فلسفة التدريب في القطاع الخيري‎

الملاحظ للقطاع الخيري بعد الصدمة الكبيرة التي أصابت الجهات الخيرية جراء الأزمة المالية العالمية والتي يفترض أن تنكفئ الجهات الخيرية على نفسها لتصحيح وجهتها وغايتها بدلا من اليأس والبكاء على الواقع أو التغني بالماضي ولا نعني بالانكفاء على الذات بالبيات الشتوي بل هو جهد مضاعف وصعب في مراجعة العمليات الداخلية للمنظمات الخيرية وبحكم عملي في عدد من الجهات الخيرية داخل المملكة ومطلع على بعض الأعمال خارج البلاد فإنني أرى حتمية إعادة البناء الداخلي لبعض الجهات الخيرية, وتطلعنا الأخبار العالمية يوميا عن إفلاس البنوك والشركات العالمية إلا أننا لم نسمع يوما من الأيام بخبر عن إفلاس جمعية من الجمعيات وفق النظم والقواعد المالية أو حتى محاسبة للقائمين على هذه الجمعيات عن سبب التردي المالي والإداري فيها. ربما أن الإجابة على هذا السؤال الكبير تكون من عدة زوايا منها مراجعة آلية تكوين وترخيص هذه الجمعيات ومجالسها العمومية وغيرها وطريقة اختيار وتعيين أعضائها ومهامهم وصلاحياتهم, أما الزاوية الثانية فهي التدريب والتطوير والزاوية الثالثة فهي المتابعة والتقويم, وسنركز هنا على زاوية التدريب حيث تقوم فلسفة التدريب في القطاع الخيري من وجهة نظري في ظل الأزمة الحالية على الشكل الهرمي المكون من ثلاث مستويات وهي:
المستوى الأول: رأس الهرم ويقصد فيه إدارة المنظمة ويدخل فيه الإدارة التنفيذية ولا يوجد عادة متطوعين بهذا المستوى وتحتاج الإدارة التنفيذية إلى تدريب متميز نوعي عالمي في مجال إدارة المنظمات بتميز بعيدا عن المحسوبية في هذه النقطة الحرجة والتي تتطلب مدير تنفيذي بمواصفات إدارية عالية جدا وعندما ننجح في هذا المستوى فسيكتب للمنظمة النجاح إن شاء الله في بقية المستويات الأخرى.
المستوى الثاني: وهم مدراء العموم والإدارات والأقسام وعادة يمثل نصفهم المتطوعين ويرتكز تدريبهم على إدارة المشاريع المتميزة ونحتاج إلى تدريب عشرة أشخاص من المستوى الثاني مقابل شخص واحد من المستوى الأول .
المستوى الثالث: وهو قاعدة الهرم وهم الصف الأول في تقديم الخدمات ومقابلة الجمهور وهم الركيزة الأساسية في نشر ثقافة المنظمة وإيصال رسالتها لأكبر قدر ممكن من المستفيدين وإضافة إلى ذلك هم أنبوب تنمية الموارد المالية لهذه الجمعيات وغالبية هذا المستوى هم من المتطوعين, ونحتاج إلى تدريب عشرة أشخاص على الأقل مقابل شخص واحد من المستوى الثاني ويرتكز تدريبهم على طريقة التواصل مع الآخرين وتنمية الموارد المالية, وهذا المستوى هو أكبر المستويات استيعابا لفئات المجتمع فيدخل فيه أصحاب التخصصات المهنية من طبيب ومهندس وغيرهم بعكس ما يتصور عنه أنه يقدمه صغار السن أو الذين ليس لديهم مهن محددة.
ومن هذا المنطلق يجب على المنظمات الخيرية وضع خطة تفصيلية لمشروع تدريب منسوبيها مراعية التالي:
1. الجدية في تقديم الدورات التي تلبي حاجة المنظومة ويتم تحديدها ومقدميها ومنظميها وفق أسلوب علمي دقيق.
2. الاستفادة من الخبرات المحلية والدولية في التدريب وتبادل الخبرات فيما بينهم.
3. الحذر من الكم على حساب الكيف أو الانخراط في موضة وصرخة التدريب براقة العناوين خالية الفائدة للمنظومة.
4. قياس أثر التدريب على العاملين والمنظومة.

ahmedkordy

خدمات البحث العلمي 01009848570

  • Currently 30/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
10 تصويتات / 1045 مشاهدة
نشرت فى 19 يوليو 2011 بواسطة ahmedkordy

أحمد السيد كردي

ahmedkordy
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

29,887,115

أحمد السيد كردي

موقع أحمد السيد كردي يرحب بزواره الكرام free counters