تتعدد مستويات الاتصال من حيث عدد المتصلين، و من حيث نوعية الرموز المستخدمة لتحقيق الاتصال ، اللفظي و غير اللفظي.
و ما يعنينا هنا هو مظاهر الخلط بين مستويات الاتصال من حيث عدد المتصلين، و اساليب الاتصال و امكانية الحصول على رجع الصدى، و مخاطر هذا الخلط بين مستويات الاتصال ،
حيث ازدادت مظاهر و مخاطر هذا الخلط مع تطور وسائل الاتصال، و الانفتاحية الكبيرة عليها و سهولة التعامل معها و التواصل مع القائمين بالاتصال، وصولا إلى اننا جميعا اصبحنا قائمين بالاتصال، لدرجة اننا قد نجد داخل كل بيت قائما بالاتصال نشطا و متفاعلا و مؤثرا،
و حتى نوضح المقصود بالخلط ينبغي ان يعرف حتى غير المتخصصين ان مستويات الاتصال هي :
1- المستوى الأول من مستويات الاتصال هو الاتصال الذاتي،. و هو عملية اتصال داخلية بين الإنسان ونفسه. و له وظائف،
2- المستوى الثاني من مستويات الاتصال هو الاتصال المواجهي المباشر، الاتصال الشخصي ، بين شخص وآخر.
3- المستوى الثالث من مستويات الاتصال و هو الاتصال الجمعي، بين مجموعة من الأفراد، و يتحقق من خلاله شرط المواجهة و الاطلاع على رد الفعل ( رجع الصدى )
4- المستوى الرابع من مستويات الاتصال و هو الاتصال العام ( ندوة، حفلة، مؤتمر) : بين فرد ومجموعة كبيرة من الأفراد.
5- المستوى الخامس من مستويات الاتصال و هو الاتصال الوسطي، وجود وسيط وهو اتصال يجمع بعض خصائص الاتصال الجماهيري والاتصال الشخصي مثل الدائرة التلفزيونية المغلقة،. و يتسم بوجود عمليات إرسال رسائل باتجاهين بين أشخاص باستخدام وسط تقني كأجهزة الهاتف و اجهزة الكمبيوتر ، يحقق القدرة على الاتصال و التفاعل عن بعد مهما بلغت المسافات و يحقق الاطلاع على رد الفعل و رجع الصدى إلى حد كبير، لكنه يفتقد للمباشرة و للحميمية بين الأشخاص،. و لا يستطيع المتواصلون من خلاله قراءة بيئة الاتصال بشكل واضح او معرفة تفاصيل عمليات الاتصال غير اللفظي من دلالات المكان و لغة الجسد و الرائحة و كل العوامل المحيطة و التي تشكل بيئة الاتصال، فالمتواصلون هنا يعتمدون على ما يسمح به القائم بالاتصال سواد من حيث اختيار زاوية التصوير و الاضاءة و الوضعية و كافة تفاصيل بيذة الاتصال (اللوكيشن) و ادواته الناقلة كنوعية الكاميرا و مدى جودة الصوت .
6- المستوى السادس من مستويات الاتصال و هو الاتصال الجماهيري (الاعلام)، وهو الذي يتم باستخدام وسائل الاعلام الجماهيرية، ويصل إلى الجمهور ،على اختلاف الاتجاهات والمستويات ، والجمهور هنا غير معروف للقائم بالاتصال ، و تصله الرسالة نفسها في نفس اللحظة ، وبسرعة فائقة ، لتصنع الرأي العام ، و المواضيع الاكثر تداولا و الترند، و له القدرة على استحداث افكار و سلوكيات غير موجودة، و دعم افكار و سلوكيات قائمة او هدمها، و يقوم الاتصال الجماهيري بعدة وظائف يدرسها متخصصو الإعلام لتحقيقها العملي و احداث التأثير في الجماهير،
هذا المستوى المهم في العمليات الاتصالية يكون باستخدام الوسائط الجماهيرية والمتعددة لإرسال الرسائل وتبادلها بين الأفراد والجماعات. وهذه الوسائط تتنوع بين المسرح، السينما، والراديو، والتلفزيون والصحف و المواقع الإلكترونية، وكل منصات التواصل عبر الانترنت، حين يتم استخدامها و توجيه رسائلها للجمهور العام،
و هنا في هذا المستوى، و بسبب التطورات التقنية الهائلة استطاع كل شخص لديه جهاز متصل بالإنترنت ان يوجه رسالة للجمهور العام،
و بهذه السهولة و البساطة تحول الناس جميعا إلى قائمين بالاتصال دون وعي حقيقي بعمليات الاتصال و مستوياته ووظائفه و أهدافه و اثره، ثم يكون واعيا بالحديث، نوعية الكلام، موضوع الكلام و مضمونه و طريقة الكلام و دلالاته و اهدافه ، توقيت الكلام، زمن الكلام، انهاء الكلام، و المواقف، كيف يتم التعبير و مع من و لماذا و متى و اين، الأسئلة المفتاحية للحياة،
بعضنا يحتاج لكل مستويات الاتصال و بعضنا يكتفي بالمستوى الأول والثاني فقط، (و يقفز الكثيرون إلى المستوى الاخير و ما بعده للصراخ و الفضفضة عبر منصات التواصل الاجتماعي)، فإذا حدثت القفزة دون وعي بأهمية المستوى الأول والثاني من مستويات الاتصال تفاقمت الصراعات و اشتد الغضب الخاص و العام، اصبحنا نجد الشجارات التي كانت تدور فقط الاتصال الشخصي المواجهي تنتقل إلى ساحة الاتصال الجماهيري، و نجد الصراع الداخلي و معاناة الإنسان النفسية تنتقل عبر شاشات الاجهزة الخاصة لتصل إلى الجماهير الكبيرة فتقفز من مستوى الاتصال الذاتي إلى مستوى الاتصال الجماهيري و هكذا، ( يمكن مراجعة مقال مفهوم الوقاية بالوعي في المستوى الأول من مستويات الاتصال على موقعي في كنانة اونلاين)
و للحديث بقية