زراعة و رعاية و إنتاج الخروب
ا.د. عاطف محمد إبراهيم
كلية الزراعة, جامعة الإسكندرية, مصر

ينتمي الخروب Ceratonia siliqua L. إلى العائلة أو الفصيلة البقولية Leguminacae.
يعتقد أن الموطن الأصلي للخروب هو حوض البحر المتوسط و السودان, كما يزرع في الكثير من البلدان العربية, كما تزرع في مصر على السواحل الشمالية و الغربية للعريش, و تزرع أيضاً في جزر شيسيل و قبرص و كذلك اليونان و أسبانيا و تونس و المغرب و ليبيا و غيرها.
الأهمية الاقتصادية و الاستخدامات:
تحتوي الثمار على صمغ Tragacanth, كما يحتوي القلف على زيت دهني و تانين. تحتوي القرون الجافة على 50 ٪ سكر, و تنتج البذور الجافة المطحونة دقيقاً ناعماً ذا قيمة غذائية كبيرة, حيث يحتوي على 40 ٪ سكر قصب و 7 ٪ دهن و 10 ٪ بروتين. تدخل الثمار جزئياً في تغذية الإنسان خاصة في دول البحر المتوسط, حيث تؤكل الثمار, كما تستخدم في تغذية الماشية, كما يمكن الحصول على كحول بعد تخمير لب الثمار الغني جداً في محتواه من السكر.
و من الناحية الطبية, تستخدم الثمار أو البذور لعلاج الإمساك عند الأطفال, كما تستخدم في تصنيع بعض الأدوية كشراب مانع للكحة, كما أن الثمار عادة مدرة للبول و ملينة. يعمل صمغ الخروب على معادلة الحموضة في الأمعاء, كما يمتص بعض السموم و الإفرازات الضارة و يعالج الإسهال. نظراً لفوائد الخروب المجتمعة, يضاف إلى لبن الأطفال الرضع, حيث ينظم عملية الإخراج و يقلل من حالات الإسهال عندهم. و يصنع من الثمار نوع من العسل أو المولاس.
تذكر جولارت Goulart (1982) أن جرام الخروب يحتوي على ثلاثة أضعاف الكالسيوم الموجود بالحليب, كما أنه غني في عناصر الفسفور و البوتاسيوم, هذا بالإضافة لاحتوائه على عناصر الصوديوم و الحديد, كما يحتوي الخروب على 7 ٪ دهن خام بينما تحتوي الكاكاو على 23 ٪, كما أنه أقل في السعرات الحرارية بحوالي 40 ٪ من الكاكاو و 65 ٪ من الشيكولاته الحلوة, و لا يحتوي الخروب على كافين أو أية منشطات أو منبهات أخرى, هذا بالإضافة إلى أنه لا يحتوي على حمض أوكساليك ( مثل الشيكولاته) الذي يعيق الجسم من تمثيل عنصر الكالسيوم. كذلك يحتوي الخروب على الثيامين (فيتامين ب1 ) الذي يعد من الفيتامينات الهامة و يضاهي في ذلك ثمار الفراولة ( الشليك) و انياسين (فيتامين ب3) و يعادل في ذلك الترمس و البسلة, كما يحتوي على فيتامين ( أ ) بنسبة عالية تعادل وجودها في الباذنجان أو البنجر, و من ثم فهي تنصح بأن يحل الخروب محل الشيكولاته ,كما يصنع من الخروب شراب منعش يستهلك بكثرة في الكثير من الأقطار مثل مصر.
الظروف البيئية المناسبة:
تتحمل أشجار الخروب البرودة, و يتوقف مدى تحمل الشجرة للبرودة على عمرها, فالأشجار الصغيرة السن لا تستطيع الاستمرار في النمو في الأجواء الباردة, أما من ناحية التربة المناسبة, فيمكن لأشجار الخروب النمو في مدى واسع من أنواع التربة التي تختلف من رملية إلى صخرية, كما تنمو في الأرض القوية و أيضاً في التربة الضعيفة, غير أنه في جميع الأحوال, لا تتحمل الأشجار سوء التهوية, و من ثم فهي حساسة جداً لسوء الصرف في التربة.

الورقة مقسمة لعدة وريقات

النورات الزهرية

الثمار

الوصف النباتي:
شجرة جميلة مستديمة الخضرة, تنتشر بكثرة في المناطق ذات المناخ الدافئ, تنمو الأشجار بغرض إضفاء الظل و إعطاء ثمار صالحة للأكل. الأوراق ريشية مزدوجة, تحمل كل ورقة من 6 - 8 وريقات ملعقية الشكل لونها أخضر داكن تخرج متقابلة على العرق الوسطي للورقة.
تظهر الأزهار في فصل الخريف محمولة في نورات راسيمية جانبية صغيرة في آباط الأوراق الكبيرة السن أو في أماكن الأوراق على الأفرع الكبيرة السن, و قد تكون الأزهار في بعض الأشجار إما مذكرة أو مؤنثة فقط, كما تحمل بعض الأشجار أزهاراً خنثى و جزئياً مذكرة أو مؤنثة.
عند بلوغ الشجرة مرحلة الإثمار, تعطي ثماراً ( قروناً) يتباين طولها ما بين 10 و 30 سم , يحتوي كل قرن على 5 - 15 بذرة , البذرة مبططة محاطة بقصرة جامدة لونها بني داكن و لامع, و بالرغم من ذلك فإنه عند نقع البذور أو غمرها في الماء لمدة 24 ساعة, يسهل تمزق هذه الأغلفة, تحتوي البذرة على جنين و فلقات بيضاء اللون ناصعة. البذور غير صالحة للأكل إلا بعد تصنيعها أو تحميصها و دخولها كإضافات للأطعمة. و قد استخدم المصريون القدماء بعض الراتينجات المستخلصة من البذور في لصق المومياوات, كما تستخدم الآن في تحسين قوام و تجمد و انصهار الآيس كريم.
التلقيح:
لضمان الحصول على محصول اقتصادي, يفضل زراعة بعض الأشجار المذكرة كملقحات, كما يمكن تطعيم فرع أو عدة أفرع من شجرة مذكرة على كل شجرة مؤنثة و ذلك لضمان حدوث التلقيح الخلطي, كما أن هناك بعض الأصناف أزهارها ذاتية التلقيح.
التكاثر:
1 - البذرة: تعد البذرة من أسهل طرق إكثار الخروب, حيث أن البذرة سهلة الإنبات, غير أنها تفقد حيويتها بعد فترة من استخراجها من الثمار (القرون), و من ثم يفضل زراعتها مباشرة عقب استخراجها. تتلخص هذه العملية في فصل البذور من القرون ثم غسلها جيداً بالماء للتخلص من أية بقايا عالقة بها, و لتسهيل الإنبات, ينصح بغمر البذور في ماء بارد لمدة 24 ساعة, هذه المعاملة تساعد على انتفاخ البذور و تسهل من تمزق الأغلفة, كما تساعد في إعطاء إنبات سريع و منتظم. عقب الغمر, تنشل البذور من الماء و تزرع في صناديق الزراعة أو الأواني الخاصة أو أكياس البوليثيلين الكبيرة الحجم, و الطريقة الأخيرة هي المفضلة حيث يمكن زراعة الشتلات في الأرض المستديمة مباشرة بعد تمزيق الكيس, و ذلك لأن البادرات حساسة جداً لعمليات التفريد و النقل - حيث يموت معظمها عند محاولة نقلها من أرض المشتل إلى البستان المستديم و ذلك لعدم تحملها لصدمة تعرية الجذور, و عليه يجب نقل كتلة التربة المحيطة بالمجموع الجذري كاملة و بحرص شديد. و يمكن زراعة البذور في الأرض المستديمة مباشرة. من عيوب التكاثر البذري إنتاج أشجار تتباين في صفاتها نتيجة الانعزالات الوراثية التي تحدث خلال تكوين الجاميطات, كما أنه في غالبية الأحوال تعطي البذور أشجار مؤنثة و أخرى مذكرة و في هذا إهدار للمساحة المنزرعة, و من ثم ينصح بزراعة الأشجار المؤنثة أو الخنثى.
2 - العقل الساقية:
أثبتت الأبحاث أنه يمكن إكثار أشجار الخروب عن طريق العقل الساقية, هذه الطريق أفضل للتأكد من الحصول على نباتات مؤنثة و مطابقة للصنف المراد إكثاره. لتشجيع تكوين الجذور على العقل الساقية, يمكن معاملة قواعدها ببعض مواد (هرمونات) التجذير مثل إندول حمض البيوتريك IBA.
3 - التطعيم:
نظراً لعدم تحمل الشتلات البذرية لصدمة النقل, فإنه غالباً ما تزرع بذور الأصول في البستان المستديم في الأماكن المحددة لغرس الأشجار أو تزرع البذور في أواني كبيرة, ثم تطعم الشتلات الناتجة بطعوم الأصناف المراد إكثارها - و عند النقل يراعى عدم خلخلة التربة حول المجموع الجذري حتى لا تضار الشتلات المطعومة.
الزراعة:
نظراً لأن الأشجار كبيرة الحجم, فهي عادة ما تغرس على مسافة 10 x 10 متر,كم يمكن زراعة الأشجار على الحدود الهامشية للبستان, و كذلك تزرع في الطرق بهدف توفير الظل.
التقليم:
تحتاج أشجار الخروب إلى تقليم خفيف أو بسيط, ينحصر فقط في خف بعض الأفرع و إزالة الجاف و الميت منها,كما أن الأشجار لا تحتاج لتقليم بمعنى الكلمة إلا في السنوات الأولى من عمرها وأثناء تربيتها,تتبع الطريقة الهرمية المحورة في تربية أشجار الخروب.
التسميد:
لا تحتاج أشجار الخروب للتسميد في معظم الأراضي إلا عند وصولها مرحلة الحمل و الإثمار, و قد يتطلب الأمر إضافة الآزوت للأراضي الفقيرة, حيث أن الأشجار لا يمكنها تثبين الآزوت الجوي على الرغم من أنها تنتمي للعائلة البقولية.
الأصناف:
هناك العديد من أصناف الخروب معروفة في دول أوروبا مثل اليونان و قبرص, أسبانيا و البرتغال, كما توجد بعض الأصناف الممتازة تزرع بالولايات المتحدة الأمريكية و أماكن أخرى, و من أهم هذه الأصناف: أملي - بولسر - كليفورد - كونيجو - إكسليسيور - جابريل - جرانثام - مولينو - سنتافي -صفاقص - تانتيللو - و تاليريا.
المحصول:
شجرة الخروب بطيئة النمو و تعمر طويلاً, و في كاليفورنيا يتوقع أن تثمر الأشجار بعد 5 سنوات من زراعتها بالأرض المستديمة, و تحمل الأشجار في سن 6 - 8 سنوات محصولاً يقدر بحوالي 220 - 300 كيلو جرام من القرون, و عندما تبلغ الثانية عشر قد يصل محصول الفدان الواحد إلى حوالي 2500 كيلو جرام. يمكن للشجرة أن ثمر حتى بعد أن تصل إلى عمر 100 عام. عند اكتمال النمو, تسقط القرون على الأرض, أو يمكن هز الأشجار حيث تتساقط القرون التي يمكن جمعها بسهولة.
المراجع:
1- عاطف محمد إبراهيم - الفاكهة و الخضروات و صحة الإنسان - 2015 - منشأة المعارف, الإسكندرية - جمهورية مصر العربية.
2 - عاطف محمد إبراهيم - أشجار الفاكهة - أساسيات زراعتها, رعايتها و إنتاجها - 1998 - منشأة المعارف , الإسكندرية - جمهورية مصر العربية.
3 - عاطف محمد إبراهيم و محمد نظيف حجاج - الفاكهة المستديمة الخضرة, زراعتها, رعايتها و إنتاجها - 1996 - منشأة المعارف, الإسكندرية - جمهورية مصر العربية.


4 - Goulart, F. S. 1982. The carob way to health. Warner Books, A. Warner Communications Company.



 

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 2664 مشاهدة

PROF.DR.Atef Mohamed Ibrahim

FruitGrowing
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

730,165