن استخدم العزيق السطحي. و يمكن استخدام مبيدات الحشائش طالما كان ارتفاع المجموع الخضري للنبات بالبعد الكافي الذي يضمن عدم ملامسة المبيد له. و يفضل البعض زراعة محاصيل تغطية أو تغطية سطح التربة بشرائح من البلاستيك. وتجدر ملاحظة أن الإهمال في مكافحة الحشائش يؤثر سلبياً على المحصول.
٭ التقليم و التدعيم:
تنحصر عمليات التقليم في إزالة الأوراق الجافة و التي ضعف نشاطها و فقدت قدرتها الوظيفية, التخلص من الفسائل الزائدة للحفاظ على قوة النبات الأم المختار و التخلص من الأوراق التي تعوق نمو العنقود الزهري.
بعد بداية نمو الأزهار المؤنثة, يقوم بعض الزراع بإزالة طرف العنقود الزهري بغية توفير الغذاء اللازم لنمو الثمار. و تتم هذه العملية على درجات مختلفة؛ كإزالة البرعم المذكر, و التي يقصد بها إزالة مجموعة الأزهار المذكرة الطرفية, و تجرى هذه المعاملة بعد تكون الأصابع و هي لا زالت صغيرة, مع مراعاة ترك حوالي 30 سم أسفل آخر كف؛ أو إزالة الأزهار المذكرة بالإضافة للكف أو الكفين الأخيرين و التي تسمى بالكفوف الكاذبة أو العيوش, وذلك بهدف توفير المواد الغذائية لتشجيع و تنشيط نمو الكفوف المتكونة سابقاً ومن ثم زيادة المحصول. وعادة ما تزال الأقلام و الأجزاء الزهرية الموجودة بنهاية الثمرة بعد الجمع في محطات التعبئة, إلا أنها أحياناً ما تزال باليد بعد 8 - 12 يوماً من ظهور العنقود ألثمري أو السباطة لتقيل احتمال إصابة الثمار بمرض عفن طرف السيجار و خربشة الجلدة الخارجية للثمرة, كما و أن إزالة كف واحد أو كفين من النهاية الطرفية للسباطة يزيد من حجم الثمار المتكونة و يقلل من تزاحم الكفوف على السباطة.
كثيراً ما يميل النبات في اتجاه الأرض مما يؤدي لحدوث أضرار كبيرة للسباطة, و يحدث ذلك كنتيجة للتدعيم غير الجيد للنباتات, ضعف النبات ذاته, عدم تثبت الساق الحقيقية للنبات بالتربة جيداً نتيجة قدم البستان أو زيادة وزن و حجم السباطة عن المعتاد. و للتخلص من هذه المشكلة تدعم النباتات بوضع شعبة خشبية لكل نبات يتراوح طولها بين 1٫5 - 2٫5مترو بحيث تنتهي من أحد طرفيها بتفريعين يشكلان معاً حرف V و تنتهي من الطرف الآخر بقاعدة خشبية مستوية بطول 25 - 30 سم (هذه هي التي ستثبت على سطح التربة حتى لا تغوص الدعامة). تثبت قاعدة العنقود الزهري بين التفريعين بعد تغطية الأخيرين بوسادة من ورق الموز الجاف لحمايته.
٭ إزالة الأمهات و الكورمات:
عقب جمع المحصول, يموت النبات الأم, ومن ثم وجب التخلص منه باستئصاله نهائياً؛ و عادة ما تتم عملية الاستئصال بالتدريج حتى يمكن الاستفادة من الغذاء المخزن في النبات في تغذية الخلفات المختارة؛ تتم العملية بقطع الأوراق في المرحلة الأولى مع ترك الساق الكاذبة لفترة زمنية مناسبة تسمح بانتقال المواد الغذائية منه للكورمات أو السيقان الحقيقية, بعد ذلك بفترة يتم التخلص من السيقان الكاذبة.
و عندما تبلغ مزرعة الموز سن الثالثة أو الرابعة, تزال الكورمات أو القلقاسات بهدف تنظيف الأرض؛ وهذه المعاملة من الأهمية بمكان لمنع تعفن القلقاسات بالأرض, التخلص من نمو الكثير من الخلفات و تشجيع انتشار الجذور بالتربة, و تجدر ملاحظة عدم الإضرار بكورمات الخلفات المرباة أثناء التخلص من كورمات النباتات المزالة.
٭ اختيار الخلفات و تربية النباتات:
اختيار الفسائل عملية ضرورية كخطوة للتخلص من الأفراد غير المرغوبة و انتخاب الفسائل المناسبة التي تمثل الخلفة التي ستحمل المحصول التالي, و تكمن الإستراتيجية هنا في التخلص من الفسائل التي تستنفذ المدد الغذائي الآتي من النبات الأم, وترك مثل هذه الفسائل غير اللازمة يحد من المحصول. هذا الإجراء هام و حيوي جداً بالمناطق تحت الاستوائية. و اختيار الفسائل عامل محدد للإبقاء على المحصول المناسب, قوة نمو النباتات الباقية و مسافات الزراعة. هذا و يختلف موعد اختيار و تربية خلفات الموز في مصر تبعاً للكثير من الاعتبارات و التي من أهمها؛ أن المدة التي تنقضي ما بين ظهور الخلفات حول النبات الأم و تمام تكوين الثمار تتراوح بين 17 - 18 شهراً, و يتباين طول هذه الفترة تبعاً لاختلاف قوة النبات و الظروف البيئية المحيطة؛ يبدأ تزهير النبات بعد أن ينتهي من تكوين الأوراق, و تستغرق فترة النمو الخضري - الفترة مابين بداية ظهور الخلفة حول النبات الأم و وبداية ظهور العنقود الزهري - ( 13 - 15 شهراً)؛ أن الفترة اللازمة منذ خروج العنقود الزهري حتى تمام تكوين الثمار تتراوح بين 3 - 6 أشهر. يبدو مما سبق أنه ليس هناك ميعاداً محدداً لتزهير نباتات الموز و اكتمال تكوين الثمار.
بعد إزالة النبات الأم, يتبقى بالجورة الخلفات الثلاث التي ربيت في العام السابق, يونيو و يوليو في مصر (الخلفة الأولى), يبدأ بعد ذلك تربية خلفات جديدة في نفس الأشهر من السنة الثانية للزراعة و ذلك بترك نبات واحد بجوار كل فسيلة في الجورة, ومن ثم يوجد الآن بكل جورة ستة نباتات - 3 للخلفة الأولى و 3 للخلفة الثانية - تزهر نباتات الخلفة الأولى في يوليو و أغسطس من العام الثاني من الزراعة و يكتمل محصولها في نوفمبر من العام الثاني و يمتد لمارس من العام الثالث, حيث تزال نباتات الخلفة الأولى في هذه الشهر (عقب جمع المحصول), عنذئذ يتبقى بكل جورة ثلاثة نباتات تمثل الخلفة الثانية. في يونيو و يوليو من العام الثالث تربى نباتات الخلفة الثالثة و ذلك بترك فسيلة واحدة بجوار كل نبات كي يصبح بالجورة ستة نباتات... وهكذا. و قد يمتد عمر مزرعة الموز مابين 5 - 8 سنوات, و قد يزيد أو يقل عن ذلك تبعاً للعديد من العوامل.
٭ تغطية السباطات:
تستخدم أكياس البوليثيلين (سمك 30 - 40 ميكروميتر) في تغطية السباطات لتحسين المحصول و جودة الثمار, شكل (2). بعض هذه الأغطية تحوي بعض مبيدات الآفات لتقليل أضرار التربس و العناكب. و وجود الغطاء في حد ذاته يعمل على تخليق مناخ دقيق حول السباطة و يمنع من تلوث الثمار بالغبار و الأتربة و حدوث خدوش نتيجة احتكاك الأوراق بها. كما أن وجود الغطاء يعمل على رفع درجات الحرارة و نسبة الرطوبة حول الثمار و هذا غير مطلوب بالنسبة للمناطق تحت الاستوائية؛ أما في المناطق الاستوائية فتستخدم أكياس مثقبة تسمح بتوفير التهوية. و تجرى عملية التغطية بعد تساقط القنابات, و يجب أن يشمل الغطاء السباطة كاملة حتى 15 سم بعد الكف الأخير. و عادة ما يستخدم البوليثيلين الأزرق وذلك نظراً لأنه يمنع وصول الأشعة فوق البنفسجية للثمار, هذه الأشعة من شأنها تحويل لون الثمار من الأخضر للأصفر حتى قبل اكتمال نمو الثمرة, وهذا غير مرغوب, كما أن وجود الغطاء الأزرق يعمل على حفظ الحرارة حول الثمار و عدم تسربها مما يسرع من اكتمال نمو الثمر و انتظام نموها.

*المحصول وجمع و تداول الثمار:
تبدأ الأصابع في الزيادة في الوزن, كما يتحول شكلها من مضلع إلى مستدير عند عمل قطاع مستعرض بها. و تجمع الثمار التي ستصدر خضراء اللون و عند حوالي 75٪ من اكتمال نموها مع بقاء بعض التضليع, ويكون ذلك بعد 10 - 14 أسبوع من ظهور العنقود الثمري في المناطق الاستوائية و 9 أشهر في المناطق تحت الاستوائية الباردة و التي يكون عندها الإصبع الوسطي في المحيط الخارجي للكف الثاني قد وصل قطره إلى 31 - 41 مم. و تجدر ملاحظة أن الثمار التي تصل لمرحلة اكتمال نمو متقدمة تكون فترة تداولها بعد الجمع قصيرة و أكثر عرضة للفحة الشمس و الانشقاق أو التشقق.
و في الزراعات الصغيرة, يميل الزراع لجمع الثمار عندما تصل الثمار لمرحلة اكتمال نمو أكثر تقدما, مع وجود شيء قليل من التضليع أو حتى بعد استدارة الثمرة تماماً, و من أهم الأدلة المستخدمة لتحديد الوقت الأمثل لجمع الثمار بجانب تغير شكل القطاع المستعرض للثمرة؛ جفاف الأوراق, جفاف الأزهار الخنثى و المذكرة, تغير لون الثمار كمن الأخضر الداكن للأخضر الفاتح و عدد الأيام منذ ظهور العنقود الزهري. هذا و تختلف المدة أو الفترة ما بين ظهور العنقود الزهري و اكتمال نمو الثمار بين 7 و 24 أسبوعاً, و يتوقف ذلك على الصنف, الموسم, المعاملات الزراعية و الظروف البيئية. كذلك تستخدم بعض الدلائل الأخرى مثل, نسبة اللب للقشرة و صلابة الجلد.

و عند الجمع تفصل السباطة من النبات الأم وذلك عن طريق قطعها بسكين حاد مع ترك جزء من الحامل الثمري بطول حوالي 30 - 35 سم (يسمى هذا الجزء بالكرنافة), حتى يتمكن العامل من حمل السباطة؛ كمل يزال الجزء الطرفي من السباطة و الذي يجمل الأزهار الخنثى و المذكرة (يطلق علية اللغلوغ) و لا يترك منه إلا بضع سنتيمترات أسفل الكف المؤنث الأخير. بعد ذلك يقوم العمال بنقل السبائط إلى مكان ظليل جيد التهوية, يطلق عليه بيت التعبئة, كما و قد يتم نقل السبائط آلياً باستخدام نظام السلوك أو السيور المتحركة 'Overhead cable system', شكل (3).

 

بعد الجمع, وجب حماية السبائط من التعرض لأشعة الشمس المباشرة لدرأ خطر تعرض الثمار للفحة الشمس خلال النقل. بعد ذلك يقوم العمال بفصل الكفوف عن السبائط بواسطة سكين الموز الحادة النصل, بشرط قطع جزء من العزق يتصل بالكف. تنقل الكفوف و تغمر في ماء نظيف و ذلك للتخلص من المادة اللبنية التي تفرز من خلال جزء العزق المقطوع و المتصل بالكف, و للحيلولة بين تزايد أو تراكم جراثيم الفطريات في ماء الغسيل, وجب تغيير الماء باستمرار للعديد من المرات, بل ينصح بإضافة الكلور بنسب معينة لهذا الماء.
ترفع الكفوف من أحواض الغسيل, و في بعض الأحيان تقسم الكفوف إلى أجزاء يحوي كلٍ منها إصبعين, مع استبعاد الأصابع غير الجيدة. توضع الأجزاء المقطوعة في صواني و تمرر تحت صنابير الرش بمحلول مبيد الفطريات أو تغمر مباشرة في هذا المحلول, ثم توضع الصواني على سير ينقلها إلى مكان التعبئة, حيث توزن و تعبأ في عبوات من الكرتون مبطنة بالبلاستيك لحماية الثمار من الأضرار و منع فقد الماء منها. و يجب أن تكون التعبئة محكمة حتى لا تتعرض الثمار للرضوض خلال الشحن. هذا و يختلف حجم عبوات الكرتون و سعتها من 12 - 20 كيلوجرام. وقد تبرد الكراتين حتى درجة 13م° قبل شحنها للأسواق.
و تشحن الثمار الخضراء على درجة 13 - 14م° لتأخير نضجها. و تسبب درجات الحرارة الأقل من ذلك إصابة الثمار بأضرار البرودة و التي تتمثل أعراضها في تحول لون القشرة للرمادي المغبر, نضج غير جيد, ضعف تحول النشا لسكر, نكهة غير جيدة و القابلية العالية للفساد.
هذا و تختلف معايير الجودة القياسية للأسواق, خاصة فيما يتعلق بالثمار المصدرة, مع الوضع في الاعتبار ذوق و متطلبات المستهلك. و تشمل معايير التصدير, خلو الثمار من التشوهات, الحجم المناسب, طول و قطر الإصبع, حجم الجزء الذي يحمل الأصابع و وزن عبوة الكرتون.
و نظراً لأن ثمار موز التحلية تؤكل طازجة وذلك عندما يصل النشا إلى أقل مستوى له و ترتفع نسبة السكر و تتطور النكهة, و من ثم لابد من إنضاجها اصطناعياً؛ أما ثمار موز الطهي و التي تحتوي على مستويات عالية من النشا فهذه عادة ما تستهلك خضراء أو ناضجة ولكن بعد سلقها, تحميرها أو تحميصها.
وتتم خطوات إنضاج موز التحلية المزمع تصديره بواسطة متخصصين و تحت ظروف متحكم فيها وذلك قبل توزيع الثمار ونقلها للأسواق و المستهلكين. و تجدر ملاحظة أنه من الصعوبة بمكان التنبؤ بوقت صلاحية استهلال الثمار إذا ما تركت كي تنضج طبيعياً. ومن ثم كان الإنضاج الاصطناعي أمراً ضرورياً؛ و تحت ظروف الإنضاج المتحكم فيها, يسمح بانسياب غاز الإثيلين - المتولد عن بعض المركبات الكيميائية مثل الإثيفون - من أسطوانات خاصة. و تعامل الثمار بغاز الإثيلين بتركيز 100 جزء بالمليون لمدة 24 ساعة تحت درجات حرارة و رطوبة نسبية متحكم فيها, مع ضرورة توفير التهوية المناسبة لمنع تراكم غاز ثاني أكسيد الكربون و تزايد نسبته. والتحكم في درجات الحرارة من الأهمية بمكان للسماح بنضج الثمار وفقاً لجدول زمني محدد حتى تصل الثمرة لمرحلة التلون الثالثة قبل التوزيع, وقد وجد أن درجات الحرارة المناسبة تختلف باختلاف الفترة الزمنية, فهي 19م° لمدة 4 أيام إلى 14.5م° لمدة 10 أيام.
* الأصناف:
يمكن وضع الموز الذي تستهلك ثماره داخل عدة مجموعات و تحت مجموعات, وقد قام سيموندزSimmonds ( 1960) بوضع أول مجموعة ثنائية الأساس الكروموسومي M. acuminata و التي أطلق عليها 'Sucrier'. تتصف نباتات هذه المجموعة بأن لون غمد الورقة بني داكن, الأوراق مصفرة اللون وخالية تقريبا من الشمع؛ السباطة صغيرة الحجم و كذلك الثمار, جلد الثمرة رقيق و اللب حلو. أصناف هذه المجموعة ذات أهمية خاصة في منطقة غينيا الجديدة أكثر من أي مكان آخر. ينتمي لهذه المجموعة الكثير من الأصناف التي من أهمها:
إصبع الست 'Lady Finger': ثماره صغيرة الحجم جدا؛ يبلغ ارتفاع النبات حوالي 7٫5 متر؛ الساق الكاذبة أسطوانية الشكل؛ المجموع الجذري كبير الحجم ومن ثم يدعم النبات ضد تأثير الرياح القوية. تحمل السباطة من 10 - 14 كف, يحمل كلٍ منها من 12 - 20 إصبع, يتراوح طول الثمرة بين 10 و 12٫5 سم:؛ الجلد رقيق, لونه أصفر فاتح و اللب حلو. تتحمل النباتات العطش و تقاوم مرض بنما, إلا أنها حساسة للإصابة بمرض تبقع الأوراق 'Sigatoka' سيجاتوكا. من الأصناف المنتشرة بأمريكا اللاتينية, كوينلاند و نيو ساوث ويلز.
و تأتي في المرتبة الثانية المجموعة التي يمثلها أحد أشهر أصناف الموز و أكثرها زراعة وهو:
جروميشيل 'Gros Michel': نشأ ببورما, إندونيسيا, تايلاند و سيريلانكا. وقد أدخل جزر المارتنيك في أوائل القرن التاسع عشر ثم لجامايكا بعد سنوات قليلة, و من هناك أنتقل إلى فيجي, نيكاراجوا, هاواي و أستراليا. النبات كبير الحجم و يصل لإرتفاعات عالية؛ السباطة كبيرة الحجم, طويلة؛ الثمرة كبيرة الحجم, صفراء اللون. كان هذا الصنف يحتل مركز الصدارة في وسط إفريقيا و أمريكا اللاتينية و جزر الكاريبي, ولكنه تراجع نظراً لسهولة إصابة النباتات بمرض بنما. و قد ظهر من هذا الصنف العديد من الطفرات.
و تشمل تحت مجموعة الموز الهندي 'Cavendish' بعض أصناف الموز الهامة مثل:
1 - دوراف كافنديش 'Dwarf Cavendish': أو الكافنديشي المتقزم, يزرع بالصين و في اماكن كثيرة و بجزر الكناري بصفة خاصة, وشرق و جنوب إفريقيا. يتراوح إرتفاع النبات بين 1٫2 - 2٫2م؛ الأوراق ذات أنصال عريضة و أعناق قصيرة. النبات يتحمل أو يقاوم تاثير الرياح؛ الثمرة متوسطة الحجم, جودتها عالية, القشرة رقيقة و من ثم وجب تداول الثمار بعناية.يمكن التعرف على نباتات هذا الصنف بسهولة و ذلك بسبب عدم سقوط القنابات و الأزهار المذكرة.
2 - جاينت كافنديش 'Giant Cavendish': و يسمى أيضا 'Mons Mari, 'Williams', 'Williams Hybrid', or 'Grand Naine', , غير معروف مكان نشأته, يشبه الصنف جرو ميشيل 'Gros Michel' و احتل مكان الصنف السابق بكولومبيا, أستراليا و الكثير من الزراعات بهاواي و إلى حدٍ ما بالإكوادور.من الأصناف التجارية بتايوان. يتراوح ارتفاع النبات بين 2٫7 - 4٫9م, يوجد على الساق الكاذبة بطع بنية سوداء اللون؛ السباطة كبيرة الحجم, إسطوانية؛ الثمرة أكبر حجماً من ثمرة الصنف السابق. تسقط القنابات و الأزهار المذكرة تاركة مسافة بين الثمار و البرعم الطرفي.
3 - الأسباني الأحمر'Red': يأخذ العديد من الأسماء منها 'Red Spanish' 'Red Cuban', 'Colorado'أو 'Lal Kela' , نشأ بالهند و تكثر زراعته هناك. النبات كبير الحجم ,يأخذ حوالي 18 شهراً من الزراعة و حتى جمع المحصول, النبات مقاوم جداً للأمراض؛ الساق الكاذبة, الأعناق, العرق الوسطي للنصل و كذلك قشرة الثمرة جميعها ذات لون أحمر قرمزي, يتحول في حالة الثمرة إلى البرتقالي المصفر عند النضج. السباطة مندمجة و قد تحمل اكثر من 100 ثمرة. الثمرة متوسطة الحجم,القشرة سميكة و اللب ذا نكهة قوية.
٭ الأفات و الأمراض:
تسبب الأمراض و الآفات الحشرية و الحيوانية غير الحشرية الكثير من الأضرار, ومن أهم الأمراض التي تهاجم نباتات الموز مرض السيجاتوكا الأسود الواسع الإنتشار,كذلك يسبب مرض بنما العديد من الأضرار خاصة للأصناف الحساسة مثل الصنف جرو ميشيل. كما أن هناك بعض الأمراض البكتيرية مثل مرض موكو, هذا بالإضافة لبعض الأمراض الفيروسية مثل مرض تورد القمة الذي ينتقل بواسطة حشرات المن, تظهر أعراضه على هيئة بقع خضراء داكنة على عنق و نصل الورقة لا تلبث أن تتصل ببعضها مكونة خطوط أو أشرطة, كما تكون الأوراق الحديثة أصغر حجماً عن الطبيعي و يسهل قصفها أو كسرها, كذلك يظهر اصفرار على حواف الأوراق, و بتطور الإصابة تتجمع الأوراق في قمة النبات على شكل وردة. و لمكافحة المرض, تقلع النباتات المصابة و تحرق كما تعرض الجور لأشعة الشمس و تطهر بالجير, كما و يجب مكافحة حشرة المن الناقلة للمرض.
كما تصاب النباتات بمرض التبرقش وهو مرض فيروسي آخر, تظهر الإصابة على صورة مساحات صفراء اللون على الأوراق الموجودة بقلب النبات, تتحول للون البني ثم تجف تلك المساحات و تصير الورقة سهلة الكسر وقد تموت القمة النامية أو قد تظل قصيرة و لا يثمر النبات. ولمكافحة هذا المرض ينصح بعدم زراعة الخضروات بين نباتات الموز.
و هناك مرض عفن طرف السيجار الذي يصيب الثمار الصغيرة, حيث تبدأ الإصابة بظهور حلقة سوداء اللون غير ظاهرة على طرف الثمرة من الناحية الزهرية و التي تظل عالقة بها دون أن تسقط في أغلب الأحوال. هذه الحلقة السوداء تكبر و تمتد و يتحول لون الأنسجة السوداء إلى الرمادي يشبه لون طرف السيجار المشتعل, و بتقدم الإصابة ينتشر الفطر على باقي أجزاء الثمرة و يتحول لونها للأسود كما تتحول الثمرة بأكملها لكتلة سوداء اللون جافة. و تجدر ملاحظة أن زيادة الرطوبة تشجع من انتشار المرض. و عادة ما يتم العلاج بإزالة الأجزاء الزهرية الملتصقة بالثمرة.<

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 1787 مشاهدة
نشرت فى 5 أغسطس 2016 بواسطة FruitGrowing

زراعة, رعاية و إنتاج الأفوكادو (الزبدية)
الدكتور / عاطف محمد إبراهيم
الأستاذ بكلية الزراعة - جامعة الإسكندرية - مصر

مقدمة:
تضم العائلة Lauraceae حوالي 47 جنساً, ينتمي إليها 2000 - 2500 نوعاً. معظمها أشجار أو شجيرات دائمة الخضرة و بعضها ذا رائحة عطرية مميزة, موطنها الأصلي هو المناطق الاستوائية و تحت الاستوائية. و يوجد حوالي 150 نوعاً من الأشجار الدائمة الخضرة الاستوائية, يزرع معظمها بهدف التنسيق النباتي.
ويعد الجنس Persea Mill. أشهر الأجناس و الذي يتبعه النوع Persea Americana Mills.(Persea gratissima C.F. Gaertn) التي تسمى ثماره بالأفوكادو avocado أو أجواكات aguacate. وثمار معظم أنواع هذا الجنس صغيرة الحجم و منخفضة الجودة. و تحمل أشجار النوعين P. Americana و P. schiedeana Ness. فقط, ثماراً كبيرة الحجم, ثمار النوع الأخير عصارية مائية, كثيرة الألياف, غير أن نكهتها جيدة؛ تستهلك هذه الثمار في منطقة نشأة النوع بالمكسيك و أمريكا الوسطى. أم الأنواع الأخرى فهي ذات قيمة تنسيقية تجارية, تستخدم غالباً للزراعة بالحدائق و الطرقات و الميادين.
٭ المنشأ:
هناك اتفاق عام على أن مركز نشأة الجنس Persea هي الأراضي المرتفعة بوسط و شرق وسط المكسيك و الأراضي المرتفعة المجاورة بجواتيمالا. وقد شاهد الأوربيين الرحل الأفوكادو منزرعة و منتشرة بأمريكا الوسطى و شمال أمريكا الجنوبية. ويؤكد ذلك الاسم الأصلي الذي أطلق على الأفوكادو في كثير من اللغات و نتائج الاكتشافات الأثرية. و تنتشر الأفوكادو الآن و بصورة واسعة في المناطق الاستوائية و تحت الاستوائية, إلا أن استخدام الثمار يتباين من منطقة لأخرى. و على الرغم من أن زراعة الأفوكادو متاحة في معظم مناطق و أقطار جنوب شرق آسيا؛ فإنها لا تزرع على نطاق واسع وذلك يرجع للنمط الغذائي السائد بتلك المناطق و الذي يفضل الكثير من الثمار الأخرى.
وقد عرفت السلالات البستانية من الأفوكادو و التي تعكس مكان نشأتها, هذا المنشأ مبنياً على أساس تواجد و زراعة هذه السلالة أو تلك بكثرة في منطقة بعينها. فسلالة الهند الغربية ليس منشأها منطقة الهند الغربية بقدر ترجيح ذلك المنشأ و انتسابه إلى الأراضي المنخفضة بأمريكا الوسطى, وسلالة جواتيمالا القريبة منها, يعتقد أن مكان نشأتها هي المرتفعات الأعلى من ذلك بجواتيمالا و المناطق المتاخمة, هذا الاعتقاد مبنياً على أساس انتشار العشائر البرية لهذه السلالة. و أوراق الطرز المنزرعة من هذه السلالة ليس لها رائحة الينسون, غير أن بوبينو Popenoe(1920), يذكر أن هذه الرائحة توجد بأوراق الطرز البرية. و توجد السلالة المكسيكية على المرتفعات الأعلى بالمكسيك. أوراق هذه السلالة لها رائحة الينسون. هذه السلالات يمكن تسميتها أو التعرف عليها كتحت أنواع أو أصناف كالآتي: 1 - سلالة الهند الغربية P.americana var. americana, 2 - السلالة المكسيكية P.americana var. drymifoila و 3 - سلالة جواتيمالا P. americana var. guatimalenis , هذا التقسيم قائم على أساس التحليلات الكيموحيوية و الفصل الكهربي للإنزيمات.
وكنتيجة لطبيعة التلقيح المفتوح و الخلط الوراثي لهذه السلالات. بالإضافة للانتخاب الذي مارسه الإنسان و استزراع تلك السلالات, فهناك العديد من الهجن حتى أن بعض الأصناف الأساسية التجارية المشهورة هي في الأصل من بين هذه الهجن, أو يمكن القول بأنها هجينية المنشأ.
وحالياً تزرع الأفوكادو على نطاق تجاري واسع, ليس في الولايات المتحدة الأمريكية و المناطق الاستوائية الأمريكية و الجزر الكبيرة في الكاريبي فقط, بل تزرع أيضاً في الفلبين, أستراليا, نيوزيلاند, مدغشقر, موريشيوس, المادييرا وجزر الكناري, الجزائر, أفريقيا الاستوائية, جنوب أفريقيا, جنوب أسبانيا, جنوب فرنسا, صقلية, كريت, إسرائيل و مصر.
٭ الظروف البيئية:
أولاً: المناخ
بغض النظر عن مكان النشأة, فقد أظهرت الأفوكادو تأقلمها على مدى واسع من النطاقات المناخية, بداية من الاستوائية وحتى خط عرض ◦30 جنوب و شمال خط الاستواء. هذا النطاق أو المدى الواسع قد يرجع إلى الاختلافات الوراثية الكبيرة بين الثلاثة سلالات.
- الأمطار
معظم أصناف الأفوكادو حساسة لجهد الماء ( نقص الماء) و الرطوبة الزائدة الناتجة عن الصرف غير الجيد. و في هاواي, تنمو الأشجار جيداً تحت معدل هطول أمطار سنوي يقدر بحوالي 3125 مم, ويعود ذلك و بصفة أساسية لنظام الصرف الممتاز. وعموماً, وجد أن معدل هطول الأمطار السنوي المناسب يتراوح بين 1250 مم و 1750 مم مع انتظام توزيع هذه الكميات خلال السنة. وتتصف جميع مناطق زراعة الأفوكادو تقريباً بوجود فترات جفاف و رطوبة, مما يتطلب معه توفير طرز ري إضافي.
وتجدر ملاحظة أن النورات الزهرية للأفوكادو لا تضار بالكميات المعقولة من هطول الأمطار, على الرغم من أنه من المفضل الظروف الجافة نوعاً خلال فترة التزهير. وجذور الأشجار سطحية أو ضحلة (غير متعمقة في التربة), ومن ثم فإن استمرار وجود حالات الجفاف خلال المرحلة الحرجة من تزهير الأشجار و عقد الثمار, يمكن أن يسبب تساقط الأزهار و الثمار الصغيرة. ويعتقد أن أصناف سلالة الهند الغربية أكثر تأقلماً لهطول الأمطار الغزير بفصل الصيف, في حين أن السلالة المكسيكية أكثر تحملاً للجفاف و نقص الرطوبة.
- الحرارة
سلالة الهند الغربية هي أفضل السلالات تأقلماً للمناخ الرطب الدافئ و الغزير الأمطار و متوسط درجات حرارة امثل يتراوح بين 25 - 28◦م. ودرجات الحرارة الأعلى من ذلك تحد من عملية التخليق الضوئي و تقلل من المحصول. هذه السلالة حساسة للبرد أو الصقيع, و أن المجموع الخضري يتحمل البرودة حتى درجة 1.5◦م. و في المكسيك لوحظ أن الأشجار البالغة تتحمل درجات الحرارة المنخفضة حتى - 4◦م, إلى - 5◦م دون حدوث أضرار للأوراق و الخشب, غير أن الأزهار تضار. أما سلالة جواتيمالا, فهي تأقلمت على المناخ الاستوائي البارد, غير أنها أقل تحملاً للبرودة عن السلالة المكسيكية, كما يذكر ماك كيلار ومعاونوه McKellar et al. (1992). كما يذكر بوير Bower ( 1981) أن الأصناف أظهرت تحملاً للصقيع الخفيف لأقل من - 2◦ م, غير أن الأزهار تتعرض للأضرار حتى لو كان الصقيع خفيف.
وقد وجد بالملاحظات و التجارب أن درجة 15 - 20◦م ليلاً و درجة و 20◦م نهاراً كانت الأفضل على الإطلاق لتطور الأزهار, نمو الأنابيب اللقاحية و تطور الجنين.
و عموماً فإن الرطوبة التي تتعدى 50 ٪ مرغوبة, خاصة خلال فترة التزهير و مبكراً خلال فترة عقد الثمار. و الهجن الناتجة من تهجين السلالة المكسيكية و سلالة جواتيمالا مثل الصنف فويرت 'Fuerte' أظهرت مدى واسع من تحمل البرودة مقارنة بسلالة جواتيمالا. ويتحمل المجموع الخضري لأشجار هذا الصنف درجات الحرارة الأعلى من - 5◦م, على الرغم من أن الأزهار تضار و ينخفض عقد الثمار جداً عند 17 / 12◦م (ليلاً/نهاراً) و درجات الحرارة التي تتراوح بين 17 / 12◦م و 33 / 28◦م خلال فترة التزهير, يمكن أن تعيق أو تمنع نمو الأنبوبة اللقاحية و نمو الجنين, مما ينتج عنه ثماراً غير مخصبة و بالتالي غير متطورة. وقد تطول دورة التزهير عن المعتاد نتيجة الحرارة المنخفضة إلى 36 و 20 ساعة.
- الفترة الضوئية
يبدو أن طول النهار ى يشكل أهمية تذكر, حيث أنه لم يشار في أية دراسات عن أهمية الفترة الضوئية ومدى استجابة أشجار الأفوكادو لها.
- الرياح
تضار أشجار الأفوكادو بسهولة بتأثر الرياح, نتيجة لسهولة تقصف الأفرع. و قد تسبب الرياح المتوسطة أضراراً للأشجار, و عليه فإنه إذا لم تكن الأشجار منزرعة في منطقة محمية من تأثيرات الرياح, وجب زراعة أشجار مصدات الرياح حول البستان لدرء خطر الرياح و تأثيراتها الضارة.
ثانياً: التربة
تنمو أشجار الأفوكادو في مدى واسع من طرز التربة, من أراضي عميقة من أصل بركاني, طميية رملية, جيرية و أنواع أخرى من التربة. و يجب ضبط قيم الجهد الهيدروجيني pH للتربة في حدود 5 - 7. و نظراً لأن الأشجار حساسة جداً لعفن الجذور, فإنه يلزم توفير نظام صرف جيد, كما يجب أن يكون مستوى سطح الماء الأرضي على بعد مناسب من سطح التربة.
و تظهر أشجار الأفوكادو تحملاً قليلاً لظروف الملوحة, فقد يظهر على الأوراق احتراق بدرجات متفاوتة نتيجة ري الأشجار بماء يحتوي على عنصر الكلور بتركيز يتراوح بين 150 - 170 ملجم للتر. ويبدو أن شتلات سلالة الهند الغربية أكثر تحملاً للأملاح عن شتلات السلالة المكسيكية, أما شتلات سلالة جواتيمالا فهي وسطاً بين الاثنتان.
٭ القيمة الغذائية و الأهمية الاقتصادية:
راجع مقال الأهمية الاقتصادية و القيمة الغذائية و الطبية لثمار الأفوكادو.
٭ الوصف النباتي (الخضري):
تختلف شجرة الأفوكادو في شكلها و حجمها من مرتفعة قائمة النمو إلى منتشرة متسعة متعددة السيقان. وقد يصل ارتفاع الشجرة إلى 15 - 18 متر. ويبلغ قطر جذع الشجرة 30 - 60 سم وقد يكون اكبر من ذلك في الأشجار الكبيرة السن. و على الرغم من تصنيفها كشجرة دائمة الخضرة, إلا أن أشجار بعض الأصناف تسقط أوراقها خلال فترة التزهير, هذه الوراق يمكن للشجرة من استعاضتها بسرعة من الأفرخ الطرفية. و هناك بعض الأشجار تسقط أوراقها تدريجياً, ومن ثم لا تظهر الأشجار عارية من الأوراق كليةً. الأوراق لونها اخضر داكن, لامعة من السطح العلوي, مبيضة من السطح السفلي, وتخرج في ترتيب حلزوني أو متبادل. الورقة رمحية أو بيضاوية مطاولة الشكل؛ يتراوح طولها من 20 - 25 سم و اتساعها من 10 - 13 سم. تخرج النموات الحديثة في دورات. أوراق السلالة المكسيكية لها رائحة الينسون القوية.
و دورات نمو الجذور و الأفرخ تحدث بالتبادل في دورات كل 30 - 60 يوماً, وقد يستمر نمو الجذور خلال العام في المناطق تحت الاستوائية, حتى عند أقل معدل له بين الدورات, في حين أن نمو الأفرخ قد يتوقف. وتختلف الفترة الزمنية بين دورات النمو باختلاف المنطقة و الصنف.
الأزهار صغيرة, لونها اخضر باهت أو أصفر - مخضر, تخرج في نورات راسيمية على قمة الفرع. الزهرة لا تحمل بتلات ولكن يوجد محيطين بكل منها 3 فصوص زغبية قليلاً أو كثيراً تمثل الغلاف الزهريperianth . و الزهرة خنثى تحمل 9 أسدية, ستة منها تترتب في محيط خارجي, بينما توجد الثلاثة الباقية في الدائرة الداخلية أو المركز. وعند قاعدة الدائرة المركزية, زوج من الغدد الرحيقية في وضع متبادل مع ثلاثة من أشباه الأسدية التي تفرز الرحيق أيضاً. يوجد بكل سداة أربعة أكياس حبوب اللقاح. أما المتاع الوحيد فيحتوي على كربلة واحدة و بويضة مفردة.
و تتصف زهرة الأفوكادو بسلوك زهري فريد في نوعه, وجميع أصناف و شتلات الأفوكادو - بغض النظر عن السلالة - تقع في واحدة من المجموعتين المكملتين و التي يشار إليهما بالرمزين ( أ ) و ( ب ). أزهار المجموعة ( أ ) تنفتح في الصباح لمدة 2 - 3 ساعات و تسلك سلوك الأزهار المؤنثة وظيفياً, وتكون فيها المياسم بيضاء اللون, في حين تظل المتوك مغلقة. هذه الأزهار تغلق تقريباً عند الظهر, ثم تعاود انفتاحها في اليوم التالي خلال الظهيرة لمدة 3 - 4 ساعات, وهنا تسلك سلوك الأزهار المذكرة, أي أن المياسم غير صالحة وظيفياً. و تنفتح أزهار القسم أو المجموعة ( ب ) عند الظهر كأزهار مؤنثة, المتوك تظل مغلقة. تغلق هذه الأزهار في المساء و تعاود انفتاحها في الصباح التالي كأزهار مذكرة. يطلق على هذه المسلك ظاهرة تفاوت ميعاد نضج الأعضاء الجنسية بالزهرة Dichogamy, وهذا النوع تنضج فيه المياسم قبل الأسدية 'protogynous', في القسمين, و أن جميع الأزهار في قسم ما من القسمين تسلك بتناغم واضح سلوك الأزهار المؤنثة وظيفياً في وقت ما من النهار و كأزهار مذكرة في وقت آخر. والصنف فويرت 'Fuerte' التابع للقسم ( ب ) أقل إنتاجية, بصفة عامة, من الصنف هاس 'Hass' التابع لقسم ( أ ). وربما يرجع ذلك للخلل الشديد الذي يحدث أثناء التزهير نتيجة انخفاض درجات الحرارة خلال تزهير الطراز ( ب ), حيث تسلك معظم الأزهار سلوك الأزهار المذكرة وحيث تغيب الفترة المؤنثة.
الثمرة عنبة أحادية البذرة. تتكون البذرة الوحيدة من فلقتان لحميتان غليظتان تحيطان بجنين. ويتدرج سمك جلدة الثمرة حتى 0٫56 سم تبعاً للصنف, و يتراوح عدد الثغور بالثمرة بين 20000 - 30000 ثغر, و أقل من ذلك العدد بالورقة. ويختلف لون جلدة الثمرة الناضجة بين درجات الأخضر المختلفة إلى الأصفر المخضر و من المحمر إلى الوردي أو القرمزي الفاتح أو الداكن, شكل . و اللب الزبدي القوام ( الميزوكارب) أو الغلاف الأوسط للمبيض يتباين لونه من أصفر مخضر, أصفر زاهي إلى كريمي.
و تتراوح نسبة الزيت بالثمرة من 7٫8 إلى 40٫7 ٪ على أساس الوزن الطازج. و يختلف حجم الثمرة من صغير كما في بعض الطرز المكسيكية, حوالي 227 جرام أو أقل إلى كبير كما في سلالة جواتيمالا, 1٫4 - 2 كيلوجرام. أما فيما يتعلق بشكل الثمرة فيختلف من كمثري, بيضوي أو كروي.
وفي الأصناف التابعة للسلالة المكسيكية و سلالة الهند الغربية, يكتمل نمو الثمار بعد 150 - 240 يوماً من التزهير الكامل, في حين يكتمل نمو الثمرة في الأصناف التابعة لسلالة جواتيمالا بعد أكثر من 250 يوماً. وتتبع ثمار الجميع منحنى النمو السيني sigmoid curve.
٭ التلقيح و الإخصاب و عقد الثمار:
تتصف أزهار الأفوكادو بظاهرة تفاوت ميعاد نضج الأعضاء الجنسية بالزهرة, و تبدو هذه الظاهرة أكثر وضوحاً عندما يسود جو دافئ خلال فترة التزهير. وتناغم حدوث تفاوت نضج الأعضاء الجنسية بالزهرة يحد من فرصة حدوث التلقيح الذاتي و يشجع حدوث التلقيح ألخلطي بين أفراد المجموعات المكملة. و تجدر ملاحظة أن التعرض للشمس, الرياح و التغير في درجات الحرارة, يسبب تذبذب في وقت تفتح الأزهار, مما يطيل من فترة انفتاح الأزهار و الوقت بين فترتي الانفتاح, كما يزيد من التداخل بين التفتح الزهري المذكر و المؤنث على نفس الشجرة. و مع ذلك فوجود درجات حرارة النهار المناسبة (25◦م), ودرجة حرارة الليل الباردة نوعاً (20◦م) يتوافر تداخل كافي في طرز الأزهار, مما يسمح بزيادة فرصة حدوث التلقيح الذاتي الذي قد تتعدى نسبة حدوثه أكثر من 93 ٪. و احتمال التلقيح الذاتي تزداد أو يمكن إسراعها بطول فترة حيوية اللقاح. حيث يذكر دافينبورت و مساعدوه Davenport et al. (1994) أن ميسم الزهرة يظل أبيض اللون ومستعداً لتلقي اللقاح في اليوم الثاني. و على الرغم من هذه الحقيقة, فقد أوضحت بعض الدراسات أن هناك معدل مرتفع نسبياً من التلقيح الذاتي, فإن معظم البحاث يفضلون زراعة أصناف ملقحة متوافقة مكملة من القسمين مع بعضها بنفس البستان بهدف زيادة نسبة عقد الثمار. ويمكن تلقيح أزهار الأفوكادو بواسطة الحشرات على الرغم من احتمال قيام الرياح بهذه العملية. فالحشرات قادرة على حمل كتل اللقاح اللزج ونقلها من زهرة لأخرى و إحداث التليقح.
و هناك بعض الأصناف الأكثر كفاءة و تأثيراً في زيادة نسبة عقد الثمار أكثر من غيرها. وربما يدل ذلك على وجود درجات مختلفة من عدم التوافق بين الأصناف, فهناك بعض الأصناف المكملة تتفوق على غيرها. فالأصناف التابعة للسلالة المكسيكية أكثر فاعلية كملقحات في كاليفورنيا و بعض المناطق الأخرى, في حين أن الأصناف التابعة لسلالة جواتيمالا أكثر تأثيراً بولاية فلوريدا, نظرا لدرجة التحمل العالية للبرودة التي تتمتع بها حبوب اللقاح, مما يحسن من فرصة إخصاب البويضات و زيادة نسبة العقد. وتحت ظروف الجو الدافئ, تكون هجن سلالة الهند الغربية هي أفضل مصدراً للقاح, و ربما يرجع ذلك لتحمل اللقاح لدرجات الحرارة العالية. ومع ذلك فإن نسبة العقد قد تكون مقياساً غبر حقيقي للحكم على مجموع الثمار التي ستصل لاكتمال حجمها, بسبب أن جميع الأصناف تفقد الأزهار و الثمار الحديثة العقد بغض النظر عن عملية التلقيح.
و عقب التلقيح, يحدث تساقط الثمار. كنتيجة لعدم إتمام عملية التلقيح على الوجه الأمثل و زيادة النمو الخضري. وربما يكون هناك مدداً كافياً من المواد الكربوهيدراتية المتاحة لتدعيم النمو و تطو الثميرات الصغيرة و الأوراق الحديثة. هذا المدد خلال المرحلة المبكرة من تطور الثمار لا يحد من تطور الثمار أو ينشط من تساقطها. ومع ذلك فإن نقص النمو الكافي لأفرخ الربيع, نتيجة للتنافس, إنما يعني أن عقد الثمار ومراحل النمو المبكرة للثمار سوف يعتمدان كليةً على الأوراق المسنة أو الكبيرة و مخزون المواد الكربوهيدراتية والتي ربما تكون قد استنفذت من جراء التزهير. وتعد دورة النمو الخضري القريبة من ميعاد جمع الثمار هي المحدد الهام و الحرج للنمو النهائي للثمرة, تراكم الكربوهيدرات وزيادة مخزونها و نمو الجذور.

٭ التكاثر:
البذرة: عادة ما تفقد البذور حيويتها خلال شهر واحد. ويمكن تخزين بذور الصنف لولا لمدة تتعدى خمسة أشهر وذلك بحفظها في أكياس من البوليثيلين غير المثقب, و تحفظ على درجة 54٫4م, مما يؤكد إمكانية تخزين بذور أصناف أخرى تنضج في مواسم مختلفة لزراعات مستقبلية. و تنبت البذور الطازجة بعد 4 - 6 أسابيع, ويقوم الكثيرون من سكان الحضر بتنبيت بذور الأفوكادو في أكواب أو أوانٍ زجاجية مناسبة بهدف الحصول على نباتات جديدة تزين بها مكاتبهم, ويتم ذلك - كما قمت بها - بغسل البذرة ثم تمرير عود من الخشب المستخدم في تسليك الأسنان خلال النصف المركزي للثمرة, كما يمكن تمرير عودين متعامدين ثم توضع البذرة في وضع رأسي و قمتها لأعلى بحيث يرتكز العود الخشبي على حافة الكوب و يدعم وضع البذرة و يسمح بغمر جزء منها في حدود 2 - 3 سم في الماء. وبعد تكوين الأوراق و الجذور (2 - 6 أسابيع), تغرس النباتات الجديدة في التربة أو في أية آنية تحتوي على بيئة مناسبة. و من تجربة المؤلف وجد أنه خلال فترة غمر البذرة بالماء تكون نسيج من الكالس بين الورقتين الفلقيتين, ونتج عن ذلك تطور بادرتين توأم, شكل (1).

لا ينصح باستخدام البذور كوسيلة إكثار وذلك بسبب الإنعزالات الوراثية التي قد تؤدي لإنتاج نسل جديد يختلف عن بعضه البعض, كما يختلف عن النبات الأم مصدر البذور في الكثير من الصفات الخضرية, الزهرية و الثمرية. ومع ذلك فإن للبذرة دوراً هاماً عند الحاجة لإنتاج أصناف جديدة من خلال عمليات التهجين ببرامج التربية و عند الرغبة في إنتاج أصول للتطعيم عليها.
التكاثر الخضري: استخدمت طريقة البرعمة الدرعية لعديد من السنوات بولاية فلوريدا, غير أن هذه الطريقة تحتاج لمهارة خاصة بالقائمين بها, كما انها ليست ناجحة بالنسبة لجميع الأصناف, فهناك أصناف يسهل إكثارها بهذه الوسيلة و هناك البعض الأخر لا تنجح معه. و عليه فقد تم إحلال طرق التركيب السوطي, الجانبي أو التركيب بالشق بدلاً من الطريقة السابقة.
و العقل الساقية في حالة الأفوكادو صعبة التجذير. فعقل الأصناف التابعة لسلالة الهند الغربية, يمكنها أن تجذر بسهولة إذا ما أخذت من قمم الأفرخ أو الأفرخ الجانبية للشتلات الصغيرة السن. و في الصنف بولوك 'Pollock' وجد أن العقل نصف الغضة المأخوذة من أفرع صغيرة ثم عوملت بحمض الجبريليك وكذلك العقل المأخوذة من الصنف لولا أعطت جذور بنسبة نجاح تتراوح بين 50 - 60 ٪. و في ترينداد, وجد أن معاملة العقل بإندول حمض البيوتريك IBA رفع نسبة النجاح إلى 66 - 83 ٪. كما أمكن تجذير عقل الصنف فيوتشس - 20 'Fuchs-20' بإسرائيل تحت ظروف الضباب (الرزاز) بنسبة 40 إلى 50 أو حتى 70 ٪.
كما أن عقل المنتخب الإسرائيلي 'G.A.13' نجحت في تكوين جذور بنسبة تتراوح بين 70 - 90 ٪ تحت ظروف الري الرزازي mist, عند محاولة إنتاج أصول أفوكادو تتحمل الملوحة و الجير الزائد بالتربة.
وفي محاولة لكادمان و بن ياكوف Kadman and Ben - Ya'acov (1970), استخدام العقل المورقة تحت نظام الري الضبابي أو الرزازي, وجدا أن بعض التراكيب الوراثية يمكنها التجذير بنسب نجاح متفاوته حتى 100 ٪ و أيضاً تحت أية ظروف خاصة, في حين أن عقل البعض الآخر لم تجذر أو قد تعطي جذوراً بصعوبة بالغة. ويمكن القول أنه بصفة عامة أن عقل الأصناف التابعة لسلالة الهند الغربية و التي تتحمل الملوحة بشدة, تتكون عليها الجذور بصعوبة شديدة. كما أن العقل المجهزة من أشجار بالغة يصعب تكوين الجذور عليها, و إن تكونت, فإنه يلزم لتكوينها فترة زمنية تتراوح بين 4 - 10 أشهر. أما العقل المجهزة من شتلات عمرها عام واحد, فهذه تعطي نسبة تجذير عالية خلال 4 - 12 أسبوع. كما وجد من الملاحظات أن توفير 50 ٪ كثافة ضوئية خلال نظام الرزاز المتقطع في الصيف, أعطت أفضل تجذير عما لو عرضت العقل للإضاءة الكاملة.

و يستخدم الترقيد الهوائي في بعض الحالات, غير أن درجة النجاح تتباين من صنف لآخر, فالأصناف التابعة للسلالة المكسيكية أكثر مقدرة على تكوين الجذور على الأفرع المرقدة مقارنة بالأصناف الأخرى. و أفضل وقت لإجراء الترقيد الهوائي هو الربيع و بداية الصيف.
٭ زراعة البستان:
لا تختلف طريقة إعداد أرض بستان الأفوكادو عن طريقة إعداد البستان لأية فاكهة أخرى, غير أنه من الأهمية بمكان إنشاء نظام صرف جيد و التخلص من الطبقات الصماء تحت سطح التربة على بعد 50 سم على الأقل. كما يجب ضبط قيمة الجهد الهيدروجيني pH للتربة, و قد يجرى ذلك في المراحل النهائية من إعداد التربة. كما يمكن زراعة أرض البستان ببعض محاصيل التغطية مثل البقوليات كالفول, الفول السوداني و غيرها قبل زراعة البستان بمدة عام واحد, بهدف زيادة محتوى التربة من المواد العضوية.
تنقل شتلات الأفوكادو المطعومة من أرض المشتل بصلايا, أو تنقل بإناء الزراعة الذي كان الأصل منزرع به أو بأكياس البوليثيلين. وعند الغرس تزال أكياس البوليثيلين من حول المجموع الجذري الذي لا بد أن يكون محاطاً تماماً بالطين أو البيئة التي كان منزرعاً بها. ويجب أن تكون الجور المعدة لاستقبال الشتلات رطبة وليست غدقة. و في المناطق الجافة, تروى الجور قبل عملية نقل الشتلات بعدة أيام. أم في المناطق الاستوائية, يمكن نقل الشتلات في موسم الجفاف, إذا ما كان الري متاحاً؛ و إلا تنقل الشتلات في بداية موسم الأمطار.
تختلف طبيعة نمو الشجرة باختلاف الأصناف (منتشرة أو قائمة), قوة الأصل المستخدم, الظروف البيئية و طبيعة التربة, هذه العوامل جميعها تحدد الحجم النهائي للشجرة البالغة ومن ثم تؤثر على مسافات الغرس بين الأشجار و كذلك بين صفوف الشجر و استمرار إنتاجية البستان. و أحياناً تستخدم المسافات المتقاربة بين الأشجار على أن تخف بعد ذلك بغية الحصول على أكبر عدد من الأشجار يحقق الفائدة القصوى لوحدة المساحة. غير أن الأبعاد التقليدية بين الأشجار و بين الصفوف و المتبعة عادة في معظم مناطق زراعة الأفوكادو, كما هي الحال بفلوريدا هي 7٫5 - 10٫5 متر بين الأشجار و 7٫5 - 12 متر بين الصفوف. و في مصر تغرس الأشجار على أبعاد 7 × 7 متر, و قد تزداد الأبعاد عن ذلك حسب الصنف المزمع زراعته, ففي الأصناف القوية مثل الصنف نابال تغرس الأشجار على 10 × 10 متر, و في حالة الأصناف الضعيفة أشجارها, مثل الصنف ليون, تغرس الأشجار على أبعاد أقل. وتحقق المسافات الضيقة (4٫5 - 6 متر بين الأشجار و 6 - 7٫5 متر بين الصفوف) محصولاً مرتفعاً عندما تكون الأشجار صغيرة السن. و في جنوب أفريقيا تغرس أشجار الصنف فويرت على أبعاد 7٫5 × 7٫5 متر ( 71 شجرة / فدان) أو (177 شجرة / هكتار), بينما تغرس أشجار الصنف هاس على أبعاد 7 × 7 متر ( 82 شجرة / فدان) أو (204 شجرة / هكتار), و بالنسبة لأشجار الصنف الأخير فإنه يلزم خف أو تطويش الأفرع. و في حالة الغرس على مسافات ضيقة و باستخدام الطريقة الرباعية, يتم خف الأشجار بإزالة أشجار كل ثاني صف قطري.
و يجب غرس أشجار صنف ملقح بين أشجار الصنف الأصلي بطريقة مناسبة تبقي على النسبة المطلوبة من أشجار الصنف الأصلي إلى أشجار الصنف الملقح حتى بعد عملية الخف هذه, و على العموم فإن أفضل نسبة هي شجرة واحدة من الصنف الملقح لكل تسعة أشجار من الصنف الأصلي. و لاشك أن زراعة أشجار من الصنف الملقح مختلطة مع أشجار الصنف الأصلي تزيد من نسبة عقد الثمار في بعض الأصناف التي ربما لا يوجد بها لقاح مثل أحد الأصناف القديمة بفلوريدا (كولينسون 'Collinson') أو أي صنف آخر ينتج القليل من اللقاح. ومن أهم الأصناف التي تعد مصدراً ممتازاً للقاح هو الصنف إتينجر 'Ettinger' الذي يزرع مختلطاً مع الصنف هاس بنفس البستان.
٭ المعاملات الزراعية:
- الري:
تستطيع شجرة الأفوكادو تحمل إجهاد الماء (الجفاف) أو زيادة الرطوبة, خاصة إذا ما كان الصرف غير كافي. ومن المعروف أن العطش أو تعرض الشجرة لظروف الجفاف عادة ما يؤدي إلى نقص المحصول, صغر حجم الثمر و ضعف قوة الشجرة. وعلى كل الأحوال؛ يلزم توفير قدر من الرطوبة المناسبة حول المجموع الجذري للشجرة, وتجدر ملاحظة أن ظروف البستان التي تتمثل في: الصرف, كثافة الأشجار, حجم قمة الشجرة, الظروف الجوية و سجلات الري السابقة, جميعها تقدم مساعدة جيدة في اتخاذ قرار يتعلق بكمية ماء الري المضافة للبستان و تكرار مرات الري. كما أن البيانات المتعلقة بالبخر و النتح و استعمال أجهزة التنشيوميتر تقدم وسيلة جيدة وحكماً قاطعاً في تحديد وقت الري.
و تحتاج الأشجار الصغير, غير المثمرة إلى ريات خفيفة متكررة, أما الأشجار البالغة و التي وصلت لسن الحمل فهذه تتحمل طول الفترات الزمنية بين الريات و بعضها بشرط عدم الوصول لنقطة إجهاد العطش. و تعطى الشجرة 50 ٪ فقط من احتياجاتها المائية في منتصف موسم البرد و الربيع بهدف تشجيع التزهير و ليس النمو الخضري. ويعاود الري طبيعته أثناء تطور الثمار.
و في الأراضي المستوية, يمكن استخدام طريقة الري بالقنوات أو الري بالرش. كما يستخدم الري بالتنقيط, و تحتاج الشجرة الواحدة إلى ثمان منقطات أو أكثر موزعة حول الشجرة.
- التسميد:
تختلف برامج التسميد من منطقة لأخرى, و ذلك لاختلاف المناخ, طبيعة التربة, الصنف و المعاملات الزراعية المختلفة. ولقد بذل العديد من المحاولات لتحديد المستويات الحرجة من المغذيات الورقية بهدف تنظيم عمليات إضافة العناصر الغذائية الصغرى و الكبرى. ولقد توصل البحاث للمستويات المناسبة من الأسمدة الورقية الكبرى على النحو التالي؛ نيتروجين (N) = 1٫6 - 2 ٪ , فسفور (P) = 0٫07 - 0٫20 ٪ , بوتاسيوم (K) = 0٫75 - 2٫0 ٪, كالسيوم (Ca) = 1٫0 - 3٫0 ٪ و مغنيسيوم (Mg) = 0٫25 - 0٫50 ٪. أما مدى العنصر الدقيقة فهو؛ الحديد (Fe) = 50 - 200 جزء في المليون, الزنك (Zn) = 50 - 150 جزء في المليون و المنجنيز (Mn) = 30 - 70 جزء في المليون.
و من الصعب تحديد المستويات الحرجة نتيجة للتذبذب الكبير في المحصول بين الأصناف. و يبدو أن النيتروجين هو العامل الأساسي المحدد للمحصول, نظراً لأنه العنصر الوحيد الذي يظهر علاقة خطية مع المحصول, فقد وجد أن أقصى محصول ثمار للصنف فويرت يتأتى عندما يصل مستوى هذا العنصر لقيم متوسطة أو معقولة, وينقص المحصول عندما يزيد أو ينقص مستوى النيتروجين بالأوراق عن هذه القيم المتوسطة. ففي الصنف فويرت, و جد أنه إذا تراوح مستوى النيتروجين بالورقة بين 1٫6 -2٫0 ٪ في أواخر الصيف فإن المحصول يكون مرتفع. و لا يوصي بالتسميد الآزوتي خلال موسم البرد, بل تؤجل الإضافة حتى حلول دورة نمو الأوراق و الجذور في الصيف. هذه الإضافة لا بد و أن تشتمل على الفسفور و البوتاسيوم أيضاً, أما الإضافة التالية للفسفور و البوتاسيوم فتتم بالقرب من ذروة عقد الثمار.
و بالنسبة للأفوكادو - كما هي الحال بالنسبة لمعظم الفواكه الأخرى - فإن ارتفاع قيمة الجهد الهيدروجيني pH إلى 7 أو أكثر, يولد مشاكل نقص عنصري الحديد و الزنك, العرض الذي يسمى الاصفرار الناتج عن زيادة الجير بالتربة. و في هذه الحالة يضاف الحديد في صورة مخلوبة لتصحيح أعراض نقصه أو يرش المجموع الخضري به. و في فلوريدا, حيث تظهر مشاكل أعراض نقص عناصر الحديد, الزنك و المنجنيز, فعادة ما يضاف محلول مخلبي يشتمل على هذه العناصر مجتمعة لماء الري الذي يسري من خلال نظام الري بالتنقيط. و تظهر أعراض نقص عنصر البورون (B) في بعض أنواع التربة, ويبدو أن الصنف شارويل 'Sharwil' أكثر الأصناف حساسية لنقص هذا العنصر.
و في مصر, تضاف الأسمدة العضوية بواقع 6 م3 للفدان - هذه الكمية تضاف في فصل الشتاء - كما يضاف الآزوت الصافي بمعدل 1 كيلوجرام للشجرة, تضاف هذه الكمية على دفعتين خلال موسم النمو, كما قد تضاف الأسمدة الفوسفاتية و البوتاسية في نهاية شهر فبراير, إذا كانت التربة ضعيفة. هذا و تجب ملاحظة عدم الإسراف في إضافة السماد الآزوتي للأشجار الصغيرة السن و التي لم تصل بعد لسن الحمل, لأن ذلك يدفع الشجرة نحو النمو الخضري و يؤخر وصولها لمرحلة حمل الثمار.
٭ التقليم:
يجب قصف قمم الأفرخ النامية للأشجار الصغيرة بغية الحصول على قمة مندمجة. و تستمر هذه المعاملة حتى بلوغ الشجرة أقصى ارتفاع لها. أما الأفرع السفلية فيمكن إزالتها إذا ما كانت في وضع يتعارض مع المعاملات الزراعية مثل الري و التسميد و خلافه. و عموماً يجرى التقليم على الأشجار الصغيرة منذ غرسها بهدف تكوين هيكل قوي للشجرة يستطيع تدعيم المحصول فيما بعد. و تجب مراعاة أن يكون تقليم الأشجار الصغيرة خفيفاً, حيث أن زيادة شدة التقليم تعمل على دفع الشجرة تجاه النمو الخضري و تأخير وصولها لسن حمل الثمار. و في حالة الأشجار البالغة و التي وصلت لسن الحمل؛ تنحصر عملية التقليم في التخلص من الأفرع الحافة, الميتة و المصابة بالآفات, كما تزال السرطانات النامية على ساق الأصل. كما تتحدد طريقة التقليم أيضاً بإختلاف الأصناف؛ ففي الأصناف القائمة النمو مثل الصنف بولوك, يقلم الفرع المركزي لدفع و تشجيع النمو الجانبي و تكوين قمة منتشرة, أما في حالة الأصناف المنتشرة النمو, كما هي الحال في الصنف فويرت يلزم خف الأفرع أو تقصيرها.
٭ مكافحة الحشائش:
أشجار الأفوكادو الصغيرة السن حساسة جداً لمبيدات الحشائش, من ثم كانت المكافحة اليدوية لإزالة الحشائش هي أفضل الطرق, و في هذه الطريقة تنزع الحشائش النامية حول الشجرة باليد و تكرر سنويا. كذلك يمكن تغطية أرض البستان بغطاء من البوليثيلين الأسود, هذه الطريقة فاعلة في القضاء على الحشائش الحولية العريضة ولكنها ليست مؤثرة على الحشائش المعمرة. و في البساتين المثمرة, يوفر المجموع الخضري للأشجار المتجاورة كمية مناسبة من الظل تعيق نمو الحشائش. و فيما بين صفوف الأشجار و في المنتصف يمكن التخلص من الحشائش عن طريق العزيق السطحي أو باستخدام مبيدات الحشائش. و يجب تجنب العزيق العميق, خاصة بجوار الأشجار, حتى لا تضار الجذور المغذية الضحلة.
٭ المحصول و جمع و تداول الثمار:
يختلف المحصول تبعاً لاختلاف الأصناف, عمر الشجرة, طبيعة التربة و الظروف البيئية. حيث تعطي شجرة الصنف جانتير 'Ganter' حوالي 20 كيلوجرام من الثمار في العام, وتعطي شجرة الصنف نابال حوالي 32 كيلوجرام, و شجرة الصنف بنيك 'Benik' 53 كيلوجرام, و شجرة الصنف ديوك 'Duke' 76 كيلوجرام و شجرة الصنف أناهيم 'Anaheim' 100 كيلوجرام ثمار في العام. وتعطي الزراعات المتكاثفة بجنوب فلوريدا محصول مقداره 11000 كيلوجرام / هكتار (4400كيلوجرام / فدان) بالبساتين الصغيرة و ضعف هذه الكمية تقريباً عند حلول ميعاد خف الأشجار إلى النصف (مورتون Morton, 1987).
ومن المعروف أن الثمار لن تنضج إذا بقيت على الأشجار, وذلك بسبب وجود مثبط ما بعنق الثمرة. ويعتقد بعض الزراع أنه يمكن جمع المحصول بأكمله عند سقوط بعض الثمار المكتملة النمو عل سطح التربة, غير أن هذا الدليل لا يعتد به وذلك بسبب أن طول فترة التزهير تؤدي لوجود ثمار في مراحل مختلفة من التطور على نفس الشجرة و في ذات الوقت. و لا شك أن أكبر الثمار حجماُ تجمع أولاً, غير أن المشكلة لا زالت قائمة وهي متى تصل هذه الثمار الكبيرة الحجم لاكتمال نموها ( اكتمال النمو الأمثل الذي يعقبه نضج أفضل). و إذا ما جمعت الثمار وهي مكتملة النمو و محتفظة بصلابتها, فيمكن إنضاجها خلال 1 - 2 أسبوع على درجة حرارة الغرفة. و في حالة ترك الثمار على الأشجار لفترات زمنية طويلة, فهذه الثمار يمكن أن تساقط على سطح التربة بفعل الرياح و تتعرض للفساد.
و في ولاية فلوريدا توجد مستويات معينة تحدد درجة اكتمال نمو الثمرة وصلاحية عرضها بالأسواق, ومن هذه المستويات أو المحددات وزن الثمرة و الوقت من السنة لكل صنف على حدة, ومن ثم لن تصل للأسواق تلك الثمار التي لا تحقق المستويات المطلوبة. فالثمار غير المكتملة النمو, لن تنضج و تتكرمش جلدتها و يتغير لونها. وثمار معظم أصناف سلالة الهند الغربية سوف تنضج بصورة طبيعية إذا ما جمعت الثمار و كانت كثافتها النوعية 0٫96 أو أقل, إلا أن ثمار الصنف والدين 'Waldin' تصل لاكتمال نموها و لا زالت كثافتها النوعية أعلى من 0٫98. و تجمع ثمار الأصناف التابعة لسلالة جواتيمالا و الأصناف الناتجة من تهجين سلالة جواتيمالا مع سلالة الهند الغربية و هي مكتملة النمو و عندما تكون كثافتها النوعية 0٫98 أو أقل. و في كاليفورنيا يحدد اكتمال النمو الفسيولوجي لثمار أصناف باكون, فويرت, هاس و زوتانو بطول, قطر وحجم الثمرة - و ليس الوزن الجاف - و ارتباط نسبة الزيت كأهم القياسات أو الأدلة لتحديد مرحلة اكتمال النمو. وينص قانون كاليفورنيا منذ عام 1925 على أن اقل محتوى من الزيت يكون هو 8 ٪, غير أن محتوى اللب من الزيت يتباين و بدرجة كبيرة من صنف لآخر وتبعاً للنطاق المناخي الذي تنمو فيه الأشجار. وفي حالة ثمار الصنف فويرت, لن تبلغ الثمرة أقصى نكهتها, إلا بعد و صول نسبة الزيت باللب إلى 16 ٪ عند الجمع.
تفصل الثمار من الشجرة مع ترك جزء من العنق طوله في حدود 12مم. ويستخدم لجمع الثمار قضبان من الألمونيوم ينتهي كلٍ منها بسكين حاد على شكل حرف V يقع أسفلها مباشرة كيس لتلقي الثمرة المفصولة. كما يمكن إتباع الجمع الآلي في حالة الأشجار الكبيرة الحجم. و عادة ما يقوم جامع الثمار باستخدام خطاف لإمالة الأفرع المرتفعة في اتجاهه لتسهيل عملية القطف. بعد الجمع وجب تداول و نقل الثمار بحذر و تعبئتها في عبوات خاصة من الكرتون, بحيث ترص الثمار في طبقة واحدة أو اثنتان وإعدادها للشحن. و يمكن تثبيت الثمار في مواضعها بعبوات مبطنة.
وتعتبر ثمار الأفوكادو - خارج أمريكا اللاتينية - ثماراً فاخرة مرتفعة الثمن و ليست في متناول العامة من الناس, ومن ثم تعتمد أسواقها على درجة الثقافة الغذائية للمستهلك و كذلك الدعاية بوسائل الإعلام المختلفة.
و يمكن الإسراع من نضج الثمار وذلك بوضعها في جو يحتوي على غاز الإثيلين بتركيز 10 جزء في المليون لمدة 25 - 49 ساعة بعد الجمع. و تختلف درجة حرارة التخزين بهدف تأخير نضج الثمار بإختلاف الأصناف. فدرجة حرارة التخزين 12٫5, 8 و 4◦م هي الدرجات المناسبة لتخزين ثمار الأصناف التابعة لسلالة الهند الغربية, سلالة جواتيمالا و السلالة المكسيكية على الترتيب و رطوبة نسبية 80 - 90 ٪. وهناك نظم تخزين أخرى مثل التخزين في جو هوائي معدل و التخزين تحت ضغط منخفض تم تقويمها و اختبارها. ففي التخزين في جو هوائي معدل, كان تركيز الأكسجين به 2 ٪ و ثاني أكسيد الكربون 10 ٪ على درجة 4.7◦م و 98 - 100 ٪ رطوبة نسبية؛ أمكن حفظ ثمار الصنف لولا لمدة 60 يوما وهي لا زالت محتفظة بجودتها التسويقية.
٭ الأصناف:
هناك العديد من الأصناف المنزرعة بمناطق مختلفة, و لتسهيل عرض بعض هذه الأصناف, سوف يتم وصف بعض الأصناف التابعة لكل سلالة و كذلك الأصناف الناتجة من تهجين السلالات مع بعضها البعض كلٍ على حده:
أ - الأصناف التابعة لسلالة الهند الغربية:
معظم أصناف الأفوكادو المنزرعة بغرب الإنديز, الباهاما, برمودا و المناطق الاستوائية من العالم القديم لا زالت تتبع سلالة الهند الغربية. تتميز ثمار هذه الأصناف بالقشرة الجلدية القابلة للتقشير, اللب الخالي من الحبيبات و المنخفض في محتواه من الزيت. الأوراق خالية من النكهة أو الرائحة, ومن أهم الأصناف التابعة لهذه السلالة:
1 - بولوك 'Pollock': نشأ هذا الصنف بميامي قبل عام 1896 و أكثر تجارياً في عام 1901. الثمرة بيضاوية إلى كمثرية الشكل, كبيرة الحجم جداً و يبلغ وزنها 2٫27 كيلوجرام؛ جلد الثمرة ناعم؛ لون اللب أخضر في المناطق المتاخمة للجلد, يحتوي اللب على 3 - 5 ٪ زيت؛ البذرة كبيرة الحجم وسائبة من التجويف. يمتد موسم نضج الثمار من بداية يوليو حتى أغسطس أو أكتوبر. و على الرغم من أن الشجرة قليلة الحمل, إلا أن الثمار كبيرة الحجم جداً و ذات جودة ممتازة.
2 - روهيل 'Ruehle': أحد شتلات الصنف والدين, زرع بمحطة البحوث الزراعية بالإكوادور 1923 في عام و أكثر لأول مرة في عام 1946. الثمرة كمثرية الشكل, متوسطة الحجم, يتراوح وزنها بين 280 - 560 جرام؛ محتوى اللب من الزيت منخفض (2 - 5 ٪)؛ لون اللب أصفر كريني, مخضر بالقرب من الجلد؛ البذرة كبيرة الحجم و ملتصقة باللب. الشجرة غزيرة الحمل بفلوريدا. يبدأ موسم ظهور الثمار بالأسواق بداية من يوليو بفلوريدا, و يناير بكوينلاند.
3 - روسيل 'Russell': نشأ هذا الصنف بفلوريدا؛ الثمرة كمثرية الشكل عند القمة, ذات عنق طويل يزيد من طول الثمرة الذي قد يبلغ 32٫5 سم, شكل (24)؛ الجلد ناعم, لامع, رقيق و جلدي القوام؛ اللب ذا جودة ممتازة و لونه أصفر كريمي؛ البذرة صغيرة الحجم و سائبة. تظهر الثمار بالأسواق في أغسطس و سبتمبر. تحمل الشجرة محصولاً جيداً, ويفضل زراعة هذه الشجرة بالحدائق المنزلية.
كما أن هناك العديد من منتحبات بورتوريكو مثل: 'Alzamora' 'Avila', 'Faria', 'Garcia', 'Hernandez', 'St. Just'هذا بالإضافة لبعض الأصناف المجهولة النسب مثل: 'Amador', 'Galo', 'Gimenez', 'Torres'و 'Trujillo.

ب - الأصناف التابعة لسلالة جواتيمالا:
يتباين جلد الثمرة بين الرقيق و السميك؛ المحبب و الناعم. ومن أهم أصناف هذه السلالة ما يلي:
1 - أناهايم 'Anaheim': نشأ بكاليفورنيا؛ الثمرة قلبية مسحوبة الشكل؛ كبيرة الحجم؛ الجلد لامع, خشن و سميك؛ اللب جودته معقولة و يصل محتواه من الزيت إلى 22 ٪, غير أنه أقل جودة من لب ثمار الأصناف فويرت, نابال و بنيك. تظهر الثمار في مارس و أبريل بإسرائيل و يوليو و أغسطس بكوينلاند. الشجرة اسطوانية الشكل, قائمة النمو و مرتفعة؛ حساسة للبرد, منتظمة الحمل و يصل محصولها السنوي إلى حوالي 100 كيلوجرام أو أكثر بإسرائيل.
2 - لايون 'Lyon': نشأ بكاليفورنيا و أكثر في عام 1911. شكل الثمرة كمثري عريض؛ الثمرة متوسطة لكبيرة الحجم؛ ملمس الجلد خشن نوعاً إلى خشن, لونه أخضر لامع ويوجد عليه الكثير من البقع المصفرة أو الحمراء - البنية اللون, الجلد متوسط السمك و سهل التقصف؛ اللب مرتفع الجودة, لونه مخضر بالقرب من الجلد؛ البذرة صغيرة لمتوسطة الحجم, مرتبطة جيداً باللب. تظهر الثمار بالأسواق من أبريل إلى أغسطس بكاليفورنيا. تبلغ الأشجار سن الحمل مبكراً و الشجرة غزيرة الإثمار.
3 - ريد 'Reed': ظهر كشتلة يعتقد أو يحتمل أن تكون هجين نتج من تهجين الصنفين أناهيم و نابال 'Anaheim' X 'Nabal' بكاليفورنيا. الثمرة كروية الشكل؛ متوسطة لكبيرة الحجم, يتراوح وزنها بين 227 و 510 جرام؛ الجلد خشن نوعاً, متوسط السمك؛ لون اللب كريمي, غني, جودته ممتازة؛ البذرة صغيرة لمتوسطة الحجم, ملتصقة باللب. تظهر الثمار بكاليفورنيا من يوليو إلى أكتوبر ومن فبراير إلى أبريل بنيوزيلاند, حيث يعد كأحد الأصناف الواعدة. الأشجار قائمة النمو, ومن ثم يمكن غرسها على مسافات صغيرة (4٫6 × 4٫6 متر), منتظمة الحمل, تحمل مبكراً.
بالإضافة لما سبق ذكره من أصناف, فهناك العديد من الأصناف الأخرى التابعة لهذه السلالة و لا تقل أهمية عنها. هذه الأصناف تنتشر زراعتها في الكثير من مناطق زراعة الأفوكادو بالعالم. وتضم هذه الأصناف ما يلي: 'Linda', Macarthur', 'Nimlioh', 'Panchoy', 'Pinkerton', ' Schmidt', ' Sharpless', 'Solano', 'Spinks', 'Taft', 'Tonnage', 'Wurtz' و غيرها الكثير.

ﺟ- الأصناف الهجين الناتجة من تهجين السلالتين جواتيمالا و الهند الغربية ( GUATEMALAN X WEST INDIAN hybrids):
1 - بوث 7'Booth 7' : بذرة زرعت بفلوريدا عام 1920, أكثرت تجارياً في عام 1935. الثمرة كروية بيضية الشكل؛ متوسطة الحجم؛ الجلد خشن نوعاً, سميك, سهل التقصف, لونه أخضر فاتح؛ اللب زبدي القوام, لونه أصفر كريمي في معظم أجزائه, مخضر قليلا بالقرب من الجلدة, يتراوح محتواه من الزيت بين 7 إلى 14 ٪؛ البذرة متوسطة الحجم وملتصقة بالتجويف. الشجرة جيدة الحمل.
2 - كولينسون 'Collinson': الثمرة بيضاوية عريضة إلى مطاولة الشكل؛ كبيرة الحجم؛ الجلد ناعم؛ اللب ذا نكهة ممتازة, يحتوي على 10 - 16 ٪ زيت؛ البذرة متوسطة الحجم و ملتصقة باللب. الشجرة غزيرة الحمل في حالة زراعتها مختلطة مع أشجار أصناف أخرى. يتلون اللب حول البذرة بلون داكن عند تخزين الثمار في غرف مبردة.

 

 

3 - فوتشز 20 'Fuchs-20': أحد منتخبات الصنف فوتشز بإسرائيل. الثمرة بيضاوية الشكل؛ متوسطة لكبيرة الحجم؛ الجلد ناعم, لونه أخضر, تظهر عليه عديسات صفراء اللون عند نضج الثمر؛ أللب نكهته ممتازة. الشجرة قوية النمو ولكنها قليلة الحمل. تختلف الشتلات في مدى تحملها للملوحة, غير أن العقل المأخوذة من منتخبات تتحمل الملوحة تظهر أداءً جيداً تحت ظروف الملوحة.
هذا بالإضافة للعديد من أصناف الهجن المنتشر زراعتها بمناطق كثيرة من العالم.
د - الأصناف التابعة للسلالة المكسيكية:
تتميز أصناف هذه السلالة بأن جلد الثمرة رقيق و غض؛ البذرة ملتصقة باللب؛ يحتوي اللب على نسبة عالية من الزيت قد تتعدى 30 ٪؛ تتميز الوراق وكذلك النموات الخضرية برائحة الينسون القوية؛ الأشجار أكثر تحملاً للبرد من أشجار السلالات الأخرى أو أشجار الهجن. تزدهر الأشجار بالمكسيك حتى ارتفاع 1800 متر فوق مستوى سطح البحر. ومن أهم الأصناف التابعة لهذه السلالة ما يلي:
1 - ماكسيكولا 'Mexicola': الثمرة صغيرة الحجم (100 - 150 جرام), ذات عنق واضح؛ لون الجلد أخضر مسود, لامع؛ اللب ذا جودة ممتازة, لون اللب أصفر فاتح؛ البذرة متوسطة - كبيرة الحجم. الشجرة مبكرة و منتظمة الحمل, تتحمل الحرارة العالية و البرودة.
2 - نورث روب 'Northrop': أحد شتلات الصنف تافت 'Taft' , زرعت بكاليفورنيا عام 1900؛ و أكثرت عام 1911؛ الثمرة صغيرة الحجم؛ لون الجلد قريب من الأسود؛ جودة اللب عالية و يحتوي اللب على 26 ٪ زيت؛ البذرة متوسطة الحجم. لا تحتفظ الثمار بجودتها فترة طويلة, تتدهور نكهة الثمرة إذا وصلت لمرحلة متقدمة من النضج. الشجرة منتظمة الحمل, غير أنها أقل إنتاجية من شجرة الصنف ديوك.
3 - بوبلا 'Puebla': يعد من الأفراد الأصيلة التي تتبع السلالة المكسيكية, غير أن البعض يعتقد أنه هجين ناتج من تهجين سلالة جواتيمالا × السلالة المكسيكية. الثمرة متوسطة الحجم؛ الجلد ناعم, لزنه قرمزي؛ اللب عالي الجودة, يحتوي على 20 ٪ زيت؛ البذرة كبيرة الحجم. لا تحمل الشجرة بانتظام سواء في كاليفورنيا أو إسرائيل, ومن ثم نادراً ما تزرع. و نظراً لقدرة الشجرة على تجمل الظروف المغايرة, ينصح بزراعتها بالحدائق المنزلية.

ﻫ - الأصناف الهجين الناتجة من تهجين سلالة جواتيمالا × السلالة المكسيكية ( GUATEMALAN X MEXICAN hybrids), و تشمل:
1 - فويرت 'Fuerte': هجين طبيعي ظهر بالمكسيك, ثم انتقل لكاليفورنيا عام 1911. الثمرة كمثرية الشكل؛ صغيرة إلى متوسطة أو كبيرة الحجم نوعاً؛ ملمس الجلد خشن نوعاً إلى خشن, الجلد يوجد عليه العديد من البقع الصفراء اللون الصغيرة, رقيق و غير ملتصق باللب؛ اللب لونه كريمي, مخضر بالقرب من الجلد, يبلغ محتواه من الزيت 12 - 17 ٪؛ البذرة صغيرة الحجم, ملتصقة جيداً بتجويف الثمرة. في مصر تنضج الثمار من نوفمبر إلى يونيو, ومن يناير لأغسطس بجنوب كاليفورنيا, من ديسمبر لفبراير بإسرائيل, من أبريل لمايو بكوينلاند و من منتصف أغسطس حتى أكتوبر بنيوزيلاند. الشجرة منتشرة النمو, غزيرة الإثمار, تميل للحمل المتبادل. يعد الصنف الرائد بشيلي. كما أن الثمار تحتل المكانة الأولى بأسواق أوروبا.
2 - هيس 'Hess': زرعت بذوره بكاليفورنيا و سجل في عام 1932. الثمرة كمثرية إلى بيضية الشكل؛ متوسطة الحجم؛ الجلدة جامدة, جلدية, يختلف لونها من قرمزي داكن لأسود تقريباً عند تمام نضج الثمرة, مرن و سميك نوعاً؛ اللب جودته معقولة و يحتوي على 18 - 22 ٪ زيت بصفة عامة و قد تصل إلى أكثر من 35 ٪ في كوينلاند؛ البذرة صغيرة الحجم. تنضج الثمار في منتصف مارس بكاليفورنيا, من نوفمبر ليناير بكوينلاند, من منتصف نوفمبر حتى مارس بنيوزيلاند. تحمل الأشجار بدرجة أفضل من حمل أشجار الصنف نابال في المناطق الباردة من كاليفورنيا؛ غير انها تنمو لإرتفاعات عالية مما يتطلب معه إج

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 4445 مشاهدة
نشرت فى 31 يوليو 2016 بواسطة FruitGrowing

تعرف على شجرة الكاشو و ثمارها و أهميتها الاقتصادية و الغذائية و الصحية
دكتور / عاطف محمد إبراهيم
كلية الزراعة - جامعة الإسكندرية - مصر

شجرة الكاشو (الكاچو) شجرة استوائية دائمة الخضرة, الاسم العلمي هو( Anacardium occidentale) , يمكن أن يبلغ ارتفاع الشجرة حتى 14 متر, غير أن الأشجار المتقزمة منها تبلغ حوالي 6 متر, و هذه تتميز بوصولها إلى سن الحمل و الإثمار مبكراً عن الأشجار العالية الارتفاع, كما أنها تحمل محصولاً غزيراً. و البذرة يطلق عليها في جميع الأحوال (كاشو), تستهلك البذور مباشرة أو تدخل في عمل المقبلات و الوصفات الغذائية أو في عمل جبن أو زبد الكاشو. أما الثمرة و التي يطلق عليها التفاحة فهذه تتميز بلونها الأحمر - الأصفر الفاتح, يمكن أن يدخل لب الثمرة في عمل عصير حلو, عفصي (قابض) أو يقطر لعمل نوع من المشروبات الكحولية. و تدخل نواتج قشرة البذور في الكثير من التطبيقات مثل زيوت التشحيم و الدهانات.
المنشأ (الموطن) الأصلي لهذه الشجرة هي شمال شرق البرازيل, و أهم الدول الرئيسية في إنتاج الكاشو هي فيتنام, نيجريا و ساحل العاج. اشتق الاسم الإنجليزي لها من الاسم البرتغالي caju و الذي اشتق بدوره من الكلمة acajú و التي تعني حرفياً بندقة "nut".

طبيعة النمو و الصفات المورفولوجية:

شجرة الكاشو كبيرة الحجم, دائمة الخضرة يتراوح ارتفاعها بين 10 - 12 متر في العادة, ذات جذع قصير غير منتظم. الأوراق مرتبة ترتيباً حلزونياً, جلدية الملمس, يتباين شكلها بين بيضي إلى إهليلجي, شكل (1), يتراوح طولها بين 4 - 22 سم و عرضها 2 - 15 سم و حوافها ملساء ناعمة. تخرج الأزهار في نورة أو عنقود زهري يبلغ طوله 26 سم, الزهرة صغيرة لونها أخضر فاتح في بداية الأمر يتحول إلى الأحمر. الزهرة مكونة من كأس اسطوانية من خمسة سبلات ملتحمة و خمس بتلات يتراوح طول كل منها 5 - 17 مم, شكل (2). يذكر أن أكبر شجرة كاشو حجماً تغطي مساقط مجموعها الخضري ما يقارب 7500 م2 , هذه الشجرة نامية بالبرازيل.
تنتشر زراعة شجرة الكاشو في الأقطار الاستوائية, غي أنها يمكن أن تتأقلم في نطاقات مناخية متباينة تقع بين خط عرض 25 ◦ شمال و جنوب خط الاستواء, تستغرق الشجرة فترة ثلاث سنوات منذ زراعتها و حتى وصولها مرحلة الإثمار, غير أن المحصول الاقتصادي يبدأ عندما تبلغ الشجرة ثمان سنوات. يبلغ إجمالي محصول الهكتار حوالي 0.25 طن متري و ذلك بالنسبة للأشجار العالية الارتفاع مقارنة بحوالي طن في حالة الأشجار القصيرة (المتقزمة). يمكن إكثار الأشجار بواسطة التطعيم و التركيب.
بلغ الإنتاج العالمي من الكاشو (البندقة داخل الغلاف) حوالي 4.4 مليون طن في عام 2013.

شكل (1)

شكل (2)

الثمرة كاذبة False fruit , بيضاوية كمثرية الشكل , تتطور من ساق و تخت الزهرة, و غالباً ما يطلق عليها تفاحة الكاشو cashew apple, يتباين لونها بين أصفر أو / و أحمر, يبلغ طولها 5 - 11 سم . الثمرة صالحة للأكل و لها رائحة حلوة قوية و طعم حلو. اللب عصيري جداً يتميز بطعمه المنعش و نكهته الاستوائية, و يوصف بأن به رائحة من المانجو و الجريب فروت, جلد الثمرة سهل التقصف و من ثم فهي لا تناسب الشحن و التصدير. تخرج الثمرة الحقيقية في نهاية التفاحة, شكل (3), الثمرة الحقيقية حسلة drupe, كلوية الشكل. يوجد بداخل الثمرة الحقيقية بذرة واحدة تسمى بندقة nut من وجهة النظر الأكلية, شكل (4), تحاط البذرة بقشرة مزدوجة تحتوي على مواد راتينجية حساسة , حمض أكريديك و مدة كيميائية تحدث تهيج في الجلد, تنتمي هذه المادة إلى زيت يسمى urushiol و الذي يعد ساماً و الموجود أيضاً في اللبلاب السام. و تحميص الكاشو بطريقة سليمة يقضي على هذه السمية, غير أنه تجدر الإشارة أن عملية التحميص هذه لابد أن تتم في جو مفتوح, و ذلك لأن الدخان المتصاعد من عملية التحميص عادة ما يكون محملاً بقطرات من urushiol و الذي يسبب تهيج خطير أو شديد في الرئتين مما يهدد الحياة, و يذكر روزين و فورديك Rosen & Fordice (1994) أن الحساسية التي يسببها الكاشو أقل كثيراً من الحساسية التي قد تسببها بعض فواكه النقل الأخرى أو الفول السوداني.

شكل (3): التفاحة باللون الأصفر و البندقة (الثمرة الحقيقية) باللون البني.

شكل (4): الثمار الحقيقية (البذور) بعد التحميص و صالحة للاستهلاك.أهم الدول المنتجة هي:
فيتنام (1,110,800 طن متري), نيجيريا (950,000 طن), الهند (753,000 طن), ساحل العاج (450,000 طن) و بنين (180,000 طن) بمجموع إنتاج عالمي يساوي 4,439,960 طن.
القيمة الغذائية:
توفر كل 100 جرام كاشو خام (البندقة) حوالي 553 كالوري, 67 % من كمية الدهون اليومية الموصى بها, 36% من البروتينات الموصى بها يومياً, 13% ألياف غذائية و 11 % كربوهيدرات, كما يعد الكاشو مصدراً هاماً (> 19% القيمة اليومية الموصى بها) من العناصر الغذائية, التي تشمل النحاس, المنجنيز, الفسفور, و المغنيسيوم( 79 - 110% من المتطلبات اليومية) و الثيامين , فيتامين B6, فيتامين K (32 - 37 % من المتطلبات اليومية), الحديد, البوتاسيوم, الزنك و السلينيوم و هذه توجد بكميات جوهرية (14 - 61 من المتطلبات اليومية), كما تحتوي كل 100 جرام من الكاشو الخام على 113 مليجرام من البيتا - سيتوستيرول . و توضح بيانات الجداول التالية محتوي الكاشو من تلك المركبات:

الفوائد الطبية
أوراق شجرة الكاشو واللحاء وكذلك التفاحة ذات فائدة صحية عظيمة فهي تعمل على قتل البكتيريا والجراثيم، و تعالج الإسهال، وتقليل الإفرازات، كما يقال أنها تعمل على زيادة الرغبة الجنسية، والحد من ارتفاع درجة الحرارة و تقليل مستوى السكر في الدم , كما تقلل من ارتفاع ضغط الدم ودرجة حرارة الجسم. و يعد الكاشو من الأغذية الصحية في جميع أنحاء العالم، حيث يحتوي على مستويات عالية من الحديد والمعادن الأساسية، المغنيسيوم والفسفور والزنك والنحاس المنجنيز، والتي تستخدم في مجال حلول صحية شاملة ووجبات صحية. و تناول الكاشو بطريقة معتدلة ربما تعمل على خفض مستوى البدانة و تقليل الوزن.
كما يعد الكاشو غذاء صحي لمرضى القلب, وذلك بسبب إحنوائها على مستويات عالية من الأحماض الدهنية غير المشبعة الأحادية، وهي تساعد أيضا في دعم مستويات صحية من الكولسترول (الحميد) جيدة منخفضة.
المغنيسيوم (راجع الجدول).
يحتوي الكاشو على نسبة عالية من عنصر المغنيسيوم الذي يلعب دوراً هاماً في الحفاظ على صحة القلب. حيث تحتوي 100 جرام كاشو خام على 292 ملليجرام من المغنيسيوم بما يعادل 82 ٪ من القيمة اليومية الموصى بها للحفاظ على القلب بحالة جيدة، كما يحمي أيضا ضد ارتفاع ضغط الدم وتشنجات العضلات، والصداع النصفي والتوتر و الآلام والتعب. ويعمل المغنيسيوم أيضا مع الكالسيوم لدعم العضلات والعظام والحفاظ عليها بحالة سليمة في الجسم البشري.
المواد المضادة للأكسدة :
استهلاك الكاشو يساعد الجسم على الاستفادة من الحديد، والقضاء على الأصول الحرة، وتنمية العظام والنسيج الضام، وإنتاج الجلد والشعر لصبغة الميلانين. كما أن النحاس، والذي يعتبر عنصرا أساسيا كمرافق لبعض الإنزيمات، يلعب دوراً حيوياً في إنتاج الطاقة وكمضاد للأكسدة، وإنتاج مزيد من المرونة في الأوعية الدموية والعظام والمفاصل.
مرض السكري
دلت التجارب السريرية في الآونة الأخيرة أن استهلاك الكاشو والجوز والبندق (فواكه النقل بصفة عامة) لها تأثيرات مفيد على أ المصابين بداء السكري أو المعرضين للخطر الإصابة بهذا المرض. و الكاشو الخام بشكل ربما يقلل من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2، الأكثر شيوعاً اليوم.
حصى المرارة
إن استهلاك جميع المكسرات، بما في ذلك جوز الكاشو، ارتبط بانخفاض مخاطر الإصابة بحصوات المرارة. و فد دلت نتائج الأبحاث أن تناول أوقية واحدة على الأقل في الأسبوع من المكسرات، مثل الكاشو، تقلل خطر تعرض المرأة للإصابة بحصوات المرارة بمقدار 25%.
صحة الأسنان
وقد أظهرت الأبحاث أيضا أن المواد الكيميائية في الكاشو تقتل خطر البكتيريا المسببة لتسوس الأسنان. وتناول الكاشو والجوز عند مستويات معتدلة، يمكن أن يقضي على خراج الأسنان، على الرغم من هذا لم يثبت حتى الآن من التجارب السريرية المناسبة.
ويجب عدم تناول الكثير من الكاشو مرة واحدة. بسبب محتواها المرتفع من الدهون، أي أن كثرة استهلاك الكاشو غير مرغوب فيه, حيث يمكن أن يسبب زيادة الوزن لدى الأفراد. كما أن وجود الأكسلات في الكاشو قد تسبب مشاكل صحية في الكلى.
يحتوي الكاشو على أقل محتوى الدهون من معظم المكسرات الأخرى. كما تحتوي على الأحماض الدهنية غير المشبعة في المقام الأول، و75 ٪ منها حمض الأوليك، والدهون غير المشبعة الأحادية الموجودة في زيت الزيتون.كما أن الدهون الأحادية غير المشبعة تعمل على خفض مستويات الدهون الثلاثية العالية التي ترتبط مع زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب.
الكاشو الأكل توفره لجسم الإنسان مع مصدرا جيدا للنحاس
النحاس يلعب دورا في طائفة واسعة من العمليات الفسيولوجية بما في ذلك :
استخدام الحديد - القضاء على الأصول الحرة - تنمية العظام والنسيج الضام - لإنتاج صباغ الجلد والشعر الميلانين - الطاقة الإنتاجية - الدفاعات المضادة للأكسدة.
كمية من النحاس يمكن أن تؤدي إلى عدم كفاية المشاكل الصحية مثل :
فقر الدم الناجم عن نقص الحديد - تمزق الأوعية الدموية - ترقق العظام - المشاكل المشتركة مثل التهاب المفاصل الروماتويدي - اضطرابات الدماغ - انخفاض الكثافة المرتفعة (السيئة) الكولسترول الحميد و(جيد) مستويات الكولسترول - عدم انتظام ضربات القلب - زيادة التعرض للعدوى.
الكاشو هي مصدر كبير من المغنيسيوم , و الذي يضمن صحة العظام - يساعد على خفض ضغط الدم - يمنع الهجمات القلب - أنماط النوم العادية تشجيع النساء بعد انقطاع الطمث - يقلل من حدة الربو. كما يعمل المغنيسيوم على عدم ارتفاع ضغط الدم - تقليل تقلصات العضلات و الحد من الصداع النصفي ,تشنجات العضلات، التوتر و التعب أو الإجهاد.عاطف

محمد إبراهيم - الفواكه و الخضروات و صحة الإنسان - 2015 - منشأة المعارف - الإسكندرية - جمهورية مصر العربية.

"Full Report (All Nutrients): 12087, Nuts, cashew nuts, raw, database version SR 27". Agricultural Research Service - United States Department of Agriculture. 2015.

Rosen, T.; Fordice, D. B. (April 1994). "Cashew Nut Dermatitis". Southern Medical Journal 87 (4): 543-546.





 

  • Currently 3/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
1 تصويتات / 2375 مشاهدة

<!--<!--<!--

الأهمية الاقتصادية و القيمة الغذائية و الطبية لثمار المشمش

الدكتور / عاطف محمد إبراهيم

الأستاذ بكلية الزراعة – جامعة الإسكندرية – مصر

 

تظهر القيمة الغذائية لثمار المشمش بما تحويه من المكونات التالية : ماء 81%، سكر 8.1%، ألياف 8%، يحتوي أيضاً على فيتامين A وB2 وC، بوتاسيوم، صوديوم، وفسفور، حديد وكالسيوم. أما زيت بذر المشمش فهو يحتوي على حمض الأولين Olein و مستوى قليل من Glyceride of Lanolic Acid، و زيت المشمش مرتفع الثمن, حيث أنه يلعب دوراً هاماً في صناعة و تجارة المواد التجميلية. و للزيت تأثير ملطف للجلد, كما و يصنع منه الصابون و المراهم المرطبة و المنعمة للجلد. كما يدخل في صناعة العطور.

لاستفادة الجسم من الفوائد الغذائية الموجودة في ثمرة المشمش يجب الحرص على تناولها قبل الطعام، وعدم تقشيرها لأن قشرها يحتوي على كل المعادن والفيتامينات والأملاح المعدنية. و لقد أثبتت بعض الدراسات العلمية الحديثة بأن تناول ثمار المشمش تفيد في علاج مايلي:
1. حالات فقر الدم ويقوي البصر، وينشط وظائف الكبد، ويقلل من مستويات الكولسترول في الدم، كما أنه يحمي القلب والشرايين من الأمراض ويرجع ذلك لاحتوائه على مركبات" الكاروتينويد" التي تتحول في جسم الإنسان إلى فيتامين "أ" الذي تحتاجه العين للتخلص من المركبات الضارة التي تؤذيها.
2. كما أوضحت الدراسة أن ثمار المشمش قد تكون أفضل طرق العلاج على الإطلاق في وقاية النساء من الأمراض الجلدية وبثور الشباب، وذلك لأن فيتامين "أ" حيث أن ثمرة المشمش غنية في محتواها من هذا الفيتامين, مما يجعلها تتميز بخصائص قادرة على مقاومة التجاعيد.
3. أن تناول ثمار المشمش يمنح الشعر والبشرة النعومة والحيوية, و من ثم فإن ثمار المشمش تدخل في صناعة الكريمات والأقنعة "masks"،
4. تناول ثمار المشمش يفيد أيضاً في تنشيط جهاز مناعة الجسم ومقاومته للأمراض.
5. تحتوي الثمار على فيتامينات (أ) و(ب1 ) و (ب2 ) و(ﺟ)، و هذه تعمل على تنشيط و تسريع عملية الهضم عند الأصحاء.
6. استهلاك ثمار المشمش يفيد المصابين بضعف قواهم الجسدية والفكرية، ويهدئ الأعصاب ويزيل الأرق ويفتح الشهية ويزيد القوة الدفاعية في الجسم.
7. تنشط نمو الأطفال يقاوم الإمساك، وله أهمية كبيرة عند المسنين والمصابين بفقر الدم والحوامل. وتؤكد الأبحاث أن المشمش يعادل قيمته الغذائية الكبد الحيواني تقريباً في صنع كريات الدم الحمراء في الدم. إن المشمش الجاف غني بفيتامين أ‏,‏ ب‏,‏ والحديد وهي عناصر موجودة أيضا في المشمش غير المجفف الذي يتميز باحتوائه على نسبة عالية من فيتامين C‏.‏
8. كما تحتوي الثمرة المجففة على ضعف كمية فيتامين‏(أ‏)‏ الموجودة في الطازجة‏,‏ وعشرة أضعاف كمية الحديد‏.‏ إلا أن المشمش الجاف قد يسبب الحساسية لوجود المادة الحافظة وهي ثاني أكسيد الكبريت‏,‏ مع العلم بأن المشمش المجفف الذي يميل إلى اللون البني لا يسبب الحساسية، لعدم,‏ احتوائه على هذه المادة الحافظة‏. ويعتبر زيت المشمش مصدراً غنياً لفيتامين هـ‏,‏ ويستخدم أيضا في تليين الجلد ومنع تكوين خطوط على الجلد في مرحلة الشيخوخة‏.‏ وقد قيل إن تناول‏3‏ إلى ‏6‏ ثمرات من المشمش يوميا يساعد في الوقاية من النزلات الشعبية والربو الشعبي‏,‏ ويساعد على شفاء الرئة من المرض بعد الإصابة بعدوى ميكروبية‏.‏
9. و يوصى باستهلاك ثمار المشمش للأشخاص الذين يبذلون جهداً ذهنياً؛ وذلك لاحتوائه على عنصرين الفسفور والمغنسيوم و هي عناصر هامة للمخ .

1 - إبراهيم , عاطف محمد - الفواكه و الخضروات و صحة الإنسان - 2016 - منشأة المعارف, الإسكندرية - جمهورية مصر العربية.
2 - إبراهيم, عاطف محمد - الفواكه المتساقطة الأوراق , زراعتها, رعايتها و إنتاجها - 1996 - منشأة المعارف, الإسكندرية - جمهورية مصر العربية.
3 - إبراهيم, عاطف محمد - أشجار الفاكهة - أساسيات زراعتها, رعايتها و إنتاجها - 1998- منشأة المعارف, الإسكندرية - جمهورية مصر العربية.


 

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 1357 مشاهدة
نشرت فى 26 إبريل 2016 بواسطة FruitGrowing

شجرة الأرجان و زيتها الذهبي - الأهمية الاقتصادية و القيمة الغذائية و الطبية
الدكتور / عاطف محمد إبراهيم
كلية الزراعة - جامعة الإسكندرية - مصر

مقدمة:
تنتمي شجرة الأرجان إلى المملكة النباتية و تتبع التقسيم النباتي العلمي التالي:

جنس Argania نبات زهري يشمل نوعاً واحداً هو Argania spinosa و المسمى أرجان, تنتشر الشجرة في المناطق نصف الصحراوية و الأراضي الجيرية بوادي سوس جنوب غرب المغرب و حتى الجزائر في منطقة تندوف في غربي منطقة المتوسط..
الوصف النباتي:
تنمو شجرة الأرجان لتصل إلى ارتفاع يتراوح بين 8 - 10 متر و تعيش حتى عمر يتعدى 200 سنة. الأشجار شوكيه, ذات جذع قوي كثير العقد. الأوراق صغيرة, يتراوح طول الورقة بين 2 - 4 سم, بيضاوية الشكل و ذات قمة كروية. الأزهار صغيرة الحجم, تحمل 5 بتلات لونها أصفر - مخضر فاتح, تزهر الشجرة في أبريل. يبلغ طول الثمرة 2 - 4 سم و عرضها 1.5 - 3.0 سم, القشرة سميكة مرة الطعم تحيط بطبقة من اللب حلوة الرائحة , غير أن نكهتها غير مستحبة. اللب يحيط ببذرة واحدة (أحياناً 2 أو 3) صغيرة غنية بالزيت. تستغرق الثمرة أكثر من عام كي تصل لمرحلة اكتمال النمو, تنضج الثمرة في يونيو و يوليو من العام التالي.
و تجدر ملاحظة أن الاسم Argania أشتق من كلمة أرجان argan و هو اسم شجرة تسمى شيلها Shilha في لغة البربر التي ينطق بها الغالبية العظمى في المنطقة التي تنتشر بها هذه الشجرة.
يسمى الزيت أيضاً أرجان , و في الطب العربي . و في المصادر العربية الدوائية في العصور الوسطى, عرفت الشجرة باسم هارچان harjan و هذا الاسم اشتق أيضاً من شيلها أرجان Shilha argan.
و في المملكة المغربية تغطي غابات الأرجان حوالي 8280 كيلومتر مربع, تناقصت هذه المساحة إلى النصف خلال 100 عام الأخيرة و ذلك بسبب صناعة الفحم, الرعي و الزراعة المكثفة على نحو متزايد. و ربما يكون أفضل الآمال في المحافظة على تلك الشجرة هو إنعاش و تطوير تصدير زيت الأرجان للأسواق العالمية, كمنتج ذا قيمة عالية. و مع ذلك, الثروة التي تعود من تصدير الزيت تخلق مشكلة أخرى تضر بأشجار الأرجان, وهي زيادة عشيرة و أعداد الماعز, حيث يقوم السكان المحليون بشراء أعداد كبيرة من الماعز بالعائد المادي من بيع زيت الأرجان, حيث تعوق أفراد الماعز من نمو الشجرة نتيجة لتسلقها و التغذية على أوراقها و ثمارها. و في بعض مناطق المملكة المغربية تحتل شجرة الأرجان مكان شجرة الزيتون كمصدر لعلف الماشية, الزيت, الخشب و الوقود.
تتساقط الثمار في شهر يوليو عندما تجف و يكون لونها أسود, عندئذ يمنع الماعز من دخول المنطقة و ذلك لجمع الثمار حسب القوانين المنظمة, أما الثمار المتبقية بعد عملية الجمع فهذه تجمع عقب استهلاك الماعز لها و إخراجها.
زيت الأرجان:
يتم إنتاج زيت الأرجان من خلال التعاونيات النسائية في الأجزاء الجنوبية الغربية من المملكة المغربية, و يمثل الجزء الأكبر من العمالة المكثفة في عملية استخلاص الزيت, إزالة اللب اللين (يستخدم في تغذية الحيوانات) و كسر الجزء الصلب (النواة أو البندقة) بين حجرين باستخدام اليد. تزال البذور بلطف ثم تحمص بهدوء. عملية التحميص هذه هي المسئولة عن الطعم و النكهة
المميزة للزيت.

مجموعة من الماعز تعتلي الشجرة.

و التقنية التقليدية لاستخلاص الزيت تتمثل في طحن البذور المحمصة و تحويلها إلى عجينة بعد إضافة القليل من الماء في حجر طاحونة يدوية دوارة, بعدئذ تضغط العجينة باليد لاستخلاص الزيت, و تستخدم العجينة التي تم استخلاص الزيت منها (لا زالت غنية بالزيت) في تغذية الماشية. يمكن تخزين الزيت المستخلص بهذه الطريقة لمدة 3 - 6 أشهر. ينتج الزيت حسب احتياجات العائلة من البذور الموجودة داخل أنويتها المخزنة و التي يمكن أن تخزن لمدة 20 سنة. و لقد أصبحت طريقة الاستخلاص الجاف للزيت أكثر أهمية و سرعة لاستخلاص الزيت للتسويق, كما أن الزيت المستخلص بهذه الطريقة يمكن تخزينه لمدة 12 - 18 شهر. يترك الزيت المستخلص كي يسكن لمدة أسبوعين حتى تترسب المواد الصلبة العالقة به في قاع العبوة أو الإناء, و بالنسبة للزيت التقي, يرشح مرة أخرى و هذا يتوقف على درجة النقاء و الشفافية المطلوبة.

كيفية طحن البذور لاستخلاص الزيت.

خصائص الزيت و استخداماته:
يحتوي الزيت على 80 ٪ أحماض دهنية غير مشبعة, غني في الأحماض الدهنية الأساسية, كما أنه أكثر مقاومة للتأكسد مقارنة بزيت الزيتون. يمكن غمس الخبز به و تناوله, كما يمكن استخدامه مع الكسكسى, السلاطة و الاستخدامات المماثلة. الخبز المشبع بالزيت يسمى أملو amlou يصنع من زيت الأرجان, اللوز و الفول السوداني, في بعض الأحيان يحلى بالعسل أو السكر., كما أصبح مفضلاً في السوق الأوروبية لصناعة مستحضرات التجميل. و تتراوح قيمة الكثافة النسبية للزيت بين 0.906 - 0.919 على درجة حرارة 20 ◦م, كما يحتوي الزيت على توكوفيرولات tocopherols (فيتامين E), فيتولات, سكوالين squalene . و من أهم الفينولات الموجودة حمض الكافيك Caffeic acid, أوايروبين oleuropein, حمض فانيلك vanillic acid, تيروسول tyrosol, كاتيتشول catechol, ريسوركينول resorcinol, إيبيكاتيتشين (-)-epicatechin و كاتيتشين (+)-catechin.
كما سبق القول أن الزيت يحتوي على أحماض دهنية, تختلف في نسبة تواجدها به كما يلي:

و لقد أوضحت نتائج بعض الدراسات أن لزيت الأرجان تأثيرات مفيدة على الصحة, فالاستهلاك اليومي للزيت يعد أحد العوامل الهامة التي تعمل على منع الإصابة ببعض الأمراض مثل السرطان, ضيق الشرايين و الأوعية الدموية و البدانة, كما أن الزيت يعمل - كما هي الحال في زيت الزيتون و زيت الخضراوات - خفض الكولسترول و الدهون الثلاثية بالدم, كما يستخدم الزيت الناتج من بذور غير محمصة بصفة تقليدية في معالجة الأمراض الجلدية.
و تلعب الشجرة دوراً حيوياً في توفير الغذاء و الحماية و الحد من ظاهرة التصحر و منع التعرية, حيث يعمل المجوع الجذري للشجرة و المتعمق في التربة على تحقيق ذلك, كما يعمل المجموع الخضري للشجرة (قمة الشجرة) على توفير الظل للأنواع الزراعية (النباتية) الأخرى النامية أسفلها, وتعد الأوراق و الثمار مصدراً هاماً لتغذية الحيوانات.

الأنوية و البذور المقشورة

ثمار مكتملة النمو

يباع الزيت في المغرب كمادة فاخرة (ترف), كما أنه جذب اهتمام الشركات لدخوله في تصنيع مستحضرات التجميل, و لقد كان من الصعب أن يباع الزيت خارج المملكة المغربية, غير أنه بحلول 2001-2002 أصبح الزيت منتج مألوف في أوروبا و أمريكا الشمالية, كما أصبح متاحاً و على نطاق واسع في المحلات المتخصصة و في بعض الأحوال في السوبر ماركت, يتراوح سعر زجاجة الزيت (500 مل) ما بين 40 - 50 دولار أمريكي.
المراجع:

1. Charrouf, Zoubida; Guillaume, Dominique (2008). "Argan oil: Occurrence, composition and impact on human health". European Journal of Lipid Science and Technology 110 (7): 632.
2. Charrouf, Z; Guillaume, D (2007). "Phenols and Polyphenols from Argania spinosa". American Journal of Food Technology 2 (7): 679.
3. Charrouf, Zoubida; Guillaume, Dominique (2010). "Should the Amazigh Diet (Regular and Moderate Argan-Oil Consumption) have a Beneficial Impact on Human Health?". Critical Reviews in Food Science and Nutrition 50 (5): 473-7.
4. Derouiche, A.; Cherki, M.; Drissi, A.; Bamou, Y.; El Messal, M.; Idrissi-Oudghiri, A.; Lecerf, J.M.; Adlouni, A. (2005). "Nutritional Intervention Study with Argan Oil in Man: Effects on Lipids and Apolipoproteins". Annals of Nutrition and Metabolism 49 (3): 196-201
.

 

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 2395 مشاهدة
نشرت فى 17 إبريل 2016 بواسطة FruitGrowing

ماذا تعرف عن فاكهة الكويني
الدكتور/ عاطف محمد إبراهيم
كلية الزراعة - جامعة الإسكندرية - جمهورية مصر العربية

تتبع الكويني Kuwini العائلة Anacardiaceae و هي أحد فواكه جنوب شرقي آسيا, لا توجد هذه الفاكهة بحالة برية على الإطلاق , يعتقد علماء النبات أنها نشأة كهجين من تهجين النوعين Mangiferae indica و Mangiferae foetida.
الثمرة ذات شكل فريد, تنبعث من الشجرة رائحة راتينجية عطرة, كما ينبعث من أزهارها نفس الرائحة لكن بدرجة قوية, و من ثم فقد سمي هذا النوع باسم Mangiferae odorata. عادة ما تزرع تلك الفاكهة بورنيو, سومطرة و جاوا. كما تتواجد أيضاً في تايلاند, فيتنام و جزر جوام (غوام).
الوصف الخضري

شكل يبين شجرة الكويني

<!--

<!--<!--

شجرة متوسطة الحجم, يتراوح ارتفاعها بين 10 – 15 متر, نادراً ما يتعدى 20 متر, قمة الشجرة كروية أو بيضاوية الشكل, القلف رمادي اللون, تحتوي على عصارة مهيجة.

شكل يبين أزهار الكويني

الأوراق غير منتظمة, موزعة على فريعات سميكة, الورقة مستطيلة و حافتها مسننة و ملمسها جلدي, يتراوح طول الورقة بين 12 - 35 سم و اتساعها بين 4 - 10 سم, الحافة غير مموجة, النصل مستدق الطرف, شبكة العروق الوسطية ظاهرة بوضوح على السطح السفلي للورقة, لا تظهر لها رائحة أو ربما تعطي رائحة بسيطة عند فركها, يتراوح طول عنق الورقة بين 3 - 7 سم, منتفخ عند قاعدته.
النورة الزهرية سنبلة هرمية الشكل , يبلغ طولها 15 - 50 سم, تحمل الكثير من الأزهار, محور النورة لونه أصفر - مخضر يشوبه لون بني محمر. الزهرة مكونة من خمسة (-6)أجزاء, يبلغ اتساع الزهرة حوالي 5 مليمترات , رائحتها زكية, السبلات بيضاوية الشكل, يبلغ طولها 3 - 4 مم, مطاولة الشكل و لونها بني محمر أو أخضر جزئياً. البتلات مطاولة الشكل, يتراوح عددها بين 5 - 6 , لونها أصفر عند القاعدة و وردي فاتح في اتجاه القمة, معقوفة أو منحنية قليلاً مع وجود 3 - 5 خطوط أو أصابع تشغل ثلثي طول البتلة و متجمعة عند القاعدة, لونها أصفر فاتح ثم يتحول إلى الأحمر الداكن. يتراوح عدد الأسدية بالزهرة بين 5 - 6 , واحدة فقط منها هي الخصبة, يبلغ طول الخيط الذي يحمل المتك 5 مم, أما الأخريات فهي عقيمة و يبلغ طول أي منها 1.5 - .0 مم. المبيض كروي الشكل نوعاً, أصفر اللون, القلم لونه أحمر داكن و يبلغ طوله 3.5 مم.

الثمرة حسلة, إهليليجية - مستطيلة الشكل و منحنية قليلا, مبططة, يبلغ طولها 10 - 13 سم و عرضها 6 - 9 سم, لونها أخضر إلى أخضر مصفر, يوجد على السطح عديسات لونها بني داكن, يبلغ سمك الجلد 3 - 4 مم, لون اللب برتقالي أصفر, متماسك ليفي, طعمه مز - حلو, عصيري, له رائحة نفاذة و طعم تربنتيني. النواة كبيرة يبلغ طولها 8 - 0 سم و عرضها 4.5 سم و سمكها 2.5 - 3.0 سم, مغطاة بألياف لينة, البذرة متعددة الأجنة.
الاستخدامات
تستخدم الثمار و خاصة تلك التي تتميز بقلة الألياف في لبها و أيضاً نقص الطعم و الرائحة الراتنجية في الاستهلاك الطازج, تقشير الثمرة, يجب إزالة الجلد بسمك (يزال معه طبقة بسيطة من اللب) - لاحظ الشكل - و ذلك لاحتواء الجلد على عصير لاذع و الذي يمكن الحد منه أيضاً عن طريق نقع الثمار في ماء جير مخفف قبل الأكل.

شكل يبين ثمرة الكويني

حوالي 70 ٪ من الثمرة صالح للأكل, تحتوي كل 100 جرام من الجزء الصالح للأكل من الثمرة على حوالي 80 جرام ماء, 0.9 جرام بروتين, 0.6 جرام رماد, 18.5 جرام كربوهيدرات تشمل الألياف, حوالي 0.36 مليجرام بيتا - كاروتين, 0.7 مليجرام نياسين و 13.0 مليجرام فيتامين C, و تقدر الطاقة به بحوالي 290 كيلو چول / 100 جرام. كما تستخدم الثمار أيضا في عمل الصلصة والمخللات مع الملح.و قد تستخدم البذرة في عمل نوع من الدقيق الذي يستخدم في إعداد بعض الأطعمة اللذيذة. كما يوصي باستخدام قلف الشجرة في صناعة بعض مستحضرات التجميل. و يستخدم خشب الشجرة في بعض الصناعات كما هي الحال في حالة المانجو
الزراعة
تعد الكويني فاكهة شائعة و لها أهمية اقتصادية محلية خاصة في المناطق التي لا تزدهر فيها زراعة المانجو بصورة مرضية و ذلك الرطوبة الزائدة. كما تزدهر في المناطق الاستوائية التي يقل ارتفاعها عن 1000 متر. كما يتطلب الأمر هطول الأمطار بكميات مناسبة (أكثر من 1200 مم) و تكون موزعة بانتظام على مدار العام, و قد تنمو بصورة جيدة عند كميات مرضية تقدر بحوالي 1200 مم طالما لا تسمح بزيادة طول موسم الجفاف.
تنتج النباتات الجديدة في معظم الأحوال عن طريق البذور و نادراً عن طرق التركيب. و يحقق الترقيد الهوائي نسبة من النجاح, غير أن النتائج المتحصل عليها عادة ما تكون منخفضة و من ثم أهملت هذه الوسيلة. كما يمكن استخدام البرعمة التي تحقق نسبة نجاح عالية, وعادة ما تغرس الأشجار على مسافة تتراوح بين 12 - 14 متر من بعضها.
تزرع الأشجار بصفة عامة بالحدائق المنزلية أو البساتين القروية بجانب أشجار الفواكه الأخرى, تزدهر هذه الفاكهة في بعض القرى المتخصصة في زراعتها, كما تزدهر زراعتها في غرب سومطرة و التي فيها تزرع الخضروات أو الموز ذات المجموع الخضري الذي يوفر الظل لها. و يمكن أن تعطي الشجرة محصولين في العام. و الكويني تعد من الفواكه الواسعة الانتشار في المناطق التي تنمو بها بصورة طبيعية, كما أن الشجرة لديها القدرة على النمو في المناطق التي يهطل المطر عليها بغزارة, ومن ثم فإن هذه الفاكهة يجب وضعها في الاعتبار و تشجيع زراعتها حتى في المناطق التي تقع خارج نطاق جنوب شرقي آسيا.
تصاب ثمار الكويني بيرقات سوسة المانجو التي تتغذى على اللب و في بعض الأحيان البذرة أيضاً, كما تقوم الحفارات بعمل أنفاق داخل الثمرة.

المراجع:

1 - عاطف محمد إبراهيم - فواكه المناطق الاستوائية - 2007 - منشأة المعارف - الإسكندرية - جمهورية مصر العربية.

2- Morton, J. 1987. Fruits of warm climates. Julia F. Morton, Miami, FL

 

 

 

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 1333 مشاهدة
نشرت فى 10 إبريل 2016 بواسطة FruitGrowing

ألوان الفواكه و الخضروات و علاقتها بصحة الإنسان
الدكتور / عاطف محمد إبراهيم
كلية الزراعة - جامعة الإسكندرية

مقدمة:
تشكل ثمار الفاكهة و الخضروات, مع مجموعات الأغذية الأخرى لب أو جوهر ما يسمى أو ما يطلق عليه حمية أو رجيم البحر المتوسط, و هي النظام الغذائي الذي يجب تشجيعه و الترويج له باعتباره النظام المناسب لجميع فترات أو مراحل الحياة. و كلا من الفواكه و الخضروات يشكلان جزءاً هاما من النظام الغذائي , و الفوائد التي تعود على صحة الإنسان تزداد وضوحاً و تأكيداً يوماً بعد يوم.
عند تقدير الأهمية الغذائية للمصادر الغذائية المختلفة, عادة ما ينصرف الاهتمام دائماً إلى اعتبار أن لمواد الغذائية في كثير من الأحيان هي العناصر الوحيدة التي يجب وضعها في الاعتبار, في حين أنه في الواقع يوجد عدد معروف من مكونات غذائنا, تعرف باسم مواد أو مركبات غير المغذيات ‘non-nutrients' التي تعد من الأهمية بمكان فيما يتعلق بالصحة. ففي بعض الأحوال, تتصف هذه المواد بخصائص فسيولوجية هامة, مما يؤدي لاعتبارها مواد منشطة بايولوجياً, تسمى المكونات مواد كيميائية نباتية "phytochemicals" و هي توجد في النباتات. و بعض هذه المواد الكيميائية النباتية يتميز بالإضافة للخصائص السابقة أنها تلعب دوراً هاماً في إعطاء اللون المميز لثمار الفاكهة و الخضروات.
1 - المركبات المسئولة عن اللون الأخضر:
تسمي المركبات التي تعطي اللون الأخضر للخضروات الخضراء اللون باسم جلوكوسينولات glucosinolates. هذه المركبات عبارة عن مجموعة كبيرة من مشتقات الأحماض الأمينية التي تحتوي على الكبريت, بعض هذه الجلوكوسينولات و نواتج تحللها تلعب دوراً هاماً في خفض انتشار أنواع معينة من السرطان, و التأثير المضاد للسرطان لتلك المركبات يمكن تفسيره على أساس تفعيل و تنشيط الإنزيمات التي تعمل على إزالة السموم من المواد المسرطنة ( المسببة للسرطان), حيث يذكر هونسوم و آخرون Hounsome et. al. (2008) أن تلك المركبات تعمل على تثبيط إنزيمات تغيير أيض أو ميتابوليزم هرمون الإسترويد و الحماية من أضرار عمليات الأكسدة. و يذكر هبير و بويرمان Hebar and Bowerman (2001), أن هذه المركبات توجد في البروكلي و القرنبيط و الكرنب. كما تحتوي الخضروات الورقية أيضاً على محتويات مرتفعة من الحديد و حمض الفوليك و فيتامين C , و وجودها يسهل امتصاص الحديد.
2 - المركبات المسئولة عن اللون البرتقالي:
المواد الكيميائية النباتية المسئولة عن إعطاء اللون البرتقالي لثمار الفاكهة و الخضروات مثل الجزر, المانجو أو القرع العسلي هي الكاروتنويدات, مثل ألفا و بيتا كاروتين. تنتمي الكاروتنويدات إلى قسم دهون الأيزوبروبين (مركب مخلق حيوياً من / أو وحدات تحتوي على الأيزوبروبين), حيث ينتج اللون نتيجة وجود روابط مزدوجة (كربون - كربون) في التركيب الكيميائي. و يوجد ما يقرب من 40 - 50 من الكاروتنويدات يمكن امتصاصها و تمثيلها. و تعد مركبات ألفا و بيتا - كاروتين α and β-carotene هامة جداً في النظم أو الوجبات الغذائية, حيث أنها تعد المصدر أو المخلق الأساسي لفيتامين A, الذي يدخل في تخليق الهرمون, تنظيم نمو و تكشف الخلايا و الاستجابات المناعية (تقوية مناعة الجسم).
3 - المركبات المسئولة عن اللون الأحمر:
المركب المسئول عن وجود اللون الأحمر في بعض الفواكه و الخضروات مثل الطماطم, البطيخ أو الجريب فروت هو الليكوبين lycopene (ينتمي أيضاً للكاروتنويدات مثل ألفا و بيتا - كاروتين), و الأنثوسيانين هي الصبغة المسئولة عن وجود اللون الأحمر القرمزي في العنب , الراسبيري, الكرينبيري و غيرها.
و الليكوبين يعد من أول الكاروتنويدات التي تتواجد خلال تخليق هذه العائلة من المركبات, و الليكوبين عبارة عن كاروتينويد مكون من سلسلة أليفاتية بسيطة من 40 ذرة كربون مزدوجة الرابطة, لها قدرة عالية كمضادات للأكسدة, تلعب دوراً هاماً في الاتصال الخلوي, كما دلت الأبحاث أن تلعب دوراً هاماً في الحماية من سرطان البروستاتا , أمراض القلب و الأوعية الدموية, أضرار التعرض للأشعة فوق البنفسجية و أضرار التدخين.
أما الأنثوسيانينات فهي تنتمي لأكبر مجموعة من المركبات الفينولية تسمس فلافونويدات flavonoids, و الذي يميز الأنثوسيانينات عن بقية الفلافونويدات هو عدد مجموعات الهيدروكسايل hydroxyl, طبيعة و عدد السكريات و موضع هذه المجموعات, و تؤكد الأبحاث أن الأنثوسيانينات تمتص من الطعام دون حدوث أية تغيرات فيها. و قد أثبتت التجارب المعملية و تلك التي أجريت على الإنسان أن الأنثوسيانينات لها خصائص مضادة للأكسدة, و يشير لازي و آخرون Lazze et. al. (2004) أن للأنثيوسيانينات دوراً هاماً جداً في الوقاية من السرطان و حدوث الطفرات.
4 - المركبات المسئولة عن اللون البرتقالي - الأصفر(البرتقالي المصفر):
سبق الإشارة إلى أن الفلافونويدات تعد أكبر مجموعة من المركبات الفينولية, وهي مسئولة بالاشتراك مع البيتا - كريبتوزانثين β-cryptoxanthin عن تكون درجات اللون من البرتقالي إلى الأصفر في ثمار الفواكه مثل الخوخ, الباباظ و البرتقال. و مركبات الفلافونويدات تمتلك صفات مضادة للفيروسات, مضادة للالتهابات و كذلك خصائص مضادة للهيستامين و الأكسدة. يذكر أن هذه المركبات تثبط التدهور التأكسدي (أكسدة) الدهون , التخلص من الأصول الحرة, خلب أيونات الحديد و النحاس و تعديل مسارات إشارات الخلية. وقد تم ربط إنتاج البيروكسيد و الأصول الحرة بالسرطان, التعمير (التعجيز), الإصابات الدماغية و الأمراض العصبية مثل مرضي باركينسون و زهايمر. كما تعمل الفلافونويدات على حماية البروتين الدهني منخفض الكثافة( الكوليسترول) من التعرض للأكسدة, و من ثم تمنع تكوين صفائح على جدر الشرايين تتسبب في تصلبها.
و البيتا - كريبتوزانثين مثلها مثل البيتا - كاروتين أو الليكوبين إن هي إلا كاروتينويدات و من ثم فإن لها وظيفة هامة كمضادات أكسدة بايولوجية, حماية الخلايا و الأنسجة من ضرر الأكسدة.
5 - المركبات المسئولة عن اللون الأصفر - الأخضر (الأصفر المخضر):
تعود ألوان الخضراوات إلى الزيازانثين zeaxanthin و الليوتين lutein, هاتين الصبغتين تنتميان إلى مجموعة يطلق عليها الزانثوفيلات xanthophylls, و التي تعد بدورها أحد أفراد عائلة الكروتينويدات. هذه الصبغات رغم إختفائها خلف الكلوروفيل تظهر اللون المصفر في بعض المحاصيل مثل السبانخ أو الأفوكادو (الزبدية). و بغض النظر عن خصائص المفيدة للكاروتنويدات التي سبق وصفها, هذين المركبين هامين جدا لأنهما يتجمعان أو يتراكمان بشكل انتقائي في شبكية العين. و لقد أظهرت الدراسات الوبائية المختلفة أن ارتفاع مستويات صبغة الليوتين يظهر علاقة عكسية مع مخاطر الإصابة بأمراض العيون و المرتبطة بالتعجيز مثل الكاتاراكت (إعتام عدسة العين) أو الضمور البقعي , بمعنى أن تناول الفاكهة و الخضراوات المرتفعة في محتواها من هذه الصبغة يحافظ على سلامة العين.

Heber and Bowerman (2001). المصدر

المراجع:
عاطف محمد إبراهيم - 2015 - الفواكه و الخضروات و صحة الإنسان - منشأة المعارف - الإسكندرية - مصر.


1. Heber, D. and S. Bowerman (2001). Applying Science to Changing Dietary Patterns. American Institute for Cancer Research 11th Annual Research Conference on Diet, Nutrition and Cancer.
2. Hounsome, N., Hounsome, B., Tomos, D., y Edwards-Jones, G. (2008.) Plant Metabolites and Nutritional Quality of Vegetables. Journal Food of Science. Vol.73, Nr. 4, p. 48-62.
3. Lazzè, M. C., Savio, M., Pizzala, R., Cazzalini, O., Perucca, P., Scovassi, A.I., Stivala, L. A. y Bianchi, L. (2004). Anthocyanins induce cell cycle perturbations and apoptosis in different human cell lines. Carcinogenesis vol. 25 nº 8 p.1427-1433.

 

  • Currently 1/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
1 تصويتات / 2672 مشاهدة
نشرت فى 27 مارس 2016 بواسطة FruitGrowing

فواكه المناطق المعتدلة (المتساقطة الأوراق) و مشاكل عدم توافر البرودة اللازمة
الدكتور / عاطف محمد إبراهيم
الأستاذ بكلية الزراعة - جامعة الإسكندرية - مصر

5 - ملاحظات عامة عن أضرار البرودة وكيفية حماية الأشجار منها

تحدث أضرار البرودة لجميع أجزاء النبات وخاصة المجموع الخضري, إلا أن درجة تحمل البرودة تختلف باختلاف العضو النباتي.. ويرجع تأثر المجموع الخضري بشدة بأضرار البرودة إلى أن انخفاض درجات حرارة الجو إلى أقل من الصفر المئوي تعمل على تغطية سطح الأرض بطبقة من البرٌد و الجليد تعمل على عزل الجذور جزئياً عن الجو المحيط, ومن ثم تكون درجة حرارة التربة أعلى من درجة حرارة الجو وهذا يقلل الأثر الضار للبرودة على جذور الأشجار. إلا أن استمرار انخفاض درجة الحرارة قد يقلل من أو يوقف نمو الجذور وخصوصاً القريبة من سطح التربة, كما تقلل من مقدرتها على امتصاص العناصر الغذائية حيث أن هذا الانخفاض يُنقص من معدل تنفس الجذور ويزيد من لزوجة السيتوبلازم, ويقلل من النشاط الحيوي لخلايا الجذور مما يبطئ من حركة الأيونات.
وكما سبق القول بأن أضرار الحرارة المنخفضة تُعد واحدة من أهم العوامل التي تُحد من إنتاج محاصيل الفاكهة. فمعظم محاصيل فواكه المناطق الاستوائية مثل الموز لديها القليل من المقاومة أو قد تكون معدومة المقاومة لتحمل البرودة و التجمد, حيث تُضار كثيراً على درجات الحرارة المنخفضة وتموت عند نقطة التجمد. ومن ثم فإن زراعة و إنتاج محاصيل الفواكه الاستوائية ينحصر في المناطق الخالية من الصقيع, إلا أن هناك بعض أنواع الفاكهة تحت الاستوائية مثل الموالح و الأفوكادو تملك القدرة على تحمل البرودة حتى - 9 ﻩم لفترات قصيرة, غير أنها تجود وتزدهر في المناطق التي يسودها جواً معتدلاً. كما أن فواكه المناطق المعتدلة مثل التفاح و البرقوق والعنب أكثر تحملاً للبرودة, حيث يمكنها الحياة لمدة طويلة على درجات حرارة - 20 ﻩم. وهناك القليل من فواكه المناطق المعتدلة منيعة تماماً ضد أضرار التجمد.
ويختلف تأثير إجهاد الحرارة المنخفضة على إنتاجية أشجار الفاكهة من إحداث أضرار طفيفة إلى نقص أو فقد كبير في المحصول. وكما هو معروف أن الفقد في حالة الأشجار المعمرة يتطلب وقتاً طويلاً لإحلال أو تجديد البستان. كما تتسبب البرودة أو الحرارة المنخفضة أضراراً بالغة لأشجار الفاكهة.. ومن أهم هذه الأضرار ما بلي:
1. قتل البراعم الزهرية: قد تتسبب درجات الحرارة المنخفضة خلال الشتاء في قتل العديد من البراعم الزهرية, حيث لوحظ أن البراعم الزهرية أقل تحملاً لدرجات الحرارة المنخفضة عن البراعم الورقية وذلك في منتصف الشتاء حيث تصل البراعم الزهرية إلى أقصى تحمل لها. وتكون البراعم الزهرية لبعض الفواكه أكثر تحملاً للبرودة إذا لم تتكشف أجزائها الزهرية بدرجة كبيرة قبل حلول الشتاء. كما تتأثر البراعم الزهرية إلى حدٍ بعيد بدرجة حرارة فصل النمو, فعند تفتح البراعم الزهرية في طقس بارد نوعاً فإن الأزهار الناتجة تكون أكثر تحملاً للبرودة أو الصقيع الذي يحدث في أوائل الربيع عن أزهار نفس الصنف التي تظهر في جو دافئ لأن انخفاض درجات حرارة الجو بعد هذا التفتح قد يقتل الأزهار.
2. موت النموات الحديثة: قد سبق أن الأفرخ الحديثة النمو و الغضة تقريباً لجميع الأنواع تكون أقل مقاومة لدرجات الحرارة المنخفضة التي تسود في أواخر الخريف مقارنة بالأفرخ التي نضج خشبها وتوقف نموها. وانخفاض درجات الحرارة في هذا الوقت قد يؤدي إلى قتل الأفرخ الغضة.
3. موت الجذور: لاشك أن المجموع الجذري أكثر مقاومة لانخفاض درجات الحرارة الجوية عن المجموع الخضري, إلا أن استمرار انخفاض درجة الحرارة قد يؤدي إلى تقليل معدل نمو ونشاط الجذور وقد تُقتل الجذور القريبة من سطح التربة.
4. تقليل عقد الثمار: انخفاض درجات الحرارة خلال فترة التزهير و التلقيح يمنع أو يقلل إنبات حبوب اللقاح وكذلك يقلل من نشاط الحشرات مثل النحل وتكون النتيجة انخفاض نسبة عقد الثمار ومن ثم يقل المحصول.
وسائل حماية الأشجار من أضرار البرودة.
يمكن تقليل خطر البرودة و تأثيره على أشجار الفاكهة بإتباع بعض الوسائل و المعاملات الزراعية التي يمكن إيجازها فيما يلي:
1. الري السطحي: حيث أن الماء يشع حرارته الكامنة عندما يبرد أو يتجمد, فإنه في حالة توقع حدوث صقيع وجب ري البستان رياً سطحياً - وهذه تُعد من أسهل الوسائل لتقليل خطر الصقيع, إلا أنه تجدر الإشارة أن لهذه الطريقة بعض العيوب تتمثل في: (1) إذا انخفضت درجة الحرارة أكثر من اللازم قد يتجمد الماء, (2) إذا استمرت درجة تجمد الماء لعدة أيام مع استمرار الري, تصبح أرض البستان غدقة تتسبب في موت الأشجار.
2. الري بالرش: استخدم الري عن طريق رش الأشجار بالماء كوسيلة لتقليل خطر الصقيع, وفكرة هذه الوسيلة مبنية على أساس أن جرام الماء الواحد يُطلق 80 كالورى عند تجمده, وخليط الماء مع الثلج المتكون يظل كما هو حتى درجة الصفر المئوي, عند هذه الدرجة نجد أن الأزهار و الأوراق المغطاة بمثل هذا الخليط لا تتجمد وذلك بسبب أن المواد الصلبة الذائبة تُخفض نقطة التجمد لمحلول الأوعية التوصيلية. عيوب هذه الطريقة هي عيوب الطريقة السابقة.
3. تدفئة البستان: لتقليل ضرر درجات الحرارة المنخفضة سواء كان ذلك خلال الشتاء خاصة بالنسبة لأشجار الفاكهة المستديمة الخضرة, وكذلك لحماية الأزهار و الثمار الحديثة العقد من صقيع الربيع, فإنه عادة ما تتم تدفئة البستان باستخدام دفايات خاصة تُشع الحرارة في الوسط المحيط بالأشجار. حوالي 10 - 20 % من الحرارة المشعة تسير في خط مستقيم, وتقل كفاءة الدفاية نسبياً مع مربع المسافة. وحوالي 80 - 90 % من الحرارة الناتجة تتصاعد لأعلى بواسطة تيارات الحمل, ويذكر أنه لكي تعمل هذه الدفايات بكفاءة عالية, فإنه يلزم حرق جالون واحد في الساعة لكل شجرتين أو حوالي 100 جالون للهكتار, إلا أنه تحت معظم الظروف يُتطلب عدد من الدفايات القادر على رفع درجة حرارة الجو المحيط بالأشجار بمقدار 3 ﻩم. وإذا لم توجد رياح أو أية ظروف معاكسة, فقد يرتفع هذا المقدار إلى 10 ﻩم, غير أن ارتفاع أسعار الدفايات و الوقود وكذلك أسعار خزانات الوقود تُعد من عيوب هذه الطريقة.
كذلك تستخدم مواقد خاصة يحرق بها الكيروسين, البروبان السائل, زيت الاحتراق أو الغاز الطبيعي والتي يتم إشعالها عند التنبؤ بانخفاض درجات حرارة الجو إلى الحدود التي قد تسبب أضرار لأشجار الفاكهة.. ويمكن معرفة درجات الحرارة المتوقعة من محطات الأرصاد الكائنة بالمنطقة, وعند انخفاض درجات الحرارة, تُوقد المواقد ويستمر ذلك حتى ترتفع درجة حرارة الجو عن الحدود الضارة بالأشجار.
كذلك تُستخدم بعض المراوح الهوائية والتي ترتفع فوق مستوى سطح الأشجار, تقوم المراوح بخلط طبقات الهواء الساخنة والتي تعلو الأشجار بالهواء البارد المجاور لسطح التربة. فطبقات الهواء العليا تم تدفئتها خلال النهار, أما عند حلول الليل فإن الهواء الذي يعلو سطح الأرض مباشرة والذي كان دافئاً خلال النهار يُصبح بارداً وذلك بسبب انتقال حرارته للتربة. وباستمرار تبادل الحرارة بين التربة و الهواء الملاصق لها, يزداد سمك طبقة الهواء البارد المجاور لسطح التربة, وعلى ذلك نجد أن طبقات الهواء المجاورة للتربة هي أثقلها و أبردها.. ثم تنتقل هذه الطبقات الباردة وتختلط بالطبقات العليا الدافئة, وتعمل المراوح على خلط طبقات الهواء ببعضها مما يعمل على رفع حرارة الطبقات المحيطة بالأشجار. وتثبت المراوح بالجهات التي تهُب منها الرياح وكذلك المنحدرات لدفع الهواء الدافئ إلى أسفل وسحب الهواء البارد لأعلى مما يُحد من أو قد يمنع أضرار البرودة.
4. العزيق: من المعروف أن نباتات الحشائش وكذلك نباتات محاصيل التغطية الموجودة بين أشجار الفاكهة تقوم بامتصاص الطاقة الحرارية المنبعثة و الآتية من الشمس و تستخدمها في عملية التخليق الضوئي, ومن ثم تُعيق وصول هذه الأشعة لسطح التربة و تدفئة الأرض بهذه الطاقة, وعليه فإن عملية عزيق هذه الحشائش وخلطها بالتربة تعمل على وصول حرارة الشمس للتربة وتدفئة سطحها. والحرارة التي تكتسبها التربة خلال النهار, تشعها مرة أخرى خلال الليل إلى الهواء الخارجي المحيط بالأشجار وعلى ذلك تُحد من خطر الصقيع على الأشجار النامية بالبستان.
5. تغطية الأشجار: مهما انخفضت درجة حرارة الجو, فإن تربة البستان لاتزال تُشع جزءاً من حرارتها, ولقد استخدمت هذه الحقيقة كوسيلة لتدفئة الأشجار ولوقايتها, خاصة الأشجار الصغيرة التي يمكن تغطية كلٍ منها بتعريشة من أعواد الذرة و القش بحيث يُشكل الغطاء مخروط يعمل على عكس أكبر قدر من الحرارة المتجهة لأعلى.
6. معاملات زراعية أخرى: وُجد أنه في المناطق التي تنخفض فيها درجات حرارة الشتاء إلى الحد الذي قد يضر بالأشجار المنزرعة, أنه يمكن استخدام بعض المعاملات الزراعية التي تُزيد من قدرة الأشجار على تحمل البرودة. ومن هذه المعاملات, دهان أفرع وجذوع الأشجار بطلاء أبيض لامع يضمن عدم انخفاض حرارتها خلال الليالي البرادة الساكنة - زراعة مصدات الرياح حول البستان, حيث تعمل أشجار المصد على رفع مستوى الرياح السائدة الباردة إلى ما فوق مستوى أشجار البستان - عدم إضافة الأسمدة الآزوتية في نهاية فصل الصيف وبداية فصل الخريف - خف الثمار في حالة الحمل الغزير يعمل على زيادة مقدرة الأشجار على إنضاج الخشب الحديث ومن ثم يقلل من أضرار البرودة - المحافظة على المجموع الخضري و الأوراق في حالة صحية سليمة تُزيد من مقدرة الشجرة على تحمل درجات الحرارة المنخفضة ومن ثم تلافي أية أضرار.
7. اختيار الصنف المناسب: لاشك أن الحل الأمثل لمجابهة أضرار البرودة هو الاختيار المناسب للصنف المُزمع زراعته بمنطقة ما, فالمزارع يمكنه تجنب تكاليف حماية بستانه من أخطار البرودة إذا ما اختار الصنف الملائم و الأكثر تحملاً للبرودة خلال الشتاء وزراعته في المنطقة التي تنخفض بها درجات الحرارة في الشتاء إلى الصفر المئوي أو أدنى من ذلك, كما هي الحال في غالبية الفواكه المتساقطة الأوراق واستبعاد الفواكه الحساسة لبرودة الشتاء مثل معظم الفواكه المستديمة الخضرة وبعض الفواكه المتساقطة الأوراق مثل الرمان و التين و العنب.

<!--

<!--<!--

1 – عاطف محمد إبراهيم – 1989 – الفاكهة المتساقطة الأوراق – زراعتها, رعايتها و إنتاجها – منشأة المعارف – الإسكندرية – جمهورية مصر العربية.

<!--

<!--<!--<!--

1– Salas, A. and K. Slowik. 1974. Influence of branch bending of apple trees on the development of buds in the tropical highlands of  Mexico. Summary Proc. XIX int. hort. Conger. Warsaw, Vol.I B, 523.

2 – Saure, M. 1971. Successful apple growing in tropical Indonesia. Proc. XVIII int. hort. Conger. Vol. 1, Abestr. 443.

3 – Weinberger, J. H. 1950. Chilling requirements of peach varieties. Proc. Amer. Soc. Hort. Sci., 56: 122 – 128.

4   – Weinberger, J. H. 1956. Prolonged dormancy troubles peaches in the southeast in relation to winter temperatures. Proc. Amer. Soc. Hort. Sci., 67: 107 – 112.

 

 

 

 

 

 

  • Currently 1/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
1 تصويتات / 780 مشاهدة
نشرت فى 20 مارس 2016 بواسطة FruitGrowing

فواكه المناطق المعتدلة (المتساقطة الأوراق) و مشاكل عدم توافر البرودة اللازمة
الدكتور / عاطف محمد إبراهيم
الأستاذ بكلية الزراعة - جامعة الإسكندرية - مصر

5 - ملاحظات عامة عن أضرار البرودة وكيفية حماية الأشجار منها

تحدث أضرار البرودة لجميع أجزاء النبات وخاصة المجموع الخضري, إلا أن درجة تحمل البرودة تختلف باختلاف العضو النباتي.. ويرجع تأثر المجموع الخضري بشدة بأضرار البرودة إلى أن انخفاض درجات حرارة الجو إلى أقل من الصفر المئوي تعمل على تغطية سطح الأرض بطبقة من البرٌد و الجليد تعمل على عزل الجذور جزئياً عن الجو المحيط, ومن ثم تكون درجة حرارة التربة أعلى من درجة حرارة الجو وهذا يقلل الأثر الضار للبرودة على جذور الأشجار. إلا أن استمرار انخفاض درجة الحرارة قد يقلل من أو يوقف نمو الجذور وخصوصاً القريبة من سطح التربة, كما تقلل من مقدرتها على امتصاص العناصر الغذائية حيث أن هذا الانخفاض يُنقص من معدل تنفس الجذور ويزيد من لزوجة السيتوبلازم, ويقلل من النشاط الحيوي لخلايا الجذور مما يبطئ من حركة الأيونات.
وكما سبق القول بأن أضرار الحرارة المنخفضة تُعد واحدة من أهم العوامل التي تُحد من إنتاج محاصيل الفاكهة. فمعظم محاصيل فواكه المناطق الاستوائية مثل الموز لديها القليل من المقاومة أو قد تكون معدومة المقاومة لتحمل البرودة و التجمد, حيث تُضار كثيراً على درجات الحرارة المنخفضة وتموت عند نقطة التجمد. ومن ثم فإن زراعة و إنتاج محاصيل الفواكه الاستوائية ينحصر في المناطق الخالية من الصقيع, إلا أن هناك بعض أنواع الفاكهة تحت الاستوائية مثل الموالح و الأفوكادو تملك القدرة على تحمل البرودة حتى - 9 ﻩم لفترات قصيرة, غير أنها تجود وتزدهر في المناطق التي يسودها جواً معتدلاً. كما أن فواكه المناطق المعتدلة مثل التفاح و البرقوق والعنب أكثر تحملاً للبرودة, حيث يمكنها الحياة لمدة طويلة على درجات حرارة - 20 ﻩم. وهناك القليل من فواكه المناطق المعتدلة منيعة تماماً ضد أضرار التجمد.
ويختلف تأثير إجهاد الحرارة المنخفضة على إنتاجية أشجار الفاكهة من إحداث أضرار طفيفة إلى نقص أو فقد كبير في المحصول. وكما هو معروف أن الفقد في حالة الأشجار المعمرة يتطلب وقتاً طويلاً لإحلال أو تجديد البستان. كما تتسبب البرودة أو الحرارة المنخفضة أضراراً بالغة لأشجار الفاكهة.. ومن أهم هذه الأضرار ما بلي:
1. قتل البراعم الزهرية: قد تتسبب درجات الحرارة المنخفضة خلال الشتاء في قتل العديد من البراعم الزهرية, حيث لوحظ أن البراعم الزهرية أقل تحملاً لدرجات الحرارة المنخفضة عن البراعم الورقية وذلك في منتصف الشتاء حيث تصل البراعم الزهرية إلى أقصى تحمل لها. وتكون البراعم الزهرية لبعض الفواكه أكثر تحملاً للبرودة إذا لم تتكشف أجزائها الزهرية بدرجة كبيرة قبل حلول الشتاء. كما تتأثر البراعم الزهرية إلى حدٍ بعيد بدرجة حرارة فصل النمو, فعند تفتح البراعم الزهرية في طقس بارد نوعاً فإن الأزهار الناتجة تكون أكثر تحملاً للبرودة أو الصقيع الذي يحدث في أوائل الربيع عن أزهار نفس الصنف التي تظهر في جو دافئ لأن انخفاض درجات حرارة الجو بعد هذا التفتح قد يقتل الأزهار.
2. موت النموات الحديثة: قد سبق أن الأفرخ الحديثة النمو و الغضة تقريباً لجميع الأنواع تكون أقل مقاومة لدرجات الحرارة المنخفضة التي تسود في أواخر الخريف مقارنة بالأفرخ التي نضج خشبها وتوقف نموها. وانخفاض درجات الحرارة في هذا الوقت قد يؤدي إلى قتل الأفرخ الغضة.
3. موت الجذور: لاشك أن المجموع الجذري أكثر مقاومة لانخفاض درجات الحرارة الجوية عن المجموع الخضري, إلا أن استمرار انخفاض درجة الحرارة قد يؤدي إلى تقليل معدل نمو ونشاط الجذور وقد تُقتل الجذور القريبة من سطح التربة.
4. تقليل عقد الثمار: انخفاض درجات الحرارة خلال فترة التزهير و التلقيح يمنع أو يقلل إنبات حبوب اللقاح وكذلك يقلل من نشاط الحشرات مثل النحل وتكون النتيجة انخفاض نسبة عقد الثمار ومن ثم يقل المحصول.
وسائل حماية الأشجار من أضرار البرودة.
يمكن تقليل خطر البرودة و تأثيره على أشجار الفاكهة بإتباع بعض الوسائل و المعاملات الزراعية التي يمكن إيجازها فيما يلي:
1. الري السطحي: حيث أن الماء يشع حرارته الكامنة عندما يبرد أو يتجمد, فإنه في حالة توقع حدوث صقيع وجب ري البستان رياً سطحياً - وهذه تُعد من أسهل الوسائل لتقليل خطر الصقيع, إلا أنه تجدر الإشارة أن لهذه الطريقة بعض العيوب تتمثل في: (1) إذا انخفضت درجة الحرارة أكثر من اللازم قد يتجمد الماء, (2) إذا استمرت درجة تجمد الماء لعدة أيام مع استمرار الري, تصبح أرض البستان غدقة تتسبب في موت الأشجار.
2. الري بالرش: استخدم الري عن طريق رش الأشجار بالماء كوسيلة لتقليل خطر الصقيع, وفكرة هذه الوسيلة مبنية على أساس أن جرام الماء الواحد يُطلق 80 كالورى عند تجمده, وخليط الماء مع الثلج المتكون يظل كما هو حتى درجة الصفر المئوي, عند هذه الدرجة نجد أن الأزهار و الأوراق المغطاة بمثل هذا الخليط لا تتجمد وذلك بسبب أن المواد الصلبة الذائبة تُخفض نقطة التجمد لمحلول الأوعية التوصيلية. عيوب هذه الطريقة هي عيوب الطريقة السابقة.
3. تدفئة البستان: لتقليل ضرر درجات الحرارة المنخفضة سواء كان ذلك خلال الشتاء خاصة بالنسبة لأشجار الفاكهة المستديمة الخضرة, وكذلك لحماية الأزهار و الثمار الحديثة العقد من صقيع الربيع, فإنه عادة ما تتم تدفئة البستان باستخدام دفايات خاصة تُشع الحرارة في الوسط المحيط بالأشجار. حوالي 10 - 20 % من الحرارة المشعة تسير في خط مستقيم, وتقل كفاءة الدفاية نسبياً مع مربع المسافة. وحوالي 80 - 90 % من الحرارة الناتجة تتصاعد لأعلى بواسطة تيارات الحمل, ويذكر أنه لكي تعمل هذه الدفايات بكفاءة عالية, فإنه يلزم حرق جالون واحد في الساعة لكل شجرتين أو حوالي 100 جالون للهكتار, إلا أنه تحت معظم الظروف يُتطلب عدد من الدفايات القادر على رفع درجة حرارة الجو المحيط بالأشجار بمقدار 3 ﻩم. وإذا لم توجد رياح أو أية ظروف معاكسة, فقد يرتفع هذا المقدار إلى 10 ﻩم, غير أن ارتفاع أسعار الدفايات و الوقود وكذلك أسعار خزانات الوقود تُعد من عيوب هذه الطريقة.
كذلك تستخدم مواقد خاصة يحرق بها الكيروسين, البروبان السائل, زيت الاحتراق أو الغاز الطبيعي والتي يتم إشعالها عند التنبؤ بانخفاض درجات حرارة الجو إلى الحدود التي قد تسبب أضرار لأشجار الفاكهة.. ويمكن معرفة درجات الحرارة المتوقعة من محطات الأرصاد الكائنة بالمنطقة, وعند انخفاض درجات الحرارة, تُوقد المواقد ويستمر ذلك حتى ترتفع درجة حرارة الجو عن الحدود الضارة بالأشجار.
كذلك تُستخدم بعض المراوح الهوائية والتي ترتفع فوق مستوى سطح الأشجار, تقوم المراوح بخلط طبقات الهواء الساخنة والتي تعلو الأشجار بالهواء البارد المجاور لسطح التربة. فطبقات الهواء العليا تم تدفئتها خلال النهار, أما عند حلول الليل فإن الهواء الذي يعلو سطح الأرض مباشرة والذي كان دافئاً خلال النهار يُصبح بارداً وذلك بسبب انتقال حرارته للتربة. وباستمرار تبادل الحرارة بين التربة و الهواء الملاصق لها, يزداد سمك طبقة الهواء البارد المجاور لسطح التربة, وعلى ذلك نجد أن طبقات الهواء المجاورة للتربة هي أثقلها و أبردها.. ثم تنتقل هذه الطبقات الباردة وتختلط بالطبقات العليا الدافئة, وتعمل المراوح على خلط طبقات الهواء ببعضها مما يعمل على رفع حرارة الطبقات المحيطة بالأشجار. وتثبت المراوح بالجهات التي تهُب منها الرياح وكذلك المنحدرات لدفع الهواء الدافئ إلى أسفل وسحب الهواء البارد لأعلى مما يُحد من أو قد يمنع أضرار البرودة.
4. العزيق: من المعروف أن نباتات الحشائش وكذلك نباتات محاصيل التغطية الموجودة بين أشجار الفاكهة تقوم بامتصاص الطاقة الحرارية المنبعثة و الآتية من الشمس و تستخدمها في عملية التخليق الضوئي, ومن ثم تُعيق وصول هذه الأشعة لسطح التربة و تدفئة الأرض بهذه الطاقة, وعليه فإن عملية عزيق هذه الحشائش وخلطها بالتربة تعمل على وصول حرارة الشمس للتربة وتدفئة سطحها. والحرارة التي تكتسبها التربة خلال النهار, تشعها مرة أخرى خلال الليل إلى الهواء الخارجي المحيط بالأشجار وعلى ذلك تُحد من خطر الصقيع على الأشجار النامية بالبستان.
5. تغطية الأشجار: مهما انخفضت درجة حرارة الجو, فإن تربة البستان لاتزال تُشع جزءاً من حرارتها, ولقد استخدمت هذه الحقيقة كوسيلة لتدفئة الأشجار ولوقايتها, خاصة الأشجار الصغيرة التي يمكن تغطية كلٍ منها بتعريشة من أعواد الذرة و القش بحيث يُشكل الغطاء مخروط يعمل على عكس أكبر قدر من الحرارة المتجهة لأعلى.
6. معاملات زراعية أخرى: وُجد أنه في المناطق التي تنخفض فيها درجات حرارة الشتاء إلى الحد الذي قد يضر بالأشجار المنزرعة, أنه يمكن استخدام بعض المعاملات الزراعية التي تُزيد من قدرة الأشجار على تحمل البرودة. ومن هذه المعاملات, دهان أفرع وجذوع الأشجار بطلاء أبيض لامع يضمن عدم انخفاض حرارتها خلال الليالي البرادة الساكنة - زراعة مصدات الرياح حول البستان, حيث تعمل أشجار المصد على رفع مستوى الرياح السائدة الباردة إلى ما فوق مستوى أشجار البستان - عدم إضافة الأسمدة الآزوتية في نهاية فصل الصيف وبداية فصل الخريف - خف الثمار في حالة الحمل الغزير يعمل على زيادة مقدرة الأشجار على إنضاج الخشب الحديث ومن ثم يقلل من أضرار البرودة - المحافظة على المجموع الخضري و الأوراق في حالة صحية سليمة تُزيد من مقدرة الشجرة على تحمل درجات الحرارة المنخفضة ومن ثم تلافي أية أضرار.
7. اختيار الصنف المناسب: لاشك أن الحل الأمثل لمجابهة أضرار البرودة هو الاختيار المناسب للصنف المُزمع زراعته بمنطقة ما, فالمزارع يمكنه تجنب تكاليف حماية بستانه من أخطار البرودة إذا ما اختار الصنف الملائم و الأكثر تحملاً للبرودة خلال الشتاء وزراعته في المنطقة التي تنخفض بها درجات الحرارة في الشتاء إلى الصفر المئوي أو أدنى من ذلك, كما هي الحال في غالبية الفواكه المتساقطة الأوراق واستبعاد الفواكه الحساسة لبرودة الشتاء مثل معظم الفواكه المستديمة الخضرة وبعض الفواكه المتساقطة الأوراق مثل الرمان و التين و العنب.

<!--

<!--<!--

1 – عاطف محمد إبراهيم – 1989 – الفاكهة المتساقطة الأوراق – زراعتها, رعايتها و إنتاجها – منشأة المعارف – الإسكندرية – جمهورية مصر العربية.

<!--

<!--<!--[if !mso]> <object classid="clsid:38481807-CA0E-42D2-BF39-B33AF135CC4D" id=ieooui> </object> <style> st1\:*{behavior:url(#ieooui) } </style> <![endif]--><!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->

1– Salas, A. and K. Slowik. 1974. Influence of branch bending of apple trees on the development of buds in the tropical highlands of  Mexico. Summary Proc. XIX int. hort. Conger. Warsaw, Vol.I B, 523.

2 – Saure, M. 1971. Successful apple growing in tropical Indonesia. Proc. XVIII int. hort. Conger. Vol. 1, Abestr. 443.

3 – Weinberger, J. H. 1950. Chilling requirements of peach varieties. Proc. Amer. Soc. Hort. Sci., 56: 122 – 128.

4   – Weinberger, J. H. 1956. Prolonged dormancy troubles peaches in the southeast in relation to winter temperatures. Proc. Amer. Soc. Hort. Sci., 67: 107 – 112.

 

 

 

 

 

  • Currently 1/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
1 تصويتات / 1201 مشاهدة
نشرت فى 20 مارس 2016 بواسطة FruitGrowing

فواكه المناطق المعتدلة (المتساقطة الأوراق) و مشاكل عدم توافر البرودة اللازمة
الدكتور / عاطف محمد إبراهيم
الأستاذ بكلية الزراعة - جامعة الإسكندرية - مصر
4- تحمل محاصيل الفاكهة للبرودة

أضرار البرودة:
صور الضرر:
ربما يُعد ضرر البرودة أهم العوامل التي تُحدد انتشار الأنواع النباتية على سطح التربة. وتتمثل الأضرار الشائعة التي تحدث لأشجار الفواكه المتساقطة الأوراق في لسعة الشمس, تشقق القلف و الجذوع و اسوداد قلب الساق, وتجميد التربة المحيطة بتيجان النباتات العشبية المعمرة وتجميد الجذور وقتل البراعم الزهرية الساكنة في منتصف الشتاء, وموت كامبيوم العساليج, الأفرع والجذوع. كما يضر صقيع الربيع و الخريف الأزهار و الثمار. وتُبدي بعض الأنواع مقاومة عالية للبرودة, غير أن معظم الفواكه الاقتصادية تبدي مقاومة متوسطة أو معقولة. وبصفة عامة يوجد اتجاهين رئيسيين يُتبعان كمحاولات لتقليل أضرار البرودة هما: (1) تربية أصناف و أنواع تستطيع تحمل البرودة و (2) استخدام أصول مقصرة, إتباع طرق حماية طبيعية, تحوير الظروف المناخية, تغيير المعاملات الزراعية و الكيميائية بغية تحقيق الأغراض التالية: أ - إبطاء النمو كمحاولة لإنضاج الخشب مبكراً في الخريف, ب - لإطالة فترة الراحة في الشتاء و ج - لتأخير النمو و إكساب النبات قدرة على تحمل البرودة في الربيع.
كيف يقتل الصقيع:
أن تفسير أو شرح كيفية قتل الصقيع للنباتات يُعد أمراً معقداً وذلك بسبب أن النبات يُبدي درجات من المقاومة للبرودة تتباين من موسم لآخر, كما أن الخلايا أو الأنسجة المتجاورة لا تتساوى في درجة مقاومتها في لحظة معينة, كما أن أعضاء النبات المختلفة لا تمتلك نفس درجة المقاومة, فعلى سبيل المثال, نجد أن أشعة أنسجة الخشب قد تقتل عند درجة - 35 ﻩم في منتصف الشتاء, في حين أن خلايا الكامبيوم و اللحاء المجاورة قد تبقى حية حتى - 50 ﻩم. كما أن الأزهار داخل البراعم قد لا تُضار بالبرودة في حين أن الأنسجة التي تصل هذه البراعم بالفرع أو الساق قد تتضرر بالبرودة.
وقد يؤثر المناخ الدقيق على درجة المقاومة أو تحمل البرودة, فجذور الأنواع النباتية أقل تحملاً للبرودة من المجموع الخضري المتواجد فوق سطح التربة, كما أن تغطية الساق بالتربة يقلل درجة تحملها للبرودة و تعريض المجموع الجذري لظروف ما فوق سطح التربة يزيد من مقاومته للبرودة.
وعندما تكون النباتات الخشبية في مرحلة النمو النشط, تموت الأنسجة لحظة حدوث التجمد وذلك لأنها لا تمتلك إلا قدر بسيط من ميكانيكية التبريد الفائق Supercooling عند - 2 ﻩم حتى - 8 ﻩم. ومع حدوث تجمد بطيء تعمل الحرارة الكامنة على تدفئة النسيج نوعاً ويحدث التجمد على درجات - 0.3ﻩم حتى - 1.0 ﻩم نتيجة وجود ذائبات بالماء. و في الخريف تكتسب النباتات شيئاً من المقاومة ومن ثم لا يحدث موت عند نقطة التجمد. وفي الطبيعة, يؤدي البطء النسبي في معدل التجمد إلى تكوين أول ثلج خارج بروتوبلاست الخلية والذي يكون فيه الماء في أنقى صورة له وهذا ما يسمى بالتجمد الخارجي extracellular freezing, و النباتات المقاومة تستطيع التحمل لدرجة كبيرة لهذا النوع من التجمد. ولكن إذا حدث التجمد بسرعة, لنقل مثلاً 10 درجات في الدقيقة قد تتكون بلورات ثلج فجأة داخل البروتوبلاست - وهذا ما يسمى بالتجمد الداخلي Intracellular freezing - وهنا يحدث الموت.
ومعدل التبريد السريع الذي يؤدي لتكوين بلورات ثلجية داخل البروتوبلاست نادراً ما يحدث في الطبيعة, غير أن هناك معدل تذبذب سريع يحدث في درجات الحرارة وهذا أمر شائع في بعض المناخات. ويحدث ضرر لفحة الشمس في الأفرع التي توجد في الناحية الجنوبية لجذوع الأشجار, والتي تتزامن مع خروج إشعاعات تعمل على تدفئة الأنسجة خلال اليوم المشمس الجاف, ثم يعقب ذلك برودة سريعة عند تعرض الأشجار للظل أو أي عائق يحجب الضوء أو عقب غروب الشمس. ويبدو أن لسعة الشمس تتسبب عن التجمد الداخلي أو نتيجة فقد المقاومة بواسطة الحرارة الدافئة. ونظراً لأن معدل خروج الماء من الخلية يشكل نقطة حرجة للحكم على إذا ما كان التجمد يحدث خارج أو داخل الخلايا, فمن ثم لا بد من الوضع في الاعتبار العوامل التي تؤثر على نفاذية الأغشية للماء. وتجدر ملاحظة أن أغشية النباتات المتحملة للبرودة أكثر نفاذية للماء عن أغشية النباتات غير المقاومة.
ويحدث الضرر أو الموت نتيجة التجمد البطيء في العديد من الأشجار و الشجيرات المنزرعة عندما تتراوح درجات الحرارة بين - 15 ﻩم و - 40 ﻩم.
ويحدث التجمد عقب تكوين نويات ثلجية, وطبقاً للنوع النباتي فإن تكون النويات هذه في الماء بطريقة طبيعية يحدث عند درجات حرارة تتراوح بين - 25 ﻩم و - 40 ﻩم والتي عندها تقتل الأنسجة بتأثير التجمد الداخلي.
ويفترض أنه عند الوصول لنقطة التجمد, والتي عندها يكون جميع الماء الحر الحركة قد سُحب وتجمد خارج الخلايا تاركاً فقط الماء الحيوي vital water داخل البروتوبلاست, ومع استمرار انخفاض درجات الحرارة يُسحب الماء الحيوي خارج البروتوبلاست مؤدياً لحدوث سلسلة من تفاعلات الدنترة, وأن سحب ماء حيوي أكثر من ذلك يؤدي للموت.
النظريات التي تفسر كيفية قتل الصقيع للأنسجة النباتية:
هناك عدة نظريات تلقي الضوء على كيفية حدوث الضرر للأنسجة النباتية نتيجة البرودة أو الانخفاض في درجات الحرارة نوجزها فيما يلي:
1. انخفاض درجات الحرارة يدفع الماء الموجود بالخلايا إلى التحرك خارجها و التجمع في المسافات البينية الموجودة بين الخلايا, ومع الاستمرار في الانخفاض يبدأ تكون الماء مكوناً بلورات ثلجية تؤدي إلى تمزيق جدر الخلايا و من ثم موتها.
2. قد يحدث الانخفاض في درجة الحرارة بصورة فجائية سريعة ومن ثم يتجمد الماء داخل البروتوبلازم مكوناً بلورات ثلجية تؤدي إلى تمزيق الأغشية البروتوبلازمية بسبب زيادة حجم هذه البلورات, كما يفقد البروتوبلازم خواصه ويموت. كذلك يؤدي الانخفاض الفجائي في درجة الحرارة إلى حدوث تقلص أو انكماش غير منتظم للسيتوبلازم مما يؤدي لانفصاله عن جدار الخلية وقد يكون هذا أحد أسباب موت الخلية. كذلك قد يؤدي إجهاد طبقة البروتوبلازم نتيجة الانكماش السريع وغير المتجانس عند خروج الماء إلى المسافات الموجودة بين الخلايا وتكوين بلورات الثلج إلى موت الخلايا.
3. يُعتقد أن سبب حدوث الأضرار للأنسجة المتجمدة, هو الارتفاع المفاجئ لدرجة حرارة هذه الأنسجة, التي بسببها يبدأ السيتوبلازم في امتصاص الماء الذائب والذي كان متجمداً في المسافات البينية بسرعة كبيرة, مما يسبب انتفاخاً سريعاً للسيتوبلازم يؤدي إلى موت الخلية.
4. عند تكون بلورات الثلج من الماء النقي بالخلية, تظل المواد الذائبة داخل العصير الخلوي, مما يؤدي إلى اختلاف في تركيب العصير الخلوي المتواجد مع البروتوبلازم وقد يكون التركيز المرتفع لهذه المواد الذائبة هو السبب في موت الخلايا. ولو أنه لوحظ أن زيادة تركيز العصير الخلوي يكون ساماً جداً لأنسجة النبات تحت ظروف حرارة الغرفة العادية, ولكن في درجات الحرارة المنخفضة يكون التفاعل الكيميائي شديد البطء, فلا تظهر هذه السمية. كذلك يُعتقد أن ذوبان البلورات الثلجية المتكونة أن بعض المواد الناتجة من عملية الأكسدة قد تتجمع و تتفاعل مع بعضها و تُفقد السيتوبلازم وظيفته, وربما يكون هذا هو أقرب تفسير إلى الصحة أو أصحها لتفسير كيفية موت البروتوبلازم نتيجة التجمد.
5. يذكر أن أضرار البرودة تحدث نتيجة لفقد مرونة الغشاء, والتي يمكن اكتشافها وملاحظتها في المرحلة الانتقالية الأقل من الحرارة الحرجة للأنواع الحساسة. وعند درجات الحرارة المنخفضة, يحدث خلل كيموحيوي يتمثل في تغيير معدل تفاعل الإنزيمات المرتبطة بالغشاء, تسرب الأيونات وفقد خصائصه. وعدم التوازن الكيموحيوي هذا يُحدث الضرر.
التأقلم على البرودة أو درجات الحرارة المنخفضة:
تدخل النباتات الخشبية المتحملة أو المقاومة للبرودة في سلسلة من التغيرات في أواخر الصيف و الخريف بُغية تهيئة ذاتها لمجابهة درجات حرارة الشتاء المنخفضة. و في حالة الأنواع المتأقلمة, تسبب الظروف البيئية قصر طول النهار وبرودة الليل يعقبها صقيع تتراوح فيه درجات الحرارة بين 0 ﻩم و - 5 ﻩم. ومع ذلك فإن العديد من النباتات المنزرعة إما أنها تم تغييرها كثيراً عن طريق التربية و الانتخاب أو أن النطاق المناخي الذي نُميت به لا يشابه مناخ المنطقة التي نشأت بها, ومن ثم فهي لا تستجيب فسيولوجياً لهذه المسببات وبذلك لا تستطيع التأقلم بصورة طبيعية في بعض مناطق الإنتاج. وعلى ذلك فإن أحد المشاكل الأساسية التي تواجه النباتات المتساقطة الأوراق هي التجمد الذي يحدث في أواخر الخريف و بداية الشتاء و التي فيها تكون النباتات غير مهيأة فسيولوجياً لذلك.
و المعروف الآن أن عناك العديد من التغيرات الفسيولوجية تحدث خلال عملية الأقلمة و التي لا تنحصر فقط في مجرد توقف النمو (سكون ظاهري أو راحة). فعلى سبيل المثال, يحدث خلال أقلمة أشجار و شجيرات بعض الأنواع النباتية تغيرات في البروتينات, الدهون, فقد النسيج للماء, تخليق بعض المنشطات للأقلمة, الكربوهيدرات, الأحماض العضوية, الأحماض الأمينية الحرة و المرتبطة و الأحماض النووية التي تمد الخلايا بالمعلومات الأساسية. وفي النباتات المقاومة لا تحدث هذه الأحداث خلال مرحلة النمو.
المراجع:
1- عاطف محمد إبراهيم - 1989 - الفاكهة المتساقطة الأوراق - زراعتها, رعايتها و إنتاجها - منشأة المعارف - الإسكندرية - جمهورية مصر العربية.
2 - Weinberger, J. H. 1967. Some temperature relations in natural breaking of the rest of peach flower buds in San Joaquin valley. Proc. Amer. Soc. Hort. Sci., 91: 84 - 89.

  • Currently 1/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
1 تصويتات / 962 مشاهدة
نشرت فى 13 مارس 2016 بواسطة FruitGrowing

فواكه المناطق المعتدلة (المتساقطة الأوراق) و مشاكل عدم توافر البرودة اللازمة
الدكتور / عاطف محمد إبراهيم
الأستاذ بكلية الزراعة - جامعة الإسكندرية - مصر
3 - سكون البذرة  

يذكر Westwood & Chestnut (1964) أن سكون البذرة يماثل كثيراً دور راحة براعم نفس النوع النباتي. وقد أجريت دراسة على بذور أربعة عشر نوعاً من الكمثرى كمثال لتوضيح كيف يرتبط تطور البذرة و الشجرة ذاتها. وسهولة إجراء التجارب على البذور سمحت بالتعرف على أو توضيح ظاهرة السكون. أي يمكن القول بأن هناك نوعاً من الارتباط أو العلاقة بين احتياجات البراعم للبرودة لإنهاء دور راحتها و البرودة اللازمة لتحرير البذرة من سكونها. فبذور الأنواع النامية في مناخات شتوية دافئة تحتاج لبرودة أقل (3 - 10 ﻩ م) عن الأنواع النامية في مناخات أبرد ولفترات تتراوح بين خمسة أيام في النوع Pyrus pashia إلى 180 يوم في النوع Pyrus pyrifolia. ودرجات الحرارة التي عند درجة التجمد أو تحت نقطة التجمد غير فعالة في إنهاء حالة السكون.

ويوجد العديد من العوامل الطبيعية التي تحكم إنبات بذور نباتات المناطق المعتدلة, واحد فقط من هذه العوامل يمكن التخلص منه بواسطة البرودة. ومعوقات إنبات البذور مثل الأغلفة الخشبية الجامدة - كما هي الحال في بذور الفواكه ذات النواة الحجرية - يمكن التغلب عليها بطرق عديدة تضمن إنبات البذرة و إنتاج بادرة طبيعية. وعند اكتمال نمو الثمار و نضجها تسقط على سطح التربة, وعلى الرغم من أن البذور رطبة و مكتملة النمو, إلا أنها لا تنبت نظراً لأنها إما أن تكون في مرحلة سكون أو نتيجة وجود بعض مثبطات الإنبات بأغلفة البذرة. وخلال الشتاء, فإن البذور الرطبة - سواء كانت داخل الثمرة أو على سطح التربة - تتعرض للبرد وتنتهي مرحلة سكونها, غير أن معظمها يفشل في الإنبات إذا لم تزال مثبطات الإنبات الموجودة بأغلفة البذرة سواء كان ذلك عن طريق مياه الأمطار أو الغسيل. و إذا لم يتوافر الماء الكافي لغسيل أو كسح مثبطات الإنبات الموجودة بأغلفة البذرة, فربما تكون التربة أيضاً جافة جداً بحيث لا تستطيع تأصيل بادرات جديدة - هذا ما يحدث في الطبيعة - أي أن مثبطات الإنبات الموجودة بأغلفة البذرة تمنع الإنبات تحت ظروف الجفاف. وعندما تجف البذرة تدخل السكون مرة أخرى وقد تنبت بعد دورة الشتاء التالية, حيث أنها تظل محتفظة بحيويتها بعد جفافها. أي أن إطالة فترة حيوية البذرة تقدم لها فرصة كبيرة في البقاء حية. واحتياجات البرودة الخاصة ببذرة ما تحدد كفايتها من البرودة وقدرتها على الإنبات في موسم شتاء معين. واختلاف هذه الاحتياجات من بذرة لأخرى تسمح بوجود نوع من الانتخاب الطبيعي داخل النوع.

وتعريض البذرة للبرودة يقلل من وجود المثبط حمض الأبسيسيك abscisic acid (ABA) في البذرة.
وعقب تحديد المعايير التي تحدد وتحكم السكون و إنبات البذور لمجموعة من الأنواع, يمكن الانتخاب من هذه الأنواع أو إجراء تهجينات نوعية بينها طبقاً للأهداف المطلوبة لخمة قطاع الزراعة. وهنا وجد بالملاحظات التجريبية أن احتياجات البذور من البرودة تماثل احتياجات البراعم لنفس الشجرة المأخوذ منها هذه البذور, أو بمفهوم آخر أن احتياجات البذور للبرودة تنبأ عن احتياجات الأشجار وفي كلتا الحالتين البذور و البراعم يبدو أن إنهاء دور راحة البراعم وكسر سكون البذور يحكم بمدى التوازن بين المنشطات و المثبطات معاً وليس بواحد منها فقط. ويعزى السكون إلى وجود المواد المثبطة أو غياب المواد المنشطة, أو لمدى العلاقة بينهما. ويتأثر مستوى هذه المواد بعدد من العوامل البيئية الخارجية مثل الضوء و الحرارة وغيرها. ولتوضيح العلاقة بين هذه المواد وكيفية تنظيمها لحدوث السكون من عدمه فقد اقترح Khan (1971) أن هناك ثلاثة أنواع من الهرمونات النباتية تتحكم في تلك الميكانيكية, النوع الأول وهو الجبريلينات ولها تأثير تنشيطي على الإنبات, ولكي يحدث الإنبات لابد من وجود الجبريلينات, غير أنه في وجود المواد المثبطة (النوع الثاني) يختفي التأثير التنشيطي للجبريلينات, أما النوع الثالث فهو السيتوكينينات وهذه تعمل على كسر السكون عن طريق منع المواد المثبطة من إظهار تأثيراتها, ومن ثم فإنه إذا وجدت المواد المثبطة في حالة غير نشطة, فإن السيتوكينينات لا يصبح لها دوراً في كسر سكون البذرة حيث أن هذه وظيفة الجبريلينات. ويوضح شكل (1) طريقة عمل الهرمونات الثلاثة في تنظيم كيفية حدوث السكون و الإنبات.

شكل (1): يوضح كيفية عمل الهرمونات و تأثير ذلك على سكون و إنبات البذور. ويبين الشكل ثماني حالات فسيولوجية للهرمونات النباتية و المثبطات. وتدل علامة (+) على وجود الهرمون بحالة فسيولوجية نشطة, بينما تشير علامة (-) إلى غياب الهرمون.المراجع:
1- عاطف محمد إبراهيم - 1989 - الفاكهة المتساقطة الأوراق - زراعتها, رعايتها و إنتاجها - منشأة المعارف - الإسكندرية - جمهورية مصر العربية.
2- Khan, A. A. 1971. Cytokinins: Permissive role in seed germination. Science 171: 853- 859.
3- Westwood, M. N. and N. E, Chestnut. 1964. Rest period chilling requirements of Bartlett pear as related to Pyrus calleryana and P. communis rootstocks. Proc. Amer. Soc. Hort. Sci., 84: 82 - 87.

 

 

  • Currently 1/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
1 تصويتات / 878 مشاهدة
نشرت فى 7 مارس 2016 بواسطة FruitGrowing

فواكه المناطق المعتدلة (المتساقطة الأوراق) و مشاكل عدم توافر البرودة اللازمة
الدكتور / عاطف محمد إبراهيم
الأستاذ بكلية الزراعة - جامعة الإسكندرية - مصر

2 - راحة البراعم و سكون البذور
Rest of buds and seeds

قصر طول النهار في أواخر الصيف يطلق إشارة بدأ توقف النمو في العديد من الأنواع النباتية. ومن المعروف أن الأوراق هي المستقبل الرئيسي و المستجيب لقصر النهار, و الميكانيكية الفعلية في تحول صبغات الفيتوكروم من صورة لأخرى. وبغض النظر عن استجابة النوع لقصر النهار من عدمه, يبدأ السكون الظاهري في وقت ما بين منتصف الصيف و حتى أواخر الخريف. فعلى سبيل المثال, تميل شجرة التفاح البالغة إلى تكوين براعم طرفية مبكراً, كما أن أشجار المشمش توقف نموها بعد ذلك بعدة أسابيع. و الانتقال من مرحلة السكون الظاهري إلى الراحة عادة ما يكتمل بحلول أكتوبر و نوفمبر. وعادة ما يحدث تساقط الأوراق خلال فترة الانتقال هذه.
وترتبط بداية الراحة, الراحة و إنهاء دور الراحة بالتغيرات التي تحدث لهرمونات تنظيم النمو و التمثيل الغذائي كما يتضح من الشكل (1 و 2). ولقد أوضحت الأبحاث أن المواد المثبطة مثل ABA تأخذ في الزيادة في حين أن المواد المنشطة و التنفس ينخفضان كلما تقدم البرعم نحو دور الراحة. وعند الانتقال من دور الراحة تظهر زيادة واضحة في منشطات النمو مقارنة بالمثبطات كما يزداد التنفس بوضوح. وتختلف احتياجات البرودة اللازمة لإنهاء دور راحة البراعم من قليلة كما هي الحال في اللوز إلى أكثر من 2000 ساعة في بعض أصناف العنب, شكل (3). وتبادل أو تعاقب فترات الدفء و البرودة خلال الشتاء ربما يؤدي إلى زيادة احتياجات البرعم من البرودة مقارنة بالبرودة المستمرة.

الراحة و السكون
Rest and Dormancy
هنا يجب التنويه إلى أن لفظ الراحة Rest يقصد به سكون البراعم و التي خلالها لا يستطيع البرعم النمو بحالة طبيعية حتى لو توافرت له جميع الظروف البيئية اللازمة لذلك. أما لفظ السكون Dormancy فيطلق على عدم قدرة جنين البذرة الحية في الفواكه المتساقطة الأوراق على النمو إلا بعد تعرضه لبرودة كافية لفترة زمنية تتباين باختلاف الأنواع و الأصناف. وعلى ذلك فإنه عند الحديث عن البراعم سنتعامل مع مفهومين هما دور الراحة Rest Period و السكون أو الخمول الظاهري (السكون مجازاً) Quiescence. أما عند تناولنا سكون البذرة فسنتعامل مع لفظ السكون Dormancy.
الفرق بين دور الراحة و السكون الظاهري
1 - دور الراحة صفة وراثية مرتبطة بالصنف أو النوع, لا يمكن إنهائها مهما توافرت الظروف البيئية المناسبة للنمو, أما السكون الظاهري فهو حالة فسيولوجية تنتهي بمجرد توافر الظروف البيئية الملائمة للنمو.
2 - يحدث دور الراحة للبراعم الخضرية و الزهرية في أشجار غالبية الفواكه المتساقطة الأوراق, أما السكون الظاهري فيحدث لأشجار الفواكه المستديمة الخضرة و الفواكه المتساقطة الأوراق على حدٍ سواء.
3 - يحدث دور راحة البراعم في الخريف و الشتاء فقط, أما السكون الظاهري فيحدث في أي وقت خلال العام.

كل (1): يبين رسم توضيحي للنشاط الأيضي وعلاقته بمراحل دور الراحة.

شكل (2): يبين رسم توضيحي للتغيرات التي تحدث لمنظمات النمو وعلاقة ذلك بمراحل الراحة.أولاً: الراحة:
من المعروف أن انخفاض درجات الحرارة شتاءً يسبب أضراراً شديدة للأشجار, وخاصة الأشجار المستديمة الخضرة وبعض الفواكه المتساقطة الأوراق المنزرعة بالمناطق الاستوائية و تحت الاستوائية. وتتحمل معظم الفواكه المتساقطة الأوراق و التي تزرع بالمناطق المعتدلة ذات الشتاء البارد, انخفاض درجات الحرارة بدرجة أعلى من أشجار الفواكه المستديمة الخضرة.
وتدخل براعم أشجار الفاكهة المتساقطة الأوراق في أواخر الخريف و الشتاء في دور الراحة Rest Period عقب تكونها بفترة وجيزة, ولا تستطيع هذه البراعم التفتح و النمو بصورة طبيعية مهما توافر لها من العوامل البيئية المناسبة لذالك, إلا إذا تعرضت لفترة من البرودة خلال الشناء - تصبح هذه البراعم بعدها مهيأة للتفتح و النمو إذا ما توافرت الظروف البيئية المناسبة. وقد بينت الملاحظات أن أهم العوامل التي تؤدي إلى ضعف النمو و انخفاض المحصول في أشجار بعض الفواكه المتساقطة الأوراق هو عدم توافر البرودة البرودة الكافية لإنهاء دور راحة هذه البراعم.
وفي الكثير من الحالات لوحظ أن الأشجار الصغيرة السن (3سنوات) تحتاج براعمها لفترات برودة أطول لإنهاء دور راحتها مقارنة بالأشجار الكبيرة السن لنفس الصنف. وقد عرف - بصفة عامة - أن تأثير دور الراحة يكون موضعياً أي خاصاً ببرعم معين, ومن ثم فإن كل برعم يستجيب لدور الراحة بطريقة مستقلة عن البراعم الأخرى و الموجودة على نفس النبات, أو بمعنى آخر لا يحدث تأثير انتقالي من برعم لآخر فيما يتعلق بدور الراحة.
وبصفة عامة ينتهي دور راحة البراعم بعد تعرضها لدرجات حرارة منخفضة خلال الشتاء و لفترات زمنية كافية تختلف باختلاف أنواع و أصناف الفاكهة وكذلك باختلاف درجات الحرارة في الشتاء. ولقد وجد أن أنواع الفواكه المتساقطة الأوراق تتفتح براعمها بحالة جيدة إذا كان متوسط درجة الحرارة خلال 8 - 9 أسابيع (التي هي أبرد أيام الشتاء) حوالي 5 ﻩم أو أقل.
أما عندما يتوقف نمو شجرة الفاكهة بسبب عدم ملائمة الظروف البيئية لنموها, مثل ارتفاع درجات الحرارة أو انخفاضها بشدة, أو بسبب العطش أو نقص في احتياجاتها الغذائية أو غمر الجذور وما ينجم عنه ما يسمى بالعطش الفسيولوجي... الخ, وعند اختفاء هذه الظروف تستعيد الشجرة سيرتها الأولى (نموها) فهذا ما يسمى الخمول أو السكون الظاهري Quiescence.
ولقد استخدم العاملون في مجال الفاكهة عدد الساعات التي تعرض فيها براعم الأشجار لدرجة حرارة أقل من 45 ﻩ ف (7 ﻩ م) لإنهاء دور الراحة كأساس لتقسيم الأنواع المختلفة من الفاكهة المتساقطة الأوراق وتحديد احتياجات البرودة لكل نوع أو صنف بغرض إعطاء فكرة عن مدى مقدرة هذه الأنواع و الأصناف على التأقلم و النمو في نطاقات بيئية معينة, غير أن التقسيم على الأساس السابق لم يكن مرضياً بدرجة كافية - فعلى سبيل المثال وجد Weinberger (1950) أن هناك ارتباط جيد بين عدد الساعات من البرودة (أقل من 45 ﻩ ف) و إنهاء دور الراحة في براعم أشجار الخوخ النامية بالمناطق الجنوبية من الولايات المتحدة الأمريكية, بينما عجز الكثير من البحاث في مناطق أخرى على إيجاد مثل هذه العلاقة ففي تونس وجد Grossa Roynoud (1955) أن بعض أشجار الخوخ تحتاج فقط إلى 400 ساعة تعرض فيها على درجة حرارة أقل من 45 ﻩ ف, في حين أن احتياجات أشجار نفس الصنف و المنزرعة في مناطق أخرى (الولايات المتحدة الأمريكية) وصلت لأكثر من 700 ساعة. وعلى ذلك يبدو أن احتياجات البرودة اللازمة لإنهاء دور الراحة تتغير بطول وتتابع فترة البرودة وعلاقة ذلك بدرجات الحرارة المرتفعة وشدة الإضاءة و طول النهار وغيرها من العوامل الأخرى.
ويجب الوضع في الاعتبار تأثير الكثافة الضوئية العالية خلال فترة الراحة حيث يبدو أنها تقلل من تأثير البرودة, ففي منطقة مولو Molo بكينيا تكون ظاهرة التوريق المتأخر أكثر وضوحاً على الأشجار النامية على المرتفعات العالية حيث الجو المشمس الساطع خلال فترة الراحة. ومن ناحية أخرى وجد Weinberger (1967) أن وجود الندى و الضباب خلال فترة دور الراحة يميل لتقصير هذه الفترة. كما وصف احتياجات البرودة - خلال عدة سنوات - في منطقتين مختلفتين هما فريزنو بكاليفورنيا و فورت فالي بجورجيا, حيث لاحظ أن احتياجات البرودة لأشجار الخوخ كانت أقل في منطقة فريزنو عندما سادت فترة ضباب لمدة أسبوعين خلال الشهور الأكثر برودة, بينما في سنوات أخرى كانت استجابة الأشجار أو احتياجاتها من البرودة واحدة في كلتا المنطقتين. كما وجد ببعض المناطق أن تقليل كمية أو كثافة الضوء خلال فترة منتصف دور الراحة أدى إلى تفتح البراعم الورقية لأشجار الخوخ بطريقة أفضل من مثيلاتها التي تعرضت لضوء النهار الطبيعي. وربما توضح هذه التجارب تأثير الضوء على درجة حرارة براعم أشجار الفاكهة المتساقطة الأوراق بغض النظر عن تأثير درجات الحرارة.
وعلى الرغم من أن البرودة تعد العامل الخارجي الرئيسي المرتبط بصورة مباشرة بإنهاء دور الراحة لبراعم أشجار الفاكهة المتساقطة الأوراق, إلا أنه من المؤكد أن الميكانيكية التي تسبب خروج البراعم من دور راحتها تبدأ (تنطلق) عن طريق هرمونات أو منظمات النمو التي تتكون طبيعياً داخل النبات مثل الأوكسينات و الجبريلينات و السيتوكينينات و حمض الأبسيسيك. ويذكر بعض الباحثين أن البرودة تسبب بناء الجبريلينات و أن وظيفة مثبطات النمو مثل الدورمين ربما تعمل كمضادات لتأثير الجبريلينات.
طرق حساب ساعات البرودة اللازمة:
هناك عدة طرق استخدمت لحساب عدد ساعات البرودة (أقل من 7 ﻩ م) وارتباط ذلك بدرجات الحرارة السائدة:
1 - أستخدم Grossa - Roynoud (1955) في تونس المعادلة التالية لتقدير عدد الساعات التي تكون فيها درجة الحرارة أقل من 45 ﻩ ف (7 ﻩ م). 

<!--<!--<!--7-m1
-----   =HC
M1 - m1     

حيث أن Hc = عدد ساعات البرودة اليومية.
M1 = أعلى درجة حرارة يومية.
m1 = أقل درجة حرارة يومية.
سجلت هذه البيانات في الفترة من 1 ديسمبر حتى 31 أكتوبر.

مظاهر عدم توافر البرودة الكافية:
تختلف مظاهر أو أعراض عدم توافر البرودة الكافية باختلاف نوع الفاكهة, إلا أنه بصفة عامة يمكن إيجازها فيما يلي:
1. موت البراعم الزهرية الصغيرة, سقوط الأوراق قبل اكتمال نموها خاصة في الفواكه ذات النواة الحجرية.
2. قد تتساقط الأزهار قبل أن تعقد, وحتى لو عقدت مثل هذه الأزهار فإن الثمار الناتجة غالباً ما تكون صغيرة الحجم عن المعتاد وذلك نتيجة عدم كفاية المسطح الورقي اللازم لنمو وكبر الثمار في الحجم.
3. بالنسبة للأفرع الخضرية, وجد أن البراعم الطرفية تتفتح قبل البراعم الجانبية مما يؤدي لظهور صفة السيادة القمية بشكل واضح - هذه الظاهرة تعيق تفتح ونمو وتطور الأفرع الجانبية.
4. من المعروف أن وجود مسطح ورقي كبير كنتيجة لتوافر البراعم الخضرية يُعد أمراً ضرورياً لبقاء الشجرة حية, إلا أن عدم تفتح البراعم الخضرية قد يؤدي إلى تعريض أفرع مثل هذه الأشجار إلى أضرار لفحة أو ضربة الشمس.
5. في حالات النقص الشديد في احتياجات البرودة, قد تظل الأفرع ساكنة وتموت خلفياً.
6. يبدو مما سبق أن احتياجات البراعم الزهرية للبرودة تقل عن احتياجات البراعم الورقية, ولذلك يلاحظ أن الأشجار تكون مزهرة قبل خروج الأوراق في بداية فصل النمو.
7. تأخر تفتح البراعم الزهرية نتيجة عدم توافر البرودة الكافية يترتب عليه تأخر نضج المحصول وهذا يسبب خسارة للزراع حيث يباع المحصول بسعر أقل عما هو عليه في بداية الموسم.
طرق التغلب على مشاكل دور الراحة
يبدو أن هناك طريقتان رئيسيتان لمواجهة المشاكل الناجمة عن دور الراحة يمكن إيجازهما فيما يلي:
1. إنتاج أصناف جديدة من الفاكهة المتساقطة الأوراق ذات احتياجات منخفضة من البرودة خلال الشتاء Low chilling requirements , وهناك العديد من الأصناف المبكرة النضج وذات احتياجات برودة منخفضة, غير أن معظم هذه الأصناف تنتج ثماراً ذات جودة منخفضة مما يقل من قيمتها التسويقية, وعلى ذلك فإن هدف برامج التربية حالياً هو إنتاج أصناف جديدة تجمع بين احتياجات البرودة المنخفضة و التبكير في النضج وثمار تتصف بالجودة العالية التي تتفق وذوق المستهلك. و في السنوات القليلة الماضية طور العديد من أنواع و أصناف الفاكهة التي تفي بتلك المتطلبات. فعلى سبيل المثال أمكن تطوير و تربية بعض أصناف التفاح العالمية التي تصلح للزراعة و الازدهار بالمناطق ذات الشتاء الدافئ, حيث تتراوح احتياجات هذه الأصناف لفترات برودة تتراوح بين 200 و 500 ساعة تُعرض فيها البراعم لدرجة حرارة 7,2 ﻩ م, وهذه الفترة كافية لإنهاء دور راحة البراعم لأشجار تلك الأصناف. ومن أصناف التفاح التي تصلح لتلك المناطق: Anna, , Dorsett Golden, Tropical Beauty, Adriana.
كما أمكن في السنوات الأخيرة استنباط عدة أصناف من الخوخ ذات احتياجات برودة منخفضة, وقد جربت في المناطق المشابهة لولاية فلوريدا وجنوب كاليفورنيا وتتراوح احتياجات البرودة في هذه الأصناف بين 100 - 400 ساعة تقريباً ومن هذه الأصناف : Ceylon, Flordabell, Earligrand.
2. تغيير أو تعديل الظروف البيئية Manipulation of the environmental conditions: وذلك عن طريق إنهاء راحة البراعم بإتباع بعض المعاملات الزراعية و الكيميائية خلال فترات محددة. ولقد سارت الأبحاث في كلا الاتجاهين معاً على عدة أنواع مختلفة من الفواكه المتساقطة الأوراق.
المعاملات التي تساعد على إنهاء دور راحة البراعم:
1 - إيقاف الري عقب جمع الثمار يدفع الأشجار على إسقاط أوراقها ودخولها السكون الظاهري و دور الراحة مبكراً, هذه المعاملة تؤدي إلى تفتح البراعم بسرعة وبطريقة أفضل في الربيع التالي مقارنة ببراعم الأشجار التي تركت تنمو طبيعياً و بقوة أواخر فصل الخريف.
2 - إتباع طرق معينة من التربية و التقليم - فعلى سبيل المثال يذكر Salas & Slowik (1979) أن إزالة البراعم القمية و ثني الأفرع الجانبية لأسفل يمكن أن يساعد أيضاً في سرعة تفتح و نمو البراعم في الربيع.
3 - وجد Saure (1971) أن إزالة الأوراق من على الأشجار النامية بالمناطق الاستوائية - صناعياً بواسطة اليد - أعطت تأثيراً على أشجار التفاح يضاهي تأثير درجات الحرارة المنخفضة شتاءً. وفي اندونيسيا تزال أوراق أشجار التفاح المنزرعة هناك بعد شهر من جمع الثمار, هذه المعاملة تدفع الأشجار على التزهير بعد أربعة أسابيع وكانت الثمار تصل لمرحلة اكتمال النمو بعد ذلك بحوالي خمسة أشهر.
4 - اختيار الأصول المناسبة: هناك بعض الأدلة التي تؤكد - خاصة في حالة الكمثرى - على أن اختيار الأصل يؤثر على احتياجات البرودة للطعم النامي عليه, حيــــــث يذكر كل منWestwood & Chestnut (1964) و Griggs et al. (1972) أن طعوم الكمثرى صنف بارتلت Bartlett النامية على أصل الكمثرى Old Home تُزهر مبكراً مقارنة بنفس الطعم النامي على أصول أخرى أو النامي على جذوره الخاصة (بارتلت). ومن ثم يمكن القول بصفة عامة أن أي عامل من شأنه زيادة قوة نمو الطعم يؤدي لزيادة احتياجاته من البرودة, وعل ذلك فالأصول المقصرة تميل إلى تقليل احتياجات البرودة للأصناف النامية عليها.
5 - التقليم: يذكر ستينو Steno (1993) أن سكون الكثير من البراعم في أصناف التفاحيات القليلة الاحتياجات للبرودة هو سكون متلازم ينتج عن وجود البراعم الطرفية على الأفرع, و أن إزالة البرعم الطرفي عمر سنة في التفاح صنف Anna يؤدي لكسر سكون البرعم الذي يليه مباشرة, إلا أنه لا يؤثر على البراعم التي تقع أسفل هذا البرعم حيث يؤثر عليها نفس تأثير البرعم الطرفي.
6 - تقليل التسميد الآزوتي أو منعه تماماً في أواخر موسم النمو, يؤدي بدوره إلى تقليل احتياجات البرودة, وذلك نظراً لأنه يحد من قدرة الشجرة على إعطاء نموات جديدة و من ثم يُمكنها من إنضاج الخشب المتكون عليها خلال موسم النمو.
7 - إتباع المعاملات الكيميائية: هذه المعاملات تُفيد في إنهاء دور راحة براعم أشجار الأصناف التي تميل للاحتياجات المنخفضة من البرودة خاصة بعد الشتاء الدافئ نوعا. حيث يمكن رش الأشجار بمعلق الزيت بتركيز 3 - 5 % و اتلي يذاب فيها بعض المركبات الفينولية مثل مركب الداينيتروكريزول Dinitro Cresol (DNOC). ولقد استخدمت هذه المركبات لرش الأشجار على نطاق واسع في مناطق عديدة منها جنوب أفريقيا, حيث تستخدم بتركيز 3,3%. وقد لوحظ أن التركيزات المرتفعة من هذا المركب تسبب أضراراً كبيرة لبراعم الخوخ و التفاح مقارنة بالتركيزات المتوسطة التي أعطت نتائج جيدة. وتجدر الإشارة بأن الرش يجب أن يُجرى قرب تفتح البراعم بقدر الإمكان, حيث أن الرش المبكر جداً يعطي تأثيراً بسيطاً, و أن الرش المتأخر جداً ربما يضر البراعم أو يقتلها.
وقد لاحظ Ticho (1970) أن درجات الحرارة خلال اليومين أو الثلاثة أيام التي تعقب معاملات الرش تؤثر لحدٍ كبير في كفاءة المعاملة, حيث تكون النتائج أفضل عندما تتراوح درجات الحرارة خلال تلك الفترة بين 15 - 21 ﻩ م, و أن ارتفاع درجات الحرارة عن ذلك - على الرغم من أنها فعالة - قد تزيد من ضرر البراعم, كما أن انخفاضها عن الحد الأمثل يقلل من تأثير الرش.
ويذكر ستينو (1992) أنه قد استخدم مركب سيناميد الهيدروجين H2CN2 أو الدورميكس في غالبية البلدان ذات الشتاء الدافئ بنسبة 2 - 4 %. ولقد ثبت من التجارب التي أجريت بمصر أن الرش المبكر جداً يبكر في نضج المحصول إلا أنه يؤدي لنقصه, أما الرش المتأخر يزيد المحصول ولكن يقلل من حجم الثمار. ويفضل الرش في موعد يسبق وقت التزهير بحوالي 45 يوماً, مع ضرورة خف الثمار في حالة زيادة العقد. ويوضح الجدول التالي النوع و موعد الرش و النسبة المقترحة من الدورميكس.
المراجع:
1 - عاطف محمد إبراهيم - 1989 - الفاكهة المتساقطة الأوراق - زراعتها, رعايتها و إنتاجها - منشأة المعارف - الإسكندرية - جمهورية مصر العربية.
1- Salas, A. and K. Slowik. 1974. Influence of branch bending of apple trees on the development of buds in the tropical highlands of Mexico. Summary Proc. XIX int. hort. Conger. Warsaw, Vol.I B, 523.
2 - Saure, M. 1971. Successful apple growing in tropical Indonesia. Proc. XVIII int. hort. Conger. Vol. 1, Abestr. 443.
3 - Weinberger, J. H. 1950. Chilling requirements of peach varieties. Proc. Amer. Soc. Hort. Sci., 56: 122 - 128.
4 - Weinberger, J. H. 1956. Prolonged dormancy troubles peaches in the southeast in relation to winter temperatures. Proc. Amer. Soc. Hort. Sci., 67: 107 - 112.
5- Weinberger, J. H. 1967. Some temperature relations in natural breaking of the rest of peach flower buds in San Joaquin valley. Proc. Amer. Soc. Hort. Sci., 91: 84 - 89.
6 - Westwood, M. N. and N. E, Chestnut. 1964. Rest period chilling requirements of Bartlett pear as related to Pyrus calleryana and P. communis rootstocks. Proc. Amer. Soc. Hort. Sci., 84: 82 - 87.

 

 

 

 

  • Currently 1/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
1 تصويتات / 2087 مشاهدة
نشرت فى 1 مارس 2016 بواسطة FruitGrowing

فواكه المناطق المعتدلة (المتساقطة الأوراق) و مشاكل عدم توافر البرودة اللازمة
الدكتور / عاطف محمد إبراهيم
الأستاذ بكلية الزراعة - جامعة الإسكندرية - مصر

1 - السكون و تحمل النباتات للبرودة

Dormancy and plant hardiness


كي تحيى النباتات غير القادرة على تحمل البرودة أو تلك التي ليست لديها المقدرة على تحمل البرودة, فإن وجود فترة سكون خلال أشهر الشتاء الباردة يعد أمراً حيوياً لبقائها حية. وفي بيئة نموها الطبيعية, نادراً ما تضار تلك النباتات بسبب البرد حيث أنها تطور ميكانيكيات فسيولوجية تمكنها من السكون خلال فترات الشتاء الشديدة البرودة. فعلى سبيل المثال نجد أن الأنواع النباتية التي تنمو على ارتفاعات عالية, تشعر بقصر طول النهار ومن ثم تقوم بتطوير ميكانيكية تثبيطية تدفع النبات إلى إيقاف النمو قبل حلول أول موجة صقيع شديدة تحدث في الخريف. وهناك ميكانيكية أخرى تعمل على أقلمة النبات فيما يتعلق بالاستجابة لأول موجة صقيع غير قاتلة. أما الأنواع التي تنمو بالمناطق المنخفضة, ذات الشتاء المعتدل, فهذه تستمر في نموها طالما كانت درجات الحرارة ملائمة و الرطوبة الأرضية مناسبة ولا توجد درجات حرارة منخفضة خلال الشتاء تؤدي لقتلها. وتطور النباتات التي تنمو على المرتفعات المتوسطة ميكانيكية فسيولوجية ثالثة تجمع بعض صفات نباتات المناطق المرتفعة و نباتات المناطق المنخفضة. و تتأرجح درجات الحرارة في شتاء المناطق المتوسطة بين الباردة و المعتدلة. وتحتاج نباتات هذه المجموعة إلى دور راحة طويل تتوافر فيه برودة معينة, وهذه النباتات لا تبدأ نموها في منتصف الشتاء حتى لو ارتفعت درجات الحرارة التي تلاءم انطلاق النمو لعدة أيام.
ومثل النباتات المتساقطة الأوراق, فأشجار الفاكهة المتساقطة الأوراق و الأشجار ذات النورات الهرية مثل الجوز توقف نموها في الخريف و قبل حلول الشتاء, حيث تسقط أوراقها و تدخل الأشجار في طور الراحة أو السكون, وبحلول الربيع تستعيد نموها مرة أخرى. هذا التناغم بين النبات و البيئة المحيطة به يضمن بقاء النبات حياً خلال أشهر الشتاء الباردة. ومع ذلك فإن حماية النباتات من أضرار الشتاء البارد ربما تمثل مشكلة لا توجد أصلاً في بيئة نموها الطبيعية. و العديد من الأنواع النباتية المنزرعة و التي ربما ربيت بهدف تحسين جودة ثمارها أو تلك التي نتجت عن الانتخاب نقلت وزراعت في نطاقات مناخية مغايرة عن المناخ التي نشأت به أصلاً. وعلى ذلك نجد أن العديد من الطرز المستأنسة لم تتأقلم تماماً على الظروف البيئية التي زرعت بها, ومن ثم يلزم إتباع بعض المعاملات الزراعية الهامة التي تمكن النبات من البقاء حياً خلال الشتاء البارد, مثل تحوير برامج الري و التسميد التي تمنع أو توقف النمو في نهاية الموسم, كما أن اختيار الصنف و الأصل وكذلك الأصل الوسطي تعد من الأهمية بمكان في بعض النطاقات المناخية.
ونظراً لحدوث بعض الخلط عند تناول بعض المصطلحات المتعلقة بالسكون, دور الراحة, الأقلمة وتحمل البرودة, مفهوم كيف يقتل البرد و الصقيع النباتات, سنركز على بعض طرز السكون التالي:
1 - السكون الظاهري Quiescence: البراعم في هذه الحالة تكون ساكنة نتيجة تعرضها لظروف نمو خارجية غير ملائمة (درجات الحرارة, الماء المتاح, الفترة الضوئية).
2 - التثبيط المتلازم Correlative inhibition : تمنع البراعم من النمو بواسطة تأثير تثبيطي يسببه جزء آخر من النبات (سكون البراعم الجانبية نتيجة سكون قمة الفرخ).
3 - الراحة Rest: عندما يكون البرعم ساكناً نتيجة عوائق فسيولوجية داخلية تمنع النمو حتى مع توافر الظروف الخارجية المثلى للنمو. وتعمل درجات الحرارة المنخفضة (فوق نقطة التجمد) على إنهاء دور الراحة.
4 - بداية الراحة Onset of rest: الانتقال خلال الخريف من السكون الظاهري إلى الراحة التامة.
و نباتات المنطقة المعتدلة التي تأقلمت على ظروف تلك المنطقة تتصف بفترة نمو خلال النصف الأول من الصيف, يعقبها توقف النمو و تكوين البراعم الطرفية. عند بداية تلك الفترة, تتعرض البراعم لما يسمى بالسكون الظاهريQuiescence و ربما يمكن دفع هذه البراعم على النمو ببعض المعاملات مثل التقليم, إزالة الأوراق, الري أو التسميد الآزوتي. وفي الخريف تبدأ بداية الراحة onset of rest. خلال هذه الفترة يتعمق دور الراحة ويزداد وضوحه في وقت ما حتى أشهر أكتوبر, نوفمبر و ديسمبر في النصف الشمالي من الكرة الأرضية ويتوقف ذلك على النوع أو الصنف. ويلزم كمية نوعية محددة من البرودة لإنهاء أو كسر دور الراحة و استعادة البراعم قدرتها على النمو مرة أخرى. وتنحصر درجة الحرارة المنخفضة الفعالة لإنهاء دور الراحة بين صفر ەم إلى 7 ەم وقد تزداد إلى 10 ەم لبعض الأنواع. ويبدو أن هناك نظام أنزيمي تثبيطي داخلي يتغير عند درجات الحرارة هذه. وعادة ما ينتهي دور الراحة خلال الشتاء في الأنواع التي تنمو على المرتفعات العالية و المناطق المنخفضة. عقب ذلك يبدأ نمو البرعم عندما تتوافر درجات الحرارة المثلى أو المناسبة خلال هذه الفترة من الشتاء, وإذا كانت درجة الحرارة دافئة ينشط البرعم ويفقد درجة كبيرة من تحمل البرودة التي اكتسبها خلال فترة الراحة. وتفقد درجة تحمل البرودة بسرعة عند استعادة البرعم نموه. وفي مرحلة التزهير الكامل, تختفي قدرة النبات على تحمل البرودة ومن ثم لابد من حماية النبات من الصقيع لمنع أية أضرار قد تلم به.
1 - عاطف محمد إبراهيم - 1989 - الفاكهة المتساقطة الأوراق - زراعتها, رعايتها و إنتاجها - منشأة المعارف - الإسكندرية - جمهورية مصر العربية.
2 - Atef Mohamed Ibrahim. 2014. Fruits of temperate regions. Faculty of Agriculture, Pomology Department, Alexandria University. Egypt.

 

 

  • Currently 1/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
1 تصويتات / 667 مشاهدة
نشرت فى 23 فبراير 2016 بواسطة FruitGrowing

زراعة, رعاية و إنتاج المانجوستين
بقلم الدكتور عاطف محمد إ إبراهيم
كلية الزراعة - جامعة الإسكندرية

مقدمة:
تضم العائلة Guttiferae 35 جنساً, تنتج ثمانية منها فقط ثماراً قابلة للأكل. و جنس Garcinia - المنتشر بالمناطق الآستوائية القديمة يضم أشجاراً و شجيرات ثنائية المسكن. و يتراوح قطر الثمرة بين 1 - 12 سم, وقشرة الثمرة خشنة الملمس و تتباين في سمكها. و النوع G.mangostana (Mangostana Garcinia).
٭ المنشأ:
تنتشر زراعة المانجوستين بجنوب شرق آسيا (تايلاند, ماليزيا و إندونيسيا) حيث يعتقد أنه نشأ هناك, ومن ماليزيا و إندونيسيا إنتقلت زراعته لسيريلانكا, جنوب الهند , أمريكا الوسطى, البرازيل, شمال استراليا, هاواي و أقطار استوائية أخرى.
٭ الظروف البيئية:
أولاً: المناخ
تنتشر زراعة المانجوستين في المناطق الاستوائية التي تتصف بموسم جفاف قصير (10 - 30 يوماً) حيث أن هذه الظروف تنشط التزهير. و تحتاج الأشجار للري خلال موسم الجفاف, إذا كان معدل هطول الأمطار أقل من 127 سم. و يقل معدل النمو إذا ما انخفضت درجة الحرارة عن °20م, و تقتل الشجرة عند 2 - °3م. و يناسب نمو الأشجار درجات الحرارة التي تتراوح بين 27 - °36م, و الارتفاع عن ذلك يعرض الأوراق و الثمار لأضرار لسعة الشمس. و قد تنمو الأشجار على ارتفاع يتعدى 1000متر, إلا أن معدل النمو يقل. و لابد من توفير الظل للأشجار خلال 2 - 4 سنوات الأولى بالمشتل و البستان.
٭ التربة
تستطيع الشجرة النمو في مدى واسع من أنواع التربة, و تتحمل الأشجار الأراضي الثقيلة, غير انهلا لا تتحمل الأراضي الجيرية, الرملية الطميية أو الرملية الفقيرة في المادة العضوية, كما تتحمل الغمر نوعاً ما.
٭ القيمة الغذائية و الأهمية الاقتصادية:
هناك عدة تقارير تشير إلى تناقص الإنتاج, وقد يرجع ذلك إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج و طول فترة شباب الشجرة, ارتفاع تكاليف جمع الثمار و عدم انتظام الحمل. و ثمرة المانجوستين تحتل قمة قائمة الثمار الطازجة بجنوب شرق آسيا, فهي تستهلك طازجة أو مجمدة, و يشكل الغلاف اللحمي للثمرة 20 - 30 ٪ من وزن الثمرة. و يحتوي اللب على 20 ٪ مادة صلبة ذائبة كلية و 0٫8 حامض. الثمرة خالية من فيتامين أ و محتواها من العناصر المعدنية منخفض. و يصنع من الثمار عصير, كما يمكن تخزين الناتج, غير أن لونه يدكن و ليس له نكهة مميزة. كما يمكن تعليب لب الثمار. و يستخدم غلاف الثمرة في عمليات دبغ الجلود و في صبغ الأقمشة السوداء, كما تدخل القشرة و القنابة في بعض الصناعات الدوائية, حيث تشحن الثمار المجففة من سنغافورة لكلٍ من كلكتا و الصين لتصنيع بعض الأدوية. وتقطع القشرة الجافة و تطحن و يستخدم المسحوق في علاج بعض الأمراض الجلدية و كذلك الإسهال و الدوسنطاريا.
٭ الوصف النباتي (الخضري):
يبلغ ارتفاع الشجرة المؤنثة 6 - 25 متر, الشجرة ذات جذع قائم يخرج عليه أفرعاً متوازنة و قمة الشجرة هرمية. عنق الورقة طويل و النصل مطاول يبلغ طوله 10 - 20 سم و اتساعه 7 - 13 سم, و نصل الورقة سميك, جلدي, لامع؛ لون السطح العلوي أخضر زيتوني و لون السطح السفلي أخضر مصفر. تخرج الأوراق متقابلة على الأفرع.
توجد الأزهار بصورة فردية أو في أزواج, و تخرج الأزهار طرفياً, تتركب الزهرة من أربعة سبلات تتواجد في زوجين و أربعة بتلات لحمية ثخينة لونها أخضر - مصفر, ذات حواف حمراء و مبيض كروي و ميسم ذا 4 - 8 فصوص, و تحمل أشباه أسدية. و تخرج الأزهار على الأفرع الأكبر سناً, و يعتقد أنه لا وجود للأشجار المذكرة.
الثمرة كروية الشكل, عنبة وتتكون بكرياً (دون الحاجة للتلقيح و الإخصاب). يتراوح قطر الثمرة بين 4 - 7 سم, و يبقى الكأس متصلاً بها. القشرة سميكة (6 - 10 مم) يتحول لونها للقرمزي عند النضج, تحتوي على مادة لبنية latex و عصير قرمزي اللون. الغلاف الذي يؤكل أبيض اللون و يتكون من 4 - 8 فصوص, واحد منها أو اثنتان كبيرا الحجم وتحملان بذوراً أبومكتية التكوين (دون اتحاد أنوية الجاميطات),شكل (1). و لا توجد بذور حقيقية, حيث أن البذور تتطور من الغلاف الداخلي للكربلة و في بعض الأحوال تكون البذرة متعددة الأجنة مع وجود جنين غير متطور. و يستغرق تطور الثمرة بين 100 - 120 يوماً من التفتح الزهري, و أكثر من 180 يوماً في المناطق الباردة على الارتفاعات العالية.

شكل (1): يبين قطاع مستعرض و ثمرة المانجوستين


٭ التلقيح و الإخصاب و عقد الثمار:
تميل الشجرة للدخول في تبادل الحمل, و يحدث التزهير مرتين, يتوقف هذا على ظروف النمو و عدد دورات النمو؛ ففي سريلانكا و على الارتفاعات المنخفضة تثمر الأشجار في مايو و يوليو, وفي المرتفعات العالية في سبتمبر و أكتوبر. و في بورتوريكو, تثمر الأشجار غير المظللة في يوليو و أغسطس, و الأشجار المظللة في نوفمبر و ديسمبر. و عقد الثمار لا يمثل مشكلة. و حدوث نسبة عقد تتراوح بين 10 - 15٪ قد تثبط البراعم الباقية و تحولها إلى براعم خضرية.

<!--

<!--<!--<!--

٭ التكاثر:

تحتفظ البذور الآبومكتية التكوين بحيويتها لفترة زمنية قصيرة (3 أيام إذا كانت جافة), و يجب حفظ البذور في بيت موس رطب أو تركها بالثمار. تزرع البذور في بيئة نمو جيدة الصرف و تحت ظروف ظل و رطوبة عالية. يحدث الإنبات خلال 2 – 3 أسابيع. وتبلغ الشجرة ارتفاع 60 سم بعد عامين و عندها تحمل زوج أو زوجين من الأفرع الجانبية. و تستمر فترة الشباب حتى خروج 16 زوجاً من الأفرع الجانبية. كذلك يمكن إكثار الأشجار بالتطعيم, غير أن الأشجار المطعومة تتصف ببطء النمو, وتكون فترة شبابها قصيرة نوعاً, كما أن ثمارها تكون أصغر حجماً.

٭ زراعة البستان:

  نظراً لرهافة الجذر الوتدي وقلة خروج الأفرع الجانبية, فإنه يجب الحذر و اتخاذ الاحتياطات اللازمة عند نقل الشتلات. تُعد الجور باتساع 1٫2 × 1٫3 متر, تضاف المواد العضوية قبل نقل الشتلات بحوالي شهر. و لابد أن يكون ارتفاع النبات 60 سم قبل نقلها, وتنقل الشتلات بصلايا, ثم تروى رياً غزيراً, و نظراً للحاجة للظل و الرطوبة, فإنه عادة لا تزرع الأشجار في رمل خالص. تغرس الأشجار على مسافات 8 – 10 م أو 11 – 12 م. يظل التظليل مستمراً لمدة 2 – 4 سنوات ثم يقلل تدريجياً.

٭ المعاملات الزراعية:

- الري:

  يمكن للأشجار تحمل الغمر بعض الوقت و لكنها لا تتحمل الجفاف, و أن استمرار فترة الجفاف لمدة تتراوح بين 15 – 30 يوماً تحد من نمو البرعم الطرفي, و يجب أن يعقب فترة الجفاف هذه ريتين غزيرتين بحيث يفصل بين الرية و الأخرى 7 أيام وذلك لتشجيع الأشجار على التزهير. و لابد من إتباع الري المنتظم خلال فترة نمو و تطور الثمار.

 - التسميد:

   ينصح بتسميد الأشجار الصغيرة السن بالسماد العضوي, و تغطية التربة بالقش حول جذوع الأشجار. وتحتاج الأشجار الكبيرة السن (أكبر من 15 سنة) إلى حوالي 2 – 7 كيلوجرام سماد مركب (10 :14 :19), و تحتاج الأشجار الصغيرة إلى 70 جرام نيتروجين, 6 جرام وفسفور و 50 جرام بوتاسيوم / شجرة / عام و حتى سن 15 سنة. تضاف نصف الكمية عند بداية نشاط النمو الخضري بعد جمع الثمار و يضاف الباقي بعد 2 – 5 أسابيع من التزهير الكامل.

- التقليم:

            الشكل الهرمي لقمة الشجرة و كذلك بطأ النمو يحدان من إجراء عمليات التقليم, غير أنه نظراً لارتفاع الشجرة (25 متر) و خروج الثمار مفردة يجعلان عملية جمع الثمار من الصعوبة بمكان, ومن ثم فإنه يوصى باستخدام الأصول المقصرة للتغلب على تلك المشكلة. و عموماً ينحصر التقليم في إزالة الأفرع المتشابكة وتلك الميتة و كذلك السرطانات التي تخرج عند قاعدة الجذع الرئيسي للشجرة, كما تزال الأفرخ المائية أيضاً.

٭المحصول و جمع و تداول الثمار:

 يظهر أول محصول بعد حوالي 5 – 7 سنوات من زراعة الأشجار بالبستان المستديم. و تعطي الشجرة من 200 – 2000 ثمرة, و يقدر متوسط محصول الشجرة بتايلاند بحوالي 4٫5 طن للهكتار (1٫8 طن / فدان), وقد تعطي الأشجار الأكبر عمراً (45 سنة) حوالي 3000 ثمرة للشجرة, ثم يتناقص المحصول. و تجمع الثمار عندما تلين و يصبح لونها قرمزي داكن. تجمع الثمار باليد كل 2 – 3 أيام. و يمكن تخزين الثمار على درجة 8 – 510م (عقب غمرها في محلول أحد المبيدات الفطرية) وذلك لمدة تزيد عن 8 أسابيع.

٭ الأصناف:

  نظراً لأن الثمار الناتجة من الشتلات متجانسة في الشكل و الحجم, فإنه لا توجد أصناف محددة, غير أن هناك صنف محدد في جزر السولو تتميز ثماره بحجمها الكبير و ثخانة قشرتها عن المعتاد كما أن اللب أكثر حموضة و نكهته العالية. و في شمال بورما يوجد طراز بري تتصف ثماره باحتواء كل منها على أربع كرابل فقط يحتوي كلٍ منها على بذرة واحدة كاملة التطور.

٭ الآفات و الأمراض:

 تذكر التقارير أن هناك القليل من الآفات التي تهاجم أشجار المانجوستين مثل ثاقبات الأوراق التي تتغذى على الأوراق و الأفرخ الحديثة. كما أن النمل يهاجم الشجرة و يعمل أنفاق في الجذع و الأفرع. كما أن هناك بعض الفطريات التي تصيب الأشجار. كما تصاب الثمار ببعض الاضطرابات الفسيولوجية مثل التشقق الناتج عن زيادة كميات المياه المضافة للتربة خلال فترة تطور و نضج الثمار. 

المراجع:

1 - عاطف محمد إبراهيم - فواكه المناطق الاستوائية - 2007 - منشأة المعارف - الإسكندرية - جمهورية مصر العربية.

2- Morton, J. 1987.  Fruits of warm climates. Julia F. Morton, Miami, FL.

    

<!--

 

<!--<!--<!--

    

 

  • Currently 1/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
1 تصويتات / 1769 مشاهدة
نشرت فى 9 فبراير 2016 بواسطة FruitGrowing

ظاهرة التفصيص فى المانجو, ماهيتها و تفسير ظهورها
ا.د. عاطف محمد إبراهيم
كلية الزراعة, جامعة الإسكندرية, مصر


تظهر بالأسواق ثمار مانجو صغيرة الحجم, ذات بذرة ضامرة, حلاوتها شديدة, تباع تحت اسم مانجو فص, شكل (1 ), ومن ثم كان هناك الكثير من التساؤلات عن كنه هذا الصنف الجديد كما يخبرهم البائع بذلك, و في حقيقة الأمر, يتسبب في ظهور تلك الظاهرة انخفاض درجة الحرارة أثناء فترة التزهير, و عقب حدوث التلقيح يتكون العديد من الثمار الصغيرة الحجم ذات الأجنة المجهضة على جانب من جوانب الشجرة التي تحمل ثماراً طبيعية , ويرجع ذلك نتيجة الضرر الذي لحق بالنواة الذكرية وجهاز البيضة, أي أن عملية الإخصاب لم يكتمل الإخصاب على الوجه الأمثل, غير أن نمو الأنبوبة اللقاحية كان كافياً لتنشيط نمو المبيض الذي أدى إلى تكوين الثمرة الخالية من البذرة. وهناك تفسيراً آخراً يفترض بأن تكوين تلك الثمار (الفص) يرجع إلى حدوث التلقيح والإخصاب بطريقة طبيعية و يتكون الزيجوت الذي تنقسم خلاياه مكونة الجنين الذي لا يلبث أن يموت فى المراحل الأولى من تطوره (كما هي الحال في العنب البناتي الأبيض) و ذلك بسبب انخفاض وارتفاع درجة الحرارة (تذبذب درجات الحرارة) خلال الأيام القليلة التى تلي عقد الثمار, وتظل الثمرة تنمو ببطء حتى تصل إلى درجة النضج ولكنها فى النهاية تكون أصغر بكثير من مثيلتها العادية التى تحوى أجنة جيدة التكوين, هذا و يعادل وزن الثمرة الفص حوالي 20 - 30 ٪ من وزن الثمرة العادية المتكونة بالطريقة الطبيعية و التي تنتج عن تمام عمليتي التلقيح و الإخصاب, هذا بالإضافة إلى أن نواة الثمرة الفص فتكون رقيقة جدا و يعادل وزنها حوالي 10 - 20 ٪ من وزن نواة الثمرة المتكونة بالطريقة العادية, كما تزداد نسبة المواد الصلبة الذائبة (السكريات) مع وجود نسبة حموضة معقولة بلب الثمرة مما يعطيه مذاق أحلى مقارنة بمذاق الثمار الطبيعية.
و يمكن القول بأن عمليتي التلقيح و الإخصاب ضروريتان لعقد الثمار, غير أنه في حالة تكون حبات المانجو الصغيرة الحجم (الفص) يعمل الجنين المتكون تحت الظروف البيئية السالفة الذكر على إفراز مستويات منخفضة من الهرمون الطبيعي الذي يعمل بدوره على نمو و زيادة حجم المبيض بالدرجة التي تصل فيها الثمرة بالكاد إلى حجمها الصغير هذا, حيث أن مستوى الهرمون في هذه الحالة لا يضاهي مستواه كما في حالة الجنين الطبيعي المكتمل التكوين الذي يستطيع عقب تكونه إفراز مستويات عالية من هرمون النمو, حيث تعمل تلك المستويات المرتفعة من هرمون النمو الطبيعي على وصول الثمرة إلى الحجم الطبيعي بدرجة أكبر من مثيلاتها في حالة الثمار الفص.
المراجع:
عاطف محمد إبراهيم - النظريات العلمية و الطرق العملية في إ نتاج المانجو - تحت الطبع - منشأة المعارف - الإسكندرية - جمهورية مصر العربية.
Kostermans. A. J. G. H and J. M Bompard. 1993. The mangoes, Botany, Nomenclature, Horticulture and Utilization. Academic Press, London.

 

 

  • Currently 5/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
1 تصويتات / 1807 مشاهدة
نشرت فى 15 ديسمبر 2015 بواسطة FruitGrowing

 

ماذا تعرف عن فاكهة الباوباو
الدكتور/ عاطف محمد إبراهيم
كلية الزراعة - جامعة الإسكندرية - جمهورية مصر العربية


يرجع أصل الباوباو pawpaw إلى شرق الولايات المتحدة الأمريكية, حيث ينمو بصورة برية بولاية إنديانا, حيث تعد المنشأ الأصلي, و فيه تم اكتشاف طرز عديدة, و يتواجد الباوباو بكثرة على طول مجاري الأنهار و الجداول و الغابات.
يعرف نباتياً باسم Asimina triloba و هو أحد أفراد العائلة Annonaceae و هو الوحيد الذي يزدهر في النطاقات المناخية المعتدلة, و هناك عدة فواكه قريبة له تزدهر زراعتها بالمناطق الاستوائية و تحت الاستوائية, مثل القشطة الشريمويا و الأتيمويا و السرسوب وهي من المحاصيل الهامة. و الباوباو يعد فاكهة فريدة و غير معتادة, إلا أن أشجاره لا تزرع على نطاق واسع. و الكثير من الأصناف المعروفة عبارة عن منتخبات انتخبت من الطراز البري. و الكثير من الأصناف المعروفة حالياً نشأة أساسا بولاية إ نديانا, و ربما يكون هذا هو السبب في تدليل هذه الفاكهة و إطلاق اسم موز إنديانا عليها "Indiana Banana".
الثمرة فريدة في طعمها الذي يشبه طعم و نكهة الفواكه الاستوائية, و الرائحة المميزة و النكهة العالية, و الثمرة بالمجمل ذات جودة عالية تضاهي مثيلاتها الموجودة بثمار الكمثرى, الخوخ, الموز و المانجو.
المناخ المناسب: تزدهر شجرة الباوباو في المناطق المعتدلة الرطبة, حيث تحتاج ليف دافئي إلى حار, و شتاء معتدل إلى بارد, و في حدود 22 بوصة من الأمطار السنوية (80 سم), يهطل معظمها خلال الربيع و الصيف, و للنمو الأمثل تحتاج الشجرة إلى - على الأقل - 160 يوما خالية من الصقيع, كما تحتاج إلى حوالي 2600 وحدة حرارية فعالة لنضج الثمار, و تجدر ملاحظة أن كمية البرودة و الوحدات الحرارية الفعالة التي تحتاجها الشجرة تتوقف على مدى تأقلم الصنف المنزرع, حيث وجد أن الباوباو تنمو أشجاره و تزدهر على خط عرض يمتد من السهل الساحلي للخليج و حتى جنوبي ميتشيجان.
الموقع, التربة و طبيعة نمو النبات: على الرغم من أن شجرة الباوباو قادرة على الإثمار تحت ظروف الظل,إلا أنها تعطي أفضل النتائج في الأماكن المعرضة لضوء الشمس الكامل, مع توفير الحماية ضد أخطار الرياح - نظراً لمساحة الأوراق الكبيرة, مع العلم بأن الشتلات لا تستطيع النمو تحت ظروف التعرض الكامل للشمس, وذلك بسبب أن الفرخ الصغير حساس بدرجة كبيرة لضوء الشمس, ومن ثم فإن تظليل النباتات الصغيرة خلال السنة الأولى من الزراعة و ربما السنة الثانية يعد أمراً ضرورياً.
يزدهر نمو الأشجار في الأراضي التي تميل للحموضة الخفيفة (pH 5.5-7.0), العميقة, الخصبة الجيدة الصرف, حيث أن الصرف الجيد يعد عاملاً أساسيا لنجاح زراعة الباوباو. كما تستطيع الأشجار النمو في الأراضي الثقيلة, ولكنها لا تتحمل الأراضي المغمورة بالماء.
الوصف الخضري: الشجرة صغيرة الحجم, نادراً ما يتعدى طولها 7.5 متر, تنمو في ضوء الشمس الكامل, المجموع الخضري هرمي الشكل, الأفرع كثيفة متدلية حتى قرب سطح التربة, وفي حالة وجود الظل, يصبح قلب الشجرة أكثر انفتاحا, مع نمو القليل من الأفرع السفلية في وضع أفقي. الشجرة جميلة المنظر, الأوراق متدلية, يبلغ طول النصل حوالي 30 سم و تظل خضراء داكنة اللون خلال الصيف, تكتسب اللون الأصفر الذهبي خلال الخريف, يخرج على الشجرة العديد من السرطانات من مجموعها الجذري بالقرب من سطح التربة. الزهرة يبلغ طولها 5 سم, جميلة المنظر, يتحول لونها من الأخضر إلى الأرجواني المحمر الداكن, غير أنه نظراً لأن الأزهار متدلية لأسفل فإنه يصعب ملاحظتها إلا عن قرب. عند نضج الثمرة, يلين اللب و يتحول لونها إلى الأخضر الفاتح أو المشوب بصفرة, و في المراحل المتأخرة من النضج, يظهر على الجلد بقع بنية اللون و أشرطة كما هي الحال مع ثمار الموز.. لون اللب أصفر, طري ناعم يشبه لب ثمرة القشطة. هذا و تختلف الثمار في الحجم من صنف لآخر, كما يتباين عدد البذور بالثمرة, يتراوح وزن الثمرة بين 143 - 454 جرام. يختلف شكل الثمرة من مطاول إلى كروي و يتوقف ذلك على عدد البذور بالثمرة.
الزراعة: تتوافر شتلات الباوباو في المشاتل كشتلات عارية الجذور أو شتلات نامية في أواني, و تعطي الأخيرة أفضل النتائج. يجب الاهتمام بالأشجار خلال السنتين الأول لتشجيع النمو الخضري و تأسيس مجموع جذري قوي, يجب الحفاظ على ري النباتات و تظليلها جزئيا خلال السنتين الأولى و الثانية, تبدأ الشجرة في حمل المحصول عندما يصل ارتفاعها إلى 2 متر تقريباً, أي عادة بعد 5 إلى 7 سنوات. وقد بينت التجارب أنه يجب نقل الشتلات للمكان المستديم في الربيع, في الوقت الذي يبدأ فيه النمو الجديد أو بعده مباشرة. و إ ذا ما أضيرت الجذور, فيفضل تقليم القمة لإحداث توازن مع الجذور السليمة المتبقية. و لا يفضل نقل الشتلات عارية الجذور كما هي الحال في الكثير من الأنواع. و من النقاط الهامة الواجب مراعاتها عند نقل الشتلات:
1. الحفاظ على المجموع الجذري عن طريق إحاطته بكتلة من التربة للحفاظ عليه من الجفاف.
2. تتم عملية النقل في الربيع عقب كسر دور راحة البراعم, و ليس في الخريف أو الشتاء.
3. تجب زراعة الشتلات الجديدة في مناطق جيدة الصرف, مع متابعة ري النباتات جيدا خلال العام الأول.
4. توفير تظليل جزئي للنباتات خلال العامين الأولين.
التكاثر:
التكاثر الخضري : يمكن إ كثار الباوباو بسهولة بعدة طرق مثل التطعيم و التركيب كالتركيب السوطي و اللساني, و البرعمة الدرعية و غيرها, غير أن هذه الطرق لا تعطي نتائج جيدة, كم أن العقل الساقية يصعب تكوين الجذور عليها. و أفضل وسيلة هي تطعيم أقلام من الأصناف المرغوب زراعتها على ألأصول مختارة.
التكاثر الجنسي: البر بطيئة الإنبات, غير أن الإنبات لا يعد من الصعوبة بمكان لو اتخذت بعض الاحتياطات, مثل عدم السماح بجفاف البذور, حيث يؤثر ذلك على الجنين الساكن غير مكتمل النمو - و لكسر سكون الجنين - لا بد من تعريض البذور لدرجات حرارة منخفضة (صفر - 5° م) لمدة 90 - 120 يوم (كمر بارد). عقب ذلك تخرج البذور و تزرع في بيئة جيدة التهوية, (pH 5.5-7.0), على درجة حرارة مثلى (23 - 30° م), تخرج الجذور من أغلفة البذور بعد 18 - 24 يوم في المتوسط, يتطور إلى جذر وتدي بطول 32 سم تقريباً, ثم يخرج الفرخ الخضري بعد 50 - 60 يوم. و تجدر ملاحظة أن إنبات البذرة أرضي أي يخرج الفرخ الخضري دون الفلقات.
التلقيح و عقد الثمار: يعد التلقيح أهم العوامل المحددة لعقد الثمار, و تتصف الأزهار بوجود ظاهرة تفاوت ميعاد نضج الأعضاء الجنسية بالزهرة, أي أن الزهرة غير ذاتية التلقيح و من ثم كان التلقيح الخلطي أمراً ضرورياً, كما يقال أن ظاهرة عدم التوافق الجنسي الذاتي توجد أيضاً و على ذلك يتطلب التلقيح وجود لقاح متوافق من أزهار صنف آخر, كما أن الملقحات الطبيعية (الذباب و الخنافس) ليست فعالة و لا يمكن الاعتماد عليها. و على ذلك كان التلقيح الصناعي اليدوي (كما هي الحال في القشطة) هو الحل الأمثل للحصول على محصول مرضي و ثمار ذات جودة عالية.
استخدامات الثمار: تتميز الثمار بحلاوة لبها, و نكهتها العالية, تؤكل الثمار طازجة, حيث تقطع الثمرة إلى نصفين ثم يخرج اللب بواسطة ملعقة, و يسهل فصل البذور الكبيرة الموزعة في اللب, كما يدخل اللب في عمل الفطائر و كذلك في صناعة الآيس كريم و في إكساب الأطعمة نكهة مميزة.
الثمرة سريعة العطب, نتيجة معدل التنفس المرتفع مقارنة بثمار معظم الفواكه الأخرى, و ينتج عن التنفس القليل من الرطوبة و الحرارة و ثاني أكسيد الكربون و الإثيلين (هرمون النضج). و عقب وصول الثمرة لمرحلة النضج الكامل, تستطيع البقاء لمدة يومين على درجة حرارة الغرفة, أو لمدة أسبوع عند تخزينها على درجة 4.5 - 7.2°م.
الأصناف: يوجد على الأقل أربعة أصناف تجارية متاحة بالولايات المتحدة الأمريكية مثل Overleese, Taytwo, Mary, Johnson و Sunflower.
المصدر:
Purdue University Cooperation Extension Service. 2015.

 

ثمار الباوباو كاملة

قطاع طولي في الثمرة

شكل زهرة الباوباو

 

 



 

  • Currently 3/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
1 تصويتات / 1720 مشاهدة
نشرت فى 24 نوفمبر 2015 بواسطة FruitGrowing

حقائق هامة عن الفواكه المتساقطة الأوراق
الدكتور / عاطف محمد إبراهيم
الأستاذ بكلية الزراعة - جامعة الإسكندرية - مصر


1. تختلف الفاكهة المتساقطة الأوراق Deciduous Fruits عن الفاكهة المستديمة الخضرة Evergreen Fruits في أن لأشجار المجموعة الأولى تسقط أوراقها في نهاية فصل الخريف, و تظل الأشجار عارية بدون أوراق خلال فترة السكون (فصل الشتاء).
2. تنتشر زراعة الفواكه المتساقطة الأوراق في نطاقات مناخية متباينة, إلا أنها تجود و تزدهر في المناطق ذات المناخ البارد شتاءً, المعتدل إلى الحار صيفاً.
3. تدخل الأشجار خلال فصل الشتاء في ما يسمى بدور الراحة Rest Period, و لا تخرج البراعم من دور راحتها - حتى لو تحسنت الظروف المناخية - إلا بعد تعرضها لفترة برودة تطول أو تقصر تبعاً لاختلاف الأصناف و الأنواع.
4. درجة الحرارة الواجب تعرض الأشجار لها خلال فصل الشتاء (السكون) حتى تخرج البراعم من دور راحتها هي 7.2° م (45° ف). تختلف احتياجات الأصناف و الأنواع في طول الفترة الزمنية اللازمة لتعريض الأشجار خلالها لدرجة الحرارة السالف ذكرها, أو بمعنى آخر, تختلف احتياجات الأصناف و الأنواع من البرودة اللازمة لإنهاء دور راحة البراعم.
إن من أهم العوامل التي تؤدي إلى ضعف نمو الأشجار و نقص المحصول في بعض الفواكه المتساقطة الأوراق, هو عدم توافر البرودة اللازمة لإنهاء دور راحة البراعم, مما يعرض الأشجار لظاهرة التوريق المتأخر, وقد أثبتت نتائج الأبحاث أن الأشجار الصغيرة السن تحتاج لفترات برودة أطول لكسر دور راحة براعمها, مما تحتاجه الأشجار الكبيرة العمر لنفس الصنف أو النوع.
و تختلف مظاهر أو أعراض عدم توافر البرودة اللازمة لإنهاء دور راحة البراعم باختلاف النوع, غير أنه و بصفة عامة تتمثل هذه الأعراض في صورة موت البراعم الزهرية, سقوط الأزهار قبل تفتحها - كما في حالة الفواكه ذات النواة الحجرية, أما الأزهار التي تفتحت, فإنها ربما قد لا تعقد, و حتى لو عقدة, فإن حجم الثمار الناتجة يكون صغيراً, نتيجة عدم كفاية المساحة الورقية, كما تتفتح البراعم القمية للأفرخ قبل تفتح البراعم الجانبية, مما يضفي على الأولى صفة السيادة القمية, و من ثم تعوق نمو و استطالت الأفرع الجانبية.
5. يمنع الري نهائياً عن أشجار تلك المجموعة في نهاية شهر نوفمبر, استعدادا لدخولها دور راحتها خلال فصل الشتاء, حيث أن الاستمرار في ري الأشجار يدفعها إلى تكوين نموات خضرية غضة, لا تستطيع الشجرة إنضاجها , فلا تلبث أن تجابه ببرد الشتاء و تموت.
6. تستجيب أشجار الفاكهة المتساقطة الأوراق للتقليم بدرجة أكبر من استجابة أشجار الفاكهة المستديمة الخضرة, و من ثم يلزم معرفة طبيعة حمل البراعم الزهرية لأشجار كل صنف قبل إجراء التقليم و ذلك للحصول على محصول مرضي و ثمار ذات جودة عالية.
7. عادة ما تزهر أشجار معظم الفواكه المتساقطة الأوراق مرة واحدة خلال العام (في الربيع), و من ثم فإن أية أضرار قد تصيب الأزهار, تعمل على خفض المحصول.
8. تحتاج أزهار الكثير من أنواع الفاكهة المتساقطة الأوراق إلى التلقيح الخلطي, بغية الحصول على محصول تجاري مرضٍ, و ذلك بسبب وجود ظاهرة عدم التوافق الجنسي الذاتي أو الخلطي, كما هي الحال في الكثير من أصناف اللوز و الكريز, و في بعض الأحوال تنتج الأزهار حبوب لقاح عقيمة غير قادرة على القيام بوظيفتها (ميتة), كما في بعض أصناف الخوخ و كذلك بعض أصناف التفاح الثلاثية الأساس الكروموسومي, لذلك يلزم زراعة أشجار أصناف ملقحة مع أشجار الصنف الأساسي بنفس البستان.
9. نظراً لأن أزهار معظم أنواع و أصناف الفاكهة المتساقطة الأوراق جميلة المنظر و جذابة, و لكونها تحتوي على رحيق حلو, و نظراً لأن حبوب اللقاح ثقيلة و تتواجد في كتل, كل هذه العوامل تعمل على جذب الحشرات, و من ثم فإن التلقيح غالباً ما يتم بواسطة الحشرات, خاصة النحل, و على ذلك يلزم توفير خلايا النحل بالبستان, حتى تنجز عملية التلقيح على الوجه الأمثل, و لو أن الرياح تلعب دوراً أساسياً في تلقيح أزهار ببعض الفواكه الأخرى مثل الفستق.
المرجع: - إبراهيم, عاطف محمد - الفواكه المتساقطة الأوراق -زراعتها, رعايتها و إنتاجها - 1996- منشأة المعارف, الإسكندرية - جمهورية مصر العربية.

 

 

 

  • Currently 5/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
1 تصويتات / 604 مشاهدة
نشرت فى 17 نوفمبر 2015 بواسطة FruitGrowing

ملاحظات عن التلقيح و الإخصاب و عقد الثمار في الكاكي
الدكتور/ عاطف محمد إبراهيم
كلية الزراعة - جامعة الإسكندرية - مصر


ينتمي الكاكي للعائلة الأبنوسية Ebenaceae و الجنس Diospyros الذي يضم تحته أهم ثلاثة أنواع هي:
1. الكاكي الأمريكي American persimmon (Diospyros virginiana) : الأشجار ثنائية المسكن, عادة ما يستخدم كأصل لأنواع الكاكي الأخرى.
2. الكاكي الصيني The - date - plum (Diospyros lotus) : يستخدم كأصل للكاكي الياباني وذلك نظراً لتحمله البرودة و الجفاف (العطش).
3. الكاكي الياباني Japanese persimmon (Diospyros kaki) : أهم الأنواع من الناحية التجارية و الذي يضم أكثر الأصناف المشهورة على النطاق الدولي و التي تنتشر زراعتها بمناطق عديدة من العالم. تحمل الشجرة ثلاثة أنواع من الأزهار, هي المذكرة, المؤنثة و الخنثى.
• تظهر الأزهار المذكرة في عناقيد على هيئة مجموعات كل منها يضم ثلاثة أزهار, يتكون الكأس و كذلك التويج من أربعة أجزاء, يتراوح عدد الأسدية (مفرد سداة) بين 16 - 24 مرتبة في محيطين تلتصق بالتويج من القاعدة.
• الزهرة المؤنثة أكبر حجماً من الأزهار المذكرة, تظهر الأزهار مفردة في آباط الأوراق, أجزاء الكأس و كذلك التويج كبيرة الحجم , البتلات لونها أبيض, أما الأسدية فهي أثرية مضمحلة, يتركب المبيض من ثمان غرف, و يحمل المبيض أربعة خيوط قصيرة تحمل مياسم كثيرة التفريع.
• الزهرة الخنثى وسط بين الزهرة المؤنثة و الزهرة المذكرة.
و يمكن تقسيم أصناف الكاكي طبقا لنوع الأزهار التي تحملها الشجرة إلى:
1. أشجار تحمل أزهار مؤنثة فقط (مؤنثة ثابتة أو مستمرة) "Pistillate constant" مثل أشجار أصناف هاشيا - تاموبان - هاياكوم و غيرها.
2. أشجار تحمل أزهار مؤنثة و أخرى مذكرة, غير أن النسبة بين الجنسين تختلف من عام لآخر, ومن ثم يطلق عليها مذكرة غير ثابتة أو غير متصلة أو متقطعة "Staminate sporadic" مثل أشجار أصناف أوكاما - كاليفورنيا و فويو.
3. أشجار تحمل أزهاراً مذكرة بصفة أساسية بجانب بعض الأزهار المؤنثة, وهذه يطلق عليها (مذكرة ثابتة أو مستمرة) "Staminate constant" مثل أشجار أصناف شوكولاته - زينجي - جوشو, تستخدم أشجار هذه المح\جموعة كمصدر اللقاح لتلقيح الأزهار المؤنثة التي تحتاج تلقيح خلطي , إلا أن هناك بعض الأصناف الأخرى التي تكون ثمارها بكرياً دون الحاجة إلى التلقيح و الإخصاب مثل الصنف تانيناشي و بعض الأصناف الأخرى.
عادة ما يتم التلقيح بواسطة الحشرات و الرياح.
تأثير التلقيح على صفات و جودة الثمار الناتجة:
يمكن تقسيم أصناف الكاكي طبقاً لتأثير التلقيح على صفات و جودة الثمار الناتجة إلى:
1. ثابتة (لا تتأثر صفات اللب بالتلقيح) "Pollination constant" سواء تكونت الثمار نتيجة التلقيح الخلطي أم تكونت بكرياً - يظل لون اللب ثابت - لون اللب يظل برتقالي فاتح, من أصناف هذا القسم:تانيناشي - تاموبان - فويو - شوجر و غيرها.
2. متغيرة ( تتأثر صفات اللب بالتلقيح) "Pollination variant" يظل اللون برتقالي فاتح في حالة تكون الثمار الخالية من البذور (الثمار البكرية), أما إذا احتوت الثمار على بذور كنتيجة للتلقيح الخلطي يتحول لون اللب إلى بني داكن حول البذور, من أصناف هذه القسم: شوكولاته - هاشيا - فوجي - زنجي - هاياكوم و غيرها.
المراجع:
1. عاطف محمد إبراهيم -1996 - الفاكهة المتساقطة الأوراق, زراعتها, رعايتها و إ نتاجها, الطبعة الثالثة. الإسكندرية - جمهورية مصر العربية.
2. عاطف محمد إبراهيم - 1998 - أشجار الفاكهة, أساسيات زراعتها, رعايتها و إ نتاجها, الإسكندرية - جمهورية مصر العربية.

 

 

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 692 مشاهدة
نشرت فى 1 نوفمبر 2015 بواسطة FruitGrowing

PROF.DR.Atef Mohamed Ibrahim

FruitGrowing
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

779,732